Translate

الثلاثاء، 14 يونيو 2022

فضيلة الأستاذ القدير عبداللاه بن يحيى بن أحمد الفصيح




فقيه، مُربي فاضل، تربوي قدير، إداري، مُصلح إجتماعي.

مولده بمدينة المحابشة من أعمال محافظة حجة في يوم الخميس 10 ذو الحجة 1361 هـ، الموافق 17 ديسمبر 1942، ووفاته بمدينة صنعاء في يوم الجمعة 27 رجب الأصب 1439 هـ، الموافق 13 أبريل 2018.

تُوفي والده بعد مولده بـ 3 أيام فنشأ يتيماً، وتكفّلت والدته الفاضلة بتربيته وتعليمه.

التحصيل العلمي:
أخذ تعليمه الديني عن كوكبة من علماء المدرسة العلمية بالمحابشة، وكان مُتميزاً ومُتفوقاً في دراسته، حاد الذكاء، سريع الحفظ، لبيب، فطِن.

حصل من المدرسة العلمية على إجازة شاملة، كما حاصل على معادله جامعية "ليسانس" في العلوم الشرعية واللغة العربية.

السجل الوظيفي:
شغل العديد من المناصب في الحقل التربوي، وكان في جميعها نموذجاً للتربوي الرسالي والإداري المُحنك والموظف المثالي والوطني الغيور، منها:

1 - مُدرس بالمدرسة العلمية في المحابشة عقب تخرجه منها مباشرة.
2 - مدير المركز التعليمي بقضاء ميدي من أعمال محافظة حجة، "1972 - 1975".
3 - مدير المركز التعليمي بقضاء الشرفين، "1975 - 1990".
4 - مدير المركز التعليمي بمديرية خولان الطيال في محافظة صنعاء، "1991 - 1992".
5 - مدير المركز التعليمي بمديرية بني حشيش، "1992 - 1994".

شهدت المديريات والمناطق التي عمل فيها نهضة تربوية غير مسبوقة، وكان له دورٌ كبير في فتح المدارس وإقناع الأهالي بالدفع بأبنائهم الى التعليم.

وتعرّض بسبب إخلاصه وتفانيه في عمله لمحاولة إغتيال آثمة في العام 1989.

وفي العام 1994 أُحيل للتقاعد بعد أربعة عقود من العطاء والتفاني في خدمة الوطن.

تفرغ بعدها للعبادة وتلاوة القرآن الكريم والإصلاح بين الناس، وكانت له أيادي بيضاء في فعل الخير.

كما كان له دور فاعل في تأسيس جمعية الاتحاد الخيرية الاجتماعية لأبناء مديرية المحابشة، وشغل منصب عضو الهيئة الإدارية فيها، 2003.

عرفه الناس بطيبة قلبه، ولين معشره، وتمثُله بأخلاق جده رسول الله في كل حركاته وأفعاله وسكناته.

أحبه كل من عرفه في كل المناطق التي سكنها أو حل فيها والجهات التي عمل فيها، ورحل عن هذه الدنيا الفانية مزفوفاً بحب الناس ودموعهم ودعائهم.

أولاده: محمد، عبدالرحمن، عبدالفتاح، عبدالسلام.

القتل باسم الرب آفة العصر

بقلم زيد يحيى المحبشي

لقد كان "سان جوست" أكثر شجاعة من "ماكسميليان روبسبير" عندما قال: يجب الحكم إما بالفضيلة أو الإرهاب، لأن الوقت لم يحن بعد لفعل الخير!!..

والسبب: إقرار "جوست" علناً بعدم وجود وسيلة يُنظر إليها من ناحية فعاليتها وليس من ناحية أخلاقيتها سوى العنف والإرهاب.

 تُهم باطلة:

الكثير من الجماعات الدينية العصبوية المتزمتة في عالمنا العربي فضلت ومنذ وقتٍ مبكر السير على نهج "جوست" لأنه في اعتقادها الوسيلة الأنجع للسيطرة على الفردوس الأرضي وحكم الدول تحت شعار "الإسلام هو الحل" ولو كان على حساب خراب الديار وهلاك الحرث والنسل وما ترتب على ذلك من كوارث على الإسلام والمسلمين أبسطها توفير الذريعة وعلى طشت من ذهب للمستشرقين الأميركيين والغربيين للترويج والتسويق عبر وسائل الإعلام لتهمتين في غاية الخطورة، هما:

1 – استعصاء الإسلام على الحداثة.

2 – أن المسلمين لا يمكن أن يكونوا إلا متعصبين.

ربط مسار السياسات الدولية المتغطرسة تجاه قضايا المشرق العربي والأوضاع العربية الداخلية المتأزمة ببوصلة العنف المتلبس بالدين في العقدين الأخيرة لم يكن سوى انعكاسة طبيعية لتلك التهم الباطلة مسنودة باعتقاد غربي طاغي بأن العلة الأساسية لكل الصراعات المتأججة في عالمنا العربي مردها الدين وأن المعتقدات والتوجهات الدينية هي التي أوغرت كل هذه الصراعات وليس استعمارهم البغيض.

وهي تهم باطلة والإسلام بريئ منها براءة الذئب من دم ابن يعقوب لسببين:

1 – أن الله لا يرضى بممارسة صنوف الإيذاء بين بني البشر باسمه.

2 – أن الدين شيئ جميل والبشر هم الذين يجعلون منه أمراً قبيحاً وعنيفاً.

فكيف إذا كان هذا الدين هو الإسلام خاتمة الرسالات والأديان السماوية ودين السلام والمحبة والعدالة والمساواة والكرامة والتسامح

.

فما هو العنف المقدس أو الظلم تحت مظلة الدين إذن؟ هذا ما نحاول الوقوف على حقيقته في هذه القراءة السريعة

صراع شيطاني:

واحدة من الحقائق المسلم بها لدى كل البشر، هي: أن الصراع باسم الدين بكل مستوياته شأن عالمي وموجود في كل الأديان السماوية والأرضية .. امتد مع نشوء البشرية وصراع هابيل وقابيل .. وعانت منه كل البشرية على مر العصور والأزمنة .. 

وهو غالباً ما يُعلن ويُمارس تحت شعارات براقة لاعتقاد هواته بأن الله يغفر العنف ما دام وأنه يُمارس باسمه .. 

ولذا فهو في مفهوم الكاتب والمفكر اللبناني "علي حسين غلوم" ومفهوم كل العقلاء: "اعتقاد شيطاني خاطئ ولا أساس له في كل الشرائع، بل هو نابعٌ من الفهم المشوه والتأويل الحرفي اللا واعي للنصوص الدينية وعدم فهم السياقات التي نزلت فيها هذه النصوص".

كما أن الأديان وإن كان لها تأثير كبير ومحوري على الوجدان الإنساني أكثر من أي فكر أخر، إلا أن هذا لا يعني أن الروح الدينية تنطلق من فكرة إلغاء الأخر بل تدعو إلى الانفتاح عليه ومحاورته واستخدام الحكمة والمنطق كوسيلة للإقناع.

العلامة محمد الشيرازي بدوره يرى أن: "اللجوء إلى العنف باسم الدين، أمر قبيح، لأن للأديان دور كبير ومباشر في نشر ثقافة السلام والتعايش السلمي ودرء النزاعات وما ينجم عنها من مفاسد .. 

فقد أنزل الله الأديان لتزكية النفوس البشرية وتطهير القلوب وإقرار الخير في الأرض"

لا للخراب والدمار وسفك الدماء المحرمة.

 مفاهيم متعددة لأفة واحدة:

الحديث عن مفهوم العنف المقدس يستدعي الحديث عن مفاهيم أخرى ذات ارتباط وثيق به، لما لذلك من أهمية في الوقوف على حقيقته التدميرية ومنها على سبيل المثال لا الحصر:

1 - التطرف الديني: 

ونعني به مجموعة من الأشخاص أو الجماعات أضافوا إلى العقائد الدينية أكثر مما تحتمل، ولذا فهم يتصرفون وفق هذه العقيدة المزيدة والمحرفة وعبر آلية وأقبية العنف، أي تحول الدين إلى مطية لممارساتهم العنفية.

2 - الأصولية الدينية:

ونعني بها مجموعة من الأشخاص أو الجماعات نصّبوا أنفسهم وكلاء للحديث نيابة عن الله، ولذا فهم يوجهون أحكامهم ضد المخالفين لهم في الفكر أو العقيدة أو المذهب من منطلق عقيدتهم وتأويلاتهم الحرفية والمحرفة للنصوص الدينية المقدسة،

وبالتالي إضفاء الشرعية على أعمال القتل والاغتيال والإيذاء والهجوم والتكفير وغيرها من الأعمال الوحشية التي يستمرئونها في تعاملهم مع المخالفين لهم.

3 - العنف المقدس والعنف السياسي:

العنف المقدس في أبسط صوره هو الذي يظهر في المجتمعات المتدينة أو الآخذة بالدين أو المحكومة بالدين ..

وعلى العكس من ذلك "العنف السياسي" فهو وإن كان أكثر شيوعاً وتأثيراً في المجتمعات الإنسانية إلا أنه يتلون ويتمظهر بأشكال عديدة حسب مقتضيات الحال، الدين أو المذهب أحدها وليس كلها.

العنف السياسي أيضاً وإن كان يمتد ليخل بالعلاقات الدولية والسلم الدولي عن طريق ما بات يعرف بتصدير الأزمات الداخلية من قبيل إتهام دولة أو دول مجاورة بدعم مجموعة أو مجموعات سياسية على حساب مجموعة أو مجموعات أخرى وما يجري في اليمن وسورية والعراق ولبنان يدور في هذا الفلك .. إلا أنه في طابعه العام متسمٌ بالحراك والتنوع والتجدد، ولذا فهو من ضروريات الحياة ما دامت الإنسانية بحاجة إلى سلطة ونظام يدير شؤونها ويدبر أمورها ..

عكس العنف المقدس الدائر في فلك الجمود والتقوقع والانغلاق والأحادية والإلغاء.

 العدوانية باسم المقدس:

يعرف علماء النفس العنف بأنه: سلوك غريزي هدفه تفريغ الطاقة العدوانية الكامنة داخل الإنسان .. وهو يمثل استثناء في حياة الإنسان ترجمته الظروف غير العادية إلى قناة للتعبير الجاد عن الشعور الغاضب الذي يختزنه الجمهور ..

وهو لا يتقيد بقواعد وثوابت بل إنه يكتسب فعاليته وقوته من كونه غير مقنن وغير مقيد بقواعد ثابتة، متفق عليها ويمكن الاعتماد عليها في تقنينه وضمان عدم تجاوزه للحدود المرسومة ..

ما يجعله أكثر إخافة ورعباً وتدميراً من العنف السياسي، لأن القواعد التي يتقيد بها هي فقط كل ما يخدم القضية التي يناضل من أجلها، هذا إذا كانت له قضية أصلاً.

بعض الجماعات أو الفئات قد تحدد العنف كأداة مؤقتة ووسيلة آنية فرضتها ظروف استثنائية، والمشكلة هنا أن القائمون على العنف قد يسيطرون لبعض الوقت على مساراته لكنهم لا يستطيعون السيطرة كل الوقت، لأن خطورته نابعةٌ في الأساس من كونه يمتلك من الخصائص الذاتية والتدميرية ما يجعله قادراً على تجاوز كل الوسائل الأخرى، بحيث يصبح الوسيلة الوحيدة التي تسيطر على السلوك الحركي العام ..

وهنا يستنفذ العنف الغاية ويحتويها ليصبح هو الهدف الأول والأخير ..

وبمعنى أخر تغلب واقع الوسيلة على الغاية ما يؤدي إلى إدخال ممارسة العنف في صلب الجسم الثقافي والسياسي كله، وهذه أم المصائب.

والمصيبة الثانية تكمن في التحول الدراماتيكي الذي يمكن أن يحققه العنف عندما يعجز كوسيلة أساسية عن الوصول للغاية المنشودة، بحيث يتحول بالتدريج إلى أداة للتدمير الذاتي والخارجي فتفقد الجماعة القدرة على إعادة التوازن الداخلي والحفاظ على التماسك وبالتالي تلاشي سلطتها الداخلية والجماهيرية.

أما خاتمة الأثافي فتكمن في عدم توقف مشكلة العنف عند كونه أداة بل قد يتحول إلى فكرة عقائدية تتجه إلى حالة من التقديس الجامح لفكرة العنف والإيمان الذاتي والمطلق كما هو حال الجماعات الدينية  المتزمتة بمختلف مسمياتها، والتي حولت المجتمع كله وبلا استثناء إلى عدو وهمي، بحيث صارت ترى من نفسها الأحق بالبقاء والأحق بالأفضلية والأحق بالحكم والسيطرة المطلقة والأحق باحتكار تمثيل الله في أرضه.

الأحد، 12 يونيو 2022

الشاعر الموهوب لقمان بن عبده بن علي بن سعيد المحبشي




أديب، شاعر متألق.


مولده بقرية المَحِل من أعمال عزلة ميتم، مديرية ريف إب، في العام 1417 هجري، الموافق 1996.


التحصيل العلمي:

درس الأساسي والثانوي بمدرسة الحمزه في بلدته.


طالب لغة انجليزية بكلية الآداب، جامعة إب.


الجوائز والشهائد التقديرية:


حصل على العشرات من الشهائد التقديرية والجوائز التشجيعية والدروع التكريمية من عدة جهات محلية وخارجية.


حصل في العام  2005 على جائزة عينية من معالي وزير الثقافة الأسبق الأستاذ خالد الرويشان، لمشاركته بقصيدة في احتفالية اقامها المركز الثقافي بمدينة إب نالت استحسان الحاضرين.


حصل على أكثر من 50 تكريما من عدة منتديات أدبية عربية.


الانتاج الأدبي:

استهواه الشعر منذ طفولته، وبدأ بالكتابة وهو لا يزال في الصف الثالث الإبتدائي.


تنوعت مشاربه الشعرية، واحتلت الزهديات والصوفيات حيزا كبيرا في وجدانه، وله عشرات القصائد في هذا المجال، لفتت انتباه العديد من علماء الصوفية في بلاد المغرب العربي، وسجل بعضهم قصائده بصوتهم.وتناقلها الناس، لما لها من تأثير في وجدان الوالهين من المتصوفة بالعشق الإلهي.


شارك في العشرات من المنتديات والمواقع والمجلات الأدبية.


وكانت له اسهاماته الشعرية في العديد من المناسبات الوطنية في محافظتي إب والضالع.


له عدة مشاركات شعرية في المركز الثقافي بمحافظة إب.


شارك في العديد من المساجلات الشعرية.


أصدر له منتدى هاملت الأدبي ديوانا إلكترونيا.


ولديه العشرات من القصائد في مجالات متنوعة.

 

الخميس، 9 يونيو 2022

التربوي القدير عبدالله بن إبراهيم بن منصر بن ثابت الشمري



فقيه، تربوي، أديب، شاعر، لغوي.


مولده بمدينة المحابشة في العام 1970.


أخذ تعليمه الديني عن كوكبة من علماء المحابشة وصنعاء.

درس الأساسي والثانوي في المحابشة.

حصل على البكالوريوس في اللغة العربية من كلية التربية، جامعة صنعاء، 1995.


شارك في العديد من الدورات التدريبية التخصُصية.


انضم للعمل بالحقل التربوي في العام 1995.


عمل مُدرساً لمادة اللغة العربية في عدة مدارس بمديرية المحابشة، منها مدرسة الثورة الإعدادية الثانوية، "1995 - 2012".


وهو من أبرز عُلماء اللغة العربية في بلاد الشرف، وأحد شُعراء الفصحى في تلك البلاد، وله ديوان شعري بعنوان "ثقافة الربيع"، يضم 220 قصيدة في مجالات مُتعددة، لم يُطبع بعد.

الأحد، 5 يونيو 2022

الشيخ علي بن عبدالله بن صالح هبه



شيخ قبلي، قائد عسكري، حكيم.


مولده بمنطقة "شمسان الطيار" من أعمال المحابشة بحجة في العام 1323هـ، الموافق 1902، ووفاته بها في حدود العام 1409 هـ، الموافق 1988.


من المشائخ المخضرمين في بلاد الشرف، عايش العهدين الملكي والجمهوري، وكان له صولة وجولة، وصوت مسموع، ورأي مُحترم، ومكانة مرموقة لدى القبائل والأنظمة الحاكمة المُتعاقبة.

وهو من كِبار حُكماء بلاد الشرف في الزمن الجميل، واشتهرت تلك البلاد في ذلك العهد بالعديد من الحُكماء منهم الشيخ الجليل "علي بن عبدالله بن أحمد بن محسن المحبشي"، تُوفي في عهد دولة الرئيس الخالد الذكر "إبراهيم الحمدي"، والشيخ الفاضل "محسن بن علي بن عبدالله المحبشي" تُوفي في تسعينيات القرن العشرين، .. ، وغيرهم من الشخصيات العظيمة التي لعبت دوراً محورياً في تاريخ المحابشة خلال القرن العشرين وكانت لهم مكانة رفيعة لدى قبائل بلاد الشرف ومحافظة حجة والدولة.

كانت له مواقفه من ثورة 26 سبتمبر 1962، وكان أولاده في طليعة المدافعين عنها وترسيخ قواعدها.


السجل الوظيفي والنضالي:


شغل في العهد الملكي العديد من المناصب في مقام الإمام "أحمد يحيى حميد الدين"، منها:

مدير سجن المحابشة، وكان من أصحاب المشورة لدى الإمام.

وبعد ثورة 26 سبتمبر 1962 ظل مُحتفظاً بمكانته في مشيخ قبيلته حتى وافته المنية.

عضو المجلس الاستشاري القبلي العسكري الذي تشكل بعد ثورة 26 سبتمبر 1962 برئاسة الأمير "محمد بن الحسين"، كما تذكر وثيقة أميركية يعود تاريخها إلى 13 يونيو 1967 تتحدث عن التعديلات في الحكومة الملكية اليمنية المتشكلة رغم معارضة "محمد البدر"، بموجب قرارات مؤتمر صعدة المنعقد في نهاية أبريل وبداية مايو 1967.

عضو المجلس الوطني "1969 - 1971".


مواقفه مع الشيخ عبدالله الاحمر:


ومن المواقف العربية الأصيلة لهذا الشيخ الجليل مع الشيخ "عبدالله بن حسين بن ناصر بن مبخوت الأحمر"، كما يذكر السيد "ناجي بن علي الخُزاعي" نقلاً عن الأستاذ الدكتور "علي بن حسين راجح القُدمي" أن الإمام "أحمد حميد الدين" أراد التخلص من "الأحمر"، وكان الشيخ "هبه" بحضرته، فإبتدره:

 "يا مولاي ماذا يقول الناس .. الإمام يقتل الأطفال".

وكان "الأحمر" حينها لا يزال صغير السن، وتهيّب الكثير مراجعة الإمام للعدول عن قراره، باستثناء الشيخ "هبه"، وكان صاحب حظوة ومكانة عند الإمام.

وبالفعل عدل الإمام عن قراره، ورد عليه: "يا شيخ علي خُذه معك المحابشة، وتحفّظ عليه، يكون في عُهدتك".

وعندما علمت قبيلته "بني هبه" بقدومه مع "الأحمر"، توافدوا إلى أسفل عقبة "معمش" لاستقبالهما بالطاسة والمرفع والزوامل والمغارد الشعبية، وأُقيم حفل كبير لهما في مقر الحكومة بـ"القرانة" جنوب مدينة المحابشة.

وكان الشيخ "الأحمر" يتحرك بأريحية ويخرج للنُزهة نهاراً في كل مناطق المحابشة، برفقة وحراسة مجموعة من أتباع الشيخ "هبه"، كما يذكر في مذكراته.

وقام حينها بعض الوشاة بإبلاغ الإمام أن شيخ شمسان مُتمالي مع "الأحمر"، وأن الأخير ليس مسجوناً بل يتم التعامل معه كضيف، لأن قبيلة بني "هبه" تعود جذورها الى قبائل بني صُريم حاشد التي ينحدر منها "الاحمر"، فأرسل الإمام برقية الى الشيخ "هبه" يستفسر، لثقته فيه.

فرد الأخير:

"ما نقوم به من كرم لا يساوي ذرة من كرم جدك الإمام علي عليه السلام".

وبهذا تم انقاذ الشيخ "الأحمر" من القتل، وإبطال مفعول وشاية الحاقدين.

قال عنه الأستاذ الدكتور "علي القُدمي": 

الشيخ "علي عبدالله هبه" شيخ مشائخ الشرفين، أصالة وكرم وشجاعة ونصير كل المظلومين، عاش كريماً، ومات فقيراً، حاربه من أفرط بإكرامه.

أجلّه العلماء وسائر مشائخ اليمن، عدا من ذكره في كتابه، ذِكر عابر دون ذكر مواقفه النبيلة التي يعلمها القاصي والداني - في إشارة لمذكرات الشيخ "عبدالله بن حسين الأحمر".

في الاتجاه الأخر، يذكر الشيخ "عبدالله بن حسين الأحمر" في مذكراته أنه خرج صبيحة يوم ثورة 26 سبتمبر 1962 في نزهة مع "زيد جحاف" ومجموعة من أولاد عامل المحابشة إلى حصن القاهرة، ومروا ببيت "إبراهيم جحاف"، وإذا بالراديو مفتوح بالصوت العالي، يذيع أناشيد حماسية، وبعدها سمعوا قرارات إعلان قيام الجمهورية، ..، فرجعوا فوراً إلى مقر العامل وعنده بعض المشائخ والموظفين.

قالوا: ما هو الرأي؟.

قال الأحمر: ابعثوا برقية تأييد، هذا من مصلحتكم، وهذا واجب، إنها ثورة ثورة.

فصاح الشيخ "علي عبدالله هبه"، وكان مدير الحبس: هذه ليست ثورة، هذه ليست إذاعة صنعاء، إنها إذاعة صوت العرب، والله ما تمت، ولا يتحكم بنا ابن مُوزع البريد حق مصر - يقصد جمال عبدالناصر وكان والده يعمل موزعاً للبريد.

وبعد العصر كان "الأحمر" مُهيئاً نفسه للسفر، فجاءت برقية من الرئيس "عبدالله السلال" إلى عامل المحابشة بإطلاق سراحه، وإبلاغه بتعجيل الوصول إليه.

وإذا بالشيخ "علي هبه"، يقول: من هو هذا السلال؟.

قال الأحمر: سواء جاء إطلاق من "السلال" يا شيخ "علي"، أو لم يجيء، لست مُتوقفاً، الصباح إن شاء الله أسافر وأنت مُتجمِّل ومذكور عندي بالخير، فلا تُضيِّع الجمالة والمعروف.

فقال الشيخ هبه: إذن أنت بكرة - غداً - ضيفي، وبعد صلاة الجمعة تتوكل على الله.


من أولاده: 


محمد - شيخ قبلي، عبداللاه - قائد عسكري.


مراجع ذُكر فيها العلم:


1 - صفحة "ناجي بن علي الخُزاعي" على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".

2 - صفحة الأستاذ الدكتور "علي بن حسين راجح القدمي" على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".

3 - مُذكرات الشيخ عبد بن حسين الأحمر.

4 - منير الماوري، اليمن في الوثائق السرية الأميركية، الحلقة 18، صحيفة المصدر اليمنية – صنعاء، العدد 74، 12 مايو 2009.

السبت، 4 يونيو 2022

فضيلة العلامة القاضي يحيى بن عبدالله بن علي بن يحيى بن عبدالله المحطوري



عالم، فقيه، قاضي، مرشد، مفتي، إداري.

مولده بقرية جبل المحبشي من أعمال مديرية المحابشة/ محافظة حجة في حدود العام  1354 ه‍، الموافق 1935، ووفاته في شهر رجب الأصب 1425 ه‍، الموافق سبتمبر 2004، وتمت مواراة جثمانه الطاهر ببلدته.

من أبرز وأهم القامات الوطنية التي جمعت بين العلوم الدينية والقانونية في بلاد الشرف، وأحد الشخصيات الاجتماعية الأكثر حضورا وتأثيرا في محافظة حجة.

توفى والده وهو لا يزال طفلا رضيعا، فتولت تربيته العابدة الزاهده الناسكة الفاضلة والدته، وكانت له الأم والأب والمعلم، فأحسنت تربيته وتنشئته وتأديبه وتعليمه.

ووالده من أفاضل علماء بلاد الشرف، توفي عن  25 عاما.

التحصيل العلمي:

درس تعليمه الأولي بكتاتيب بلدته.

أخذ العلوم الشرعية عن كوكبة من علماء المدرسة العلمية بالمحابشة.

ويروي التربوي القدير الأستاذ عبدالحكيم عبده المحطوري نقلا عن كبار السن بتلك البلدة أنه تعرض لكسر في رجله، لذا اضطرت أمه رحمة الله عليها لنقله يوميا من قريته الى المدرسة العلمية بمنطقة "القرانة" في المدينة على ظهرها، حتى تعافا، حرصا منها على مواصلة تعليمه، وأي أم عظيمة هذه.

وكان من الطلاب النبهاء، الاذكياء، الفطناء، المتفوقين، والمتصدرين قائمة الأوائل على زملاء الدراسة.

حفظ القرآن الكريم وهو لا يزال في سن مبكرة.

تخرج من المدرسة العلمية عالما، مجتهدا، وعمل زمنا مدرسا فيها.

حصل على درجة الليسانس من كلية الشريعة والقانون بجامعة صنعاء، "1970 - 1974"، وكان من خريجي الدفعة الأولى منها، وصدرت التوجيهات حينها بتعيين هذه الدفعة في النيابة العامة وفروعها في محافظات شمال اليمن. 

شارك في العديد من الدورات التدريبية في مجال النيابة العامة في اليمن وعدة دول عربية، منها: مصر، الأردن .. الخ.

السجل الوظيفي:

شغل العديد من المناصب في النيابة العامة، منها:

1 - وكيل النيابة الابتدائية بقضاء الشرفين، مديرية المحابشة، وهو مؤسس النيابة العامة في مديريات الشرفين، وأول وكيل لها في بداية ثمانينيات القرن العشرين.

2 - وكيل أول للنيابة العامة بمحافظة حجة.

3 - رئيس نيابة استئناف محافظة حجة، وهو أخر منصب له قبل وفاته.

وهو من رواد ومؤسسي حركة التطوير التعاوني، ومجالس التعاونيات في بلاد الشرف، وأحد مؤسسي النيابة العامة في اليمن الشمالي، ومن أوائل العاملين فيها، وتتلمذ على يديه الكثير من أعضاء النيابة العامة في محافظة حجة.

عمل فترة من الزمن بالتعاونيات في مديرية المحابشة وقضاء الشرفين، وكانت له بصماته في العديد من المشاريع التنموية التي شهدتها تلك البلاد في مرحلة التعاونيات.

عمل في الوعظ والارشاد والافتاء، وكانت له بصماته في العديد من الاعمال الخيرية والاجتماعية.

وكان الغالب على خطبه الدينية النثر الأدبي.

أولاده: 

عبدالسلام - لواء وشخصية وطنية وازنة، عبدالحميد - قاضي،  طه - قائد عسكري ومناضل وثوري.

الثلاثاء، 31 مايو 2022

فضيلة القاضي العلامة العميد محمد بن عبدالله بن حسن بن حسن بن أحمد بن علي المحبشي


عالم مجتهد، قاضي، فقيه محقق في عدة علوم، أديب، شاعر، ضابط.

مولِّدُه بمعمرة من أعمال الأهنوم في حدود العام 1347 هـ، الموافق 1929، ووفاته بالمحروسة صنعاء في السبت 6 جمادى الآخر 1430 هـ، الموافق 30 مايو 2009.

من أعلام بيت المحبشي القلائل الذين جمعوا بين زهد العلماء وحكمة القضاة وحنكة العسكر وفصاحة الأدباء.

التحصيل العلمي:

أخذ العلوم الشرعية وعلوم الحساب والقضاء والفلك والعربية عن والده وجده سيدنا حسن صاحب الفضائل والكرامات، وكوكبة من عُلماء معمرة وشهارة والأهنوم، وأجازه العديد منهم في مفهوم ومنطوق ومحفوظ تلك العلوم.

السجل الوظيفي:

عمل منذُ وقتٍ مُبكر في القضاء، فحُمدت سيرته، وذاعت شُهرته.

عمل في محكمة استئناف الحديدة وتنقل في عدة مناصب قضائية في الحديدة وصنعاء.

بعد تولي الرئيس الخالد الذكر "إبراهيم الحمدي" مقاليد الحكم في شمال اليمن، تنبّه بعض القادة العسكريين لهذا القاضي الجليل، فتواصلوا معه وأقنعوه بالالتحاق بالسلك العسكري، وهنا برز دوره كقائد عسكري مُحنك جمع بين نزاهة العلماء وإقدام القادة العسكريين، وكان محل إعجاب واحترام وتقدير الجميع.

شغل العديد من المناصب العسكرية في عدة محافظات يمنية، فعمل مُستشاراً عسكرياً ومسؤول مالي وضابط أشغال، وعُرض عليه العمل في القضاء العسكري، لكنه رفض ذلك، مخافة تسخير القضاء في خدمة أهداف عسكرية آن ذاك.

الإنتاج الفكري:

له عدة دواوين شعرية في فنون مُتعددة، لا تزال مخطوطة، من ضمنها نظم في الفرائض، ونظم في توثيق الأحداث وتواريخ وقوعها جامعاً بين مهارتي الشعر والحساب بأسلوب فذ من النادر أن يتقنه أحداً من نظرائه.

قالوا عنه:

1 - المهندس عبدالله محمد المحبشي:

ترعرع القاضي العلامة محمد بن عبدالله المحبشي في أسرة تشرّبت العلم قولاً وعملاً، وانتهجت الزهد أسلوب حياة.

حفظ القرآن الكريم ومتون الفقه واللغة، ودرس حواشيها، واجتهد في طلب العلم، وتتبع منابعهُ منذ طفُولته

إذا تكلّم في القضاء وعلومه يُخيّل لمن حوله أنه لا يعرف إلا القضاء.

وإذا تكلّم في النحو والصرف وعلوم العربية يُخيّل لمن حوله أنه لا يعرف إلا العربية.

وإذا تكلّم في الفرائض يُخيّل لمن حوله أنه لا يعرف إلا الفرائض.

وإذا تكلّم في الفقه يُخيّل لمن حوله أنه لا يعرف إلا الفقه.

وإذا تكلّم في السير والتاريخ والشعر والحساب والفلك أدهش الحاضرون بغزارة علمه، وتنوع معرفته، وحِدة ذكاءه، وإتقان حفظه، حتى أنه تعلّم شيئاً من اللغة الإنجليزية، وكان يقوم بحل مسائل حسابية مُعقدة، مُعتمداً في حلها على ذكائه.

وكان فوق كل هذا رجُلاً شُجاعاً، مِقداماً، وشاعراً فصيحاً، لا يخاف في الله لومة لائم.

جمع رحمه الله بين هيبة القادة، وسِمت العلماء، ووسطية الدُعاة، وحكمة القُضاة، فكان نموذجاً فريداً قلَّ أن تجد له من يُجاريه.

حُكي عنه العديد من المواقف التي تجلتّ فيها وسطيته وحكمته وعدله، داعياً الناس إلى كلمة سواء.

كان عدلاً في أقواله وأفعاله ولو على نفسه وأهله، لا يُحابي أحداً لنسبه أو ماله أو جاهه، القوي عنده ضعيف حتى يأخذ الحق له.

كان كريماً، مُتسامحاً، مُحباً للخير، رؤوفاً باليتامى والمساكين، أحبّ الناس وأحبوه، ورحل من الدنيا وكل من حوله يبكون عليه.

قضى سنواته الأخيرة برفقة كتاب الله، وكُتبه المخطوطة النادرة التي نُقلت إليه عن جده، مُتأمِّلاً آيات الله، مُستنبطاً فوائده وهُداه، مُعتزلاً مجالس النميمة، وحُب الظهور الزائف، إلى أن وافاه الأجل.

2 - الباحث زيد المحبشي:

تعرفت على القاضي الزاهد محمد بن عبدالله المحبشي في نهاية تسعينيات القرن العشرين الميلادي، ومن يومها كنت أزوره كلما سنحت لي الفرصة، فقد كان رحمه الله موسوعة دينية وأدبية وتاريخية ومعرفية، ومرجعية في تاريخ اليمن تُشبِع نَهم وفَضول الباحثين والإعلاميين والمثقفين، ومدرسة في الأخلاق والتواضع والعفة والنزاهة وعزة النفس، وكانت له رُؤية ثاقبة في تحليل الأحداث السياسية واستقراء تداعياتها ومآلاتها، وكانت له روح مرحة، لا يخلو حديثه من الدُعابة والطُرفة والنظم والفائدة والحكمة، ولا يمل جليسه.

3 - القاضي العلامة الأديب عبدالوهاب بن يحيى بن عبدالله المحبشي، رثاه بقصيدة بعنوان "أشجان النفوس":

على كل حالٍ نحن في مركب الفنا .. نسير الهوينا يسرع الموت خلفنا

نودع أهلينا وننسى نفوسنا .. ونألف سلوانا فنسلوَ إلفنا

وما إن أرى طفلي بكفي مُقمطاً .. أراه على كَفَّي بنيه مُكفنا

فدعني أُبادرها لتحيا مُجدداً .. مخافة يوماً أن تموت فتُدفنا

وتلك هي الدنيا وإن جار خطبُها .. وهدَّ قُوانا في الرزايا وأوهنا

وأودى بخير القوم من نسل خيرهم .. وخلى ادعاء الفُقد فيه مُبرهنا

هو الموت صرافٌ ويختار جوهراً .. على الفأل لا يَقني سوى خير مُقتنى

مضى بهُمامٍ ماجدٍ إن تقدَّمت .. به قدماه للمهمات ما انثنى

وكان الذي إن أحجم الناس دونها .. وقالوا فمن للهول؟، قال: له أنا

**

عدى الدهر – آل المحبشي – عليكُمُ .. وأودى بقيلٍ كان حِصناً ومأمنا

غُداة مضى منكم بخاتم معشرٍ .. يُعدون أتقى أهل بيتٍ وأدينَا

فمن كان خيراً من أبيه وجده .. بكل اتجاه ذكرهم عاطر الثنا

يُسوِّدُ في الأغيار حُسنُ سياسة .. وسيِّدُنا في الناس قد كان أحسنا

أما عُلمت في كل أرض يحلها .. كراماتُه للأبعدين ومن دنا

ملائكةُ الرحمن تعرف فضله .. وتُطعمهُ من غير زرعٍ ولا جنا

وليٌّ من الأقطاب إن مدَّ كفَّهُ .. إلى الله عادت بالأماني وبالمنى

وكان هنيئ العيش لو بات طاوياً .. وقد بات من إطعامه الناس بالهنا

زماناً يسير السائرون بذكره .. وإن ذكروه قدموا الذكرى (سِيدَنا)

وهذا حفيدٌ ذاك قد كان جدَّهُ .. وقد ناله من فضله النور والسنى

يُلَقَّن مولوداً على كف جده .. فيا طاب مولوداً وطاب مُلَقَّنا

وقد شيد العزيُّ أيامه على .. أساسات أسلافٍ فأكرم بما بنى

وودَّع دنيا ليس فيها له البقا .. سوى الله لكن ودَّع الكون مُؤمنا

وخلّف من أبنائه كل فائقٍ .. على غيره والجهدُ بالمجد أعلنا

وخلّف ذكرى صالحين لنسله .. دعاهم إلى آباءِ نهجٍ وأمنَّا

**

أحبَّتَنَا هذا العزاء لكم به .. وهذا على القُربى عزاءٌ به لنا

وعذراً على التقصير في كل حالة .. ولا تُنقص الأحداث والبعد وُدَّنا

بنو المحبشي طُراً أصيبوا مصابَكم .. وبعضُ مُصابٍ كان من بعض أهونا

سميَّ النبي المصطفى ما عساؤنا .. نقول وقد حال ارتحالُك دوننا

على قربِ أشجان النفوس وقربِنا .. ويا عِظم ما قد صار في البُعد بيننا

أبا مصطفى لم يبرح الذكرُ عاطراً .. سننقله عِطراً لمن جاء بعدنا

ونهديك من آي الكتاب لعلنا .. نُؤدي بما نتلوه حقاً لعلنا

ولازال من أهليك داعٍ وصالحٌ . تنال ثواباً كلما كان مُحسنا

عليك من الرحمن روحٌ ورحمةٌ .. مع المصطفى والآل رحماكَ ربنا

أولاده:

أحمد، عبدالرحمن، عبدالقدوس، فائق، مصطفى، عبدالله - مهندس.

مراجع ذُكر فيها العلم:

1 - القاضي العلامة عبدالوهاب بن يحيى بن عبدالله المحبشي، تُعيد أُباة الضيم، الطبعة الأولى 2020.

2 - المهندس عبدالله محمد المحبشي، نجل صاحب الترجمة.