أستاذ، مترجم، ناشط اجتماعي، مثقف
مولده بمدينة المحابشة من أعمال محافظة حجة في العام 1966، ووفاته بها في يوم الجمعة 2 جمادى الثانية 1442 هـ، الموافق 15 يناير 2021، عن 55 عاماً، بعد حياة حافلة بالعطاء في مجال التربية والتعليم والعمل الإنساني.
بعد ثورة 26 سبتمبر 1962 تعرض الجامع "المقدس" بمدينة المحابشة لغارة جوية من الطيران المصري، وكان مكتظاً بأبناء المدينة الهاربين من جحيم النيران المصرية، ما أدى إلى استشهاد كل من فيه وتناثر أشلائهم، باستثناء أربعة أشخاصٍ كتب الله لهم النجاة، منهم والد صاحب الترجمة وأخيه الأكبر الحاج محمد بن علي سليم، فاضطروا للنزوح إلى قرية "الصاية" التابعة لمنطقة "بني أسد"، الواقعة حالياً بعزلة "حجر"، وهناك تفتحت عيونه فدرس لدى العلامة المرتضى بن زيد المحطوري.
وفي مطلع سبعينيات القرن العشرين عادة أسرته إلى مدينة المحابشة، فالتحق في العام 1974 بمدرسة "النور" بالجرد وحصل في العام 1985 على الثانوية العامة، القسم العلمي، وفي العام 1987 التحق بقسم الدراسات الانجليزية بكلية التربية في جامعة صنعاء، وتكللت جهوده في العام 1991 بالحصول على درجة البكالوريوس.
في العام 1992 انضم لكوادر وزارة التربية والتعليم، فعمل مدرساً لمادة اللغة الإنجليزية بعدة مدارس منها مدرسة "فتح الطوقي" بأمانة العاصمة خلال الفترة "1992 – 1994"، وفي العام 1994 انتقل إلى مدرسة "الثورة" الإعدادية الثانوية بمديرية المحابشة، كما عمل بمدرسة "22 مايو" بالمحابشة.
29 عاماً من العطاء، كان خلالها نموذجاً للمعلم والتربوي المثالي، أعطى بلا حدود، وتخرجت على يديه أجيال، كما عمل في الترجمة، و خلال دراسته الجامعية عمل إدارياً بفندق "شيرتون"، وله الفضل في تأسيس جمعية "الاخلاء"، وشغل منصب الأمين العام فيها، كما عمل في مجال التدريب والتأهيل للمعلمين والمعلمات، وترجم عدة دراسات تتحدث عن "المحابشة" التاريخ والإنسان والحضارة، وله الكثير من لمسات الخير، وهو من الناشطين الاجتماعيين المشار إليهم بالبنان في مديرية المحابشة.
عرفه أبناء المديرية بحُسن معشره، ودماثة أخلاقه، وبساطته، وشدة تواضعه، ولين جانبه، وبشاشته، وسعة صدره، ورحابة قلبه، وغزارة معرفته.
وخلال مسيرته التعليمية حصل على العديد من شهائد الشكر والتقدير، كما تم تكريمه من عدة جهات، منها:
1 - وزير التربية والتعليم، 17 ابريل 2002
2 - مكتب التربية بمحافظة حجة
3 - إدارة التربية بمديرية المحابشة وقيادة المديرية.
أولاده: محمد، وجدي.
قالوا عنه:
1 - التربوي القدير عبدالله سليم:
الأستاذ حسن سليم من المتميزين تربوياً.
رفض المناصب الإدارية، وفضل العمل كمعلم يُكافح ويُناضل ويكد، كان يعمل بصمت، لم يتغيّب عن أداء وظيفته، بل ظل يعمل بمدرسة الثورة الثانوية حتى قبل وفاته بيوم واحد.
ولأنه كان يعمل بإخلاص وتفاني، أصيب بالعديد من الأمراض كالضغط، كما أصيب بجلطة خفيفة، وعاد للعمل رغم تحذير الأطباء، لكنه لم يهتم لذلك، وظل يعمل حتى تُوفي نتيجة جلطة مفاجئة رحمة الله تغشاه.
2 - التربوي القدير عبدالله الشمري، 4 نوفمبر 2021
عليك الحزنُ يبقى ما حيينا .. أبا التعليمِ في قلبي كمينا
تصبّرنا ولكن ما قدرنا .. فهذا الحُزنُ هدّ الصابرينا
زمانٌ ونحنُ في حزنٍ وحزنٍ .. نُشيّعُ من أحبتنا العيونا
فشيّعنا أبا البشرى حبيباً .. وعزيّنا المحمد والبنينا
نعزي إخوةً في خيرِ نجمٍ .. أتى الأحباب بالعجمى أمينا
هو الحسنُ الذي أبكى قلوباً .. وخلّد خيرُ أبناءٍ يقينا
نراهم في المدارس مثل نحلٍ .. فكم من شارحِ درسٍ ودينا
رأيت بُنيةً أذكت بقلبي .. من الذكرى أعاجيباً فنونا
تُذكِرُني أباها وهي تبكي .. وتدمع حين تذكره أنينا
وتشكو هذه الدنيا علينا .. فمن يأسو على الأستاذ لينا
بُعَيد وفاته يلقى بنوه .. من الحرمان تجويعاً مُهينا
وقد كانوا يلاقون المآسي .. قبل وفاته ذاقوا السنينا
كباقي الشعب في الإملاق صاروا .. من العدوان قد طُحِنوا طحينا
وقد وعدوا المعلم ألف وعدٍ .. مكافأة تقيه الموت حينا
فلم يلقَ المعلم غير كذبٍ .. ألا فلتلعنوهم كاذبينا
تولوا كل خوانٍ أثيمٍ .. وباعوا الشعب والخلق الرحينا
مع الإمريك في حلفٍ خبيثٍ .. حصار الشعب ضر الساكنينا
ففرج يا إلهي كل غمٍ .. فلطفك يُنقذ المستضعفين