Translate

الثلاثاء، 27 سبتمبر 2022

المهندس صالح بن عبده بن عوض المحبشي




المهندس صالح بن عبده بن عوض المحبشي

 

ضابط، مهندس طيران، إداري، رجل أعمال.

 

مولده بقرية "القود"، التابعة لمديرية "يَهِر" يافع، من أعمال محافظة "لحج"، في يوم الاثنين 23 جمادى الأول 1387 هـ، الموافق 28 أغسطس 1967.

 

من القامات الوطنية والاجتماعية الوازنة في جنوب اليمن، له سجل نضالي ناصع، وتاريخ حافل بالمآثر والأعمال الخيرية والأنشطة الإنسانية.

ويُعتبر من الشخصيات النشطة في أوساط الجاليات اليمنية في بلاد المهجر، وله دور فاعل في تنشيط العلاقات "اليمنية - الصينية"، والحفاظ على الهوية الثقافية اليمنية في أوساط اليمنيين في تلك البلاد.

وهو نموذج للوطني الغيور، والمناضل الجسور، ورجل الأعمال العصامي، والإداري المثالي، والتعامل الراقي، والأخلاق الرفيعة، وطيبة القلب.

لأسرته سجل نضالي ناصع ومكانة علمية واجتماعية رفيعة، إمتهن والده رحمه الله الزراعة والتجارة، وكان في طليعة المناضلين ضد الاستعمار البريطاني، ورفض الانخراط في الوظائف الحكومية، كما رفض تأييد التيار السياسي اليساري خلال حقبة حكم الحزب الاشتراكي في جنوب اليمن، وتم تصنيفه ضمن فئة "البرجوازية" الصغيرة، وتعرض للعديد من الاعتقالات والمطاردات والتهديدات بسبب مواقفه الوطنية، وأولاده وأحفاده من الشخصيات المُشار اليها بالبنان في تلك البلاد، ولا عجب فالعظماء دوماً ينجبون عظماء وعباقرة.

 

التحصيل العلمي:

 

درس مراحل التعليم النظامي في بلدته.

حصل على الثانوية العامة من مدينة عدن، 1985.

حصل على البكالوريوس في مجال هندسة "طيران هيكل محرك" من كلية القوى الجوية والدفاع الجوي، عدن، 1988.

حصل على دبلوم كمبيوتر، عدن، 2004.

 

شارك في العديد من الدورات التخصُصية والعلمية، منها:

 

1 - طائرات النقل "انطونيوف" AN - 26، عدن، 1989.

2 - طيران النقل "يوشن" IL - 76M، صنعاء، 1996.

3 - مُهندسين "أسراب" وقادة كتائب، معهد القوات الجوية، صنعاء، "2000 - 2001".

4 - اللغة الصينية، جامعة "تيان جن"، شمال الصين 2006.

5 - تنظيم المعارض الدولية، مدينه "جوانزو"، جنوب الصين، 2015.

6 – مُدربين TOT، عدن، 2021.

7 - كيف تعرف الأخر، عدن، 2022.

 

يُجيد ثلاث لغات، هي: العربية، الإنجليزية، الصينية، ولديه موسوعة ثقافية ومعرفية واسعة.

 

السجل الوظيفي:

عمل خلال الفترة "1990 - 2004" في مجال هندسة الطيران العسكري، وأُحيل في العام 2004 للتقاعد القسري، فقرر الاتجاه للعمل في مجال التجارة الدولية، ومن أهم المناصب التي شغلها:

 

أولاً: في مجال هندسة الطيران العسكري:

1 - مهندس "رف" طيران النقل العسكري انطونيوف AN - 26،

 "1990 - 1994".

2 - مهندس "رف" طيران النقل العسكري يوشن IL - 76M،

"1996 - 1998".

3 - مهندس "سِرب"، "1999 - 2000".

4 - قائد صيانة طائرات النقل يوشن IL - 76M،

 "2000 - 2004".

وهو من دفعة القائد الجنوبي اللواء "عيدروس الزبيدي".

 

ثانياً: في المجال التجاري:

 

1 - مدير شركة "صور"، الصين، "2005 - 2007".

2 - نائب مدير شركة ACC للتجارة والاستثمار في "هون كنج" و"جوانزو"، ومدير فرعها في مدينة "ايوو"، الصين،  "2007 - 2008".

3 - مدير ومُؤسس شركة "نماء" للتجارة والاستشارات الدولية، "هون كنج" و"جوانزو"، الصين، "2008 - 2010".

4 - نائب مدير شركة TGM للتجارة الدولية، مدينة "شيشة" - مقاطعة "فوجان"، الصين، "2010 - 2011".

5 - مدير ومُؤسس شركة "كنداس" الدولية للتجارة، "هون كنج" و"جوانزو"، "2011 - 2015".

6 - مدير ومُؤسس شركة "الاتجاهات الأربعة" "لوجستيك" للشحن الجوي والبحري والبري في "جوانزو" وفرعها بعدن، "2015 - ..".

7 - مُؤسس ورئيس مجلس إدارة مدرسة الصداقة "العربية - الصينية"، "جوانزو".

وهي أول مدرسة أهلية تكافلية للجالية اليمنية في الصين، تم افتتاحها في سبتمبر 2017.

8 - رئيس مجلس إدارة مدرسة "التحدي" لذوي الاحتياجات الخاصة.

9 - رئيس مجلس إدارة "الروضة" الكندية الدولية.

10 - مدير عام مركز "المدينة" الطبي، عدن، "2019 - ..".

وهو من المنشآت الطبية الرائدة في مدينة عدن.

 

‏الأنشطة الاجتماعية:

 

مُستشار ومُؤسس وعضو فاعل في العديد من المُنتديات والمؤسسات التجارية والاجتماعية والإنسانية، منها:

 

1 - مُؤسس وعضو مُنتدى رجال الأعمال العرب في الصين، وعضو لجنة العلاقات العامة، ومسؤول لجنة المعارض الدولية، 28 مايو 2018.

2 - مُؤسس وعضو الجالية العربية في الصين.

3 - عضو الغرفة التجارية بعدن، من الدرجة الأولى.

4 - عضو الغرفة التجارية "الأوربية - الأميركية".

5 - مُؤسس ومُستشار وعضو جمعية "عدن" للمغتربين.

 

الفعاليات والمؤتمرات:

 

شارك في العديد من الفعاليات الاقتصادية العربية والدولية، منها:

1 - المعارض الدولية، "2005 - 2019".

2 - مؤتمر التنمية المُستدامة، القاهر، ديسمبر 2020.

واحتضن مركز المدينة الطبي بعدن العديد من الفعاليات وورش العمل الطبية.

 

أولاده:

مهيب - مولده في العام 1990، خريج "لغة صينية"، ويدير مكتب شركة "الاتجاهات الأربعة" في مدينة "جوانزو" الصينية.

عبدالله - مولده في العام 1993، خريج "تجارة دولية"، ويدير شركة "بابور" لزينة السيارات في عدن.

محضار - سنة ثانية "تجارة دولية، الجامعة اللبنانية.

كما لديه أربع بنات.

 

https://www.facebook.com/zeidmahbashi

الخميس، 15 سبتمبر 2022

الأستاذ القدير الأديب علي بن عبدالله بن أحمد بن حسن بن أحمد نشوان



شاعر، أديب، إداري، سكرتير، فني طباعة، ناشط نقابي.

مولده بالأهنوم من أعمال المدان التابعة لمحافظة عمران، في يوم الخميس 29 ربيع الثاني 1382 هـ، الموافق 26 سبتمبر 1962.

شاعر مرهف، وأحد فرسان الشعر الحُميني، بسيطٌ في تعامله مع الحياة والناس، واسع الاطلاع والثقافة، غزير المعرفة، دمث الأخلاق، بشوش الوجه، لين العريكة، لا يمل جليسه، له أسلوب راقي في الحديث والإقناع.

التحصيل العلمي:

درس تعليمه الأولي ومقدمات علوم اللغة العربية والعلوم الدينية ببلدته.

حصل على دبلوم فني في مجال إدارة التنمية، المعهد الوطني للعلوم الإدارية، صنعاء، 1997.

شارك في العديد من الدورات العلمية التخصُصية، منها:

1 - مناهج الطباعة العربية، معهد معين الثقافي، صنعاء، "1 فبراير - 26 يوليو 1976".

2 - الطباعة العربية المُكثفة، "26 مارس - 11 أغسطس 1977".

3 - التفكير الإبداعي في حل المشكلات، الأكاديمية العربية، مصر - القاهرة، "20 - 24 أغسطس 1996".

4 - تنمية المهارات الإدارية، المجموعة العربية للتدريب، مصر - القاهرة، "17 - 28 أغسطس 1996".

السجل الوظيفي:

شغل العديد من المناصب في عدة مؤسسات حكومية خلال الفترة "1975 - 2012"، منها:

1 - مصلحة الطرق، "23 يناير 1975 - 26 مارس 1976".

 أُسندت له عدة مهام، منها:

أ - الطباعة.

ب - الأعمال الكتابية والإشرافية في تنفيذ أعمال الطرق.

2 - مكتب رئاسة الجمهورية، "18 نوفمبر 1976 - 30 مارس 1978".


3 - الشركة اليمنية لصناعة وتجارة الأدوية، "17 مايو 1978 - 15 فبراير 1979".


أُسندت له عدة مهام، منها:

أ - الطباعة.

ب - المبيعات.


4 - البنك اليمني للإنشاء والتعمير، "9 يونيو 1979 - 16 أبريل 2012".

أُسندت له عدة مهام، منها:

أ - موظف في مجال الطباعة وقسم الحركة، "1979 - 1985".

ب - رئيس لعدة أقسام، منها: الحسابات العامة، والجارية، والحركة، والرئاسة، والفروع، وشؤون الموظفين بفرع خمر، "يناير 1986 - يوليو 1988".

ج - قائم بأعمال مدير فرع خمر، 21 أغسطس 1988.

د - رئيس قسم السكرتارية العامة بالإدارة العامة في أمانة العاصمة "صنعاء"، "15 فبراير 1991 - مارس 2012".

أُحيل للتقاعد في 17 أبريل 2012، بعد 37 عاماً من العطاء والإخلاص والتفاني في خدمة الوطن.

الندوات العلمية:

شارك في العديد من الندوات النقابية، منها:

حقوق الإنسان والحريات النقابية في اليمن، الاتحاد العام لنقابات عمال اليمن، صنعاء، 12 فبراير 2001.

الشهائد التقديرية:

حصل على العديد من الشهائد التقديرية، وتم تكريمه من عدة جهات رسمية ونقابية وحزبية، منها:

1 - الإدارة العامة للبنك اليمني للإنشاء والتعمير، 1 مايو 1984.

2 - اللجنة الدائمة لحزب المؤتمر الشعبي العام، 1997.

3 - وزارة العمل والتدريب المهني، شهادة تقديرية وتكريم، 1998.

4 - الهيئة الإدارية لنقابة البنك اليمني للإنشاء والتعمير، لجهوده المبذولة في انجاز وانجاح أعمال النقابة، 25 يوليو 1999، 2003.

5 - وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، 2012.

الإنتاج الأدبي:

استهواه الشعر منذ وقت مبكر، وله انتاج شعري غزير في مجالات متعددة.

شارك في العديد من الفعاليات والمناسبات المجتمعية والنقابية والوطنية، ويعكف على جمع وتجهيز وتنقيح ومراجعة أول مجموعة شعرية له، وهي بعنوان "من صنعاء إلى عسير"، تمهيداً للنشر.

أولاده:

رضوان - 15 سبتمبر 1983، بكيل - 18 مارس 1987، حمير - 16 ديسمبر 1994، أحمد - 15 نوفمبر 1997 واستشهد في 30 مايو 2016، محمد - 15 أبريل 2002 واستشهد في 13 فبراير 2018.

الأستاذ القدير عبدالكريم بن علي بن محمد بن أحمد جباري



 



إداري، محاسب، فني.

 

مولده بصنعاء القديمة في العام 1381 هـ، الموافق 1962، ووفاته بالعاصمة المصرية القاهرة في يوم الجمعة  ٢٠ ذو القعدة ١٤٤٤ هـ، الموافق ٩ يونيو ٢٠٢٣.


وهو من القامات الوطنية التي كان لها دور بارز في تطوير العديد من المؤسسات الحكومية، وأحد الرواد المخضرمين في العمل الإداري والمالي في المؤسسات الإعلامية، وأحد المؤسسين للعديد منها.


التحصيل العلمي:


درس تعليمه الأولي بجوامع صنعاء القديمة.

واصل تعليمه النظامي في مدرسة الأيتام.

حصل على الثانوية التجارية من صنعاء.


شارك في العديد من الدورات التدريبية التخصصية، منها دورة في مجال المطابع، بمقر صحيفة عكاظ السعودية، جدة، 3 أشهر.


السجل الوظيفي:


عمل في العديد من المؤسسات والشركات الحكومية، منها:


1 - الشركة اليمنية للطباعة والنشر، كان موقعها في مبنى "تيليمن"، وتقع حالياً أمام الجوازات، 1974.

2 - التوجيه المعنوي، 1976.

3 - مؤسسة سبأ للصحافة والأنباء - كانت تجمع مؤسسة الجمهورية بتعز والثورة بصنعاء ووكالة سبأ، وشغل فيها العديد من المناصب، منها: 

أ - رئيس قسم السكرتارية العامة.

ب - رئيس الوحدة الإدارية بوكالة سبأ قبل استقلالها عن المؤسسة.

4 - مساعد مكتب أمين العاصمة صنعاء - تعاقد، خلال فترة أمانة الأستاذ القدير "محمد عبدالوهاب جباري".

5 - مدير مكتب ضرائب أمانة العاصمة صنعاء، 1985.

6 - وكالة الأنباء اليمنية "سبأ"، 1990.

ومن أهم المناصب التي شغلها في الوكالة:

أ - مُؤسس ومدير إدارة الشؤون الإدارية.

ب - مُؤسس ومدير العلاقات العامة، 1992.

ج - مُؤسس ومدير المطابع.

د - مُؤسس ومدير الشؤون التجارية.

7 - مدير المطابع بالجهاز المركزي للإحصاء - تعاقد.


مثّل وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" في التوقيع على العديد من اتفاقيات التعاون مع وكالة أنباء عربية ودولية، منها:


1 - وكالة سانا السورية، دمشق.

2 - ‏الوكالة الوطنية اللبنانية، بيروت.

3 - ‏وكالة أنباء العراق - مثّل الجانب العراقي رئيس الوكالة في حينه "عدنان الجبوري"، صنعاء.

4 - ‏وكالة الأنباء السعودية - مثّل الجانب السعودي الملحق الإعلامي، صنعاء.

5 - ‏وكالة الأنباء الصينية "شينخوا"، بكين.

6 - ‏وكالة الأنباء الجزائرية، مثّل الجانب الجزائري سعادة السفير المعتمد باليمن في حينه "مصطفى بوطوره"، صنعاء.


له بصماته في تطوير مطابع الجهاز المركزي للإحصاء - أيام التعداد العام للسكان والمساكن، ومطابع وكالة سبأ.

شارك في افتتاح مطابع الكتاب المدرسي، وتركيب وافتتاح مطابع المعهد العالي للقضاء بصنعاء.

شارك في المعرض الوطني للمنتجات الصناعية اليمنية الأول والثاني والثالث في جامعة صنعاء والمدرسة الفنية.


أولاده: 


إبراهيم - 1981، محمد - 1983، عبدالله - 1987، علي - 2011.

المناضل السبتمبري الملازم عبدالرحمن بن مُحُمد بن حسن المحبشي

 

ضابط، ثائر، مناضل سبتمبري.


مولده بقرية "بني جيش" بمحافظة عمران في 1354 هـ، الموافق 1935، ووفاته بمدينة "صنعاء" في 27 ربيع الثاني 1382 هـ الموافق 26 سبتمبر 1962، أثناء محاولته اقتحام دار البشائر، وتمت مواراة جُثمانه في مقبرة كانت في حي "باب السلام" بمدينة "صنعاء" القديمة.


المحيط العائلي:

مثلت قرية "حصن جُراع" في "كحلان" عفار مسقط رأس أسرة الشهيد منذ القرن العاشر الهجري عندما سكنها لأول مرة الأمير "ناصر بن علي المحبشي"، إلا أن ما كانت تعانيه المنطقة من جور وضرائب عثمانية في نهاية القرن التاسع عشر الميلادي اضطرت جد الشهيد نقل أولاده من جُراع إلى قرية "زيلة المحبشي" في "بني قطيل" من أعمال مديرية "جبل يزيد" في محافظة "عمران"، وفيها كان مولد والد الشهيد، في حين فضل الجد الهروب من ملاحقة الأتراك إلى "شعب زقلان"، عائداً مع أسرته بعد رحيلهم عن اليمن إلى "جُراع".

أنجب جد الشهيد ثلاثة من الأبناء، هم "أحمد وعلي ومُحُمد"، تُوفي "أحمد" و"علي" وبقي "مُحُمد" على قيد الحياة، إلا أن رحيل والده المبكر ألقى على كاهله عبئاً ثقيلاً، بحكم أنه صار وحيد أسرته، في البداية قامت والدته بإرساله إلى المدرسة العلمية في "كحلان عفار" لتلقي العلم لدى السيد "يحيى شيبان"، ونظراً لأملاك أسرته الواسعة لم يتمكن من مواصلة مشواره التعليمي لذا استدعته والدته للإشراف عليها.

تزوج أربعة من النساء، وخلّف عدداً من الأولاد منهم الشهيد السبتمبري "عبدالرحمن المحبشي".


التحصيل العلمي:

درس الشهيد وإخوانه العلوم الأساسية في كُتاب القرية، انتقل بعدها إلى مدينة "صنعاء" في 1953 للدراسة في المدرسة التحضيرية، إلى أن وجه الإمام "أحمد بن يحيى حميدالدين" بإغلاقها تحت ذريعة تخوُّفِه من مناصرة طلابها لأخيه الحسن.

وفي 1960 افتتحت كلية "الطيران" تحت إدارة العقيد "محمد صالح العلفي" وإشراف خبراء "روس" فالتحق بها، إلا أن الإمام في نهاية العام 1961 أمر بإغلاقها أيضاً تحت ذريعة عدم التحمس لإيجاد سلاح "طيران"، في وقتٍ كانت مدرسة "الأسلحة" لا زالت مفتوحة، فانتقل إليها برفقة عدد من زملائه، منهم: "علي عبدالمغني" - مؤسس تنظيم الضباط الأحرار - و"محمد مطهر زيد"، وبها اتجه للتخصص في شعبة سلاح "المدرعات".

كما كان له نصيبٌ من العلوم الشرعية خلال الفترة الفاصلة بين إغلاق المدرسة التحضيرية وقبل انضمامه إلى المدرسة "الحربية" بالدراسة في "جامع الرحمن" من العاصمة "صنعاء".


الحراك الوطني:

اتسم الشهيد بالعديد من الصفات والسجايا خلال مسيرته التعليمية منها النبل والخجل والتنظيم الدقيق لبرنامجه الحياتي، وكان كتوماً إلى درجة لا يفضي بسره ونشاطه لأحد بما فيهم أقرب الناس إليه وهو أخيه العميد "أحمد المحبشي"، وكان ملتزماً، محبّاً للمطالعة والمتابعة للتطورات التي تشهدها اليمن، والتحرك الفاعل في طوفان الغضب الثوري المتصاعد ضد الحكم الملكي، والاندفاع الوطني المبكر للمشاركة في الحياة السياسية والاجتماعية بالجهد والعرق، رغم تواضع إمكانياته.

تفتح وعيه الوطني نتيجة التأثير السياسي لزملائه فكان من ضمن الخلايا الثورية الناشطة في كلية الطيران.

كما كانت له مواقف سياسية ووطنية مُشاد بها عندما انضم إلى التيار الرافض لتوجهات الإمام بإغلاق المدارس العسكرية بما فيها كلية الطيران خوفاً من تنامي الوعي الوطني وتخيير طلابها بالعمل في مجالات مدنية لا تتناسب مع تخصصاتهم كالمواصلات ومراقبة طريق الحديدة – صنعاء، وبمرتبات مغرية تجاوزت الـ 35 ريال "ماريا تيريزا"، إلا أن المحبشي وغالبية رفاقه رفضوا هذا، ما أدى إلى قيام البدر بإعادة فتح المدارس التي أغلقها والده، وبهذا بدأت مسيرة التغيير نحو الحرية تفرض نفسها.

ولا غرابة أن نجده وسط هذا الزخم الثوري منكباً على قراءة الأدبيات الثورية اليمنية والعربية لا سيما رواية "واق الواق" للزبيري والتي كانت سِفره وزاده الرئيسي.


العمل الثوري:

كان ضابطاً ملتزماً ونموذجاً للجندية الحقة في كافة المناصب التي أُوكلت إليه بشهادة كافة زملائه، اتصل بالثوار ضد الحكم الملكي، وشارك في تأسيس تنظيم الضباط الأحرار، الذي قام بالثورة الجمهورية في اليمن الشمالي معلناً إسقاط النظام الملكي عام 1382هـ/ 1962، الآتي نتاجاً لتصاعد موجة الغضب الشعبي وتوجه الضباط الأحرار في كانون الثاني / ديسمبر 1961 إلى رفع وتيرة الاستعدادات لتفجير الثورة من خلال التئام اجتماعهم التأسيسي الأول المنبثق عنه إقرار الهيكلة التنظيمية بصنعاء عبر تشكيل القاعدة التأسيسية من 16 عضواً ولجنة القيادة العامة من 5 أعضاء، ومنها امتد نشاطها إلى تعز والحديدة في العشرة الأشهر اللاحقة.

بموجب ذلك تشكلت الخلايا الميدانية الأساسية الهجومية والفرعية المساندة، قاد الثامنة منها الفئة "ب" حمود بيدر والمنبثق عنها مجموعة الهجوم الثانية بقيادة الملازم "محمد الشراعي" والملازم "عبدالرحمن المحبشي" والملازم "حسين خيران" والعريف "أحمد العزكي" والمكلفة بمهاجمة واقتحام "دار البشائر" - قصر الإمام "محمد البدر بن أحمد بن يحيى حميد الدين" – وأثناء محاولتهم اقتحام ساحة القصر الضيقة أصيبت دبابتهم بعطل مفاجئ في أجهزة الدفع والإعادة وتسرب الزيت بعد إطلاق أول قذيفة فقرروا الانسحاب إلى "ميدان التحرير" حيث كانت دبابة المساندة الأولى بقيادة "عبدالله عبدالسلام صبرة" ترابط هناك وبعد إفراغ "الشراعي" ورفاقه ما بقي لديهم من ذخيرة اتجهوا إلى لَكَنَة الدبابات بالعرضي وهناك استبدلوا دبابتهم بأخرى ذات مدفع متحرك ومنه اتجهوا إلى "قصر السلاح" حيث كان الثوار قد نجحوا في فتحه فتزودوا منه بما يلزم من الذخيرة معاودين مسيرتهم إلى قصر البشائر.

ورغم نجاحهم في الوصول إليه وتصويب قذائفهم إلى شرفاته، فقد تمكن أحد حرس القصر ويدعى "عبدالله طميم" الواقف حينها فوق سطح القصر، من صب صفيحة بنزين على دبابة "الشراعي" و"المحبشي"، وإشعال النيران فيها، فاحترق من بداخلها، وفيهم صاحب الترجمة.

وبذلك سجل "الشراعي" و"المحبشي" و"خيران" و"العزكي" الفداء الأول في كتاب قوافل شهداء الوطن والقربان الأول لثورة السادس والعشرين من سبتمبر.


مراجع ذُكر فيها العلم:

1 - أسرار ووثائق الثورة اليمنية، ط1, ص111، 173، 183.

2 - ثورة 26 سبتمبر .. دراسات وشهادات للتاريخ، ط1، ج3، ص73 - 85.

3 - حقائق ثورة سبتمبر اليمنية، ط3، ص290.

4 - شهداء الثورة، ط2، ص79.

5 - موسوعة أعلام اليمن لعبدالولي الشميري.


المناضل السبتمبري النقيب يحيى بن عائض بن زيد بن أحمد بن ناصر المحبشي


ضابط، ثائر، مناضل سبتمبري.

 

مولده بقرية "جبل المحبشي" من أعمال مديرية "المحابشة" بمحافظة "حجة" في العام 1350 هـ، الموافق 1932، ووفاته بمدينة "المحابشة" في العام 1386 هـ، الموافق 1967.

 

أخذ تعليمه الأولي بكتاتيب قريته، وبدأ طموحه العسكري في عهد الإمام "يحيى حميدالدين"، يومها أعلنت "المملكة المتوكلية" لمواطنيها بأن على من يريد منهم الذهاب للجهاد في فلسطين التوجه الى ميناء "الحديدة"، وبالفعل توجه مع رفيق دربه المناضل السبتمبري "ناصر بن ناصر بن هادي المحبشي" الى "الحديدة"، لكن الحظ لم يحالفهم، فقرروا التوجه الى "صنعاء" والانضمام للمدرسة العسكرية مع عدد من المناضلين منهم: "عبدالله اللقية" و"حمود الجائفي"، وبعد مرور 6 سنوات من الدراسة تخرج منها برتبة "نقيب" وعمل بالسرية العسكرية السابعة.

 

عندما دقت ساعة الصفر لثورة 26 سبتمبر 1962 صدرت توجيهات القيادة العليا له بالتوجه إلى خولان صنعاء.

 

شارك في الفعل الثوري في العديد من المناطق منها: صرواح، وجحانة، والعرقوب، وقفل شمر، والمحابشة.

 

في لواء حجة كان له دور ريادي في ترسيخ دعائم الثورة الى جانب ثُلة من رفاق الكفاح الثوري، منهم: "أحمد قرحش"، و"محمد مطهر"، و"السوسوة"، و"الجائفي" .. ألخ.

 

أُسندت له عدة مهام بحجة والشرفين، منها: قيادة المحور "الشرقي الشمالي"، وفي العام 1383 هـ، الموافق 1964، تولى قيادة المحور "الجنوبي"، وهي أخر مهمة له قبل ارتقائه للرفيق الأعلى، حيث تم اغتياله أثناء توجهه الى مقر الحكومة بمنطقة "القُرانة" من مدينة "المحابشة".

 

وكان شخص منفتح وواسع الاطلاع والأفق والمدارك، ولديه كاريزما قيادية مؤثرة، ونظرة ثاقبة لقراءة الاحداث ومآلاتها، ناهيك عن إخلاصه للنظام الجمهوري وتفانيه في الدفاع عن الثورة السبتمبرية، ما جعله محل سخط وغضب الملكيين، والمطلوب الأول لهم في بلاد الشرف.

 

أولاده:

 زيد - مهندس وضابط بدائرة الأشغال العسكرية بأمانة العاصمة صنعاء، حسين - شيخ قبلي وعضو المجلس المحلي بمديرية المحابشة وأمين شرعي وأحد وجهاء وحُكماء أسرة بيت المحبشي في محافظة حجة وبلاد الشرف.

الجمعة، 2 سبتمبر 2022

وأنتم الأعلون سنداً

 

بقلم زيد يحيى المحبشي 


يقول الله سبحانه وتعالى في محكم التنزيل "كنتم خير أمة أخرجت للناس"، "كنتم" من أفعال الماضي الناقصة تفيد التمام والدوام، وتلك الأمة هي أمة الوسط التي شرّفها الله بأن تكون شاهدة على الناس يوم الأشهاد: "لتكونوا شهداء على الناس".

من بطحاء مكة كان انبعاث حضارتها على يد النبي الأمي، فحصدت المجد والعزة، وذلك نتاجٌ طبيعي لما اتصف به الرعيل الأول لصانعي حضارة الإسلام من عبقرية الطموح إلى الحياة المُثلى، والتسابق في خيرات الترقي على سلالم الكمال البشري وصولاً إلى مرحلة حق وعين اليقين الوارد فيها "والله لو كُشِفَ لي الغطاء ما ازددت يقيناً".

بالإضافة إلى النبوغ المعرفي الجاعل من الحُفاة الرعاة منارة أضاءت الكون بأسره، وبطولة للتغيير الكاسرة أغلال الانعتاق والكبت والتحجر والتقوقع بإرادة ماضية وعزيمة أصحاب العزم بعيداً عن محادل التسييس والتفتير والتفريخ.

إن الإسلام هو المنطلق لبروز حضارة العرب ومرد ذلك عقيدته المُحرِرة والمُحرِّضة على صُنع الحضارة الإنسانية المثالية وجوهره ثوابته ومصادره الداعية إلى إعمالها دون استثناء "الإيمان يهتف بالعمل فإن أجابه وإلا ارتحل"، "الإيمان قولٌ باللسان وعملٌ بالأركان واعتقادٌ بالجنان".

وبيان ذلك القرآن الكريم الكتالوج والدستور المُنظم أدق معالم الحضارة الإسلامية، إذ تمثلت في مُقدمة حقائقه أهمية الإيمان بالله الخالق الواحد الذي لا شبيه له ولا نِدّ ولا عديل، وهي حقيقة تدخل في إطار تحرير الإنسانية من أغلال المعتقدات المنحرفة المُبقية للإنسان أسيراً لها والمُمانعة له من الانطلاق نحو اكتشاف الحقيقة وبالتالي الحد من الإبداع والنبوغ في سبيل خيرية الإنسانية.

من هنا جاءت العِلِية لهذه الأمة بفعل المضارع وليس الماضي مع أدوات النهي الجازمة "ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين".

أي "الأعلون سنداً" كما فسرها السيد قطب رحمه الله في ظِلال القرآن عبر ثلاثة فصول متوالية وأي سندٍ أعظم من سند الله وألطافه الحامية للأمة من الوقوع في منزلقات المهاوي، والمُحصِّنة من أمواج الفتن والمحن والابتلاءات المتلاطمة.

"ولا تهنوا" إعجاز حوى إخباراً بأن الأمة سوف تتكالب عليها الأمم مُمارِسة ضدها ضُغوطاً جمة لحجمها عن مواصلة مسيرة السلام والمحبة والتحرر من عبودية الإنسان، وما يشهده القدس، من خطط جهنمية لتهويده أنصع مثال، في ذات الوقت الذي تمارس فيه أميركا وحلفاؤها الضغوط على زعمائنا لمواصلة المسيرة الإستسلامية.

والعجيب أن هذا على طرف واحد هو الحلقة الأضعف في حين أن أنَّات وصرخات المقدسيين لإنقاذ أُولى القبلتين وثالث الحرمين فاضحة لأوهام السلام وكأن الآية تقول لنا:

لا تنسلخوا من عروبتكم، لا تركنوا إلى معسول كلام عرقوب البيت الأسود، لا ترضخوا لضغوطه، فلكم في تاريخ هؤلاء الصهاينة القاطرة أيديهم بدمائكم، عِظة وعبرة، أنتم بُناة حضارة لا معاول هدم.

مُتبِعاً ذلك ببشارة الخلاص "ولا تحزنوا" أي حتى لو أصابكم البلاء من الظلمة المُريدين لكم المهزومية والاستسلام فناضلوا لأنكم أصحاب الأرض.

"ولا تحزنوا" لأن الله يقول: "إن مع العُسر يُسرا"، فجعل العُسر المعرفة عُسراً واحداً، ويُسر الفرج النكرة يُسران في الدنيا بانفراج الغُمة، وذلك لا يكون إلا بتقديم قرابين العشق الإلهي وفي الأخرة بالأجر الجزيل والمثوبة الغامرة في مقعد صدق للشهداء الأبرار، ألم يقل الله تعالى "إذ يقول لصاحبه لا تحزن"، أي لا تخاف ولا تستوحش.

وتتوضح صورة ذلك مع "إن كنتم مؤمنين"، الشرطية الكفيلة بالخروج من الدوامة.

الأمر لا يتوقف على مؤامرة تهويد للقدس، وإنما يمتد إلى ما صرنا فيه كأمة عربية من القزامة بمكان، بعد أن تمكن منا داء الأمم في زمن العمالقة المتكتلة والمتحدة بينما نحن خارج نطاق التغطية، رغم علم الجميع أنه لا مكان في عالمنا إلا للأقوى، ولذا فنحن بين خيارين لا ثالث لهما: إما "أن نكون" أو "لا نكون"، فإن أردنا "أن نكون" توّجب علينا التشمير عن سواعد الجد والعمل والله ناصرنا "كم من فئةٍ قليلةٍ غلبت فئةً كثيرةً بإذن الله".

 و"أن نكون" لا تكون إلا بالجدولة العملية لأن "نروي ظمأ القلوب بالتسامح البيني عذباً فُراتاً لذةً للشاربين، وما أكثر الظمأ، أن نطحن بذور المحبة المقدسة لتصير خُبزاً ملائكياً وما أكثر الجياع، أن نرسم من الوجع أقواس فرح، أن نصوغ من الألم شموس أمل، من الجُرح النازف أقمار تفاؤل، من البشاعة ينابيع جمال، من الكراهية أشجار مودة، من الرجمة سهول رحمة، من الكآبة حدائق غبطة، من القلق أزهار طمأنينة، من البرد والقحط صلوات دفء، من الحِرمان دعوات مغفرة وعطف وحنان".

وأن نجعل من أنفسنا مُنطلقاً للتغيير، وننفض عن أنفسنا جلباب الذل والهوان، ونكسر قيود الخوف من الأخر، ونحرر أنفسنا من أغلال عُقدة الأنا وإدعاء التأمثل والتطهر .. ألخ.

حينها فقط سنكون الأعلون سنداً بدلاً من الإندكاك في إرادة الأهواء والنزوات والتماهي في سلطات الأقفاص.