مركز البحوث والمعلومات: زيد المحبشي، 8 يونيو
2023
عبادة وتأليه الإنسان من الكوارث التي
مُنيت بها البشرية في تاريخها العريض، وليست "البهائية" بالنشاز عن ذلك
التاريخ الشائه لعبدة البشر، لذا لا تندهش إذا زرت أحد أتباعها ووجدت على جدران
منزله لوحاً مبروزاً مكتوباً عليه "بهاء يا إلهي"، فأتباع هذه الديانة
الشيطانية يعتقدون بأن مُؤسسها مهدياً ونبياً وإلهاً.
بدأت البذرة الأولى لهذه الديانة
الوضعية المسخ في إيران، وانتهى بها المطاف إلى أحضان اليهود في عكا وحيفا، وهناك
حصلت على الرعاية والحماية من الصهيونية العالمية، التي وجدت فيها ضالتها
المنشودة، ومنها انتشرت إلى أنحاء العالم، وأصبح لها في كل قارة مركزاً ومجمعاً
بهائياً ومُريدين، وصار قبر مؤسسها في فلسطين المحتلة مزاراً يحج إليه الأتباع
الأنعام من أنحاء المعمورة، ويتوجهون إليه في صلاتهم.
ارتبط قادتها بعلاقات وثيقة مع أعداء
العالم الإسلامي، وفي مقدمتهم الإنجليز والفرنسيين والروس واليهود، وأعلنوا مساندة
الإنجليز لإقامة دولة لليهود في فلسطين المحتلة، وادعى مؤسسها في إحدى نبوءاته
الشيطانية تجمع اليهود في فلسطين المحتلة وإقامة دولة لهم هناك، وأحقيتهم في القدس
السليبة.
وقد سبق للسيد "عبدالملك
الحوثي" التحذير من هذه الحركة، في أكثر من مناسبة وأسماها بـ "الوافد
الشيطاني":
"اليوم استجد في ساحتنا اليمنية
نشاط جديد يأتي ضمن الحرب التي تستهدفنا في المبادئ والمفاهيم والانتماء الكلي
للإسلام، هو نشاط البهائية، تحرك هذا الوافد الشيطاني إلى بلدنا يطعن في الإسلام
بكل صراحة ووضوح، ويشن حرباً فكرية تضليلية ضد الإسلام كدين، ويسعى إلى إقناع
البعض بالخروج والارتداد عن الإسلام، والكفر بالإسلام، ويلقى هذا النشاط اهتماماً
ورعاية ودعماً ومساندة من الغرب".
وأكد رضوان الله عليه بأن نشاط هذه
الحركة وانطلاقتها ومنبعها من مدينة "عكا" في فلسطين المحتلة، ونالت
رعاية صهيونية كاملة:
"إسرائيل تحتضن وترعى هذا التحرك،
تُؤمِّن في هذا التحرك الحرية الكاملة لينطلق من هناك، من داخل هذه الرعاية
الإسرائيلية إلى بقية العالم،..، هذا ضمن الحرب الناعمة، هذا استهداف عدواني يشتغل
ضد الإسلام لإخراج الأمة من الإسلام والكفر به".
وكشف عن وجود مخططات أميركية وغربية
لتهيئة البيئة العربية والإسلامية لهكذا حركات ظلامية:
"الأميركيين والغرب يضغطون على
الأنظمة العربية والإسلامية لتغيير القوانين المُستمدة من الشريعة الإسلامية، من
أجل صُنع بيئة مفتوحة للجرائم من دون أي عائق، ويقومون بنشر الدعوات والمذاهب غير
الإسلامية ودعمها، مثل البهائية والأحمدية والإبراهيمية، من أجل تضليل المجتمع
الإسلامي.
البهائية، الأحمدية، ديانات أخرى غريبة
على مجتمعاتنا، مخالفة للإسلام، ثم يحاولون أن يفرضوا لها حقوقاً، ما يسمونه هم
بالحقوق السياسية وغيرها، ثم يمنعون سيادة الإسلام؛ بحُجة أن هذا البلد فيه أديان
مُتعددة، لا يمكن أن يبقَ الإسلام سائداً فيه، وهذه طريقة شيطانية، وغير مقبولة،
وغير مُنصفة أصلاً؛ إنما هي من محاربتهم للإسلام".
فما هي عقائد البهائية وشرائعهم
وأهدافهم ومخططاتهم؟ وما هو خطرهم على الإسلام والمسلمين؟ وما سر تبني الصهيونية
العالمية والقوى الاستعمارية لهم منذ نشأتهم؟
هذا ما سنحاول مقاربته في قراءتين
متتابعتين، نُسلط الضوء في الأولى على سياقاتها التاريخية وعلاقاتها المشبوهة مع
القوى الاستعمارية والصهيونية العالمية، وأماكن تواجدها في العالم واليمن، ونتناول
في الثانية مكوناتها التنظيمية، وعقائدها وأفكارها الماسونية المسمومة، وخطرها على
الإسلام والمسلمين.
تاريخ أسود:
لا يمكن الحديث عن
"البهائية" دون الحديث عن "البابية"، فالأخيرة مُقدِمة
للأولى، وكلاهما من الفرق الخارجة عن الإسلام عقائدياً وتشريعاً، وكلاهما له نفس
الأهداف والأفكار الهدامة وإن اختلفت مسمياتهما فالغاية والأهداف واحدة، وكلاهما
مجرد مطية رخيصة للقوى الاستعمارية والصهيونية العالمية.
أولا: البابية:
أطلق التاجر بمدينة "شيراز"
الإيرانية الميرزا "علي محمد رضا الشيرازي"، "20 أكتوبر 1819 - 9
يوليو 1850"، في 22 - 23 يوليو 1844، على نفسه لقب "الباب" -
والباب تعني المتحدث الرسمي باسم المهدي المُنتظر وسكرتيره أو حاجبه - وأعلن ديناً
جديداً أسماه "البابية"، وعمل على تحضير أتباعه لقدوم رسول إلهي بحسب
زعمه، يُعرف باسم "بهاء الله"، ودعا إلى نظام قائم بذاته من المعتقدات
والقيم، ولم يكتفِ باسم حاجب المهدي، بل ادعى لنفسه المهدوية، مستغلاً فكرة اختفاء
المهدي المنتظر "محمد بن الحسن العسكري" عند إخواننا الجعفرية، وقال أن
ظهوره أتى بعد اختفاء "العسكري" بألف سنة، مُدعياً ضرورة ظهور مُجدد رأس
كل ألف سنة، وأصبغ على نفسه صفة القداسة والعصمة والألوهية.
أثار ادعائه الاضطراب في أوساط المجتمع
الإيراني، فأمرت السلطات بإعدامه رمياً بالرصاص إخماداً للفتنة التي أثارها، وتم
التنفيذ في العام 1850 بمدينة "تبريز"، والمضحك أنه بعد علمه بصدور
الحكم سارع لإعلان توبته والنطق بالشهادتين والتبرؤ من "البابية".
وفي العام 1909، نُقلت جثته سراً إلى
مدينة "حيفا" الفلسطينية بمساعدة اليهود، وأُقام أتباعه في العام 1953
حول قبره معبداً ومقاماً وقبة صفراء.
ويتحدث المؤرخون أن والده من جذور
يهودية، أخفى نسبه ودينه، وادعى أن اسمه "محمد الشيرازي"، ولا عجب فقد
سبق لمُؤسس الدولة السعودية الأولى "محمد بن سعود" ومُؤسس الحركة
الوهابية "محمد بن عبدالوهاب"، إخفاء نسبهم اليهودي والتسمّي بأسماء
عربية، وكلهم خرجوا من مشكاة واحدة، وكانت الغاية من زرعهم في جسد الأمة العربية
والإسلامية تشويه الإسلام والقضاء عليه، وتهيئة بلاد الإسلام للقوى الاستعمارية،
وشرعنة الوجود الصهيوني في فلسطين المحتلة.
استغل الروس ظهوره فسارعوا لاحتوائه
وتدجينه، وأوكلوا المُهمة لأحد ضباطهم في سفارتهم بطهران يُدعى "كيتاز
دالغوركي"، كما استغل الإنجليز "محمد بن عبدالوهاب" وأوكلوا مهمة
احتوائه وتدجينه لأحد ضباط وزارة المستعمرات البريطانية يُدعى "المستر
همفر".
ثانياً: البهائية:
بعد مقتل "الباب" لم تنتهِ
حركتها، بل عاودت الظهور في ثوب جديد هو "البهائية"، على يد أحد طلابه
هو الميرزا "حسين علي بن عباس بزرك النوري المازندراني"، "12
نوفمبر 1817 - 29 مايو 1892 "، مُدعياً في العام 1852، أنه
"الرسول" الذي بشّر به "الباب"، وفي العام 1863 أطلق على نفسه
لقب "بهاء الله"، وعلى ديانته مُسمى "البهائية".
وهو من طبقة النبلاء الأثرياء في مدينة
"طهران"، سُجن عدة سنوات، ثم أُطلق سراحه، ونُفي مع عائلته إلى بغداد،
وفي بغداد ضغط علماء الدين على سلطات الاحتلال العثماني لإخراجه من بلادهم بعد أن
كثُرت أباطيله، فانتقل إلى "القسطنطينية" "إسطنبول حالياً"،
ثم مدينة "أدريانوبل" المجاورة "أدرنة حالياً"، وفي العام
1868، نُفي للمرة الرابعة والأخيرة إلى "عكا" في فلسطين، فاستقبله
اليهود بحفاوة، وأغدقوا عليه الأموال، وأحاطوه بالرعاية والحماية، وسهّلوا له
الحركة، وهناك تفرّغ لنشر دعوته، وكسب الأنصار والأتباع.
وأبطل شرعية "الباب" بعد أن
ادعى مواصلة مسيرته من حيث انتهى، وزعم أن "الباب" لم يكن إلا نبياً
مهمته التبشير بظهوره.
أُصيب في آخر حياته بمرض عُضال، فقرر
ابنه "عباس"، حبسه حتى لا يراه الناس، وتحدث باسمه إلى أن هلك في العام
1892، ودُفن في ضريح، ما يزال الوجهة الرئيسية للحجاج البهائيين كأقدس مكان لهم،
ومن يومها أضحت "عكا" مقراً دائماً لأتباعه، ومكاناً مُقدساً لهم.
كان له أخٌ غير شقيق يصغُره سناً هو
"يحيى صبح الأزل"، وكلاهما من طلاب "الباب"، وساد الاعتقاد
بين أتباع "البابية" أن زعيمهم أوصى بالخلافة من بعده لـ
"يحيى"، واستغل "بهاء الله" ذلك، فقرر الدعوة لأخيه، وبعد
وقتٍ قصير خلعه ودعا لنفسه، وانقسمت جماعتهم إلى "أزلية"
و"بهائية"، وامتد الصراع والانقسام إلى أولاد "بهاء الله"
وأحفاده، فتدخلت الصهيونية العالمية في العام 1963 وجمعتهم تحت مظلة مجلس قيادي
موحّد أسمته "بيت العدل الأعظم".
تولى القيادة بعد هلاك "بهاء
الله" ابنه "عباس أفندي"، وأطلق على نفسه لقب
"عبدالبهاء" و"الغصن الأعظم"، "1844- 28 نوفمبر
1921"، وسُجن مُعظم حياته، وأطلق سراحه في العام 1908، وفي الفترة "1911
- 1913" قرر التجوال في أوربا وأميركا الشمالية لنشر ديانته.
لم يعتبره أتباعه نبياً كوالده
و"الباب"، بل مَثَل أعلى للكيفية التي يجب على البهائيين التصرف بها،
وادعوا أن والده كان يُوحى إليه وأن الله حلّ في جسده وتجلّى للخلق من خلاله، وأن
كل أفعاله وأقواله لها قوة كلام وأفعال "الله" كما يزعمون والعياذ
بالله.
تولى بعده حفيده "شوقي
أفندي"، وأطلق على نفسه لقب "ولي أمر الله"، "1897 -
1957".
علاقتهم باليهودية وقوى الاستعمار:
علاقة البهائية بالصهيونية وقوى
الاستعمار قديمة وحميمة ووطيدة، فقد وجدت تلك القوى في هكذا حركات ظلامية غايتها
المنشودة لتمرير وتنفيذ أجندتها الاستعمارية، ومع مرور الوقت صارت تلك الحركات
واحدة من أهم أدوات الغزو الفكري والاستعمار "الصهيو - غربي" لبلاد
الإسلام، كما وجدت البهائية ومن على شاكلتها من الحركات الضلالية كالأحمدية
والقاديانية والوهابية وغيرها من الجماعات الخارجة عن الإسلام في قوى الاستعمار
الحاضن والحامي والداعم والراعي لنشر وبث سمومها والطعن في دين الله الخاتم.
١ - الروس:
ربطت مُؤسس "البهائية"،
"بهاء الله" وأسرته علاقة وطيدة بالروس وسفارتهم في طهران، ومنحه الروس
اهتمام خاص، وسارع سفيرهم في طهران للتوسط من أجل الإفراج عنه بعد القبض عليه
بتهمة التدبير لعملية اغتيال فاشلة لشاه إيران عقب مقتل "الباب"، وتم
نفيه إلى العراق، ومنحته الحكومة القيصرية الروسية راتباً شهرياً، وتكفلت بالإشراف
على حمل ديانته ووضعها ورضاعها، ورعايته، وهي لا تزال في مهدها.
2 - الإنجليز:
انتقلت حضانة وكفالة ورعاية
"البهائية" بعد سقوط الحكومة القيصرية وانقطاع المساعدات الروسية إلى
بريطانيا، بالتوازي مع رعاية وكفالة وحضانة بريطانيا للوهابية واليهود، ورداً
للجميل لم يبخل البهائيون بالعمل على تمهيد الطريق لدخول الجيش الإنجليزي الغازي
إلى فلسطين، وتقديم الأسرار لهم خلال الحرب العالمية الأولى، ومساعدتهم لإيجاد وطن
بديل لليهود فيها وإقامة دولة ليهود العالم على أرضها الطاهرة، وتحولهم إلى جواسيس
لخدمة مشاريع بريطانيا العظمى في المشرق العربي.
ولم يختلف الأمر كثيراً مع الأميركان
وخصوصاً بعد سقوط نظام الشاه في إيران على يد الإمام "الخميني"، وفي هذا
يقول رحمة الله عليه في حديث له بتاريخ 27 مايو 1983، رداً على دفاع الرئيس
الأميركي "ريغان" في خطابٍ رسمي عن "البهائيين":
"إننا إذا كنا نفتقر إلى دليل
يُثبت عمالة البهائيين وتجسسهم لأميركا، فإن دَعمَ ريغان لهؤلاء هو دليلٌ كافٍ على
صحة أقوالنا".
ولا يستبعد قيام من تبقَ منهم في اليمن
بممارسة نفس الدور خدمة لتحالف عدوان تحالف العاصفة، ولبعضهم علاقة وطيدة
بالإمارات، وكانت مقراً لهم بعد نفيهم من جنوب اليمن في العام 1971، وعودتهم
المشبوهة إلى اليمن في العام 2013، وحديث السيد "عبدالملك الحوثي" عن
خطورتهم في العام 2018، على خلفية ضجة دولية مُفتعلة تتهم النظام الوطني الحر في
صنعاء باضطهادهم، والمخجل أن تلك الأصوات الدولية المتباكية عليهم لم تنبس ببنت
شفه لما يرتكبه تحالف عدوان العاصفة من جرائم في اليمن، والأكثر إثارة للسخرية
التزامهم الصمت لما حصل لبهائية جنوب اليمن في سبعينيات القرن العشرين من تشريد
ونفي.
3 - اليهود:
ساد التناغم والانسجام بين اليهود
والبهائيين منذ بدايات ظهور الدعوة البابية الممهدة، وتوطدت في "أدرنة"
التركية و"حيفا" و"عكا" الفلسطينية.
في العام 1868 استقبل اليهود
"بهاء الله" بحفاوة ومدوه بالدعم والحماية والرعاية، وخالفوا فرمانات
الباب العالي العثماني القاضية بفرض الإقامة الجبرية عليه، وأسكنوه قصراً عكاوياً
يُعرف باسم "البهجة".
ودأب "البهائيون" على
التبشير باجتماع اليهود في فلسطين، وإقامة دولتهم فيها، ولعبوا دوراً هاماً
بالتعاون مع الإنجليز لتأسيس ودعم دولة كيان الاحتلال الصهيوني الغاصب، ومنحت
الصهيونية العالمية المدعو "عباس أفندي" لقب "سير" وعدداً من
الأوسمة الرفيعة في سنين الحرب العالمية الأولى، وتجول في أوربا وأميركا،
واستضافته الكنيسة الإنجيلية والمحافل الماسونية والبيَع اليهودية، وشكل محافل
بهائية في جميع أنحاء أوربا بمساعدة اليهود والمستعمرين، وبنى علاقات مع جمعية
"تركيا الفتاة" التي تدعو إلى القومية "الطورانية"، وعُزلت
فيما بعد السلطان "عبدالحميد".
واستقبل "عباس أفندي" بنفسه
الجنرال "اللنبي" بعد سقوط فلسطين بحرارة، وحصل منه على وسام فارس
الإمبراطورية البريطانية، وحضر المؤتمرات الصهيونية، ومنها مؤتمر "بال"
عام 1911، وأيد حق اليهود التاريخي والديني المزعوم في أرض فلسطين المحتلة، وتنبأ
ليهود فلسطين بمستقبل مشرق، وعندما مات سار في جنازته الحاكم الإنجليزي الصهيوني
لمدينة القدس.
تولى أمر البهائية بعده ابن بنته
"شوقي أفندي" وأطلق على نفسه "ولي أمر الله"، وعاش الآخر تحت
رعاية الصهيونية، ونشطت حركته بعد قيام دولة كيان الاحتلال الصهيوني، وكتب في 30
يونيو 1948 إلى "بن غوريون" - أول رئيس وزراء للكيان اليهودي، يُعبِّر
له عن أطيب تمنياته من أجل رفاهية الدولة الجديدة.
وبعد وفاته تولى زعامة البهائية يهودي
أميركي يُدعى "ميسن ريمي" الشهير بـ "ميسون"، وهو ثاني يهودي
يقودها.
ويتم معاملة أتباع البهائية في فلسطين
المحتلة معاملة اليهود منذ قيام الكيان الصهيوني اللقيط، ويرعى الصهاينة معابدهم
ومحافلهم ومراكزهم، وتُصان وتُدعم كما تُرعى المعابد والكُنس اليهودية، ويساند
الإعلام اليهودي البهائية، ويبرزها على أنها حركة رائدة في مجال الفكر الإسلامي،
وكتب العديد من المستشرقين اليهود عنها وأذاعوا عقائدها.
ويحرم البهائيون الجهاد وحمل السلاح ضد
اليهود، ويدعون للسلام معهم، وتقبل الأمر الواقع على أرض فلسطين المحتلة، ويؤيدون
تجمع يهود العالم في فلسطين، وادعوا أن ذلك مما جاء في العهد القديم، كما ادعوا أن
الفترة التي قضاها "بهاء الله" في السجن والمنفى بلغت 40 عاماً، وهي نفس
الفترة التي قضاها بنو إسرائيل في التيه بصحراء سيناء.
هويتهم العددية والجغرافية:
قدّرت دراسة نشرها مركز صنعاء للدراسات
الاستراتيجية في يوليو 2021، عدد أتباعها في اليمن بنحو 2000 شخص، وعلى مستوى
العالم "5 - 7" ملايين، موزعين على نحو 235 دولة، تستأثر الهند بأكبر
مجتمع بهائي بواقع "1.7 - 2.3" مليون.
وتحدث الكتاب السنوي التابع لموسوعة
"بريتانكا" لعام 1992 عن تواجدهم في 247 دولة ومقاطعة في العالم،
مُعتبراً إياهم ثاني ديانة عالمية من ناحية الانتشار الجغرافي، ويُمثل أتباعها
2100 عرق وأقلية قبلية.
ويقدّر الكتاب السنوي لعام 2005 التابع
لنفس الموسوعة اتباعها بــ 6 ملايين نسمة، بينما ذهبت بعض التقديرات أنهم بين
"4 - 8" ملايين نسمة، والمؤكد أن عددهم في الوطن العربي قليل، لكن
"الزوبعة" الدولية حولهم كبيرة لأهداف لم تعد خافية على أحد.
لهم تمثيل غير حكومي في منظمة الأمم
المتحدة منذ بداية نشأتها، وفي الأوساط العلمية والدينية والاقتصادية في العالم.
في اليمن يدّعي أتباعها أن أول اتصال
لهم كان في العام 1844 بمرور "الباب" " بميناء "المخا"
أثناء ذهابه إلى مكة للحج وعودته منها، تواصلت بعدها زيارة اتباع
"الباب" و"البهاء" للسواحل اليمنية ضمن رحلاتهم التجارية.
وشهدت العقود الأخيرة من القرن التاسع
عشر الميلادي مرور بعضهم باليمن في طريقهم إلى شمال البحر الأحمر وفلسطين بعد قرار
الاحتلال العثماني نفي "بهاء الله" إلى "عكا" الفلسطينية،
واحتكاكهم بسكان المناطق الساحلية في المخا وباب اليمن، وبعد الحرب العالمية
الثانية، استقرت موجة منهم في جنوب اليمن، وتحديداً حول ميناء عدن.
بعد نشوء جمهورية اليمن الديمقراطية
الشعبية عام 1967، وما تلاها من تأميم للممتلكات في ظل الحزب الاشتراكي، غادر
العديد منهم مدينة عدن إلى دول أخرى، أو أُعيد توطينهم في الجمهورية العربية
اليمنية، وفي شمال اليمن توطنوا الحديدة وصنعاء ونالوا رعاية نظام "عفاش".
وعموماً يتواجد أتباعهم في عدن والمكلا
وصنعاء وتعز والحديدة وإب وسقطرى ولحج، وهم خليط من أبناء القبائل، والقوميات غير
اليمنية التي قطنت اليمن لفترات طويلة وتزاوجت مع اليمنيين.
ومن رموزهم في اليمن: كمال بن حيدرة،
حامد بن كمال بن حيدرة، محمد مهدي مولوي في عدن، عبدالله أنور في صنعاء، وليد عياش في بني مطر، وتم إنشاء
أول محفل محلي لهم في صنعاء عام 1961 وعدن عام 1962، والمحفل الوطني الأول والوحيد
في اليمن بصنعاء عام 1984 بحسب ناطقهم الرسمي "عبدالله العلفي".
واعترف نظام "عفاش" جُزئياً
بهم، وسمح لهم الحصول على وثائق رسمية، وكتابة اسم ديانتهم فيها.
ولديهم مقابرهم الخاصة مثل اليهود
تماماً.
المراجع:
1 - محمد علي الخطيب البهائية
والاستعمار والصهيونية: علاقة حميمة منذ الولادة، مجلة الوعي الإسلامي، العدد 491،
السنة 43، أغسطس 2006.
2 - ميساء شجاع الدين، كيسي كومبس،
عبدالله العلفي، البهائيون في اليمن، مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية، 6 يوليو
2021.
3 - بوابات كنانة أونلاين، علاقة
البهائية باليهودية، 22 مايو 2006.
4 - مؤسسة تحقيقات حضرت ولي العصر،
البهائية، منظمة، صهيونية.
5 - الموسوعة الحرة
"ويكيبيديا".
6 - موسوعة المعرفة.
7 - وكالة الأنباء اليمنية سبأ بصنعاء.