Translate

الاثنين، 27 أبريل 2020

شاب يمني يسبق الزمن ويبتكر جهازا تنفسيا اصطناعيا

صحيفة 26 سبتمبر؛  26 أبريل 2020
 المهندس المحبشي: أنا بحاجة لدعم مادي ومعنوي لتصنيع كميات تجارية من الجهاز
يسابق مبتكر يمني شاب الزمن في اختراع جهاز أشد ما تكون الحاجة إليه مُلِحّة هذه الأيام في ظل اكتساح جائحة كورونا للعالم أجمع .. الجائحة التي لم يرحم شبحها من هم في سن الصبا ولا من يقفون على عتبات آخر العمر.. حتى باتت أغنى الدول وأفقرها على السواء تعاني نقصاً حاداً في المعدات الطبية التي تتطلبها مواجهة هذه الجائحة.. ولعل جهاز التنفس الاصطناعي (Continuous Positive Airway Pressure
CPAP)
هو من أهم الأجهزة الطبية طلباً هذه الأيام وندرة في نفس الوقت حيث يهاجم فيروس كورونا الجهاز التنفسي للمصاب فيوقفه عن العمل.
المهندس اليمني الشاب, الذي عمل في صمت لإنجاز جهاز (CPAP) تلبية لدعوة الواجب فلم يتوقف عن التفكير والبحث والدراسة حتى تمكن من تصميم الجهاز وتنفيذه بشكل يتناسب مع الوضع الاقتصادي الصعب الذي يخيم على الكرة الأرضية جمعاء.. لؤي طه المحبشي الذي حول فكرته الصغيرة إلى واقع ملموس يلبي حاجة الملايين الذين ينتظرون أن تنفتح لهم نافذة الحياة من أنبوب جهاز تنفس.
بداية يقول لؤي:” إن عملي كمهندس للأدوات الطبية في المستشفى الجمهوري بحجة جعلني ألمس الحاجة الملحة لهذه الأجهزة وضرورة أن يتوفر منها القدر الكافي لمواجهة الأزمات الصحية التي لانعرف متى قد تخيم علينا إحداها, و الهلع الكبير الذي أحدثته جائحة كورونا حول العام الأمر الذي رافقة انكشاف البنية التحتية الطبية في البلدان المتقدمة والمتأخرة على السواء. برزت الحاجة بشكل مصيري لإنتاج اجهزة تنفس اصطناعي محلياً في ظل توقف حركة الاستيراد والتصدير وإغلاق المنافذ بين الدول.. ومع أن بلدنا والحمد الله لم تصله الجائحة بعد لكن الأمر لا يسلم.. لذا فكرت أنه من الواجب ابتكار جهاز يساعد في مواجهة الفيروس.. فقرأت الكثير من الدراسات حول طريقة عمل أجهزة التنفس الاصطناعي وفكرتها والمواد و القطع المكونة لها.. وإمكانية تنفيذه محليا وعندما شعرت بتوفر المواد شرعت في العمل.
وعن فكرة الجهاز وطريقة عمله يوضح المهندس بالقول: أمضيت فترة معقولة في دراسة آلية عمل الجهاز والقطع المكونة له و طرق تنفيذه والتعرف على أحدث النماذج المصنعة منه.. وبعد الدراسة والبحث تخمرت الفكرة في رأسي وعكفت على عمل تصميم أولي للجهاز وبما يتناسب مع المواد المتوفرة محلياً.. بعدها قمت بمسح السوق للبحث عن القطع المطلوبة للجهاز وعندما وجدتها شرعت في تنفيذه .. وبحمد الله تكللت التجربة بالنجاح وخرج الجهاز للنور.. وتمت تجربته ومراقبة أدائه وكانت النتائج مبشرة.. حسب إدارة المستشفى الجمهوري في حجة التي واكبت الفكرة منذ البدء.
وأكد أن الاختلاف كبير من حيث آلية العمل والتكلفة بين الجهاز الذي ابتكره وجهاز التنفس الاصطناعي المعروف فآلية عمل الجهاز المتوفر في الاسواق تعتمد على دخول أنبوب الجهاز إلى الرئتين لإيصال الهواء للجسم وهذا مؤلم ويرهق المريض ويزيد من معاناته لكن الجهاز الذي قمت بابتكاره يعمل عن طريق الأنف حيث يقوم الجهاز بمعايرة كمية ونوعية الهواء الذي يحتاجه المصاب كل بحسب حالته الصحية فيصل إلى الرئتين عن طريق الفم بسهولة ويسر.. كما أن تكلفة جهاز التنفس المعروف تزيد عن خمسين ألف دولار وهذا مبلغ مرتفع جداً في ظل الحاجة لأعداد كبيرة منه في حين لا تزيد قيمة الجهاز الذي ابتكرته عن ألفي دولار.. فنكون قد سهلنا طريقة العمل وقللنا التكلفة.. حيث يصبح بالإمكان انتاج الكثير منه بكلفة جهاز اصطناعي واحد.
ويعمل الجهاز على مساعدة عملية التنفس عندما يكون قناع الأكسجين غير كافي (Oxygen Mask) ويجعل المصابين الذين يجدون صعوبة في التنفس وخاصة المصابين بكورونا من القيام بعملية التنفس بسهولة أكبر ويمكن لهذا الجهاز أن يساهم في إنقاذ العديد من الأرواح من خلال التقليل بصورة كبيرة من استخدام أجهزة التنفس الاصطناعي وكذلك العناية المركزة والعاملين عليها، إلا للحالات الحرجة فقط.
ويشير لؤي إلى أن هناك نسبة كبيرة من المصابين بكورونا اكتفوا باستخدام أجهزة ( CPAP) وقضوا على الفيروس ولم يحتاجوا الى أجهزة التنفس الصناعي خاصه في الصين وإيطاليا.,
مؤكداً ان ما يميز الجهاز إمكانية استخدامه للمرضى, سواء في المستشفى أو البيت لكل من يعاني من صعوبة في التنفس, ويعمل الجهاز على إدخال كمية من الأكسجين مع الهواء عن طريق الفم والأنف بدرجة معينة وبصورة مستمرة.. حيث يجعل مجرى التنفس مفتوحا ويزيد من كمية الأكسجين في مجرى الدم.