لا تسلني كيف يصبحُ البطلُ مجرماً والمجرمُ سيدُ الثوار؟!!.
لا تسلني كيف يصبحُ الوطنُ سِلعةً والقلبُ نقمة والجرحُ حُرقة والحُبُ إتجار.
لا تسلني لماذا يقفزُ الصدق في ديارنا فوق الأشعار ويرحلُ كلَ يومٍ بعيداً
بعيداً عنا..
ويرفضَ أن يكون للتجارِ والفجار.
لا تسلني .. فمنذ بِيعت ديارنا لأصحابِ الدولار .. ما عُدنا نُواعِدُ
الصدقَ عندَ مطلعِ الفجر..
ما عُدنا نجرؤ أن نقابله في ضوءِ النهار وما عادت له دار!!.
لا تسلني لماذا يُطبعُ في ذاكرتنا بأن الليل نهار والحزن فرح والنكبة
انتصار.
لا تسلني فالسؤال انتحار والسر أسرار .. ووطني كومة من أخبار .. محزنة ..
مبكية .. مدمية .. فالسارق فيه مختار .. والمخلص دوماً محتار.
لا تسلني .. واسأل من زيّف نشرة الأخبار .. أبكى النساء وسجن الشباب ويتّم
الصغار .. وقل بوِّرِكَ الختيار .. ومن قبله .. ومن بعده .. ومن علّمه .. ومن
لقّنه .. ومن درّسه .. ومن أرضعه العار.
لا تسلني .. وقم عانق الوطن للمرة الأخيرة وقدِّم له الاعتذار .. وقل إلهي
.. هل من فرار .. هل من فرار.
· أياد/ من الأردن، مجلة فلسطين المسلمة الفلسطينية، العدد الأول، السنة 13 ،
يناير 1995