إلى السيد المسيح في ذكرى شروقه, زيداً
معلقاً كسماء ..
للشاعر العراقي مهدي النهيري..
25 كانون الأول/ ديسمبر 2011م
قل للحلاجين جميعاً:
طوباكم فيما تصبون
إليه من الصلب,
ولكن لستم زيديين
بمعنى أن تطأوا درب
سماوات الله
بأقدامٍ من دمكم ..
لا ساعة أن يجري من
أعلى جذع الصلب إلى
الأرض,
ولكن ساعة أن يصعد من
وهج الجبهات
إلى أعمدة العرش
فتنقع فيه ..
قل للصوفيين جميعاً:
بُوركتم فيما تُعزون
إليه من العزلة,
لكن لستم ولهين بأن
تنشق كهوفكم الصوفية
كي تُسفر عنكم في
شكل سيوف ..
قل للشعراء جميعاً أو
بعض الشعراء:
تباركتم فيما تقصون به
من أبهاء قصائدكم,
لكن زيدٌ دمه أشعر من
حبر مطالعكم,
لما أغمس نخل الكوفة
أقلاماً
في محبرة الموت
السوداء,
فأشرق منها قمراً كوفياً,
كان قريباً من أن مواجعه
تشبه أحلام الله ..
###
إذا الدم أطفالاً وأسئلة جرى
من اهتنز فاحتز البلاد وما درى
إذا النخل زكى نفسه من جناية
وقال: بريء, لست من شنق الذرى
إذا الماء أوصى أن في جريانه
نبياً رمادي التباريح أسمرا
يخط بنقش مصحفي بأنه
رأى كإلهٍ في التآويل مبحرا
إذا الفجر أدلى أن زيداً أجابه
قبيل سؤالات العصافير والقرى
وقال له: ها ذاك قلبي معلقاً
على الصحو آناء الصباح مبكرا
إذا كل شيء مؤمن في مكوثه
فمن فيه ذبحاً بارز الله يا ترى؟
ومن ورط التأريخ أن صفحاته
تحدث عن ذاك الصليب, لتمطرا
دماً في وجوه القارئين, وأحرفاً
مغمسة بالكاتبين تذمرا
من استاء من رأى السماء وشانه
أن الله يختار النبيين أنهرا
فآثر أن يبني السدود لردهم
إلى الله, أن هاك اقتراحك أحمرا
من الصحف البيض استمالت مزاجه
إلى صحف سود وصرح: لا أرى
وعلق أشياء الإله بنخله
وخاطب: يا ألله, ظلك مفترى
أفي الله شك أن اولاد ذوقه
قبيحون؟ كي يمحوا نخيلاً وأبحرا
وينتهكوا أن يسفكوا كدمائهم
ولا بدع أن تذرى الجسوم وتنثرا
أفي لغة وضاحة في شفاههم
تردد لفظ: أنهم خيرة الورى؟
وحاق بجبرائيل صمت فلم يقل:
أولاء سطور عندما الله فكرا؟
وهل لم يطرق قلب الحسين بكربلا
إلى أن تلاقى والثريا مكبرا؟
وهل لم يضيء رأس الحسين وقد سرى
عن الجسم رأسا مشمس الدم مقمرا
وهل زينب لم تكتشف أن صوتها
سماواتها غيما وغيثا معبرا
وهل لم يكن زيد النخيل مجرة
من الحدق المشغول: أن كيف أثمرا
وكيف نجا من أن يموت منارة
مهشمة لا ضوء لا باب لا عرى
هل القابضون الريح أدرك يأسهم
بأن بني المعنى جديرون أن نرى
وأن المسمين: الهواشم أسوة
بأن نتهجاهم إلى البدء معبرا
وان ننتقي كالمفردات, ونكتسي
بقمح النبواءات الفصيح وننشرا
وأن نترامى كالفضاء وندعى
بأن لنا حجم الفجيعة منبرا
وأن ننبغي أدمى وأنمى وأكثرا
لحد العمى أن يستفز ويبصرا
فيدرك أنا خاضنا جذع زيدنا
صليبي زمان ملنا حد أنكرا
فأنبأنا أنا جحدنا صحاحه
وأخرجنا من معجم
الموت مجبرا