بقلم زيد يحيى المحبشي
شهدت العلاقات "العربية - الصينية" تنامياً مضطرداً منذ ما قبل ميلاد المسيح عليه السلام، فرضتها عراقة الحضارتين، وتتحدث المصادر التاريخية للطرفين عن وصول أول مبعوث صيني الى البلاد العربية في عهد مملكة "دايوتشي" عام 139 قبل الميلاد، ووصل أول مبعوث سياسي رسمي للصين الى المدينة المنورة بعد الإسلام في 25 أغسطس 651 م، وهذا التاريخ يشكل البداية الفعلية للعلاقات الرسمية بينهما.
وفي القلب من هذا التقارب كانت اليمن تحتل الصدارة في قائمة الاهتمامات الصينية، بالنظر الى موقعها الجغرافي المتحكم في خطوط الملاحة البحرية بين الشرق والغرب، وموقعها الهام في طريق الحرير البحري والبري، وطريق العطور، وما تزخر به أرضها من ثروات خصوصاً اللبان والبخور والأعشاب الطبية.
وتتحدث المصادر التاريخية عن امتداد الفتوحات الحميرية الى الصين منذ القرن الاول الميلادي، وفتح الحميريين والازديين بعض مدن الصين.
وكانت عدن همزة الوصلة بين الشرق والغرب وميناء تجاري هام لتحكمها في مضيق باب المندب، الأمر الذي أهلّها لتسيّير سفنها التجارية الى موانئ الصين منذ قديم الزمن، مما ترك أثره على تطبيع العلاقات السياسية بين الطرفين.
ووصلت العلاقات في عهد الدولة الرسولية الى مكانة متقدمة من التفاهم والاحترام المتبادل، وتبادل الزيارات، وتتحدث المصادر التاريخية عن قبول امبراطور الصين شفاعة السلطان الرسولي "يوسف بن عمر" في السماح لمسلمي الصين بممارسة طقوسهم الدينية في ختان أولادهم خلال الفترة "647 - 694 هـ"، وكان الملك الصيني حينها قد أصدر مرسوماً يُحرِّم على مسلمي بلده ختان أولادهم، فلجئوا الى السلطان الرسولي ليراجع ملك بلادهم في ذلك.
وشهدت فترة الدولة الرسولية "1229 - 1454 م" تبادل للهدايا، واقامة للعلاقات الدبلوماسية، وتنشيط للجانب التجاري، وزيارة قائد الاسطول البحري الصيني "تشنغ خه" الشهير بـ "ذي الجواهر الثلاث" لعدن ثلاث مرات خلال الفترة "14 يناير 1418 - أغسطس 1433م"، وما سجله من انطباعات عن زيارته، شكلت صورة جميلة عن اليمن الأرض والانسان والتاريخ لازالت مرتسمة في ذاكرة الاجيال الصينية الى اليوم.
وينحدر "شينغ خه" من أسرة مسلمة من قومية "هوي"، وتعود جذوره الى قحطان اليمانية السبائية كما يذكر البروفيسور "ليوينغ شن" رئيس معهد الدراسات الآسيوية بجامعة "نانجينغ"، مؤكداً بأنه مسلم الديانة، وأنه كان مُهتماً ببناء المساجد، مستدلاً على ذلك ببنائه أكبر مسجد في مدينة "نانجينغ"، حاضرة مقاطعة "جيا نغسو" في عهد اسرة "مينغ"، ولايزال شاهداً الى اليوم.
وعندما رأى "شينغ خه" مدينة عدن خلال زيارته الأولى وجدها صالحة لشراء النفائس وإجراء التعاملات التجارية.
نتيجة لهذا الحراك التجاري فلا غرابة ان نجد اليوم قرية تجارية حاضرة وماثلة وشاهدة لعراقة العلاقات "العربية - الصينية" بمدينة "ايوو" بقلب مقاطعة "تشيجيانغ"، يتواجد فيها 3000 تاجر أجنبي، ينتمون لأكثر من 40 بلداً، نصفهم من اليمن والامارات ومصر، كما يوجد بها أكثر من 200 شركة تجارية من الشرق الأوسط، و2000 متجر عربي.
وتتحدث المصادر التاريخية عن وصول التوسعات العسكرية لملوك اليمن في زمن الدولة الحميرية الى "سمرقند" و"بخاري" وحدود "الصين" وفقاً لما اشار اليه "دعبل الخزاعي" في ديوانه الشهير، وأكدت بعض المصادر أن "الحميريين" و"الازد" فتحوا أبواب "الصين"، وبلغوا "خرسان" و"مكران" و"سمرقند" و"بخاري" و"التبت" قبل الإسلام بقرون عديدة خلال الهجرات العربية الأولى، ومنهم من استقر بتلك المناطق.
وفي زمن الملك الأموي "عبدالملك بن مروان"، "705 - 715 م" فتح القائد المسلم "قتيبة بن مسلم الباهلي اليماني"، مدينة "بخاري" و"سمر قنده"، ووصل الى حدود "الصين"، حالفاً بألا ينصرف حتى يطأ أرضها، ووصل الأمر الى امبراطور الصين، فأرسل اليه هدية ثمينة من الحرير وصِحاف الذهب، معبأة بالتراب الصيني، ليطأها ويتحلل من يمينه، فقبل "قتيبة" الهدية ووطأ التراب، ورجع من حيث أتى.
ويوجد في الصين العديد من الآثار التي شيدها الفاتحين من أبناء اليمن منها: "المسجد اليمني"، يقع خارج بوابة "تومن" بمدينة "الزيتون"، بناه أحد التجار اليمنيين في عهد اسرة "سونغ".
وتُؤكد الكتابات الموثقة من قبل المؤرخين العرب والصينيين تنشيط التبادل التجاري بين الصين واليمن منذ العام 1178 م، اذ كانت اليمن تُصدِّر البخور والتوابل والعطور، وتستورد من الصين الحرير والخزف والذهب والفضة والمسك التبتي.
ويتحدث المؤرخ "صلاح الدين بن البرهان الحكيم" في كتابه "مسالك الأبصار"، أن عدن من أهم مراسي اليمن الزاخرة بممارسة التجارة منذ زمن التبابعة، وعليها كانت ترد المراكب من الحجاز والسند والهند والصين والحبشة، ولم يخلوا أسبوع من عدة سفن وتُجار واردين عليها، وبضائع شتى ومتاجر منوعة، ما أدى لاستيطان الكثير من الاقوام والاعراق فيها والتزاوج مع سكانها.
كما كان لميناء "الشحر" أهمية كبيرة في التجارة الخارجية، وهمزة وصل مهمة بين الشرق - الصين والهند والملايو وجاوه – والغرب، الى جانب ميناء "القنا" بمنطقة حصن، وميناء "شرمة"، فكان اليمنيون يحملون منها السلع الحضرمية، الى العالم الخارجي.
ومن لطيف ما يذكره المؤرخين إستهواء بعض الاقاليم الخارجية للتجار اليمنيين، ففضلوا البقاء فيها فترات، واتخذوها وطناً لهم، وعندما كسدت تجارة البخور والطيب بسبب المنافسة الهندية والصينية، عمل اليمنيون في نقل السلع الهندية والصينية على اسطولهم التجاري، كما احتكروا صناعة الشحن والتفريغ في موانئ التصدير والتوريد، وامتد نشاطهم الى جزيرة "هينان" الصينية، واقليم "ناتال" بجنوب شرق آسيا.. الخ.
ولم يكن التبادل العلمي بأقل أهمية، وتؤكد المصادر الصينية أن علم الصيدلة انتقل الى الصين من اليمن منذ القرن السابع الميلادي، على خلفية إرسال الدولة الإسلامية في المدينة المنورة اول بعثة طبية اسلامية الى الصين في 25 أغسطس 651م، وشهد التبادل الطبي تنامياً مطرداً سواء على مستوى معالجة الامراض المتفشية أو التطوير المترافق معها للأدوات الطبية المستخدمة في التطبيب، والاهم من ذلك تطور صناعة العقاقير المستخدمة في المعالجة.
وهناك مجموعة من الوثائق والمخطوطات الاسلامية الهامة في مختلف العلوم والمعارف تم العثور عليها في الصين في منتصف الأول من القرن الواحد والعشرين إن لم تخنا الذاكرة، وجد بعد دراستها من قبل المختصين ما دعى الى التأكيد بأن صيادلة الصين تعلموا علم الصيدلة على يد اليمنيين، كما أنهم نقلوا العديد من الاعشاب اليمنية الى الصين لزراعتها والاستفادة منها في علاج الأمراض المستعصية.
كما أوضحت أن أباطرة الصين أوفدوا عدداً من البعثات الطبية الى اليمن للاستفادة من خبرات علمائها في علم الصيدلة ومداواة الأمراض، بالإضافة الى تناولها براعة اليمنيين في المعالجة، كما تحدثت الموسوعة الدوائية الصينية عن الأدوية اليمنية مشيرة الى أن علماء الصيدلة في الصين نقلوا الى بلادهم 183 نوعاً من الأعشاب الدوائية اليمنية.
وليس هذا بغريب على اليمنيين والعرب، فقد كان لهم قصب السبق منذ عهد الدولة العباسية في اجراء العمليات الدقيقة ووضع أصول الطب وأخلاقياته والبراعة في طب التخدير وعلم التعقيم وصناعة الآلات الجراحية ومعالجة الأمراض النفسية، وأمراض العيون، وألفوا في ذلك العديد من الموسوعات المُشاد بها عالمياً، كما انهم قطعوا شوطاً كبيراً في استعمال العقاقير للتداوي، وهم أول من أنشأ حوانيت بيع الادوية، وأول من أسس مدارس الصيدلة، ولهم في ذلك الكثير من المؤلفات منذ العام 776 م.
المخطوطات التي تم العثور عليها في الصين، تحدثت عن 124 نوعاً من الأدوية والأعشاب اليمنية والعربية، ومن المخطوطات الصينية التي تحدثت عن ذلك كتاب بعنوان "الأعشاب الطبية" تم تأليفه في العام 659م، وآخر بعنوان "الأدوية العشبية" للصيدلي الصيني المسلم "لي شي وان"، عاش في الفترة 855 - 930م، ومن أشهر المؤلفات المتحدثة عن الصيدلة اليمنية والعربية: "ديوان الزراعة" و"الخلاصة الوافية في العقاقير الشافية".
ناهيك عن البعثات الطبية الصينية التي جلبت من اليمن 142 نوعاً من الأعشاب الطبية، ومن عدن وحدها 41 عقاراً.
كما أرسل الصينيون طلاب العلم الى اليمن والوطن العربي، بالإضافة الى وجود عدد من صيادلة الصين تعود أصولهم الى الوطن العربي، تعلموا من أهل اليمن عمليات التقطير، ومن اليمن انتقلت إليهم، ولازالت اللغة الصينية تحتفظ بأسماء العديد من العقاقير والأدوية اليمنية والعربية، مثل: الياسمين والحناء والترياق والعنبر والعصفر والثوم ونبات المُر وغيرها.
وشهدت العلاقات "اليمنية - الصينية" تقارباً نسبياً في عهد الدولة الرسولية، تمثّل في تبادل الزيارات والهدايا، وتنشيط التجارة البينية، وكانت الدولة الرسولية ذات شوكة وسطوة وحضور في محيطها العربي والإقليمي، وفاعل سياسي وازن في الأحداث الدولية، ما جعلها تفرض احترامها على الفاعلين الدوليين في عصرها، ومنهم الصين الطامحة حينها الى اكتشاف العالم وتنويع طرق التجارة العالمية، وكان لها قصب السبق في اكتشاف العالم، قبل أن يفكر الأوربيون بتدشين رحلاتهم الاستكشافية الجغرافية، ومثّل اليمن حينها إحدى محطات الرحّالة الاستكشافي الصيني "تشنغ خه"، "1418 - 1433م".
وفي الفترة "1616 - 1911م" شهدت العلاقات تراجعاً ملموساً بسبب الحكم الاستعماري الذي مارسته الدول الغربية الكبرى على الصين بعد حرب "الأفيون" 1840م، وتفشي أعمال القرصنة على طول طريق "البخور".
وبعد ثورة 1911 انهمكت الصين في معالجة شؤونها الداخلية، لتستعيد تنشيط سياستها الخارجية بعد تأسيس "جمهورية الصين الشعبية" عام 1949، فاتجهت إلى إحياء صلاتها التاريخية مع الوطن العربي.
واكب ثورة الصين 1911، ثورة الإمام "يحيى بن محمد حميد الدين" على الاحتلال العثماني وتمكُّنه من انتزاع استقلال المحافظات اليمنية الشمالية والغربية، والتوجه الى انتهاج سياسة خارجية متوازنة مع الفاعلين الدوليين تقوم على الندية والاحترام المتبادل وتبادل المنافع والمصالح دون التفريط بالسيادة الوطنية، ودون الارتهان لأيٍ من الفاعلين الدوليين، وبالفعل نجح الإمام "يحيى حميد الدين" في توقيع العديد من اتفاقيات التعاون وتنشيط التبادل التجاري مع العالم الخارجي.
في العام 1949 شهد العالم مولد "جمهورية الصين الشعبية"، فانخرط التنين الوليد منذ أيامه الأول في مواجهة مفتوحة مع دول الاستكبار العالمي، ولعب دوراً محورياً في حركة "عدم الانحياز" الداعمة لاستقلال دول العالم الثالث، وخروجها من تحت عباءة الاستعمار الغربي بتلاوينه، وكانت هذه الحركة تضم في صفوفها العديد من الدول العربية، ما أدى الى تسهيل مهمة التقارب "العربي - الصيني".
التقارب في المواقف السياسية تحت مظلة حركة "عدم الانحياز" حول قضايا الساعة، وإن اختلفت أهدف هذا التقارب، شجع الصين في العام 1950 على التوجه إلى العالم العربي من أجل إقامة علاقات دبلوماسية مع دوله الخارجة من تحت عباءة الاحتلال الغربي والعثماني.
التوجه الصيني نحو المشرق العربي تزامن مع صعود نجم الإمام "أحمد بن يحيى حميد الدين" وتسلُّمه الحكم في اليمن عقب مقتل والده، وانتهاجه سياسة والده في التعاطي مع ملف السياسة الخارجية، بما في ذلك تدشين العلاقات الدبلوماسية مع بكين في 24 سبتمبر 1956، وما ترتب عليها من تنوع في مجالات التعاون المختلفة، بعد شهرٍ واحدٍ فقط من اعتراف "المملكة المتوكلية اليمنية" بـ"جمهورية الصين الشعبية"، في 31 أغسطس 1956، كثالث دولة عربية بعد مصر وسورية.
ومن وقتها دخلت العلاقات الثنائية مرحلة جديدة من التقدم والنماء والتطور في كافة المجالات.
وتضمن اتفاق 24 سبتمبر 1956 أقامت علاقات دبلوماسية على مستوى "وزير مفوض" بين اليمن الشمالي والصين.
وفي العام 1957، فتحت الصين الشعبية مفوضية دبلوماسية لها في مدينة "تعز"، وبالمقابل لم يتمكن اليمن الشمالي من فتح تمثيل مقيم له في "بكين" بسبب الظروف الاقتصادية، كما أن عدد الكادر الدبلوماسي اليمني وقتها كان ضئيلاً جداً، فاكتفت صنعاء بتعيين "عبدالرحمن عبدالصمد أبو طالب" "وزير مفوض" غير مقيم لدى "الصين".
التقارب الدبلوماسي تُوِّج بزيارة الأمير البدر "محمد بن أحمد بن يحيى حميد الدين"، لـ"بكين"، في العام 1957، في حين يرى الدكتور "علي عبدالقوي الغفاري"، ان الزيارة كانت في صيف عام 1956، بعد زيارة "البدر" لـ"موسكو" و"براغ"، والراجح أنها في العام 1957، لعدة مؤشرات لعلى أهمها:
1 – استغراق زيارة "البدر" لـ"موسكو" و"براغ" وقتاً ليس هيِّناً.
2 - توافق الكثير من المصادر على أن زيارته للصين كانت في العام 1957.
وتم خلال الزيارة التوقيع على العديد من اتفاقيات التعاون المشترك.
وفي أغسطس 1960، أرسل الإمام "أحمد بن يحيى حميد الدين"، وفداً رسمياً الى "بكين" و"موسكو"، برئاسة "محمد عبدالله العمري"، إلا أن الوفد استشهد إثر حادث سقوط الطائرة الروسية المُقِّلة لهم، وهم في طريقهم الى بكين دون نجاح مهمتهم.
وقامت الصين حينها ببناء العديد من المشاريع الخدمية، أهمها:
1 - شق طريق "صنعاء - الحديدة" كأول طريق يربط بين المحافظات اليمنية، تم إنجازه خلال عامين فقط، دون ضجة، وفي جو من المودة الشعبية والرسمية، وهذا هو حال كل المشاريع الصينية المنفذة في اليمن في السنوات والعقود التالية، والتي عادة ما يضعها الصينيون موضع التنفيذ بمجرد الانتهاء من التوقيع على اتفاقياتها، والسبب إيمان الصينيين بأن نجاحهم في إقامة علاقات ناجحة مع هذه الدولة أو تلك مرهونٌ بمدى كفاءة وسرعة انجاز المشاريع التعاونية.
عكس التعامل الأميركي الفظ في تنفيذ المشارع التعاونية بما يصاحبه من تعقيدات ومشاكل مع العمال المحليين والأنظمة المحلية، وتعثر في التنفيذ، كما هو حال مشروع "خط النقطة الرابعة" في شق طريق "تعز – المخا".
2 - مصنع "الغزل والنسيج" بصنعاء.
3 - إصلاح ميناء "المخا" بعد أن ظل أطلالاً لأكثر من أربعة قرون، وتحديداً منذ العام 1541م، كما يذكر "إريك ماكروا".
وأرسلت الصين العديد من الأطباء إلى اليمن لتحسين الخدمات الصحية في القرى والمدن، وقدمت القروض المُيسّرة، واستقبلت الطلاب اليمنيين في معاهدها وجامعاتها.
على صعيد الاتفاقيات:
وقع الطرفين في 12 يناير 1958 بالعاصمة الصينية "بكين" معاهدة "صداقة وتعاون مشترك"، شملت:
1 - اتفاقية للتعاون العلمي والفني والثقافي.
2 - معاهدة تجارية.
3 - اتفاقية لبناء مصنع "الغزل والنسيج" بصنعاء.
وكانت الطاقة الانتاجية لهذا المصنع تُقدّر بحوالي 7.8 ملايين متر من الأقمشة في السنة.
4 - اتفاق قرض، تضمن تقديم الصين 70 مليون فرنك سويسري لصنعاء، من أجل تنفيذ العديد من المشاريع الخدمية كالطرق والمصانع وحفر الآبار وشراء قطع الغيار وبناء الورش والصيانة، وكانت هناك قروض صينية أخرى من أجل دعم التنمية في اليمن، لكن قيام النظام الجمهوري في شمال اليمن حال دونها.
وفي 23 يناير 1959، وقعّت الصين واليمن بمدينة "تعز" على بروتوكول طريق "صنعاء – الحديدة".
وفتحت الحكومة الصينية أبواب معاهدها وكلياتها العلمية للطلاب اليمنيين، ووصلت أول بعثة طلابية يمنية الى "بكين" في العام 1959.
وفي ديسمبر 1961، تم الانتهاء من تنفيذ مشروع الطريق الاسفلتي الرابط بين الحديدة وصنعاء، بطول 231 كيلو متر.
وفيما يتعلق بعلاقات الصين مع عدن قبل الاستقلال عن الاستعمار البريطاني، عملت "جمهورية الصين الشعبية" في إطار حركة "عدم الانحياز" على دعم حق الشعوب العربية في تقرير المصير ونيل الاستقلال، وأعلنت تأييدها لنضال أبناء جنوب اليمن ضد الاستعمار البريطاني، أثناء زيارة رئيس وزرائها "شوان لاي" للقاهرة في العام 1964.
استمر التأييد الصيني لنضال الشعب اليمني حتى نال استقلاله عن الاستعمار البريطاني في العام 1967.
وما بعد استقلال جنوب اليمن عن الاستعمار البريطاني، وتحول شماله من النظام الملكي إلى الجمهوري بدأ فصل أخرى من العلاقات اليمنية الصينية، مُحرِّكها الصلات التاريخية.