Translate

الخميس، 20 يوليو 2023

الأستاذ القدير لطف بن محمد بن علي بن حسين الشرفي






أديب، شاعر، لغوي، كاتب، مستشار، تربوي، مربي فاضل.

مولده بقرية "قُدم" من أعمال محافظة "حجة" في يوم الأحد 25 رمضان 1388 هـ، الموافق 15 ديسمبر 1968.

تعود أصوله إلى أسرة الأشراف آل "الشرفي" القاطنين بـ "القويعة" من أعمال مديرية "الشاهل" ببلاد "الشرف"، وهي من الأسرة العلمية الحسنية، برز منها العديد من أعلام الهدى، والعشرات من كبار العلماء والأدباء والقادة والساسة والمثقفين والمفكرين.

وهو من قادة التنوير، وأحد الشخصيات الاجتماعية الوازنة، والمرجعيات المُعتبرة في حل النزاعات، وفض الخصومات، وله حضورٌ مهيب في محافظة حجة، ويحظى باحترام كافة شرائح المجتمع فيها.

التحصيل العلمي:

أخذ العلوم الشرعية وعلوم اللغة العربية عن كوكبة من علماء مدينة حجة وأعلام أسرته.

أخذ عن والده القرآن الكريم برواية حفص عن عاصم ورواية ورش عن نافع، والفقه وعلم المواريث، وكان والده معلم وخطيب وأمين شرعي بقرية "قُدم"، ومنه تعلم فنون الخطابة والمأمنة، وعمل زمناً في الخطابة، لكنه رفض مقاربة المأمنة لما فيها من وجع رأس.

حصل على درجة البكالوريوس في مجال اللغة العربية من كلية التربية بمدينة حجة، 1993.

أخذ دورات متقدمة في اللغة الإنجليزية وعلوم الحاسوب الآلي.

السجل الوظيفي:

شغل العديد من المناصب والمهام في مدينة حجة، منها:

1 - أستاذ اللغة العربية والقرآن وعلومه والتجويد والتربية الإسلامية.
2 - موجه مادة اللغة العربية بمكتب التربية والتعليم.
3 - رئيس قسم الدراسات العربية بالمعهد العالي للمعلمين.
4 - مستشار مكتب التربية والتعليم.
5 - مسؤول دائرة الثقافة والفكر والإعلام بفرع حزب المؤتمر الشعبي العام في جامعة حجة.
6 - المسؤول التنظيمي بفرع حزب المؤتمر الشعبي العام في المعهد العالي للمعلمين بمحافظة حجة.

الفعاليات والمؤتمرات:

شارك في العديد من الأمسيات الثقافية، والمؤتمرات والندوات العلمية، والاحتفالات والمهرجانات والمناسبات الوطنية على مستوى محافظة حجة، ومثلَّ محافظته في العديد من الفعاليات الأدبية، منها:

1 - مهرجان الشعر الأول والثاني، أمانة العاصمة صنعاء.
2 - صنعاء عاصمة الثقافة العربية، 2004.

الإنتاج الفكري:

يُعد من الرموز الثقافية والأدبية الأكثر حضوراً وفاعلية في مختلف فعاليات المحافظة، وله العشرات من القصائد الشعبية والفصيحة.

له العشرات من الكتابات النثرية في مختلف مجالات المعرفة، وهو من الكُتاب القلائل المهتمين بالتراث الشعبي والعادات والثقافات الشعبية في محافظة حجة.

ساعده الإلمام بعلوم الحاسوب في صناعة برامج تعليمية ومسابقاتية في مادة اللغة العربية لطلابه.

تميز بشخصية مرحة، يهوى الفُكاهة والدُعابة، وغالباً ما يستخدم الشعر والنثر الأدبي لنقد الواقع السياسي والمعيشي والعادات الاجتماعية السلبية بصورة فُكاهية راقية.

تسببت له صراحته وجرأته في استخدام الشعر والنثر الأدبي لنقد الواقع المرير بالكثير من المتاعب، وتعرّض للسجن والاعتقال مرات كثيرة، وكانت له في المعتقلات خلوات وتأملات، عبّر عنها بسلسلة من القصائد بما يمكن تسميته بـ "أدب السجون"، حاكت واقع نُزلائها ومظالمهم وقسوة سجانيهم.

وتمثل مواقع التواصل الاجتماعي مُتنفساً له، ويُعد من أوائل روادها في اليمن، وفيها وجد ذاته للتعبير عن مكنوناته بكتابات نثرية مُبسطة قريبة من فهم العامة، تُحاكي هموم الناس، ويطرزها بمعارف متنوعة، وتلقى إقبالاً كبيراً من القراء، من مختلف الشرائح الاجتماعية والثقافية.

وهو موسوعة ثقافية ومرجعية علمية، لا يمكن للطلاب الجامعيين الاستغناء عن مشوراته في أبحاثهم.
نماذج من أشعاره

هوى العجائز
إذا كان الهوى حلٌ وجائز
فلا تهوى الأرامل والعجائز
فما فيهن للعشاقِ نفعٌ
وما فيهن ما يطفِ الغرائز
إذا مرت عجوزٌ قُربَ نعشٍ
تهادى النعشُ شوقاً للجنائز

**

ما إن سمعتك طار قلبي وابتهجْ .. وتراقصت فرحا سويداء المهجْ
يا مهجة القلب، ونبض جوانحي .. من هجركم قلبي من الصبر افتلجْ
جودي بوصلك، فالحياة قصيرةٌ .. ولنا اثبتي ما تدعين من الحنجْ
بالله يا نبع الحنان ترفقي بي .. وارحميني واتركي نسج الحججْ
ضمي إلى نهديك صدري واطرحي .. شفتيكِ في شفتي وذوبي، لا حرجْ
ردي اليَ الروح بعد غيابها عني .. وللوجه ارجعي عبقَ الوهجْ
نأيكِ عني لا اراهُ مغيراً .. شيئاً وليس مكمماً فاه اللغجْ
**

يا قوم لا تتوجعوا .. مرضاً ولا تتألموا
وعن المعاش فدعمموا .. ذُلاً ولا تتكلموا
وإذا بمعتقل بكم .. قد زج لا تستفهموا
لا يدخلن السجن .. إلا الداعشي المجرمُ
...
ويلٌ لكل موظفٍ .. وموطف لا يسأمُ
ويل لشعبٍ لا يعي .. أن الحياة جهنمُ
وحياتكم متحكمٌ .. فيها الزعيم المُغرمُ
وحياتنا متصرفٌ .. فيها الإمام المُلهمُ
وحياتنا وحياتكم .. فيها اللظى والعلقمُ
ما عاد فيها راحة .. والبعد عنها مغنمُ
أرواحنا بحلوقنا .. وصلت وفاض البلغمُ
وجيوبنا فارغة .. ما عاد فيها درهمُ
...
يا ربنا لطفاً بنا .. أنت الكريم الأرحمُ
رفقاً بشعبٍ طيبٍ .. مُستحمرٍ لا يفهمُ
شعب إذا بخدوده .. ضُرب الحذاء يترنمُ
شعب يغرد جائعاً .. ويطير وهو الاجذمُ
وعلى العدو نعامة .. وعلى الصديق يُهنجمُ
...
شعب السعيدة طفرة .. بين الشعوب موشمُ
متحجر متبلّد .. متعملق متقزمُ
متبردق متبندق .. متفوه متكلمُ
متزنبل متقندل .. متسلق متبرعمُ
متطفل متعغلق .. متدين متأسلمُ
متعلم ومثقف .. متناقض لا يفهمُ

**

البعض قالوا أنني شخصٌ ذكي
والبعضُ قالوا أنني رجلٌ غبي
وجماعةٌ قالت بأني سارقٌ
وجماعةٌ أخرى تقول أنا نبي
ويظن قومٌ أنني ذا حكمةٍ
ويظن قومٌ غيرهم أني صبي
إن جئت للإصلاح قالوا سيدُ
حوثي إمامي مثل جدي وأبي
وجماعةُ الحوثي عني داعشي
قالوا ولستُ بهادوي المذهب
أصحاب عفاشٍ يرون بأنني
متخبطٌ لا استقر بملعب
البعضُ منهم قال أني نحلةُ
والبعض منهم قال أني حربي
وأنا أقول بأنكم لن تدركوا
ابداً حقيقةً شاعرٍ فذٍ أبي

**

وله قصيدة في معلمة أجنبية درس لديها اللغة الإنجليزية:

سأكتبها لك بالعربي  
آي لاف ماي تتشر 
ذاك الرشا الاصفر 
ذاك الذي قل لي 
كم هير يا مستر 
كم هير أي لاف يو 
إياك تتأخر
إياك تتركني
ماي دير يا اسمر
آي سد بتبيان
ذس از بنا ينكر
ذس از لكم يس قود
لكن لنا طنجر
آي دو إذا شئت
 لمسا على المخصر
أو لثم يور ماوث
كي اشرب الاؤتر

**

قالوا تطور واشتري ال MBC
فأجبت ويلي من شراء ابليس
أمغفل حتى اهدم منزلي
بيدي
وأغري أسرتي بفلوسي
وأقود إبليس اللعين لدارنا
في موكب عال من التقديسي
ليقود أهلي للجحيم ممثلا
في الدش بالآرتي وبالألبيسي 
لن اشتريه ولن انفذ خطة
للأب في غزوي وللقسيس
قالوا تطور واقتنيه لكي ترى
في عقر دارك فاتنات الروسي
وبنات لبنان اللواتي تراقصت
طرباً كأعواد من الأبنوس 
ونساء مصر الباعثات حضارة
للنيل قد دفنت مع رمسيس

**

أبناء حجة ما لكم من واق 
إلا السيوف بدولة السراق
فلكم وكيل للمحافظ سارق
يسطو بلا خجل على الأرزاق
ويبيع ما قد خص حجة خلسة
كاللص من لص في الأسواق
فإذا أردت قليل قمح فانتظر
منه الأوامر ساعة الاشفاق
وعليك أن تعطي البطانة رشوة
 وتجيئ بالوسطاء والحذاق

**

أبليتُ في بحر الغرامِ شبابي .. وطويتُ قلبي بعد طول عذابِ
وغضضتُ أنظاري وتبتُ عن الهوى .. وسددتُ عن ريح الصبابة بابي
وأخدتُ مسبحةً وصرت مسبحلاً .. ومحمدلاً في جيةٍ وذهابِ
ومع صياح الديك عن عينى الكرى .. والنوم انفض، قاصداً محرابي
وهنا بمحرابي إلى وقت الضحى .. أبقى وعندي مصحفي وكتابي
أتلو كلامَ الله بعد قراءتي .. شعرَ الرصافي وأغنيات الشابي
قد كنتُ أعلنت التصوف زاهداً .. عن حُب فاطمةٍ وحُب ربابِ
حتى بدت لي بالمواقع فجأة .. نجوى وبالنجوى فقدت صوابي
**

عشقنا وما بالأرض منأى لعاشق
ولا راحة ترجى لصب ووامق
ولا منزلا تلقاه بالحب عامراً
ولا بلسماً يُشفي جراح المفارق
ولا روضة فيها البلابل تلتقي
وتستنشق الغزلان عطر الزنابق
عشقنا وصوت العاشقين هنا اختفى
ولا صوت يعلوا فوق صوت البنادق
حروب وقتل واجتياح منازل
وهدم وقصف واشتعال حرائق
بُلينا بأحداث جسام وأزمة
بها انتصبت رأساً حبال المشانق
دماء وأشلاء وذبح ممنهج
وهم وغم ساد كل الخلائق
بصنعاء أيام الصبابة والهوى
تلاشت وولت بعد قصف المرافق
مطاراتها هُدت وهُدت مصانع
وفي عدن الهيجاء دارت ولم تقف
رحاها وقد بانت جميع الحقائق
وحربٌ ضروس في مخاليف مأرب
وفي تعز شبت وأرض العوالق
ففي أي دين يقتل الناس بعضهم
ليستأثر الأقوى بحكم المناطق

قالوا عنه

1 - الأديب "عبدالرحمن مراد":

"لطف الشرفي" يقول الشعر ترويحاً وتنفيساً وتعبيراً عن موقف، لم يخلص للشعر كثيراً، ولكن يتعامل معه كحالة ترف تمر به.
كان في شبابه ذا همة ونشاط متوقد لا يترك مناسبة دون أن يشارك فيها، وكانت السلطة تحسب له ألف حساب، فقد كان هجاء مقذعاً، وقد خافه أرباب السلطة، ولذلك كان قريبا منهم، وأكثر الشعراء حضوراً في مجالسهم وفي مناسباتهم.
لم يصدر ديواناً، وربما ترك الشعر إلا في حالات نادرة تستفزه.
 هو منذ أمد طويل يتواجد على شبكات التواصل الاجتماعي ويشكل حضوره ظاهرة لا تكاد إلا تشبهه فقط.
أذكر أنني ناقشت ظاهرة "لطف" الفيسبوكية مع أحد الأصدقاء يوماً ما، وقد توافقنا أن اليوميات التي يكتبها تستفز فضول كلانا لقراءتها، وإن كنت أبخل عليه أحيانا بالضغط على زر الاعجاب إلا أني كنت أقرأها، وربما كانت شفافيتها وصدقها تترك أثراً في نفس القارئ.
يمتاز بصدقه مع نفسه ومع من حوله ومع نصه، فالنص الذي يكتبه لا يكاد يتجاوز لطف صدقاً وشكلاً وتعبيراً فهو الظل والمعنى وهو الحقيقة.
 لا يلجأ إلى التعقيد المعنوي ولا إلى المحسنات إلا إذا جاءت كمفارقة منسابة دون تعمد أو صناعة.
هذا الرجل زاهدٌ جداً في الدنيا، فهو لا يبحث عن أكثر من حاجته منها، وبما يقيم أوده.
 يبهرك حين يسرد تفاصيل يومه وحياته، ويتعامل مع الحياة بنوع من المتعة وكأنها لم تخلق إلا له، في حين هو لا يجد منها إلا الكفاف، وقد لا يجده في أحيان كثيرة.
كل عقد الماضي والتراكمات الاجتماعية والثقافية نبذها خلف ظهره وقد كان متعصباً لها من قبل أيام شبابه حسب علمي ومعرفتي لكنه اليوم يبدو أنقى من النقاء، في قلبه الطُهر والصفاء والمحبة والصدق الذي يجعل ظاهره كباطنه، ولذلك يسرد تفاصيل يومه من حين خروجه من منزله حتى عودته وحتى خلافاته مع محصنة زوجته.

2 - العلامة "عبدالمجيد عبدالمجيد شرف الدين": 

قد عرفنا لطفاً وللطف لطف .. طلعة البدر في جمال الزهور
قد عرفناه كاتباً وأديباً .. ومن الشعر باقة من سرور.

الأستاذ "لطف الشرفي" متعدد المواهب، فهو الشاعر والكاتب والأديب والخطيب والسياسي والمثقف، بشوش الوجه، عذب الأخلاق، محبوب من الجميع.
يُمسك العصا من الوسط، ويأخذ العصا ذاتها ليُوصل رسالته النقدية بأسلوب لا يمكن أن تختلف معه فيه، فهو مع الجميع ضد الجميع، فإذا جد الجد وحصحص الحق فهو مع دينه ووطنه.
يُعاني كما يُعاني الجميع، وله رحلتان؛ رحلة البحث عن القات، ورحلة البحث عن القوت، وفي كلا الرحلتين يُحقق مراده. 
لعظم توكله على الله تعالى فصفحته في الفيسبوك مدرسة عالية الجودة لتعليم فنون التوكل، ولدية ثروة لغوية كبيرة، ونسيج علاقات مُتعدد المشارب، يحاول الجمع، لا التفريق ما استطاع إلى ذلك سبيلا.

3 - الأستاذ الدكتور "علي حسين القدمي": 

"لطف الشرفي" أسلوبه مُمتع، وقلبه أنقى، في كتابته تحوي الطرفة والعمق، في توصيف البنيوية الاجتماعية يزقزق كالعصافير، تنفس الصباح الباكر يطير بأجنحة يراعه، في الطيف المجتمعي تربوي نافذ وجدانياً، يفهم أسلوبه الجميع.
في مفاهيم كتابته مصطلحات تفردية للمجتمع الحجي، حميرية المنبع.

أولاده:

هشام، حسام، محمد، علي، أحمد، هيام، خولة، سهام.