تنبع أهمية العلاقات "السعودية -
الإيرانية" من أهمية الثقل العملي الذي تحظى به السعودية وإيران في إطار
العالم الإسلامي، وفي منطقة الخليج العربي، خصوصاً بعد انهيار القوة العراقية في
المنطقة، باعتبار السعودية وإيران تمثلان ثِقلاً اقتصادياً من خلال منظمة "أوبك"،
إضافة إلى عوامل الجوار الجغرافي البحري الذي يربطهما ببعض، ويرتبط بصورة مباشرة
بأمن الخليج وإيران، خصوصاً في ظل التواجد العسكري الأجنبي في المنطقة ..
المصلحة الوطنية المشتركة لكل من السعودية
وإيران – تقتضي أكثر من أي وقت مضى – تطوير علاقات البلدين، وتعزيز التعاون
والتنسيق بينهما – وبالتالي – رسم سياساتهما تجاه بعضهما وفقاً لأولويات أمنية واقتصادية
وسياسية – والأخذ بعين الاعتبار – ظروف الوضع
القائم داخلياً واقليمياً ودولياً ..
من خلال استعراض تاريخ العلاقات "السعودية - الإيرانية"
يتضح أنها مرت بمراحل متعددة منذ عام 1928 وحتى يومنا هذا، اتسمت طبيعة العلاقات
بين البلدين خلال هذه المراحل بالتعاون والتنسيق حيناً، وبالصراعية والتضاد حيناً
آخر، وحملت هذه العلاقات في طياتها بعض بوادر الاختلاف والتنافر في أوج الانسجام،
وذلك يعود إلى دور المصالح في تحديد طبيعة هذه العلاقات، .. ، والدور الذي تلعبه
محددات هذه العلاقات – بما فيها علاقة كل منهما بالدول الكبرى وموقف هذه الدول من
قضايا الشرق الأوسط وتداعيات ذلك على الداخل الايراني والسعودي وعلى المحيط
الاقليمي وعلى الأمن والاستقرار الدولي والاهم من هذا وذاك موقع مصالح الدول
الكبرى من هذه المعادلة التفاعلية بشقيها السلبي والايجابي – وانطلاقاً من استراتيجية
الموقع الجغرافي، ومن اهمية المصالح المشتركة بين البلدين – أمنياً وسياسياً
واقتصادياً – فإن بالإمكان أن نشاهد خلال السنوات المقبلة "تحالفاً
استراتيجياً" بين كل من إيران والسعودية، وهذا لا يعتبر حكماً مطلقاً، لأن
ذلك مرتبط بتغيير الوضع القائم حالياً في المنطقة، وبعلاقات البلدين بالدول الكبرى،
وبالذات أميركا.
محمد عبدالله
حسين النجدي/ باحث وأديب، العلاقات "السعودية – الإيرانية" (1990 – 2000)،
بحث جامعي غير منشور (2001) (بتصرف)