Translate

الخميس، 28 سبتمبر 2023

الشعب اليمني العظيم يستعيد هويته الإيمانية بمولد النور طه


 

السياسية /مركز البحوث والمعلومات: زيد المحبشي

 

تحتفي الأمة الإسلامية في الثاني عشر من ربيع الأول من كل عام بمولد رسول الله صلى عليه وآله وسلم، وللاحتفاء بهذه الذكرى الغالية على قلوب الموحدين، نكهة خاصة في اليمن، خصوصاً بعد ما شهده هذا البلد المؤمن المُبارك من تغييرات جذرية عقب ثورة 21 سبتمبر 2014 بقيادة حفيد رسول الله السيد القائد العلم “عبدالملك بدر الدين الحوثي” حفظه الله ووفقه لكل خير، من أهم مُدخلاتها استعادة هذا الشعب العظيم هويته الإيمانية وأخلاقه العربية الأصيلة، ودوره الريادي في مُناصرة الإسلام وقضاياه، وسط مُحيطٍ عربي يموج بالتفسّخ والتعرّي الأخلاقي والديني، والانبطاح والتقزّم لأمّةٍ أراد الله لها العلّية وأراد لها حُكّامها من صهاينة العرب الضعف والوهن، أمّة جعلها الله شاهدة على الأمم وجعلها حُكّامها من صهاينة العرب مضحكة للأمم.

فعاليات إحياء ذكرى المولد النبوي في اليمن هذا العام تكتسب أهمية خاصة لإتيانها مع وصول اليمن إلى مراحل متقدمة من التصنيع العسكري، صار طُغاة العالم وأحذيتهم الإقليمية يحسبون لها ألف حساب، وفي هذا عزة وتمكين لأحفاد أنصار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبلادهم الميمون المبارك، بالتوازي مع تزايد الهجوم الغربي والصهيوني على الإسلام ونبيه عليه وعلى آله الصلاة والسلام، ما يجعل من فعاليات إحياء المولد النبوي المليونية لأحفاد الأنصار رسالة واضحة لكل من تُسِّول له نفسه الإساءة لنبي الرحمة، بأن شعب الأنصار حاضرٌ بكل قوّته للدفاع عن الإسلام ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ورفع راية الإسلام خفاقة أبيّة، والإعلاء من مكانة الإنسان المسلم الذي كرّمه الله في مُحكم التنزيل على سائر مخلوقاته وأناط به مُهمّة إعمار الأرض بالخير والصلاح والفضيلة.

الإسلام في جوهره ثورة اجتماعية على الظلم والطغيان وكل ألوان الاستعباد والاستغلال لبني الإنسان، ولهذا كان أنبياء الله ورُسله عليهم السلام يحملون مشاعل النور والحق والحرية ويستقطبون بنور الحق كل المعذبين والمستضعفين في الأرض، والجماهير البائسة التي مزقتها أساطير الآلهة الدنيوية المُزيّفة روحياً، وشتتها الجاهلية فكرياً، ووقعت فريسة أشكال مختلفة من الاستغلال والظلم الاجتماعي.

لهذا كانت النبوة كظاهرة ربانية تُمثّل رسالة ثوريّة، وعملاً تغييرياً جذريّاً، وإعداداً ربانيّاً للجماعة المؤمنة، لكي تستأنف دورها الصالح في مجتمعٍ تسوده الفضيلة وترفرف فوق ربواته راية الحق والعدل.

هذه الثورة الإلهية تستدعي بأن يتسلّم شخص النبي الخلافة التي تُعتبر وسام السعادة للبشرية، ومن بعده أهل الصلاح من ذريته الطيبة الطاهرة، وبموجب هذا التكريم الإلهيّ للبشرية ببعثة الأنبياء والرُسل لم يعد بمقدور أحدٍ من طُغاة البشرية أن يستغلّ الآخرين أو يظلمهم أو ينهب ثرواتهم أو يغشّ في معاملتهم أو يكذب عليهم أو يسخر منهم، بل لا بُدّ أن يتعامل معهم – والخطاب هنا للحُكّام ومن بيده المسؤولية على بني الإنسان أياً كان نوعها ومُستواها – بالقسط والعدل والتعاون على أساس الحب والاحترام، وبسبب هذه المقاصد السامية حظي الإنسان في ظلّ الإسلام بالاحترام والتقدير والتحرر من عبودية غير الله “لا إله إلا الله” عكس سائر الأديان التي لم تَسلم من التحريف والتوظيف السياسي لصالح مصالح الأنا البشرية الهادمة لصروح الفضيلة والعدالة.

 

حروف مُضيئة من سيرته العطرة:

 

بينما كان سكان مكة غارقين في أحلامهم وشهواتهم وملذاتهم، والظلم بلغ مداه، والجهل في أوجه، والحريات قُيِّدت، والحقوق سُلِبت، والأفواه كُمّمت، والأحجار قُدِّست وعُبِدَت، والحدود عُطِّلت، والطفلة وئِدت، والمرأة صارت من سِقط المتاع تُباع وتُشترى، والطبقية تجذّرت وتغوّلت، والعنصرية أُثيرت وطغت، والفتنة تأجّجت نيرانها وأحرقت في طريقها البسطاء والمساكين والمستضعفين، وصار قانون الغاب سيد الموقف، والانحلال والانحطاط سلعة التفاخر البائرة في أوساط عِلية القوم.

في هذه الأجواء الملغومة كانت البشارة الإلهية بخروج نور الرحمة المُهداة للعالمين من بيت عبدالمطلب بن هاشم ليبدّد الله به حُجب الظلام.

مولده صلى الله عليه وآله وسلم في صبيحة يوم 2 وقيل 3 وقيل 8 وقيل 9 وقيل 10 وقيل 12 وقيل 17 وقيل 22 ربيع الأول، وقيل في ربيع الثاني، وقيل في رمضان، وقيل في صفر، وقيل في رجب، وهناك من علماء المدرستين من رجح 9 و12 و17 ربيع الأول، وما نميل إليه في أحد يوميّ 12 و17 ربيع الأول.

والمؤكد هنا أن مولده صلى الله عليه وآله وسلم بعد 55 يوماً من هلاك أصحاب الفيل عام 570، وفي رواية 20 أو 22 أبريل 571 م، وسنة 882 من تاريخ الإسكندر ذي القرنين عليه السلام، و40 سنة خلت من مُلك كسرى أنو شيروان.

وُلد صلى الله عليه وآله وسلم مختوناً طاهراً مُطهراً وحبله السري مقطوع، ولا صحة لدعاوى البعض فيما يتعلق بحادثة شق الصدر المُختلقة وإخراج مُضغة الشيطان منه لما فيها من قدح في حقه صلى الله عليه وآله وسلم، وهذا الرواية من الروايات الإسرائيلية المدسوسة، تحدّث عنها العديد من علماء المدرستين ونسفها من جذورها، وليست محل بحثنا هنا وإنما غرضنا التوضيح فقط.

بعد ولادته صلى الله عليه وآله وسلم أرسلت أُمّه رحمة الله عليها إلى جدّه رحمه الله تُبشّره بحفيده، فجاء مُستبشراً، ودخل به الكعبة، ودعا الله وشكره، وسمّاه “محمداً”، ولم يكن هذا الاسم مُعروفاً في العرب.

تُوفّي والده وهو لايزال في بطن أمّه، وتوفيت أمّه بالأبواء – موضع بين مكة والمدينة – وله 6 سنين.

فتولى جده رعايته، وتوفّي – بعد أن أوصى به إلى ابنه أبي طالب وله صلى الله عليه وآله وسلم 8 سنوات وشهرين و10 أيام، فكفله عمه أبو طالب شيخ الأبطح رحمة الله عليه – وكان مؤمناً موحداً عكس ما ادّعى البعض من عُتاة الوهابية وهناك العديد من الكتب حول إيمانه وعدم مقاربته المحرمات منها كتاب “أسنى المطالب في إيمان أبي طالب” وكذا الحال بالنسبة لأم رسول الله ووالده وجده ولم يشذّ عن الطوق من أبناء عبدالمطلب سوى أبو لهب، وظلّ فوقه 40 سنة يُعِزُّ جانبه، ويبسط عليه حمايته، ويُصادق ويخاصم من أجله.

وحكّمت قريش رسول الله في وضع الحجر الأسود بركن الكعبة وعمره 25 سنة، وفيها تزوج خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي سلام الله عليها، وتوفيت هي وكافل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وناصره أبو طالب عليه السلام قبل الهجرة بثلاثة أعوام، وبعثه الله إلى الخلق وهو في 40 سنة.

نزل إليه روح القُدس جبريل الأمين عليه السلام يوم الاثنين 12 ربيع الأول، وقبضه الله صبح يوم الاثنين 12 ربيع الأول، وقيل 28 وقيل 29 صفر، وفي بعض السِيَر في شهر رمضان، والأرجح عند أطياف المدرسة السُنية 12 ربيع الأول وعند إخواننا الجعفرية 28 صفر، والمؤكد أنه في سنة 63 من عام الفيل، و23 من عام البعثة، و11 من عام الهجرة، ودُفن صلى الله عليه وآله وسلم في حُجرته المباركة، في موضع وفاته، بمسجده بالمدينة المنورة.

وُلد صلى الله عليه وآله وسلم وبُعث وهاجر ودخل المدينة وقُبض يوم الاثنين، وفي هذا التوافق سِرٌ عظيم.

هذا هو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم طِفل ما تعرّى مع الصبيان، ولا شرب الخمر مع الشبان، ولا تعاطَ اللهو مع اللاهين كما يدّعي أقتام الوهابية، ولا عرف طريق البغايا، ولا سجد لصنم، حفظه الله في غُدوّهِ ورواحه، في جلوسه وترحاله، يقول عنه تلميذه ووصيه الإمام علي عليه السلام: “لقد قرن الله برسوله أعظم مَلك من ملائكته”.

وعند بلوغه سن اليافعين اشتغل في رعي الأغنام ليتعلم منها كيفية قيادة وسياسة الأمة وإدارة أمورها، لأن مهنة الرعي من أروع الدروس في تعلّم فنون التعامل مع الآخرين، كما أنها تغرس في النفس البشرية الصبر والتحمل وسعة الصدر.

عمل بعدها في التجارة بمال خديجة بنت خويلد سلام الله عليها، لكي لا يكون عالة على الآخرين، وليكسب قوته بعرق جبينه، وفي مرحلة متقدمة أصبحت له تجارته بدعم عمه أبو طالب سلام الله عليه.

أطلق عليه كفار قريش لقب الصادق الأمين لما لمسوه منه من صدق وأمانة وأخلاق عالية، كانت من أهم عناوين رسالته الخالدة: “إنما بُعثت لأتمّم مكارم الأخلاق”، فكان مستودع أمانات قومه، والقاضي في فصل خصوماتهم وحلّ قضاياهم ومشاكلهم ونزاعاتهم المُعضلة، كما في حادثة وضع الحجر الأسود بمكانه بعد بناء الكعبة الذي كان له الشرف الأعلى في كل مراحلها وصولاً إلى تحكيمه في حل معضلة الحجر الأسود.

ومن أرض مكة القاحلة طلع ربيع الإنسانية، وسطع نور الحق واليقين فملأ الأرض عدلاً ونوراً بعد أن مُلئت ظُلماً وجورا.

أسرته بنو هاشم، وقومه قريش، وأمّته المسلمون، ووطنه شبه الجزيرة العربية، هذا هو وطنه، وتلك أمّته، وأولئك قومه، وهؤلاء عشيرته.

وهو صلى الله عليه وآله وسلم رجل الدنيا وواحدها حقاً، يتردد اسمه الشريف وتُصلي وتسلم عليه وعلى آله ملايين الشفاه، وتخشع لذكره ملايين القلوب في كل يوم وليلة خمس مرات على الأقل، وترتجّ وتتزلزل خشية وخوفاً بمجرد ذكره ملايين القلوب الكافرة به وبرسالته.

عُرف صلى الله عليه وآله وسلم بالتسامح والتواضع والحلم والذكاء والصدق والسخاء ومكارم الأخلاق، ولا عجب، فهو القائل: “أدبني ربي فأحسن تأديبي”، وهو من قال الله فيه: “وإنك لعلى خُلقٍ عظيم”، وأعجز برسالته الخاتمة للرسالات الإلهية أرباب البلاغة والبيان وأساطير الفلسفة والمنطق، وعلَّمه ربه فقال له “اقرأ”، فسُميت أمته أمة “اقرأ”، ولنا هنا أن نتساءل: لو كان صلى الله عليه وآله وسلم كما يذهب البعض أُميّ لا يقرأ ولا يكتب، فلما خاطبه الله سبحانه وتعالى بقوله “اقرأ”؟.

 

أمّة محمد بين الأمس واليوم:

 

استطاع صلى الله عليه وآله وسلم خلال 23 عاماً من الدعوة إلى دين الله بمرحلتيها المكية والمدنية، أن يصنع أعظم دولة عرفها التاريخ، أرسى قواعدها على مبادئ العدل والمساواة والعمل الصالح وحُب الآخرين واحترام حقوق الإنسان ومنع العنصرية والطبقية والتسلُّط والاستعباد.

وامتازت رسالته بالعالمية والصلاحية للخلود رغم تطور الزمن، عكس الديانات الإلهية الأخرى فقد كانت رسالتهم الإلهية محصورة في نطاق جُغرافي وعِرقي محدد، فقبلُ سايَرت الرسالة المحمدية عالم السيف والرمح والقوس والناقة كما أنها تساير اليوم عالم الصواريخ والأقمار الصناعية والطائرات والبواخر والكمبيوتر، دستورها القرآن الكريم، وهو كتابٌ إلهيٌ شاملٌ لكل مناحي الحياة الإنسانية ومحفوظٌ بحفظ الله إلى قيام الساعة عكس الكتب الإلهية الأخرى.

وهذا أمرٌ طبيعي لأنه صلى الله عليه وآله وسلم جاء بما لم يكن في حُسبان أحدٍ من الناس روحياً ومادياً، بِشِرعةٍ واضحة البيان والأركان، صالحة لكل زمانٍ ومكان، حوت في ثناياها خير الدنيا والآخرة.

الحديث عن حياة رسول الرحمة والمحبة والإخاء والعدل والانصاف والأمن والسلام هو حديث عن شخصية عجزت عن إدراك غاياتها عقول الناس، لأن حياته صلى الله عليه وآله وسلم تجمّعت فيها كل معاني النبل والفضيلة والكمال، وأصبحت مصدر إشعاع لكل القيم الشريفة والمُثل العليا.

كيف لا وهو المبعوث رحمة وهُداً ونوراً للعالمين، نعم إن الحديث عن هذه الشخصية الإنسانية الربانية ليس كالحديث عن حياة شخص آخر لا يمتاز عن الحيوان إلا أنه عرف أمسه وأدرك يومه ومات في غده، فحياته صلى الله عليه وآله وسلم مختلفة عن ذلك تمام الاختلاف، إذ هو الذي أدبه ربه فأحسن تأديبه صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين، ولذا كانت حياته كلها حقائق تخضع لها عُقولنا، ونور ينسج ليل أفكارنا وظُلُمات صدورنا.

كلما زاد الإنسان المسلم حياة نبيه درساً، زادته شوقاً إليها، وعلماً ونوراً وعقلاً، لأن حياته صلى الله عليه وآله وسلم خالدة فياضة بالنور والهدى، مُتجددة بتجدُد الأيام، متطورة بتطور العقل، لها في كل جيل أثر، وفي كل أمة آية، وفي كل عصر قيمة ومكانة هامة.

ما أحوجنا ونحن نحتفل بمولد النور طه صلى الله عليه وآله وسلم إلى التذكير بأنه صلى الله عليه وآله وسلم “الآن”، ليس جسداً يرقد في المدينة المنورة، بل: “موقف وشعار وجبهة وراية وسيف”، موقف الحق ضد الباطل، وشعار الفضيلة ومكارم الأخلاق ضد الرذيلة والعادات الجاهلية الرعناء، وجبهة العدل ضد الظلم، وراية الحرية ضد العمالة، وسيف العدل في وجه الطاغوت والشيطان، فلا تضيعوا جبهته فتضيعوا، ولا تُنكسوا رايته فتسقطوا، لأنه رفيق الله لا السلاطين وأحزابهم، ومن عزّ بغير الله ذل.

والإسلام ليس مجرد طقوس وشعائر جامدة، بل ثورة شاملة وجذرية على مبادئ وعادات وأخلاق الجاهلية، ثورة على تاريخ طالما احتضن الفساد لا سواه، ثورة رسالية عالمية غير مسبوقة في تاريخ الإنسانية غيّرت مجرى التاريخ البشري كله، لأنها أكبر من التاريخ، وأقوى منه على الصمود والديمومة والخلود، ثورة رسالية حملت بين ثناياها آمال الإنسانية وأحلامها وتطلُعاتها، واحتضنت بين آياتها وسورها خيرات الأمم والشعوب وعزتها وكينونتها وكرامتها، ورفعت على الرؤوس لواء الحق والعدل والحرية والأمن والسلام والرحمة والتسامح والتعايش والإنصاف.

يا رسول الله يا نبي الرحمة يا من كنت تقول حتى جاءك ملك الموت عليه السلام: “أمتي أمتي”، وتسأله وأنت في نزعك الأخير: “أهكذا تنزع أرواح أمتي”، فيقول لك: “وأشد من ذلك”، فترمق بطرفك الشريف إلى السماء مُناجياً ربك: “إلهي شدِّد علي وخفف عنهم”.

ها هي أمتك اليوم تعيش النزع الأخير، وها هم الطُغاة الذين أسقطت عروشهم ينتزعون أرواح أحبابك وأحباب أهل بيتك عليهم السلام في اليمن وفلسطين والبحرين والإحساء والقطيف بلا رحمة وبلا إنسانية وبلا وازع وبلا ضمير، وها هي مكة والمدينة، البقاع الطاهرة المطهرة والمكرمة بمبعثك ونبوتك ورسالتك أصبحت ساحة مفتوحة يقصدها ما يُسمى بالفنانين من الكفار والمشركين والمثليين وغيرهم من شذاذ العالم لإقامة فعالياتهم الصاخبة بالمجون دون احترام أو مراعاة لقداستها وأهمية مكانتها لدى المسلمين.

ها هي أمتك يا رسول الله من الكثرة بمكان ولكنهم والعزاء لك كغثاء السيل، قادتهم متناحرون يلتقون بالسلام والعناق الأخوي الذي ظاهره الألفة والرحمة وحقيقته الباطنة التدابر والتقاطع والشحناء، وبعد لقاءاتهم التي لم تُقدم للأمة سوى الذل والهوان وتمكين أعداء الإسلام من بلاد الإسلام، وجعل أمة الإسلام تابعة ذليلة لطُغاة العالم من اليهود والنصارى، بعد تلك اللقاءات الطافحة بالكذب المعسبل والنفاق الدبلوماسي، يمسحون عرق المُجاملة ويشرعون في تقطيع وذبح بعضهم.

هذه هي أمتك يا نبي الرحمة والمستضعفين وهذا هو حالها، أمتك يا نبي الرحمة والعزاء لك لم تعد تحفظ من سجل الرسالة الخالدة سوى الاسم، ولم تعد تُجيد سوى رفع وترديد الشعارات المُجافية لواقعنا الذي بات أشبه ما يكون بالجاهلية الأولى.

يا حبيب الله ها هو أبو لهب يطل على أمتك من جديد رافعاً رايتك ومنادياً بشعاراتك، وباسم الحفاظ على دينك ينشر في أوساط أُمتك الكبت والإرهاب، ويصادر حُريتهم، ويشتري ذممهم وضمائرهم وولائهم.

يا حبيب الله ها هو أبو لهب يعود إلينا بأمواله وبناياته وعماراته ليحتقر أمتك ويستهين بها ويتلاعب بمصائرها، بينما أمتك كالسوائم.

يا رسول الله لنا في كلِ قُطرٍ عربي وإسلامي جُرحٌ ينزف وأخلاقٌ تنتحب وتعاليمٌ دينية تتلاشى، ومن أراد إعادة أمتك إلى المحجة البيضاء من القادة والعلماء الأحرار وصموه بكل المقذعات ورموه بكل الموبقات واتهموه بكل المنكرات واستشاطوا ضده غضباً وحركوا كل كلابهم المسعورة لإسكاته والقضاء عليه، وما نراه من تكالب تحالف العاصفة على اليمن الميمون في سنوات عدوانهم الثمان وسُعارهم المتطاير ضد أحرار المقاومة الإسلامية في فلسطين ولبنان والعراق ومحور الصمود والممانعة كاشف لأحفاد أبو لهب من صهاينة العرب وفاضحٌ لعدائهم الدفين والمتجذّر للإسلام ونبي الإسلام.

ووالله لو عاد إلينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ونحن على ما نحن فيه من الضعف والوهن والابتعاد عن تعاليم الله لأخذ سوطاً وألهب به ظهور القادة والساسة والزعماء الغُثائيين من صهاينة العرب، وأعاد جمع أحرار أمته تحت رايته مُعلناً الجهاد المقدس من جديد لحماية الإسلام وحُرماته ومقدساته المُستباحة، وشرع في إعادة الحقوق المُستلبة من المسلمين المستضعفين، وكشف القناع عن علماء السلاطين وما ألحقوه بالأمة من خراب ودمار فكري ومعنوي، وجعل كلمة الذين آمنوا العليا وكلمة الذين كفروا السفلى كما أراد الله سبحانه وتعالى، ووضع يده الشريفة وقُدراته في يد كل مشروعٍ من شأنه أن يضرب أعداء الإسلام ويُذلّهم ويرفع راية أهل الحق ويُعزّ مُحبيه.

فهل حان الوقت للعودة الصادقة إلى ديننا والاقتداء بنبينا حين امتنع عن عطية الاستبعاد السياسي القرشي، فخدعها بالصبر عليها وعالجها بالترويض حتى أصبحوا المطية الذلول في فتح مكة!

 

الاثنين، 11 سبتمبر 2023

هل كانت احداث 21 سبتمبر 2014 ثورة أم انقلاب؟

بقلم زيد يحيى المحبشي


قبل الاجابة يجب الوقوف على ماهية الثورة وشروطها ومراحلها، بعدها يمكن الاجابة بحيادية وموضوعية. 


الثورة فعلٌ جماهيريٌ شامل، غايته تغيير الأوضاع القائمة، تغييراً جذرياً، في مرحلة تعتبرها نهاية المراهنة على التغيير والإصلاح من خلال النظام القائم، بالتوازي مع عجز المعارضة السياسية عن الإمساك بزمام المبادرة، وتهيبها من الإقدام على تحمل مسؤولية التغيير، ما يجعل من الجماهير هي المتصدرة للمعركة.


ويضع علماء الاجتماع ثلاثة شروط لا تقوم ولا تنجح الثورة أو يُكتب لها النجاح والبقاء والاستمرارية بدون توافرها:


 1 - أزمة "النظام/ السلطة" أو أزمة "سياسية - اجتماعية – اقتصادية"، مستفحلة وممتنعة على الاستيعاب، وهذا الشرط متوافر على الدوام.


2 – توافر الوعي السياسي بالحاجة إلى التغيير سبيلاً أوحداً لكسر نطاق أزمة السلطة أو أزمة الدولة.


3 – وجود تنظيم أو فعل سياسي ينهض بدور التوعية والتعبئة والقيادة والإنجاز نيابة عن المجتمع كله.


وهذه الشروط الثلاثة هي التعبير المباشر عن نضوج الشرط الذاتي للتغيير، والذي بدوره يجب أن يمر بثلاث مراحل متلازمة ومتأرجحة في نفس الوقت بين الصعود والانحدار والركود:


1 - مرحلة الهدم "الصعود": وفيها يتم إسقاط النظام القائم، وهذه المرحلة تنجح فيها كل الثورات تقريباً، لكن لا يمكن وصفها بالثورة الكاملة بل نصف ثورة ونصف انتصار.


2 - المرحلة الانتقالية "المراوحة والركود": وفيها يظهر كثيرون ممن يريدون سرقة الثورة وحرفها عن أهدافها سواء كانوا أطرفاً داخلية أو خارجية، وقد يكونوا من بقايا النظام السابق أو من أحزاب سياسية تريد ركوب موجة الثورة في آخر لحظة بما يسمى بالثورة المضادة.


3 - مرحلة بناء نظام بديل وأوضاع جديدة "الانحدار": وفيها يتم إقامة نظام بديل، وأوضاع جديدة، تتوافق مع أهداف الثورة والوعود التي قدمها الثوار للشعب، وهي الأكثر صعوبة، وفي كثير من الأحيان تتعثر الثورة في بناء أوضاع جديدة ما يدفعها إلى الانتكاسة، وهذا بطبيعته يتوقف على مدى تمكن الثوار من تجاوز المرحلة الانتقالية، ومدى قدرتهم على المناورة السياسية والتصدي السياسي للثورة المضادة التي قد تنشأ في المرحلة الانتقالية، باعتبارها تمثل نقطة العبور إلى المحطة الثالثة، والنقطة الفصل لمعرفة مدى نجاح الثورة من عدمه في مرحلتها الأولى، ومدى قدرتها على الانتقال السلس الى المرحلة الثالثة.


بالعودة الى احداث 21 سبتمبر 2014 فكل شروط تنضيج الفعل الثوري باعتقادنا توافرت، عكس انتفاضة 11 فبراير 2011، سواء لجهة أزمة النظام المتزايدة في الاستفحال والتعقيد بصورة لافتة للعيان منذ الحرب الأهلية في العام 1994، وما تلاها، من أحداث أدت الى الانفجار الكبير في 21 سبتمبر 2014، أو لجهة توافر الوعي بضرورة التغيير، وإن كانت ضريبته باهظة، لكن من يريد الحرية والحياة والكرامة لا بُد له من تحمل ضريبة ذلك، وعلى العكس تماماً من انتفاضة 11 فبراير فقد حظيت احداث 21 سبتمبر  بقيادة ثورية واعية وحازمة لجهة تنضيج الفعل الثوري وإيصاله الى بر الأمان، وتجاوز ألغام الثورة المضادة في مرحلة التحول، وبالتالي تمكنها من تجاوز المرحلة الأولى والثانية من مراحل الثورة، والشروع في المرحلة الثالثة وإن ببطئ شديد، وهي أصعب المراحل، وحملت لواء الدفاع عن الوطن وتحريريه من قوى التغول الاستعماري الإقليمي التاريخي، بعد أكثر من تسعة عقود من التبعية والوصاية على اليمن.


ولعظمة وأهمية ومكانة هذا الحدث التاريخي والمفصلي في حياة اليمنيين، يؤكد قائدها بأنها "ثورة نقيّة وخالصة، تحققت بمشاركة شعبية وجماهيرية واسعة من مختلف فئات ومكونات الشعب اليمني".


ورغم اختلافنا مع الطريقة التي يدير بها قادتها البلد في مناطق سيطرتهم، فالمؤكد عدم امكانية فصل هذا الفعل الثوري عن السياق السياسي الذي عاشه اليمن في مرحلة ما بعد ثورة 26 سبتمبر 1962، وما صاحبها من إقصاء وتهميش لشريحة كبيرة من الشعب اليمني، وحرمان مناطق معينة باسم الثورة، وبعد قيام الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990، استمر النظام في ممارسة هواية استعداء المكونات الرافضة التسبيح بحمده بذرائع واهية، كانت نتيجتها شن ست حروب ظالمة على صعدة "2004 – 2010".


وفي العام 2011 انخرط "الانصار" في صفوف حراك 11 فبراير على أمل إيجاد دولة حرة، عادلة، مستقلة، قابلة للحياة في اليمن، لكن دول الإقليم والمكونات الموالية لهم داخل اليمن حالوا دون ذلك، ما أدى الى فشل الفعل الثوري، وإعادة تخليق النظام السابق من جديد، وبتبعية أكثر انبطاحاً وإباحة لليمن.


وعليه فما جرى في 21 سبتمبر 2014 نتيجة طبيعية لكل هذه السياقات، ونتيجة طبيعية لإقصاء وتهميش نظام حراك 11 فبراير لشريحة واسعة من المجتمع اليمني، ونتيجة طبيعية لسلسلة من المظالم تعامل معها نظام "صالح" بروح التعالي، وصمت عنها الفاعلين السياسيين من أحزاب وشخصيات اجتماعية مؤثرة بل وحاول البعض تجيير موقف النظام السابق من قضية ومظلمة صعدة لصالحه مدفوعاً بالعصبية المذهبية ومصالح دول الجوار، والأهم من هذا أنها ثمرة من ثمار خطاب "الأنصار"، الذي دعا منذ لحظاته الأولى إلى الانتفاضة ضد الهيمنة وإسقاطها والعمل على استعادة ما اسموه الكرامة اليمنية والسيادة الوطنية وتحرير القرار السياسي من التدخلات الاقليمية.

الأحد، 10 سبتمبر 2023

ربيع الأنوار يزدان بمولد النبي المختار



بقلم زيد يحيى المحبشي


يوم مولد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليس عيداً كما يتوهم العوام، لأنه أكبر من العيد، وأعظم وأشرف منه، فالعيد يأتي مرة واحدة في السنة، أما الاحتفال بمولد النبي الخاتم والاعتناء بذكره وسيرته يجب أن يكون دائماً، لا يتقيد بزمان ولا مكان.


نحن نحتفل بمولد النبي دائما وأبداً في كل وقت وفي كل مناسبة، وعند كل فرصة يقع فيها فرح أو سرور أو نشاط، ويزداد ذلك في شهر مولده، وهو ربيع الأنوار، وفي يوم مولده وهو الاثنين، ولا يصح لعاقلٍ أن يقول: لماذا تحتفلون؟.


لأنه كأنما يقول: لماذا تفرحون بالنبي؟.


فهل يصح أن يصدر هذا السؤال من مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله؟


لأنه سؤال بارد لا يحتاج إلى جواب، ويكفي أن يقول المسؤول في الجواب:


أحتفل لأني مسرورٌ وفرحٌ برسول الله، وأنا مسرورٌ وفرحٌ به، لأني مُحِبٌ له، وأنا محب له، لأني مؤمن.


الاحتفال بمولده صلى الله عليه وآله وسلم يعني ببساطة الاجتماع لسماع سيرته، والصلاة والسلام عليه وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين، والإكثار من ذكر الله، وسماع المدائح التي تُقال في حقه صلى الله عليه وآله وسلم، وإطعام الطعام، وإكرام الفقراء والمحتاجين، وإدخال السرور على قلوب المحبين، والدعوة إلى الله، وتذكير المسلمين بأخلاق نبيهم وآدابه وأحواله وسيرته ومعاملته وعبادته، ونصحهم وإرشادهم إلى الخير والفلاح، وتحذيرهم من البلاء والبدع والشر والفتن، وكشف المؤامرات التي تُحاك ضد المسلمين، وتروم الإساءة إلى رسول الله وتشويه تعاليم الإسلام.


ما هو المولد النبوي؟


هو اجتماع الناس لتلاوة ما تيسر من كتاب الله، وقراءة ما ورد من أخبار عن مبدأ أمره صلى الله عليه وآله وسلم، وما وقع في مولده من الآيات، وبعض خصائصه وشمائله وفضائله، وإنشاد شيئ من المدائح فيه صلوات الله وسلامه عليه وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين، ومن الرقائق التي تحرِّك القلوب إلى بارئها، والاستماع إلى ما يُلقيه المتحدثون من مواعظ فيها لفتُ النظرِ إلى بعض مناهج الخير، والإشادة بفضله وجهاده، وما أتم الله على يديه من إخراج الناس من الظلمات إلى النور، ودلالتهم إلى الطريق المستقيم، ثم الدعاء للحاضرين والمسلمين عامة.


وليس في هذا شيئ يمكن أن يُعترض عليه، إذ ليس في أفراده ما يُنكره الشرع، كما أنها تهدف إلى تعظيم قدر النبي وإظهار الفرح بمولده، وشكر الله على منته تعالى على الخلق برسول الله.


فإحياء هذه الذكرى ذاتُ هدفٍ نبيل، وهي أسلوب غير مباشر للتذكير بما تم على يدي رسول الله من صنوف الخير، وسبب من أسباب استمالة القلوب، واجتذاب النفوس إلى الخير.


قال الشيخ محمد متولى الشعراوي رحمة الله عليه: "إكراماً لهذا المولد الكريم فإنه يحق لنا أن نُظهر معالم الفرح والابتهاج بهذه الذكرى الحبيبة لقلوبنا كل عام وذلك بالاحتفال بها من وقتها"، وقال شيخ علماء التركستان المبشر الطرازي: "إن الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف أصبح واجباً أساسياً لمواجهة ما استجد من الاحتفالات الضارة في هذه الأيام".


من هو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟


هو النبي الأكبر، والرسول الخاتم، العاقب – الذي لا نبي بعده – المُطَهَر، صفي الله على الخلائق، ومختاره في العلم السابق، منتهى أنباء السماوات، ومبلغ أسباب الرسالات: أبو القاسم محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب – شيبة الحمد – بن هاشم – عمر – بن عبدمناف – المغيرة – بن قُصَي – زيد – بن كلاب بن مُرَّة بن غالب بن فِهر – قريش واليه تُنسب قبيلة قريش – بن مالك بن النضر – قيس - بن كنانة بن خزيمة بن مُدركة – عامر - بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان


قال صلى الله عليه وآله وسلم: "إن الله أنزل قطعة من نور، فأسكنها في صُلب آدم، فساقها حتى قسمها جزئين، فجعل جُزءاً في صُلب عبدالله، وجُزءاً في صلب أبي طالب، فأخرجني نبياً، وأخرج علياً وصياً".


وقال صلى الله عليه وآله وسلم: "إن الله اصطفى من ولد آدم إبراهيم، واصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل، واصطفى من ولد إسماعيل كنانة، واصطفى من كنانة قريشاً، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم"، وهم زرع إبراهيم الخليل، أسكنهم الله بيته المعظم، وولاهم الحرم المحرم.


وأمه صلى الله عليه وآله وسلم: آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب، وكانت رحمة الله عليها من الموحدين على مِلة إبراهيم الخليل عليه السلام ولم تعبد لصنم قط، كما هو حال والد رسول الله وجده عبدالمطلب وعمه أبو طالب، وتكلم عن ذلك العديد من قُدماء مراجع الفريقين، وبسطوا المؤلفات حول هذه المسألة.


مولده صلى الله عليه وآله وسلم:


مولده صلى الله عليه وآله وسلم بمكة المكرمة في صبيحة يوم الإثنين 9 ربيع الأول وقيل 12 ربيع الأول وقيل 17 ربيع الأول، بعد 55 يوماً من هلاك أصحاب الفيل عام 570 وفي رواية 20 أو 22 أبريل 571 م، وسنة 882 من تاريخ الإسكندر ذي القرنين عليه السلام، و40 سنة خلت من ملك كسرى أنو شيروان.


بعد ولادته أرسلت أمه إلى جده تُبشره بحفيده، فجاء مستبشراً ودخل به الكعبة، ودعا الله وشكره، وسماه "محمداً"، ولم يكن هذا الاسم معروفاً في العرب.


توفى والده وهو لايزال في بطن أمه، وتوفيت أمه بالأبواء – موضع بين مكة والمدينة – وله 6 سنين.


فتولى جده رعايته، وتوفي - بعد أن أوصى إلى ابنه أبي طالب - وله صلى الله عليه وآله وسلم 8 سنوات وشهرين و10 أيام، فكفله عمه أبو طالب – شيخ الأبطح – رحمة الله عليه، وظل فوقه 40 سنة يُعِزُ جانبه، ويبسط عليه حمايته، ويصادق ويخاصم من أجله.


وحكّمته قريش في وضع ركن الكعبة وعمره 25 سنة، وفيها تزوج خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي سلام الله عليها، وتوفيت هي وكافل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وناصره أبو طالب عليه السلام قبل الهجرة بثلاثة أعوام، وبعثه الله إلى الخلق وهو في 40 سنة.


ونزل إليه روح القدس جبريل الأمين عليه السلام يوم الاثنين في شهر ربيع الأول، وفي بعض السير في شهر رمضان.


وقبضه الله صبح يوم الاثنين من شهر ربيع الأول سنة 63 من عام الفيل، و23 من البعثة، و11 من الهجرة، ودُفن صلى الله عليه وآله وسلم في حُجرته المباركة، في موضع وفاته، بمسجده في المدينة المنورة.


وُلد صلى الله عليه وآله وسلم وبُعث وهاجر ودخل المدينة وقُبض يوم الاثنين، وفي هذا التوافق سِرٌ عظيم.


إرهاصات وبشارات مولده صلى الله عليه وآله وسلم:


صَاحَب مولده صلى الله عليه وآله وسلم العديد من الإرهاصات والعلامات الدالة على انتهاء عهد الظلام وبداية عهد النور، منها:


1 – هلاك أصحاب الفيل، ولقد كان في هلاكهم على يد أضعف مخلوقات الله، هي الطير الأبابيل، دلالتان:


أ - بشرى ووعد رباني بهلاك الطاغوت والطغاة، وولادةٌ لفجر العدالة والحياة.


ب – اجتماع كلمة قريش بعد تَفَرُق وتَبَلبُل، لذا أنزل الله سورة قريش بعد سور الفيل مباشرة، وفيها بيان لأحد أسباب هلاك أصحاب الفيل وهو تألُف قريش، وفيها تذكيرٌ لهم بنعمتين عظيمتين، هما: "أطعمهم من جوع"، وتَمثّل ذلك في رحلتي الشتاء والصيف، و"آمنهم من خوف"، وكلمة "خوف" هنا منكرة للدلالة على العموم، فيدخل في ذلك "كلُّ خوفٍ ألمَّ بهم فأمِنوا منه"، كما في قصة أصحاب الفيل وأبرهة الأشرم، أو "خوفٍ يحدث لهم بعد ذلك ظاهراً" كبعثة النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وإنما هو رحمةٌ وأمنٌ وأمانٌ لهم ظاهراً وباطناً، حينما يُظهِره الله، كما أهلك أصحاب الفيل، كي تتعلق القلوب برب البيت الذي أهلك البغاة، وكيف يكون شكرهم له وقاية.


2 - اضطراب إيوان كسرى أنوشيروان، واهتزاز الأرض من تحته، فسقطت 14 شرفة من شرفاته، وكانت الأنظار مشدودة اليه والى صاحبه، باعتباره مثلاً أعلى للقدرة والسلطة التي لا تزول.


3 – انطفاء نار فارس لأول مرة منذ ألف سنة، وفي ذلك تنبيه لسدنة معابد النار والكُهان الذين منعتهم حُجُب التعصب والتقليد الأعمى عن التفكير في آيات الله في الكون وفي أنفسهم، الى أن للسماء خبراً، ولهذه اليوم شأن عظيم.


4 – جفاف بحيرة ساوة.


5 – نزوله صلى الله عليه وآله وسلم عند ولادته ساجداً، رافعاً رأسه إلى السماء، مختوناً، طاهراً مطهراً، ولا صحة لواقعة شق الصدر، لما فيها من قدح، وتفنيدها من حديث الفريقين مبسوط ومشهور، كما لم تشعر أمه رحمة الله عليها بأي ألم عند ولادته، وخروج نور منها أضاء قصور بُصرى بالشام.


صفته صلى الله عليه وآله وسلم:


قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، فيما رواه عنه حفيده الإمام زيد بن علي بن الحسين عليهم السلام: "كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أبيض اللون مشرباً بحمرة، أدعج العينين – شدة سواد العين في شدة بياضها - سبط الشعر – منبسط ومسترسل - دقيق العرنين – الأنف وقيل الرأس - أسهل الخدين – سائل الخدين غير مرتفع الوجنتين - دقيق المسرُبة – مادق من شعر الصدر سائلاً إلى الجوف - كث اللحية – كثير الشعر - كان شعره مع شحمة أذنه إذا طال، كأنما عنقه إبريق فضة، له شعر من لبته إلى سرته، يجري كالقضيب، لم يكن في صدره ولا في بطنه شعر غيره، إلا نَبَذات في صدره، شَثِن – غليظ - الكف والقدم، إذا مشى كأنما يتقلّع من صخر، وينحدر في صبب، إذا التفت التفت جميعاً، لم يكن بالطويل، ولا العاجز اللئيم، كأنما عرقه اللؤلؤ، ريح عرقه أطيب من المسك، لم أر قبله ولا بعده، مثله صلى الله عليه وآله وسلم"


خصائصه صلى الله عليه وآله وسلم:


نراه صلى الله عليه وآله وسلم في مناسبات مختلفة: زوجاً مرحاً سعيداً مع خديجة، وزاهداً غارقاً في التأمل في غار حراء، وتاجراً ناجحاً يرحل مع القافلة إلى الشام، وفارساً مِقداماً في غزوة بدر الكبرى، ودبلوماسياً بارعاً في مفاوضات صلح الحديبية، وأباً رحيماً مع فلذت كبده الزهراء، ورجلاً رؤوفاً يبكي على قبر صديقه، ومؤمناً صلباً ومستبصراً، يبعثُ رسله في الجهات الأربع من العالم المعروف آنذاك، لأنه كان يؤمن إيماناً لا يتزعزع بعالمية رسالته.


اجتمعت كل هذه الخصائص التي عادةً ما تُلغي بعضها بعضاً، في إنسان واحد، وتكاملت واتحدت في شخصية نبي الرحمة، وإذا كان الإسلام انسجام وتناغم القوى الجسدية والروحية المتناقضة، فإن محمداً صلى الله عليه وآله وسلم قد جسّد أكمل صورة للعلم الذي جاء به، والرسالة التي بلّغها إلى العالمين!.


وعندما يتحدث القرآن الكريم عن النبي الخاتم مبرزاً أنه رجل، ومؤكداً الجانب البشري في شخصيته، فإنه لا يحط من قدر رسول الله، ولكنه يرفع ويُعلي فيه الإنسان.


أولاده صلى الله عليه وآله وسلم:


القاسم، وبه يكنى، وهو أكبر ولده، توفي بمكة، وزينب، وعبدالله وهو الطيب، ويقال: الطاهر، وُلد بعد النبوة ومات صغيراً، وأم كلثوم، وفاطمة الزهراء - توفيت بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم بـ 6 أشهر، وعمرها 28 سنة، وقيل: دون ذلك وهو الأصح، كما أوضحه في طبقات الزيدية، وأفاده ابن حجر في فتح الباري وجامع الأصول، ويدل عليه ترتيب ولادتهم، وفي جامع الأصول أنها أصغر بنات النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ورقية، وهؤلاء لخديجة بنت خويلد عليها السلام، وإبراهيم أمه مارية القبطية.


غزواته وسراياه وبُعُوثُهُ صلى الله عليه وآله وسلم:


27 غزوة قادها بنفسه، و47 سرية، و12 بعثة في الزكاة.


السنة الهجرية الأولى 622 – 623 م:

بعث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم عمه أسد الله حمزة بن عبدالمطلب عليه السلام غازياً إلى سيف البحر، وكان أول جهاد في الإسلام، ومن أهم الأحداث التي شهدها هذا العام: بناء مسجد قباء والمسجد النبوي، والمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، وكذا بين النبي صلى الله عليه وآله وسلم والإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، وإنفاذ سرية أبي عبيدة بن الحارث إلى رابغ وسرية سعد بن أبي وقاص إلى الخرار، والمعاهدة مع يهود المدينة.


السنة الهجرية الثانية 623 – 624 م:

من أهم أحداثها غزوة بدر الكبرى التي اجتث الله بها المشركين، واستشهد فيها عبيدة بن الحارث بن المطلب بن عبدمناف، وذلك أنه خرج من صف المشركين عتبة، وشيبة، والوليد رؤساء قريش وأبطالهم، فبرز لهم من صف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: الإمام علي، وحمزة، وعبيدة، فقتل أمير المؤمنين علي الوليد، وقتل حمزة شيبة، واختلفت بين عبيدة وعتبة ضربتان قتل كل منهما صاحبه.


ومن أحداثها:

غزوة الأبواء/ دان، غزوة بواط، غزوة ذي العشيرة، غزوة بني قينقاع، سرية نخلة، سرية قتل عصماء بنت مروان، سرية سالم بن عمير، فرض الجهاد، وتحويل القبلة، ومؤامرة عمير بن وهب الجمحي لاغتيال النبي.


السنة الهجرية الثالثة 624 – 625 م:

غزوة أحد، وفيها استشهد أسد الله حمزة بن عبدالمطلب عليه السلام، وظهر للوصي علي عليه السلام: سيف ذو الفقار.


وفيها قتل الإمام علي عليه السلام بني عبد الدار، وهم أصحاب رايات المشركين.


ومن أحداثها:

غزوات بني سليم وذي أمر وبحران وحمراء الأسد، وسرية قتل ابن الأشرف، وسرية زيد بن حارثة الى القردة.


السنة الهجرية الرابعة 625 – 626 م:

جلاء بني النضير، وغزة بدر الثانية، وسرية أبي سلمة بن عبدالأسد الى القطن، وبعث الرجيع، ومأساة بئر معونة.


السنة الهجرية الخامسة 626 – 627 م:

غزوة الأحزاب/ الخندق، وقد اجتمع ألوف من أعداء الله يريدون اصطلام الإسلام، كما قال الله تعالى: "إذ جاؤوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا، هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا" الأحزاب 10 – 11


فخرج الإمام علي عليه السلام، وقتل فارس العرب وقائدها عمرو بن عبد ود، وهزم الله به المشركين، وثبت بذي الفقار في ذلك اليوم وغيره قواعد الإسلام.


ومن أحداثها:

غزوات بني قريظة وذات الرقاع ودومة الجندل، ووفاة الصحابي الجليل سعد بن معاذ رضي الله عنه.


السنة الهجرية السادسة 627 – 628 م:

صلح الحديبية، ونزول فريضة الحج، وحديث الإفك، وغزوات القرطاء وبني لحيان والغابة ذي قرد وبني المصطلق المريسيع، وإنفاذ سرايا الإمام علي بن أبي طالب الى بني سعد بفدك، وزيد بن حارثة إلى العيص والطرف وحسمي وأم قرفة، وعبدالرحمن بن عوف إلى دومة الجندل، وعبدالله بن رواحه إلى أسير بن زرام، وأبي عبيدة إلى ذي القصة .. الخ.


السنة الهجرية السابعة 628 – 629 م:

فتح الله لرسوله خيبر، وظهرت معجزة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لمّا أخبرهم بأن الله يفتحه على يد أخيه علي بن أبي طالب عليه السلام، وفيها وصل من هجرة الحبشة جعفر بن أبي طالب عليه السلام.


وفيها أكل النبي من الشاة المسمومة، وعمرة القضاء، وحصار وادي القرى، وإنفاذ 6 سرايا الى نجد وتربة وفدك والميفعة والجناب.


السنة الهجرية الثامنة 629 – 630 م:

غزوة حنين، وفيها وقف الرسول في وجه العدو، وقد انهزم المسلمون كافة، ولم يبق معه إلا الإمام علي، وعمه العباس، وابنه الفضل، و4 من أولاد عم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقُتل معهم أيمن بن عبدالله، ابن مولاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم "أم أيمن"، فأنزل الله سكينته على رسوله، وعلى هؤلاء المؤمنين الذين ثبتوا.


وفيها:

غزوة مؤتة، وقتل جعفر بن أبي طالب عليه السلام، وزيد بن حارثة، وعبدالله بن رواحة، ومن معهم من الشهداء رضي الله عنهم، وفتح الله لرسوله صلى الله عليه وآله وسلم مكة، وأمره أن يُباهل نصارى نجران بأهل الكساء/ النبي والوصي والزهراء والحسنين.


ومن أحداثها:

غزوة الطائف، وقدوم وفد هوازن مسلماً، وعمرة رسول الله من الجعرانة، وفتح مكة، وإنفاذ 7 سرايا أهمها ذات السلاسل.


السنة الهجرية التاسعة 630 – 631 م:

بلَّغ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام سورة براءة يوم الحج الأكبر، وفيها: استخلفه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على المدينة، لمّا خرج إلى غزوة تبوك، ومراسلة النبي الملوك والأمراء، وبناء مسجد الضرار، وإنفاذ النبي 4 سرايا أهمها سرية الإمام علي إلى الفلس، وبعث خالد بن الوليد إلى أكيدر دومة، وإسلام عدي بن حاتم الطائي، وقدوم مجموعة من وفود القبائل الى المدينة المنورة لإشهار إسلامهم، منها: همدان وكندة وبني حنيفة وعبدقيس وبني عامر وتميم وثقيف.


السنة الهجرية العاشرة 631 – 632 م:

حَجَةُ الوداع، وفيها جمع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم الخلق يوم غدير خم لتبليغ ما أمره الله به في وصيه علي بن أبي طالب، وتأكيد ولايته وأخبرهم أنه خلّف فيهم كتاب الله وعترته، وأنهما لن يفترقا حتى يردا عليه الحوض.


ومن أحداثها ادعاء مسيلمة الكذاب النبوة.


السنة الهجرية الحادية عشرة 632 – 633 م:

مرض ووفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وتجهيز جيش أسامة بن زيد لقتال الروم، ووصول وفد نُخع الى المدينة المنورة.


ومن أهم أحداث فترة الدعوة بمكة المكرمة، والتي استمرت 13 سنة، منها 3 سنوات كانت الدعوة فيها الى الإسلام سرية، و10 سنوات جهرية:


السنة 1 - 3 للبعثة النبوية 611 – 614 م:

مبعث النبي، وإسلام خديجة بنت خويلد، والإمام علي وهو أول من أسلم من الرجال وثالث ثلاثة بعد النبي وخديجة، ثم إسلام أبو بكر الصديق وزيد بن حارثة .. الخ.


السنة الرابعة للبعثة 614 – 615 م:

انتقال الدعوة من السرية إلى الجهر، وبِدأ اضطهادات قريش للنبي وأصحابه.


السنة الخامسة للبعثة 615 – 616 م:

الهجرة الأولى للمسلمين إلى الحبشة.


السنة السادسة للبعثة 616 – 617 م:

عودة المهاجرين من الحبشة، وانطلاق الهجرة الثانية إلى الحبشة.


السنة 7 – 9 للبعثة 617 – 619 م:

مقاطعة قريش لبني هاشم وبني عبدالمطلب في شعب أبي طالب.


السنة 10 – 11 للبعثة 619 – 621 م:

نقض صحيفة المقاطعة، ورفع الحصار ووفاة زوجة النبي خديجة بنت خويلد عليها السلام، وعمه أبي طالب عليه السلام، وعرض الإسلام على القبائل بموسم الحج، ودعوة أهل الطائف الى الإسلام، وإكرام الله لنبيه بمعجزة الإسراء إلى بيت المقدس، وإسلام مجموعة من الأنصار.


السنة 12 من البعثة 621 – 622 م:

بيعة العقبة الأولى.


السنة 13 من البعثة 622 – 623 م:

بيعة العقبة الثانية، والإذن بالقتال والهجرة.


المراجع:


1 - العلامة الحُجة مجدالدين بن محمد المؤيدي، التحف شرح الزلف، مؤسسة أهل البيت – صنعاء، الطبعة الأولى 1994.

2 - السيد أبي الحسنين عبدالله الحسني المكي الهاشمي، الاحتفال بالمولد النبوي بين المؤيدين والمعارضين، الطبعة الأولى 1996.

3 – عبدالرحمن الحميدي وأخرون، ملف خاص عن رسول الله، صحيفة الثقافية، مؤسسة الجمهورية، تعز، العدد 218، 13 نوفمبر 2003.

4 - علي عزت بيغوفيتش، عوائق النهضة الإسلامية، ترجمة حسين سباهيتش، جمعية قطر الخيرية، الطبعة الأولى 1997.

5 - مؤسسة في طريق الحق، حياة نبي الإسلام، ترجمة الشيخ محمد علي التسخيري، طبعة 1403.

6 – د. أسامة أبو زيد، المولد النبوي الشريف.. احتفال ديني وظاهرة اجتماعية منذ عقود، أخبار اليوم المصرية، 8 نوفمبر 2018.

7 – زيد يحيى المحبشي، مولد الهدى، بحث مخطوط، 28 ربيع ثاني 1421.

الجمعة، 1 سبتمبر 2023

الشيخ عبدالله بن سراج بن ناصر بن علي بن زيد بن نهشل المحبشي

الشيخ عبدالله بن سراج بن ناصر بن علي بن زيد بن نهشل المحبشي


حاكم، إداري، قائد عسكري.


عاش خلال الفترة "1020 - 1100 هـ"


تولى عدة مناطق، منها:


1 - زبيد والمخا، في مقام المتوكل على الله إسماعيل بن القاسم، "1069 - 1083 هـ".

2 - الضحي والمراكزة والمناصبة، "ربيع الثاني 1084 - شوال 1089 هـ".


في سنة 1084 وقعت مشاجرة بينه وبين حاكم اللحية وكمران النقيب سعيد المجزبي، وكان الأخير حاكماً للضحي وتوابعها ونازعاً للاستقلال عن ولاية الإمام، غير أن الإمام عزله منها واستبدله بالمحبشي، فغضب من ذلك الإجراء وبدأ بالتصعيد مع المحبشي والتحصن في جزيرة كمران.

وفي سنة 1087 هـ حدثت مشاجرة وخصومة بينه وبين نائب الحسن بن الإمام المتوكل على الله إسماعيل بن القاسم، النقيب ابن جلاء الأهنومي ببيت الفقيه والزيدية، بسبب اعتزاء المحبشي إلى أحمد بن الحسن وابن جلاء إلى القاسم بن المؤيد، وصاروا متراكزين هنالك، كما كان ابن جلاء معتزياً أيضا إلى الإمام الداعي أحمد بن إبراهيم المؤيدي.

وفي 20 شوال 1089 هـ، انتقل المحبشي الى بيته بجبلة.


ووالده من وجهاء وعلماء مدينة صنعاء، وكان له منزلٌ بها.


مراجع ذكر فيها العلم: 


1 - العلامة أحمد بن محمد الشرفي، اللآلئ المضيئة، الجزء الثالث.

2 - عبد الله بن علي بن محمد بن عبد الإله بن أحمد بن الوزير الصنعاني، تاريخ اليمن خلال القرن الحادي عشر الهجري- السابع عشر الميلادي/ تاريخ طبق الحلوى وصحاف المن والسلوى، الجزء الأول، تحقيق محمد عبدالرحيم جازم، دار المسيرة - بيروت، طبعة 1405 هـ/ 1985م

3 - يحيى بن الحسين بن القاسم، بهجة الزمن في تاريخ اليمن، تحقيق الدكتورة أمة الغفور عبد الرحمن الأمير، 2004.