Translate

الأحد، 5 يونيو 2022

الشيخ علي بن عبدالله بن صالح هبه



شيخ قبلي، قائد عسكري، حكيم.


مولده بمنطقة "شمسان الطيار" من أعمال المحابشة بحجة في العام 1323هـ، الموافق 1902، ووفاته بها في حدود العام 1409 هـ، الموافق 1988.


من المشائخ المخضرمين في بلاد الشرف، عايش العهدين الملكي والجمهوري، وكان له صولة وجولة، وصوت مسموع، ورأي مُحترم، ومكانة مرموقة لدى القبائل والأنظمة الحاكمة المُتعاقبة.

وهو من كِبار حُكماء بلاد الشرف في الزمن الجميل، واشتهرت تلك البلاد في ذلك العهد بالعديد من الحُكماء منهم الشيخ الجليل "علي بن عبدالله بن أحمد بن محسن المحبشي"، تُوفي في عهد دولة الرئيس الخالد الذكر "إبراهيم الحمدي"، والشيخ الفاضل "محسن بن علي بن عبدالله المحبشي" تُوفي في تسعينيات القرن العشرين، .. ، وغيرهم من الشخصيات العظيمة التي لعبت دوراً محورياً في تاريخ المحابشة خلال القرن العشرين وكانت لهم مكانة رفيعة لدى قبائل بلاد الشرف ومحافظة حجة والدولة.

كانت له مواقفه من ثورة 26 سبتمبر 1962، وكان أولاده في طليعة المدافعين عنها وترسيخ قواعدها.


السجل الوظيفي والنضالي:


شغل في العهد الملكي العديد من المناصب في مقام الإمام "أحمد يحيى حميد الدين"، منها:

مدير سجن المحابشة، وكان من أصحاب المشورة لدى الإمام.

وبعد ثورة 26 سبتمبر 1962 ظل مُحتفظاً بمكانته في مشيخ قبيلته حتى وافته المنية.

عضو المجلس الاستشاري القبلي العسكري الذي تشكل بعد ثورة 26 سبتمبر 1962 برئاسة الأمير "محمد بن الحسين"، كما تذكر وثيقة أميركية يعود تاريخها إلى 13 يونيو 1967 تتحدث عن التعديلات في الحكومة الملكية اليمنية المتشكلة رغم معارضة "محمد البدر"، بموجب قرارات مؤتمر صعدة المنعقد في نهاية أبريل وبداية مايو 1967.

عضو المجلس الوطني "1969 - 1971".


مواقفه مع الشيخ عبدالله الاحمر:


ومن المواقف العربية الأصيلة لهذا الشيخ الجليل مع الشيخ "عبدالله بن حسين بن ناصر بن مبخوت الأحمر"، كما يذكر السيد "ناجي بن علي الخُزاعي" نقلاً عن الأستاذ الدكتور "علي بن حسين راجح القُدمي" أن الإمام "أحمد حميد الدين" أراد التخلص من "الأحمر"، وكان الشيخ "هبه" بحضرته، فإبتدره:

 "يا مولاي ماذا يقول الناس .. الإمام يقتل الأطفال".

وكان "الأحمر" حينها لا يزال صغير السن، وتهيّب الكثير مراجعة الإمام للعدول عن قراره، باستثناء الشيخ "هبه"، وكان صاحب حظوة ومكانة عند الإمام.

وبالفعل عدل الإمام عن قراره، ورد عليه: "يا شيخ علي خُذه معك المحابشة، وتحفّظ عليه، يكون في عُهدتك".

وعندما علمت قبيلته "بني هبه" بقدومه مع "الأحمر"، توافدوا إلى أسفل عقبة "معمش" لاستقبالهما بالطاسة والمرفع والزوامل والمغارد الشعبية، وأُقيم حفل كبير لهما في مقر الحكومة بـ"القرانة" جنوب مدينة المحابشة.

وكان الشيخ "الأحمر" يتحرك بأريحية ويخرج للنُزهة نهاراً في كل مناطق المحابشة، برفقة وحراسة مجموعة من أتباع الشيخ "هبه"، كما يذكر في مذكراته.

وقام حينها بعض الوشاة بإبلاغ الإمام أن شيخ شمسان مُتمالي مع "الأحمر"، وأن الأخير ليس مسجوناً بل يتم التعامل معه كضيف، لأن قبيلة بني "هبه" تعود جذورها الى قبائل بني صُريم حاشد التي ينحدر منها "الاحمر"، فأرسل الإمام برقية الى الشيخ "هبه" يستفسر، لثقته فيه.

فرد الأخير:

"ما نقوم به من كرم لا يساوي ذرة من كرم جدك الإمام علي عليه السلام".

وبهذا تم انقاذ الشيخ "الأحمر" من القتل، وإبطال مفعول وشاية الحاقدين.

قال عنه الأستاذ الدكتور "علي القُدمي": 

الشيخ "علي عبدالله هبه" شيخ مشائخ الشرفين، أصالة وكرم وشجاعة ونصير كل المظلومين، عاش كريماً، ومات فقيراً، حاربه من أفرط بإكرامه.

أجلّه العلماء وسائر مشائخ اليمن، عدا من ذكره في كتابه، ذِكر عابر دون ذكر مواقفه النبيلة التي يعلمها القاصي والداني - في إشارة لمذكرات الشيخ "عبدالله بن حسين الأحمر".

في الاتجاه الأخر، يذكر الشيخ "عبدالله بن حسين الأحمر" في مذكراته أنه خرج صبيحة يوم ثورة 26 سبتمبر 1962 في نزهة مع "زيد جحاف" ومجموعة من أولاد عامل المحابشة إلى حصن القاهرة، ومروا ببيت "إبراهيم جحاف"، وإذا بالراديو مفتوح بالصوت العالي، يذيع أناشيد حماسية، وبعدها سمعوا قرارات إعلان قيام الجمهورية، ..، فرجعوا فوراً إلى مقر العامل وعنده بعض المشائخ والموظفين.

قالوا: ما هو الرأي؟.

قال الأحمر: ابعثوا برقية تأييد، هذا من مصلحتكم، وهذا واجب، إنها ثورة ثورة.

فصاح الشيخ "علي عبدالله هبه"، وكان مدير الحبس: هذه ليست ثورة، هذه ليست إذاعة صنعاء، إنها إذاعة صوت العرب، والله ما تمت، ولا يتحكم بنا ابن مُوزع البريد حق مصر - يقصد جمال عبدالناصر وكان والده يعمل موزعاً للبريد.

وبعد العصر كان "الأحمر" مُهيئاً نفسه للسفر، فجاءت برقية من الرئيس "عبدالله السلال" إلى عامل المحابشة بإطلاق سراحه، وإبلاغه بتعجيل الوصول إليه.

وإذا بالشيخ "علي هبه"، يقول: من هو هذا السلال؟.

قال الأحمر: سواء جاء إطلاق من "السلال" يا شيخ "علي"، أو لم يجيء، لست مُتوقفاً، الصباح إن شاء الله أسافر وأنت مُتجمِّل ومذكور عندي بالخير، فلا تُضيِّع الجمالة والمعروف.

فقال الشيخ هبه: إذن أنت بكرة - غداً - ضيفي، وبعد صلاة الجمعة تتوكل على الله.


من أولاده: 


محمد - شيخ قبلي، عبداللاه - قائد عسكري.


مراجع ذُكر فيها العلم:


1 - صفحة "ناجي بن علي الخُزاعي" على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".

2 - صفحة الأستاذ الدكتور "علي بن حسين راجح القدمي" على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".

3 - مُذكرات الشيخ عبد بن حسين الأحمر.

4 - منير الماوري، اليمن في الوثائق السرية الأميركية، الحلقة 18، صحيفة المصدر اليمنية – صنعاء، العدد 74، 12 مايو 2009.

ليست هناك تعليقات: