بقلم علم الجهاد والإجتهاد القاضي العلامة صلاح بن أحمد فليته رحمة الله عليه
بني معاذ – صعدة - 12 ربيع الأول 1406 هـ
حمداً لمن أوجد النعماء بالذات .. ومَنَّ بالمصطفى هادي البرياتِ.
هو البشير الذي مَنَّ الإله به .. على البرية يدعو للهداياتِ.
لأنه خيرُ خلق الله قائدنا .. الى الهدى والتقى ماحي الجهالاتِ.
فلتسمعوا يا عباد الله إن لكم .. أجراً فأنتم في خير احتفالاتِ.
فهذه ليلية الميلاد قد حضرت .. تزهو بها الأرضُ والسبع(1)السماواتِ.
أهلاً بذكرى رسول الله إن له .. محبةً وله أزكى التحياتِ.
في ذكريات رسول الله مفخرةٌ .. فالحمد لله في كل المسراتِ.
كل اجتماعٍ وإن جلّت بواعِثُه .. ما مثله قط في حُسن اجتماعاتِ.
يا سيدي يا رسول الله معذرةً .. إن كنت أقَصِّرُ عن شرح الرواياتِ.
لن يستطيع ذو فِهمٍ وذو لِسنٍ .. أن يشرحوا ما أتى في نص آياتٍ.
وسوف آتي بما صحّت روايته .. في مولد المصطفى عالِ المقاماتِ.
محمدٌ خيرُ خلق الله مُنقِذنا .. يسمو به الذِكرُ في كل المجالاتِ.
ونعته، الصحف الأولى له ذكرت .. كل النبيئين جاؤوا بالبشاراتِ.
عليه والآل صلى الله ما تُليت .. آياته وعلت صوتُ النداءاتِ.
لمّا طغى الشركُ في الإنسانِ واشتهرت .. بوادرُ الجهلِ تأتي بالضلالاتِ.
والأرضُ قد مُلِئت جُوراً وكان بها .. أفعالُ سوءٍ وإظهارُ الخياناتِ.
والحقُ متروكٌ والدين مهتضمٌ .. والكفرُ شاد به أهل الرئاساتِ.
والظلم مُشتهرٌ في كل حادثةٍ .. وأدُ البنات وأفعالُ الدناءاتِ.
مَنَّ الإله بطفلٍ فيه مرحمةٌ .. ورحمةٌ شملت كل الخليقاتِ.
في مثل ليلتنا قد كان مولدهُ .. فاصِحُ البشر يبدو بالكراماتِ.
وكانت الأمُ يأتيها بشائره .. وكان في الوضعِ عنوانُ النبواتِ.
تلألأ النورُ في الأفاق وانعكست .. سرُ النبوةِ في كل المجالاتِ.
جاءت حليمةُ حُسنُ الحظ أوصلها .. الى رضيعٍ به نور الهداياتِ.
لما رأت نوره أبدت محبته .. وأيقنت أنها فازت بخيراتِ.
فالخير في أرضها من فضله نَعُمَت .. به النفوس وخَصِبَت النباتاتِ.
وكان ما كان من خيرٍ ومن كرمٍ .. وفي صباه له حُسنُ الدعاياتِ.
وشُق صَدرٌ له يبغونه كرماً .. وطهّروا القلب من شر المضراتِ!!.
رواه مسلمٌ والإعلامُ سادتنا .. وما جرى فيه من خير المقالاتِ!!.
وكم كراماتٍ من وقتِ الرضاع الى .. أن قام يدعو الى خيرِ السعاداتِ.
كم لقبوه أميناً قبل بعثته .. وصادقاً زانه حُسنُ السماتِ(2)
فأظهر الحق يدعو الناس قاطبةً .. الى الهدى والى كل العبادات.
لمّا دعا قامت الكفارُ غاضبةً .. يبغون إطفاء نورٍ للهداياتِ.
والله أرسله، بالنصر أيده .. والمعجزات بها كل الشهاداتِ.
فأُوذي المصطفى من كل ناحية .. وعزمه صاعدٌ رغم الأذياتِ.
وعذّبوا فتية، في الله قد قُتِلوا .. وبعضهم قد لقي ضرب النكاياتِ.
قد هاجروا حينما حلّ البلاءُ بهم .. والمصطفى عمه يُجلي المهماتِ.
لكنه مات فانسدت مسالكهُ .. ولم يجد ناصراً عند المهماتِ.
وقلبهُ واثقٌ باللهِ يعصمهُ .. من كل سوءٍ ومن شر البلّياتِ.
فصار يطلبُ من يأوي لنصرته .. ومن ثقيفٍ فما فازوا بخيراتِ.
لمّا طغى الشرُ واشتدت بوابتهُ .. قد هاجر الطُهرُ واستخفا بآياتِ.
حماية الله، تحميه وتحرسه .. وحكمة الله تجري بالخفياتِ.
وقال من يفدِني بيعاً لمهجته .. بالنوم في مضجعي قصد العماياتِ.
نادى الوصيُ أنا أفديك خالصة .. لله لا أبتغي إلا الدياناتِ.
الله باهى به الأملاك حين فدا .. من مثلهُ قد شرى فردوس جناتِ.
خليفةُ اللهِ بعد المصطفى عَلَمٌ .. للمؤمنين وهادٍ للبرياتِ.
هو الوصي عليٌ رغم العُداةِ، وإن .. قد حاول الكتم مسلوبُ الهداياتِ.
وبابُ علم النبي، لله من رجلٍ .. قد حضّه الله إيجاب الولايات
من حَبّه قد نجا، والبغضُ فيه شقا .. قد صح ذا برواياتٍ قوياتِ.
بفضله قد أتى، في هل أتى، فترا .. إذ جاد مالم يَجد أهل الكمالاتِ.
بسيفه نصر الإسلام واشتهرت .. معالم الشرع في فصل الخصوماتِ.
صلى عليه إله العرش ما طلعت .. شمسٌ وما خطرت ريحٌ بأوقاتِ.
وكم بلايا تلقاها الرسول فما .. في عزمه خورٌ رغم المصيباتِ.
فهو الرسول الذي مَنَّ الإله به .. لينقذ الحق من ضُرٍّ وآفاتِ.
هو الذي خمدت نار الضلال به .. وطهر الأرض من فعل القبيحاتِ.
أحيا به الله ما قد مات من سننٍ .. والأرض يزهو بها كل الفضيلاتِ.
هو الذي زين الله الوجود به .. الله تم به كل الرسالاتِ.
والله أرسله، بالنصر أيده .. قد خصه بختام النبواتِ.
وكم له من كراماتٍ ومعجزاتٍ(3) .. بها الروايات من طرق عديداتِ.
عليه والآل صلى الله دائمةً .. ما الفُلك تجري وما وبل الغماماتِ.
فاسمع أخي وانظر الحلالاتِ في زمنٍ .. تنكر الأفق من كُثر(4) الخطياتِ.
قد أنثني وفؤادي خائفٌ وَجِلٌ .. ما ان ترى غير مكسوب المهماتِ.
قد أصبحت دولُ الإسلامِ في هرجٍ .. وفي خلافٍ وجلبٍ للمضراتِ.
أودى بها الطيش واللذات فانمحقت .. منها الشجاعة بأوان اضطراباتِ.
في كل ناحية نارٌ مؤججة .. لا يحسبون سوى رمز الحضاراتِ.
عِشنا على هامش الدنيا بغير هدى .. يا للمصيبة من فِعل الشنيعاتِ.
يا رب لطفك فالإسلام في خطرٍ .. فاحفظه يا رب من كل النقيضاتِ.
يا رب عفوك قد حلّت بنا مِحَن(5) .. لم تستطع كشفها كل المعداتِ.
وليس ينفع إلا أنت كاشِفُها .. فالطف بنا أنت جبار السمواتِ.
ووفق الرؤساء، حقٌ يكونُ لهم .. جمع من الرأي، يمحون الخرافاتِ.
والآمر بالمعروف يهدي أمةً غَوِيَت .. والآمر جاء به نصُ آياتِ.
يا قومُ ضاقت بنا أحوال أمتنا .. فجدِدُوا العزم هجراً للملذاتِ.
لا تتركوا عاصياً لله منتهكاً .. وجاهدوا تغنموا حُسن المعافاتِ.
مع الصلاة على طه وعترته .. وخيرها ما علت منها بأصواتِ.
كذب(6) الدخيل يغزو بمذهبه .. يفرِّقُ الصف أيضاً والجماعاتِ.
يمهون على غلف القلوب بما .. يدعونه سنةً دفعُ اعتراضاتِ.
لا تحسب الحق إلا في روايته .. وكلٌ كذبٌ وزورٌ في الرواياتِ.
قد شبهوا الله بل قد جسموه فما .. يأتون عدلاً فجاؤوا بالخرافاتِ.
وجَهَّلُوا الناس، بل بَدَّعوا وأتوا .. بالفاقرات وجاؤوا بالمحالاتِ.
بالعجيب والفخر والتنقيض ديدنهم .. فشنشنةٌ عُرِفَت منهم بزلاتِ.
وحفلنا عندهم سوءٌ ومنقصةٌ .. وبدعة تقتضي سوء العقوباتِ.
نقول تباً لهم جاؤوا بعجرفةٍ .. وزور قولٍ فباؤوا بالخطيراتِ.
هذه شعائرنا، نحمي رسالتنا .. ومبدأ العدل لا يرضى بالشبهاتِ.(7)
إياك إياك أن تُصغي لكذبهم .. إن كنت تسمع نُصحي في مقالاتِ.
عليك بالمذهب الزيدي فأنت .. في عزلةٍ من مقالات الضلالاتِ.
لا يذهبون الى تأمين فاتحةٍ .. إلا الخشوع وترديدٍ لتلاواتِ.
مجانبين خرافات(8) المقال ومن .. له التطرف أو حزب الدعاياتِ.
نحن على سيرة المختار مذهبنا .. وابحث تجده بمشهور الرواياتِ.
فمذهب الآل محكومٌ بصحتهِ .. في مُنزل الذكر نصٌ في الدلالاتِ.
وفي الأحاديث أخبارُ التمسك بالقرآن .. والآل من طرقٍ عديداتِ.
ابحث تجد، سترى الإنصاف منهجنا .. لا نقتفِ غير مشهور الصحيحاتِ
والله يعلم أن الحق مطلبنا .. لا نرتضِ غير مختار الطريقاتِ.
هذا مقالي ومن قد شك جادلنا .. فنحن نرغبُ في حُسن الجدالاتِ.
وسنةُ المصطفى والذكرُ حاكمنا .. ومن تعنّت يرمي بالملاماتِ.
قد بيّن الله في القرآن شِرعتنا .. وأوضح الحق في منصوص آياتِ.
من جالس المصطفى في كل سيرته .. وكان كالأخ في كل المجالاتِ.
قد أوضحوا هديه في كل حادثةٍ .. وبلَّغوا عنه في كل البياناتِ.
أمُدُّ الزمنا وداً لمن طهّروا .. من عترة المصطفى أخر(9) الرسالاتِ.
جاءت بذلك آيات ٌ مبينةٌ .. إن كنت تجهلُ فسل أهل الدراياتِ.
صلى عليهم إلهي كلما ذُكِروا .. هم عترةُ المصطفى أهل البلاواتِ.
الله الله بهدي المسلمين الى .. هدى الكتاب قياماً بالفريضاتِ.
هيا بنا يا شباب الوقت، إن لنا .. بالمصطفى أسوةٌ فاسمع حكاياتيِ.
وأهدِ الشباب الى التقوى فليس لهم .. عِزٌ وفضلٌ إلا بالدياناتِ.
نقول بالحق لا نرضى بفاحشةٍ .. ولا نجامل من يفشي الدناءاتِ.
هيا بنا نكسب الطاعاتِ خالصةً .. لله نرجوه تفريج المهماتِ.
هيا بنا ننصر الدين الحنيف ولا .. نرضى بذلٍ، دخولاً في المُضِلاتِ.
إن لنا أسوةٌ بالمصطفى وبمن .. قاموا بنصرٍ وما هابوا المنياتِ.
قد جاهدوا، صبروا، للمالِ قد بذلوا .. والنفس تَرخُص في أثمان جناتِ.
ونطلبُ العلم والقرآن نحفظه .. وسنة المصطفى حفظ المرواتِ.
واللهُ أوجدنا، بالفضل أكرمنا .. ونعمته شملت كل الخليقاتِ.(10)
موزعاً في جميع الخلق نعمته .. بحكمة عجزت كل الدرياتِ.
وأشكرُ أياديه واستمسك بعروته .. وشكرُ نعمته باب الزياداتِ.
هذي نصيحتنا فاسمع مقالتنا .. خذها ولا تتبع سوء الظنوناتِ.
ثم الصلاة على طه وعترته .. ما دام صوت النداءات يعلو بأصواتِ.
واغفر إلهي لمن في حفلنا حضروا .. شكراً لكم، ولكم أزكى التحياتِ.
.. تم النقل من مخطوطة كتبناها نقلا عن حياة شيخنا الجليل القاضي صلاح بن أحمد فليته بالمحروسة صعدة من العام 1995، وهي من روائع قصائده، وتضم 114 بيت.
نرجو أن نكون قد وُفقنا في مقاربة منصوصها والمعذرة من أي أخطأ أو زلل أو تصحيف والحمد لله رب العالمين
.. كتب زيد يحيى المحبشي
الهوامش:
(1) السبع السماوات: في الأصل أفلاك السماوات
(2) السمات: في الأصل البسمات وغالب الظن أنها السمات
(3) معجزات: وفي نسخة معجزة
(4) كُثر: في الأصل كثرة
(5) محن: في الأصل محسن وغالب الظن أنها محن
(6) كذب: في الأصل كذ وغالب الظن أنها كذب
(7) بالشبهات: في الأصل بشبهات وغالب الظن أنها بالشبهات
(8) خرافات: في الأصل خرفات وغالب الظن أنها خرافات
(9) أخر: في الأصل أجر وغالب الظن أنها أخر
(10) الخليقات: في الأصل الخليفات وغالب الظن أنها الخليقات