Translate

‏إظهار الرسائل ذات التسميات المحابشة. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات المحابشة. إظهار كافة الرسائل

الأحد، 14 أبريل 2024

مديرية المحابشة جوهرة بلاد الشرف



















































بقلم زيد يحيى المحبشي - باحث وصحفي يمني ونائب مدير عام مركز البحوث والمعلومات لشؤون البحوث والإصدارات بصنعاء

البحث لا يزال قيد التحديث، أخر تعديل تم إجرائه على المادة في 14 أبريل 2024


المحابشة بفتح الميم المعجمة والحاء المُهملة وخفض الباء الموحدة، مدينة ‏وجبل وبلدة مشهورة تقع وسط الشرفين، ‏إلى الشمال الغربي من مدينة حجة، وتبعُد عن مركز المحافظة بنحو 68 - 70 كيلو متر، وزمنياً 3 ساعات و15 ‏دقيقة.

تم تسميتها بالمحابشة نسبة إلى أسرة القضاة بيت المحبشي، وورد ذكرها لأول مرة باسم المحابشة في كُتب مُؤرخي الدولة الرسولية ومنهم "عبدالباقي بن عبدالمجيد" وفتح القمر الرسولي الثالث للمحابشة سنة 634 هـ، ومن بعده "عبدالرحمن بن الديبع".

تشتهر بعراقة تاريخها وعلوها المعانق للسحاب على ‏ذروة سنام جبال الشرفين المتراقصة طرباً على أنغام سيمفونية ‏هوائها العليل، ودندنة وديانها المتصافحة ابتهاجاً بزقزقة عصافيرها ‏المُنساحة بين ثنايا فستانها المزدانة تقاسيمه بنظارة مزروعاتها ‏الدائمة الخضرة والكثيفة الانتشار على مُدرجاتها الانسيابية وقيعانها ‏المزركشة بالجمال والإبداع الإنساني والتفنن الفطري الراقي ‏لأبنائها المتفردين منذ القِدَم بذائقتهم الغريزية المنتصرة ‏لإرادة البقاء الوجودي والحضاري والتراثي، والمتوهجة بعبق تاريخهم العريق، ‏والمُترجمة لما لعبته هذه المدينة من أدوار فاعلة ومتميزة في التاريخ اليمني بمراحله المختلفة، حيث قامت على قممها ووديانها وسهولها وقيعانها وهضابها العديد ‏من المراكز الحضارية.

 ولازالت آثارها ماثلة للعيان في ‏الخرائب والأطلال والمدرجات الزراعية والمغارات والكهوف ‏والمدافن والمخازن الصخرية والقصور والحصون والقلاع والمساجد والمواجل والبرك والقباب والأضرحة العائدة جذورها ‏إلى حقب تاريخية متنوعة، لاسيما الكهوف والمغارات والتي أشبه ما ‏تكون بالمدن المتكاملة المعالم تحت الأرض، وفي قمم الجبال، ‏بما لا يدع ‏مجالاً للشك بأن الاستيطان البشري فيها قديم قِدَم التاريخ كما دلّت ‏على ذلك الكشوف الايكولوجية، حيث مارس الإنسان فيها نشاطه ‏وترك آثاره وبصماته على جدران الكهوف والمغارات التي عاش ‏فيها.

وتتحدث المصادر التاريخية عن انتساب بعض مناطقها لتبابعة ‏حمير وغيرهم من ملوك العصر الجاهلي والعهد الإسلامي والتاريخ الوسيط، كمنطقة حجر العائد تسميتها إلى الملك اليماني الجاهلي حجر بن الحارث "آكل المرار"، والد الشاعر الجاهلي المشهور أمرؤ القيس بن حجر بن أسد الكندي، ويتحدث ياقوت الحموي في معجم البلدان عن وقوع معارك طاحنة بين الحارث وقبيلة بني أسد الآتية من مرابعها في "قرنة أسد"، و"صدّف" حضرموت، انتهت بتصالح القوم على أن يكون للحارث وأتباعه ما يُسمى اليوم بـ "حجر الداخلي"، ولبني أسد ما يُسمى بـ "حجر الخارجي"، بحسب الأحاديث المتداولة لدى كبار السن، ويُقال أيضاً أن تسميتها تعود للصحابي الجليل حجر بن عدي.

استخدمت في أيام الإمام أحمد يحيى حميد الدين، منفى داخلي وسجن للرهائن، وممن سُجن فيها رئيس مجلس النواب السابق الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر، وهي آخر المعاقل التي تحصن فيها الإمام محمد البدر بن أحمد حميد الدين وأنصاره بعد أحداث 26 سبتمبر 1962 بين الملكيين والجمهورين، ولا زال بها كهف في أحد جبالها يحمل اسمه.

وتُعد تاريخياً مخزناً للمقاتلة إلى جانب جبال الشرفين، المشتهر رجالها بصلابتهم وشدة مراسهم وبأسهم في القتال، وكانت الدول المتعاقبة والقوى المتصارعة تتزود منها بالمحاربين.


المكونات الجغرافية:‏

مساحتها نحو 83 كيلو متر مربع، يحدها من الشمال مديريات ‏المفتاح وكحلان الشرف وافلح اليمن، ومن الجنوب مديرية الشاهل، ومن الشرق مديريتي المغربة ‏والمفتاح، ومن الغرب مديرية أفلح اليمن وجزء من مديرية قفل شمر.‏

تقع في الشمال الغربي من الجمهورية اليمنية، وتبعد عن العاصمة صنعاء بنحو 200 كم، وعن مركز محافظة حجة نحو 68 - 70 كم.

عاصمة المديرية من أجمل مدن اليمن على الإطلاق، يُطلق عليها "لؤلؤة الشرفين" و"سويسرا اليمن" و"الكويت الصُغرى" بسبب مناظرها الساحرة، وتحتل المرتبة الثانية بعد مدينة حجة من حيث النشاط الاقتصادي ‏والتجاري، نظراً لموقعها الجيوسياسي الهام في جبال الشرف الأعلى الجاعل منها همزة وصل ومُلتقى تجمع لأبناء المديريات التسع، المكونة لما عُرف في التقسيم الإداري السابق بقضاء الشرفين، وعاصمته المحابشة، ومن أهم مديرياته: المحابشة، أسلم، خيران المحرَّق، أفلح اليمن، أفلح الشام، الشاهل، المفتاح، قفل شمر، كحلان الشرف.

تتكون المحابشة من سلسلة جبلية متواصلة، مثيرة للدهشة لما تحويه من مناظر طبيعية وسياحية فريدة وخلابة، وترتفع جبالها الشامخة شموخ أبنائها 2500 متر عن سطح البحر، وتطل على أودية كثيفة بالمحاصيل الزراعية وأشجار البن بالإضافة إلى القرى الجبلية المتناثرة في قمم الجبال وعلى الهضاب القريبة مـن الأودية، تعلوها المدرجات الزراعية العاكسة لإرادة وتصميم الإنسان اليمني منذ القِدم على تكييف معطيات الطبيعة لتلبية حاجاته الاقتصادية حفاظاً على جوهر استمرارية الحياة البشرية جيلاً بعد جيل.

تسودها تضاريس جبلية ذات مناخ معتدل مُمطر مصحوب بالعواصف الترابية والرعدية صيفاً، وبارد مصحوب بالغمام الكثيف والرياح شتاءاً.


جبال الشرفين:

يحمل اسم الشرف في اليمن الكثير المناطق، بحُكم جبالها المنيعة، ويطلق الاسم على المناطق الشاهقة شديدة الارتفاع، ومعنى الشرف في اللغة: العالي وما يشرُف منه على غيره، وظل اسم الشرف مُرتبطاً تاريخياً بالمكان، فنقول "شرف حجة" لارتباطه قبلياً وإدارياً بها، وهو بلدٌ واسع، يُشرف على وادي مور حتى حرض من تهامة.

وجبال الشرفين واحدة من أهم المعالم الجغرافية المشتهرة بها المحابشة، وإحدى أهم وأكبر السلاسل الجبلية في محافظة حجة، يتراوح ارتفاعها عن سطح البحر ما بين "2000 - 2500" متر، تقع في الشمال الغربي من مدينة حجة، يحُدها جنوباً وادي مور ووادي شرس، وشرقاً فرع وادي مور وبني جديلة والأهنوم، وشمالاً جبال وشحة، وغرباً عبس وحجور.

وتُعد جبال حجور الغربية - الكعيدنة - من فصائل جبال الشرفين، ومن أوديتها الغربية وادي عاهم، يصب في جيزان، ومياهه من شمال الشراقي، ومن الجنوب وشحة وكُشر وجبل قارة ووادي بوحل - شمال عبس - النازل إلى عبس من أسلم والشرفين، ووادي القور النازل إلى جنوب عبس ومسيلهما من مشارف جبال الشرفين الغربية وجبال حجور، وتسقي منطقة عبس من تهامة، ومن أوديتها الشرقية الجنوبية وادي الجامعي ووادي اليماني، وهُما من فروع وادي مور ويجتمعان بشرس شمال غرب حجة.


أوديتها:

نخبان، الموز، الشمري، الدودة، لطف الله، شمسان، حوصان، العربي، الغربي، الغرابي، اللفج، اليماني، السايل، الحسية، الهرناعة، بني ذيب، عماد، الوكية، سحين، شريف، خفات، الخمالي، الشوامي، قُديش، الزيح، القصار، الحلاحل، الرباط، الجحفار، العدنة، عبدالله.

ومن سهولها: سهل جبل المحبشي.


المكونات السكانية:

سكانها وفقاً لتعداد العام 2004، نحو 51275 نسمة، منهم 26663 ذكور و24612 إناث، وفي أحدث التقديرات 150000 نسمة.

الكثافة السكانية 618.5 لكل كيلو متر مربع، ومعدل نمو السكان 3.05 %، ومتوسط حجم الأسرة 7.7 فرد.

سكان الريف 60 %، والحضر 40 %، ونسبة السكان أقل من 15 عاماً 54 %، ونسبة سكان المديرية إلى المحافظة 3.5 %، ويشكل النمو فيها نحو 70 %.

عدد الأسر 6164 أسرة، والمساكن 5143 مسكن، والمحلات 244 محلة، والقرى 52 قرية.

تضم خمس عُزل، هي: المحابشة، بني مُجيع، بني حيدان، حجر، المخاويس.


المكونات الاقتصادية:‏

يعمل غالبية السكان في التجارة والزراعة كحرفة أساسية، وتُشِّكل زراعة القات ‏الشهير بالقات الشامي 70 % من مساحة الأراضي الزراعية، وتأتي زراعة البن في المرتبة الثانية بعد أن كان حتى بداية تسعينيات القرن العشرين الميلادي في المرتبة الأولى، إلى جانب ‏زراعة المحاصيل الاستهلاكية كالموز والعمبه "الباباي" والحبوب ‏والمانجو والرمان والبلس التركي الحلو والمر والتين الشوكي والتين العربي والفرسك والليمون والبرتقال والخضروات والبقوليات بأنواعها، الخرمش، وتربية المواشي ‏كالأبقار والأغنام والمناحل والدجاج والحمام.

والصناعات ‏الغذائية كمصنع الحلويات والطحينية، والصناعات الحرفية كالفُخّار بأنواعه - وهي صناعة ‏متجذِّرة، والفضيات، وعسوب الجنابي من شجرة الطنب - وهي من أجود أنواع الأخشاب المُستخدمة في صناعة عِسوب وأغمدت الجنابي وأغلاها ثمناً، وصناعة نِصول الجنابي المبرد والبرق والجنزير وقرون الجنابي الصيفاني والبصلي والعاجي والخشبي، وصناعة الأدوات الزراعية البدائية كالمحاريث والمخاريش ‏والمواقير - المعاول أو المفارس، والمعاقر والعطوف - الفؤوس الأولى منها غليظة وثقيلة الوزن تُستخدم في تقطيع الاخشاب الكبيرة والثانية خفيفة الوزن ورقيقة تُستخدم في تقطيع الأخشاب الخفيفة وسلاح شخصي - والقمريات.

وتوجد بها ثروات ‏معدنية وفيرة منها: الجرانيت والكوارتز والكريستال والأحجار الكريمة، وعُثر أيضاً على مادة لتجميع الحديد في إناء فخاري، وجِدَ منحوتاً بأحد جبال المحابشة.

وأرضها بركانية خصبة تصلح لزراعة مختلف المحاصيل الزراعية، لكن شحة مياه آبارها الارتوازية ونضوب معظم عيونها الجارية يحول دون ذلك، ناهيك عن غياب اهتمام الدول المتعاقبة بها.

وبها نباتات وأشجار تُنتج ثمار يتناولها الأهالي، منها "الذيجيج"، وهي أشجار كبيرة تتواجد في بطون الأودية تُنتج ثمار كُروية يتم قطفها وغمرها بين الرماد إلى أن يتحول لونها من الأخضر إلى الأسود، ثم يتم فتح ثقب بها وتناول ما بداخلها من مادة طيبة المذاق، ومنها شجرة أخرى شبيهة بالبطاط الحلو، تتعرق في باطن الأرض، يتم الحفر لعروقها واستخراج ثمارها، بعضها كروي وبعضها شبيه بالحُمر في طوله، وإزالة القشور عنها وأكلها، وهي مادة لونها مائي وطعمها قريب من طعم الماء تُسمى في تلك البلاد "الجُميز".


النباتات الطبية:

يوجد بها أنواع مختلفة من النباتات الطبية النادرة منها: القيوان "الياسمين"، الحلص، العثرب، الفتح، الأراك، تريمو، الذفران، عصمة السوسن، عود القرح "عرق الصفار" - يُستخدم في علاج الصفراء، وغيرها.


الغابات:

توجد بها العديد من الغابات الحرجية عند مصبات المياه وفي بطون الأودية وقمم الجبال، والأشجار الكثيفة المتفاوت ارتفاعها بين 15 - 20 متراً، كالذرح والقاع - منها نوع يتم تجميع واستخراج الصمغ منه، الطنب والسدر- العلب/ العرج في اللهجة المحلية، تتواجد بكثرة في شلال المعين ومنطقة السايل ووادي اللفج ومنطقة المعاينة ووادي الهرناعة ووادي الحسية وغيرها.

ومن نباتات تلك الأحراج: الأثل وحبة الملوك وجوز القيئ والكاوي.


الحيوانات البرية:

من أهم الحيوانات الموجودة بها: الأسود، الأوبار، القنافذ الشوكية، الضباع، العرج، الثعالب، القرود بما فيها الغوريلا المعروف في المنطقة بالنباش، النمور، الفهود.‏


الزواحف:

بها أنواع عديدة من الحيات والثعابين والورل والحرباء والخُماري والبرم والعقارب.


الطيور البرية:

 تشتهر بأنواع كثيرة من الطيور البرية، أهمها: النسور، الصقور، العقاب، الهُدهد، الحِجل والعُقب - يتم اصطيادها وأكلها، الحمام، الغرانيق، النورس، الخفافيش، البوم، العصافير الصغيرة في الأودية ‏والمناطق الكثيفة الأشجار.


الفراشات:

يتواجد بها أنواع عديدة من الفراشات، منها نوع يؤكل كـ "الشضوه" بحسب تسمية الأهالي، تخرج بعد هطول الأمطار وإشراقة الشمس خلال فصل الصيف، وتحديداً في النجم الزراعي "علان" لظهور قوس علان/ قزح فيه ويقوم الأهالي بعد تجميعها بشويها وأكلها، الجراد بأنواعه.


الأحياء المائية:

يوجد بها أنواع من الأسماك الصغيرة ‏والضفادع في البرك والعيون المائية الجارية.‏


الخدمات:

تُعاني المديرية من تعثر مشروع المياه وعدم رؤيته النور رغم مرور أكثر من أربعة عقود على وضع حجر الأساس، وما يتواجد بها من مشاريع خدمية، محدود ولا يتناسب مع حجم عدد السكان، من ذلك على سبيل المثال الجانب الصحي الذي لا يزال في أدنى مستوياته الخدمية، إلى جانب الكهرباء، ونكتفي هنا بإيراد سطور عابرة عن بعضها.


المياه:

يمثل مشروع المياه واحداً من الآمال البعيدة ‏المنال، فرغم افتتاحه رسمياً في منتصف ثمانينيات القرن العشرين ‏إلا أنه بعد ثلاثة أيام فقط توقف، ومن حينها أكل الصدأ كامل مُعداته، علماً أن نسبة السُكان الحاصلين على مياه مأمونة لا تتجاوز 10 %، وفي العشرية الأولى من القرن الواحد والعشرين الميلادي شهدت المديرية أنشطة خجولة  لإعادة تأهيله، حيث اقتصر الإنشاء السابق على بناء خزان وشبكة جرفتها السيول، ويعيد مسئولي المحافظة سبب التعثر الى الخلاف والجدل  بين المؤسسة العامة للمياه والهيئة العامة لمياه الريف ‏حول استلام المشروع، وشهد العام 2007 إنزال مناقصة لإعادة تأهيل المشروع بتكلفة 8 ملايين دولار، وإجراء الدراسات الميدانية، وبعد أحداث العام 2011 توقف كل شيئ.


الكهرباء:

تم افتتاح مشروع الكهرباء رسمياً في العام 2003، إلا أن نسبة ‏المستفيدين منه لا تتعد 35 %، علماً أن افتتاح المرحلة الأولى منه في 19 نوفمبر 1998، بتكلفة 200 مليون ريال تمويل حكومي، وتدشين استكماله في 13 فبراير 2002، بتكلفة 53 مليون و790 ألف ريال.


المواصلات:

تم إنشاء المواصلات في العام 1995، ونسبة المستفيدين من خدمات الهاتف 43 %، وفي 28 مايو 2003 تم افتتاح مبنى توسعة السنترال بتكلفة بلغت 125 مليون ريال ومبنى الاتصالات السلكية واللاسلكية في قاهرة المحابشة بتكلفة 182 مليون ريال.


الصرف الصحي:

شهد العام 2007 وتحديد في 28 يناير 2007، اجتماع ضم محافظ حجة ووزير المياه والبيئة، تم خلاله التوجيه بتشكيل لجنة لدراسة مشروع مجاري عدد من المدن منها المحابشة والتوصية بسرعة رفع وإقرار نتائجها من قبل قيادة الوزارة.‏


القوى العاملة:

يضم الجهاز الإداري 627 موظفاً وموظفة بحسب إحصائيات العام 2004، وقوة ‏العمل من 15عاماً وأكثر 34.43 %، ومعدل البطالة ‏لذات الفئة العمرية 7.5 %.‏


السدود والحواجز المائية:

شهدت في العام 2004 إقامة ‏حاجز مائي وخزان مائي أرضي هو بركة خزان "القد"، وبدأت وزارة الزراعة في 10 أكتوبر 2003 بتنفيذ سد وادي خفّات بتكلفة 93 مليون ريال، وفي العام 2004 ‏أُضيف سد وادي بني أحمد.

وتكمن المأساة هنا في نضُوب المياه ‏الجوفية وسط تجاهل الدول المتعاقبة لذلك وعدم إيجاد حلول بديلة، وبحسب الأهالي تتجاوز أعماق الآبار الارتوازية ‏والتي نضُب أكثرها 700 متر، وأسعار وايتات المياه في تلك البلاد خمسة أضعاف أسعاره في أمانة العاصمة، ويضطر الأهالي لقطع مسافات كبيرة بحثاً عن المياه تتعدى أحياناً مديرية عبس.


الطرق المعبدة:

تربطها شبكة متنوعة من الطرق، أهمها: طرق "حجة - الخشم - عبس - المحابشة" 163 كم، وطريق "حجة - مبين - الشاهل - المحابشة"، 68 - 70 كم، ناهيك الشبكة الداخلية التي تربط قرها ببعضها وتربطها بمركز المديرية والمديريات المجاورة، وفي التفاصيل:

‏ 1 - طريق "عبس - أسلم - المحابشة": طوله 43 كم وعرضه 7 أمتار مع الأكتاف، وتكلفته 945 مليون ريال، تم التوقيع على تنفيذه في 6 يناير 2003، والبدء بتنفيذه في 7 أكتوبر 2003، مولّت إيطاليا جُزءاً من تكلفته، ويُسهم الطريق في خدمة أكثر من 12 مديرية ذات كثافة سُكانية عالية.

‏2 - طريق "المحابشة - الشاهل - مبين - حجة": طوله 68 - 70 كم، وهو جُزء من الخط الدائري للإمداد العسكري والذي يشمل "حجة - مبين - بني الشومي - الشاهل - المحابشة - المفتاح - كحلان الشرف - أفلح الشام - كشر - وشحة"، طوله 160 كيلو متر، وتكلفته 7 مليارات ريال، وتم وضع حجر الأساس في 14 فبراير 2001، وخط فرعي أخر يربط "الغيانية - بني عكاب - المحابشة"، طوله 12 كيلو متر، وتكلفته 200 مليون ريال، وتم وضع حجر الأساس له في 24 أبريل 2003.‏

3 - طريق "خميس الواعظات - كعيدنة - القفل - المحابشة": طوله 55 كم، تم وضع حجر الأساس له في 17 مارس 1997، وتكلفته مليار ريال، وتم البدء بتنفيذه في 24 مايو 2003.


الصحة العامة:

يتواجد بها ‏مستشفى حكومي واحد هو مستشفى الثورة العام، و6 وحدات ‏صحية ومركزاً صحياً وأخر للأمومة والطفولة يعمل فيها وفقاً لإحصائية ‏العام ‏2004، 7 أطباء و5 ممرضين و65 فنياً، بواقع طبيب واحد لكل 7325 نسمة، وممرض واحد لكل 10255 نسمة، ولذا يضطر الأهالي لنقل مرضاهم إلى العيادات الخاصة في مديرية عبس وحجة.

نسبة الوفيات الخام ‏لكل ألف مولود 11.35 %، ومعدل الخصوبة 5.92 %، ووفيات ‏الأطفال الرُضع لكل ألف مولود 80.92 %، ومُتوقع متوسط الحياة ‏عند الولادات 59.65عاماً.‏


الأسواق الشعبية:

يُمثل الأحد يوم الوعد لدى أبنائها، ‏فيتقاطرون لجلب احتياجاتهم الأسبوعية من السوق المركزي ‏المسمى بـ"القطف"، ولهم سوق يومي يُسمى سوق "المُخضيرة"، وهو أكبر سوق حراج لتوزيع القات الشامي على مستوى اليمن، وتهريب بعضه إلى السعودية عبر منفذ حرض، ولهم سوق أخر يقع جنوب قرية المشن يُسمى سوق حجر، كان مقصداً لأبناء عُزلة حجر للتزود بالمواد التموينية.


التعليم النظامي:

يوجد بها بحسب إحصائيات العام 2004، نحو 49 مدرسة، والفصول الدراسية 371 فصلاً دراسياً، يدرس بها 11254 طالباً وطالبة أساسي وثانوي، والمدرسين 337 مُعلماً ومُعلمة.

معدل الالتحاق بالتعليم من الفئات العمرية 6 - 15 عاماً نحو 55 %، ونسبة من هم في العاشرة وما فوق نحو 69.12 %، ونسبة الأمية تتجاوز 70 % خصوصاً بين الذكور.

وفي إحصائيات العام 2000/2001، نحو 59 مدرسة، منها 47 أساسية و12 ثانوية، والفصول الدراسية 356 فصلاً، منها 310 أساسي و46 ثانوي، يدرس بها 9935 طالباً وطالبة، منهم 2089 ثانوي و7846 أساسي، والمدرسين 473 مُعلماً ومُعلمة، منهم 371 أساسي و102 ثانوي.

وبها معهداً مهنياً وصناعياً، صادق مجلس الوزراء في 19 ديسمبر 2006، ووضع حجر الأساس لتنفيذ المرحلة الأولى منه في 5 يونيو 2007 بتكلفة بلغت 524 مليون ريال.


الأزياء الشعبية:

ترتدي نسائها أثواباً وسراويل مُطرزة يدوياً، بعضها بالفضة وبعضها بالخيوط الحريرية ‏المختلفة الألوان، ويضعن قطعة قماش على الرأس تُسمى بالصارمية، ‏تُلف على الرأس لفاً، ويعتمرِّن كُوفية صغيرة ‏مصنوعة من الخيزران تُثبّت في قطعة قُماش سوداء تُسمّى الشيلة، توضع على مقدمة الجبهة، لها أحجام مختلفة، منها ما تستخدمه النساء الشابات، ‏ومنها ما هو خاص بالمتقدمات في العمر، وكذا الحال بالنسبة للرجال، ‏ولكن بصورة مستطيلة، طولها نحو 20 سنتي متر، يتم ‏وضعها على الرأس، ولبس القُمصان والمقاطب القماشية المعروفة في المناطق الأخرى بالمعاوز، ومن الملابس القديمة الخاصة بالنسبة للنساء ما يُسمى بـ "العِجرة"، وهي نفس معاوز الرجال لكن لونها أسود، و"القراقيش"، كانت تُوضع على الرأس.


الرقصات الشعبية:

لها مذاق خاص في المحابشة وبلاد الشرف، فهناك رقصة البرع، ‏وهي رقصة حربية رجالية ترمز إلى الاكتمال والتكامل في عناصر ‏الفتوة والرجولة والقُدرة على التحدي، ومنها أنواع عديدة لكلٍ منها إيقاع مُوسيقي خاص، عُنصراه المرفع والطاسة، مصنوعان من الجلد الرقيق ‏لآيلة الخروف، تُوثّق بشكل دائري حول إناء معدني، تُصدر ‏إيقاعات فنية متنوعة تدفع الرجال لاتخاذ أشكال مختلفة من ‏الرقصات منها ما يُؤدى جماعياً بمشاركة أكثر من خمسة أشخاص، ‏ومنها ثلاثية ومختمها رقصة ثُنائية تُسمى "الهوشلية" كما في المحابشة، ‏و"دنة" كما في صعدة، و"نسورية الطير" كما في الجوف ومأرب، يُمسك ‏فيها الرجل الأول بشال في فمه، وتدور الرقصة على نغمات دقات الطاسة ‏والمرفع، ويحاول الثاني الإمساك بالشال دون استخدام الأيدي، وينتهي المشهد بعد مرور 3 دقائق بتمكن الثاني من الإمساك بالشال ومعانقة الأول وسط تصفيق ‏حار من المشاهدين وبهجة غامرة من الحاضرين.‏


المحشوش:

من العادات الفريدة التي تميِّزت بها نساء المحابشة في طباخة لحم أضحية عيد الأضحى المبارك بطريقة تجعله يقاوم الرطوبة والعفن حتى عودة الحجيج من الأراضي المقدسة، وقد يستمر صالحاً للاستخدام لأكثر من عام دون أن يظهر عليه أي تغيُّر في الطعم أو الرائحة أو اللون، وتُسمى هذه الطريقة بـ "المحشوش"، وهي واحدة من العادات المتوارثة التي تفرّدت بها المديرية، تقوم النساء بعد ذبح الأضحية برشها بماء نظيف، ثم تُرش بالحبة السوداء، وبعد تقطيعها سواء في عصر يوم الذبح أو صباح اليوم التالي، تقوم ربة البيت بوضع اللحم في قِدر خاص مُعداً لهذا الغرض - إناء كبير من المعدن أو الفخار، ورصه بطريقة خاصة جداً وبمهارة عالية، ثم تأتي عملية الطبخ فالبعض يستخدم المواقد التقليدية في عملية التنضيج والبعض يستخدم الطُرق الحديثة كالبرتجاز وما شابه، وفي المرحلـة الأخيرة يتم إضافة بهارات مُعدة خصيصاً لهذه المناسبة تتكون من حب الهيل والفلفل الأسود والقرنفل، وآخر ما يضاف الملح.

 يُؤكل "المحشوش" مع اللحوح والبسباس والسحاوق، وله طعمٌ لذيذ، ومذاقٌ خاص، وقد يُرسل منه إلى الأقارب والطلاب في المحافظات والمديريات الأخرى وخارج الوطن.


منظمات المجتمع المدني:

تأسست في المحابشة العديد من منظمات المجتمع المدني، منها:

1 - جمعية حجر ‏التعاونية الزراعية، 13 فبراير 1989.

2 - نادي شباب الميثاق الرياضي ‏الثقافي، 1 يناير 1995.

3 - جمعية المحابشة ‏الاجتماعية الخيرية، 11 ديسمبر 1998.

4 - الجمعية الخيرية ‏الاجتماعية للرعاية الصحية، 28 فبراير 2002.

5 - جمعية ‏الخير لطلاب الشرفين، 5 يناير 2003.

6 - جمعية فتاة ‏المحابشة الاجتماعية الخيرية، 13 أكتوبر 2004.


التفاعل السياسي:

تُشكل المديرية دائرة انتخابية مُستقلة هي ‏الدائرة رقم 255، مُسجلٌ بها نحو ‏‏45668 ناخباً وناخبة، بحسب قوائم انتخابات العام 2003.


المكونات الدينية:

كلهم مسلمين على مذهبي الزيدية والشافعية مع ظهور الحنبلية بعد قيام الوحدة اليمنية، وكانت بها أقلية يهودية بقرية "قُزية" - شمال شرق المدينة، تم ترحيلهم في عهد الإمام يحيى حميد الدين بعد أن اشترى منهم أملاكهم من العقارات الثابتة والمُتنقلة، ضمن الأفواج المُرحّلة حينها إلى فلسطين المحتلة، وكان بها وجودٌ لافت للمكارمة والإمامية الإثنى عشرية خلال القرنين الخامس والسادس الهجريين وتحديداً في عهد الإمام عبدالله بن حمزة، وله معهم صولات وجولات ومُناكفات ومُناظرات كما هو موثقٌ في كتابيه مطالع الأنوار ومشارق الشموس والأقمار والعقد الثمين في أخبار الأئمة الهادين للرد على الإمامي صاحب الشرف، وله معهم معارك طاحنة، لم تشهدها اليمن من قبل، انتهت بالقضاء عليهم، واجتثاث جرثومتهم من بلاد الشرف، وقد وثقت أحداثها الكثير من الكتب منها سيرة المنصور بالله عبدالله بن حمزة لأبو فِراس بن دعثم ودرر نحور الحور العين للطف الله جحاف.

يوجد بها أكثر من 132 مسجداً ومدرسة علمية عريقة تخرج منها الكثير من العلماء والأدباء منذ تأسيسها في العام 1361هـ /1942.


من أشهر بيوتها العلمية:

آل المحبشي، آل يايه، آل الخالد، آل المحطوري، آل الخزان، آل الشهاري، آل المنصور، وآل المدومي، آل المتوكل، آل النعمي، آل المُهلاَّ، آل الشرفي، آل أبوهادي، آل الفصيح، آل الهادي، آل عيشان، آل العرجلي، آل الغيلي، آل القاضي، آل شعلان، آل قيس، آل المعمري، آل النعمي، آل المغنج، آل عامر، آل شاكر، آل المهدي.. ألخ.

تضم الكثير من الآثار الإسلامية بعضها يعود إلى عهدي الإمام عبدالله بن حمزة كمسجد شريم، وجامع بني سُمي بقرية المسبح - جبل بني سمي وليس سمين كما هو شائع خطاءً - العائد بنائه إلى القرن ‏الثامن الهجري، كان خلال القرن السابع عشر الميلادي هجرة علمية لطُلاب العلم في عهد ‏العلامة على بن أحمد بن صالح المحبشي، وبه ضريح العلامة علي بن إبراهيم بن منصور المحبشي المتوفي في العام 920 هـ، وبعضها يعود إلى العصر العباسي كجامع القُرانة والجامع الفارسي وجامع عامر وجامع الطيار والجامع المقدس وجامع مدروس.


مشهد وقبة نبي الله أيوب عليه السلام:

قبة كثيرة الزوار، مكونة من مبنى مربع بداخله مبنى مستطيل الشكل، تُظلله قبة مبنية بأحجار مربعة الشكل، لا تزال بحالة شبه جيدة كما يذكر الأستاذ علي الحجري.

تقع في ‏قرية جبل معروف جنوب المحابشة، ومن الأحاديث الشائعة بين الأهالي أنها تحتوي ‏تحت ترابها على جلد نبي الله أيوب عليه السلام، وهو الجلد الذي انسلخ منه في قصة الابتلاء الشهيرة التي تحدث عنها القرآن الكريم، كما يتناقل الأهالي أخباراً لم نقف لها على أساس تتحدث عن أنه سلام الله عليه بعد تماثله للشفاء اغتسل في بئر الدودة الواقع بسوق المُخضيرة شمال المدينة، ونقض زوجته جدائلها بمنطقة الجذلة الواقعة شمال المدينة.


مشهد الشريفة زينب بنت الإمام يحيى بن حمزة:

يقع بالمشاف، إحدى قرى شريم بعزلة حجر، والراجح عودة تاريخ بنائه الى القرن السابع الهجري، وهو عبارة عن مسجد لا زالت حالته جيدة، تم بناؤه بأبعاد 20 * 15 متر، وأبعاد المبنى 6 * 9 متر، له مدخلين، لكل مدخل سُلم درجي يُؤدي إلى بيت الصلاة، المكون من رواقين يفصل بينهما صف من الأعمدة الأسطوانية الشكل، تقع عليها عقود تحمل سقفه الخشبي، ويتوسط جداره الشمالي مِحراب مجوّف معقود بعقد مدبب.

 وإلى الغرب منه يقع المشهد، ويتكون من غرفة مستطيلة أبعادها 5 * 4 أمتار، بجوار الجامع السابق من الناحية الغربية، لها مدخلان إلى أرضية المشهد، يتوسطها عمود أسطواني يحمل عقدين وقبلة المشهد، يتوسط حنية المحراب، ويتوسط تجويفها شريط كتابي، وتكسو كتلة المحراب زخارف نباتية وهندسية، ويتوسط جدار الحُجرة من الداخل شريط أخر من الجص البارز عليه كتابات قرآنية واسم ولقب صاحبة المشهد الشريفة زينب بنت الإمام يحيى بن حمزة.

وهذه المنطقة إحدى مناطق نفوذ الإمام يحيى بن حمزة، وبها العديد من المعالم الأثرية العاكسة سمات تلك الحقبة منها قصبة مكونة من ثلاثة طوابق تقع شمال القرية وتتوسطها، وبها العديد من نوبات الحراسة ومزاغل الرماية، تتميز ببنائها وموقعها الحربي، لازالت بحالة جيدة، وقصبة ثانية في جنوب المشاف، تُطل على خراب شريم تُسمى قصبة الدرب مبنية بشكل مستدير، وبداخلها بركة، معظمها قد اندثر بسبب الإهمال، وبجوارها موقع لإطلاق المنجنيق، وبالأسفل منها مسجد وبركة ماء.


مشهد الفقيه علي بن إبراهيم العنسي:

من علماء عزلة حجر في القرن الحادي عشر الهجري، ومشهده عبارة عن مسجد أبعاده 13 * 15 متراً، وبجانبه يوجد مشهد أبعاده 13 * 10 متر، بداخله حُجرة مستطيلة الشكل، يتوسطها قبر بارز، يعلوه بناء مستطيل أبعاده 2.3 * 1.1 متر، وارتفاعه 60 سم، بداخله يقع الضريح، وإلى الجوار منه مسجد قديم تهدمت بعض أجزائه وتأكلت أخشاب أرضيته، ذاع صيته بسبب كتابة معظم المصحف الشريف على سقفه الخشبي، مساحة هذا الجامع 15 * 12 متراً، وبجواره جامع العارضة في بني أسد، الواقع فوق مُرتفع صخري، يُطل على المشهد، وهو مسجد صغير تم بناؤه في القرن الحادي عشر الهجري، وأبعاده 6 * 4 أمتار، تهدمت أجزاء منه.


جامع القُرانة:

أكبر وأقدم جامع بالمدينة، وهو من الجوامع العائد بنائها إلى العصر الإسلامي أي ما قبل القرن الثامن الهجري تقريباً، يقع جنوب حصن القُرانة على أرضية مستوية، مرتفعة على كرسي يُوازي ارتفاعه بوابة حصن القُرانة، تم بنائه بأحجار سميكة، ويُحيط بحنية محرابه الخارجية شريط حجري مركّن، يتخللها أحجار منخفضة مثلثة الشكل، عليه زخارف من الأحجار المنحوتة.

للجامع بابين من الجنوب، وبداخله أربعة أروقة مصفوفة بنحو 16 عموداً أسطوانياً، يعلوها عقود كبيرة نصف دائرية، تحمل سقفه الخشبي، وللأسف تم إزالة هذا السقف.

وبجوار الجامع من الجنوب بركة ماء ومرافق وغرف محصصة لسكن طلاب العلم عندما كان الجامع مقراً للمدرسة العلمية.

وتُقدّر مساحته بنحو 20 * 30 متر، وهو من الهجر العلمية العريقة في اليمن خلال التاريخ الوسيط والمعاصر.


جامع الشجعة:

يعود فضل بنائه إلى السيد العلامة أحمد بن صلاح الهادي الوشلي النعمي في العام 900 الهجري، كما أنشأ بالشجعة هجرة علمية ذاع صيتها آنذاك وتخرج منها الكثير من علماء اليمن.

الجامع مستطيل الشكل وأبعاده 15 * 12 متر، وله صُوان وسُلم خارجي وبركة واسعة، إلى جانبها صُوان مكشوف.

ومن أهم ما يٌميز هذا المعلم التاريخي الزخارف والكتابات العربية والإسلامية المُنفذة بطريقة الحفر البارز والغائر والملونة بالألوان الزيتية والمائية ناهيك عن الزخارف النباتية والأشكال الهندسية.

والشِّجعة قريةٌ عامرةٌ من بني مَجيع، على بعد 3 كم شرق مدينة المحابشة، كانت من هجر العلم المشهورة، ضبطها إبراهيم بن القاسم في "طبقات الزيدية الكبرى" بفتح الشين، لكن أهل المنطقة ينطقونها بالكسر، وترجم المرحوم القاضي إسماعيل بن علي الأكوع في كتابه "هجر العلم ومعاقله في اليمن" لـ 14 علماً من أعلامها، أكثريتهم من آل المُهلا، وفيهم مراجع دينية كبيرة.


جامع المُقدّس:

يعود تاريخ بنائه الى العصر الإسلامي، ويقع في قفلة المدينة على ارتفاع شاهق يُطل على معظم اجزائها، تم بناؤه على مساحة 12 * 15 متراً، وإلى الشرق منه تُوجد حُجرة صغيرة تتوسط بوابة حوشه الجنوبي، وبداخل الجامع عدد من الاعمدة الأسطوانية يعلوها عقود نصف دائرية تحمل سقفه الخشبي، وتتوسطه حنية المحراب وله عدد من النوافذ والأبواب الخشبية المزخرفة بالنقوش والرسومات النباتية.

 اكتسب أهمية خاصة أيام ثورة 26 سبتمبر 1962 حيث كان أحد المواقع المُستهدفة بالقصف الجوي المصري الغاشم في حادثة مروعة ذهب ضحيتها أكثر من 40 شخصاً كانوا يحتمون بداخله، وتناثرت أشلائهم في أنحاء المدينة.


جامع وهجرة قرية المُسَبَّح:

 يقع في قرية المُسَبَّح الوسطى، كانت بها خلال القرن 12 الهجري هجرة عامرة بالعلماء وطلاب العلم تحت إدارة فضيلة القاضي العلامة علي بن أحمد بن صالح بن محمد المحبشي، وبفناء الجامع من الجنوب ضريح القاضي العلامة علي بن إبراهيم بن منصور بن أحمد بن زيد، عاش خلال القرنين التاسع والعاشر للهجرة، ووفاته في العام 920 هـ.


جامع طلان النُزيلي:

تم بناؤه في مدينة المحابشة على نفقة أحد مشائخ بيت المحبشي في العهد الإسلامي، لا يزال في حالة جيدة، وهو عبارة عن مسجد صغير يتوسط جامع المقدّس من الجنوب وجامع داوود من الشمال، ويقال أن بناء جامع القُرانة بعده بنحو 200 سنة  تقريباً، وإنما اكتسب جامع القُرانة شُهرته من كونه أول جامع كبير يتم بناؤه في المدينة بالعصر الوسيط.


جامع باقُبع:

من الجوامع القديمة يقع في قرية الجرد السُفلى.


جامع دبش:

يقع جنوب الجامع المقدّس، بناه الأمير ناصر بن علي بن زيد بن نهشل المحبشي في حدود القرن العاشر وبجواره يقع منزل الأمير كما علمنا من الأهالي.


المكونات السياحية:

تتميز المحابشة بمدرجات زراعية انسيابية، تربط بصورة هرمية قمم الجبال ‏بقيعانها، في مشهد فني قلَّ نظيره، ناهيك عن ثرائها بالمعالم الأثرية والتاريخية والسياحية كالحصون والقصور والقلاع الأثرية القديمة، المتسمة في جميعها بالزخارف الفنية في المحاريب والأسقف والجدران، والعاكسة للذائقة الفنية لأبناء المنطقة عبر العصور، كما يدل على ذلك التشابه الكبير في بنيانها المستمد من الفن المعماري اليمني الأصيل، والمستخدمة فيه بصورة رئيسية مواد أولية بسيطة منها أحجار البازلت والجص والطين والاخشاب والنورة والقضاض.

برع أبناء المنطقة في بناء العديد من الحصون والقصور والجوامع والقلاع والقصيب المشتركة في معالم بنائها، والمتكونة أساساً من العقود البارزة والغائرة والمتداخلة، والزخارف والنقوش النباتية، والأشكال الهندسية المتنوعة، مطعمةً بالأحجار الموقوصة والمنهدمة والمصقولة، ذات أشكال مدببة ومنحوتة بطريقة الحفر البارز والغائر، والدعائم الأسطوانية، يعلوها عقود نصف دائرية، تحمل الأسقف الخشبية، والفصوص الحجرية المُزيِّنة العقود والنقوش والرسومات المحفورة في الجدران والأسقف والنوافد والأبواب الخشبية، والزخارف العربية والإسلامية بالخط المسند والرقعة والنسخ والكوفي، المنفذة بطريقة الحفر البارز والغائر على الجص، تُزينها ألوان مُختلفة الأفنان، ناهيك عن الاختيار الدقيق للمواقع، والتي غالباً ما تكون ذات طابع عسكري وأمني. 

يوجد بالمديرية أكثر من 215 موقع سياحي وتاريخي وأثري، تُغطي عزلها وقُراها.

وهي بحسب النوع:

20 حصن وقلعة تاريخية، 93 مبنى قديم، 16 جامع تاريخي، 5 مدفن قديم لحفظ الحبوب محفورة في قلب الصخور الجبلية، 9 برك أثرية، 30 قرية أثرية، 2 آثار، 6 مزارات دينية، 2 كهوف أثرية، 2 مدارس علمية قديمة هي الشجعة والقُرانة، 30 مكاناً وموقعاً سياحياً طبيعياً.


على مستوى العزل:

1 - عزلة المدينة 74 موقعاً:

أ - الحصون والقلاع التاريخية: القرانة، دار الشرف (قامت الدولة بهدم طوابقه العُليا وإعادة بنائها من جديد ما تسبب في تشويه طابعه المعماري التاريخي)، دار أبو فارع، براش، القاهرة، الطيار، قيهمة.

ب - المباني القديمة: قشلة شمسان القديمة، سوق مدينة المحابشة القديمة، بيت سعيد، قُزية، القفلة.

ج - الجوامع التاريخية: القرانة، شمسان "عامر"، المُقدّس، دبش، باقُبَع، الطيار، طلان النزيلي.

د - مدافن الحبوب: مدافن عامة تابعة لبيت المال/ الواجبات "قرية الجرد الأسفل"، مدافن خاصة يملكها الأهالي.

هـ - البرك الاثرية: شمسان، القطف - في العشرية الأولى من القرن الواحد والعشرين قامت الدولة بردمها.

و - المدارس الدينية القديمة: المدرسة العلمية بالقُرانة.

ز - الأماكن الطبيعية: جبل القاهرة وهو من الأماكن الجاذبة لعشاق رياضة التسلق والطيران الشراعي، الحضِن، عين المقطرة. 


2 - عزلة حجر 123 موقعاً:

أ - الحصون والقلاع التاريخية: الغماج (1250 هـ)، قصبة المشاف، قصبة دروان (1006 هـ)، قلعة حجر، قصبة الدرب جنوب المشاف، المحطور (580 هـ)، ضلعة الحدمة، الملتوية، الخلاف، ظفر، واصل، الصلقة.

ب - المباني القديمة: الرصعة، بني أسد، جبل المحبشي، المشن.

ج - الجوامع التاريخية: المشهد (720 هـ)، العارضة، الجناح، الفارسي بجبل المحبشي، شريم (يعود تاريخ بنائه إلى القرن الخامس الهجري على الأرجح)، الرصعة القديم، المحطور، مدروس بهيدة (يعود تاريخ بنائه إلى القرن التاسع الهجري على الأرجح).

د - القرى الأثرية: المحطور، هيدة المسبَّح، الجنة، بني عتب، حيد الجاهلي، حيد شمسان، القذف، الرصعة، الكاملي، دروان، المعمر، مورع، الشناظيف، الطوف والمجمع، بني ناصر، المغربة، الخطام، المحدور شرقي عقبة حجر، المدارمة بمعاينة جبل المحبشي، الحسوي، الخوامس (معلم أثري جاهلي)، المنقم، عوِّيد، المهاب، المرمادة، المثمة.

هـ - الكهوف والمغارات القديمة: بني زيد بجبل المحبشي، قلعة بني مصلح.

و - مدافن الحبوب: الصلبة، بني أسد، المحطور، جبل المحبشي.

ز - البرك الأثرية: المحفر، شريم، المرخام، الكراوي، السيد بجبل المحبشي، الحايط، القطع بجبل المحبشي، المحطور.

ح - المزارات والقبب والمشاهد الدينية: قبة أيوب يقال أنها لنبي الله أيوب عليه السلام، قبة المحطور، مشهد الشريفة زينب بنت يحيى بن حمزة (غالب الظن أنها ابنت يحيى بن حمزة شقيق الامام عبدالله بن حمزة فقد تملك وأولاد شقيقه بلاد الشرف)، مشهد الفقيه علي بن إبراهيم (القرن الحادي عشر الهجري).

ط - الأماكن الطبيعية: نبع عين المعين، عين المعاينة (جبل المحبشي)، جبل بني عتب، جبل الغماج، جبل المشاف، جبل المحطور، جبل الجاهلي، جبل المرخام، جبل حبيش، جبل المحبشي، جبل المسبَّح.

3 - عزلتي بني مُجِيع 7 مواقع والمخاويس 4 مواقع:

أ - الحصون التاريخية: جرمة.

ب - الجوامع والمدارس الدينية التاريخية: مسجد الشجعة يرجع بنائه إلى العام 1011 هـ، المدرسة العلمية بالشجعة أسسها الامام السراجي الوشلي سنة 911 هـ.

ج - القرى الأثرية: الضروب ببيت السعدي، الخراب الأحمر بالمخاويس، الهجرة، الرأس ببيت السعدي.

د - المزارات الدينية: قبة القاسمي يرجع بنائها إلى العام 842 هـ.

هـ - الأماكن الطبيعية: جبل الرأس بيت السعدي، عين موردة المخاويس، المخاويس.

4 - عزلة بني حيدان 6 مواقع:

الحصون التاريخية: صنقر، شيبان.

وزارة ‏السياحة نظراً لما تزخر به مديرية المحابشة من معالم أثرية قررت في أوائل العام 2008، إدراجها ضمن قائمة ثانية للترويج ‏السياحي العالمي ضمت 54 مقصداً سياحياً يمنياً.‏


ومن أبرز معالمها السياحية والتاريخية:


حصن القُرانة:

كتلة معمارية، تم بنائها فوق كرسي مرتفع على رأس تبه تقع جنوب وسط مدينة المحابشة، يتكون من عدة مباني وثلاثة قصور متجانسة ومتلاصقة يتراوح ارتفاعها بين ثلاثة إلى خمسة طوابق، ذات شكل رباعي ومستطيل، مُكوِنة فيما بينها لوحة فنية متكاملة تعكس حضارة اليمن القديمة في اتقان الفن المعماري المُحصن ببعضه البعض بتلاصق أبنيته الشامخة والمتناسقة، يعلوها زخارف من الأحجار المهندمة والمصقولة والمنقوشة بأحجار أخرى بارزة ومُدببة تسحر الناظر، تُزينها زخارف هندسية مُطعمة بأحجار موقوصة، وعقود داخلية مُزخرفة، تحضنها عقود خارجية أخرى، مما زادها جمالاً ورونقاً.

يتميز الحصن بموقعه وبنيانه المُشيد بالأحجار السميكة والمهندمة والصلطة، وكأنها خُطت بمنشار حديث، رغم عدم توافر الإمكانيات في الزمن القديم.

 له بابين، وبداخله مسجد صغير وسجن المديرية وعدد من المخازن الأرضية والمدافن المحفورة في قلب صخور البازلت الصماء.

حصلت فيه بعض الترميمات الإسمنتية الحديثة ما تسبب في طمس الكثير من معالمه التاريخية.

بُني في العصر الإسلامي، ودارت فيه معارك حربية طاحنة مع الأتراك أثناء الغزو الثاني لليمن.

تم استخدامه منذ القِدَم مركزاً حكومياً لإدارة المنطقة نظراً لأهميته الموقعية والإستراتيجية.


دار أبو فارع:

تقع في قفلة المدينة، يرجع بناؤها إلى ثلاثينيات القرن العشرين الميلادي، وهي مقر حكومي حالياً.


دار الشرف:

حصن مكون من طابق أرضي وأربعة طوابق فوقية، يقع في أطراف قرية الجرد جنوب مدينة المحابشة، على مرتفع جبلي تتوسطه ساحة مستوية.

يتميز بعقوده المتداخلة وأركانه الخمسة، وطابعه المعماري الأصيل.

يرجع بنائه إلى ثلاثينيات القرن العشرين الميلادي.

 كان في العهد الملكي مقراً حكومياً، وتحول في العام 1942 إلى مدرسة علمية، وفي ثمانينيات القرن العشرين تحول إلى معهد علمي تتبعه مدرسة نظامية.

خلال العدوان السعودي الاماراتي ما بعد العام 2015 تعرّض لعدة غارات تسببت في تدميره.


قلعة الفايش:

تقع على قمة جبل مرتفع في الأطراف الجنوبية لمنطقة جياح، مهدمة جُزئياً، يعود فضل بنائها إلى الأمير ناصر بن علي بن زيد بن نهشل المحبشي في القرن التاسع.


حصن دروان:

كتلة معمارية مبنية على جبل شاهق ووعر المسالك، له مدخل واحد على بوابة مرتفعة.

يقع شمال قرية بني عتب بعزلة حجر.

تم بنائه على مساحة 30*25 متراً.

يعود تاريخ إنشائه إلى العام 1006هـ، وهو من المواقع الأثرية المتميزة والذائعة الصيت.

يتكون من مبنى مربع الشكل - برج - مرتفع البناء، يُطل على جميع المناطق الواقعة تحته من جميع الاتجاهات والطرق، وبجواره برج دفاعي أسطواني الشكل، أُقيم على صخرة كبيرة ومرتفعة عن مستوى سطح الأرض المجاورة التي يقع عليها الموقع كاملاً، مبني من عدة طوابق، وبركة محفورة في بطن صخور البازلت، وعدة أبراج دفاعية تُحيط بالحصن وسوره الخارجي المقام على حافة قمة الجبل المتعرجة، ما يُؤكد أهميته الحربية، ومن المحتمل أن النار كانت تُشعل من الأبراج للتنبيه من الأخطار.

يربط الموقع من الخارج عدة سلالم درجية مُتعرجة ومُتداخلة بالسور أُفقياً إلى البرج المُحاط بذلك السور.


حصن الخلاف:

يقع على قمة جبل شاهق يعلو كل المواقع الأخرى، مربع الشكل، تم بناؤه في العصر الإسلامي، وهو من المواقع العسكرية المهمة، وأحد أبرز النماذج الأثرية الضخمة الزاخرة بها المديرية.

يضم عدة طوابق، وحوش واسع، وسور كبير، ارتفاعه نحو 10 أمتار، مبني على حافة الجبل، تتخلله عدة فتحات ومزاغل دفاعية تطل على كافة الاتجاهات والأودية في عزلة حجر وغيرها من العزل المجاورة، وخارج السور من الجنوب عدة مباني، يليها غرباً مسجد صغير وبركة ماء، وأسفل الموقع مبنى كبير لم يتبقَ منه سوى طابق واحد، مبني بأحجار كبيرة، حجمها يتراوح بين نصف متر ومتر، يُسمى بيت الجبل، وعدد كبير من مدافن الحبوب وماجلين للمياه.


حصن الغماج:

يتكون من خمسة طوابق، لا يزال بحالة جيدة، يعود تريخه إلى العصر الإسلامي، تم بنائه على قمة جبل الحصن المُطل على مُعظم وسط المديرية.

 يتميز بطابعه المعماري، لا يكاد يخلو من الأحجار المستديرة، وبداخله عدد من الأواني المُستخدمة قديماً كالمطحن والمرهى والملكد والمدقة.


حصن ضلعة الحدمة:

كتلة معمارية تقع على قمة جبل الحدمة المطل على وادي شريف شمالاً وعقبة حجر جنوباً، وبجواره توجد عدة حصون حجرية سميكة بألوان مائلة إلى الصفرة.


حصن الملتوية:

بقايا أساسات لعدد من القلاع المرتفعة، بها آثار لمدرجات وسلالم بدائية على بعد 200 متر، يقع غرب حصن الضلعة على قمة عالية ووعرة المسالك.


حصن جرمة:

بقايا حصون ومباني على قمة جبل يعلو جرف عظيم، يقع في قرية الغربي الأعلى على أطراف عزلة بني مُجيع.


حصن ظفر:

بقايا لحصن منيع تم بنائه على سفح جبل ظفر المتمركز على وادي الهرناعة ووادي بني ذيب، محصّن بحوش منيع، بداخله مسجد وبركة ماء مبطنة بالقضاض لا زالت في حالة شبه جيدة، وهو من معالم عزلة حجر.


حصن الصلقة:

كتلة معمارية متناثرة، مبنية من الأحجار الصلطة المكورة، يُحيط به حوش مهدّم، يقع جنوب مدينة المحابشة على مرتفع صخري يتوسط أراضي الصلقة المستوية، ويُسمى بمحدور الصلقة.


حصن سنقر:

أساسات لحصن قديم بُني منذ مئات السنين، يقع على قمة جبل في أعلى بني حيدان، وبه برك ومواجل ومدافن.


حصن شيبان:

أساسات لحصن قديم ببني حيدان، يقع على ربوة قديمة، تُحيط به المدافن المنحوتة في الصخر، ويتمركز على أودية وطرق العزلة منها الوادي الغربي.


حصن الجوانة:

 يقع على صخرة منحدرة ببني حيدان يحده من الشرق سنقر ومن الغرب صرفة.


سمسرة المربخة:

بناية كبيرة، لها مدخل واحد يتسع لجملين مع حمولتهما، وبداخلها صوان يستع لأكثر من 30 جملاً محملة، تقع في وسط عقبة عزلة حجر، وهي من المواقع الأثرية الجاهلية، كانت تُستخدم محطة استراحة - ترانزيت - على طرق قوافل التجارة القديمة الآتية من مكة، خصوصاً في عهد الملك حجر بن الحارث - أكل المرار - قبل مغادرته موطنه الأصلي بعزلة حجر، والمَّارة آنذاك بمديريات المحابشة والمغربة وغيرها من المديريات المرتبطة بوادي حوصان.

لا زالت إلى يومنا بحالة جيدة كما يذكر مدير آثار المحابشة الصديق الأستاذ "علي بن حسين الحجري"، وهو المصدر الأساسي لمعلوماتنا عن نحو 80 % من المواقع التاريخية بالمديرية، فله كل التحية على جهوده الجبارة في تتبع ورصد تلك المواقع.


قاهرة المحابشة: 

هضبة هرمية، تقع على رأس جبل القاهرة المطل على مدينة المحابشة من الغرب، ارتفاعها نحو 2000 متر عن سطح البحر، وهي من ‏المواقع الإستراتيجية المطلة على أكثر من منطقة، تم اتخذاها منذ القِدَم ‏مركزاً وبرجاً للرقابة العسكرية، نظراً لعلوها الشاهق، وموقعها الهام، وهي وفقاً للخبراء ‏الرياضيين من أنسب المناطق لهُواة ممارسة رياضة الطيران ‏الشراعي، وهُواة التسلق.‏


شلال المعين:

عين ماء، تخرج من أسفل الجبل، وتصب مُباشرة في حوض واسع يقع أسفل منه، يوجد به نوع من الأسماك الصغيرة والأشجار الكبيرة والكثيفة، يتراوح ارتفاعها بين 15 - 20 متراً، كأشجار القاع والذرح.


كهف الامام بالشعب:

جرف صخري كبير، مكون طبيعياً، بين طبقتين من الصخور الرسوبية، كان به نبع ماء، يقع تحت قرية الشجعة.

اكتسب أهميته وصيته من اتخاذه ملجأ للإمام البدر محمد بن أحمد بن يحيى حميدالدين أثناء فراره من اليمن إلى السعودية عقب اندلاع ثورة 26 سبتمبر 1962.


قرية جبل المحبشي:

قرية وعزلة تقع جنوب مدينة المحابشة بمحافظة حجة، تنسب للشيخ نهشل المحبشي أحد أعلام في القرن الثامن الهجري، وكانت مقراً للشيخ الأجل أحمد بن ناصر المحبشي أحد أعيان أواخر القرن العاشر الهجري، زخر تاريخها بالعشرات من العلماء والقضاة والقادة والساسة والمشائخ والحكماء.

وهي الجامعة لبيت المحبشي، ومنها تفرق أجدادهم في حدود القرون "9 - 11" الميلادية، فمنهم من توطن شهارة والأهنوم والمدان ومعمرة وحبور وزيلة المحبشي وكحلان عفار، ومنهم من توطن بعض مناطق السالمين بجبلة إب، ومنهم من توطن خولان الطيال وسنحان بمحافظة صنعاء، ومنهم من توطن بعض مناطق المجهل بعنس ذمار، ومنهم من توطن معزبة يهر يافع بلحج، ..، وذكر المرحوم القاضي إسماعيل بن علي الأكوع في كتابه "هجر العلم ومعاقله في اليمن" 32 علم من أعلامهم، كما ترجم المؤرخ إبراهيم المقحفي لأكثر من 20 علماً من أعلامهم، ولنا بحث مبسوط ترجمنا فيه لأكثر من 90 علماً من أعلامهم.

يبلغ تعداد سكانها 1705 نسمة حسب تعداد اليمن لعام 2004؛ الذكور 892؛ والإناث 813؛ وعدد الأسر 223؛ عدد المساكن 134 بحسب إحصاء عام 2004.

وهي قرية صغيرة قديمة، تمتاز بطابعها المعماري، حيث البيوت والحصون المتتابعة والمتراصة على شكل سلسلة، تقع على قمة جبل صخري، مكونة فيما بينها صورة فنية غاية في الجمال والإبداع، تشبه إلى حد كبير جناحي طائر محلِّق فوق سماء مدينة المحابشة من الجهة الجنوبية.

وبسب هذه الميزة الفريدة اتخذها المصريين أثناء ثورة 26 سبتمبر 1962، مقراً عسكرياً.

يوجد بها الكثير من المدافن الأرضية المحفورة في الصخور الرسوبية على شكل غُرف متداخلة كانت تُستخدم لتخزين الحبوب؛ وكهف أو حود - التسمية المحلية - "بني زيد"، وهو جُرف أرضي غائر؛ له منفذان، الأول يقع في وسط القرية والثاني يقع فوق منطقة تُسمى الهرناعة الواقعة نهاية وادي نخبان إلى الجنوب من جبل المحبشي، على امتداد نحو 500 متر، وبداخله العديد من البرك والغرف والتماثيل القديمة والمنزلقات الغائرة تحت الأرض بأعماق تتراوح بين 25 - 50 متر، ذات تفرعات متاهية؛ ومن الشائعات المتداولة بين الأهالي أنه كان قرية عامرة لجماعة بشرية جحدوا نعمتهم فخسف الله بهم الأرض ليكونوا عبرة لغيرهم من الأمم؛ والراجح أنه تكوين طبيعي.

ويوجد بها مسجد أثري يُعتقد بأنه يعود الى القرن الخامس الهجري يُسمى مسجد الفارسي، وخرائب مندثرة لقُرى عامرة تعود للعصر الوسيط بمنطقة المدارمة وبركة أثرية تعود للقرن الحادي عشر الهجري تسمى بركة السيد.

ويُشكل بيت المحبشي نحو 85 % من سكانها، والبقية من بيوت: آل المحطوري، آل المدومي، آل المعمري، آل أبو هادي، آل الشيبة، آل شرجة، آل الشمري، آل الرحبي، آل الأهنومي.


قرية شريم:

أطلال وخرائب مُهدّمة باستثناء جامعها الكبير المبني على مساحة 90 * 50 متراً، فوق هضبة صخرية مرتفعة ومنحدرة، تضم عدة مباني وجامع كبير وثلاثة مساجد صغيرة قديمة موزعة على امتداد الموقع.

تقع على قمة جبل شريم المطل على وادي حوصان، ويرجع تاريخ انشائها إلى عهد الدولة الإسماعيلية - القرامطة - وللإمام عبدالله بن حمزة الكثير من المعارك الطاحنة معهم فيها.


قرية وحصن المحطور:

أطلال مندثرة، بها حصن المحطور التاريخي والأكثر شُهرة بالمنطقة، يقع على جبل المحطور المطل على معظم مناطق عُزلة حجر، ولا زالت هناك بعض الشواهد الأثرية الدالة على أهميته كبقايا الأسوار والأبراج الحربية والمساجد والأضرحة والمقابر والبرك والمخازن الأرضية، وهو من الحصون المنيعة في قمة شاهقة ووعرة المسالك والطرق، يتكون من ساحة واسعة غير مستوية تضم عدد من المباني الحربية والدينية المهدّمة، يُحيط بها سور خارجي ضخم، تتخلله مباني وأبراج دفاعية ونوبات مراقبة ومتاريس حماية ونوافذ ومزاغل رماية وفتحات واسعة لقذف الأحجار الكبيرة على من يحاول التسلق أو التسلل، وبالشمال الغربي منه مدخل يؤدي إلى ساحته الواسعة وعدد من المباني والمرافق. 

يرجع تاريخ انشائها إلى القرن السادس الهجري.


قرية شرق الخراب وحصن واصل:

اطلال مندثرة يقع بها حصن "واصل الحماري"، على قمة تُطل على أراضي كمة شرقاً ووادي اليماني جنوباً وسمايج غرباً، بها عدد من البرك ومخازن الحبوب، ولها سور عظيم.

يرجع تاريخ انشائها إلى العصر الإسلامي، كان يسكنها كما يحكي الأهالي قومٌ ظالمون يحكمهم ملكٌ ظالم غشوم يُسمّى "واصل الحماري"، أهلكهم الله بتسليط بعض دواب الأرض، والراجح أنها دُمرِّت أثناء تطهير سلسلة جبال الشرفين من القرامطة.


خراب الشناظيف:

عدة مباني مندثرة، مشيّدة بجنب بعضها البعض، حولها برك ماء، وفي الغرب جامع صغير مهدّم جُزيئاً وعدد من مدافن الحبوب.

يقع على مُرتفع جبلي، أرضيته صخرية غير مستوية.


خراب الرصعة:

بقايا مباني مندثرة على أرضية منحدرة ومرتفعة، يحيط بها سور، به عدة فتحات للرقابة العسكرية، يضم ساحة كبيرة بها عدد من البرك.


خراب الحسوي:

بقايا أساسات لمباني مهدّمة، يحيط بها سور اندثر معظمه، له مدخل جنوبي، وبجواره بركة واسعة، وهو من الآثار القديمة التي ذكرها الحيمي في كتابه تحقيق من عرف في رحلة بلاد الشرف.


خراب مورع:

كتلة معمارية ضخمة مبنية على مرتفع جبل مورع المطل على أراضي زراعية وأودية.

تضم عدة مباني مُتناسقة، يمثل موقعها فن وروعة البناء المعماري اليمني الأصيل، وهو مُحصّن بموقعه المرتفع، له ممرات سرية وسور ضخم ويضم عدد كبير من البرك والمدافن والمواجل والمساجد، ناهيك عن مناظرته لكافة قمم المديرية، ويعلو بيت الجار الكائن تحت الموقع في الوسط بين خراب المورع وخراب عويد، وهو عبارة عن حصن يتوسط حوش اندثرت معظم أجزائه وحوله عدد من المواجل.


خراب عويد:

من معالم عزلة حجر، يقع على مرتفع سطح قمة جبل يوازي ارتفاعه جبل المورع شمالاً وجبل دروان جنوباً، ويضم عدة أساسات لمباني وحصون وأحواش ومواجل ومدافن حبوب وبرك، أهمها بركة "الشعيف"، الواقعة بجنوب الخراب على مساحة 20*15 متر، وسُمك 20متر، مُبطنة بالقضاض القديم، ولها سُلم واحد مهدّم جُزئياً.


خراب المهاب:

أساسات لعدة حصون مندثرة وبركة ومخازن حبوب تم بائها على قمة هضبة ارتفاعها 850 متر، وفي الأسفل منه مسجد صغير جداً مبني بصورة فنية غاية في الروعة والجمال وعدد أخر من المساجد والبرك.


خراب المثمة:

كتلة معمارية تقع على قمة هضبة مرتفعة تُطل على منطقة المرخام، يتوسطها مسجد صغير أُقيم على حافة بركة، وبها عدد من البرك ومدافن الحبوب.


خراب المرمادة:

أساسات مندثرة لخمسة حصون ومسجد صغير وبركة محفورة في صخرة صماء سُداسية الشكل وعدد من مخازن الحبوب، تقع بعزلة حجر.


خراب الخوامس:

كتلة معمارية مكونة من مباني مهدمة ومتناثرة وشوارع مرتفعة حولها عدد من البرك ومدافن الحبوب والأحواش والأحراش، تقع على سفح جبل زحيم بعزلة حجر، في أطراف المديرية، وتطل على وادي سُحين شرقاً وشعب الحج والوقاير غرباً، وهو من المعالم الأثرية الجاهلية.


خراب المحاجن "الطوف":

كتلة معمارية ممتدة على قمة الجبل تضم عدة مباني وأحواش وأحراش وسراديب وممرات مخفية ومخازن حبوب وبركة، يُطل على وادي العربي غرباً ووادي السايل شرقاً، وهو من المعالم الأثرية العائدة إلى عصور الجاهلية القديمة.

 يقع تحت قرية الشجعة من جهة الشرق.


خراب الضولع:

حصن كبير مسور يضم بداخله عدد أخر من الحصون، يقع بعزلة حجر أسفل جبل الضولع.


خراب الراس:

يقع بقرية بيت السعدي، من أعمال عُزلة بني مجيع، على قمة جبل راس، يضم مسجد قديم وعدة أساسات لحصون ومباني وأسوار وسلالم وبرك.


خراب بيت الحجري:

عدد من المباني القديمة الخربة قائمة على أرضية غير مستوية تقع فوق وادي السايل.


خراب قاهر حجر:

عدة أساسات لمباني وبرك ماء تقع تحت موقع عويد غرباً فوق هضبة قاهر المطلة على وادي خفات والخمالي والشوامي، وسُمي بقاهر بسبب أهميته الموقعية القاهرة للخصم عسكرياً.


خراب الدر:

أساسات لمباني معظمها اسطوانية الشكل - تُسمى قِصِيب بلهجة أبناء المنطقة - مبنية بأحجام سميكة مهندمة شبه مستديرة، يقع تحت في أطراف قرية بيت المغربي شرقاً، وتقع هذه القرية شرق مدينة المحابشة.


خراب قلعة براش:

بقايا أساسات لقلعة تعود إلى ما قبل الإسلام، ربما لعهد دولة حمير، فحجم الأحجار الكبيرة تُؤكد بأنها قديمة حيث ارتفاعها يتراوح بين متر ومتر ونصف.  


خراب بني حيدان:

موقع متناثر مُطل على معظم أراضي بني حيدان وأجزاء من أراضي مديرية أفلح اليمن.


خراب المعمر:

يعلو خراب دروان من الجنوب بشيئ بسيط وإلى الشمال من حصن الخلاف، يقال أن به سجن القلعة في العصور القديمة.

يتميز بوجود عدة قطع فخارية يعود تاريخها إلى العصر الجاهلي، وممر سري تحت الأرض بنحو 20 متراً.


خراب المدارمة:

بقايا أساسات لقرية مندثرة يعود تاريخها إلى العصر الإسلامي، تقع غرب قرية جبل المحبشي، وبأسفلها من جهة الجنوب الشرقي بمنطقة المعاينة مسجد صغير قديم مُهدّم باستثناء جدرانه، ومصرف ماء يمر من تحته، وعين ماء لها مصارف إلى عدة جهات تُسمى "المعاينة"، مائها عذب وبها أسماك صغيرة.


خراب مدرُوس:

بقايا أساسات لقرية مندثرة يعود تاريخها إلى العصر الإسلامي، تقع في الأطراف الجنوبية لقرية جبل المُسَبَّح، وبه مسجد متوسط مبني على حافة الجبل لازالت حالته جيدة.

وجامع مدروس من الجوامع التاريخية، يُقال أن الامام القاسم بن محمد توارى فيه من الاتراك، وكان قد دعى لنفسه نحو العام 1007 هـ من بلدة الشاهل بالشرفين، وله أربع وقفات تاريخية ضد الاحتلال العثماني الأول، تُوّجت بإجلائهم من اليمن، ومما يُحكى أن الأتراك حاولوا ضرب الرمل لمعرفة مكان اختبائه، وفي كل مرة يُظهر لهم المندل وجوده في مكان تحته ماء وفوقه سماء، فقط، دون معرفة المكان.

 يقع المسجد جنوب قرية بني سُمِي/ بضم السين وكسر الميم/ المعروفة أيضا بقرية المسبَّح/ بتشديد الباء المفتوحة/ السفلى، وهو على حافة حيد/ جبل، بالأسفل منه عين ماء جارية، تحيط به خرائب لقرى اندثرت، غالب الظن خلال حروب الامام عبدالله بن حمزة ضد المطرّفية وحروب بنيه وأخيه يحيى بن حمزة نحو نهاية المئة الخامسة وبداية المئة السادسة للهجرة.

يعود تاريخ بنائه على الأرجح إلى المئة الرابعة للهجرة خلال فترة دولة آل الحجوري ببني جل نحو العام 450 هـ


خراب الجذلة:

بقايا أساسات لقرية مندثرة يعود تاريخاها إلى العصر الإسلامي، تقع بالأطراف الشمالية لمدينة المحابشة.


بركة شمسان:

يعود تاريخها إلى القرن التاسع الهجري تقريباً، بنتها الأميرة شمس المحبشي، وهي بركة واسعة تقع غرب ساحة مدينة شمسان.


المراجع:

1 ـ أحمد محمد الشامي، تاريخ اليمن الفكري في العصر العباسي، السفر الأول، دار النفائس - بيروت، الطبعة الأولى 1987، ص 92. 

2 - أحمد القرشي، حجة ذاكرة النضال والتاريخ والجمال، مجلة النور، العدد 147، اكتوبر 2003، ص 22.

وكذا: حجة عالقة بين أكثر من صِفر، صحيفة المصدر، 26 فبراير 2008.

3 - الأديبة والإعلامية بشرى عبدالرحمن الغيلي.

4 - الدكتور خالد طه الخالد.

5 - أرشيف الباحث زيد يحيى المحبشي.

6 - عادل العريقي، المحابشة لؤلؤة الشرفين، صحيفة الجمهورية، 11 يناير 2009.

7 - الناشط الحقوقي والباحث عدنان عبدالرحمن الغيلي.

8- علي بن حسين الحجري - مدير مكتب الأثار بمديرية المحابشة، تقرير يرصد المعالم الأثرية في مديرية المحابشة، 29 مارس 2008.

9 - محمد الدعيس، المحابشة: مناطق أثرية وسياحية ومدرجات زراعية بأشكال هندسية، صحيفة الثورة، العدد 14124، 14 يوليو 2003.

10 - محمد محمد العرشي، مديرية المحابشة: قمم تعانق السماء وهضاب يلفها السحر والجمال، صحيفة الثورة، العدد (18277)، 4 ديسمبر 2014.

11 - محمد سالم مغرسي، المحابشه قات وحلويات وجنابي وقمريات، صحيفة الجمهورية، العدد 42751، 16 يونيو 2007.

12 - الجهاز المركزي للإحصاء.

13 - الدليل الشامل - محافظة حجه - مديرية المحابشة - عزلة بني مجيع.

www.yemenna.com

14 - المركز الوطني للمعلومات باليمن.

الأحد، 30 مايو 2021

المسجد الفارسي بقرية جبل المحبشي

المسجد الفارسي من الداخل بعد ترميمه، كتب الله أجر الأخوة الذين عملوا على اخراجه بهذه الحلة الرائعة دون الإضرار بزخرفته القديمة .. وهو أحد مساجد قرية جبل المحبشي التاريخية في محافظة حجة، ولا نعلم سبب تسميته بالفارسي حتى الآن، ومن المرجح بنائه في القرن الخامس الهجري، طوله 3.8 متر وعرضه بنفس المسافة وارتفاعه  نحو 3 أمتار