فقيه مجتهد، عالم رباني، مرشد، مفتي.
مولده بالشاهل من أعمال محافظة حجة في العام 1351 هـ، الموافق 1932، ووفاته بمدينة شمسان من أعمال مديرية المحابشة، في يوم الجمعة 26 ربيع الثاني 1421 هـ، الموافق 28 يوليو 2000.
من أعلام بلاد الشرف المشتهرين بالزهد، والورع، والتقوى، والعزوف عن دنيا الناس الفانية.
قضى حياته مُتنقلاً بين بيته ومسجده، فحُمدت سيرته، وأحبه الناس بمختلف توجهاتهم.
تُوفي والده وهو لا يزال في العاشرة من عمره، فتكفّلت والدته الفاضلة بتربيته وتعليمه.
التحصيل العلمي:
أخذ العلوم الدينية عن كوكبة من علماء المدرسة العلمية بالمحابشة.
السجل الوظيفي:
زهد في دنيا الناس الفانية، ولم يتولى أي منصب حكومي.
كرّس حياته للعبادة والإصلاح بين الناس والوعظ والإرشاد والإفتاء وتدريس العلوم الشرعية، ورحل عن هذه الدنيا الفانية مزفوفاً بحب الناس ودموعهم ودعائه، وثنائهم، وصارت سيرته العطرة حديث المجالس في تلك البلاد.
أدى فريضة الحج 41 مرة، وكان أكثر حنيناً لبيت الله الحرام من حنين الطفل لأمه.
قالوا عنه:
رثاه القاضي الأديب عبدالوهاب بن يحيى بن عبدالله المحبشي، بقصيدة مطولة:
أتدري من تضمّنه الضريحُ .. وبات وفوق جُثته صفيحُ
ومن ترك القلوب عليه ثكلى .. ودمعَ عيون شيعته يسيحُ
ألاَ يا دهرُ ما أخفيت عنّا .. بِعلمِ الغيبِ مالك لا تبيحُ
تُفاجئنا بأحداثٍ جِسامٍ .. لها ينهّدُ بُنيانٌ صحيحُ
أتأخذُ فجأةً منّا شريفاً .. به من أحمد المختارِ ريحُ
ضحوكَ السِنِ مُبتسمَ المُحيا .. عليٌ فوق جبهته يلوحُ
أيَا شمسانُ قد فارقتِ طوداً .. من الأخلاقِ إذ تركته رُوحُ
ومن في كلِّ عامٍ كان يأوي .. وريحُ الركن في يده تفوحُ
ومن للزُهدِ كان أجلُّ كهفٍ .. كأن الدار حلَّ بها المسيحُ
رضينا بالقضاءِ فلا اعتراضٌ .. على الباري ولو ضاق الفسيحُ
نعم ! قد غار في الشرفين نجمٌ .. ومات السيِّدُ السّنَدُ الفصيحُ
محمدٌ بن يحيى كيف تمضي .. ويبقى بعدك الزمنُ القبيحُ
نُؤَمِّل منه مثلك هل سيأتي .. بمثلك سيِّدي زمنٌ شحيحُ
عجبتُ ونحنُ في زمنٍ، رديءٍ .. نريد به البقاءَ لمن يروحُ
وأمَّا كالفصيحِ فلا حياةٌ .. سوى الأخرى ففيها يستريحُ
يَعِزُّ فِرَاقُه في كلِّ قلبٍ .. وعينٍ من تلَهُّفِها تنوحُ
أَبَا يحيى عليك سلامُ ربي .. ورحمته على أنّي جَريحُ
قصرتُ الشعر بعدك في رِثاءٍ .. فلا غَزَلٌ يُقال ولا مديحُ
نُعزَّى فيك أن خلّفت فينا .. شباباً كلُّ شَأنِهِمُ مليحُ
وأنّا عن قليلٍ سوف نغدو .. إلى حُفرٍ بها كلٌّ طريحُ
ويا آل الفصيح لكم عزاءٌ .. من الأعماقِ من ألمٍ يصيحُ
فعظّم أجركم ربي وقوّى .. قلوبَكُمُ لتلتئمَ الجروحُ
ويا ربَّ الفصيح أنِلهُ دَاراً .. يجاوره النبيُّ بها ونوحُ
أولاده:
علي، يحيى، أحمد، عبدالمجيد، إبراهيم.