الإهداء: إلى محبي القاضي العلامة / صلاح بن أحمد فليته رحمه الله
بقلم الأديب // عبد الوهاب يحيى المحبشي
الجمعة , 6 يونيو 2008
تهاوت نجومٌ فرقداً بعد فرقد .. فأظلم ليلٌ ما القطا فيه يهتدي
لمن تذخر الأَبياتَ إن ما عمرتَها .. بذكر الأُلى هم كلُّ مجدٍ وسؤددِ
ومن سوف يبكي الشعرُ إن ما بكى على .. رجالٍ لهم تُعزى الكرامات عن يدِ
فعَدِّ عن الأخبارِ إلا إذا روَت .. أحاديث دينٍ أو هُداةٍ فَعدِّدِ
أثِر كلَّ يومٍ في مُصَابٍ قصيدةً .. وإرثِ ونُح في كلِّ نَعيٍ وأنشِدِ
وحَرِّك شجونَ النفس بالشِّعِر عَلَّها .. تُحسُّ بحجم الفقدِ حينَ التفقُدِ
وقُل شعرك المملوءَ حُزناً وغُصةً .. فثنِّى به الأحزانَ فينا وجَدِّدِ
وعَزِّ به في كل شهرٍ محمداً .. وعترتَه نفسي فداءُ محمدِ
ولِم لا ونهجُ الآلِ تهوي نجُومه .. تِباعاً كعاداتِ النجوم بموعدِ
لنا كُلُّ حينٍ عَبرةٌ بعدَ راحلٍ .. قضى عمره كالنهرِ في جانِبِ الصَّدِي
وبَثَّ الهدى في كل شرقً ومغربٍ .. فأمسى بها العَذليُّ نفسَ الموحِّدِ
وأحيا كتابَ الله في كلِّ بلدةٍ .. وأسَّسَ فيها الدرسَ في خير مُسندِ
وعَمَّرها بالعلم والدين والتقى .. على نهجِ زيدٍ لا يَزيد بن مِزيدِ
وفارقها والناسُ فيها قلوبهم .. فؤادُ أَمِّ موسى فارِغاً إثر مولدِ
وحُقَّ لأرضٍ أقفَرت بعد عالمٍ .. إذا استوحش الأدنَونَ فيها لأَبعَدِ
فكيف إذا مالأمسُ أودى بعالمٍ .. وذا يومُ ثانٍ مَن سنرجوه في غدِ
وأيُّ بلادً سوف تحلو لأهلِها .. وتحيا على ليلٍ من الجهل أسودِ
وأيُّ ديارٍ سوفَ تَسلو مُصَابها .. إذا ما أُصيبت في صلاحِ بنِ أحمدِ
وقد غادر الدنيا وخلاَّ لأهلِها .. مقاماً سيبقى شاهداً بالتجددِ
وخلَّفَ في سيفِ المحبين ثلمه .. وإن كان أمسى اليوم في صدقِ مقعدِ
سلوا عنه آل المصطفى فهو منهُمُ .. كسلمانِ من آلِ النبيِّ محمد
سلوا عنه مجد الدين أستاذه الذي .. على نهجه ربَّاهُ خير مجدد
سلوا عنه أعداءَ الهدى كم تبرموا .. وقد رَدَّ منهم كل عاتٍ ومعتدي
وقد رَدَّ عَن مجد الهدى كل مُدبرٍ .. وكسَّرَ رأس النصَّب في خير مشهدِ
وكم سطَّرت أقلامُه من معارفٍ .. لها في الطُّلا وقعُ الحُسَامِ المهندِ
وكم من قلوبٍ حينَ أودى تأوهَت .. وما نفثةُ المصدورِ إلا التنَهُدِ
يدل على مقدار أمثالِه الورى .. على كثرتيهم من هُواةٍ وحُسَّدِ
سيبقى صلاحٌ في القلوبِ صلاحُها .. ويبقى صلاحٌ في شجا كل مفُسِدِ
ويبقى صلاحٌ مقتدانا بِحُبِّه .. فقل لِمحبٍّ بالمحبين فاقتدي
إلى رحمةِ الباري ورضوانه مضى .. به يومُه يارحمةَ الله أسعِدي
..........
بقلم الأديب // عبد الوهاب يحيى المحبشي
الجمعة , 6 يونيو 2008
تهاوت نجومٌ فرقداً بعد فرقد .. فأظلم ليلٌ ما القطا فيه يهتدي
لمن تذخر الأَبياتَ إن ما عمرتَها .. بذكر الأُلى هم كلُّ مجدٍ وسؤددِ
ومن سوف يبكي الشعرُ إن ما بكى على .. رجالٍ لهم تُعزى الكرامات عن يدِ
فعَدِّ عن الأخبارِ إلا إذا روَت .. أحاديث دينٍ أو هُداةٍ فَعدِّدِ
أثِر كلَّ يومٍ في مُصَابٍ قصيدةً .. وإرثِ ونُح في كلِّ نَعيٍ وأنشِدِ
وحَرِّك شجونَ النفس بالشِّعِر عَلَّها .. تُحسُّ بحجم الفقدِ حينَ التفقُدِ
وقُل شعرك المملوءَ حُزناً وغُصةً .. فثنِّى به الأحزانَ فينا وجَدِّدِ
وعَزِّ به في كل شهرٍ محمداً .. وعترتَه نفسي فداءُ محمدِ
ولِم لا ونهجُ الآلِ تهوي نجُومه .. تِباعاً كعاداتِ النجوم بموعدِ
لنا كُلُّ حينٍ عَبرةٌ بعدَ راحلٍ .. قضى عمره كالنهرِ في جانِبِ الصَّدِي
وبَثَّ الهدى في كل شرقً ومغربٍ .. فأمسى بها العَذليُّ نفسَ الموحِّدِ
وأحيا كتابَ الله في كلِّ بلدةٍ .. وأسَّسَ فيها الدرسَ في خير مُسندِ
وعَمَّرها بالعلم والدين والتقى .. على نهجِ زيدٍ لا يَزيد بن مِزيدِ
وفارقها والناسُ فيها قلوبهم .. فؤادُ أَمِّ موسى فارِغاً إثر مولدِ
وحُقَّ لأرضٍ أقفَرت بعد عالمٍ .. إذا استوحش الأدنَونَ فيها لأَبعَدِ
فكيف إذا مالأمسُ أودى بعالمٍ .. وذا يومُ ثانٍ مَن سنرجوه في غدِ
وأيُّ بلادً سوف تحلو لأهلِها .. وتحيا على ليلٍ من الجهل أسودِ
وأيُّ ديارٍ سوفَ تَسلو مُصَابها .. إذا ما أُصيبت في صلاحِ بنِ أحمدِ
وقد غادر الدنيا وخلاَّ لأهلِها .. مقاماً سيبقى شاهداً بالتجددِ
وخلَّفَ في سيفِ المحبين ثلمه .. وإن كان أمسى اليوم في صدقِ مقعدِ
سلوا عنه آل المصطفى فهو منهُمُ .. كسلمانِ من آلِ النبيِّ محمد
سلوا عنه مجد الدين أستاذه الذي .. على نهجه ربَّاهُ خير مجدد
سلوا عنه أعداءَ الهدى كم تبرموا .. وقد رَدَّ منهم كل عاتٍ ومعتدي
وقد رَدَّ عَن مجد الهدى كل مُدبرٍ .. وكسَّرَ رأس النصَّب في خير مشهدِ
وكم سطَّرت أقلامُه من معارفٍ .. لها في الطُّلا وقعُ الحُسَامِ المهندِ
وكم من قلوبٍ حينَ أودى تأوهَت .. وما نفثةُ المصدورِ إلا التنَهُدِ
يدل على مقدار أمثالِه الورى .. على كثرتيهم من هُواةٍ وحُسَّدِ
سيبقى صلاحٌ في القلوبِ صلاحُها .. ويبقى صلاحٌ في شجا كل مفُسِدِ
ويبقى صلاحٌ مقتدانا بِحُبِّه .. فقل لِمحبٍّ بالمحبين فاقتدي
إلى رحمةِ الباري ورضوانه مضى .. به يومُه يارحمةَ الله أسعِدي
..........
يا قبرُ وسِعتَ بحر سماحِ .. وضممت فيك مُريشَ كُلِّ جَناحِ
وغدى الثرى طبقاً على الجبل الذي .. عِلماً آناف على ذُرىً وبِطاحِ
هذا صلاحُ الدين فيك وروحُه .. حيٌ هناك بِعَالمِ الأرواحِ
قد كان حِصناً للهدى ومُواسِياً .. للآل في فَرحٍ وفي أتراحِ
ما مات من أنظارُهُ تُروى ومن .. طُلابُه في الناسِ نورُ صباحِ
هذا الفداءُ وذا الهُدى من بَعده .. أثرٌ لسابقِ هِمّةٍ وكِفاحِ
يا راحلاً كَلَمَ القلوبَ على الذي .. تشكوه جوراً من طرِّي جِراحِ
أخفيتَ قُربَك في الحياةِ تقرُباً .. فدنوت في الآخرى لأقرب ساحِ
فعليك ما زالت سحائِبُ رحمةٍ .. تغشى ثراك بغُدوةٍ ورواحِ
والى جوار المصطفى ووصيه .. فانزل بمنزل قُربةٍ وفِساحِ
صلى الإله عَلَيِّكُمُ وضريحه .. أرِّخ عليه "وغار نجمُ
صلاحِ"