بقلم زيد يحيى المحبشي
الإثنين 07 نيسان/أبريل 2014
المتابع للقراءات الأميركية والغربية المتعلقة بمسارات الربيع العربي المغدور (2011 - 2013) يجد أنها وبلا استثناء تصب في خانة واحدة هي: وجود رغبة جامحة وطموح وتطلع أميركي غربي غير مسبوق بإمتداد رياح الربيع المغدور وتحديدا بعد النجاح في اقتلاع نظامي بن علي ومبارك لتشمل دائرة أوسع وأهم هي الاطاحة بنظام الأسد والذي من شأنه حال تحققه زلزلة الأرض تحت أقدام حزب الله بلبنان وأبو مازن وحماس بالضفة والقطاع على التوالي وبالتالي فتح أبواب المشرق العربي على مصراعيها أمام العراف الأميركي والعطار الغربي لإنجاز عدة أهداف قديمة متجددة بضربة واحدة أهمها:
1 – خلق سياسة جديدة بالمشرق العربي فيها نوع من اعادة التوازن تمهد الطريق أمام مشروع الشرق الأوسط الجديد / الكبير بعد الفشل الذريع الذي مُني به على يد المقاومة في لبنان وفلسطين المحتلة عام 2006 وما بعده بالتوازي مع فشل التدخل الأميركي المباشر في العراق وأفغانستان والذي انطوى معه المشروع الأميركي ليعود مجدداً من الداخل العربي وعلى ظهر الربيع المغدور بعد نجاح أميركا ومن ورائها الغرب والدول والقنوات العربية المسبحة بحمدها في تطويع الربيع وادخاله بيت الطاعة .. وبأداة جديدة هي: "إدارة الخراب الأهلي العربي عن بُعد"
وهذه النقطة بحاجة لدراسة مستقلة لأهميتها في انضاج الهدف الثاني المتعلق بعودة الحديث عن الخيار الاردني - والتمثل اليوم بما بات يعرف بصفقة القرن - إلى الواجهة بعد ستة عقود ونيف من الرفض والممانعة العربية.
2 – خلق تقبل عربي بالخيار الاردني باعتباره الخيار الأنسب والوحيد بعد فشل كل خيارات الحرب والسلم بما فيه المبادرة العربية 2002 في حلحلة عقد القضية الفلسطينية والصراع الصهيوني العربي.
ويقوم الخيار الاردني لمن لا يعلم على أساس رمي الضفة في أحضان الأردن والقطاع في أحضان مصر وهو مطلب وحلم يراود ساسة الاحتلال وحماتهم في البيت الأسود منذ نكبة 1967 ولا يزال ..
لأن من شأنه تخليص الاحتلال من شبح الدولة المتعددة القوميات والحفاظ على نقاء وطهر يهودية الدولة الصهيونية.
وبالعودة إلى مجريات الأحداث في دول الربيع العربي المغدور (2011 - 2013) نلمس بوضوح تراجع الاهتمام الأميركي والغربي منذ النصف الثاني من عام 2012 بمجريات الاحداث في تونس ومصر وليبيا واليمن مقارنة بما كان عليه الحال في عام 2011 والنصف الأول من عام 2012 مقابل تزايد التركيز علي مجريات الأحداث في سورية بالتوازي مع عودة الحديث عن عملية السلام وامكانية الحل للقضية الفلسطينية
وهذا بحد ذاته كافٍ للإيحاء بأن احتواء حمى الربيع المغدور المحق في منطلقاته ..
لم تكن سوى حلقة صغرى ومقدمة استهلالية لإنضاج هدف استراتيجي أهم من الديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات بتلاوينها، هو تغيير القيادة السورية باعتبارها أخر قلاع الممانعة والحاضن الأول لحركات المقاومة بلبنان والأراضي الفلسطينية المحتلة لأن من شأنه حال تحققه فتح ابواب السعد أمام الاحتلال الصهيوني ورعاته في أميركا والغرب بعد ستة عقود ونيف من التجهم العربي وهذا السعد المنتظر لا يأتي إلا من نافذة الخيار الأردني وما عداها فسراب.
الكاتب اللبناني بلال شوبكي في قراءة مستفيضة لتفاعل الغرب مع حمى الربيع العربي نشرت في العام 2011 خلص الى أن واشنطن بتنضيج الخيار الاردني ستقدم خدمة جليلة لإسرائيل على صعيد:
1 – التأكيد بأن اسرائيل باقية إلى الأبد وتصريحات أوباما في زيارته لفلسطين المحتلة عام 2012 في غاية الوضوح.
2 – تخليص اسرائيل من نفوذ حماس والسلطة الفلسطينية وعبئ الضفة والقطاع وعداء سورية وحزب الله ونفوذ إيران.
3 – ضمان استقرار الأوضاع في المشرق العربي لنصف قرن جديد على الأقل.
الإثنين 07 نيسان/أبريل 2014
المتابع للقراءات الأميركية والغربية المتعلقة بمسارات الربيع العربي المغدور (2011 - 2013) يجد أنها وبلا استثناء تصب في خانة واحدة هي: وجود رغبة جامحة وطموح وتطلع أميركي غربي غير مسبوق بإمتداد رياح الربيع المغدور وتحديدا بعد النجاح في اقتلاع نظامي بن علي ومبارك لتشمل دائرة أوسع وأهم هي الاطاحة بنظام الأسد والذي من شأنه حال تحققه زلزلة الأرض تحت أقدام حزب الله بلبنان وأبو مازن وحماس بالضفة والقطاع على التوالي وبالتالي فتح أبواب المشرق العربي على مصراعيها أمام العراف الأميركي والعطار الغربي لإنجاز عدة أهداف قديمة متجددة بضربة واحدة أهمها:
1 – خلق سياسة جديدة بالمشرق العربي فيها نوع من اعادة التوازن تمهد الطريق أمام مشروع الشرق الأوسط الجديد / الكبير بعد الفشل الذريع الذي مُني به على يد المقاومة في لبنان وفلسطين المحتلة عام 2006 وما بعده بالتوازي مع فشل التدخل الأميركي المباشر في العراق وأفغانستان والذي انطوى معه المشروع الأميركي ليعود مجدداً من الداخل العربي وعلى ظهر الربيع المغدور بعد نجاح أميركا ومن ورائها الغرب والدول والقنوات العربية المسبحة بحمدها في تطويع الربيع وادخاله بيت الطاعة .. وبأداة جديدة هي: "إدارة الخراب الأهلي العربي عن بُعد"
وهذه النقطة بحاجة لدراسة مستقلة لأهميتها في انضاج الهدف الثاني المتعلق بعودة الحديث عن الخيار الاردني - والتمثل اليوم بما بات يعرف بصفقة القرن - إلى الواجهة بعد ستة عقود ونيف من الرفض والممانعة العربية.
2 – خلق تقبل عربي بالخيار الاردني باعتباره الخيار الأنسب والوحيد بعد فشل كل خيارات الحرب والسلم بما فيه المبادرة العربية 2002 في حلحلة عقد القضية الفلسطينية والصراع الصهيوني العربي.
ويقوم الخيار الاردني لمن لا يعلم على أساس رمي الضفة في أحضان الأردن والقطاع في أحضان مصر وهو مطلب وحلم يراود ساسة الاحتلال وحماتهم في البيت الأسود منذ نكبة 1967 ولا يزال ..
لأن من شأنه تخليص الاحتلال من شبح الدولة المتعددة القوميات والحفاظ على نقاء وطهر يهودية الدولة الصهيونية.
وبالعودة إلى مجريات الأحداث في دول الربيع العربي المغدور (2011 - 2013) نلمس بوضوح تراجع الاهتمام الأميركي والغربي منذ النصف الثاني من عام 2012 بمجريات الاحداث في تونس ومصر وليبيا واليمن مقارنة بما كان عليه الحال في عام 2011 والنصف الأول من عام 2012 مقابل تزايد التركيز علي مجريات الأحداث في سورية بالتوازي مع عودة الحديث عن عملية السلام وامكانية الحل للقضية الفلسطينية
وهذا بحد ذاته كافٍ للإيحاء بأن احتواء حمى الربيع المغدور المحق في منطلقاته ..
لم تكن سوى حلقة صغرى ومقدمة استهلالية لإنضاج هدف استراتيجي أهم من الديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات بتلاوينها، هو تغيير القيادة السورية باعتبارها أخر قلاع الممانعة والحاضن الأول لحركات المقاومة بلبنان والأراضي الفلسطينية المحتلة لأن من شأنه حال تحققه فتح ابواب السعد أمام الاحتلال الصهيوني ورعاته في أميركا والغرب بعد ستة عقود ونيف من التجهم العربي وهذا السعد المنتظر لا يأتي إلا من نافذة الخيار الأردني وما عداها فسراب.
الكاتب اللبناني بلال شوبكي في قراءة مستفيضة لتفاعل الغرب مع حمى الربيع العربي نشرت في العام 2011 خلص الى أن واشنطن بتنضيج الخيار الاردني ستقدم خدمة جليلة لإسرائيل على صعيد:
1 – التأكيد بأن اسرائيل باقية إلى الأبد وتصريحات أوباما في زيارته لفلسطين المحتلة عام 2012 في غاية الوضوح.
2 – تخليص اسرائيل من نفوذ حماس والسلطة الفلسطينية وعبئ الضفة والقطاع وعداء سورية وحزب الله ونفوذ إيران.
3 – ضمان استقرار الأوضاع في المشرق العربي لنصف قرن جديد على الأقل.