مدونة شخصية تهتم بنشر بعضاً من كتابات ودراسات وخواطر وأبحاث واقتباسات الباحث والكاتب زيد يحيى حسن المحبشي
Translate
الجمعة، 3 مارس 2023
الأستاذ القدير علي بن محمد بن أحمد بن حسين النعمي
الجمعة، 24 فبراير 2023
الشيخ "صلاح بن صالح بن علي مُجَمِّل"
الأربعاء، 22 فبراير 2023
الإعلامي القدير حسين بن هادي بن علي بن حسن جبارة
برلماني، صحافي، كاتب، إداري، ثائر سبتمبري.
مولده بقرية "ميران" من أعمال عزلة "الجدم"، التابعة لمديرية مسور بمحافظة عمران، في العام 1364 هـ، الموافق 1945، ووفاته بصنعاء في يوم السبت 16 جمادى الأول 1417 هـ، الموافق 28 سبتمبر 1996.
من القامات الإعلامية والثقافية الكبيرة، وأحد الوجاهات الاجتماعية المُعتبرة في مديرية "مسور".
كان له دور بارز في تطوير صحيفة الثورة في سبعينيات القرن العشرين.
التحصيل العلمي:
فقد والده في سِن مُبكرة، فالتحق بمكتب الأيتام في المحروسة صنعاء.
أكمل دراسته في المدرسة المتوسطية بصنعاء.
حصل على درجة البكالوريوس في مجال الإعلام من جامعة موسكو.
حصل على درجة الماجستير في مجال القانون الدولي من جامعة موسكو في السبعينيات من القرن العشرين الميلادي.
السجل الوظيفي:
عمل بعدة مؤسسات إعلامية وحكومية، وشغل العديد من المناصب، منها:
1 - كاتب برامج سياسية، إذاعة صنعاء.
2 - كاتب بصحيفة الثورة منذ يناير 1974.
3 - عضو هيئة التحرير بصحيفة الثورة، "مايو 1976 - ديسمبر 1979".
4 - مدير إدارة الإعلام في مجلس الشعب التأسيسي، "1978 – 1988".
5 - رئيس تحرير صحيفة الثورة، "ديسمبر 1979 - ديسمبر 1981".
6 - ملحق ومستشار إعلامي بالسفارة اليمنية في الكويت، يناير 1983.
7 - رئيس تحرير مجلة "معين" النصف شهرية، 1990.
8 - عضو مجلس النواب عن مديرية مسور، 1993.
9 - رئيس أول هيئة للتعاون الأهلي للتطوير بمديرية مسور، 1974.
عمل خلال تواجده في التعاونيات، وفترة عضويته بمجلس النواب على توفير العديد من الخدمات والمشاريع التنموية لمديريته بما في ذلك بناء المدارس وشق الطرقات.
منحته رئاسة الجمهورية في العام 1992 درجة وكيل وزارة.
رافق الرئيس الخالد "إبراهيم الحمدي" في عدة سفريات خارجية ضمن الطواقم الإعلامية المعنية بتغطية سفريات رئيس الجمهورية.
السجل النضالي:
شارك في العديد من الفعاليات والانتفاضات الطلابية ضد حكم الإمام "أحمد بن يحيى حميد الدين" بصنعاء، وكان أحد المطلوبين للسلطة حينها، لكنه استطاع الفرار الى عدن.
بعد قيام ثورة 26 سبتمبر 1962 عاد الى صنعاء، فكان في طليعة المتطوعين في الحرس الوطني للدفاع عن الثورة والجمهورية.
الأنشطة الاجتماعية والمهنية:
1 - عضو مُؤسس بنقابة الصحفيين اليمنيين بصنعاء.
2 - عضو مُنتخب في أول هيئة إدارية لنقابة الصحفيين اليمنيين، 1976.
3 - عضو الأمانة العامة واللجنة الدائمة في حزب "المؤتمر الشعبي العام".
المؤتمرات والفعاليات:
مثّل صحيفة الثورة في العديد من المؤتمرات والفعاليات المحلية والخارجية.
شارك في العديد من الفعاليات الثقافية والأدبية المحلية.
الشهائد التقديرية:
حصل على العديد من الشهائد التقديرية من عدة جهات حكومية، منها:
رئيس الجمهورية الأسبق "علي عبدالله صالح"، 19 مارس 2009.
الإنتاج الفكري:
كتب للعديد من الصحف والمجلات اليمنية في مجالات ثقافية وسياسية وفكرية وادبية متنوعة.
أولاده:
أكرم - صحفي، حمير، أيمن، عبدالناصر.
الاثنين، 20 فبراير 2023
المؤرخ اليمني الأستاذ القدير "إبراهيم بن أحمد بن محمد بن عبدالله بن أحمد بن محمد بن محمد بن عبدالله بن أحمد المقحفي"
تغاريد على الماشي
بقلم زيد المحبشي
* من طرائف التاريخ
يروى ان الحسن بن أبي الحفاظ الحجوري، وهو من اعلام بلاد الشرف بحجة، كان له ثلاثة أولاد، وكانوا دعاة للدولة الفاطمية بقاهرة المعز، وكانت لهم دولة بالشرفين وعاصمتها الجريب في بني جل في حدود سنة 470 هجري قمري، وكان سليمان الاكبر والملك، والخطاب الاكثر حكمة وفصاحة وشقيقا لاروى الصليحية من الرضاعة على بعض الروايات، وأصغرهم أحمد، ولهم أخت شك احمد في عفتها فقتلها لمجرد الشك، ..
فقام سليمان بقتله، وغضب الخطاب من فعلت سليمان، ونشبت بسبب ذلك حرب طاحنة استمرت 20 عاما بين سليمان والخطاب، وتجاوزت مبررات الصراع العائلي الى الصراع على الملك.
وأكلت هذه الحرب المدمرة الاخضر واليابس، وقتل فيها خلق كثير.
وفي الأخير أتى من تهامت زبيد من قضى عليهم مع دولتهم، وللاسف بطلب من احدهم، اراد من طلب النجدة زحزحت اخيه، فاستغل الغريب ذلك وزحزحهما معا.
وهكذا معظم صراعات وحروب اليمنيين، لمجرد شكوك وظنون لا اساس لها، يتم نسيان كل روابط الاخوة والدم والدين، وانتهاك كل المحرمات، ثم يأتي الغريب للبسط والسيطرة بأريحية واحيانا بدعوة من اطراف الصراع المحلي، وهو الغالب على تاريخنا.
ولله في خلقه نظر
* س: ما الغالب على تاريخ اليمن، الوحدة أم التشظي؟؟
ج: التشظي هو الغالب على تاريخ اليمن، والتوحد استثناء نادر، وأطول وحدة لم يتجاوز عمرها 40 سنة، وبعد النبي لم يتوحد اليمن سوى اربع مرات؛ في عهد مؤسس الدولة الرسولية والصليحية والمتوكل على الله اسماعيل ووحدة 22 مايو 1990، وما عدا هذه الفترات من التوحد نثرات وحروب، ووحدة 22 مايو كانت مجرد محطة عابرة للهروب من استحقاقات وازمات داخلية، انضجت قرار سياسي متسرع بضغط خارجي، ما اوقعها في العديد من المتاعب القاصمة منذ العام الثالث لولادتها وتعجيل تلاشيها، وما نراه ونعايشه اليوم من تبعات ذلك القرار.
* س: ما هو العلاج الناجع للفساد المالي، والخطوة العملية للتصحيح الاداري؟
ج: علاج الفساد المالي والاداري إن كانوا صادقين، يحتاج الى إجراء بسيط جدا لكنه ممنوع من الصرف لأسباب يعلمها الله ورسوله والراسخون في العلم، هو تفعيل آلية التدوير الجبهاتي للمسؤولين في الدولة بمختلف مستوياتهم ومسمياتهم، والمشرفين الإداريين العائثين في مؤسسات الدولة خارج النظام والقانون بمختلف مراتبهم .. يجروهم الجبهات شهر كل أربعة أشهر زكاة وطهور وتربية روحية .. وما عدا هذا مجرد بيع للوهم وضحك على الدقون كالعادة.
* س: هل للمجوسية الايرانية وجود في اليمن؟
ج: المجوسية لم يعد لها وجود في ايران فكيف للمعدوم وجود في اليمن .. والمجوس هم من يعبدون النار، وكانت المجوسية سائدة في إيران قبل ظهور الاسلام وفتح بلاد فارس على يد أجداد اليمنيين؛ وفي اليمن كان لها وجود في عدة مناطق قبل الاسلام ولا تزال معابدها بعدن شاهدة على حقبة نصرتهم لسيف بن ذي يزن؛ ولهذا فهي من الأديان الأرضية المنقرضة؛ وبالنسبة للمذهب الجعفري السائد في ايران والعراق وأجزاء من السعودية والكويت والبحرين، وبعض مناطق الجوف ومأرب وأبين وعدن وصنعاء وإب وهم قلة قليلة تمثل نحو 5 ٪ من سكان اليمن، وغيرها من دول العالم، فهو من المذاهب الاسلامية المعتبرة بشهادة مشائخ الأزهر المعتبرين، في مقدمتهم الشيخ شلتوت، ولا مشكلة لنا مع المذاهب الاسلامية بتلاوينها، فكلها تعدد وتنوع تحت مظلة الاسلام دين الرحمة والتسامح والسلام؛ كي تكون الصورة واضحة؛ انما مشكلتنا مع سياسات الهيمنة والوصاية التي تمارسها بعض الدول أيا كانت اسلامية أو عربية أو دولية وعدم احترامها لحقوق الجوار وسيادة الدول الاخرى.
* 1409 سنوات من الصراع العقيم بين علي ومعاوية دون الوصول الى نتيجة، ولا زال انصار الطرفين يصرون على مواصلت المعركة، رغم ان علي ومعاوية قد أصبحوا بين يدي الله، وهو الحاكم بين العباد لا العباد، ولو كان أمر دخول الجنة والنار بيد العباد لهلك كل العباد، اذن لما الصراع على امر حكمه بيد الله وحده لا سواه، أليس من الأوجب تكريس جهودنا لبناء شعوبنا المنهكة والمتخلفة من استمراء استمرار الحياة في جلباب الاموات
* وطنك حيث تجد كرامتك وذاتك وقوت عيالك وانسانيتك
وما عدا ذلك مسميات لا معنى لها
* كل الجماعات الدينية في الحكم والسياسة جعلت الشيطان يتبرئ منها.
* الناس ثلاثة:
1 - صامدين: وهم قلة قليلة تحركهم المبادئ والقضية، وهؤلاء لا وجود لهم في اجهزة ما يسمى بالدولة.
2 - صامتين: وهم الاكثرية والمتحكمين في صانع القرار، وغالبيتهم من المتحولين فكريا وسياسيا ومذهبيا، وهم اكثر تدميرا وكارثية من المتحولين جنسيا، وهم الخطر الداهم
3 - صامطين: وهؤلاء لا تحسبهم من عيالك ولا تخليهم من ديارك
* ما ينشر في مواقع التواصل الاجتماعي ليس نصوصا مقدسة، بل كلام بشري فيه الصواب والخطأ، وفيه ما يقبله العقل وما تلفظه الفطرة والعقل السليم، وفي مجال البحث العلمي لا يؤخذ بما تنشره تلك المواقع لأنها مصادر غير موثوقة وغالبية تداولاتها غير صحيحة، ومنطقيا فما ينشر فيها مطروح للنقد والتصويب في اطار اخلاق اهل الاسلام، واحترام أدب الحوار والنقد، وبالنقد والحوار تبنى الامم وترتقي وتتطور لا بالسباب والشتائم، فمتى نتذكر بأننا مسلمون في حواراتنا ونقاشاتنا؟؟
* الصحفي القدير محمد بن محمد بن حسين بن هارون الغراسي، مدير عام مركز البحوث والمعلومات الأسبق، أفضل مدير اشتغلت معه، فقد كان لنا حفظه الله الاخ والصديق والاستاذ والموجه، بتواضعه وبساطته في التعامل مع موظفيه، وانصافه لهم، وعمل المركز في عهده بروح الفريق الواحد، وسعة معرفته الفكرية والثقافية، ونصائحه وتوجيهاته التي كانت منهلا لنا نستضيئ بها في مشوار مهنة المتاعب، وفي عهده شهد المركز اجمل واروع فترات الازدهار ..
فله كل الحب والتقدير
* حياتنا رقاع في رقاع وديون في ديون ولا شيئ غير ذلك.
ويجي من كم من تافه ليقول لنا:
احمدوا الله على الكرامة التي أنتم فيها والتي ما كنتم تحلموا بها.
دون أن يتكرم بإخبارنا بماهية تلك الكرامة التي صدع رؤوسنا بها.
وهذه واحدة من المفارقات العجيبة والغريبة والمثيرة للسخرية والضحك في بلاد السعيدة التي لم تعد سعيدة، سوى في قناة السعيدة حق الشميري، وكتب مؤرخي اليونان والاغريق فقط.
والله يسامح أجداد سعيدة عندما طلبوا من ربهم يباعد بينهم وبين أسفارهم.
من يومها واحفادهم ولا زد لقيوا يوم سابر.
وزد وفوا بها المدبرين أصحاب بلقيس، عندما ردوا الأمر إليها، فأوكلوها قرار مصيرهم ومسارهم.
ومن يومها لم تقم لهم قائمة.
ورفع الله عنهم الخير والبركة على يد أشقياء أصحاب الجنة بريدة وضواحيها من بلاد سعيدة بنت سعيد اليهودي.
وجا فأر سد مأرب ونعث أبوها على الجميع، فتاهوا وساحوا وتبددوا وتفرقوا، وصار التناحر والصراع والشقاء والبؤس دين من تبق منهم الى يوم الناس
* الكل يتحدث عن السلام، لكن كل أفعالهم في الواقع لا توحي بقابليتهم للسلام ..
الكل يتصرف بمنطق الأنا الهادمة لكل آمال السلام في المستقبل المنظور ..
كل المؤشرات توحي بأن مراحل ودروب السلام لا زالت طويلة وبعيدة ..
السلام باختصار شديد مرهون بوصول كل أطراف الصراع المحلي إلى قناعة باستحالة الحسم العسكري، وضرورة التعايش والتآخي، والتحاور بعيداً عن المؤثرات الخارجية، وتقديم تنازلات مؤلمة لبعضهم من أجل الوطن الكبير بكل أبنائه والمستظل به كل أبنائه
وما عدى ذلك كلام بكلام
* قيل لرجل: ان ولدك يحب
قال: وما في ذلك من بأس عليه، إنه اذا أحب ظرف، واذا ظرف نظف
كم هو جميل في عيد الحب، ان يتذكر اليمنيين بأنهم اخوان، فيحبوا بعضهم ووطنهم
* زيد المحبشي
كاتب وباحث مهتم بالتاريخ اليمني
من مواليد 6 مارس 1975 بقرية جبل المحبشي التابعة لمديرية المحابشة من اعمال محافظة حجة
حصل على درجة البكالوريوس في العلوم السياسية من جامعة صنعاء في العام 2001.
شارك في عدة دورات علمية تخصصية
شغل عدة مناصب بوكالة الانباء اليمنية سبأ بصنعاء، منها:
سكرتير تحرير قراءات سياسية
رئيس قسم الدراسات والبحوث
نائب مدير ادارة البحوث
نائب مدير عام مركز البحوث والمعلومات لشئون البحوث والإصدار
شارك في تأليف عدة كتب صدرت في الفترة "2003 - 2010"
له عدة كتب ودراسات وابحاث مخطوطة
كتب اكثر من 500 مادة علمية متنوعة، ونشرت له عدة صحف ومجلات ومواقع محلية وعربية ودولية
اعتمدت ابحاثه كمرجعيات علمية في العديد من رسائل الماجستير والدكتوراه في العديد من الجامعات والمراكز البحثية في عدة دول عربية ودولية، منها: العراق وساحل العاج وفلسطين المحتلة وجنوب افريقيا
له من الأولاد: علي وزهراء
* من شهداء بيت المحبشي في ثورة 26 سبتمبر المجيدة 1962
1 - النقيب يحيى عائض زيد المحبشي .. استشهد بمقر الحكومة المسمى بالقرانة في مدينة المحابشة
2 - الملازم عبدالرحمن محمد حسن المحبشي .. استشهد اثناء اقتحام دبابته دار البشائر بالتحرير من مدينة صنعاء
3 - الملازم عبدالله عائض محسن المحبشي .. دس له الملكيين السم
4 - الملازم يحيى علي ناصر عميش المحبشي .. استشهد بدبابته في الحيمة
* في ثورة 26 سبتمبر 1962 قدمت أسرة بيت المحبشي أربعة شهداء ..
وفي ثورة 21 سبتمبر 2014 قدمنا 71 شهيدا .. ولا زلنا
ربنا تقبل منا
* من تغاريد ابني علي زيد المحبشي:
ما هو الوطن؟
الوطن هو المكان الذي تعيش فيه وولدت فيه وتحبه، لكن الواحد أفضل من المكان المفرق، لأن الوطن الموحد تذهب أينما تشاء، وفي الوقت الذي تريده، ولا أحد يعتدي عليك، أو يؤذيك .. أما الوطن المفرق فترى الناس يعتدون عليك، ويؤذونك .. فأنا أحبك يا وطني، والله يجعلك موحدا لا مفرقا
الجمعة، 17 فبراير 2023
"الهجرة، الغربة، المحنة"
زيد المحبشي
من الابتلاءات التي مُني بها الرهط الصالح من آل البيت عليهم السلام، ومُني بذلك شيعتهم، ولا غرابة فذات الشوكة حُفّة بالمكاره والصعاب.
هذه الابتلاءات والمراحل التربوية تمنحنا فوائد كثيرة، سوف تكون لنا عوناً في إتمام البيت الإلهي الشريف، وفي تطبيق مناهجه ودستوره بحرفيته، كقانون عام في أرضية الواقع المُعاصر، بما فيه من مآسي وانحرافات عن نهج أولئك الرهط الصالحين.
من فوائد هذه الابتلاءات "الهجرة، الغربة، المحنة" تتولّد حالة الثبات عند المؤمن.
والمقصود بالمؤمن هنا، هو ذلك الإنسان الذي يختلف عن كل شرائح المجتمع وطبقاته، فحالة الصمود والصبر والتحدي والثبات عند المواجهة لكل المشاكل والصعاب، لا تتواجد عند غيره، وهي تزيد من هِمّته وعزيمته وإرادته، بل ويزداد وينطلق أكثر وأكثر نحو الهدف المرسوم والغاية التي من أجلها خُلق هذا الإنسان.
لكن هذه الحالة من الثبات تحتاج الى توطيد العلاقة والرابطة بين العبد وربه، ومفردات هذه العلاقة كثيرة، منها: "الذِكر، التسبيح، الخشوع، الخضوع، التوكل، الإنابة، التوبة، الركوع، السجود".
وأفضل مفردات هذه العلاقة، هي "الحُب"، قال الإمام الصادق عليه السلام: "إذا أحب الله عبداً ألهمه الطاعة، وألزمه القناعة، وفقّهه في الدين، وقوّاه باليقين، فاكتفى بالكفاف، واكتسى بالعفاف".
إذن فكلما تعمّقت هذه العلاقة، كلما ازدادت حالة الثبات عند المؤمن، فأمام المسيرة الإنسانية الإلهية تُوضع الكثير من الحواجز والمُعرقلات والعوائق والعقبات من أجل الحيلولة دون الوصول إلى الهدف المرسوم، وقد رأينا وسمعنا كيف تكالب الشرق والغرب على الفكر الإسلامي الأصيل المُتمثل في عترة أهل البيت عليهم السلام، لكي يُحرِّفوه عن المسيرة الصحيحة التي وضعها الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، وأيضاً تكالبهم على الإسلام المحمدي وإلصاق الكثير من التهم الباطلة به من أجل تنفير المجتمع الغربي منه وإظهاره كعدو وجودي للغرب المادي المتهاوي، وتكالبهم على كتاب الله ومحاولاتهم المستمرة لطمس آيات الجهاد والآيات الفاضحة لمكر وكيد وخداع اليهود منه، ومحاولاتهم المُستميتة لتشويه صورة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
لكن الله سبحانه وتعالى وضع وسائل الدعم لهذه المسيرة، ولمن سار تحت لوائها، وقام بحملها، وتبليغها، والتوكل على الله سبحانه وتعالى تزيد حركة المسيرة فعالية وقوة ونشاطاً دون أي عائق، وتجتاز كل المُعرقلات والموانع دون توقف، لكن تبقَ حالة الثبات عند المؤمن هي "الفيصل".
المسيرة مستمرة دون توقف، الأمة، الحضارة، الإنسان، هل بإمكان العبد الثبات على مماشات المسيرة الإلهية أم يسقط عند أول اختبار؟.
فإذا سقط وكبت به قدمه، فإن ذلك لن يضُر المسيرة، ولن يُعرقل مسيرتها، بل هو الذي يُصاب بالضرر، لأنه خسر مواكبة هذه المسيرة الشريفة، والانطلاق معها لرضا الله تعالى.
وخيرُ مثالٍ على ذلك من القرآن الكريم، قوله تعالى: "واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين، ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث"، الأعراف 175 - 176.
هذه الآية الشريفة نزلت في حق "بلعم بن باعوراء" من بني إسرائيل، كان موسى عليه السلام يستغيث به في الدعاء، لأن دُعائه كان مُستجاباً، فأخذه الغرور بنفسه، وبسبب هذا الغرور سقط أثناء المسير، لكن المسيرة الإلهية مُستمرة.
هذه المسيرة الربانية ليست بالسهلة، فهي بحاجة الى الضغط النفسي، والسمو عن حُب "الهوى" و"الأنا"، لأن "الهوى" و"الأنا" من المُنزلقات الخطيرة في حياة المؤمن، والسبب الرئيسي للسقوط والتخلف عن المسيرة الإلهية، لذا لا بُد من "الصبر" في كل مجالات "الاختبار" و"التمحيِص"، كي يجتازهما بنجاح وتوفيق من الله، ويتمكن من مواكبة المسيرة الإنسانية في كل مراحل تقدُمها وتطورها.
هذا مفهوم بسيط جداً عن مثلث الاختبار الإلهي لعباده المؤمنين "الهجرة، الغربة، المحنة"، لكن محتواه عظيم، فإذا كانت الغُربة كُربة، والهجرة عذاب، ومُقدمات المحنة للبلاء "التمحيص"، فإن أشد وأقسى أنواع "الغُربة" و"الهجرة"، غُربة المرء عن دينه، وهجرته لتعاليمه، فتكون الندامة والحسرة والألم والأسى، وتجرُّع ويلات ذلك ليس في الدنيا فحسب، ولكن تمتد مراراتها إلى الأخرة.
فهل من وقفة مُراجعة وتدارُس وتأمل أم عتو ونفور وتجبُّر وغرور وخُيلاء؟؟.
وإذا رمى بكم الزمان الى ديارٍ لا تدين بملتكم فهل سيجرفكم تيار التغريب فيمن أخذ من المتساقطين على جانبي طريق ذات الشوكة أم تصمدون كمن صمد من أهل بيت نبيكم عندما جار عليهم الزمان وأخذتهم أيدي الطُغاة الأقتام بالغلبة والقهر والقوة والبطش والاجرام، فصبروا وثبتوا وزاد رسوخ ايمانهم قوة وعزيمة لا تلين ولا تستكين؟؟.
نسأل الله أن يجعلنا من الثابتين على خطه، والمواكبين لمسيرته، والمطبقين لنهجه، والسائرين على نهج أهل بيت المصطفى، والمتمسكين بحبلهم المتين وصراطهم المستقيم.
الخميس، 16 فبراير 2023
قراءة في فكر الشهيد السيد حسين الحوثي
الحوثي
بقلم زيد المحبشي
“أنا لا أعدكم بشيء، ولكني أعدكم أن لا أمثاكم في باطل”..
بهذه الكلمات الوجيزة خاطب الشهيد السيد حسين بدر الدين الحوثي ناخبيه في الانتخابات البرلمانية التي جرت عام 1993، بما تحمله من معاني نبيلة، وقيم صادقة، وواقعية ومسؤولية وشفافية، على عكس الشعارات المُعتادة من المتنافسين في الماراثونات الانتخابية الدنيوية بمختلف مسمياتها، ومُجافات تلك الشعارات للواقع، كانت كلمات “السيد الحوثي” نابعة من القلب، وانعكاس طبيعي لتعامله مع محيطه ومجتمعه في كافة مراحل حياته، ولا عجب فهو العالم العارف بالله، قبل أن يكون مُمثلاً لناخبيه في البرلمان، وحفيد الهادي إلى الحق مُحيي الفرائض والسنن "يحيى بن الحسين" عليه السلام، وابن تُرجمان القرآن المرجع العَلَم شيخ الزيدية في زمانه السيد الأجل بدر الدين الحوثي، وسليل الأطائب من عترة النبي المصطفى صلوات الله وسلامه عليهم.
إذن فنحن أمام شخصية استثنائية في تاريخ اليمن المعاصر، تدخّلت في تكوينها وصقلها العناية الربانية، لحكمة إلهية، أتت في مرحلة فارقة من تاريخ الأمة، أصبح الإسلام فيها غريباً، وصار المسلمون في أوطانهم غُرباء، وتحول يمن الأنصار إلى مرتع لقوى الاستكبار العالمي والجماعات التكفيرية، فكان لا بُد من قائم حق، يُعيد إحياء ما اندرس من معالم الدين، ويعيد الحياة والفاعلية ليمن الأنصار الموقع والتاريخ والإنسان، بعد ثمانية عقود ونيّف من الموات والتبعية للدرعية، واستلاب الإرادة اليمنية والقرار اليمني، واستباحة سيادة البلاد ونهب ثرواتها والانبطاح لقوى الشر والاستكبار العالمي.
لم يتعمّر رحمة الله عليه طويلاً فمولده بـ”الرويس” من أعمال محافظة صعدة في شعبان 1379 هـ، واستشهاده في 26 رجب 1425 هـ، وما بينهما 46 خريفاً، شهدت اليمن خلالها ولادة مدرسة قرآنية تجديدية إحيائية حسينية، لها سماتها وخصائصها، وهي واحدة من المدارس الإحيائية التي زخر بها الفكر الزيدي خلال تاريخه العريض، وإحدى أبرز وأهم المدارس الإحيائية في القرنين الأخيرة في عالمنا العربي المكلوم، لكنها تفرّدت عن سابقاتها بالحياة والديناميكية وعالمية النظرة والرؤية، والتشخيص الدقيق للأمراض والأزمات العاصفة بالأمة الإسلامية، وتقديم الحلول الناجعة في زمن العقم السياسي والفكري والمذهبي.
ترك لنا رحمة الله عليه عشرات الخُطب والملازم، هي ثمرة سنوات من الخلوة والتأمل في كتاب الله، جسّدت مُتجمعة الجانب النظري لمدرسته القرآنية الفريدة في مبانيها ومعانيها وغاياتها ومقاصدها، وقدّمت رؤية واعية لمشكلات وتفاعلات الواقع على كافة الأصعدة محلياً وعربياً ودولياً، وكشفت حقيقة العدو التاريخي لأمة الضاد، وما يُحاك ضدها من مخططات استعمارية وتدميرية، وما نشهده من تكالب عالمي على مشرقنا العربي المكلوم عقب عملية طوفان الاقصى المباركة شاهد حي على رؤيته البعيدة المدى وتحذيراته المبكرة من هذا الخطر الداهم.
هذا العدو للأسف يعمل الأعراب اليوم على كسب رضاه ولو على حساب أمتهم وشعوبهم ودينهم وشرفهم وكرامتهم وسيادتهم، وتقديم فروض الولاء والطاعة له، في صورة مُزرية ومُخزية ومُهينة، تجعل الأمة على يقين بصوابية توجه الشهيد حسين الحوثي، وصوابية رؤيته التحذيرية من مغبة الابتعاد عن كتاب الله والركون إلى أعداء الله، والتفريط في الثوابت والمقدسات، وما يترتب على ذلك من ذل وهوان واستلاب لأوطاننا وثرواتنا ومقدراتنا وكينونتنا وإنسانيتنا وحريتنا وكرامتنا ومقدساتنا.
كما حرصت مدرسته على تصحيح المفاهيم المغلوطة التي حاول أعداء الإسلام غرسها وإشاعتها، سواء من خلال المنابر الإعلامية بمسمياتها المختلفة، أو من خلال مشائخ التكفير والتابو، أو من خلال التنظيريين العلمانيين والاستشراقيين والليبراليين، أو من خلال المُبشرين، أو من خلال السموم التي تبثها المنظمات الدولية في مجتمعاتنا وهي أكثر خطراً وفتكاً لتلبُّسها بشعارات أموية براقة.
وما يُحسب لتلك المدرسة المُقدّسة أيضاً إحياء “الشعور بالمسؤولية”، في زمن الخمول والخنوع والتميُع، وإحياء “المبادئ الإنسانية”، في زمن الغاب والرأسمالية المتوحشة.
عاش رحمة الله عليه مع القرآن وللقرآن، ما جعل أعداء القرآن يضعونه على قائمة أعدائهم الوجوديين، وأتى بعد فترة من خمول علماء الزيدية وتقوقعهم في المحاريب، وانفصالهم عن واقع الناس، وعن تفاعلات محيطهم الاجتماعي والسياسي والفكري المحلي والإقليمي، وقضايا وطنهم وأمتهم، رغم ما يُحتّمه واقع هذا الفكر الثوري التحرري من تصدُّر المشهد، والوقوف ضد سلبياته، ومقارعة المظالم الناجمة عن ولاته، والحفاظ على بيضة الدين من التحريف والتأويل والتدجين، والمبادرة لنصرة المظلومين والمستضعفين.
وكأبيه وأجداده لم يستطع الصمت أمام ما يشاهده من مظالم وقضايا وأزمات وتضليل فكري وديني وانبطاح وتدجين وخنوع وذل وهوان لأمة أراد الله لها العِلِّية والتمكين إن هي تمسّكت بالعترة والقرآن الكريم، وأراد لها حُكامها الركوع والخضوع لشياطين البيت الأسود وخنازيرهم في فلسطين المحتلة، فقرر منذ وقتٍ مُبكر تشمير السواعد وقيادة مسيرة الجهاد الفكري والعملي على كافة الأصعدة وبمختلف الوسائل، ومقارعة الباطل والمبطلين، وإعادة الأمة الى القرآن، وإعادة القرآن إلى حياة الأمة كما أراد الله، ليكون دستور حياة تعيشُه الأمة في كافة مناشط الحياة، وتُبدِّد بنوره دياجير ظُلمات الظَلَمَة المتفرعنين، لا كتاب جامد تنسج عليه العناكب خيوطها في رفوف خزائن المساجد المنسية والمهجورة.
قاد ثورة فكرية ثقافية شاملة ضد الثقافات المغلوطة والوافدة والدخيلة والعقائد الباطلة التي تُؤسس وتُشرِّع للطغيان والظلم، وثار على الثقافات المنحرفة التي أوصلت المئات من الطواغيت إلى سِدة الحكم، وهيئت لهم الساحة ليحكموا الأمة بالقهر والغلبة والنار والحديد والمكر والخداع والحيل.
واستخدم في ثورته كل الوسائل المشروعة، بدءاً بتنوير العقول وهو حجر الأساس، من خلال إنشاء العديد من المدارس التنويرية الدينية والرسمية، كما استخدم منبر البرلمان خلال تواجده فيه، بعد فوزه في انتخابات عام 1993 على لائحة حزب الحق، ومن خلاله عمل على محاربة العقود الربوية وصفقات الديون الإفقارية، وكان قد شارك في تأسيس الحزب عام 1990 ليكون نافذة سياسية لمحاربة الطغيان والفساد السلطوي وإرساء قيم الحق والعدل.
ويومها بدء نظام صنعاء يشعر بخطر هذا المُجدد القادم من جبال “مران” النائية على مستقبل نظامه ومصالح أولياء نعمته في البيت الأسود، فعمل على إفراغ الحزب من محتواه، وتكبيل تحركات “السيد” البرلمانية والسياسية، ليقرر “السيد” في العام 1996 مغادرة الحزب والبرلمان.
هذا التحرر أتاح له الحركة بحرية، ومع هذا التحرر بدأت مرحلة جديدة في تاريخ المدرسة القرآنية، سواء فيما يتعلق بكشف المخططات الأميركية والصهيونية في المشرق العربي وتداعياتها على مستقبل الأمة وكينونتها، أو ما يتعلق بتوسيع النشاط الثقافي والتوعوي والإرشادي والتنويري، أو فيما يتعلق بمقارعة الظلمة والظلم ومظالم النظام الحاكم، وفي مقدمتها رفضه سلام الله عليه العدوان الآثم على المحافظات الجنوبية والشرقية صيف عام 1994، وما ترتب على ذلك الموقف الديني والإنساني والأخلاقي والوطني من تبعات جعلت النظام يُرسل في 16 يونيو 1994 حملة عسكرية غاشمة لمعاقبته وأنصاره في “مران” و”همدان”، لم تُوفّر شيئاً في طريقها، فطالت نيران حقدها حتى منزل السيد ووالده في مران، واعتقلوا العشرات من أبناء تلك المناطق لأكثر من عام، في حقد يزيدي غير مسبوق في تاريخ اليمن المعاصر.
ولم يكتفِ نظام صالح والإصلاح بذلك، بل وحاولوا مراراً تصفية “السيد”، لكن عناية الله حالت دون ذلك، ليُقرروا في العام 2004 التوجه للقضاء عليه في عرينه، بتوجيه وتخطيط أميركي صهيوني، في سابقة مُشينة، بعد أن أحسّ الأميركان والصهاينة بتعاظم وتوسع المشروع القرآني وخطورته على أجندتهم الإستعمارية في المشرق العربي.
وكان لهم ذلك في 26 رجب 1425 هـ، بعد حرب ظالمة دامت أكثر من 80 يوماً، فأحرقوا “السيد” وأسرته ومجموعة من رفاقه الجرحى بالقنابل في أحد كهوف جبل مران، بطريقة أعادت نكئ الجروح الكربلائية من جديد، ذكرتنا بما جرى لأبي عبدالله الحسين بن علي سلام الله عليه في كربلاء العراق، لكنهم لم ينالوا من فكره القرآني الرباني، بل أصبح فكره بعد رحيله حديث الناس، ومهوى الأفئدة الباحثة عن الحياة القرآنية الحرة والكريمة، وأصبحت له دولة وصوت مُؤثر في أحداث المنطقة سلماً وحرباً، ورسم مستقبلها.
وبعد سنوات معدودة تهاوى ذلك النظام الظالم، واعترفت حكومة صنعاء في 21 أغسطس 2013 رسمياً بعدم مشروعية حروب صالح والإصلاح الظالمة ضد “السيد” وأبناء صعدة، واعتذرت عن ذلك الفعل المُشين، وسلّمت في 5 يونيو 2013 الجثمان الطاهر لذويه.
لقد انتصر دمُك الطاهر وفكرك القرآني المُّستنير، وأصبحت صرخة المستضعفين التي أطلقتها في زمن الصمت والعقم العربي تتردد على لسان كل المظلومين والمعذبين والمستضعفين في العالم، ومدرستك لم تعد حبيسة جبال مران، بل صار لها جامعات ومعاهد وكليات ودولة، وأنصارك أصبحوا حديث كل العالم ومفخرة كل الأحرار، فنم قرير العين، لروحك السلام