بقلم زيد المحبشي
* من طرائف التاريخ
يروى ان الحسن بن أبي الحفاظ الحجوري، وهو من اعلام بلاد الشرف بحجة، كان له ثلاثة أولاد، وكانوا دعاة للدولة الفاطمية بقاهرة المعز، وكانت لهم دولة بالشرفين وعاصمتها الجريب في بني جل في حدود سنة 470 هجري قمري، وكان سليمان الاكبر والملك، والخطاب الاكثر حكمة وفصاحة وشقيقا لاروى الصليحية من الرضاعة على بعض الروايات، وأصغرهم أحمد، ولهم أخت شك احمد في عفتها فقتلها لمجرد الشك، ..
فقام سليمان بقتله، وغضب الخطاب من فعلت سليمان، ونشبت بسبب ذلك حرب طاحنة استمرت 20 عاما بين سليمان والخطاب، وتجاوزت مبررات الصراع العائلي الى الصراع على الملك.
وأكلت هذه الحرب المدمرة الاخضر واليابس، وقتل فيها خلق كثير.
وفي الأخير أتى من تهامت زبيد من قضى عليهم مع دولتهم، وللاسف بطلب من احدهم، اراد من طلب النجدة زحزحت اخيه، فاستغل الغريب ذلك وزحزحهما معا.
وهكذا معظم صراعات وحروب اليمنيين، لمجرد شكوك وظنون لا اساس لها، يتم نسيان كل روابط الاخوة والدم والدين، وانتهاك كل المحرمات، ثم يأتي الغريب للبسط والسيطرة بأريحية واحيانا بدعوة من اطراف الصراع المحلي، وهو الغالب على تاريخنا.
ولله في خلقه نظر
* س: ما الغالب على تاريخ اليمن، الوحدة أم التشظي؟؟
ج: التشظي هو الغالب على تاريخ اليمن، والتوحد استثناء نادر، وأطول وحدة لم يتجاوز عمرها 40 سنة، وبعد النبي لم يتوحد اليمن سوى اربع مرات؛ في عهد مؤسس الدولة الرسولية والصليحية والمتوكل على الله اسماعيل ووحدة 22 مايو 1990، وما عدا هذه الفترات من التوحد نثرات وحروب، ووحدة 22 مايو كانت مجرد محطة عابرة للهروب من استحقاقات وازمات داخلية، انضجت قرار سياسي متسرع بضغط خارجي، ما اوقعها في العديد من المتاعب القاصمة منذ العام الثالث لولادتها وتعجيل تلاشيها، وما نراه ونعايشه اليوم من تبعات ذلك القرار.
* س: ما هو العلاج الناجع للفساد المالي، والخطوة العملية للتصحيح الاداري؟
ج: علاج الفساد المالي والاداري إن كانوا صادقين، يحتاج الى إجراء بسيط جدا لكنه ممنوع من الصرف لأسباب يعلمها الله ورسوله والراسخون في العلم، هو تفعيل آلية التدوير الجبهاتي للمسؤولين في الدولة بمختلف مستوياتهم ومسمياتهم، والمشرفين الإداريين العائثين في مؤسسات الدولة خارج النظام والقانون بمختلف مراتبهم .. يجروهم الجبهات شهر كل أربعة أشهر زكاة وطهور وتربية روحية .. وما عدا هذا مجرد بيع للوهم وضحك على الدقون كالعادة.
* س: هل للمجوسية الايرانية وجود في اليمن؟
ج: المجوسية لم يعد لها وجود في ايران فكيف للمعدوم وجود في اليمن .. والمجوس هم من يعبدون النار، وكانت المجوسية سائدة في إيران قبل ظهور الاسلام وفتح بلاد فارس على يد أجداد اليمنيين؛ وفي اليمن كان لها وجود في عدة مناطق قبل الاسلام ولا تزال معابدها بعدن شاهدة على حقبة نصرتهم لسيف بن ذي يزن؛ ولهذا فهي من الأديان الأرضية المنقرضة؛ وبالنسبة للمذهب الجعفري السائد في ايران والعراق وأجزاء من السعودية والكويت والبحرين، وبعض مناطق الجوف ومأرب وأبين وعدن وصنعاء وإب وهم قلة قليلة تمثل نحو 5 ٪ من سكان اليمن، وغيرها من دول العالم، فهو من المذاهب الاسلامية المعتبرة بشهادة مشائخ الأزهر المعتبرين، في مقدمتهم الشيخ شلتوت، ولا مشكلة لنا مع المذاهب الاسلامية بتلاوينها، فكلها تعدد وتنوع تحت مظلة الاسلام دين الرحمة والتسامح والسلام؛ كي تكون الصورة واضحة؛ انما مشكلتنا مع سياسات الهيمنة والوصاية التي تمارسها بعض الدول أيا كانت اسلامية أو عربية أو دولية وعدم احترامها لحقوق الجوار وسيادة الدول الاخرى.
* 1409 سنوات من الصراع العقيم بين علي ومعاوية دون الوصول الى نتيجة، ولا زال انصار الطرفين يصرون على مواصلت المعركة، رغم ان علي ومعاوية قد أصبحوا بين يدي الله، وهو الحاكم بين العباد لا العباد، ولو كان أمر دخول الجنة والنار بيد العباد لهلك كل العباد، اذن لما الصراع على امر حكمه بيد الله وحده لا سواه، أليس من الأوجب تكريس جهودنا لبناء شعوبنا المنهكة والمتخلفة من استمراء استمرار الحياة في جلباب الاموات
* وطنك حيث تجد كرامتك وذاتك وقوت عيالك وانسانيتك
وما عدا ذلك مسميات لا معنى لها
* كل الجماعات الدينية في الحكم والسياسة جعلت الشيطان يتبرئ منها.
* الناس ثلاثة:
1 - صامدين: وهم قلة قليلة تحركهم المبادئ والقضية، وهؤلاء لا وجود لهم في اجهزة ما يسمى بالدولة.
2 - صامتين: وهم الاكثرية والمتحكمين في صانع القرار، وغالبيتهم من المتحولين فكريا وسياسيا ومذهبيا، وهم اكثر تدميرا وكارثية من المتحولين جنسيا، وهم الخطر الداهم
3 - صامطين: وهؤلاء لا تحسبهم من عيالك ولا تخليهم من ديارك
* ما ينشر في مواقع التواصل الاجتماعي ليس نصوصا مقدسة، بل كلام بشري فيه الصواب والخطأ، وفيه ما يقبله العقل وما تلفظه الفطرة والعقل السليم، وفي مجال البحث العلمي لا يؤخذ بما تنشره تلك المواقع لأنها مصادر غير موثوقة وغالبية تداولاتها غير صحيحة، ومنطقيا فما ينشر فيها مطروح للنقد والتصويب في اطار اخلاق اهل الاسلام، واحترام أدب الحوار والنقد، وبالنقد والحوار تبنى الامم وترتقي وتتطور لا بالسباب والشتائم، فمتى نتذكر بأننا مسلمون في حواراتنا ونقاشاتنا؟؟
* الصحفي القدير محمد بن محمد بن حسين بن هارون الغراسي، مدير عام مركز البحوث والمعلومات الأسبق، أفضل مدير اشتغلت معه، فقد كان لنا حفظه الله الاخ والصديق والاستاذ والموجه، بتواضعه وبساطته في التعامل مع موظفيه، وانصافه لهم، وعمل المركز في عهده بروح الفريق الواحد، وسعة معرفته الفكرية والثقافية، ونصائحه وتوجيهاته التي كانت منهلا لنا نستضيئ بها في مشوار مهنة المتاعب، وفي عهده شهد المركز اجمل واروع فترات الازدهار ..
فله كل الحب والتقدير
* حياتنا رقاع في رقاع وديون في ديون ولا شيئ غير ذلك.
ويجي من كم من تافه ليقول لنا:
احمدوا الله على الكرامة التي أنتم فيها والتي ما كنتم تحلموا بها.
دون أن يتكرم بإخبارنا بماهية تلك الكرامة التي صدع رؤوسنا بها.
وهذه واحدة من المفارقات العجيبة والغريبة والمثيرة للسخرية والضحك في بلاد السعيدة التي لم تعد سعيدة، سوى في قناة السعيدة حق الشميري، وكتب مؤرخي اليونان والاغريق فقط.
والله يسامح أجداد سعيدة عندما طلبوا من ربهم يباعد بينهم وبين أسفارهم.
من يومها واحفادهم ولا زد لقيوا يوم سابر.
وزد وفوا بها المدبرين أصحاب بلقيس، عندما ردوا الأمر إليها، فأوكلوها قرار مصيرهم ومسارهم.
ومن يومها لم تقم لهم قائمة.
ورفع الله عنهم الخير والبركة على يد أشقياء أصحاب الجنة بريدة وضواحيها من بلاد سعيدة بنت سعيد اليهودي.
وجا فأر سد مأرب ونعث أبوها على الجميع، فتاهوا وساحوا وتبددوا وتفرقوا، وصار التناحر والصراع والشقاء والبؤس دين من تبق منهم الى يوم الناس
* الكل يتحدث عن السلام، لكن كل أفعالهم في الواقع لا توحي بقابليتهم للسلام ..
الكل يتصرف بمنطق الأنا الهادمة لكل آمال السلام في المستقبل المنظور ..
كل المؤشرات توحي بأن مراحل ودروب السلام لا زالت طويلة وبعيدة ..
السلام باختصار شديد مرهون بوصول كل أطراف الصراع المحلي إلى قناعة باستحالة الحسم العسكري، وضرورة التعايش والتآخي، والتحاور بعيداً عن المؤثرات الخارجية، وتقديم تنازلات مؤلمة لبعضهم من أجل الوطن الكبير بكل أبنائه والمستظل به كل أبنائه
وما عدى ذلك كلام بكلام
* قيل لرجل: ان ولدك يحب
قال: وما في ذلك من بأس عليه، إنه اذا أحب ظرف، واذا ظرف نظف
كم هو جميل في عيد الحب، ان يتذكر اليمنيين بأنهم اخوان، فيحبوا بعضهم ووطنهم
* زيد المحبشي
كاتب وباحث مهتم بالتاريخ اليمني
من مواليد 6 مارس 1975 بقرية جبل المحبشي التابعة لمديرية المحابشة من اعمال محافظة حجة
حصل على درجة البكالوريوس في العلوم السياسية من جامعة صنعاء في العام 2001.
شارك في عدة دورات علمية تخصصية
شغل عدة مناصب بوكالة الانباء اليمنية سبأ بصنعاء، منها:
سكرتير تحرير قراءات سياسية
رئيس قسم الدراسات والبحوث
نائب مدير ادارة البحوث
نائب مدير عام مركز البحوث والمعلومات لشئون البحوث والإصدار
شارك في تأليف عدة كتب صدرت في الفترة "2003 - 2010"
له عدة كتب ودراسات وابحاث مخطوطة
كتب اكثر من 500 مادة علمية متنوعة، ونشرت له عدة صحف ومجلات ومواقع محلية وعربية ودولية
اعتمدت ابحاثه كمرجعيات علمية في العديد من رسائل الماجستير والدكتوراه في العديد من الجامعات والمراكز البحثية في عدة دول عربية ودولية، منها: العراق وساحل العاج وفلسطين المحتلة وجنوب افريقيا
له من الأولاد: علي وزهراء
* من شهداء بيت المحبشي في ثورة 26 سبتمبر المجيدة 1962
1 - النقيب يحيى عائض زيد المحبشي .. استشهد بمقر الحكومة المسمى بالقرانة في مدينة المحابشة
2 - الملازم عبدالرحمن محمد حسن المحبشي .. استشهد اثناء اقتحام دبابته دار البشائر بالتحرير من مدينة صنعاء
3 - الملازم عبدالله عائض محسن المحبشي .. دس له الملكيين السم
4 - الملازم يحيى علي ناصر عميش المحبشي .. استشهد بدبابته في الحيمة
* في ثورة 26 سبتمبر 1962 قدمت أسرة بيت المحبشي أربعة شهداء ..
وفي ثورة 21 سبتمبر 2014 قدمنا 71 شهيدا .. ولا زلنا
ربنا تقبل منا
* من تغاريد ابني علي زيد المحبشي:
ما هو الوطن؟
الوطن هو المكان الذي تعيش فيه وولدت فيه وتحبه، لكن الواحد أفضل من المكان المفرق، لأن الوطن الموحد تذهب أينما تشاء، وفي الوقت الذي تريده، ولا أحد يعتدي عليك، أو يؤذيك .. أما الوطن المفرق فترى الناس يعتدون عليك، ويؤذونك .. فأنا أحبك يا وطني، والله يجعلك موحدا لا مفرقا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق