عالمٌ رباني، مُفتي، خطيب، مُرشد، شيخ المدرسة العلمية بالمحابشة.
علي بن أحمد بن محمد بن يحيى بن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الشهاري بن أحمد بن عبدالله بن أحمد الشرفي - مُصنف المصابيح في تفسير القرآن الكريم - بن إبراهيم بن علي بن محمد بن صلاح الشرفي الأكبر بن أحمد بن محمد بن القاسم بن يحيى بن الأمير داود المترجم بن محمد بن يحيى بن عبدالله بن القاسم بن سليمان بن علي بن محمد بن يحيى بن علي بن محمد بن القاسم الرسي بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب.
مولده بقرية سعدان، عزلة الأمرور من أعمال مديرية الشاهل، محافظة حجة، في 15 ربيع الأول 1332هـ، ووفاته بمدينة صنعاء في يوم الإثنين 20 مايو 1991، الموافق 7 ذو القعدة 1411هـ، وتم مواراة جثمانه الطاهر الثرى بمدينة المحابشة.
نشأ نشأة طيبة في بيئة كريمة حذا حذوهم في جميع الخلال الحميدة.
وهو من العلماء المشتهرين بالزهد والورع والتقوى، وكان له وجهٌ مُزهر بالنور، وابتسامة ملائكية، وإطلالة بهية، وأخلاق نبوية.
زَهِدَ في دُنيا الناس الفانية، ورفض العديد من المناصب القضائية، وتفرغ لنشر وتدريس العلوم الدينية، والوعظ والإرشاد، والإصلاح بين الناس، وتخرج على يديه جَمٌّ غفير من العلماء والقُضاة والساسة والقادة والأدباء والشعراء، وفي كل فن من فنون العلم.
وهو أحد المراجع الدينية الكبيرة في بلاد الشرف ومحافظة حجة، وأحد أعلام الهُدى في تلك البلاد.
أخذ عن كبار علماء الشاهل والمحابشة والظفير والسودة، وحصل من مشائخه على إجازات عامة شاملة.
بدأ تعليمه الديني ببلدته، فأخذ عن علمائها القرآن الكريم وعلومه، والتاريخ والأخلاق والتوحيد والديانة وغيرها.
وفي العام 1345 هـ انتقل الى مدينة المحابشة وهو لا يزال في الـ 13 من عمره، فأخذ عن علمائها الفقه وأصوله وأصول الدين وتفسير القرآن الكريم، وعلم المواريث، وعلم الحديث، وعلوم الزهد، وعلوم الآلة من نحو وصرف وبلاغة، وغيرها من العلوم، وممن أخذ عنهم فضيلة العلامة قاسم بن عبدالله بن مهدي المغنج.
انتقل بعدها الى هجرة الظفير بحجة وأخذ عن كوكبة من كبار علمائها، منهم فضيلة العلامة عبدالوهاب بن محمد المجاهد، وفضيلة العلامة أحمد بن أحمد حُميد، وفضيلة العلامة عبدالله المضروحي.
ثم رجع الى المحابشة فأخذ عن كوكبة من علمائها، منهم: فضيلة العلامة قاسم بن عبدالله بن مهدي المغنج، وفضيلة العلامة الحُجة محمد بن يحيى يايه، وفضيلة العلامة الأصولي ناصر بن حسن مسلي.
انتقل بعدها الى هجرة السودة، وأخذ عن كبار علمائها، منهم فضيلة العلامة محسن السودي، وفضيلة العلامة أحمد بن محمد شرف الدين.
وظل مُتنقلاً بين المحابشة والظفير، والمحابشة والسودة، طيلة 9 سنوات "1345 - 1354 هـ"، ليستقر به المُقام في مدينة المحابشة طالباً ومُدرساً للعلوم الشرعية، ومُرشداً ومُفتياً، ومُصلحاً بين الناس.
حصل على إجازات عامة من مشائخه في مختلف العلوم الدينية، وفاق أترابه وأعيان عصره علماً وفِقهاً وورعاً وزُهداً.
ومن أبرز العلماء الذين أجازوه:
1 - فضيلة العلامة محمد بن علي الشرفي، أجازه إجازةً عامةً شاملةً لما حواه مؤلفه المعروف بـ"دليل الإثبات على ما حوته الفهارس والأثبات"، وهو يحتوي على مائة ونيفٍ وخمسين ثبتاً، كل ثبت فيها يشتمل على مئات من المؤلفات المختلفة، مع ما إليه من الفوائد التي لا يستغنِ عنها طالبُ العلم، لأنه حوى أغلب مؤلفات علماء الإسلام في جميع المذاهب، ولذا فهو أشمل وأعم من جميع الإجازات، وهو موسوعةٌ في عِلمي المعقول والمنقول.
2 - فضيلة العلامة الحافظ محمد بن ياسين بن محمد بن عيسى الفاداني المكي شيخ الحديث والإسناد بمكة المكرمة، أجازه إجازة عامةً شاملةً لما حواه مؤلفه في الإجازات المُسمى بـ"العِقْد الفريد من جواهر الأسانيد"، وفيما حوته الأربعة المؤلفات في الإجازات على اختلاف أنواعها.
3 - فضيلة العلامة الحُجة محمد بن يحيى يايه، أجازه إجازةً عامة في جميع مقروءاته ومسموعاته ومروياته ومستجازاته، وأجازه أن يجيز من وجده أهلاً لذلك.
4 – فضيلة العلامة ناصر بن حسن مسلي أجازه فيما حواه "العقد النضيد"، وفيما صح له سماعاً عن مشائخه وما أُجِيز فيه.
ومن مبرات هذا العالم الجليل فتحه بيته لطلاب العلم، وبناء غرفة خارجية بجواره تم تخصيصها لتدريس العلوم الشرعية بعد وفاته.
قال عنه تلميذه فضيلة العلامة حسن علي عجلان النعمي:
كان زين العابدين في زمانه، في الشرفين، لا يختلف اثنان على علمه وصدق لهجته وورعه وزهده وإن خالفاه الرأي.
عُرضت عليه مناصب عِدة قبل ثورة 26 سبتمبر 1962 وبعدها، فأبى.
مراجع ذُكر فيها العلم:
1 - المؤرخ يحيى محمد جحاف، حجة معالم وأعلام، مكتبة خالد للطباعة والنشر، صنعاء، ط أولى، 2013، ص 243 - 244.
2 - مجلة ثقافتنا، مقابلة شخصية مع فضيلة العلامة حسن علي عجلان النعمي، 9 أكتوبر 2010.
3 - رابطة علماء اليمن.
4 - الموسوعة الدولية الحرة "ويكيبيديا".