في الاتجاه المعاكس نجد علماء المسلمين كل منهم باباوات حصرية للمذهب أو الطائفة أو الحزب أو السلطان أو النظام .. ويعملون بلا كلل ولا ملل - إلا من رحم الله وهم قلة قليلة مستضعفة مضطهدة محاربة - من أجل تفريق وتمزيق المسلمين الموحدين منذ ألف وخمس مئة عام؛ باسم الطائفية والمذهبية والحزبية والمناطقية والأهواء السلطانية، التي صارت بكل أسف وحزن أديانا يتعبدها الناس من دون الله؛ فشوهوا رحمانية الاسلام؛ ومزقوا وحدة المسلمين وأباحوا ذبح وتكفير وتسفيه بعضهم البعض ..
وصار المسلمون بسببهم مجرد نكته سوداء في جبين الإنسانية يتسكعون في ظلمات الجهل والتخلف والضعف والهوان والشتات والدماء ويتسولون على هامش ضفاف نهر التاريخ ..
بينما العالم المسيحي يحلق في فضاءات العلم والمعرفة والإنسانية والحرية والقوة والوحدة ..
أليس هذا مبعث ألم وحسرة يا من "كنتم خير أمة اخرجت للناس" فأصبحتم شر الأمم؟
.. زيد يحيى المحبشي