Translate

الأربعاء، 16 أكتوبر 2019

تغاريد حرة يكتبها زيد يحيى المحبشي

* وحيد عصره
الشهيد إبراهيم الحمدي رحمة الله عليه طفرة لم ولن تتكرر في تاريخ اليمن المعاصر ..
الحمدي ضحية الدولة المدنية التي كان يطمح بكل حب وتفاني لبنائها ومن يعادون الدولة المدنية لا يحق لهم الحديث عن مظلومية الحمدي رحمة الله عليه ..
* الشعب: ما في كهرباء
حكومة الانقاذ: مدوا إشتراك من التجاري
الشعب: ما في ماء
حكومة الانقاذ: إشتروا وايتات وإذا ما في فلوس ساربوا عند براميل السبيل وادعوا لنا
الشعب: ما في غاز نصلح طعام
حكومة الانقاذ: اشتروا حطب وفحم وإذا ما في فلوس دوروا كراتين
الشعب: ما في بترول وبنزين
حكومة الانقاذ: إمشوا رجل وإذا مش قادرين إقعدوا بالبيت
الشعب: ما في مرتبات
حكومة الانقاذ: المرتبات لم تكن موجودة في عهد النبي والصحابة
الشعب: جاوعين
حكومة الانقاذ: كلوا حلص
الشعب: ما في دواء
حكومة الانقاذ: الشافي الله وليس الدواء
وعليها
ربنا يكفيهم شر الشعب الناكر لأفضال فضلاتهم
* بالمختصر المفيد
المطلوب تهدئة يمنية مع السعودية من طرف واحد فقط هو الحوثيين، لتهيئة الاجواء بين أميركا وإيران، من أجل التفاوض المرتقب حول الملف النووي، بالمقام الأول، ثم يُصار بعدها، وفقاً لنتائجها، الى مناقشة الملفات الإقليمية العالقة، وحتى ذلك الحين للسعودية الغير ملزمة بالتهدئة، الغير ملزمة لها أصلاً، كامل الحرية في مواصلة عدوانها وغاراتها، بعد تكفل التهدئة اليمنية الأحادية بتجريد اليمنيين من حق الرد ..
مبادرة التهدئة الحوثية مجرد محلل لتجديد الزواج الإيراني الأميركي بعد طلاق بائن
* ‏سلام على الذين تطهروا من براثن وأوساخ الطائفية والمذهبية والحزبية والجهوية والمناطقية والسلالية، واحترموا رحمة الإختلاف ونعمة التعدد وحتمية التعايش، وآمنوا بالوطن المتسع لكل أبنائه والكبير بكل أبنائه
* ‏هيبة الدولة في كرامة مواطنيها يا سلطة الأمر الواقع، باتفاق كل العقلاء، فأين هي الكرامة إذن؟؟؟؟!!!!
* مزعج جدا أن تمنح وطنك أجمل سنين حياتك؛ وفي ساعة العسرة والضيق لا يحملك بل يتركك تصارع مصاعب الحياة دون توفير أبسط مقومات البقاء على قيد الحياة وليس العيش بكرامة، فالكرامة في بلادي لم يعد لها وجود سوى في كتب الفلاسفة والاخلاقيات والمؤرخين
والأكثر ازعاجا وبشاعة أن لا يجود عليك بفرصة عمل لائقة بك ماديا ومعنويا!!
* س: صعدة لاتعاني من أزمة المشتقات النفطية، لماذا؟
ج: السبب ليس لوفرة المشتقات؛ فهي كغيرها من المحافظات؛ بل لتوافر القناعة لدى الناس بأخذ ما يكفي ليومهم فقط وغدا سيأتي رزقه معه ..
يصل صاحب السيارة للمحطة يعبي نصف دبة فقط؛ تقل له: ليش ما تعبي دبة؟
يرد عليك: وش أعمل بها وغيري في حاجة مثلي .. أخذ ما يكفيني اليوم وغدا سيأتي رزقه معه ..
هذا الوعي لو كان موجودا في صنعاء لما كانت هناك ازمة مشتقات ولما عانى الناس من خنقة طوابير المساربة
فالقناعة كنز لا يفنى
* الهمج الرعاع هم المتحولين أو أبو عدة شرائح أو راكبي الموجة وما أكثرهم بل وصاروا من اهل النفوذ والسطوة وهم سبب كل المآسي والكوارث التي حلت بالبلد وهم كابوس الحاضر والخطر القادم؟؟
* لا حياة مع اليأس ولا يأس مع الحياة
تفائلوا بالخير تجدوه
فحتما مهما طال هذا الظلام الحالك
ستشرق شمس الأمل يوما ما أحسبه قريبا
وستكلل مآسينا بالأعياد
ذلك وعد الله لعباده المستضعفين
* ‏حكومة بن حبتور المبجلة تتعامل مع الشعب منذ تأسيسها ولا زالت وكأنها مجرد ضيف شرف في صالة الأعراس .. المجاعة تعصف بالناس والاسعار مشعللة نار والتجار كل واحد دولة نفسه وعنتر زمانه والأوبئة تفتك بالناس والغاز معدوم والدراسة بالمدارس لها أكثر من شهر ونصف ونصف الراتب الاهانة لم يتكرم بإطلالته البهية بعد وووو .. وضيوف شرف الإنقاذ والمزومرين حقهم ولا على بالهم .. لا حلول اسعافية ولا ضبط للسوق ولا صرف الصدقة النصف سنوية على الأقل احتراما للعام الدراسي الجديد .. بخلوا على هذا الشعب المنكوب حتى بمجرد بيان أو توضيح ولو خرط كالعادة من أحد حميرهم المسخ للشعب عن حقيقة ما يجري .. على الأقل يشعروا الناس أن من يحكمهم لا زالوا أحياءا يهبرون
* مفاوضات جدة في حال كانت صحيحة معنية بشيئ واحد فقط هو ترسيم وشرعنة التقسيم على قاعدة المثالثة جنوبا وشمالا .. أي شنترت الجنوب الى ثلاثة كانتونات والشمال الى ثلاثة كانتونات وما بينهما ستدفع تعز ثمن باهض وسيتوزع دمها بين القبائل
ذلك ما يريده العراب الاقليمي بتلاوينه وأسيادهم الدوليين وما عدا ذلك تفاصيل هامشية لا قيمة لها

السبت، 5 أكتوبر 2019

اليمن ازمات لا تنتهي

بقلم زيد يحيى المحبشي
* وزير للكهرباء والكهرباء تجاري
وزير للمياه والماء وايتات والفواتير تأتي شهريا بلا خجل
وزير للنفط والوزاره بتشتري من التجار
وزير للرياضة والدوري موقف
وزير للتجارة ولايوجد ضابطي للتجار
وزير للعدل والظلم حدث ولاحرج
وزير للنقل ومطار صنعاء مغلق
‏‎وزير للخارجية ومابش معهم ولا سفير
وزير للمالية  ومابش نفط نبيع
وزير للسياحة وقد اليمنيين بيهاجروا
وزير للمغتربين وقد المغتربين غربوا
وزير للخدمة المدنية ومابش وظائف وعاد يعلنوا كل سنة وبكل وقاحة عن تجديد القيد الوظيفي
وزير للتعليم العالي ومابش سفر ولا منح خارحية
وخاتمة الاثافي تعيين محافظين لمحافظات خارج سيطرتهم وعاد معهم حكومة من 44 ولي لم تقدم للناس شيئ منذ تشكيلها وكتائب من المستشارين لم يقدموا استشارة واحدة منذ تعيينهم
وووو
هذا ومابش موارد والبلاد في حرب وحصار
 هيا وكيف النهاية
* السلة البطاط بعشرة ألف والكيلو ب 500 ريال يمني لا غير .. ارتفاع جنوني في الاسعار يستدعي
أولا: عدم تصديق الإشاعات المغرضة والحقودة التي يروج لها المرجفين في الأرض بأن البطاط قاتله الله قوت الفقراء والمساكين وهو ادعاء غير صحيح ومردود عليه ..
وثانيا: تأكيد هذا الارتفاع الجنوني لسعره بأنه أحد الأدوات القذرة التي تعمل لصالح الأعداء ..
وهذا يستوجب من كل الأحرار والشرفاء مقاطعته وتركه يعفن لدى باعته: وهذا اقل ما يجب اتخاذه لحماية الاقتصاد الوطني والبلاد من الاعداء وتصفيتها من العملاء الذين يسعون لاثارة الضجيج والبلبلة وتعكير الصفو العام وفي مقدمتهم البطاط .. والتوجه لاستخدام اوراق الحلص/ الحدق كبديل وطني خالي من شوائب العمالة والارتزاق

أزمة الغاز في صنعاء

بقلم زيد يحيى المحبشي
بحثنا عن دبة غاز دون فائدة ..
العاقل قال السبب الشركة والشركة قالت السبب دولة الأنصار ودولة الأنصار  قالت السبب حكومة العدوان وحكومة العدوان قالت السبب الحجة السعيدة وعليها منذ خمس سنوات وغريمنا من يحكمنا وما عدا ذلك لا يعنينا
تحمل الناس قطع المرتبات وغرقوا في بحر الديون؛ فقالوا: الصبر زين نحن في حرب وحصار ..
 تحملنا غلاء الأسعار؛ وقلنا: الله بيفرجها ..
تحملنا قرف وجود دولة لم تمارس أيا من وظائف الدولة منذ نكبتنا بها ولم تقدم أي خدمة لمواطنيها؛ وقلنا: عوينهم مشغولين بتقاسم المناصب والمكاسب والترفيه عن المسعورين الجدد ..
تحمل الناس الاقصاء والتهميش من وظائفهم؛ وقالوا: ما نعمل غوجانية وأح لا داخل ..
لكن ان يدوخ الناس السبع دوخات كل يوم بحثا عن دبة غاز؛ فهذا شيئ لا يرضاه الله ولا رسوله وخصوصا سكان العاصمة لانعدام البدائل ..
طيب وقد بلغ بكم العجز حد الغثاثة عن توفير الغاز المنزلي؛ اسعفوا الناس بحطب وكراتين ومواقد على الحساب
فو الله ان الناس قد وصل بهم الضيق والضنك والكبد حد الانفجار
 وحسبنا الله ونعم الوكيل

الاثنين، 30 سبتمبر 2019

تغاريد حرة يكتبها زيد يحيى المحبشي

* في الحرب بين الادريسي والامام يحيى كانت أكثرية المحاربين مع الادريسي من قبائل المملكة المتوكلية .. فاستغرب أصحاب الإدريسي وسألوهم: كيف تحاربوا مع عدو إمامكم؟
فقالوا: الادريسي إمام الذهب والامام يحيى إمام المذهب
* خصومات تراوحت بين 7 و 10 آلاف من مرتبات من تبقى من موظفي القطاع الخاص بصنعاء وضواحيها مجهود حربي وحديث عن توجيهات بخصم 15 % من مرتبات موظفي القطاع الحكومي النصف صدقة كل ستة أشهر وتم عمليا تطبيق بركات ال 15% على بدلات المناوبات الحكومية ونفقات التشغيل والانتاج الفكري ..
رغم أن ما يتقاضاه جزء بسيط من موظفي الدولة وليس كل موظفي الدولة ممن ابتسم لهم الحظ من بدلات لا يتجاوز في أحسن الأحوال الخمسة عشر ألف ريال وعليها الى أن تأتي الصدقة النصف سنوية الخاضعة هي الأخرى لقانون الجبايات المقدسة الجديد والذي من المتوقع أن تعم بركاته المواد الغذائية ..
وبركات بركات ربنا يكفيهم عيون الحاسدين والحاقدين
* عملية نصر من الله لم تكن في  العمق السعودي بل في العمق اليمني وداخل صعدة وتحديدا كتاف والمناطق اليمنية الحدودية مع السعودية كما هو واضح من تصريح الناطق العسكري لأنصار الله عندما قال: تم تحرير 350 كم مربع، كانت قوات التحالف ومواليها قد احتلتها في وقت سابق .. وتكتسب هذه العملية أهميتها من قدرتها على استدراج المقاتلين للأسر وهي بلا شك ضربة معلم نرجو أن تدفع التحالف لمراجعة حساباته والانصياع لصوت السلام واحترام حق الجوار ما لم فعليه تحمل تبعات الغطرسة المتهاوية
* ‏عملية نجران في حال كانت صحيحة وموثقة وهي كذلك كما هي عادة أنصار الله في كل عملياتهم؛ ثاني ضربة قاصمة توجه للسعودية بعد عملية بقيق؛ ضمن ضربات الترجيح قبل اطلاق الحكم الصفارة واعلانه انتهاء المباريات بهزيمة منكرة للسعودية بعد خمس سنوات من العربدة والزهو الكاذب في بلاد التبابعة
* ما أجمل ان يتجه الجميع في هذا البلد المنكوب الى زراعة أرضه المجدبة ببذور المحبة الملائكية كي تزهر ذات يوم نرجو ان يكون قريبا بسنابل السلام الوارفة وما أكثر الجياع للسلام
* ‏لماذا يشرب أهل اليمن من حوض النبي صلى الله عليه وآله وسلم أولاً يوم القيامة؟؟
لأننا شبعنا مساربة في الدنيا فمن رحمة الله عدم المساربة في الاخرة لأن الله لا يجمع على عباده الكادحين عسرين
* ‏ﻋﻠﻤﻮﺍ ﺃﻃﻔﺎﻟﻜﻢ ﺻﻠﺔ ﺍﻟﺮﺣﻢ، ﻋﻠﻤﻮﻫﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻢ ﺃﺏ والعمة أم ﻭأﻥ ﺍﻟﺨﺎلة ﺃﻡ والخال أب ﻭﺍلجد والجدة قطعةٌ ﻣﻦ ﺍﻟﻘَﻠﺐ، ﺃﺧﺒﺮﻭﻫﻢ ﺃﻥ ﻻ ﺣُﺐ ﻳﻌﺎﺩﻝ ﺣُﺐ ﺍﻟﻌﺎئلة ..
علموهم أن حب الكتاب حياة وسعادة لعلى الله يرفع عنا عذاب الحروب والصراعات والثارات والخراب بنور العلم ونور البصيرة ونور القلوب
علموهم أن بلاء الأمم والشعوب يأتي من عقل مُغلق، وأفق ضيق، ووعي محدود وأنا طاغية  ..!!
* دمت يا سبتمبر التحرير يا مجد النضال
رغم كل المحاولات العبثية لطمس معالم ثورة 26 سبتمبر المجيدة وإلباسها ثياب التوبة والتطهر وتصحيح المسار أملا في حرف المسار وحرق المصير  .. أبدا لن يفلحوا في إطفاء شعلة الانعتاق والتحرر السبتمبري .. أبدا لن يفلحوا في سلها من قلوب وأفئدة ووجدان وذاكرة اليمنيين، لأنها ثورة كل اليمنيين وحلمهم الباقي والمتجدد للغد الجميل ..  أبدا شعلتها لن تنطفئ من قلوبنا أيها العابثون بحاضرنا ومستقبلنا
غياب المجلس الانتقالي حق عيدروس عن محادثات مسقط الجارية أفقدها أهميتها وبالتالي فمصيرها كمصير محادثات الكويت وجنيف وبييل والسويد ومحادثات مسقط السابقة المباشرة وغير المباشرة ..
بالمختصر المفيد: السلام في اليمن لم يحن وقته بعده؛ لحسابات اقليمية ودولية خارجة عن حدود قدرة وإرادة وصلاحيات فرقاء الصراع المحليين؛ وهي الفيصل في قرارات السلام والحرب لا نحن
* التدمير السلمي للسلطة:
ثورة 26 سبتمبر: نهاية الملكية وبداية الجمهورية
ثورة 21 سبتمبر: نهاية الجمهورية وبداية الملكية
* المصالحة الوطنية تشتي رجال سلام وقرارات شجاعة وسجل تعايشي ناصع وإجراءات عملية ناجزة تلملم جراحات الثقة النازفة وتنازلات مؤلمة وإيمان بالوطن الكبير بكل أبنائه والمحتضن لكل أبنائه وتقديم المصلحة الوطنية على المصالح الحزبية ومصالح الرعاة الإقليميين ودولة مدنية عادلة وما عدا ذلك مجرد بيع للوهم
* كتب احدهم متسائلا: علي مع الحق والحسين مع الحق والراتب مع من؟؟.
والجواب والله العالم بالصواب من شقين:
1/ الامام علي والامام الحسين عليهما السلام واهل البيت عموما لا علاقة لهم بما يجري فرجاء كونوا كبارا في اخلاقكم واقوالكم وافعالكم وكتاباتكم .. ودعوهم ينامون بسلام في قبورهم .. وإن كان لكم انتقاد فسموا الأشياء بمسمياتها كما هي في الواقع المعاش ..  وكفانا انغماسا في الماضي وارتكاسا في الحياة القبورية .. في وقت نحن بحاجة للعيش في الحاضر والانطلاق نحو المستقبل
2 / وبالنسبة للراتب هو مع الباطل ولولم يكن مع الباطل لما كتب الله عليه التيه والضياع والتشرد والله حسبنا ونعم الوكيل
* زمان اشتكى عبدالله هاشم الكبسي من تطحيس الرئيس الراحل علي عبدالله صالح لمذهب زيد بن علي:
قد قلت لك يا علي .. طحست زيد بن علي
فأين هو زيد بن علي عليه السلام اليوم وأين هو الفكر الزيدي المستنير من وجدان وسلوكيات واقوال وأفعال من يحكموننا باسمه للأسف .. حقيقة مرة .. لكنها واقع الحال .. ولا خير فينا إن لم نقولها رغم مرارتها .. بعد ان صرنا مجرد صدى للأخرين خارج الحدود والفكر والعقل والمنطق
وزمان أيضا تساءل الأكوع وله حق التساؤل:
زيدية اليوم ليست بزيدية الأمس  .. فهل كان محقا؟؟
* س: ما الفرق بين قيق وبقيق؟
ج: قيق نكتة متلاشية وبقيق كابوس متنامي
* ‏لا وطن، لا دولة، لا مؤسسات، لا وظيفة، لا دخل، لا فلوس، لا سفر، لا كهرباء، لا مياه، لا رواتب، لا كرامة، لا حرية، لا حياة، لا تركونا نعيش مثل الناس، ولا قتلونا وأراحونا، لا رحموا خلق الله، ولا تركوا رحمة الله تنزل ..
لا ثاروا ساع الناس، ولا رقدوا وهجعونا الأذوه، لا حاربوا الفساد، ولا رخصوا الاسعار؛ لا اسقطوا الجرع، ولا توقفوا عن ممارسة هواية التجريع ..
وفوق هذا وذاك: لا حسم عسكري يفتح نافذة نحو السلام، ولا توجه جدي للحوار والتفاوض على قاعدة لا ضرر ولا ضرار ..
ويجيء واحد فارغ ومتخيل نفسه فيلسوف زمانه يقول لك: ليش شعرك ابيض وأين راحت ابتسامتك ومن أين جت لك الصلعة!!
يا خبير وزعوها لنا اﻻمم المتحدة مساعدات بدل المساعدات الدولية التي بتبيعها دويلات صنعاء وعدن ومارب في السوق وتحرم منها من أرسلت من أجل إنقاذهم من شبح المجاعة ..
اضحك وافتهن أنت في زمن الفتح الأكبر
* الاخوة حكام صنعاء المبجلين
الدراسة على الأبواب والأولاد يشتوا يلتحقوا بالمدارس والمدارس تشتي حق التسجيل وحق الدمغة وضريبة الدراسة  والدراسة تشتي زي مدرسي ودفاتر ومساطر وأقلام ومحايات وحقائب ووو .. والناس لم يعودوا على الحديدة بل صاروا تحت الحديدة ..
فهلا تكرمتم بصرف على الأقل نصف راتب للموظفين المنكوبين كي يتسنى لهم تعليم أولادهم مثل بقية خلق الله أم أن شأنهم لا يعنيكم كالعادة بعد أن صار التعليم في عهدكم الزاخر لمن استطاع اليه سبيلا؟؟؟؟؟
* مادة تفاعلية
قبل عامين زارني أحد الأخوة المقربين من الحكام الجدد وبادرني بحرقة وألم: هل تعلم أن نسبة الالحاد في أمانة العاصمة وحدها تقارب العشرين بالمائة وهي في تزايد مخيف؟
قلت: وكيف عرفتم ذلك؟
قال: اطلعت على احصائيات لدى الجماعة وبدأ يعدد ملامح ومظاهر هذه الكارثة الطارئة على مجتمعنا المؤمن؛ خاتما حديثه بالقول: ما الذي دفع الناس لهذا المنحى الخطير؟
الواقعة ليست من نسج خيال الكاتب والأخ الذي أخبرني بها فوق الشبهات وإن كنت أعتقد أن النسبة مبالغ فيها لكن الكارثة موجودة وهي في تزايد مرعب .. برأيكم ما الذي جعلهم يتجهون نحو الالحاد؛ هل هو:
ضعف الوازع الديني أم الجوع وتردي الحالة المعيشية أم بشاعة قتال وصراع الأخوة الاشقاء وما خلفه من كوارث اجتماعية ونفسية واقتصادية وأخلاقية وو ؟؟
* تخاريف
عشرات المليارات من الريالات اليمنية، الانفاق السنوي على طباعة صور ومناشير مناسباتهم ومسيراتهم التي لا تنتهي في زمن الحرب والحصار والفقر والعوز والمجاعة؟؟؟!!!
أكثر من 5 سنوات من العبث والمظالم والفساد والجبايات القاصمة لظهور البسطاء وادارة الدولة بعقلية القطيع والجماعة وعدم القيام بوظائف الدولة المتعارف عليها ليس عند خلق الله فحسب بل وعند الامام علي والامام الحسين عليهما السلام وحتى السيد حسين بدرالدين رحمة الله عليه
فهل من وقفة مراجعة وتصحيح وصحوة ضمير وارتقاء الى مستوى صبر الناس وصمود وبسالة رجال الله في الجبهات
* اليمني اليوم إما محارب أو مسارب
تعليمات للمحارب:
- التخلص من الحقوق والمظالم
-  صورة شخصية للذكرى والنشر
- وصية وخليها بالبيت
- موافقة ورضا ومباركة الوالدين أو الزوجة في حال كنت مزوج لمن أراد تسهيل اجراءات السفر السماوي
‏تعليمات للمسارب:
- صيدلية مصغرة: بنادول، سلبادين، مهدئات بشكل عام
- الملابس: جاكت ثقيل - شال - معوز - سجادة
- حبل أو خبطة عشان إذا قطع البترول وأنت في السرب
- صميل أو أي أداة للدفاع عن النفس في حالة المغالطة
- خازن للتلفون
- باقة انترنت واذا ما فيش انترنت يستحسن تحميل أفلام

الجمعة، 20 سبتمبر 2019

تغاريد سبتمبرية حرة

 يكتبها زيد يحيى المحبشي
* الغزاة والمحتلين هم هم بالأمس واليوم .. يعني لا جديد حتى يستشيط البعض غضبا من ثورة 26 سبتمبر .. إلا إذا كان هؤلاء الغزاة والمحتلين ملائكة الامس وشياطين اليوم .. وفي الحالتين لن يرضوا عنا البتة ما دمنا نتحكم بباب المندب وارضنا لا زالت زاخرة بالثروات البكر  .. وبالمناسبة عرف باب المندب تاريخيا باسم بوابة الدموع لانه تسبب لليمنيين بالكثير من البكاء والاحزان ولا زال ..
بالامس وقفت اسرائيل وأميركا والسعودية والاردن وايران ضد ثورة 26 سبتمبر واليوم ضد ثورة 21 سبتمبر باستثناء ايران عليها السلام طبعا فضلت اخذ اجازة مفتوحة اليوم مع ممارسة اللعب من تحت الطاولة واستثمار العدوان على اليمن لصالح مصالحها القومية والاقليمية ..
* في 2011 بعد انضمام عتاولة الفساد لما اسمي بثورة 11 فبراير، وصراخ اثوار ميكروفون نافورة الحكمة بجولة الجامعة الجديدة: من دخل الثورة رجع كيوم ولدته أمه .. يومها أجرت احدى الصحف مقابلة مع الشهيد الدكتور المرتضى المحطوري رحمه الله، ومن ضمن الأسئلة الموجه له، كانت هناك فقرة عن علي محسن الأحمر، فساله الصحفي: علي محسن انضم للثورة وهو من عتاولة الفساد والثورة تجب ما قبلها .. تبسم الدكتور وقال: الاسلام يجب ما قبله وليس الثورة .. اذا اراد علي محسن التطهر فعلا فعليه اولا التخلص من المظالم ورد حقوق الخلق وما عدا ذلك فتوبته غير مقبولة ..
 وللأسف مثلت احداث ما سمي بجمعة الكرامة حينها المتنفس للفاسدين في النظام الحاكم للتطهر على حائط مبكى نافورة الحكمة؛  وما اشبه الليلة بالبارحة .. فقد اصبحت صرخة 21 سبتمبر كحائط مبكى 11 فبراير، تجب ما قبلها .. رغم ان 11 فبراير وو21 سبتمبر كان مبررهما الأول محاربة الفساد والاطاحة بالفاسدين؛ وبما ان عبارة محاربة الفساد كانت مجرد شعار وشماعة ظلت كذلك ..
وإذا عرف السبب بطل العجب!!!! ..
* 26 سبتمبر ثورة شعب شعلتها لن تنطفئ مهما حاول العابثون لأنها راسخة في وجدان وذاكرة كل اليمنيين بمختلف توجهاتهم ومشاربهم .. وو21 سبتمبر ثورة تحرير وطني هناك من يعمل جاهدا للأسف من داخل جماعة أنصار الله وباسمهم لخلع جلباب الوطنية عنها واغراقها في أوحال السلالية والعنصرية والطائفية ومستنقع الثأرات وتصفية الحسابات والايحاء للناس بأنها جاءت بالضد من ثورة 26 سبتمبر وليس لاستكمال مسيرتها ..
* قال الحكواتي: احمدوا الله يا سادة يا كرام على ثورة 21 سبتمبر وما أحدثته من تغيير جذري في حياتكم ما كان ليحدث ولا بعد مئة عام فقد خلصتكم من واقعكم واحلامكم وأي مكرمة اعظم من هذه المكرمة
.. ما لي دخل هذا رأي الحكواتي ويعلم الله ما قصده ..
* في العهد الجاهلي كانت نسبة الأمية 70 بالمئة وبفضل ثورتي 11 فبراير وو21 سبتمبر انخفضت الى 90 بالمئة وصار التعليم لمن استطاع اليه سبيلا كما انخفضت نسبة الفقر من 50 الى 85 بالمئة واختفت الطبقة الوسطى تماما وصارت الحياة للمقتدرين فقط والذي ما بش معه مش ضروري يعيش والصحة بعد أن كانت للجميع في المستشفيات الحكومية وباسعار رمزية صارت برسوم تفوق احيانا المستشفيات الخاصة وبدون خدمات صحية والذي ما بش معه ليش يمرض اصلا وعن اسعار المواد الغذائية والجرع والوظيفة العامة والرواتب والكهرباء والمياه والمشتقات النفطية والخدمات العامة والمواطنة والمساواة وقضايا وهموم البسطاء والمساكين والمستضعفين في الأرض ولعنة الوساطات والاقصاء والاستحواذ والعزل والعدالة والرفاه الاجتماعي فحدث ولا حرج وخاتمة الأثافي تحول البلاد من طور التنمية الى طور الاغاثة ولا زالت الباقيات الصالحات في الطريق والخير لا قدام والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه الثورات سواه
* بفضل ثورتي 11 فبراير وو21 سبتمبر اليمن تحتل المركز الثاني بين الدول الأكثر فقرا في العالم .. شدوا الهمة باقي دهفة ونحتل المركز الأول
* في الجانب الايجابي لثورة 21 سبتمبر للانصاف:
1 / ثورة 21 سبتمبر أتت كنتيجة طبيعية لاقصاء وتهميش نظام ثورة 11 فبراير لشريحة واسعة من المجتمع اليمني  .. كما أنها نتاج طبيعي لسلسلة من المظالم تعامل معها نظام صالح بروح التعالي وصمت عنها الفاعلين السياسيين من أحزاب وشخصيات إجتماعية مؤثرة بل وحاول البعض تجيير موقف النظام السابق من قضية ومظلمة صعدة لصالحه مدفوعا بالعصبية المذهبية ومصالح دول الجوار
2/ عدم ارتماء ثورة 21 سبتمبر في احضان الخارج وعدم اباحتها البلاد للغزاة والمحتلين في الوقت الذي اتخذ نظام 11 فبراير شرعية هادي الساقطة واقعيا مبررا لتدمير البلاد واباحتها للغزاة والمحتلين
3 / محافظة ثورة 21 سبتمبر على ما تبقى من مؤسسات الدولة ومنع انهيارها وشللها وفرضها الأمن والاستقرار في مناطق نفوذها وهي أمور تكاد تكون شبه معدومة في مناطق نظام 11 فبراير
4 /  تحمل نظام 21 سبتمبر  مسؤولية مواجهة الاحتلال السعودي الاماراتي وتبعاته  وسام وشرف وطني وقومي وعروبي لا يمكن تجاهله أو تجاوزه وطنيا وقوميا وتاريخيا .. مهما اختلفنا مع الطريقة التي يدير بها نظام 21 سبتمبر البلاد فهذا هو واقع الحال ولا وجه للمقارنة بين من يرتمي في أحضان الغزاة والمحتلين ومن يدافع عن الوطن ..
* ثورة 26 سبتمبر ثورة شعب حر  ضد الرجعية والتخلف والظلم والاستبداد والعبودية والوصاية الداخلية والخارجية والجهل والمرض والجوع
* 26 سبتمبر ثورة شعب متطلع للحياة والنور .. شارك في نسج خيوطها الذهبية نخبة المثقفين والمتنورين والمتطلعين الى النور من كل أطياف المجتمع ومن العبث طمسها أو محوها من وجدان وذاكرة اليمنيين
* تعالي الاصوات المطالبة باعادة تصحيح مسار ثورة 26 سبتمبر المجيدة بعد 56 عاما من انطلاقتها محاولة عبثية لاعادة ضبط المصنع  ولا شيئ سوى هذا .. وهذا يكون في حالة واحدة عندما نكون امام ثورة غير مكتملة وغير واضحة المعالم والأهداف ولا تعكس احلام وطموحات وتطلعات الشعب كل الشعب بتلاوينه المختلفة .. وثورة 26 سبتمبر مكتملة وواضحة الأهداف والمعالم منذ الوهلة الاولى لانطلاقتها لأنها صوت كل الناس الباحثة عن الحياة والحرية والعدالة .. صوت كل الشعب الذي يريد مغادرة الماضي نحو المستقبل
* في ثورة 26 سبتمبر قدمت أسرة بيت المحبشي أربعة شهداء ..
وفي ثورة 21 سبتمبر قدمنا 56 شهيدا ..
ولا زلنا
ربنا تقبل منا

الأحد، 8 سبتمبر 2019

دردشة حول ثورة الامام الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام بقلم زيد المحبشي

* ثورة الامام الحسين عليه السلام بكل بساطة، هي:
ثورة النور ضد الظلام
ثورة الحق ضد الباطل
ثورة الأمن ضد الانفلات
ثورة الحياة والتعايش ضد الموت والأنا
ثورة الإصلاح ضد الفساد
ثورة دولة العدالة والمواطنة والمساواة ضد دولة الظلم والجور والاستحواذ والملك العضوض
ثورة العلم ضد الجهل
ثورة الأخلاق والقيم والمبادئ ضد الانحطاط والسفه والرذيلة
ثورة الحقيقة ضد التزييف
ثورة العطاء والنبل والشهامة ضد الحرمان والجبن والخسة
ثورة الإسلام المحمدي الأصيل ضد الإسلام اليزيدي المدجن
ثورة الحرية والكرامة والعزة ضد الاستعباد والذل والهوان
ثورة المستضعفين في الأرض ضد الطغاة والمستبدين
ثورة أنسنة الانسانية ضد الاستحمار والإستغباء والتجهيل ..
لهذا كله كانت ثورة الحسين على مر التاريخ وما تزال تشكل عامل خوف ورعب لكل الطغاة والمستبدين؛ لأنها علمت الانسانية أن من لا يحسن اختيار طريقة موته لن يحسن اختيار طريقة حياته .. ولأنها إشاعة الأمل لكل المظلومين والمضطهدين والمعذبين في كل زمان ومكان بإمكانية الانتصار متى ما توافرت الإرادة والعزيمة وخلصت العقيدة وتحددت الأهداف السامية
* الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام تضحية وفداء وعطاء وحياة وليس بكاء ولطم للخدود وضرب للصدور وشق للجيوب وإسالة للدماء .. ثورة الحسين ثورة حياة واخلاق وفضيلة وليست ثورة موت ورعب وغطرسة جاهلية .. ما نراه اليوم ممن يدعون حب الحسين عليه السلام من بكاء ولطم وضرب وتطبير ورعب لا علاقة له بالحسين ولا بالإسلام ولا بفكر ونهج وأخلاق أهل البيت ومن يمارسون هذه الأفعال أكثر بشاعة من قتلة الحسين
* دماء الحسين وأولاده وأصحابه تتدفق في اليمن دون أن يرق لها أحد من أدعياء الولاء الحسيني فهل من ناصر إن كنتم كما تدعون تحبون الحسين .. الحسين لا يحتاج لمجالس العزاء ولا الى اللطم والبكاء المجافي لأخلاق الحسين وأهل بيته بل إلى المناصرة لأصحابه في اليمن؟؟؟!!!
*  ما الذي يريده الإمام الحسين عليه السلام في ذكرى استشهاده؟؟
هل يريد منا مسيرة حنانة طنانة أصبحت روتين وعادة كالعادة أم يريد دبة غاز من اجل أم العيال تطبخ للأسرة طعام وراتب من أجل يتصرف للبيت ويعيش بكرامة دون أن يذل نفسه للناس وتعليم مجاني وتطبيب مجاني وعلاج مجاني وأخلاق حسينية في اقوالنا وأفعالنا وسلوكنا ودولة خالية من الفساد والمفسدين والظلم، دولة يسودها العدل والإنصاف والنظام والقانون والمواطنة المتساوية، والمساواة بين الناس في الحقوق والواجبات دون محاباة أو مجاملة أو تمييز عنصري أو سلالي أو طبقي، دولة يسودها الإخاء والحب والتواضع والحلم وعدم التعالي على الناس وعدم استثقال لقمة البسطاء وعدم التفحيط بالسيارات والأطقم المدججة بالمسلحين في الشوارع العامة وارعاب خلق الله، واحترام التنوع والتعدد المجتمعي فكريا ومذهبيا وسياسيا، دولة يكون هما البسطاء لا المشرفين والمسؤولين وأصحاب الوجاهة والنفوذ ووووو ؟؟؟؟

السبت، 31 أغسطس 2019

سبأ تحت الحصار والنار 2011


زيد يحيى المحبشي
ما يتعرض له الصحفيون في اليمن من كبت وترهيب وملاحقة واضطهاد وترويع وقتل وخطف ومصادرة لصحفهم من قِبَل النظام الحاكم, الممعن منذ انطلاقة الثورة الشبابية التغييرية السلمية في شباط/ فبراير 2011 وحتى كتابة هذه السطور, في سياسة التعذيب والتنكيل والملاحقة والاختطاف والمصادرة, وهي وإن كانت من الأمور الطبيعية والمبررة, التي عادةً ما تصاحب أي صراع سياسي بين ثقافتين متناقضتين, الأولى: تُصِر على الرضوخ لثقافة الاستكانة والمهادنة والقبول والرضا والتسليم الإستلابي بالواقع المأفون بكل مساوئه واعتباره من المسلمات والمقدسات التي لا يجوز الخروج عليها أو السعي لتغييرها, والثانية: تنشد ثقافة التغيير والحرية والعدل والمساواة واحترام الرأي والرأي الأخر والتعددية الإيجابية والفاعلة والتداول السلمي للسلطة والحياة والكرامة الإنسانية, ولديها رغبة جامحة في إقامة الدولة المدنية الحديثة والعصرية التي ظلت حُلم كل اليمنيين منذ قيام ثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر, والتي مثلت أيضاً السبب الرئيسي لاندلاع ثورة فبراير 2011 المباركة, تلك هي دولة النظام والقانون, دولة المؤسسات الديمقراطية الحقيقية والسيادة الشعبية المعتبرة والمقررة والمستمدة قوتها من الشرعية الثورية كقوة رئيسية تجاور قوة العسكر والقبيلة والأحزاب والإرث التاريخي ولا تنتظرها في صناعة حاضر اليمن ومستقبله, إنها دولة لا مكان فيها للغبن و التسلط والفساد والاستفراد والاستبداد والجور ومصادرة الحريات العامة وفي مقدمتها الحريات الصحافية.
لكن من غير الطبيعي ومن غير المبرر ظهور قوى ومشيخات قبلية وأصولية وعسكرية وحتى حزبية للأسف الشديد, لم تدخر جهداً ولم تجد حرجاً للإسهام والإدلاء بدلوها في اضطهاد الصحفيين وترويعهم, واضطهاد الحريات العامة ومصادرة سنة التنوع الكونية, بذات الأساليب والوسائل والأدوات التي ينتهجها النظام وبذات الوحشية والهمجية البدائية, ولكن هذه المرة تحت عباءة ثورة التغيير, بعد أن سنحت لهم الفرصة ومكنتهم الأحداث العاصفة بهذا البلد المنكوب, من سهولة ركوب أمواج ثورة شبابه المتطلع نحو المستقبل, ليدفع الصحفيون في كلا الحالتين فاتورة وثمن وضريبة صراع قديم متجدد لا ناقة لهم فيه ولا جمل, وليس أخرها الهجوم الهمجي لمسلحي شيخ قبائل حاشد "صادق الأحمر" على وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" يوم الاثنين 23 أيار/ مايو 2011, والذي امتد لنحو سبع ساعات ونصف (من الساعة الواحدة ظهراً وحتى الساعة الثامنة والنصف مساءا), قاموا خلالها بمحاصرة نحو 70 شخصاً من موظفي الوكالة بينهم 13 صحافية و42 صحافي ومنهم طبعاً كاتب المقال, داخل مبنى الوكالة وقصفه بنيران الدوشكا وقذائف الآربي جي وصواريخ لو وغيرها من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة, بصورة عشوائية ووحشية, تمثل سابقة خطيرة وبعيدة كل البعد عن الأعراف والمواثيق الدولية الخاصة بحقوق المدنيين في الحروب الأهلية وتتنافى كليةً مع كل الأخلاقيات والأعراف القبلية والدينية العربية والإسلامية, تعيد للذاكرة هجوم المغول الوحشي والهمجي قبل نحو 400 سنة على بغداد بكل تفاصيله, في الوقت الذي كان فيه قطز المملوكي ممسكاً بمقاليد حكم الخلافة الإسلامية بمصر.
الهجوم القبلي الهمجي على وكالة سبأ أسفر عن تدمير الطوابق الثلاثة العلوية والشبكة التقنية بالكامل, وتدمير المولد الكهربائي الخاص بالوكالة وخزان الديزل التابع له, وسيارتين من سيارات الوكالة, الأولى: تعود لمدير عام الأخبار الأستاذ أسعد الكلالي, والثانية: تعود للأستاذ نصر طه مصطفي كان قد أرجعها للوكالة بعد تقديم استقالته وصارت بعدها في عهدة مدير الموارد البشرية حسين عثمان, كانتا وقتها رابضتين بفناء حوش الوكالة .. الخ, ناهيك عن الأضرار النفسية التي لحقت بموظفي الوكالة, بعد أن كنا قد عشنا تلك الساعات الثقيلة والرهيبة والأكثر سوءا ورعباً بالنسبة لنا, وسط أجواء مخيفة من الموت والهلاك المحقق لولا تدخل عناية السماء أولاً والعقلاء من أبناء هذا الوطن العظيم بعد إيقانهم بخطورة الحدث ومجانبته للصواب ثانياً, للتوسط من أجل إيقاف القصف والحصار وتوفير مخرج آمن, حتى يتسنى إنقاذنا وخروجنا من ذلك المستنقع الملتهب بأمن وسلام, وهو ما تم بالفعل بعد الساعة الثامنة و45 دقيقة من مساء ذلك اليوم الشؤم, حينها فقط أحسسنا بقيمة الحياة ونعمة الأمن والاستقرار.
ساعات لا يمكن نسيانها أو محوها من الذاكرة, عشنا خلالها أجواء رعب حقيقية تشابه إلى حدٍ بعيد الأجواء العنفية لأفلام الكاوبوي الأميركية, بما تخللها من رعب وخوف وقصف عشوائي وهمجي حيناً ومركز ومقصود حيناً, قام خلاله المسلحين القبليين بالاستعانة بالنواظير الليزرية لتحديد أماكن تواجد الصحفيين واقتناصهم ورصد واقتناص كامراتهم الفضولية, إلا أن عناية السماء حالت دون سقوط أي منهم, وهو ما أغاض المهاجمين وأتاح لهم فسحة لإطلاق العنان لمخيلتهم من أجل تبرير الجريمة, ولعلى أسخفها طبعاً الزعم بوجود سبعة مدافع فوق سطح مبنى الوكالة تابعة للحرس الجمهوري وقيام الأخير باستخدامها في قصف بيت الشيح عبدالله بن حسين الأحمر رحمة الله تغشاه, ثم التراجع بعد أن تبين أن المبنى لم يكن فيه أي جندي من جنود الحرس الجمهوري ولا أية مدافع أو صواريخ, معتبرين ما جرى مجرد دعابة ورسالة في ذات الوقت للقيادة السياسية, لكنها للأسف الشديد دعابة قاتلة وسخيفة وثقيلة دم, لأن المستهدفين لم يكونوا جنوداً ومبناهم لم يكن ثكنة عسكرية وإنما هم مجرد مدنيين عُزَّل لا حول لهم ولا قوة يؤدون أعمالهم كأطراف محايدة تقتضي مهنتهم الرسالية نقل المعلومة وتغطية الحدث ولذا فجُل ما يملكونه هو القلم والفكر وأجهزة الحاسوب والأوراق, والأدهى من ذلك أن غالبية المتواجدين ومنهم كاتب المقال, هم من أقلام التغيير ومن الداعمين لثورة التغيير الشبابية السلمية منذ انطلاقتها, ولا زالوا كذلك رغم كل المرارات والتجاوزات والاستهدافات التي حدثت ولا زالت تحدث للحقوق والحريات الصحافية.
ولنا هنا أن نسأل عن الذنب والجريرة التي اقترفناها حتى يتم الزج بنا في محرقة العصبيات والُثارات القبلية ومستنقع تصفية الحسابات السياسية, وتحويلنا إلى أهداف عسكرية في حرب وصراع لا ناقة لنا فيهما ولا جمل.. ولنا أيضاً أن نسأل في وضعٍ مخيف كالذي نعيشه اليوم عن هوية اليمن الجديد يمن ما بعد ثورة شباط فبراير 2011 ؟ وعن مدى إمكانية استنساخ لغم القوى التقليدية والقبلية والأصولية والعسكرتارية المتفجر بعد ثور التغيير المصرية بتداعياته الكارثية المهددة بإهلاك الحرث والنسل في اليمن؟, مع كل الحب لكل أفرقاء الصراع السياسي في اليمن وكل الأمل لإستشعارهم من منطلق الضرورة المرحلية والواجب الديني والوطني قبل فوات الأوان و خراب مالطة بأن الوطن فوق الجميع وأوسع من الجميع, ولذا فهو يستحق التضحية والتنازل من الجميع لأجل الجميع الذين هم نحن اليمنيون لا سوانا, لأن ما عدا ذلك الخراب والدمار والويل والثبور وعظائم الأمور.
** هذا المقال عبارة عن جزئية من ملف توثيقي مطول سمحت لي الفرصة بتحبيره يحمل عنوان "سبأ: سبع ساعات تحت القصف والحصار" أتمنى أن يرى النور قريباً, حاولت فيه توثيق تفاصيل أحداث الاثنين الأسود 23 أيار/ مايو 2011 والتركيز بصورة خاصة على مجريات الهجوم على وكالة سبأ من واقع الحدث, لما شاهدته أثناء تواجدي بمبنى الوكالة يومها, ورصد كافة الوقائع والأحداث التي عشناها بصورة حيادية وموضوعية, بعيداً عن التجني الأيديولوجي والتجيير والمناكفات القبلية والسياسية والحسابات الحزبية الضيقة.
صنعاء 24 أيار/ مايو 2011
Al-mahbashi@maktoob.com