توضيح غير مهم نشرته قبل أشهر لمن يتسائل لماذا نكتب عن شخصيات محددة .. مما جاء فيه:
قبل فترة تواصل معي أحد الاخوة الاعزاء من بيت المحبشي وقال أن لوالده بصمات انسانية واجتماعية بمنطقة (..) وسأل إذا عندي معلومات عنه .. فأجبته بعدم توافر أي معلومات واحلته الى أخي وأستاذي الفاضل القاضي الجليل طه عبدالله المحبشي وهو من المهتمين بتوثيق تاريخ بيت المحبشي ويعكف على تحرير كتاب عنهم كما علمت.
وقبلها بسنوات التقاني أحد الأخوة الاعزاء من بيت المحبشي الساكنين بالمحروسة صنعاء وابتدرين بالقول: يا زيد أنت ما تكتب إلا عن الأشخاص الذي يعجبوك فقط ..
والخلاصة مما سبق أود هنا التوضيح والتأكيد على عدة حقائق
1- ليست لدينا مشكلة في الكتابة عن المبرزين من بيت المحبشي من أدباء ومثقفين ومبدعين ومفكرين وفقهاء وقضاة وعلماء دين ومحامين وأطباء واكاديميين واداريين وتربويين وعسكريين وسياسيين ودبلوماسيين واعلاميين ومشائخ ووجاهات اجتماعية .. ألخ
والكتابة عنهم شرف لنا .. بل وواجب علينا .. فهذه الأسرة كانت في إحدى الحقب التاريخية واحدة من أهم أربع أسر سكنت صنعاء ...
لكن ما لا يعلمه الكثير هو أن الاخ زيد سامحه الله لا يعرف سوى اشخاص محدودين بمسقط رأسه بمحابشة حجة ومدينة صنعاء ممن له تواصل معهم.
2 - الكتابة ليست ابتكار واختراع بل معلومات وحقائق؛ والكاتب ليس نبي يوحى اليه بل بشر يبحث عن المعلومات وبدون توافرها لا يمكنه فعل شيئ؛ ومصدر المعلومات إما الكتب أو الأحياء من المبرزين أو أقاربهم؛ وفي الحالتين إذا لم يكن هناك مبادرة ذاتية وتعاون شخصي من المبرزين أو أقاربهم فلن يكون بمقدور الكاتب فعل شيئ ولا لوم عليه بل على روح الآنا .. وفي هذه النقطة تحديدا أود الإشارة الى عدة نقاط كي تكون الصورة واضحة
أ - بدأ اهتمامنا بكتابة وجمع ما تيسر عن بعض المبرزين من بيت المحبشي خلال الفترة 2007 - 2004 بعد سؤال محرج في العام 2004 من مدير عام الأخبار حينها بالإذاعة عن سبب عدم توافر أي معلومات عن بيت المحبشي بالشبكة العنكبوتية رغم أنهم من أعرق البيوت في اليمن ولها تاريخ قضائي وعلمي مشرق ..
لم أجد حينها جوابا واكتفيت بالصمت .. فبدأت بالبحث في بطون الكتب وجمع ما سمحت به ظروفي العملية والمالية وكتبت عن بعضهم منهم الشيخ ناصر بن حسين المحبشي والقاضي الحجة عبدالرحمن المحبشي والد حاكم الحديدة القاضي محسن المحبشي؛ وعملت ترجمة مرتجلة عن الأمير ناصر بن علي المحبشي معلوماتها سماعية من القاضي عبدالوهاب المحبشي والشيخ أحمد علي المحبشي وأخرون وقد سمحت الظروف في السنوات الاخيرة بالوقوف على جانب من سيرته ومعاركه وولاياته وتنقلاته ودوره في التوسط بين الاتراك والامام القاسم وسنحاول كتابة سيرة موثقة عن هذا العلم ان كان في العمر بقية وولده أحمد وحفيده عبدالله بن سراج واولاد عمومته محمد بن ناصر وعلي بن الهادي وابراهيم بن الحسين وكلهم من الشخصيات المبرزة في التاريخ الوسبط وهذا ما يجب ان يتجه اليه الاهتمام وبالنسبة لشخصيات القرنين الاخيرة فأهل مكة أدرى بشعوبها ..
كما قمت باستخراج نحو 12 ترجمة عن بيت المحبشي من موقع اعلام اليمن التابع للدكتور عبدالولي الشميري ونشرت جميعها بمدونة باسم المحابشة لؤلؤة الشرفين بموقع مكتوب واخرى على موقع قوقل؛ ناهيك عن بعض التراجم المتناثرة في معجم بلدان المقحفي ومعجم القاب القبائل والاخير تحديدا حوى تراجم موجزة لنحو 25 علم في مختلف الحقب؛ والروض النظير وطبقات الزيدية وهجر العلم وغيرها؛ ونشرنا ما امكن منها بمدونتنا على قوقل.
تواصلت بعدها مع عدت شخصيات من قضاة وضباط للكتابة عن اقارب لهم منهم الشهيد عبدالرحمن المحبشي وزرت منزل شقيقه بالحصبة عدة مرات دون ان أجد اي تجاوب فاكتفيت بجمع ما أمكن عن هذه القامة الوطنية من مذكرات رفاقه ونشرتها؛ ولا يزال ينقصها الكثير من المعلومات ووصلتني عدة انتقادات من اقارب له وعندما طلبنا منهم تزويدنا بما لديهم من معلومات احالونا الى صحيح البطرق ومسند البحرق؛
وكذا الحال بالنسبة لسيرة القاضي فتح الله عبدالله المحبشي فاكتفينا بما أمكن العثور عليه من معلومات متناثرة اغلبها قياسا من سيرة اخيه القاضي عبدالرزاق المحبشي وأحد كتب العلامة مطير عن الحديدة ..
وفئة كان موقفهم بين متسائل: كم عتدي زلط كي نعطيك معلومات؛
وآخرون: ما تشتي؛ ما قد معك من خبيرات؛
وفئة منحتنا اسماء اشخاص لديهم معلومات ومشجرات عن بيت المحبشي أغلبهم لا يقطنون صنعاء بل في بلاد واق الواق وجمهورية العكابر ومتابعتهم بحاجة لامكانيات مادية تفوق قدرتنا؛
وفئة خافت على قطع الدولة مرتبات ذويها الراحلين إذا تم الكتابة عنهم؛ ولا أدري حتى اللحظة ما دافع الخوف الغير مبرر والغير منطقي.
وللاسف لا زالت تلك حجتهم الداحضة رغم كل المتغيرات العاصفة بالبلد؛
وفئة جلسنا نلاحقهم سنوات وكل ما حصلنا عليه منهم مواعيد عرقوب وبعضهم رحل ورحل معه عرقوب.
باستثناء قلة قليلة أدركت اهمية تدوين سيرة احبتهم واعتبرت ذلك أقل ما يجب تقديمه للبر بهم بعد رحيلهم؛ وبادروا بالتواصل معنا وتزويدنا بما لديهم من معلومات؛ وبالفعل ساعدنا هذا في تدوين سيرة القاضي محسن عبدالرحمن المحبشي والقاضي عبدالحفيظ المحبشي والقاضي عبدالرزاق عبدالله المحبشي.
ب - بعد عام 2007 توقفنا نهائيا عن الاهتمام بهذا الملف واكتفينا بنشر ما نعثر عليه من تراجم مبثوثة في بطون الكتب والصحف.
ومع بداية نكبة 2011 قامت السعودية بشراء موقع مكتوب وحذفت مدوناته بما فيها مدونتي للاسف وضاع مني كم هائل من المعلومات عن بيت المحبشي والمحابشة والشرف بحجة.
وشاءت الأقدار بعد 2012 و2015 ان يشرفني أخي وأستاذي العزيز القاضي الأديب عبدالوهاب المحبشي بالزيارة فاغتنمت الفرصة وطلبت منه تزويدي باسماء ما أمكن من الكتب التي تحدثت عن المحابشة والشرف وبالفعل زودني بأكثر من 60 عنوان تمكنت من مطالعة نحو 15 عنوان فقط منها؛ بسبب الظروف التي مرت بها البلد ولا زالت.
ووجدت مادة خصبة تحتاج الى جهد وامكانيات وجمعت كم هائل من المعلومات عن تاريخ بلاد الشرف بحجة بشكل عام وهو محور اهتمامنا اذا سمحت الظروف وكان في العمر بقية؛ وبالنسبة لتاريخ بيت المحبشي فما أمكنني العثور عليه نشرته تباعا، وما يستجد أنشره أول بأول، ولم يعد لدي اي جديد.
..
في المحصلة:
وما أريد الوصول اليه من وراء هذه الهدرة هو التأكيد على أنه لا يوجد لدينا أي موقف ضد أحد من بيت المحبشي بتلاوينهم الطبقية والمذهبية والحزبية والمناطقية وكلهم مبعث فخرنا واعتزازنا وتاج راسنا، والكتابة عن المبرزين منهم وما أكثرهم شرف لنا .. لكن إذا لم تهتم أنت بمن يعز عليك وتبادر بالتواصل فلا تتوقع من الاخرين فعل ما عجزت عن فعله.
أرجو ان تكون الصورة قد اتضحت والرسالة قد وصلت ولكم كل الحب والتقدير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق