Translate

الخميس، 21 ديسمبر 2023

فضيلة القاضي العلامة يحيى بن حسن بن حسن بن أحمد بن علي المحبشي


عالم رباني، فقيه مجتهد، مفتي، مرشد.


مولده بقرية معمرة من أعمال مديرية المدان في العام 1336 هجري، الموافق 1917، ووفاته في العام 1420 هجري، الموافق 1999.


من أعلام هجرة معمرة المشتهرين بالزهد في دنيا الناس الفانية، وزين العابدين في زمانه، وهو عالم عارف ورع تقي صاحب فضل وكرامات، محمود السيرة.


ولما كان عليه من الفضل والزهادة والعبادة والصلاح أحبه كل من عرفه وصارت سيرته حديث المجالس في تلك البلاد، ورحل عن الدنيا مزفوفا بحب الناس ودموعهم ودعائهم وثنائهم.


التحصيل العلمي:


أخذ العلوم الدينية عن كوكبة من علماء المدرسة العلمية بهجرة معمرة، منهم والده والعلامة الزاهد أحمد الشمط.


السجل الوظيفي والارشادي:


تفرغ لتدريس العلوم الشرعية، والوعظ والارشاد والإفتاء، والعبادة، وكان كثير الخلوات مع القرآن الكريم، قائم ليله، صائم نهاره.


أولاده:


حسن، أحمد.


https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=pfbid02rZ2fR4sUnBHosP4KfZXNYjF1qPaaDNqw55xgTxn7HvpFyP3UDhhgLehDpyJz6UMAl&id=100077250491399&mibextid=Nif5oz

الأربعاء، 20 ديسمبر 2023

الأستاذ عبدالسلام بن عبدالله بن أحمد بن محمد الكتف


محاسب، إداري.


مولده بالمحروسة صنعاء في يوم الاثنين 22 ذو القعدة 1396 هجري، الموافق 15 نوفمبر 1976.


من الكوادر الادارية النشطة في وكالة الأنباء اليمنية سبأ، وهو صاحب رأي ومشورة، ثاقب النظرة، حكيم التصرف، راقي في تعامله ومنطقه، موسوعي الثقافة.


أشتهرت اسرته في العهدين الملكي والجمهوري وحقبة تاريخ اليمن الوسيط بامتهان المحاسبة، فمنهم المأمور المالي والخازندار والمدير المالي والمحاسب.

 

عمل والده محاسباً في إدارة حسابات الدائرة المالية بالأمانة العامة لرئاسة الجمهورية، وجده محاسباً بوزارة الخزانة قبل وبعد ثورة 26 سبتمبر 1962، فمدير للمشتريات بالأمانة العامة لرئاسة الجمهورية، وجده الأكبر مأمور ومدير مالية في العهد الملكي ومدير الحسابات بوزارة الخارجية بعد ثورة 26 سبتمبر 1962.

 

التحصيل العلمي:


درس الأساسي بمدرسة خالد بن الوليد، أمانة العاصمة.

درس الثانوية العامة بثانوية سيف بن ذي يزن. 

حصل على درجة البكالوريوس في المجال المحاسبي من قسم المحاسبة، كلية التجارة، جامعة صنعاء، 2001.


شارك في عدة دورات تخصصية، منها:

 

1 - النظام المحاسبي الآلي quick books، كلية المجتمع، 2003.

2 - النظام المحاسبي المتكامل، معهد سيسوفت، 2007.

3 - تنمية المهارات القيادية، 2013.

4 - الإدارة الاحترافية للمشاريع، وزارة التخطيط، 2022.


السجل الوظيفي:


التحق بالعمل الحكومي في العام 1997، وأسندت له عدة مهام، منها:


1 - محاسب بإدارة الحسابات، الأمانة العامة لرئاسة الجمهورية، 1997.

 2 - موظف بوكالة الأنباء اليمنية سبأ، وشغل فيها عدة مهام، منها:


أ - موظف بقسم الحسابات، إدارة الشؤون المالية، 1 يونيو 1999.

ب - رئيس قسم الحسابات، إدارة الشؤون المالية، 20 يوليو 2001.

ج - نائب مدير الشؤون المالية، 22 سبتمبر 2004.

د - مدير إدارة الرقابة والتفتيش المالي والإداري، الإدارة العامة للمراجعة الداخلية، 31 ديسمبر 2007.

ه - مدير إدارة الحسابات والموازنة، الإدارة العامة للشؤون المالية، 15 مايو 2011.

و - نائب مدير عام الشؤون المالية، 22 نوفمبر 2015.

ز - مدير عام الشؤون المالية، "3 مايو 2017 - .. ".


ومن أهم منجزاته في الوكالة، تأسيس إدارة الحسابات والموازنة بعد تحويلها من قسم إلى إدارة.

 

أولاده:


حسن، إسماعيل، أسعد.


الاثنين، 11 ديسمبر 2023

الأستاذ القدير نجيب بن محمد بن مصلح العميسي





 

صحفي، باحث، إداري. 


مولده بالمحروسة صنعاء في العام 1385 هـ، الموافق 1965.


التحصيل العلمي: 


درس الأساسي والثانوية بصنعاء

حصل على درجة الليسانس في مجال الصحافة والإعلام من جامعة اليرموك، الأردن، 1996.

شارك في العديد من الدورات التخصصية المهنية. 


السجل الوظيفي: 


انضم للعمل الصحفي بوكالة الأنباء اليمنية بصنعاء في 14 أغسطس 1978، ويُعد من الجيل الثاني للعاملين فيها بعد جيل المُؤسسين، وأُسندت له العديد من المهام الإدارية والصحفية فيها، منها: 


1 - موظف إداري.

2 - محرر في إدارة التحرير العربي والدولي. 

3 - نائب مدير إدارة النشرات، كانت تصدر عنها صحيفة يومية مكونة من 16 صفحة، "2001 - 2003". 

4 - مدير إدارة النشرات - مسؤول صحيفة السياسية، "2003 - 2006". 

5 - باحث بمركز البحوث والمعلومات، "2006 - .. ". 

6 - مدير تحرير صحيفة صنعاء اليمن، وهي صحيفة أسبوعية ثقافية تراثية، "2006 - 2007". 


الأنشطة الاجتماعية:


عضو في العديد من النقابات المهنية، منها:


1 - نقابة الصحفيين اليمنيين

2 - الإتحاد الدولي للصحفيين.


الإنتاج الفكري: 


يُعد من رموز العمل الصحفي في وكالة الأنباء اليمنية "سبأ"، وله مشاركات وكتابات صحفية وبحثية في مجالات معرفية متنوعة.

كتب للعديد من الصحف المحلية، منها: صحيفة السياسية، صحيفة صنعاء اليمن، قراءات سياسية.


أولاده:


عبدالإله، محمد.

الأحد، 19 نوفمبر 2023

الدكتور مجدي بن عبدالملك بن محمد بن أحمد بن حسن بن إسماعيل قيس




أكاديمي، مدرس جامعي، معيد، محامي، إداري، باحث، خبير واختصاصي ائتماني.

مولده بمدينة المحابشة من أعمال محافظة حجة في يوم الأحد 17 شعبان 1403 هجري، الموافق 29 مايو 1983.

من القدوات والنماذج المشرفة في مجال التحصيل العلمي والتألق المعرفي والفكري والثقافي في بلاد الشرف، وأحد مشاعل التنوير في بلاد المحابشة.

التحصيل العلمي:

درس الأساسي بالمحابشة.

حصل على الثانوية العامة/ القسم العلمي، من مدرسة الثورة بالمحابشة، 2002.
حصل على درجة البكالوريوس في مجال العلاقات العامة من قسم العلاقات العامة والإعلان، كلية الإعلام، جامعة صنعاء، 2007.
حصل على درجة بكالوريوس شريعة وقانون من كلية العلوم الإدارية والإنسانية، جامعة اليمن، 2015.
حصل على درجة الماجستير في مجال القانون العام بامتياز مع مرتبة الشرف من قسم الشريعة والقانون، الأكاديمية اليمنية للدراسات العليا، 2019.
حصل على درجة الدكتوراه في مجال القانون العام بامتياز مع مرتبة الشرف من قسم القانون الجنائي، كلية الشريعة والقانون، جامعة صنعاء، 15 نوفمبر 2023.
حصل على درجة مُعيد بالجامعة، 11 ديسمبر 2010.
تم ترقيته إلى مُدرس بالجامعة، 10 أكتوبر 2020.

شارك في العديد من الدورات العلمية والورش التدريبية في مجالات متعددة، منها:

1 - اللغة الإنجليزية، المعهد الكندي الأكاديمي، صنعاء.
2 - أساسيات الحاسب الآلي والإنترنت، مركز الحاسب الآلي، جامعة صنعاء، 1 - 30 أغسطس 2005.
3 - التحرير الإخباري، كلية الإعلام، جامعة صنعاء، 24 - 28 ديسمبر 2005.
4 - التحقيق - الاستطلاع - الحوار، كلية الإعلام، جامعة صنعاء، 26 - 27 أبريل 2006..
5 - تطوير المناهج، كلية المجتمع، سنحان، 22 - 23 أكتوبر 2013.
6 - مهارات تحليل التقارير الاقتصادية المحلية والإقليمية والدولية، المعهد العربي للتخطيط، الكويت، 22 - 23 مارس 2015.
7 - الأسواق والاستثمارات المالية والتنمية، المعهد العربي للتخطيط، الكويت، "29 مارس - 2 أبريل 2015".

8 - سياسات تخفيف الفقر، المعهد العربي للتخطيط، الكويت، 12 - 16 أبريل 2015.
9 - طرق ووسائل التدريس والتدريب الحديثة، الصندوق الاجتماعي للتنمية ووزارة التعليم الفني، "29 أغسطس - 10 سبتمبر 2020".

السجل الوظيفي:

شغل العديد من المهام الاكاديمية والادارية والقانونية، منها:

1 - أستاذ جامعي لعدة مساقات علمية في مجال إدارة الأعمال، منها:
أ - إدارة الموارد البشرية.
ب - مبادئ الإحصاء.
ج - القانون التجاري.
د - إدارة المشاريع.
ه‍ - مدخل القانون.
و - تشريعات التجارة الالكترونية.
2 - أخصائي ائتمان، بنك الأمل للتمويل الأصغر، "10 سبتمبر 2011 - 21 مايو 2012".
3 - مُعيد، كلية المجتمع، عبس، محافظة حجة، "11 ديسمبر 2010 - 1 يونيو 2012".
4 - مُعيد، كلية المجتمع، سنحان، محافظة صنعاء، "1 يونيو 2012 - 10 أكتوبر 2020".
5 - مُدرس، كلية المجتمع، سنحان، 10 أكتوبر 2020.
6 - مدير إدارة الخدمات والصيانة، كلية المجتمع، سنحان، "15 مايو 2013 - 15 ديسمبر 2014".
7 - مدير إدارة الموارد البشرية، كلية المجتمع، سنحان، "16 ديسمبر 2014 - 13 يناير 2017".
8 - مدير إدارة الشؤون القانونية، كلية المجتمع، سنحان، 15 يناير 2017.
9 - محامي مترافع أمام المحاكم الابتدائية حاليا. 

الانشطة الاجتماعية:

عضو نشط في العديد من المناشط الاجتماعية والقانونية والإدارية، منها:

1 - اللجنة القانونية لملتقى القانونيين. 
2 - مجلس قسم إدارة الأعمال والتجارة الالكترونية ومقرراً للمجلس، كلية المجتمع، سنحان.
3 - المجلس الأكاديمي، كلية المجتمع، سنحان.
4 - لجنة شؤون الموظفين ومقرراً للجنة، كلية المجتمع، سنحان.
5 - لجنة تأديب الطلاب، كلية المجتمع، سنحان.
6 - لجنة التوصيف الوظيفي، كلية المجتمع، سنحان.
7 - لجنة تقييم الأداء الوظيفي، كلية المجتمع، سنحان.
8 - لجنة إعداد الموازنة العامة، كلية المجتمع، سنحان.
9 - اللجنة الرئيسية لتسيير الاختبارات، كلية المجتمع، سنحان.
10 - لجنة سداد الاشتراكات التأمينية للموظفين، كلية المجتمع، سنحان.

الشهائد التقديرية:

حصل على العديد من الشهائد التقديرية من عدة جهات أكاديمية ونقابية، منها:

1 - قسم العلاقات العامة والإعلان، كلية الإعلام، جامعة صنعاء، 2006.
2 - كلية المجتمع بسنحان، 2013.
3 - طلاب الدفع المتخرجة من كلية المجتمع، سنحان، 2018، 2021.
4 - ملتقى القانونيين للتوعية القانونية، 2021.


الإنتاج الفكري:

له العديد من الابحاث العلمية المخطوطة، منها:

1 - قناة MBC وتأثيرها على الجمهور اليمني، بحث جامعي، 2005.
2 - الدليل السياحي لمحافظة حجه، مشروع تخرج جامعي، 2007.
3 - إحالة الموظف العام للتقاعد في القانون اليمني - دراسة مقارنة بالقانونين المصري والإماراتي، رسالة ماجستير، 2019.
4 - الدفوع المتعلقة بعدم جواز رفع الدعوى الجزائية في القانون اليمني - دراسة مقارنة، مجلة قضايا التطرف والجماعات المسلحة، العدد الثامن، المركز العربي للدراسات الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، ألمانيا ـ برلين، أغسطس 2022.
5 - النظام القانوني للدفوع أمام المحاكم الجزائية في القانون اليمني - دراسة مقارنة، رسالة دكتوراه، وهي أول أطروحة علمية في قسم القانون الجنائي بجامعة صنعاء، اعتبرها الدكاترة المناقشين موسوعة في مجال الدفوع الجنائية لا غنى لممتهني المحاماة عنها، نوفمبر 2023.
6 - الدفع ببطلان الحبس الاحتياطي في القانون اليمني - دراسة مقارنة بالقانون المصري، مجلة جيل للدراسات المقارنة، لبنان، العدد 17، يونيو 2023، ومجلة جامعة صنعاء للعلوم الإنسانية، المجلد 3، العدد 2، 2023.
7 - الدفوع المتعلقة بانقضاء الدعوى الجزائية في القانون اليمني - دراسة مقارنة، مجلة الشرق الأوسط للدراسات القانونية والفقهية، الأردن، المجلد 3، العدد 1، 2023.

له العديد من الكتابات الصحفية في مجالات علمية ومعرفية متنوعة.

أولاده:

عبدالملك، البراء.

السبت، 14 أكتوبر 2023

الصندوق الأسود للحركة الثقافية في اليمن الأستاذ القدير محمد بن حسين بن يحيى العابد

 






مفكر، صحافي، إعلامي، أديب، سياسي، باحث، مؤرخ، كاتب، قاص، ناقد أدبي، مُحاضر، مُستشار، خبير اقتصادي، ناشط اجتماعي وحقوقي وثقافي.

مولده بالمحروسة صنعاء في يوم الأربعاء 5 صفر 1386 هـ، الموافق 25 مايو 1966.

من أعلام الأشراف آل العابد، وأحد أعلام بلاد الشرف وأحد أبرز القامات الثقافية في مديرية الشاهل، وأحد رموز الفكر والأدب ومشاعل التنوير في صنعاء.

وبيت العابد من الأسر اليمنية الغنية عن التعريف علماً وأخلاقاً وفضلاً وكرماً وشهامة وسيادة وريادة في مختلف مجالات المعرفة، وظهر منهم أئمة وعلماء وقادة وساسة ومفكرين وأدباء وشعراء ذاع صيتهم في تاريخ اليمن الوسيط وما تلاه.

اشتهر بلقب صديق المثقفين، واعتبره رفاقه من الأدباء والمفكرين "الصندوق الأسود للحركة الثقافية في اليمن"، وكان على الدوام المرجعية الأولى للمثقفين والأدباء والإعلاميين والصحفيين والسياسيين وخازن أسرارهم، ومجلسه مهواهم وملاذهم ومنتداهم ومُتنفسهم الذي لا غنى لهم عنه، وقد تشرفنا بحضور بعض مجالسه الثقافية.

التحصيل العلمي:

أخذ العلوم الشرعية وعلوم اللغة العربية عن كوكبة من علماء صنعاء.

درس الأساسي والثانوية بصنعاء.

حصل على درجة البكالوريوس في مجال إدارة الأعمال من كلية التجارة والاقتصاد، جامعة صنعاء، 1996.

حصل على شهادة خبير في العمل الجمركي معتمدة من المنظمة الدولية في بروكسيل.

شارك في العديد من الدورات التدريبية المهنية والتخصصية، وحصل على شهادات خبرة من عدة جهات حكومية محلية وخارجية، منها: وزارات المالية والتموين - التجارة - والتخطيط والمعهد الجمركي والمعهد الإداري، وكذا من مصر والأردن، وتنوعت مواضيع الدورات بين أدبيات العمل الجمركي والمالية العامة والاقتصاد والمخاطر على الإيرادات والنظام الآلي .. ألخ.

السجل الوظيفي:

التحق بالعمل الحكومي بوزارة المالية عام 1987، وشغل عدة مناصب بمصلحة الجمارك، منها:

1 - رئيس قسم، 1988.

2 - نائب مدير إدارة، 1990.

3 - مدير إدارة الأرشيف، 1990.

4 - مدير الرقابة المالية، 1991.

5 - مدير المبيعات، ١٩٩١.

6 - رئيس لجنة الجمارك بمطار صنعاء.

7 - رئيس لجنة الجمارك بمديرية عبس في محافظة حجة.

8 - مدير رُخص الاستيراد والتصدير والإعفاءات والسماح المؤقت، "1992 - 1995".

9 - مدير إدارة بجُمرك مطار صنعاء الدولي، 1996.

بعد شهر من التعيين رفض العمل بالمطار.

10 - مساعد مدير عام بقطاع الشئون الفنية، "1996 - 2001".

11 - نائب مدير عام بقطاع الشئون الفنية، "1996 - 2001".

12 - مدير عام الرقابة والمراجعة.

13 - مدير عام شئون الاجراءات والقيمة.

14 - مدير عام ومستشار لدى المكتب الإقليمي للمعلومات.

15 - خبير إداري بديوان عام المصلحة.

16 - مستشار قطاع الشؤون الفنية.

17 - مسئول أول أعمال القيمة الجمركية، "2002 - 2004".

18 - مدير عام القيمة الجمركية برئاسة المصلحة، 2004.

19 - مساعد رئيس لجنة الفتاوى الفنية وشئون القيمة والتحليل والتوصيف، 2004.

20 - رئيس وحدة الدراسات والبحوث باللجنة الرئيسية للفتاوى الفنية وشؤون القيمة والتحليل والتوصيف.

21 - الإشراف والمتابعة لأعمال فريق الخبراء المحليين والسودانيين باللجنة الرئيسية للفتاوى الفنية وشئون القيمة والتحليل والتوصيف.

22 - تغطية عمل وكيل مساعد قطاع الشؤون الفنية.

خلال الفترة "2004 - 2014" تعرّض للإقصاء والتهميش والإبعاد من عمله بسبب مواقفه السياسية ومنتداه الثقافي الذي فتحه بمنزله.

23 - رئيس اللجان الوظيفية والمراجعة المالية والإدارية بالإدارة العامة للرقابة والتفتيش والإدارة العامة للمراجعة، 2014.

24 - مشرف الشئون المالية والإدارية برئاسة المصلحة، "2015 - 2016"

25 - رئيس غرفة العمليات المشتركة لمكافحة التهريب - تضم ممثلين عن وزارات المالية والداخلية والتجارة، "2015 - 2016".

26 - تأسيس المراكز الجمركية الداخلية بالتعاون مع رئيس المصلحة والإشراف عليها، "يونيو 2016 - 2017".

27 - وكيل قطاع الضابطة ومكافحة التهريب بالمصلحة، "2015 - مارس 2018".

28 - مستشار نائب رئيس الوزراء وزير المالية لشؤون الجمارك، أبريل 2018.

29 - خبير في المالية والمخاطر على الايرادات والتنمية البشرية.

السجل النضالي:

له دور فاعل ومحوري ونشط في رئاسة اللجنة الثورية للأنصار، وهو أحد أهم كوادرها النضالية في مختلف مراحلها، ولحقه الكثير من الأذى والمضايقات والتهديدات بالتصفية والاعتقال بسبب منتداه الثقافي ومواقفه السياسية الرافضة للظلم السلطوي والإقصاء والتهميش والفساد الإداري والمالي خلال الفترة "1990 - 2014"، وكان على الدوام في طليعة النُخبة الثقافية والفكرية المتصدرة للمشهد النضالي، وتحول منزله بصنعاء إلى منتدى فكري وثقافي وأدبي وسياسي، وكان لمجلسه دور كبير في التغيير والتنوير وتحريك المياه الراكدة في الشارع الثقافي والفكري والسياسي، وله مشاركة واسعة في مختلف مجالات وميادين النضال الوطني فكرياً وإعلامياً وسياسياً واجتماعياً وجهادياً.

الأنشطة الاجتماعية والأدبية:

1 - عضو فاعل في العديد من المنتديات والملتقيات الأدبية، منها:

أ - اتحاد الأدباء والكتاب "الأسيو - أفريقي".

ب - حركة شعراء العالم بأميركا اللاتينية، 2000.

ج - ملتقى الأدب والقصيدة الحديثة بالقاهرة.

2 - مُؤسس ورئيس مجلس إدارة الأجيال للتعليم والثقافة، "1995 - 2010".

3 - أمين عام اللجنة الوطنية لدعم الحريات والديمقراطية، "2000 - 2011"

4 - رئيس ومُؤسس منتدى "أشياء".

5 - ناشر ورئيس تحرير موقع "أشياء"، "2000 - 2010"

6 - رئيس اللجنة العالمية بالفرع الإقليمي للاتحاد العربي لحماية حقوق الملكية الفكرية التابع للجامعة العربية، 2011.

7 - رئيس الدائرة السياسية للحزب الديمقراطي اليمني، والمشرف العام للصحيفة الصادرة عنه.

6 - أمين عام الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان، "15 أبريل 2015 - .. ".

الشهائد التقديرية:

حصل على العديد من الشهائد التقديرية والدروع التكريمية خلال مسيرته المهنية والنضالية والفكرية والأدبية من جهات رسمية ومدنية، في مجالات الثقافة والتراث والبيئة والتنمية.

المؤتمرات العلمية:

شارك في العديد من المؤتمرات واللقاءات والورش والندوات العلمية التخصصية، الداخلية والخارجية، وقدّم فيها أوراق عمل وأبحاث ودراسات في مجال تخصصه.

شارك في العديد من فعاليات المنتديات والملتقيات والندوات والمؤتمرات السياسية والثقافية والحقوقية والفكرية والاقتصادية والإعلامية والبيئية داخل اليمن وخارجه.

الإنتاج الفكري:

له مشاركة فاعلة خلال فترة عمله الجُمركي "1987 - 2004" في وضع الأدلة الاجرائية والفنية وإعداد الخطط والبرامج وأوراق العمل والمباحث الوظيفية والمهنية المعنية بالشأن الإداري والإيرادي وتحليل المخاطر.

له العديد من الأبحاث في مجالات القيمة الجمركية والتوصيف والمعاينة وإعداد تقارير العمل الإداري وتطويرها والإعفاءات والإيرادات ومكافحة التهرب الجمركي والضابطة.

له بحوث ودراسات في الفكر والتراث والحضارة الإسلامية.

له عدة برامج تلفزيونية، أشهرها برنامج عن السيرة النبوية وتفسير القرآن الكريم من 75 حلقة.

مُشارك نشط في البرامج الحوارية والتحليلية التلفزيونية والإذاعية، المحلية والخارجية، وهو صاحب حُجة وبيان، لا يُجارى في المحاورة والمحاججة.

كتب للعديد من الصحف والمجلات والدوريات والمواقع الإلكترونية المحلية والخارجية في مجالات معرفية متنوعة.

من أهم مؤلفاته:

1 - هذا الغائب، مجموعة شعرية نُشرت في العام ٢٠٠٦.

2 - أولاً وبعد كل شيئ، مجموعة شعرية نُشر معظمها في الصحافة الورقية والإلكترونية.

3 - مباحث في السيرة النبوية، كتاب تحت الطبع.

من أشعاره:

هناك موت الفجأة

وهناك أناس الفجأة

قد تصبح شيئاً

أو لا شيئ فجأة

وقد تكتشف الأشياء فجأة

ولكن ليس هناك حياة فجأة.

**

ما أن تمر الثانية

أبحث عن الأولى

فتمضي ثانية

أبحث وما أدركت نفسي

في

الثواني

ليس لنا أوقات

أيتها الثواني

**

 لكي أدرك الوقت

حاولت إطلالة

فلم

أجد

النافذة

**

انظر كم

فكرة لمعت في رأسي

وأنت

لم

تفكر بعد

**

في نافذة الهواء

حلم غامض

يسد الأفق الموازي إلى نصفين

من ساعة الصفر

على نحو تفكك ما بين جهات

تلتصق بنفسها عن بعد يحط عصفور

**

النون .. حرف عظيم

يسيء إليه البعض

عندما يضعونه

بين ألِفين

**

هيا نُخبئ النهار

ونُحبئ المسافات والظلال

هيا نخبئ أمنيات وأحلاما

هيا نُخبئها في العلن

ونصنع منها اليوم الذي نريد

قالوا عنه:

1 - "يحيى اليازلي":

الأستاذ محمد العابد شخصية تملك وعياً ناضجاً، وفكراً مُتقداً، له آراء نابعة من ثقافة أصيلة منفتحة على الثقافات الأخرى، وهو شاعر وناقد ومثقف ومفكر مُبدع من الطراز الرفيع، متوقد الذهن، حاد الذكاء، سريع البديهة، صاحب فراسة، فصيح اللسان، يتكلم بطلاقة، لديه ثقة عالية وثقافة موسوعية، معتدل ومنفتح ومحاور خلوق في كل جوانب الحياة، لم يحدث أن رفض شخصاً أو تصادم معه لمجرد انتمائه لحزب أو مذهب، بل يُرحب بكل الانتماءات، ويسعى في نقاشاته إلى إبراز النقاط المشتركة والبنّاءة، وترك ما من شأنه الحط من شأن الآخرين أو الإساءة إليهم، وهو الأكثر ثقافة وإبداعاً وحداثة وإيماناً بحرية التعبير وضرورة الإيمان بالعقل وقبول كل ابتكاراته، وخلق مجتمع مُفكر قادر على حل مشكلاته وتجاوز أزماته، وهو "العابد المتصوف"، و"الجُمركي الزاهد"، و"اللاهوتي الناسك"، و"القرآني المتأمل والمتفكر"، و"الشاعر الذي يكتب الشعر وكأن الشعر يكتبه"، إنه ابن جني عصره وجيله.

2 - "عبدالرحمن مراد":

محمد العابد شاعر حداثي بامتياز، تفتق وعيه على الحداثة الشعرية مع الكثير من مجايليه وأصدقائه كالشاعر محمد المنصور وعبدالكريم الخيواني وغيرهم من الذين شكّل معهم كتلة ثقافية متغايرة مبهرة ومدهشة، ومغضوب عليها من قبل النظام السياسي، وهذه الكتلة تعددت اهتماماتها على نسق متوازي، فالمنصور كان سياسياً وناقداً ثقافياً وأديباً، والخيواني كان صحفياً وكاتب مقالات سياسية، وأصبح مناضلاً حقوقياً تجاوز المحلية ليصبح أيقونة عالمية، والعابد هجر قصيدة النثر ليصبح مفكراً بمنهجية الجدلية التاريخية، ومتفرغاً للتحليل السياسي ومناضلاً سياسياً وثقافياً.

منتداه وموقع أشياء الذي أسسه ورأسه جزء مفصلي من التاريخ الثقافي لعقد التسعينات ومطلع الألفية، ولا أظن التاريخ الثقافي اليمني سيتجاوز تلك التجربة الثرية، لأنها تتداخل معه بشكل أو بآخر.

العابد تاريخ متعدد المجالات فهو الإنسان، والشاعر، والمثقف، والمفكر، والسياسي، والمناضل الحقوقي، وهو الزاهد في منافع الدنيا، يحتفي بكل أصدقائه في بيته دون تكلف ولا إعداد مسبق، يتصل بك إذا كان ميسور الحال ويقول تعال "نتغدى ونخزن" ثم لا يخلو المقيل من تثاقف وقراءات سياسية أو اجتماعية أو ثقافية أو أدبية.

تأبى طبائعه إلا أن يكون مع الطبقة المسحوقة، يشاركها همومها، ويسعد بمساعدتها، وإن لم يستطع شاركها وجعها بالكلمة وجبر الخاطر، وله قصص جمة في ذلك، صداقاته من كل الطيف السياسي، فقناعته تحترم الحريات، ولكنه لا يجامل أحداً في موقفه من القضايا الوطنية الكبرى، كن ما تشاء لكن من الكبائر أن تُفرط في سيادة الوطن وفي الحرية وفي الاستقلال وفي الموقف الرافض لأعداء الوطن في جرمهم وذنبوهم التي ارتكبوها في حق اليمن أرضاً وانساناً وحرية واستقلالاً.

3 - "علوان الجيلاني":

عشرات الأدباء والكتاب والمثقفين وجدوا في مقيل العابد أخصب واحات المثاقفة، وأذكى اشتعالات المقابسة، وتلاقحات الفهوم، وشهدت متكآته المُترعة بالحميمية تخلُّق أفكار ومشاريع ثقافية وكتابية لا حصر لها، وفي ساعاته السليمانية ولدت مئات القصائد والقصص والمقالات والنصوص الأدبية الخارجة عن التجنيس، وكُتبت السطور الأولى من روايات وكُتباً كثيرة تزِّينت بها أرفف المكتبات في ما بعد، وما لا يتصوره أو يعرفه كثيرون أن العابد تكفل في أوقات مختلفة بطباعة عديد من الأعمال الأدبية لعدد غير قليل من الكُتاب، وساهم في طباعة أعمال أخرى، وموّل مادياً غير واحد من الأدباء أثناء إنجاز أعمال كانت ظروفهم المادية الصعبة تحول دون استكمالها.

وهو لا يتحدث بهذا ولا يريد لأحد أن يتحدث به، لكني أكتبه بدافع الحرص على كتابة شهادة منصفة وقول كلمة حق عن رجلٍ أنا شخصياً أدين له أكثر من أي كاتب آخر مع علمي أنه سيتخذ موقفاً مني بسبب هذا.

العابد ليس مجرد صديق غمرنا عطاؤه حتى ليعز علينا أن نختار ماذا نتذكر منه وماذا ندع، ولا مجرد شجرة لحياتنا، أو ندى لعطشنا، أو ملاذ لأرواحنا الهاربة من أذى الحياة والناس، وهو ليس مجرد مخزن لأسرارنا، وجدار نُعلق عليه ذكرياتنا، كما انه ليس شغفاً عابراً عشناه وقتاً ما، إنه أكثر من ذلك وأوسع دلالات ومعاني، أكثر من أن نقول الأخ والأب والصديق أو الإنسان، ربما بسبب ذلك أعجز شخصياً كلما هممت بالكتابة عنه، وربما أعجز ليقيني أنه لا يجدر بمقامه إلا كتاب كامل، ولا أظن كتاباً يستوعب مزاياه.

أولاده:

عدنان، إبراهيم، هاشم، معاذ.

مراجع ذُكر فيها العلم:

1 - سيفي مُرسل من صاحب الترجمة.

2 - علوان الجيلاني، محمد العابد أكثر من كل هذا، صحيفة الأولى، صنعاء، 15 يوليو 2014.

3 - يحيى اليازلي، محمد العابد مُثقفاً ومُفكراً، صحيفة لا، صنعاء، 14 سبتمبر 2020.

وكذا: محمد العابد في هذا الغائب، 21 يونيو 2023

4 - صفحة الأديب عبدالرحمن مراد على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".

الخميس، 28 سبتمبر 2023

الشعب اليمني العظيم يستعيد هويته الإيمانية بمولد النور طه


 

السياسية /مركز البحوث والمعلومات: زيد المحبشي

 

تحتفي الأمة الإسلامية في الثاني عشر من ربيع الأول من كل عام بمولد رسول الله صلى عليه وآله وسلم، وللاحتفاء بهذه الذكرى الغالية على قلوب الموحدين، نكهة خاصة في اليمن، خصوصاً بعد ما شهده هذا البلد المؤمن المُبارك من تغييرات جذرية عقب ثورة 21 سبتمبر 2014 بقيادة حفيد رسول الله السيد القائد العلم “عبدالملك بدر الدين الحوثي” حفظه الله ووفقه لكل خير، من أهم مُدخلاتها استعادة هذا الشعب العظيم هويته الإيمانية وأخلاقه العربية الأصيلة، ودوره الريادي في مُناصرة الإسلام وقضاياه، وسط مُحيطٍ عربي يموج بالتفسّخ والتعرّي الأخلاقي والديني، والانبطاح والتقزّم لأمّةٍ أراد الله لها العلّية وأراد لها حُكّامها من صهاينة العرب الضعف والوهن، أمّة جعلها الله شاهدة على الأمم وجعلها حُكّامها من صهاينة العرب مضحكة للأمم.

فعاليات إحياء ذكرى المولد النبوي في اليمن هذا العام تكتسب أهمية خاصة لإتيانها مع وصول اليمن إلى مراحل متقدمة من التصنيع العسكري، صار طُغاة العالم وأحذيتهم الإقليمية يحسبون لها ألف حساب، وفي هذا عزة وتمكين لأحفاد أنصار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبلادهم الميمون المبارك، بالتوازي مع تزايد الهجوم الغربي والصهيوني على الإسلام ونبيه عليه وعلى آله الصلاة والسلام، ما يجعل من فعاليات إحياء المولد النبوي المليونية لأحفاد الأنصار رسالة واضحة لكل من تُسِّول له نفسه الإساءة لنبي الرحمة، بأن شعب الأنصار حاضرٌ بكل قوّته للدفاع عن الإسلام ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ورفع راية الإسلام خفاقة أبيّة، والإعلاء من مكانة الإنسان المسلم الذي كرّمه الله في مُحكم التنزيل على سائر مخلوقاته وأناط به مُهمّة إعمار الأرض بالخير والصلاح والفضيلة.

الإسلام في جوهره ثورة اجتماعية على الظلم والطغيان وكل ألوان الاستعباد والاستغلال لبني الإنسان، ولهذا كان أنبياء الله ورُسله عليهم السلام يحملون مشاعل النور والحق والحرية ويستقطبون بنور الحق كل المعذبين والمستضعفين في الأرض، والجماهير البائسة التي مزقتها أساطير الآلهة الدنيوية المُزيّفة روحياً، وشتتها الجاهلية فكرياً، ووقعت فريسة أشكال مختلفة من الاستغلال والظلم الاجتماعي.

لهذا كانت النبوة كظاهرة ربانية تُمثّل رسالة ثوريّة، وعملاً تغييرياً جذريّاً، وإعداداً ربانيّاً للجماعة المؤمنة، لكي تستأنف دورها الصالح في مجتمعٍ تسوده الفضيلة وترفرف فوق ربواته راية الحق والعدل.

هذه الثورة الإلهية تستدعي بأن يتسلّم شخص النبي الخلافة التي تُعتبر وسام السعادة للبشرية، ومن بعده أهل الصلاح من ذريته الطيبة الطاهرة، وبموجب هذا التكريم الإلهيّ للبشرية ببعثة الأنبياء والرُسل لم يعد بمقدور أحدٍ من طُغاة البشرية أن يستغلّ الآخرين أو يظلمهم أو ينهب ثرواتهم أو يغشّ في معاملتهم أو يكذب عليهم أو يسخر منهم، بل لا بُدّ أن يتعامل معهم – والخطاب هنا للحُكّام ومن بيده المسؤولية على بني الإنسان أياً كان نوعها ومُستواها – بالقسط والعدل والتعاون على أساس الحب والاحترام، وبسبب هذه المقاصد السامية حظي الإنسان في ظلّ الإسلام بالاحترام والتقدير والتحرر من عبودية غير الله “لا إله إلا الله” عكس سائر الأديان التي لم تَسلم من التحريف والتوظيف السياسي لصالح مصالح الأنا البشرية الهادمة لصروح الفضيلة والعدالة.

 

حروف مُضيئة من سيرته العطرة:

 

بينما كان سكان مكة غارقين في أحلامهم وشهواتهم وملذاتهم، والظلم بلغ مداه، والجهل في أوجه، والحريات قُيِّدت، والحقوق سُلِبت، والأفواه كُمّمت، والأحجار قُدِّست وعُبِدَت، والحدود عُطِّلت، والطفلة وئِدت، والمرأة صارت من سِقط المتاع تُباع وتُشترى، والطبقية تجذّرت وتغوّلت، والعنصرية أُثيرت وطغت، والفتنة تأجّجت نيرانها وأحرقت في طريقها البسطاء والمساكين والمستضعفين، وصار قانون الغاب سيد الموقف، والانحلال والانحطاط سلعة التفاخر البائرة في أوساط عِلية القوم.

في هذه الأجواء الملغومة كانت البشارة الإلهية بخروج نور الرحمة المُهداة للعالمين من بيت عبدالمطلب بن هاشم ليبدّد الله به حُجب الظلام.

مولده صلى الله عليه وآله وسلم في صبيحة يوم 2 وقيل 3 وقيل 8 وقيل 9 وقيل 10 وقيل 12 وقيل 17 وقيل 22 ربيع الأول، وقيل في ربيع الثاني، وقيل في رمضان، وقيل في صفر، وقيل في رجب، وهناك من علماء المدرستين من رجح 9 و12 و17 ربيع الأول، وما نميل إليه في أحد يوميّ 12 و17 ربيع الأول.

والمؤكد هنا أن مولده صلى الله عليه وآله وسلم بعد 55 يوماً من هلاك أصحاب الفيل عام 570، وفي رواية 20 أو 22 أبريل 571 م، وسنة 882 من تاريخ الإسكندر ذي القرنين عليه السلام، و40 سنة خلت من مُلك كسرى أنو شيروان.

وُلد صلى الله عليه وآله وسلم مختوناً طاهراً مُطهراً وحبله السري مقطوع، ولا صحة لدعاوى البعض فيما يتعلق بحادثة شق الصدر المُختلقة وإخراج مُضغة الشيطان منه لما فيها من قدح في حقه صلى الله عليه وآله وسلم، وهذا الرواية من الروايات الإسرائيلية المدسوسة، تحدّث عنها العديد من علماء المدرستين ونسفها من جذورها، وليست محل بحثنا هنا وإنما غرضنا التوضيح فقط.

بعد ولادته صلى الله عليه وآله وسلم أرسلت أُمّه رحمة الله عليها إلى جدّه رحمه الله تُبشّره بحفيده، فجاء مُستبشراً، ودخل به الكعبة، ودعا الله وشكره، وسمّاه “محمداً”، ولم يكن هذا الاسم مُعروفاً في العرب.

تُوفّي والده وهو لايزال في بطن أمّه، وتوفيت أمّه بالأبواء – موضع بين مكة والمدينة – وله 6 سنين.

فتولى جده رعايته، وتوفّي – بعد أن أوصى به إلى ابنه أبي طالب وله صلى الله عليه وآله وسلم 8 سنوات وشهرين و10 أيام، فكفله عمه أبو طالب شيخ الأبطح رحمة الله عليه – وكان مؤمناً موحداً عكس ما ادّعى البعض من عُتاة الوهابية وهناك العديد من الكتب حول إيمانه وعدم مقاربته المحرمات منها كتاب “أسنى المطالب في إيمان أبي طالب” وكذا الحال بالنسبة لأم رسول الله ووالده وجده ولم يشذّ عن الطوق من أبناء عبدالمطلب سوى أبو لهب، وظلّ فوقه 40 سنة يُعِزُّ جانبه، ويبسط عليه حمايته، ويُصادق ويخاصم من أجله.

وحكّمت قريش رسول الله في وضع الحجر الأسود بركن الكعبة وعمره 25 سنة، وفيها تزوج خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي سلام الله عليها، وتوفيت هي وكافل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وناصره أبو طالب عليه السلام قبل الهجرة بثلاثة أعوام، وبعثه الله إلى الخلق وهو في 40 سنة.

نزل إليه روح القُدس جبريل الأمين عليه السلام يوم الاثنين 12 ربيع الأول، وقبضه الله صبح يوم الاثنين 12 ربيع الأول، وقيل 28 وقيل 29 صفر، وفي بعض السِيَر في شهر رمضان، والأرجح عند أطياف المدرسة السُنية 12 ربيع الأول وعند إخواننا الجعفرية 28 صفر، والمؤكد أنه في سنة 63 من عام الفيل، و23 من عام البعثة، و11 من عام الهجرة، ودُفن صلى الله عليه وآله وسلم في حُجرته المباركة، في موضع وفاته، بمسجده بالمدينة المنورة.

وُلد صلى الله عليه وآله وسلم وبُعث وهاجر ودخل المدينة وقُبض يوم الاثنين، وفي هذا التوافق سِرٌ عظيم.

هذا هو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم طِفل ما تعرّى مع الصبيان، ولا شرب الخمر مع الشبان، ولا تعاطَ اللهو مع اللاهين كما يدّعي أقتام الوهابية، ولا عرف طريق البغايا، ولا سجد لصنم، حفظه الله في غُدوّهِ ورواحه، في جلوسه وترحاله، يقول عنه تلميذه ووصيه الإمام علي عليه السلام: “لقد قرن الله برسوله أعظم مَلك من ملائكته”.

وعند بلوغه سن اليافعين اشتغل في رعي الأغنام ليتعلم منها كيفية قيادة وسياسة الأمة وإدارة أمورها، لأن مهنة الرعي من أروع الدروس في تعلّم فنون التعامل مع الآخرين، كما أنها تغرس في النفس البشرية الصبر والتحمل وسعة الصدر.

عمل بعدها في التجارة بمال خديجة بنت خويلد سلام الله عليها، لكي لا يكون عالة على الآخرين، وليكسب قوته بعرق جبينه، وفي مرحلة متقدمة أصبحت له تجارته بدعم عمه أبو طالب سلام الله عليه.

أطلق عليه كفار قريش لقب الصادق الأمين لما لمسوه منه من صدق وأمانة وأخلاق عالية، كانت من أهم عناوين رسالته الخالدة: “إنما بُعثت لأتمّم مكارم الأخلاق”، فكان مستودع أمانات قومه، والقاضي في فصل خصوماتهم وحلّ قضاياهم ومشاكلهم ونزاعاتهم المُعضلة، كما في حادثة وضع الحجر الأسود بمكانه بعد بناء الكعبة الذي كان له الشرف الأعلى في كل مراحلها وصولاً إلى تحكيمه في حل معضلة الحجر الأسود.

ومن أرض مكة القاحلة طلع ربيع الإنسانية، وسطع نور الحق واليقين فملأ الأرض عدلاً ونوراً بعد أن مُلئت ظُلماً وجورا.

أسرته بنو هاشم، وقومه قريش، وأمّته المسلمون، ووطنه شبه الجزيرة العربية، هذا هو وطنه، وتلك أمّته، وأولئك قومه، وهؤلاء عشيرته.

وهو صلى الله عليه وآله وسلم رجل الدنيا وواحدها حقاً، يتردد اسمه الشريف وتُصلي وتسلم عليه وعلى آله ملايين الشفاه، وتخشع لذكره ملايين القلوب في كل يوم وليلة خمس مرات على الأقل، وترتجّ وتتزلزل خشية وخوفاً بمجرد ذكره ملايين القلوب الكافرة به وبرسالته.

عُرف صلى الله عليه وآله وسلم بالتسامح والتواضع والحلم والذكاء والصدق والسخاء ومكارم الأخلاق، ولا عجب، فهو القائل: “أدبني ربي فأحسن تأديبي”، وهو من قال الله فيه: “وإنك لعلى خُلقٍ عظيم”، وأعجز برسالته الخاتمة للرسالات الإلهية أرباب البلاغة والبيان وأساطير الفلسفة والمنطق، وعلَّمه ربه فقال له “اقرأ”، فسُميت أمته أمة “اقرأ”، ولنا هنا أن نتساءل: لو كان صلى الله عليه وآله وسلم كما يذهب البعض أُميّ لا يقرأ ولا يكتب، فلما خاطبه الله سبحانه وتعالى بقوله “اقرأ”؟.

 

أمّة محمد بين الأمس واليوم:

 

استطاع صلى الله عليه وآله وسلم خلال 23 عاماً من الدعوة إلى دين الله بمرحلتيها المكية والمدنية، أن يصنع أعظم دولة عرفها التاريخ، أرسى قواعدها على مبادئ العدل والمساواة والعمل الصالح وحُب الآخرين واحترام حقوق الإنسان ومنع العنصرية والطبقية والتسلُّط والاستعباد.

وامتازت رسالته بالعالمية والصلاحية للخلود رغم تطور الزمن، عكس الديانات الإلهية الأخرى فقد كانت رسالتهم الإلهية محصورة في نطاق جُغرافي وعِرقي محدد، فقبلُ سايَرت الرسالة المحمدية عالم السيف والرمح والقوس والناقة كما أنها تساير اليوم عالم الصواريخ والأقمار الصناعية والطائرات والبواخر والكمبيوتر، دستورها القرآن الكريم، وهو كتابٌ إلهيٌ شاملٌ لكل مناحي الحياة الإنسانية ومحفوظٌ بحفظ الله إلى قيام الساعة عكس الكتب الإلهية الأخرى.

وهذا أمرٌ طبيعي لأنه صلى الله عليه وآله وسلم جاء بما لم يكن في حُسبان أحدٍ من الناس روحياً ومادياً، بِشِرعةٍ واضحة البيان والأركان، صالحة لكل زمانٍ ومكان، حوت في ثناياها خير الدنيا والآخرة.

الحديث عن حياة رسول الرحمة والمحبة والإخاء والعدل والانصاف والأمن والسلام هو حديث عن شخصية عجزت عن إدراك غاياتها عقول الناس، لأن حياته صلى الله عليه وآله وسلم تجمّعت فيها كل معاني النبل والفضيلة والكمال، وأصبحت مصدر إشعاع لكل القيم الشريفة والمُثل العليا.

كيف لا وهو المبعوث رحمة وهُداً ونوراً للعالمين، نعم إن الحديث عن هذه الشخصية الإنسانية الربانية ليس كالحديث عن حياة شخص آخر لا يمتاز عن الحيوان إلا أنه عرف أمسه وأدرك يومه ومات في غده، فحياته صلى الله عليه وآله وسلم مختلفة عن ذلك تمام الاختلاف، إذ هو الذي أدبه ربه فأحسن تأديبه صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين، ولذا كانت حياته كلها حقائق تخضع لها عُقولنا، ونور ينسج ليل أفكارنا وظُلُمات صدورنا.

كلما زاد الإنسان المسلم حياة نبيه درساً، زادته شوقاً إليها، وعلماً ونوراً وعقلاً، لأن حياته صلى الله عليه وآله وسلم خالدة فياضة بالنور والهدى، مُتجددة بتجدُد الأيام، متطورة بتطور العقل، لها في كل جيل أثر، وفي كل أمة آية، وفي كل عصر قيمة ومكانة هامة.

ما أحوجنا ونحن نحتفل بمولد النور طه صلى الله عليه وآله وسلم إلى التذكير بأنه صلى الله عليه وآله وسلم “الآن”، ليس جسداً يرقد في المدينة المنورة، بل: “موقف وشعار وجبهة وراية وسيف”، موقف الحق ضد الباطل، وشعار الفضيلة ومكارم الأخلاق ضد الرذيلة والعادات الجاهلية الرعناء، وجبهة العدل ضد الظلم، وراية الحرية ضد العمالة، وسيف العدل في وجه الطاغوت والشيطان، فلا تضيعوا جبهته فتضيعوا، ولا تُنكسوا رايته فتسقطوا، لأنه رفيق الله لا السلاطين وأحزابهم، ومن عزّ بغير الله ذل.

والإسلام ليس مجرد طقوس وشعائر جامدة، بل ثورة شاملة وجذرية على مبادئ وعادات وأخلاق الجاهلية، ثورة على تاريخ طالما احتضن الفساد لا سواه، ثورة رسالية عالمية غير مسبوقة في تاريخ الإنسانية غيّرت مجرى التاريخ البشري كله، لأنها أكبر من التاريخ، وأقوى منه على الصمود والديمومة والخلود، ثورة رسالية حملت بين ثناياها آمال الإنسانية وأحلامها وتطلُعاتها، واحتضنت بين آياتها وسورها خيرات الأمم والشعوب وعزتها وكينونتها وكرامتها، ورفعت على الرؤوس لواء الحق والعدل والحرية والأمن والسلام والرحمة والتسامح والتعايش والإنصاف.

يا رسول الله يا نبي الرحمة يا من كنت تقول حتى جاءك ملك الموت عليه السلام: “أمتي أمتي”، وتسأله وأنت في نزعك الأخير: “أهكذا تنزع أرواح أمتي”، فيقول لك: “وأشد من ذلك”، فترمق بطرفك الشريف إلى السماء مُناجياً ربك: “إلهي شدِّد علي وخفف عنهم”.

ها هي أمتك اليوم تعيش النزع الأخير، وها هم الطُغاة الذين أسقطت عروشهم ينتزعون أرواح أحبابك وأحباب أهل بيتك عليهم السلام في اليمن وفلسطين والبحرين والإحساء والقطيف بلا رحمة وبلا إنسانية وبلا وازع وبلا ضمير، وها هي مكة والمدينة، البقاع الطاهرة المطهرة والمكرمة بمبعثك ونبوتك ورسالتك أصبحت ساحة مفتوحة يقصدها ما يُسمى بالفنانين من الكفار والمشركين والمثليين وغيرهم من شذاذ العالم لإقامة فعالياتهم الصاخبة بالمجون دون احترام أو مراعاة لقداستها وأهمية مكانتها لدى المسلمين.

ها هي أمتك يا رسول الله من الكثرة بمكان ولكنهم والعزاء لك كغثاء السيل، قادتهم متناحرون يلتقون بالسلام والعناق الأخوي الذي ظاهره الألفة والرحمة وحقيقته الباطنة التدابر والتقاطع والشحناء، وبعد لقاءاتهم التي لم تُقدم للأمة سوى الذل والهوان وتمكين أعداء الإسلام من بلاد الإسلام، وجعل أمة الإسلام تابعة ذليلة لطُغاة العالم من اليهود والنصارى، بعد تلك اللقاءات الطافحة بالكذب المعسبل والنفاق الدبلوماسي، يمسحون عرق المُجاملة ويشرعون في تقطيع وذبح بعضهم.

هذه هي أمتك يا نبي الرحمة والمستضعفين وهذا هو حالها، أمتك يا نبي الرحمة والعزاء لك لم تعد تحفظ من سجل الرسالة الخالدة سوى الاسم، ولم تعد تُجيد سوى رفع وترديد الشعارات المُجافية لواقعنا الذي بات أشبه ما يكون بالجاهلية الأولى.

يا حبيب الله ها هو أبو لهب يطل على أمتك من جديد رافعاً رايتك ومنادياً بشعاراتك، وباسم الحفاظ على دينك ينشر في أوساط أُمتك الكبت والإرهاب، ويصادر حُريتهم، ويشتري ذممهم وضمائرهم وولائهم.

يا حبيب الله ها هو أبو لهب يعود إلينا بأمواله وبناياته وعماراته ليحتقر أمتك ويستهين بها ويتلاعب بمصائرها، بينما أمتك كالسوائم.

يا رسول الله لنا في كلِ قُطرٍ عربي وإسلامي جُرحٌ ينزف وأخلاقٌ تنتحب وتعاليمٌ دينية تتلاشى، ومن أراد إعادة أمتك إلى المحجة البيضاء من القادة والعلماء الأحرار وصموه بكل المقذعات ورموه بكل الموبقات واتهموه بكل المنكرات واستشاطوا ضده غضباً وحركوا كل كلابهم المسعورة لإسكاته والقضاء عليه، وما نراه من تكالب تحالف العاصفة على اليمن الميمون في سنوات عدوانهم الثمان وسُعارهم المتطاير ضد أحرار المقاومة الإسلامية في فلسطين ولبنان والعراق ومحور الصمود والممانعة كاشف لأحفاد أبو لهب من صهاينة العرب وفاضحٌ لعدائهم الدفين والمتجذّر للإسلام ونبي الإسلام.

ووالله لو عاد إلينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ونحن على ما نحن فيه من الضعف والوهن والابتعاد عن تعاليم الله لأخذ سوطاً وألهب به ظهور القادة والساسة والزعماء الغُثائيين من صهاينة العرب، وأعاد جمع أحرار أمته تحت رايته مُعلناً الجهاد المقدس من جديد لحماية الإسلام وحُرماته ومقدساته المُستباحة، وشرع في إعادة الحقوق المُستلبة من المسلمين المستضعفين، وكشف القناع عن علماء السلاطين وما ألحقوه بالأمة من خراب ودمار فكري ومعنوي، وجعل كلمة الذين آمنوا العليا وكلمة الذين كفروا السفلى كما أراد الله سبحانه وتعالى، ووضع يده الشريفة وقُدراته في يد كل مشروعٍ من شأنه أن يضرب أعداء الإسلام ويُذلّهم ويرفع راية أهل الحق ويُعزّ مُحبيه.

فهل حان الوقت للعودة الصادقة إلى ديننا والاقتداء بنبينا حين امتنع عن عطية الاستبعاد السياسي القرشي، فخدعها بالصبر عليها وعالجها بالترويض حتى أصبحوا المطية الذلول في فتح مكة!

 

الاثنين، 11 سبتمبر 2023

هل كانت احداث 21 سبتمبر 2014 ثورة أم انقلاب؟

بقلم زيد يحيى المحبشي


قبل الاجابة يجب الوقوف على ماهية الثورة وشروطها ومراحلها، بعدها يمكن الاجابة بحيادية وموضوعية. 


الثورة فعلٌ جماهيريٌ شامل، غايته تغيير الأوضاع القائمة، تغييراً جذرياً، في مرحلة تعتبرها نهاية المراهنة على التغيير والإصلاح من خلال النظام القائم، بالتوازي مع عجز المعارضة السياسية عن الإمساك بزمام المبادرة، وتهيبها من الإقدام على تحمل مسؤولية التغيير، ما يجعل من الجماهير هي المتصدرة للمعركة.


ويضع علماء الاجتماع ثلاثة شروط لا تقوم ولا تنجح الثورة أو يُكتب لها النجاح والبقاء والاستمرارية بدون توافرها:


 1 - أزمة "النظام/ السلطة" أو أزمة "سياسية - اجتماعية – اقتصادية"، مستفحلة وممتنعة على الاستيعاب، وهذا الشرط متوافر على الدوام.


2 – توافر الوعي السياسي بالحاجة إلى التغيير سبيلاً أوحداً لكسر نطاق أزمة السلطة أو أزمة الدولة.


3 – وجود تنظيم أو فعل سياسي ينهض بدور التوعية والتعبئة والقيادة والإنجاز نيابة عن المجتمع كله.


وهذه الشروط الثلاثة هي التعبير المباشر عن نضوج الشرط الذاتي للتغيير، والذي بدوره يجب أن يمر بثلاث مراحل متلازمة ومتأرجحة في نفس الوقت بين الصعود والانحدار والركود:


1 - مرحلة الهدم "الصعود": وفيها يتم إسقاط النظام القائم، وهذه المرحلة تنجح فيها كل الثورات تقريباً، لكن لا يمكن وصفها بالثورة الكاملة بل نصف ثورة ونصف انتصار.


2 - المرحلة الانتقالية "المراوحة والركود": وفيها يظهر كثيرون ممن يريدون سرقة الثورة وحرفها عن أهدافها سواء كانوا أطرفاً داخلية أو خارجية، وقد يكونوا من بقايا النظام السابق أو من أحزاب سياسية تريد ركوب موجة الثورة في آخر لحظة بما يسمى بالثورة المضادة.


3 - مرحلة بناء نظام بديل وأوضاع جديدة "الانحدار": وفيها يتم إقامة نظام بديل، وأوضاع جديدة، تتوافق مع أهداف الثورة والوعود التي قدمها الثوار للشعب، وهي الأكثر صعوبة، وفي كثير من الأحيان تتعثر الثورة في بناء أوضاع جديدة ما يدفعها إلى الانتكاسة، وهذا بطبيعته يتوقف على مدى تمكن الثوار من تجاوز المرحلة الانتقالية، ومدى قدرتهم على المناورة السياسية والتصدي السياسي للثورة المضادة التي قد تنشأ في المرحلة الانتقالية، باعتبارها تمثل نقطة العبور إلى المحطة الثالثة، والنقطة الفصل لمعرفة مدى نجاح الثورة من عدمه في مرحلتها الأولى، ومدى قدرتها على الانتقال السلس الى المرحلة الثالثة.


بالعودة الى احداث 21 سبتمبر 2014 فكل شروط تنضيج الفعل الثوري باعتقادنا توافرت، عكس انتفاضة 11 فبراير 2011، سواء لجهة أزمة النظام المتزايدة في الاستفحال والتعقيد بصورة لافتة للعيان منذ الحرب الأهلية في العام 1994، وما تلاها، من أحداث أدت الى الانفجار الكبير في 21 سبتمبر 2014، أو لجهة توافر الوعي بضرورة التغيير، وإن كانت ضريبته باهظة، لكن من يريد الحرية والحياة والكرامة لا بُد له من تحمل ضريبة ذلك، وعلى العكس تماماً من انتفاضة 11 فبراير فقد حظيت احداث 21 سبتمبر  بقيادة ثورية واعية وحازمة لجهة تنضيج الفعل الثوري وإيصاله الى بر الأمان، وتجاوز ألغام الثورة المضادة في مرحلة التحول، وبالتالي تمكنها من تجاوز المرحلة الأولى والثانية من مراحل الثورة، والشروع في المرحلة الثالثة وإن ببطئ شديد، وهي أصعب المراحل، وحملت لواء الدفاع عن الوطن وتحريريه من قوى التغول الاستعماري الإقليمي التاريخي، بعد أكثر من تسعة عقود من التبعية والوصاية على اليمن.


ولعظمة وأهمية ومكانة هذا الحدث التاريخي والمفصلي في حياة اليمنيين، يؤكد قائدها بأنها "ثورة نقيّة وخالصة، تحققت بمشاركة شعبية وجماهيرية واسعة من مختلف فئات ومكونات الشعب اليمني".


ورغم اختلافنا مع الطريقة التي يدير بها قادتها البلد في مناطق سيطرتهم، فالمؤكد عدم امكانية فصل هذا الفعل الثوري عن السياق السياسي الذي عاشه اليمن في مرحلة ما بعد ثورة 26 سبتمبر 1962، وما صاحبها من إقصاء وتهميش لشريحة كبيرة من الشعب اليمني، وحرمان مناطق معينة باسم الثورة، وبعد قيام الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990، استمر النظام في ممارسة هواية استعداء المكونات الرافضة التسبيح بحمده بذرائع واهية، كانت نتيجتها شن ست حروب ظالمة على صعدة "2004 – 2010".


وفي العام 2011 انخرط "الانصار" في صفوف حراك 11 فبراير على أمل إيجاد دولة حرة، عادلة، مستقلة، قابلة للحياة في اليمن، لكن دول الإقليم والمكونات الموالية لهم داخل اليمن حالوا دون ذلك، ما أدى الى فشل الفعل الثوري، وإعادة تخليق النظام السابق من جديد، وبتبعية أكثر انبطاحاً وإباحة لليمن.


وعليه فما جرى في 21 سبتمبر 2014 نتيجة طبيعية لكل هذه السياقات، ونتيجة طبيعية لإقصاء وتهميش نظام حراك 11 فبراير لشريحة واسعة من المجتمع اليمني، ونتيجة طبيعية لسلسلة من المظالم تعامل معها نظام "صالح" بروح التعالي، وصمت عنها الفاعلين السياسيين من أحزاب وشخصيات اجتماعية مؤثرة بل وحاول البعض تجيير موقف النظام السابق من قضية ومظلمة صعدة لصالحه مدفوعاً بالعصبية المذهبية ومصالح دول الجوار، والأهم من هذا أنها ثمرة من ثمار خطاب "الأنصار"، الذي دعا منذ لحظاته الأولى إلى الانتفاضة ضد الهيمنة وإسقاطها والعمل على استعادة ما اسموه الكرامة اليمنية والسيادة الوطنية وتحرير القرار السياسي من التدخلات الاقليمية.