Translate

الثلاثاء، 23 أبريل 2024

دردشة تاريخية حول المحابشة

 

يقال ان الشمساني من القبائل التي قطنت بعض مناطق الشرف وبادت خلال فتنة شخص يدعى ابو علامة، وهو من بلاطجة ومجاديب السودان ظهر في العام 1164 هجري، وقيل بعده بزمن، وكان ظهوره من نفس منطقة ظهور ابراهيم المحطوري، وأحدث فتنة كبيرة انتهت بقتله.

وكان ظهور المحطوري في "رجب - ذو القعدة" 1111 هجري، من جبال الشرف، وذهب بعض المؤرخين الى ان نهضة المحطوري كانت ثورة على الوضع السائد بينما ذهب البعض الى ان حركته كان الغالب عليها السحر والشعوذة.

 واستهل نهضته بقتل الشيخ حسين بن حسن المحبشي وولده عبدالقادر وبعضا من اعلام المحابشة، وقطع رؤوسهم وعلقها فوق اشجار الطنب في ساحة شمسان.

وكانت سكنت المحبشي ما يعرف اليوم بمنطقة شمسان وله المشيخة فيها، وهي من المناطق التي سكنتها اسرة بيت المحبشي منذ مستهل العام 900 وليس في القرن الثاني عشر الهجري كما يذهب البعض.

وبعد مقتل شيخها المحبشي انتقل من فيها من اسرته الى جبل حصين يحمل اسمهم يقع جنوب مدينة المحابشة، وبعدها بحسب ما هو شائع بين الاهالي انتقل الى شمسان بيوت من قبيلة بني هبة، وكان لهم يومها تواجد في قرية تحمل اسمهم تسمى طويلة بني هبة - بكسر الهاء وفتح الباء - تقع غرب شمسان، وهي من قبائل حجور العريقة، عدها الحجري من بيوت قبائل الكعبي بالشرف الاعلى، منهم فروع في شهارة وغيرها، وهم اليوم من اكبر الاسر القاطنة مديرية المحابشة، ومنهم قامات وطنية ومناضلين وساسة وقادة واعلام في مختلف مجالات المعرفة، ولهم ادوار محورية في تاريخ المنطقة خلال الثلاثة القرون الاخيرة.

وعوداً الى قبيلة الشمساني المنقرضة فالراجح انهم من قبائل الضولمي بدبع الحجرية ولهم بقية بعدن.

وما عدا ذلك لا وجود لهكذا اسم في التاريخ الوسيط ببلاد الشرف، وربما هناك حديث في بصائر وقواعد ومستندات قديمة عنهم وعن تواجد لهم في بلاد الشرف بحسب ما يشاع، لكن لم نقف لهم على أثر في المعاجم المنشورة وكتب مؤرخي التاريخ الوسيط، كما ان فتنة ابو علامة الساحر لم تقارب منطقة شمسان وما جاورها بل كانت وجهته المشرق.

ومع ذلك نرجو ممن لديه معلومات ووثائق وكتب تتحدث عن تواجد الشمساني في بلاد الشرف ان لا يبخل بها علينا، فهذه جزئية مهمة من تاريخ المنطقة يجب تدوينها خدمة للأجيال.


تعقيب الشيخ غالب السعدي:


وصلنا تعقيب من الشيخ غالب علي احمد السعدي أحد وجهاء ومشائخ بلاد المحابشة، يقول فيه ان وجود بيت المحبشي عابر في مدينة المحابشة وليس قديم، وأنها لم تسمى نسبة إليهم وانهم كانوا مجرد ولاة وقادة جيوش متنقلين كالبدو الرحل.


نص التعقيب:


 يا قاضي طبت مساء وعيد سعيد وكل عام وأنتم بخير الحقيقة ان بحوثك "شيقة؟!" وفيما يتعلق بالمحابشة لقد ابليت بلاء حسنا دليل على حبك لوطنك وخاصة المحابشة

 لك أكثر من بحث، وبحكم "اجتهادك؟!" فما بالك لو فعلت مشوار آخر حيال المحبشي وتسخر نفسك كما هو طبعك في بذل الجهد لمعرفة الحقيقة وهذا يجب ان يكون من اولوياتك في هذا البحث القيم ذكرت ان المحابشة ذكرت في تاريخ كذا وانها نسبت الى كذا والمطلوب البحث عن تواجد آل المحبشي في المنطقة وفي أي تاريخ حيث وانني قد بحثت عن نسبة التسمية ولم أجد في نسبة التسمية ما يفيد حيث وان اعلام بيت المحبشي لم يظهروا في المنطقة الا في وقت متأخر عند وصولهم كقادات حملات لجيوش الائمة كالأمير ناصر وكان من أحد سكان الزيلة وبيت بني علي بن احمد بن صالح بن محمد بن سعيد بن عنان وهم أقدم من الامير ناصر بن علي بن زيد بن نهشل  وهو الواقف لأمواله بعفار والزيلة وقطابة وبلاد السود فأرجو أن لا تبخل من البحث حيال الموضوع.


ردنا على السعدي:


حفظكم الله ورعاكم شيخ غالب .. ولنا ملاحظات بسيطة

اولا فيما ذكرت اشارة لبيت علي بن احمد بن صالح بن سعيد بن عنان وهذه اسرتي ولا وجود لسعيد بن عنان في مشجرنا واسمه حفظكم الله: 

علي بن أحمد بن صالح بن الشيخ محمد بن أحمد بن محمد بن علي بن محمد بن عامر بن علي بن محمد المحبشي

وثانيا كان هناك العديد من العلماء قبل الامير ناصر وقبورهم لا زالت شاهدة ومنهم صلاح وصالح المحبشي في جامع الجرد

وثالثا تسمية شمسان نسبة للأميرة شمس هناك وثائق تثبت ذلك، وفيما يتعلق بحديثكم في كتابكم ان سكنت بني هبه في شمسان كان في القرن الثاني عشر الهجري ثم اتى بعدهم ونزل في ضيافتهم بني المحبشي ومكثوا يسيرا ثم انتقلوا الى الجبل فسيرة الساحر المحطوري تنقض ذلك

وفيما يتعلق بتسمية المحابشة فقد تحدث الحداد في تاريخه عما ذكره بن عبدالباقي وبن الديبع في كتابيهما وذكر بالنص ان الاول اوردها بلفظ المحابسة والثاني بلفظ المحامشة، وقال ان ذلك تصحيف وخطأ مطبعي وان مقصودهما المحابشة المعروفة بنسبتها للمحبشي

وما نورده سيدي الفاضل موثق وليس نقلا عن المسنين والامير ناصر كان في المحابشة قبل توليه امارة جراع كحلان عفار، وكان هناك طلب له من القاسم بن محمد فقام بن عمه الامير محمد بن ناصر بنقل نسائه الى منزل ولده سراج بصنعاء وتهريبه بعدها ليلا من المحابشة ومنزله وجامعه بمدينة جده شاهد على ذلك، وقبر جد علي بن احمد بن صالح بالمسبح الوسطى القاضي العلامة علي بن ابراهيم بن منصور المتوفي عام 920 هجري شاهد ثاني، وكان الجبل سكنت الامير احمد بن ناصر بن فتح الله وكتب التاريخ الوسيط مبسوطة بذكره، ثم اين نذهب بمشيخة القاضي العلامة حسين بن حسن المحبشي لشمسان قبل العام 1111 هجري واستشهاده واولاده في رجب من ذات العام على يد الساحر المحطوري وهذه الواقعة وثقتها كل الكتب التي تحدثت عن تلك الحقبة المظلمة من تاريخ اليمن، فكيف يستقيم هذا مع قولكم في كتابكم ان سكنت بيت المحبشي بشمسان كان بعد سكنت بني هبه لها، وقد قرأنا ما اوردتموه في كتابكم عن تلك المنطقة واثار عجبنا واستغرابنا، ولا تعليق لنا على ذلك.

وفيما يتعلق بأن كتاباتنا عن المحابشة شيقة ومجرد اجتهادات، وقصدكم من ذلك واضح، فهذا الكلام باعتقادي لا يحتاج للرد فهو ينقض بعضه، وما ذكرتموه ليس نقيصة بل شهادة نعتز بها.

كما ننوه بوجود لبس وخلط لديكم أستاذ غالب بين بيت علي المحبشي وبيت فتح الله المحبشي، وقال بأن بيت علي هم الأقدم في توطن جبل المحبشي، والصحيح أن هناك بيتين فعلاً تجمع بيت المحبشي هما بيت فتح الله وبيت علي، وبيت علي المحبشي ليس ما ذكره بأنه علي بن أحمد بن صالح المحبشي، فهذا مسكنه بالمسبّح وكانت له هجرة علمية، وهناك مستندات قديمة تتحدث عن تحويل الأئمة نفقات لطلابه وهذا من أعلام القرن الثاني عشر الهجري، والأستاذ غالب السعدي أخذ هذا وقال أن سُكنت هذه الأسرة بالمحابشة متأخرة، ولو كلّف نفسه ورجع لكتب مؤلفي عهد الإمام القاسم بن محمد لوجد أن علي المقصود هو علي بن زيد بن نهشل المحبشي وفي ذريته المال والمشيخة وهذا كانت سُكنته الجبل وهو من أعلام القرن التاسع الهجري ومن سلالته الأمير ناصر بن علي بن زيد بن نهشل وفاته في جماد الآخرة 1045 هـ والفرع الثاني هم ذرية فتح الله بن زيد بن نهشل المحبشي خاض بعض المعارك في المراوعة وزبيد وفي ذريته العلم والقضاء ومن سلالته الأميرين محمد بن ناصر بن فتح الله وفاته في العام 1069 هجري وأحمد بن ناصر بن فتح الله وفاته في 14 رمضان 1039 هـ والعالمين الجليلين صلاح وصالح بن أحمد والأخيرين كانت وفاتهما في العام 1045 هجري وشيخ شمسان القاضي العلامة حسين بن حسن المحبشي المتوفي في رجب 1111 هجري

وعموماً هناك كتاب تفصيلي لا يزال مخطوط لأحد أعلام وقُضاة الأسرة الأفاضل عن بيت المحبشي وأنسابهم وتفرعاتهم وسلسلتهم الذهبية حتى عبدالله بن عمر بن الخطاب، نرجو أن يأتي اليوم الذي يرى فيه النور، والأولى بمن يريد أن يكتب عن أسرة ما العودة إلى أعلامهم وليس الكتابة عنها من أفواه غيرها.


توضيح حول مبحث المحابشة جوهرة بلاد الشرف:


هناك فرق بين الكتابة عن مديرية المحابشة كأرض وتاريخ وخدمات وبين الكتابة عن أعلام مديرية المحابشة كبشر لهم دور في صناعة تاريخ مديريتهم

في الاولى اكتفيت بنشر مبحث مبسط عما أمكن جمعه من معلومات عن المديرية بعد العام 2005، هذا المبحث بدأت بجمع معلوماته عام 2003.

في العام 2005 تلقيت سؤال محرج من استاذي الاعلامي والصحفي الكبير أحمد محيي الدين حفظه الله عن المحابشة واعلام بيت المحبشي كي تكون الصورة واضحة وسبب عدم وجود كتابات عنهم رغم عراقة المديرية والسجل الحافل للأسرة، فقررت الاستمرار في جمع ما أمكن من معلومات عنهما فقط، وبالفعل تمكنت من عمل نحو ست ترجمات عن الاسرة وموضع تعريفي بسيط عن المديرية ونشرها في الموسوعة الدولية ويكيبيديا.

في العام 2008 توسعت معلومات المديرية واتسع بحثها فعملت تعديل في أغسطس من ذات العام على المادة المنشورة في ويكيبيديا.

في العام 2010 أعدت نشر تلك المادة في موسوعة المعرفة، وكان تعديل العام 2008 اخر تعديل لها، وكان في تعاون مشترك بيني وبين اخي العزيز عدنان الغيلي أثمر مدونتين تعريفيتين بالمحابشة على موقع مكتوب، ومدونة ثالثة انشأها الاعلامي الرائع يحيى قاسم المدار بقوقل اعتقد انها لا زالت متاحة، نشرت بها عشرات المواضيع من معلومات وتراجم.

بعد احداث العام 2011 توقفت عن جمع المعلومات، وتم الغاء موقع مكتوب وضياع ما في المدونة من معلومات.

في العام 2013 تفاجأت بنشر استاذي القدير يحيى محمد جحاف رحمة الله عليه مادة العام 2008 في كتابه حجة معالم واعلام، دون احداث اي تغيير فيها ولا حتى مراجعة اخطائها المعلوماتية، وكان في تواصل متقطع بيننا. 

وما نشرناه عن المحابشة مؤخراً بحث مبسط من مبحث موسع نعمل عليه كل ما سنحت الفرصة ان شاء الله، ومن لديه معلومات عن المديرية والحراك السكاني التاريخي فيها والادوار التي لعبتها الاسر التي قطنتها في تاريخها، نرجو ان لا يبخل بها علينا سواء فيما يتعلق بأرقام المجالات الخدمية، لان معتمدنا فيما تم نشره احصاء العام 2004 كونه اخر احصاء رسمي والمتاح الوحيد او فيما يتعلق بالجوانب التاريخية، كي نتمكن من اخراج كتاب يليق بمكانة المديرية الجغرافية والتاريخية، وهذا ما يجب ان نهتم به بدل الانتقادات المشخصنة.

في العام 2020 استعدت نشاطي في جمع المعلومات عن تراجم أعلام الاسرة بعد توقف دام أكثر من 14 عاما.

في منتصف العام 2022 طلعت فكرة الخروج من عنق زجاجة العصبوية الاسرية، والتوسع في التراجم لتشمل اعلام الشرف وبعضا من اعلام اليمن ممن لم تتحدث عنهم معاجم التراجم المنشورة او تحدثت عنهم بمعلومات يسيرة ووجدنا معلومات أغزر، والحمد الله اثمرت العامين الاخيرة أكثر من 245 ترجمة، ونطمح لإخراج موسوعة في ذلك ولسنا في عجلة، ونعمل في هذا المجال كلما سمحت الفرصة وساعدتنا الامكانيات.

وفيما يتعلق بأعلام المديرية تواصلنا مع العديد من اقارب الاعلام واعيانهم في العامين الاخيرة ولم نلقى اي تجاوب، وقديما قالوا ما يخلق المعدوم إلا الله، ولذا اعتقد أن ما تم تدوينه عن أعلام المديرية كافٍ.

.. نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعل عملنا خالصا لوجهه الكريم

ومنه نستمد العون والتوفيق

والحمد لله رب العالمين


.. زيد المحبشي