Translate

الجمعة، 22 يناير 2021

دردشة حول بيت المحبشي

 توضيح غير مهم نشرته قبل أشهر لمن يتسائل لماذا نكتب عن شخصيات محددة .. مما جاء فيه:

قبل فترة تواصل معي أحد الاخوة الاعزاء من بيت المحبشي وقال أن لوالده بصمات انسانية واجتماعية بمنطقة (..) وسأل إذا عندي معلومات عنه .. فأجبته بعدم توافر أي معلومات واحلته الى أخي وأستاذي الفاضل القاضي الجليل طه عبدالله المحبشي وهو من المهتمين بتوثيق تاريخ بيت المحبشي ويعكف على تحرير كتاب عنهم كما علمت.

وقبلها بسنوات التقاني أحد الأخوة الاعزاء من بيت المحبشي الساكنين بالمحروسة صنعاء وابتدرين بالقول: يا زيد أنت ما تكتب إلا عن الأشخاص الذي يعجبوك فقط .. 

والخلاصة مما سبق أود هنا التوضيح والتأكيد على عدة حقائق

1- ليست لدينا مشكلة في الكتابة عن المبرزين من بيت المحبشي من أدباء ومثقفين ومبدعين ومفكرين وفقهاء وقضاة وعلماء دين ومحامين وأطباء واكاديميين واداريين وتربويين وعسكريين وسياسيين ودبلوماسيين واعلاميين ومشائخ ووجاهات اجتماعية .. ألخ

والكتابة عنهم شرف لنا .. بل وواجب علينا .. فهذه الأسرة كانت في إحدى الحقب التاريخية واحدة من أهم أربع أسر سكنت صنعاء ...

لكن ما لا يعلمه الكثير هو أن الاخ زيد سامحه الله لا يعرف سوى اشخاص محدودين بمسقط رأسه بمحابشة حجة ومدينة صنعاء ممن له تواصل معهم.

2 - الكتابة ليست ابتكار واختراع بل معلومات وحقائق؛ والكاتب ليس نبي يوحى اليه بل بشر يبحث عن المعلومات وبدون توافرها لا يمكنه فعل شيئ؛ ومصدر المعلومات إما الكتب أو الأحياء من المبرزين أو أقاربهم؛ وفي الحالتين إذا لم يكن هناك مبادرة ذاتية وتعاون شخصي من المبرزين أو أقاربهم فلن يكون بمقدور الكاتب فعل شيئ ولا لوم عليه بل على روح الآنا .. وفي هذه النقطة تحديدا أود الإشارة الى عدة نقاط كي تكون الصورة واضحة

أ - بدأ اهتمامنا بكتابة وجمع  ما تيسر عن بعض المبرزين من بيت المحبشي خلال الفترة 2007  -  2004 بعد سؤال محرج في العام 2004 من مدير عام الأخبار حينها بالإذاعة عن سبب عدم توافر أي معلومات عن بيت المحبشي بالشبكة العنكبوتية رغم أنهم من أعرق البيوت في اليمن ولها تاريخ قضائي وعلمي مشرق ..

لم أجد حينها جوابا واكتفيت بالصمت .. فبدأت بالبحث في بطون الكتب وجمع ما سمحت به ظروفي العملية والمالية وكتبت عن بعضهم منهم الشيخ ناصر بن حسين المحبشي والقاضي الحجة عبدالرحمن المحبشي والد حاكم الحديدة القاضي محسن المحبشي؛ وعملت ترجمة مرتجلة عن الأمير ناصر بن علي المحبشي معلوماتها سماعية من القاضي عبدالوهاب المحبشي والشيخ أحمد علي المحبشي وأخرون وقد سمحت الظروف في السنوات الاخيرة بالوقوف على جانب من سيرته ومعاركه وولاياته وتنقلاته ودوره في التوسط بين الاتراك والامام القاسم وسنحاول كتابة سيرة موثقة عن هذا العلم ان كان في العمر بقية وولده أحمد وحفيده عبدالله بن سراج واولاد عمومته محمد بن ناصر وعلي بن الهادي وابراهيم بن الحسين وكلهم من الشخصيات المبرزة في التاريخ الوسبط وهذا ما يجب ان يتجه اليه الاهتمام وبالنسبة لشخصيات القرنين الاخيرة فأهل مكة أدرى بشعوبها ..

كما قمت باستخراج نحو 12 ترجمة عن بيت المحبشي من موقع اعلام اليمن التابع للدكتور عبدالولي الشميري ونشرت جميعها بمدونة باسم المحابشة لؤلؤة الشرفين بموقع مكتوب واخرى على موقع قوقل؛ ناهيك عن بعض التراجم المتناثرة في معجم بلدان المقحفي ومعجم القاب القبائل والاخير تحديدا حوى تراجم موجزة لنحو 25 علم في مختلف الحقب؛ والروض النظير وطبقات الزيدية وهجر العلم وغيرها؛ ونشرنا ما امكن منها بمدونتنا على قوقل.

تواصلت بعدها مع عدت شخصيات من قضاة وضباط للكتابة عن اقارب لهم منهم الشهيد عبدالرحمن المحبشي وزرت منزل شقيقه بالحصبة عدة مرات دون ان أجد اي تجاوب فاكتفيت بجمع ما أمكن عن هذه القامة الوطنية من مذكرات رفاقه ونشرتها؛ ولا يزال ينقصها الكثير من المعلومات ووصلتني عدة انتقادات من اقارب له وعندما طلبنا منهم تزويدنا بما لديهم من معلومات احالونا الى صحيح البطرق ومسند البحرق؛

 وكذا الحال بالنسبة لسيرة القاضي فتح الله عبدالله المحبشي فاكتفينا بما أمكن العثور عليه من معلومات متناثرة اغلبها قياسا من سيرة اخيه القاضي عبدالرزاق المحبشي وأحد كتب العلامة مطير عن الحديدة ..

وفئة كان موقفهم بين متسائل: كم عتدي زلط كي نعطيك معلومات؛

 وآخرون: ما تشتي؛ ما قد معك من خبيرات؛

وفئة منحتنا اسماء اشخاص لديهم معلومات ومشجرات عن بيت المحبشي أغلبهم لا يقطنون صنعاء بل في بلاد واق الواق وجمهورية العكابر ومتابعتهم بحاجة لامكانيات مادية تفوق قدرتنا؛

وفئة خافت على قطع الدولة مرتبات ذويها الراحلين إذا تم الكتابة عنهم؛ ولا أدري حتى اللحظة ما دافع الخوف الغير مبرر والغير منطقي.

 وللاسف لا زالت تلك حجتهم الداحضة رغم كل المتغيرات العاصفة بالبلد؛

وفئة جلسنا نلاحقهم سنوات وكل ما حصلنا عليه منهم مواعيد عرقوب وبعضهم رحل ورحل معه عرقوب. 

باستثناء قلة قليلة أدركت اهمية تدوين سيرة احبتهم واعتبرت ذلك أقل ما يجب تقديمه للبر بهم بعد رحيلهم؛ وبادروا بالتواصل معنا وتزويدنا بما لديهم من معلومات؛ وبالفعل ساعدنا هذا في تدوين سيرة القاضي محسن عبدالرحمن المحبشي والقاضي عبدالحفيظ المحبشي والقاضي عبدالرزاق عبدالله المحبشي.

ب - بعد عام 2007 توقفنا نهائيا عن الاهتمام بهذا الملف واكتفينا بنشر ما نعثر عليه من تراجم مبثوثة في بطون الكتب والصحف.

 ومع بداية نكبة 2011 قامت السعودية بشراء موقع مكتوب وحذفت مدوناته بما فيها مدونتي للاسف وضاع مني كم هائل من المعلومات عن بيت المحبشي والمحابشة والشرف بحجة.

وشاءت الأقدار بعد 2012 و2015 ان يشرفني أخي وأستاذي العزيز القاضي الأديب عبدالوهاب المحبشي بالزيارة فاغتنمت الفرصة وطلبت منه تزويدي باسماء ما أمكن من الكتب التي تحدثت عن المحابشة والشرف وبالفعل زودني بأكثر من 60 عنوان تمكنت من مطالعة نحو 15 عنوان فقط منها؛ بسبب الظروف التي مرت بها البلد ولا زالت.

 ووجدت مادة خصبة تحتاج الى جهد وامكانيات وجمعت كم هائل من المعلومات عن تاريخ بلاد الشرف بحجة بشكل عام وهو محور اهتمامنا اذا سمحت الظروف وكان في العمر بقية؛ وبالنسبة لتاريخ بيت المحبشي فما أمكنني العثور عليه نشرته تباعا، وما يستجد أنشره أول بأول، ولم يعد لدي اي جديد.

.. 

في المحصلة:

وما أريد الوصول اليه من وراء هذه الهدرة هو التأكيد على أنه لا يوجد لدينا أي موقف ضد أحد من بيت المحبشي بتلاوينهم الطبقية والمذهبية والحزبية والمناطقية وكلهم مبعث فخرنا واعتزازنا وتاج راسنا، والكتابة عن المبرزين منهم وما أكثرهم شرف لنا .. لكن إذا لم تهتم أنت بمن يعز عليك وتبادر بالتواصل فلا تتوقع من الاخرين فعل ما عجزت عن فعله.

أرجو ان تكون الصورة قد اتضحت والرسالة قد وصلت ولكم كل الحب والتقدير

الأربعاء، 20 يناير 2021

ضحايا الفشل الكلوي في اليمن لا بواكي لهم

زيد يحيى المحبشي؛ مركز البحوث والمعلومات؛ 20 يناير 2021

مرضى الفشل الكلوي هم الأكثر معاناة في اليمن، حقيقةٌ لا تُخطِئُها العين، إنهم يدفعون ثمن هذه الحرب الظالمة على بلادنا للسنة السابعة على التوالي، في ظل غياب تام للمنظمات العالمية العاملة في المجال الإنساني، وصمت مخجل لضمير العالم والإنسانية، وإذا حضرت كان الموت رفيقها إلى اليمنيين، وتتحدث تقارير المشافي اليمنية عن موت الكثير من مرض الفشل الكلوي بسبب تناولهم أدوية مغشوشة قدمتها المنظمات الأممية بلا خجل ولا وازع من ضمير، ولسان حالها يقول لليمنيين: من لم يمت بصواريخ وقذائف وحمم تحالف العاصفة، فأدويتنا كفيلة بتحقيق ما عجزت عنه ترسانة الموت العبرية.


الإصابات:

10 آلاف مريض بالفشل الكلوي في اليمن، و40 ألف يمني مصاب بأمراض الكلى الأخرى، بحسب تقارير رسمية تحدثت عنها قناة الجزيرة القطرية بتاريخ 28 نوفمبر 2020، وسجلت إحصائيات شبه رسمية نُشِرت في أبريل 2019 نحو 8000 مصاب بالفشل الكلوي، وبلغ عدد المصابين في 2018 نحو 7800 مريض، وفي العام 2017 نحو 6800 مريض.

وكشف رئيس قسم أمراض وزراعة الكلى بمستشفَى الثورة العام بصنعاء الدكتور "مجاهد البطاحي"، في أبريل 2018، أن الحالات المصابة بالفشل الكلوي الحاد تُقّدر بنحو 30 – 50 حالة حادة بجميع المراكز، والمرضى تحت الغسيل الدموي 25 ألف مريض، والمرضى المرشحون 40 ألف مريض، وهم مرضى الضغط والسكري ومرضى المناعية مثل الذيبة الحمراء ومرضى كبيبات الكلى وإفراز البروتين في البول والتكيسات الكلوية، ..، ومرضى تحت العلاجات التحفظية، لم يستطيعوا الحصول على العلاجات الأصلية، ما أدى إلى دخولهم في الفشل الكلوي بسرعة.

ويستقبل مركز الغسيل الكلوي التابع لمستشفى الثورة بصنعاء كنموذج بسيط لحجم الكارثة 5 – 6 حالات مرضية جديدة يومياً.

وكان العام 2018 الأكثر سوداوية بالنسبة لضحايا الأمراض الكلوية، حيث تحدثت الإحصائيات عن حاجة 2200 مريض من زارعي الكلى إلى العلاج اللازم للبقاء على قيد الحياة، و7800 مريض بالفشل الكلوي إلى غسيل دوري في وقت محدد، بإجمالي احتياج سنوي 700 ألف جلسة غسيل، بينما وصلت نسبة العجز في مراكز الغسيل إلى 50 %، وتوقف الخدمات الصحية في 54 % من المنشآت الطبية، ما اضطر العديد من المشافي الحكومية إلى خفض أو إغلاق بعض أقسامها نتيجة النقص الحاد في الإمدادات الطبية، خصوصاً فيما يتعلق بالأمراض المزمنة وعلى رأسها مرضى الفشل الكلوي.

وشهد العام 2018 أيضاً، إغلاق 4 مراكز غسيل كلوي من أصل 32 مركزاً في اليمن، واستمرار 28 مركزاً فقط في تقديم خدماتها في مختلف أرجاء اليمن، وهذه المراكز تعاني نقصاً حاداً في المعدات واللوازم، مع وجود الكثير من الحالات التي تتطلب العلاج في الخارج، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية والصليب الأحمر الدولي، والذي أعلن حينها أن حياة آلاف اليمنيين الذين يعانون من أمراض الكلى في خطر بسبب انعدام الأدوية وتهالك معدات الغسيل الكلوي.

وتحدثت الإحصائيات شبه الرسمية في أبريل 2019 عن توقف 32 مركز للغسيل الكلوي كلياً بسبب انعدام المشتقات النفطية، نتيجة احتجاز العدوان سفن المشتقات في عرض البحر، ما أدى إلى تفاقم الحالات المرضية وارتفاع عدد الوفيات في أوساط المصابين بالفشل الكلوي.

28 مركزاً للغسيل الكلوي لا زالت تعمل، بها 400 جهاز للغسيل فقط، تتواجد في محافظات معينة، رغم وجود حاجة مُلحة لتوافر 70 مركزاً على الأقل لمواجهة الازدياد المضطرد في عدد الإصابات، وضرورة توفير ألف جهاز للغسيل الكلوي بحسب رئيس مؤسسة الشفقة لرعاية مرضى الفشل الكلوي، "واثق القرشي" في حديث له مع موقع الجزيرة نت بتاريخ 26 نوفمبر 2020، كما أن هناك مواد وأجهزة رديئة، تُستخدم في جلسات غسيل الكلى، كانت نتائجها سيئة، وراح ضحيتها المئات من المرضى.

وسجلت سنوات العدوان ارتفاع كبير في عدد الإصابة بالفشل الكلوي في أوساط الأطفال، نتيجة تعرُّضهم للخوف أثناء سماعهم للانفجارات الشديدة التي تسببها غاراتُ العدوان على مختلف المحافظات اليمنية.


الوفيات:

يعيش مرضى الفشل الكلوي في أصعب الحالات، فالكارثة كبيرة وفقاً للدكتور "راجح الحصن" – أحد العاملين في وحدة الغسيل الكلوي بمستشفى الثورة العام بصنعاء، لأن عدد كبير منهم بالكاد يقوون على التنفس، وذلك من فرط السموم الزائدة في الدم، وآخرون يدخُلون في غيبوبة بين الفَينة والأُخرى، فيتم نقلُهم إلى العناية المركزة الممتلئة أصلاً بالمرضى الوافدين إليها من جميع الأقسام، وفي حالة عدمِ توفّر السرير فإن المريضَ يفارِقُ الحياةَ.

وسجلت المشافي اليمنية وفاة 1500 مريض من مرضى الفشل الكلوي خلال الفترة مارس 2015 – يونيو 2018، بسبب عدم الوصول إلى مراكز الغسيل الكلوي بسهولة، وانقطاع الكهرباء، مما أثر على العلاج.

وكشف رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن "الكسندر فيت" في مؤتمر صحافي بصنعاء نهاية ديسمبر 2018 عن وفاة 25 % من مرضى الفشل الكلوي في اليمن سنوياً، أي بواقع 1 من كل 4، نتيجة نقص أو غياب الرعاية الصحية:

"هناك حاجة عاجلة لتوفير الرعاية الصحية، للتيقن من أن معدل الوفيات لن يرتفع أكثر بالنسبة لمرضى الفشل الكلوي،..، نجاة الآلاف من المرضى تعتمد على الوصول إلى علاج يتمثل في غسيل الكلى من دون انقطاع".

وأكدت منظمة الصحة العالمية في تقرير لها عام 2018 أن 5200 مريض بالفشل الكلوي في اليمن معرضون للموت، بسبب نقص إمدادات غسيل الكلى، التي لا تكفي لتوفير 700 ألف جلسة غسيل مطلوبة سنوياً.

وكان المعدل اليومي لوفيات مرضى الفشل الكلوي في اليمن خلال العام 2017 ما بين 2 – 3 يومياً، نتيجة انعدام محاليل الغسيل الكلوي وقساطر المرضى، والأجهزة المستخدمة للغسيل.


زراعة الكلى:

كشف مستشار وزير الصحة لشؤون أمراض الكلى الدكتور "نجيب أبو أصبع" في تصريحٍ لوكالة الصحافة اليمنية بتاريخ 28 نوفمبر 2017 عن إجراء 244 عملية مجانية لزراعة الكلى في أوقات سابقة، وتحدث في سبتمبر 2020 عن تمكن برنامج زراعة الكلى خلال ستة أشهر من إجراء 12 عملية زراعية للكلى.

مؤكداً تمكن 3 آلاف مريض يمني من زراعة الكلى، منها 258 عملية زراعة في مركز مستشفى الثورة بصنعاء، إلا أن معظمهم لم يحصلوا على الأدوية المجانية التي كانت تُصرف عبر وزارة الصحة، نظراً لصعوبة الحصول عليها من الشركات الأصلية، ما أدى إلى وفاة عدد منهم.

ويوجد بالمركز 528 مريض، يتداولون على 32 جهاز، بواقع جلستين إلى ثلاث جلسات اسبوعياً، بينما الطاقة الاستيعابية الطبيعية للمركز لا تتجاوز 230 مريض.

وفي سبتمبر 2020 أعلنت منظمة الصحة العالمية عن توفير نحو 110340 جلسة غسيل كلى لأكثر من 4300 مريض، يعانون من الفشل الكلوي المزمن خلال الفترة سبتمبر 2019 – مايو 2020، وأكدت أن مرافق علاج مرضى الفشل الكلوي في اليمن، تعاني نقصاً حاداً في الأدوية والوقود، فضلاً عن نقص الأموال اللازمة لدفع أجور العاملين بانتظام.

وأوضح مسئول الأمراض غير المعدية بالمنظمة في اليمن، "عبدالوهاب النهمي"، أن "الوصول المحدود لجلسات غسيل الكلى والعلاج يُعرِّض حياة المرضى المستضعفين للخطر، ويؤدي إلى نتائج مُهلكة، ناهيك عن المعاناة التي يمرون بها وأسرهم بسبب نقص العلاج.

وكان برنامج زراعة الكلى قد توقف منذ بداية العدوان العبري على اليمن، وعاود توقفه في العام 2019 بسبب جائحة كورونا، وانعدام المشتقات النفطية.


صعوبات تدق أجراس الخطر:

مرضى الفشل الكلوي في اليمن لا يحصلون على حقوقهم الطبيعية كمرضى بحسب القانون الدولي، بما في ذلك الرعاية النفسية والطبية، وجلسات الغسيل المقررة لهم أسبوعياً، والسبب بحسب رئيس قسم غسيل الكلى بالمستشفى الجمهوري بصنعاء، الدكتور "عادل الهجامي" دخول البلاد في أزمات وحروب، وحتى المساعدات التي تقدمها المنظمات الدولية لا تفي بالغرض.

كما أن انتشار نسبة الفقر والبطالة فاقم من أعداد مرضى الفشل الكلوي بشكل كبير، ووفاة كثير منهم في منازلهم نتيجة وضعهم المعيشي، والنقص الكبير في عدد مراكز الغسيل، وهذا بحد ذاته سبب ضغطاً على مراكز الغسيل في المدن الرئيسة، لكثرة المرضى القادمين من الأرياف والمدن المفتقرة لمراكز الغسيل، كما أن بعض هذه المناطق شهدت حروباً، أدت إلى صعوبة وصول المرضى.

وقالت رئيس بعثة "أطباء بلا حدود" في اليمن "جون بيسيلينك" في تصريحات صحفية عام 2018 أن معظم المرضى المصابين بالفشل الكلويّ لا يملكون القدرة الجسدية أو المالية للتنقّل من أجل الحصول على العلاج، وحتى إذا تمكّنوا من الوصول إلى مركز يوفّر الخدمة، فإنّه من المحتمل أن لا يقدروا على تحمُّل نفقات العلاج.

عدد كبير من المرضى المصابين بالفشل الكلوي، موظّفون حكوميون لم يتقاضوا أجورهم، فتضاءلت فرص تلقّيهم الرعاية الطبية المنقذة للحياة.

وتُصارع المستشفيات لمتابعة عملها، بينما يتعرّض بعضها للغارات الجوية أو القصف المدفعيّ، ما يضطرّها إلى إغلاق أبوابها، ومن بينها مرافق منظّمة أطباء بلا حدود، إنّ الاحتياجات الطبية ضخمة والوضع مزرٍ.

ويضيف ممثل منظمة الصحة العالمية في اليمن الدكتور "نيفيو زاغاريا": "لا يمكنني تخيل شكل حياة مرضى الفشل الكلوي الذين يحصلون على جلسات الغسيل مرة أو مرتين في الأسبوع، فيما كل ما يحتاجه هؤلاء ٣ جلسات غسيل أسبوعياً".

أسباب كثيرة أدت إلى تفاقم الحالة الصحية لمرضى الفشل الكلوي وتزايد عدد الإصابات والوفيات بشكل مخيف، وكلها نتاج طبيعي للعدوان العبري وحصاره الظالم على بلادنا، وتواطؤ المنظمات الدولية وأدعياء حقوق الإنسان في هذا العالم الأصم، مع ذلك العدوان الجائر:

1 - تهالك أجهزة الغسيل الكلوي وخروج العديد منها عن الخدمة، وعجز الفنيين عن إصلاح العاطل منها بسبب عدم توافر قطع الغيار، وعد سماح العدوان باستيراد قطع الغيار والمواد الخاصة بالغسيل الكلوي.

2 – معاناة مراكز غسيل الكلى من تعثر الميزانية التشغيلية لضمان بقاء أبوابها مفتوحة، لمنع الموت البطيئ لهؤلاء المرضى.

فعلاج غسيل الكلى ليس فقط تحدياً للمرضى، ولكن أيضا لمراكز غسيل الكلى، التي تحتاج إلى تمويل منتظم للاستمرار في عملها.

ورغم نداءات الاستغاثة المحلية المتكررة للمنظمات الدولية، بسرعة الدعم بالمحاليل والمتطلبات الطبية، لمواصلة خدمة المرضى المهددين بالموت، في حال توقفت تلك المرافق، لا يزال التعاطي الأممي مع هذه الكارثة في حدود الوعود والتمنيات والمتاجرة السافرة بمآسي اليمنيين لاستدرار أموال الدول المانحة، دون أن يكون لها أي أثر في واقع اليمنيين.

3 - إغلاق الممرات البحرية والبرية والجوية أمام المرضى المحتاجين لزراعة الكلي، أو العلاج في الخارج، ما أدى إلى زيادة العبء على المشافي في الداخل، وخلق كارثة إنْسَانية.

4 – نفاذ أو عدم وجود المحاليل والأدوية الخاصة بالفشل الكلوي ومعدات المحاليل، أو توفر شيئ بسيط منها، وصعوبة شرائها بسبب ثمنها الباهظ، وعدم توافر السيولة نتيجة انقطاع المرتبات.

ويستهلك الفشل الكلوي مبالغ مادية كبيرة، بسبب تكاليف الفحوصات والعلاجات والمواصلات، حتى أن بعض المرضى بلغ مرحلة الفقر بسبب معاناته من تبعات مرضه، وتتراوح قيمة الجلسة الواحدة للغسيل ما بين 80 إلى 100 دولار، ما أدى الى ازدياد التزاحم على مراكز الغسيل الحكومية وطول فترة الانتظار للمرضى أمام تلك المراكز، وطول الانتظار حتى تتوفر الأدوية، ما تسبب في تدهور حالتهم المرضية.

وتعمد العدوان في استهداف مصانع الأدوية بصنعاء وعدد من المحافظات، كانت تنتج أكثر من 80 صنفاً، وتغطي 15 % من احتياجات السوق الدوائية، ما تسبّب في توقفها كلياً، كما منع تدفق الدواء، وفرض ضرائب كبيرة على تجار الأدوية في المناطق اليمنية غير المحتلة، حتى وإن أعلن بعضهم الولاء لعاصفة العدوان، لكن الأدوية المسموح باستيرادها تدخل إلى البلاد بصعوبة، وتباع بأسعار مضاعفة.

وبلغ عدد أصناف الأدوية المفقودة من السوق اليمنية نحو 600 صنف، معظمها أدوية خاصة بالأمراض الهضمية والجلدية والعصبية، وأمراض القلب والسكري والضغط والصرع والحالات النفسية والمضادات الحيوية، والأدوية الخاصة بالجلطات.

وكشف مصدر طبي بوزارة الصحة في صنعاء في تقرير نشرته صحيفة الأخبار اللبنانية بتاريخ 22 أكتوبر 2018 عن نفاذ الأدوية الخاصة بمرضى زراعة الكلى من مخازن الوزارة، وتهديد المنظمات الدولية اليوم بإيقاف الدعم لتلك الأدوية بسبب عدم إيفاء المانحين بالتزاماتهم المادية، ما يعني مضاعفة معاناة المرضى، والحكم عليهم بالموت البطيئ.

5 - الانقطاع المستمر للكهرباء، مما تسبب في إعطاب وتوقف عدد كبير من الأجهزة الخاصة بالغسيل الكلوي، وتزايد الازدحام على الأجهزة والمراكز التي لا زالت تؤدي رسالتها، وتقلص جلسات الغسيل الكلوي من 6 إلى 3 غسلات وفي أحيان كثيرة جلستين اسبوعياً، بعد أن كان المريض قبل العدوان العبري يحصل على 12 جلسة اسبوعياً، وتقلصت ساعات الغسيل من 12 ساعة، إلى 6 ساعات.


المحاليل الأممية تقتلنا:

وصلت أزمة مرضى الفشل الكلوي في اليمن ذروتها في العام 2018، ومن يومها بدأت الحقائق تتكشّف حول الدور المشبوه والقذر للمنظمات الأممية، وعدم حياديتها في العدوان على اليمن، ومشاركتها دول التحالف في قتل اليمنيين وتسميم حاضرهم ومستقبلهم بأدوية مغشوشة بل وقاتلة، وبشهادة رئيس قسم غسيل الكلى بالمستشفى الجمهوري بصنعاء، الدكتور "عادل الهجامي"  فإن الدعم الذي تحصل عليه مراكز غسيل الكلى من محاليل تكون غير نظيفة ومخالفة للمواصفات والمقاييس، ولا يستفيد منها المريض سوى بنسبة 40 %.

ويؤكد مستشار وزارة الصحة العامة والسكان لشؤون أمراض الكلى الدكتور "نجيب أبو اصبع" في تصريح صحفي بتاريخ 24 فبراير 2019، تسجيل مركز الاستصفاء الدموي بمستشفى الثورة العام بصنعاء في العام 2018 عدد من الحالات التي أصيبت بفشل كلوي مزمن تحت التأثير السلبي للأدوية التي قدمتها منظمة الصحة العالمية، ومنها دواء "السكلسبورين"، هندي المنشأ.

رئيس جمعية الرحمة لزارعي الكلى ورعاية مرضى الفشل الكلوي "أمين محرم" في مقابلة صحفية بتاريخ 24 فبراير 2019، هو الأخر لا يستبعد أن تكون المنظمة الأممية قد اتخذت من كلى اليمنيين معامل اختبارات لأدوية مشبوهة: أصبحنا حقل تجارب لمنظمة الصحة العالمية، يعني حصار وعدوان على اليمن بالإضافة إلى حرب العلاجات للقضاء على المرضى.

الاثنين، 18 يناير 2021

القاضي العلامة حسين بن عبدالله بن عبدالله بن عبدالرزاق المحبشي


عالم محقق، فقيه مجتهد

من القضاة النابهين، والعلماء المجتهدين

عاش وتوفي بقرية جبل المحبشي من أعمال محافظة حجة.

عمل بعدة محاكم منها محكمة الشاهل، وكان من أهل الخير والإصلاح بين الناس، وله كتاب لا يزال مخطوط

أولاده: محمد، عبدالحفيظ

القاضي العلامة عبدالله بن عبدالله بن عبدالرزاق المحبشي


عالم رباني، فقيه مجتهد

من العلماء المشار إليهم بالبنان، والقُضاة الساطع نور عدلهم.

مسكنه ووفاته بقرية جبل المحبشي من أعمال محافظة حجة.

 شغل العديد من المناصب القضائية في العهد الملكي.

أولاده: أحمد، يحيى، حسين، محمد، حسن، عبدالخالق، عبدالقدوس

القاضي العلامة عبدالرزاق بن حسين بن عبدالله بن محمد المحبشي

عالم رباني، فقيه مجتهد، مفتي، مرشد

 شغل العديد من المناصب القضائية، منها رئيس محكمة في مسور وظليمه حبور، وساقين، وعضو محكمة استئناف محافظة حجه، واخرها عضو محكمة استئناف محافظة صعدة حتى تقاعد رحمة الله عليه.

أولاده: الإعلامي القدير محمد عبدالرزاق، عبدالوهاب، عبدالله، عبدالقدوس

القاضي العلامة أحمد بن عبدالله بن حسين المحبشي

قاضي مجتهد، وعالم فاضل

عمل في السلك القضائي بعدة مناطق، ورافق والده في تنقلاته القضائية

أولاده: أحمد، عبدالله

السبت، 16 يناير 2021

القاضي العلامة يحيى بن عبدالله بن عبدالله المحبشي


عالم عارف بالفقه محققٌ له، فقيه مجتهد

وفاته بصنعاء في 23 يونيو 2006، جمادى الأولى 1427 هـ، عن عمر يناهز الـ 85 عاماً، قضّى معظمها في خدمة القضاء والعدالة.

شغل العديد من المناصب القضائية بحجة والحديدة، منها رئيس محكمة المحابشة، ورئيس محكمة الاستئناف بالحديدة، وآخر منصب له قبل رحيله عضوية لجنة الأحزاب والتنظيمات السياسية.

أولاده: عبدالحفيظ – سفير، عبدالله، محمد، أحمد.

 

قالوا عنه:

1 - الرئيس اليمني الأسبق علي عبدالله صالح: كان يحيى المحبشي رحمه الله عالماً مجتهداً، وقاضياً نزيهاً، وكفوءاً خلال كافة المناصب التي شغلها في القضاء، وكان مثالاُ للوطني المخلص والمتفاني في أداء واجبه وخدمة الوطن.

2 - إسماعيل بن محمد الوريث - 10 أغسطس 2006

((الى الصديق الحميم عبدالحفيظ بن يحيى المحبشي في رثاء والده الجليل القاضي يحيى بن عبدالله المحبشي غفر الله له))

ما لديكم من الأسى هو عندي ** ولفقد اصابكم هو فقدي

غاب يحيي فغار كوكب هديٍ** في سمانا وغاب عنوان زهد

غاب قاضي القضاة من نشر العد ** ل طويلاً في كل سهل ونجد

عالم عارف تقي نقي ** لم يدنس عرضاً ولا فضل برد

أنفق العمر في استعادة حق ** لضعيف من القوي الاشد

لم يخف سلطة المشرع للظلم ** ولم يخش سطوة المستبد

أو يحد لحظةً عن الحق في نهجٍ ** قويم وعاش عيشة جد

أو يخلف مالا حراماً ولم يبن ** قصوراً في كل تلٍّ ونهد

من كعبد الحفيظ أنجب يبقى ** ذكره وهو في نعيمٍ وخلد

ولعبد الحفيظ في القلب عرش ** من وفاءٍ ومن حفاظٍ وود

أنبل الاصدقاء في كدر الدهر ** وفي صفوه بقربٍ وبعد

فاصطبر يا أخا المروءة فالمو ** ت سبيل يجتازه كل عبد

 

مراجع ذُكر فيها العلم:

موقع وكالة الأنباء اليمنية سبأ

صحيفة 26 سبتمبر، العدد 1275، 10 أغسطس 2006، ص 7