Translate

الاثنين، 15 يناير 2018

خواطر محبشية

ما أحوجنا في ظل المآسي التي نعايشها والنكبات التي نتعرض لها والابتلاءات التي نمر بها الى:
 أن نروي ظمأ القلوب المتنافرة بالتسامح والتصالح والتصافح البيني، عذبا فراتا لذة للشاربين المتعطشين لنخب الأخوة المفقودة؛ وما أكثر الظمأء ..
أن نطحن بذور المحبة المقدسة، لتصير خبزا ملائكيا؛ وما أكثر الجياع ..
أن نرسم من الوجع؛ أقواس فرح ..
أن نصوغ من الألم؛ شموس أمل ..
من الجرح النازف؛ أقمار تفاؤل ..
من البشاعة؛ ينابيع جمال ..
من الكراهية؛ أشجار مودة ..
من الرجمة؛ سهول رحمة ..
من الكآبة؛ حدائق غبطة ..
من القلق؛ أزهار طمأنينة ..
من البرد والقحط؛ صلوات دفء ..
من الحرمان؛ دعوات مغفرة وعطف وحنان ..
ايامكم طيبة كطيبة قلوبكم الصابرة الصامدة المحتسبة ..
حياتكم معطرة بذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله وآل بيته الطيبين الطاهرين وصحابته الأخيار المنتجبين ..
حياتكم عامرة بالتسامح والتصافح والتواصل والتزاور والتأخي والتسامي على كل الجراح ..
حياتكم مزهرة بالحب والأمل والتفاؤل وتفريج الكرب وإغاثة الملهوف وصلاح ذات البين 

لو تكاشفتم لما تباغضتم


زيد يحيى المحبشي
جاء في الاثر الشريف: "لو تكاشفتم لما تباغضتم" ..
هذا المبدأ السامي يحتل أهمية كبيرة في بناء منظومة العلاقات الإنسانية السليمة والانطلاق الواثق نحو بناء ذات إنسانية مؤمنة لا تعرف البغضاء والكراهية والحقد وغيرها من الأمراض المشوهة لحياة الإنسان وعلاقاته الاجتماعية والحياة الإنسانية برمتها.
والعكس فحب الذات والأنا والتمسك بهما ومتابعتهما يجران الإنسان إلى مهاوي الانحراف والابتعاد عن حقيقة الإنسان القائمة على "الأنسنة"..لأن المحور المنظم لعلاقة الإنسان مع أخيه الإنسان حينها، يصبح "الأنا" وحركته تكون كلها من أجل "الأنا" حتى عبادته ومواقفه تصبح من أجل "الأنا".
ولنا هنا أن نسال: لماذا كرم الله سبحانه وتعالى الإنسان بالعقل والروح، وميزه وفضله على سائر المخلوقات؟.
الجواب: لأنه سبحانه وتعالى أراد من المخلوق البشري أن يسمو عن شيئ اسمه "ذات" وأن يتعالى عن آفة "الأنا" الهادمة لصرح مُسمَّى "الإنسان" الذي أراده الله خليفةً له في أرضه.
حب "الذات" و"الأنا" تقود الإنسان بإجماع كل العقلاء إلى الحقد والكره والبغضاء.. ونتائج هذه الأمراض النفسية العداوة والصراع والحروب والقتل والخراب والدمار.. وهذه بذرات الشيطان الرجيم العدو الأول لأبو البشر والبشرية، يزرعها في خلجات النفوس البشرية التي لا يجد الحق سبيله إليها..هذا الإنسان غير السوي قطعاً ليس بخليفة الله في الأرض، بل عدو الله، لأن خلافة الله مشروطة بالخير والإصلاح والإعمار والفضيلة والحب والعدالة..
كم نحن اليوم بحاجة إلى الخروج من دائرة النفس وبؤرتها الإجرامية الممتلئة بهذه الأمراض النفسية ذات العواقب الوخيمة على الفرد والأسرة والمجتمع، وفي النطاق العام والخاص.. خصوصاً ونحن بهذه المرحلة الحرجة من تاريخ أمتنا بما يحوطها من يأس وحرمان وقنوط وملل وغيرها من الأسباب الدافعة بالإنسان إلى التعامل مع محيطه بحيوانيته لا بإنسانيته!!.
وهنا تأتي أهمية إعمال مبدأ المكاشفة كمنطلق إيماني لمعالجة أمراض الذات والأنا البشرية تأسياً بخاتم المرسلين وآل بيته الطاهرين وصحابته ومن تلاهم من الأولياء والصالحين والذين جسدوا هذا المبدأ السامي بدقة متناهية فخلقوا أمة عامرة بالخير والفضيلة ذاع صيتها في مشارق الأرض ومغاربها لا بحد السيف بل بضرب المثل الأعلى في أنسنة الإنسانية.
وهذا التأمثل والتأسي قد يكون شاقاً وعسيراً على الكثيرين في عصرنا المليئ بالأهواء المبتدعة والنزوات المتبعة إلا من رحم ربي، وذلك لأسباب كثيرة وقفت مجتمعة حجر عثرة أمام إمكانية إعادة روح المصارحة إلى جسد المكاشفة رغم ما يعتصرنا من أزمات ومآسي وكوارث ما عادت تبارح مصطبحنا، لعلى أهمها باختصار شديد:
- الخوف من الرؤية الخاطئة: العلاقات الإنسانية السليمة المبنية على قواعد وأسس صحيحة تتعامل بالمكاشفة لفهمها لذاتها وتقبلها للنقد ولا تخاف من الرؤيا الخاطئة وإن طُرِحت وتفهم حركة النفس والعكس بالنسبة للعلاقات القائمة على حب الذات والأنا فهي تتوجس من المكاشفة خشية أن تكون رؤيتها خاطئة وخوفاً من اظهار ما تخفيه من أهداف غير نبيلة فتعرض نفسها للإحراج والإنتقاد.
- عدم فهم العلاقات الإنسانية الصحيحة: لأنها لا تعرف الصدق في العلاقة ولا تعرف الإخلاص لهذه العلاقة الشريفة القائمة على حب الخير للأخر والإيمان بحق العيش المشترك والمواطنة المتساوية ورحمة التعدد والتنوع.
- عدم فهم النفس البشرية وما يدور في خلجاتها: معرفة النفس البشرية لا تعيق حركة الإنسان في مسيرته لكن الذي لا يفهم حركتها يتخوف من المكاشفة لأنه لنفسه غير فاهم ولا مدرك لحقيقتها فكيف له أن يفهم أخيه الإنسان ويكاشفه؟.
- الخوف من النقد: النفس البشرية المريضة غير قابلة للتطور والنمو والارتقاء لماذا؟..لأنها لا تعمل بالمكاشفة والمصارحة خوفاً من النقد وتغير نظرة الاخر نحوها.. لكن الإنسان الواثق الرؤية والسليم المنطق والنبيل المقصد يحب أن يُنتقد ويُوجه من خلال النقد لأجل أن يرتقي ويتطور.

المولد النبوي تأملات عابرة في حدث عظيم

بقلم زيد يحيى المحبشي
* يا رسول الله يا نبي الرحمة يا من كنت تقول حتى جاءك ملك الموت عليه السلام: "أمتي أمتي"، وتسأله وأنت في نزعك الأخير: "أهكذا تنزع أرواح أمتي"، فيقول لك: "وأشد من ذلك"، فترمق بطرفك الشريف إلى السماء مناجياً ربك: "إلهي شدد علي وخفف عنهم" .. ها هي أمتك يا حبيب الله تعيش النزع الأخير، وها هم الطغاة الذين أسقطت عروشهم ينتزعون أرواح أحبابك بلا رحمة وبلا إنسانية وبلا وازع وبلا ضمير ؟؟!!
ما أحوجنا ونحن نحتفل بمولد النور طه الذي أضاء دروب ربيع الإنسانية، وبدد ظلمات حيواتها البهيمية، وبشّر بما لم يكن في حسبان أحد منهم روحياً ومادياً .. إلى التذكير بأنه صلى الله عليه وآله وسلم "الآن"، ليس جسداً يرقد بالمدينة المنورة، بل هو: "موقف وشعار وجبهة وراية وسيف" .. موقف الحق ضد الباطل، وشعار الفضيلة ومكارم الأخلاق ضد الرذيلة والعادات الجاهلية الرعناء، وجبهة العدل ضد الظلم، وراية الحرية ضد العمالة، وسيف العدل في وجه الطاغوت والشيطان .. فلا تضيعوا جبهته فتضيعوا، ولا تنكسوا رايته فتسقطوا .. فو الله إنّ محمداً رفيق الله لا السلاطين وأحزابهم.
ما أحوجنا ونحن نحتفل بميلاد النور طه إلى التذكير بأن الرسالة المحمدية، ليست مجرد طقوس وشعائر جامدة، بل هي: ثورة على مبادئ وعادات وأخلاق الجاهلية الجهلاء, ثورة على تاريخ طالما احتضن الفساد لا سواه، ثورة على حياة جاهلية شبيه بحياة البهائم السائمة على وجوهها، ثورة رسالية عالمية غير مسبوقة في تاريخ الإنسانية غيّرت مجرى التاريخ البشري كله، لأنها أكبر من التاريخ، وأقوى منه على الصمود والديمومة والخلود، ثورة رسالية حملت بين ثناياها آمال الإنسانية وأحلامها وتطلعاتها، واحتضنت بين آياتها وسورها خيرات الأمم والشعوب وعزتها وكينونتها وكرامتها، ورفعت على الرؤوس لواء الحق والعدل والحرية والأمن والسلام والرحمة والتسامح والتعايش والإنصاف.
هذا هو رسولنا وهذه هي رسالته فمن هو رسول قتلة أحبته وما هي رسالتهم؟؟!!
* "نبينا يوحدنا .. ويحقن دماءنا"
"وحدتنا .. سرور نبينا"
شعارات يكثر تداولها دون أن نلمس لها أي أثر في واقعنا العربي والإسلامي ..
هذه هي أمتك يا نبي الرحمة والمستضعفين وهذا هو حالها .. أمتك يا نبي الرحمة والعزاء لك لم تعد تحفظ من سجل الرسالة الخالدة سوى الاسم ولم تعد تجيد سوى رفع وترديد الشعارات المجافية لواقعنا الذي بات أشبه ما يكون بالجاهلية الأولى ..
يا حبيب الله ها هو أبو لهب يطل على أمتك من جديد رافعاً رايتك ومنادياً بشعاراتك ..
يا حبيب الله ها هو أبو لهب باسم الحفاظ على دينك ينشر في أوساط أمتك الكبت والإرهاب ويصادر حريتهم ويشتري ذممهم وضمائرهم وولائهم .. يا حبيب الله هاهو أبو لهب يعود إلينا بأمواله وبناياته وعماراته ليحتقر أمتك ويستهين بها ويتلاعب بمصائرها، بينما أمتك كالسوائم
* الحديث عن حياة رسول الرحمة المهداة صلى الله عليه وآله وسلم؛ حديث عن شخصية عجزت عن إدراك غاياتها عقول البشر؛ لأن حياته صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين تجمعت فيها كل معاني النبل والفضيلة والكمال وأصبحت مصدر إشعاع لكل القيم الشريفة والمثل العليا؛ وهو من أدبه ربه فأحسن تأديبه، وحقائق تخضع لها عقولنا ونور ينسج ليل أفكارنا وظلمات صدورنا .. لذا كلما زاد اهتمام المسلم بدراسة حياة نبيه؛ زادته شوقا إليها وعلما ونورا وعقلا وخيرية ..
إننا أمام حياة نبوية خالدة، فياضة بالنور والهدى؛ متجددة بتجدد الأيام، متطورة بتطور العقل، حياة نبوية لها في كل جيل أثر، وفي كل أمة آية، وفي كل عصر قيمة ومكانة هامة .. فهل من وقفة صادقة للوقوف على تفاصيلها وتمثلها في حياتنا قولا وفعلا وسلوكا

ربيع الحرية المتصرم

زيد يحيى المحبشي
الحرية كلمة بسيطة النطق مكونة من ستة حروف، لكنها عميقة المعنى، لأنها تلخص تاريخ كفاح البشرية نحو الإنسانية والسلام، لذا فمن المستحيل لأي أمة من الأمم أن تتحرك نحو الحضارة والتقدم، دون أن تستنشق رحيق الحرية والاستقلال.

حب الحرية يتعارض كلية مع حب القوة.. حب الحرية هو حب الآخر وحب القوة هو حب النفس

حب الحرية الايمان العملي بالتعدد والتنوع والمواطنة المتساوية والتنمية المتوازنة والعدالة الاجتماعية، انها ببساطة حكم الشعب، حكم المؤسسات، مشاركة الجميع في بناء الحاضر والمستقبل.. حب القوة يقوم على الضد.

حب الحرية ثورة شعب ثورة أمة ضد طغيان سلطة قفصية تديرها دكتاتورية الأنا المتسلطة والمتحكمة دون سواها بغرفة الأقدار لأمة مسحوقة مظلومة مقهورة.

حب الحرية ثورة من ثلاثة مراحل متلازمة ومتداخلة هي: (الهدم وهو اسهلها، التحول/الانتقال وهو اخطرها لأنه يمثل جسر العبور الآمن بالثورة الى المرحلة الثالثة ونقطة الفصل في الحكم على نجاح الثورة من عدمه، البناء بناء اوضاع ونظام جديد يتوافق مع الاهداف التي قامة الثورة من اجلها).

وهذا يعني أنه لا قيمة للهدم ما لم يكن بهدف البناء، فهدم نظام فاسد بدون وجود خطة حقيقية لإقامة نظام عادل هو اخطر من النظام الفاسد ذاته والمستقبل الواضح المعالم لا يُبنى بالهدم فقط بل برؤى علمية واضحة الترتيب لما بعد الهدم.

انفجار ثورات الربيع العربي المتصرم على ايدي شباب الطبقات الوسطى والدنيا بقدراتهم المادية البسيطة وخبرتهم السياسية والتنظيمية والحزبية الضحلة بعيدا عن الاحزاب ودون قيادة واضحة تدير الفعل الثوري ورؤية عملية واضحة المعالم لما بعد الهدم.. لكن رغم ما سجلوه من مواقف ثورية جسورة بالنظر الى مشروعية المنطلقات الدافعة بهم الى ساحات وميادين الحرية والكرامة.. إلا أن وثبتهم الثورية المتطلعة الى المستقبل وصمودهم الأسطوري امام جبروت الديناصورات المتغولة، لم يكن سوى عامل واحد من عدة عوامل أخرى لعبة دور المساعد وبالأصح المخرج لفيلم السقوط المدوي وخدش طهر ونقاء الربيع العربي ومنعه من الانتقال نحو حسم الصراع لصالح الحرية في الوقت ذاته، ورغم النجاح الساحق لشباب الربيع في اسقاط الديكتاتور/ الديناصور فقد مني الفعل الثوري بالفشل الذريع عندما اراد التطلع للإطاحة بالمنظومة الديكتاتورية/ الديناصورية التي خلفها الديكتاتور العربي المتهاوي.

عوامل كثيرة قادة الى فشل الفعل الثوري في اسقاط المنظومة الديكتاتورية منبعها غياب القيادة الكارزمية الثورية وغياب الرؤية الثورية الواضحة لما بعد الهدم مضافا إليها بروز ثلاثة ظواهر متلازمة ومتداخلة لعبة دورا محوريا في خدش مشروعية احلام وتطلعات الفعل الثوري وخلق الارضية الملائمة لخروج افاعي وخفافيش الابواب الخلفية من جحورها وانقضاضها على حصان الثورة وكبح جماحه، وهي: (انقسام المعارضات، عسكرة الثورات، الاستنجاد بالأجنبي وطلب التدخل الخارجي).

ولهذا قلنا ان عملية الهدم المتمثلة في تغيير أو اسقاط أو رحيل أو هروب أو قتل الديكتاتور لا تعني بالضرورة تغيير النظام وسقوط منظومته الديكتاتورية (اعوانه، قيمه، أجهزته القمعية) ولا تعني بالضرورة ان طريق الاصلاح والبناء بات مفروشا بالورود، لأن مرحلة التحول ملغومة وحافلة بالكثير من المفاجآت الكفيلة بنسف واجهاض كل الآمال المعلقة على التغيير الآمن والسلس، خصوصا أن الحرس القديم بتلاوينه – وليس صانعي الثورة – هو الذي يضمن ويشرف ويدير هذا التغيير بدعم وإسناد وتوجيه منقطع النظير من طغاة الامبريالية العالمية وأعوانهم الاقليميين.

والحقيقة المرة أن الحرس القديم ما كان له تسنُم ظهر الثورة والثوار وما كان لقوى النفوذ الاقليمي والدولي هذا التدخل الموغل في الفحش لو كانت هناك قيادة ثورية موحدة ورؤية ثورية واضحة الترتيب لأولويات التحول والبناء.. وهو ما لمسناها في تغير وتزايد وتضارب مطالب الثوار كل يوم وتخبط رؤاهم وتشعبها وتضادها وما خلفته من كوارث ونتائج غير محسوبة العواقب.

والنتيجة استحالة بناء مستقبل واضح المعالم على رؤى غير واضحة واستحالة الانتصار للحرية لأن هدم الباطل يفوق بكثير القدرة على اقامة الحق بديلاً.

اليمن أحد بلدان الربيع العربي المتصرم كنموذج لم يحرز شيء بعد عامين من عمر الفعل الثوري، فالجمعة الجمعة والخطبة الخطبة والديمة الديمة، باستثناء متغير وحيد ويتيم الاحزان طبعا انصافا للتاريخ هو: (الانتقال من خطف الثورة إلى خطف الدولة والسيادة) وهكذا تحولت الحرية الحلم الوردي الى غابة اشواك اقحوانية فتاكة والثورة المحقة في منطلقاتها الاكثر من مشروعة الى كابوس وذعر ومخاوف لا تنتهي من اهاويل حاضر متشظ ومستقبل غير واضح المعالم وحرية لم تجد لها مكانا في عالمنا العربي بعد.. إنها ببساطة فتنة الفوضى بعد سكرة الثورة!!.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 30/نيسان/2013 - 19/جمادى الآخرة/1434

الدولة المدنية الحلم السهل الممتنع

الدولة المدنية الحلم السهل الممتنع
زيد يحيى المحبشي
الدولة المدنية لم تكن في يوم من الأيام دينية أو بوليسية بل مدنية مدنية في مبناها ومعناها.. الدولة المدنية كانت ولا تزال الأمل والملاذ لكل من يؤمن بالتعدد والتنوع والحرية للجميع دون تفرقة عنصرية على أساس المذهب أو العرق أو الجنس أو المستوى الاجتماعي..
الدولة المدنية الحلم والحضن الدافئ لكل من يؤمن بأن عملية التحول نحو المدنية لا يمكن ترجمتها دون توافر النية الصادقة والعزيمة النافذة والإرادة القوية والثقة المتبادلة بين مكونات الفعل السياسي وتجذر الولاء الوطني الخالي من شوائب التبعية وتقديم المصلحة الوطنية على ما عداها من المصالح والحسابات الضيقة والابتعاد عن التشنجات والنعرات الدينية والمذهبية والفكرية..
الدولة المدنية المرفأ الآمن لك وطني غيور يطمح إلى بناء المستقبل على أسس ومبادئ جامعة يؤمن بها جميع أبناء وطنه باختلاف مشاربهم ومأربهم واتجاهاتهم السياسية والثقافية والمذهبية والعلمية..
الدولة المدنية هي التعلم من التاريخ لا التغني به لأن المجد الحقيقي ما نبنيه في الحاضر ويحياه الناس دون أوهام ماضوية ماتت وشبعت موتا..
الدولة المدنية تعني ضرورة أن يعادل رفضنا للماضي الفاسد شجاعتنا في بناء المستقبل الواعد، والانتقال الواثق من الهدم إلى البناء ومن الشجب إلى العمل ومن اتهام الاخرين أو تخوينهم إلى اتهام النفس ومحاسبتها قبل الآخرين(جدية التخلي عن ثقافة اتهام وتخوين الاخرين للتهرب من مسؤوليتنا), والتحول العملي من سياسة الاستحواذ والإقصاء والتفرد بمفاتيح غرفة الاقدار إلى ثقافة المواطنة والمشاركة الوطنية المتسعة للجميع..
الدولة المدنية تعني ضرورة أن يدافع كل فرد من أفراد المجتمع عن حقوق الاخرين بنفس القوة التي يدافع بها عن حقوقه, دفاع المجتمع عن المظلوم والمقهور, دفاع القوي عن الضعيف وليس العكس, لأن التحضر يقاس بدرجة حماية الأكثرية للأقلية وليس العكس..
الدولة المدنية تعني خلق بيئة ثقافية وفكر إنساني حر لا يخاف بطش الاكثرية أو قوى النفوذ بتلاوينها ولا يبحث عن دغدغة المشاعر باللعب على وتر الدين أو المذهب او العرق أو الطائفة ووجود مثقفين يدافعون عن الحق والمجتمع دون تصفيق أو رياء لأصحاب السلطة والنفوذ, دون أن يبيعون أفكارهم وأرائهم لمن يدفع أكثر..
الدولة المدنية تعني وجود ارادة شعبية حقيقية ومؤثرة (قاعدة شعبية يمكن البناء عليها بشجاعة) تفهم معنى مدنية الدولة, ومستعدة لفعل أي شيء من أجل الوصول إليها, ووجود قائد قوي يملك حجة الحديث والمنطق لا قوة السلاح والبطش, قائد لديه رؤية علمية واضحة المعالم وواضحة الترتيب لأولويات البناء, ومستعد للموت من أجلها, لإيمانه بالوطن وبالمستقبل..
والدولة المدنية قبل هذا وذاك تتطلب وجود قادة جدد يقدرون الثورات الشعبية السلمية ويحترمون ارادة شعوبهم ويحمونها ويمنعون الفساد ويضعون حداً للانتهازيين والمتسلقين على أكتاف ودماء وتضحيات الثوار والثورات..
الدولة المدنية حلم وردي يحمل في طياته كل معاني الجمال, حلم اشبهه بطيف علان (قوس قزح) علا سماء ما بات يعرف بالربيع العربي.. غير أن فجائة الظهور السريع بما اشاعه من أحلام وأمال وطموحات, سرعان ما تلاشت وبذات الطريقة, مخلفة ورائها كومة من الاسئلة المتعثرة عن مستقبل شعوب ما يزال مكتنفا بالغموض الكبير, مستقبل شعوب سمية ظلما بسلة ورد الربيع المتفتح, ورد لم تنال منه سوى السراب/الطيف القزحي, ورد سرعان ما تحولت أزهاره العابقة الى اشواك اقحوانية متوحشة في تنمرها متوحشة في شدة ايلامها متوحشة في وخزها؛ وفي وسط غُدرة الربيع بدت الهوة شاسعة بين فساد الانظمة وحاشيتها ورغبات الشعوب وطموحاتها, بين اسقاط الديكتاتور المستبد وبقاء الديكتاتورية, بين شعوب تحلم بالتغيير وتخشاه، تصيح بالثورة وترفض دفع الثمن, بين عقل جمعي لا يزال يمارس سطوته في الساحات والميادين الربيعية القزحية ويتمنع التفكير على اصحابه وهواجس تحل محل الأفكار, محولة في طريقها احلام المدنية الى كابوس مخيف وحلم مستحيل ونهر من الدماء لا يزال يتدفف بغزارة دونما رحمة

السيناريوهات المتاحة امام العدوان

الاستمرار في الحرب: وهذا بات مكلفا جدا ماديا وبشريا ومحرجا امام شعوب دول العدوان وامام العالم وامام المنظمات الحقوقية لعدم تحقيقه أي شيئ على الميدان سوى المزيد من قتل المدنيين الأبرياء والمزيد من دمار المدمر
وقف العدوان: وهذا شيئ لا يمكن للمراهقين في الرياض وأبو ظبي قبوله لأنه لن يحفظ لهما ماء الوجه الممشوح ولن يمكنهما من استكمال مخطط تصفية خصومهم المحليين المعترضين على وصولهم الى كرسي الملك
تقسيم اليمن الى ثلاث دول: دولة في الجنوب معترف بها دوليا ويتم الاعداد لضمها لمجلس التعاون وتحضى بامتيازات اقتصادية خليجية وينكفئ العدوان داخلها عسكريا واقتصاديا وسياسيا ودولة معزولة ومحاصرة وغير معترف بها دوليا في شمال الشمال تحت نفوذ الحوثي ودولة تحضى بالدعم المالي والعسكري والسياسي لكنها غير معترف بها دولي في الوسط ووسط الوسط بقيادة علي محسن تشمل مأرب والجوف والبيضاء وتعز وأب وبالتالي ترك تحدي مصير شمال اليمن للتجاذبات المحلية بين دولتيه وهو السيناريو المتاح المطروح حاليا بقوة
.. زيد يحيى المحبشي

من شهداء قرية جبل المحبشي

بمديرية المحابشة محافظة حجة:
(1) علي عبدالرحمن محمد المحطوري؛ صعدة؛
 الحرب الرابعة
(2) علي محمد علي أحمد أبوهادي؛ أبين؛
الخميس
6 جماد ثاني 1436 هـ
26 مارس 2015
(3) علي يحيى حسين المعمري؛ المحابشة؛
الجمعة
9 رمضان 1436 هـ
26 يونيو 2015
(4) منصور محمد عبده المحطوري؛ المحابشة؛
الجمعة
 9 رمضان 1436 هـ
26 يونيو 2015
(5) طه محمد عبده المحطوري؛ المحابشة؛
الجمعة
 9 رمضان 1436 هـ
26 يونيو 2015 م
(6) أحمد هادي أحمد الرحبي؛ جبل يسوف/ أبين
الخميس
 14 شوال 1436 هـ
30 يوليو 2015
(7) عبدالحميد يحيى حسين المعمري؛ جبل يسوف/ أبين
الخميس
 14 شوال 1436 هـ
30 يوليو 2015
(8) علي يحيى هادي ناصر الشمري؛ ميدي
الأربعاء
 1 جماد أول 1437 هـ
10 فبراير 2016
(9) طه يحيى عبدالله المحطوري؛ بحيص الجر بعبس حجة
الثلاثاء
2 رمضان 1437هـ
 7 يونيو 2016
(10) علي خالد محمد علي هاشم المدومي ؛ عتمة/ ذمار؛
الخميس
26 جماد أول 1438
23 فبراير 2017
(11) صدام حسين محمد يحيى المحطوري؛ ميدي؛
الثلاثاء
7 رجب 1438
4 أبريل 2017
(12) يحيى يحيى محمد حسين المعمري؛  ميدي؛
السبت
17 شعبان 1438
13 مايو 2017
(13) مؤمن يحيى هادي ناصر الشمري؛ باب المندب؛
الخميس
22 شعبان 1438
18 مايو 2017
(14) نصر يحيى يحيى حسن أبو هادي؛  ميدي؛
الجمعة
 12 ذو القعدة 1438
 4 أغسطس 2017
(15) عبدالله عبدالكريم محمد المحطوري؛ الحديدة؛
الجمعة
3 صفر 1440
12 أكتوبر 2018
(16) علي زيد علي محمد المعمري؛ حرض؛
الإثنين
4 ربيع الأول 1440
12 نوفمبر 2018
(17) محمد عبدالرحمن محمد أحمد المعمري
الثلاثاء
13 ذي القعدة 1440
16 يوليو 2019
(18) محمد أحمد أحمد حسن أبو هادي؛ نجران
الجمعة
3 شعبان 1441
27 مارس 2020
(19) أحمد عبدالحفيظ يحيى المدومي؛ مارب
الخميس
23 شعبان 1441
16 أبريل 2020