Translate

الاثنين، 15 يناير 2018

ربيع الحرية المتصرم

زيد يحيى المحبشي
الحرية كلمة بسيطة النطق مكونة من ستة حروف، لكنها عميقة المعنى، لأنها تلخص تاريخ كفاح البشرية نحو الإنسانية والسلام، لذا فمن المستحيل لأي أمة من الأمم أن تتحرك نحو الحضارة والتقدم، دون أن تستنشق رحيق الحرية والاستقلال.

حب الحرية يتعارض كلية مع حب القوة.. حب الحرية هو حب الآخر وحب القوة هو حب النفس

حب الحرية الايمان العملي بالتعدد والتنوع والمواطنة المتساوية والتنمية المتوازنة والعدالة الاجتماعية، انها ببساطة حكم الشعب، حكم المؤسسات، مشاركة الجميع في بناء الحاضر والمستقبل.. حب القوة يقوم على الضد.

حب الحرية ثورة شعب ثورة أمة ضد طغيان سلطة قفصية تديرها دكتاتورية الأنا المتسلطة والمتحكمة دون سواها بغرفة الأقدار لأمة مسحوقة مظلومة مقهورة.

حب الحرية ثورة من ثلاثة مراحل متلازمة ومتداخلة هي: (الهدم وهو اسهلها، التحول/الانتقال وهو اخطرها لأنه يمثل جسر العبور الآمن بالثورة الى المرحلة الثالثة ونقطة الفصل في الحكم على نجاح الثورة من عدمه، البناء بناء اوضاع ونظام جديد يتوافق مع الاهداف التي قامة الثورة من اجلها).

وهذا يعني أنه لا قيمة للهدم ما لم يكن بهدف البناء، فهدم نظام فاسد بدون وجود خطة حقيقية لإقامة نظام عادل هو اخطر من النظام الفاسد ذاته والمستقبل الواضح المعالم لا يُبنى بالهدم فقط بل برؤى علمية واضحة الترتيب لما بعد الهدم.

انفجار ثورات الربيع العربي المتصرم على ايدي شباب الطبقات الوسطى والدنيا بقدراتهم المادية البسيطة وخبرتهم السياسية والتنظيمية والحزبية الضحلة بعيدا عن الاحزاب ودون قيادة واضحة تدير الفعل الثوري ورؤية عملية واضحة المعالم لما بعد الهدم.. لكن رغم ما سجلوه من مواقف ثورية جسورة بالنظر الى مشروعية المنطلقات الدافعة بهم الى ساحات وميادين الحرية والكرامة.. إلا أن وثبتهم الثورية المتطلعة الى المستقبل وصمودهم الأسطوري امام جبروت الديناصورات المتغولة، لم يكن سوى عامل واحد من عدة عوامل أخرى لعبة دور المساعد وبالأصح المخرج لفيلم السقوط المدوي وخدش طهر ونقاء الربيع العربي ومنعه من الانتقال نحو حسم الصراع لصالح الحرية في الوقت ذاته، ورغم النجاح الساحق لشباب الربيع في اسقاط الديكتاتور/ الديناصور فقد مني الفعل الثوري بالفشل الذريع عندما اراد التطلع للإطاحة بالمنظومة الديكتاتورية/ الديناصورية التي خلفها الديكتاتور العربي المتهاوي.

عوامل كثيرة قادة الى فشل الفعل الثوري في اسقاط المنظومة الديكتاتورية منبعها غياب القيادة الكارزمية الثورية وغياب الرؤية الثورية الواضحة لما بعد الهدم مضافا إليها بروز ثلاثة ظواهر متلازمة ومتداخلة لعبة دورا محوريا في خدش مشروعية احلام وتطلعات الفعل الثوري وخلق الارضية الملائمة لخروج افاعي وخفافيش الابواب الخلفية من جحورها وانقضاضها على حصان الثورة وكبح جماحه، وهي: (انقسام المعارضات، عسكرة الثورات، الاستنجاد بالأجنبي وطلب التدخل الخارجي).

ولهذا قلنا ان عملية الهدم المتمثلة في تغيير أو اسقاط أو رحيل أو هروب أو قتل الديكتاتور لا تعني بالضرورة تغيير النظام وسقوط منظومته الديكتاتورية (اعوانه، قيمه، أجهزته القمعية) ولا تعني بالضرورة ان طريق الاصلاح والبناء بات مفروشا بالورود، لأن مرحلة التحول ملغومة وحافلة بالكثير من المفاجآت الكفيلة بنسف واجهاض كل الآمال المعلقة على التغيير الآمن والسلس، خصوصا أن الحرس القديم بتلاوينه – وليس صانعي الثورة – هو الذي يضمن ويشرف ويدير هذا التغيير بدعم وإسناد وتوجيه منقطع النظير من طغاة الامبريالية العالمية وأعوانهم الاقليميين.

والحقيقة المرة أن الحرس القديم ما كان له تسنُم ظهر الثورة والثوار وما كان لقوى النفوذ الاقليمي والدولي هذا التدخل الموغل في الفحش لو كانت هناك قيادة ثورية موحدة ورؤية ثورية واضحة الترتيب لأولويات التحول والبناء.. وهو ما لمسناها في تغير وتزايد وتضارب مطالب الثوار كل يوم وتخبط رؤاهم وتشعبها وتضادها وما خلفته من كوارث ونتائج غير محسوبة العواقب.

والنتيجة استحالة بناء مستقبل واضح المعالم على رؤى غير واضحة واستحالة الانتصار للحرية لأن هدم الباطل يفوق بكثير القدرة على اقامة الحق بديلاً.

اليمن أحد بلدان الربيع العربي المتصرم كنموذج لم يحرز شيء بعد عامين من عمر الفعل الثوري، فالجمعة الجمعة والخطبة الخطبة والديمة الديمة، باستثناء متغير وحيد ويتيم الاحزان طبعا انصافا للتاريخ هو: (الانتقال من خطف الثورة إلى خطف الدولة والسيادة) وهكذا تحولت الحرية الحلم الوردي الى غابة اشواك اقحوانية فتاكة والثورة المحقة في منطلقاتها الاكثر من مشروعة الى كابوس وذعر ومخاوف لا تنتهي من اهاويل حاضر متشظ ومستقبل غير واضح المعالم وحرية لم تجد لها مكانا في عالمنا العربي بعد.. إنها ببساطة فتنة الفوضى بعد سكرة الثورة!!.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 30/نيسان/2013 - 19/جمادى الآخرة/1434

الدولة المدنية الحلم السهل الممتنع

الدولة المدنية الحلم السهل الممتنع
زيد يحيى المحبشي
الدولة المدنية لم تكن في يوم من الأيام دينية أو بوليسية بل مدنية مدنية في مبناها ومعناها.. الدولة المدنية كانت ولا تزال الأمل والملاذ لكل من يؤمن بالتعدد والتنوع والحرية للجميع دون تفرقة عنصرية على أساس المذهب أو العرق أو الجنس أو المستوى الاجتماعي..
الدولة المدنية الحلم والحضن الدافئ لكل من يؤمن بأن عملية التحول نحو المدنية لا يمكن ترجمتها دون توافر النية الصادقة والعزيمة النافذة والإرادة القوية والثقة المتبادلة بين مكونات الفعل السياسي وتجذر الولاء الوطني الخالي من شوائب التبعية وتقديم المصلحة الوطنية على ما عداها من المصالح والحسابات الضيقة والابتعاد عن التشنجات والنعرات الدينية والمذهبية والفكرية..
الدولة المدنية المرفأ الآمن لك وطني غيور يطمح إلى بناء المستقبل على أسس ومبادئ جامعة يؤمن بها جميع أبناء وطنه باختلاف مشاربهم ومأربهم واتجاهاتهم السياسية والثقافية والمذهبية والعلمية..
الدولة المدنية هي التعلم من التاريخ لا التغني به لأن المجد الحقيقي ما نبنيه في الحاضر ويحياه الناس دون أوهام ماضوية ماتت وشبعت موتا..
الدولة المدنية تعني ضرورة أن يعادل رفضنا للماضي الفاسد شجاعتنا في بناء المستقبل الواعد، والانتقال الواثق من الهدم إلى البناء ومن الشجب إلى العمل ومن اتهام الاخرين أو تخوينهم إلى اتهام النفس ومحاسبتها قبل الآخرين(جدية التخلي عن ثقافة اتهام وتخوين الاخرين للتهرب من مسؤوليتنا), والتحول العملي من سياسة الاستحواذ والإقصاء والتفرد بمفاتيح غرفة الاقدار إلى ثقافة المواطنة والمشاركة الوطنية المتسعة للجميع..
الدولة المدنية تعني ضرورة أن يدافع كل فرد من أفراد المجتمع عن حقوق الاخرين بنفس القوة التي يدافع بها عن حقوقه, دفاع المجتمع عن المظلوم والمقهور, دفاع القوي عن الضعيف وليس العكس, لأن التحضر يقاس بدرجة حماية الأكثرية للأقلية وليس العكس..
الدولة المدنية تعني خلق بيئة ثقافية وفكر إنساني حر لا يخاف بطش الاكثرية أو قوى النفوذ بتلاوينها ولا يبحث عن دغدغة المشاعر باللعب على وتر الدين أو المذهب او العرق أو الطائفة ووجود مثقفين يدافعون عن الحق والمجتمع دون تصفيق أو رياء لأصحاب السلطة والنفوذ, دون أن يبيعون أفكارهم وأرائهم لمن يدفع أكثر..
الدولة المدنية تعني وجود ارادة شعبية حقيقية ومؤثرة (قاعدة شعبية يمكن البناء عليها بشجاعة) تفهم معنى مدنية الدولة, ومستعدة لفعل أي شيء من أجل الوصول إليها, ووجود قائد قوي يملك حجة الحديث والمنطق لا قوة السلاح والبطش, قائد لديه رؤية علمية واضحة المعالم وواضحة الترتيب لأولويات البناء, ومستعد للموت من أجلها, لإيمانه بالوطن وبالمستقبل..
والدولة المدنية قبل هذا وذاك تتطلب وجود قادة جدد يقدرون الثورات الشعبية السلمية ويحترمون ارادة شعوبهم ويحمونها ويمنعون الفساد ويضعون حداً للانتهازيين والمتسلقين على أكتاف ودماء وتضحيات الثوار والثورات..
الدولة المدنية حلم وردي يحمل في طياته كل معاني الجمال, حلم اشبهه بطيف علان (قوس قزح) علا سماء ما بات يعرف بالربيع العربي.. غير أن فجائة الظهور السريع بما اشاعه من أحلام وأمال وطموحات, سرعان ما تلاشت وبذات الطريقة, مخلفة ورائها كومة من الاسئلة المتعثرة عن مستقبل شعوب ما يزال مكتنفا بالغموض الكبير, مستقبل شعوب سمية ظلما بسلة ورد الربيع المتفتح, ورد لم تنال منه سوى السراب/الطيف القزحي, ورد سرعان ما تحولت أزهاره العابقة الى اشواك اقحوانية متوحشة في تنمرها متوحشة في شدة ايلامها متوحشة في وخزها؛ وفي وسط غُدرة الربيع بدت الهوة شاسعة بين فساد الانظمة وحاشيتها ورغبات الشعوب وطموحاتها, بين اسقاط الديكتاتور المستبد وبقاء الديكتاتورية, بين شعوب تحلم بالتغيير وتخشاه، تصيح بالثورة وترفض دفع الثمن, بين عقل جمعي لا يزال يمارس سطوته في الساحات والميادين الربيعية القزحية ويتمنع التفكير على اصحابه وهواجس تحل محل الأفكار, محولة في طريقها احلام المدنية الى كابوس مخيف وحلم مستحيل ونهر من الدماء لا يزال يتدفف بغزارة دونما رحمة

السيناريوهات المتاحة امام العدوان

الاستمرار في الحرب: وهذا بات مكلفا جدا ماديا وبشريا ومحرجا امام شعوب دول العدوان وامام العالم وامام المنظمات الحقوقية لعدم تحقيقه أي شيئ على الميدان سوى المزيد من قتل المدنيين الأبرياء والمزيد من دمار المدمر
وقف العدوان: وهذا شيئ لا يمكن للمراهقين في الرياض وأبو ظبي قبوله لأنه لن يحفظ لهما ماء الوجه الممشوح ولن يمكنهما من استكمال مخطط تصفية خصومهم المحليين المعترضين على وصولهم الى كرسي الملك
تقسيم اليمن الى ثلاث دول: دولة في الجنوب معترف بها دوليا ويتم الاعداد لضمها لمجلس التعاون وتحضى بامتيازات اقتصادية خليجية وينكفئ العدوان داخلها عسكريا واقتصاديا وسياسيا ودولة معزولة ومحاصرة وغير معترف بها دوليا في شمال الشمال تحت نفوذ الحوثي ودولة تحضى بالدعم المالي والعسكري والسياسي لكنها غير معترف بها دولي في الوسط ووسط الوسط بقيادة علي محسن تشمل مأرب والجوف والبيضاء وتعز وأب وبالتالي ترك تحدي مصير شمال اليمن للتجاذبات المحلية بين دولتيه وهو السيناريو المتاح المطروح حاليا بقوة
.. زيد يحيى المحبشي

من شهداء قرية جبل المحبشي

بمديرية المحابشة محافظة حجة:
(1) علي عبدالرحمن محمد المحطوري؛ صعدة؛
 الحرب الرابعة
(2) علي محمد علي أحمد أبوهادي؛ أبين؛
الخميس
6 جماد ثاني 1436 هـ
26 مارس 2015
(3) علي يحيى حسين المعمري؛ المحابشة؛
الجمعة
9 رمضان 1436 هـ
26 يونيو 2015
(4) منصور محمد عبده المحطوري؛ المحابشة؛
الجمعة
 9 رمضان 1436 هـ
26 يونيو 2015
(5) طه محمد عبده المحطوري؛ المحابشة؛
الجمعة
 9 رمضان 1436 هـ
26 يونيو 2015 م
(6) أحمد هادي أحمد الرحبي؛ جبل يسوف/ أبين
الخميس
 14 شوال 1436 هـ
30 يوليو 2015
(7) عبدالحميد يحيى حسين المعمري؛ جبل يسوف/ أبين
الخميس
 14 شوال 1436 هـ
30 يوليو 2015
(8) علي يحيى هادي ناصر الشمري؛ ميدي
الأربعاء
 1 جماد أول 1437 هـ
10 فبراير 2016
(9) طه يحيى عبدالله المحطوري؛ بحيص الجر بعبس حجة
الثلاثاء
2 رمضان 1437هـ
 7 يونيو 2016
(10) علي خالد محمد علي هاشم المدومي ؛ عتمة/ ذمار؛
الخميس
26 جماد أول 1438
23 فبراير 2017
(11) صدام حسين محمد يحيى المحطوري؛ ميدي؛
الثلاثاء
7 رجب 1438
4 أبريل 2017
(12) يحيى يحيى محمد حسين المعمري؛  ميدي؛
السبت
17 شعبان 1438
13 مايو 2017
(13) مؤمن يحيى هادي ناصر الشمري؛ باب المندب؛
الخميس
22 شعبان 1438
18 مايو 2017
(14) نصر يحيى يحيى حسن أبو هادي؛  ميدي؛
الجمعة
 12 ذو القعدة 1438
 4 أغسطس 2017
(15) عبدالله عبدالكريم محمد المحطوري؛ الحديدة؛
الجمعة
3 صفر 1440
12 أكتوبر 2018
(16) علي زيد علي محمد المعمري؛ حرض؛
الإثنين
4 ربيع الأول 1440
12 نوفمبر 2018
(17) محمد عبدالرحمن محمد أحمد المعمري
الثلاثاء
13 ذي القعدة 1440
16 يوليو 2019
(18) محمد أحمد أحمد حسن أبو هادي؛ نجران
الجمعة
3 شعبان 1441
27 مارس 2020
(19) أحمد عبدالحفيظ يحيى المدومي؛ مارب
الخميس
23 شعبان 1441
16 أبريل 2020

شهداء أسرة بيت المحبشي

(1) عبدالخالق أحمد علي حسين عمار المحبشي؛ البيضاء
 الاثنين
17 محرم 1436 هـ
10 نوفمبر 2014
(2) طه يحيى أحمد أحمد المحبشي؛ البيضاء
الأحد
29 صفر 1436 هـ
21 ديسمبر 2014
(3) أحمد حسين محمد حسين المحبشي؛ أبين
 السبت
15 جماد ثاني 1436 هـ
4 أبريل 2015
(4) طارق يحيى علي قماس المحبشي؛ أبين
السبت
15 جماد ثاني 1436 هـ
4 أبريل 2015
(5) فارس يحيى حسين مصلح المحبشي؛ حرض
الاثنين
 5 رمضان 1436 هـ
22 يونيو 2015
(6) أسامة زيد أحمد حسين المحبشي؛ المحابشة
الإثنين
 12 رمضان 1436 هـ
 29 يونيو 2015
(7) على أحمد علي زيد المحبشي؛ أبين
الخميس
 29 رمضان 1436 هـ
16 يوليو 2014
(8) علي علي أحمد عمار المحبشي؛ جبل يسوف/ أبين
 الخميس
14 شوال 1436 هـ
30 يوليو 2015
(9) رضوان محمد أحمد عميش المحبشي؛ جبل يسوف/ أبين
الخميس
 14 شوال 1436 هـ
30 يوليو 2015
(10) إبراهيم محمد محمد عميش المحبشي؛ أبين
السبت
30 شوال 1436 هـ
15 أغسطس 2015
(11) سيف علي أحمد علي المحبشي؛ أبين
السبت
 30 شوال 1436 هـ
15 أغسطس 2015
(12) أكرم عبدالحفيظ حسين المحبشي (صنعاء)؛ مأرب
 الإثنين
22 ذو الحجة 1436 هـ
5 أكتوبر 2015
(13) توفيق علي أحمد عمار المحبشي؛ البيضاء
الجمعة
3 محرم 1437 هـ
16 أكتوبر 2015
(14) زياد يحيى علي حسن المحبشي؛ تعز
الجمعة
 28 ربيع أول 1437 هـ
8 يناير 2016
(15) حسن محسن يحيى حسين المحبشي؛ جيزان
 الخميس
25 ربيع ثاني 1437هـ
4 فبراير 2016
(16) عبدالحميد حسين علي ناصر حج المحبشي؛ ميدي
الخميس
 25 ربيع ثاني 1437هـ
4 فبراير 2016
(17) محمد محمد حسين علي زيد المحبشي؛ ميدي
الخميس
 25 ربيع ثاني 1437هـ
4 فبراير 2016
(18) عدنان علي حسين علي زيد المحبشي؛ ميدي
الاثنين
 6 جماد أول 1437 هـ
15 فبراير 2016
(19) محمد أحمد محسن أحمد محسن المحبشي؛ مأرب؛
الخميس
 15 جماد ثاني 1437 هـ
 24 مارس 2016
(20) أحمد علي يحيى عبدالله حج المحبشي؛ تعز
الخميس
28 جمادي الثانية 1437 هـ
7 أبريل 2016
(21) محمد زيد على حسن محسن المحبشي؛ ميدي
الجمعة
29 جمادي الثانية 1437 هـ
 8 أبريل 2016
(22) عبدالله محمد يحيى عبدالله حج المحبشي؛ تعز؛
السبت
 10 ذو القعدة 1437 هـ
 13 أغسطس 2016
(23) محمود عبدالله محمد حسن المحبشي؛ الطوال؛ جبل الدخان؛
 الجمعة
 14 ذو الحجة 1437 هـ
 16 سبتمبر 2016
(24) إبراهيم يحيى أحمد حج المحبشي – الربوعة/جيزان؛
السبت
7 محرم 1438 هـ
  8 أكتوبر 2016
(25) الشيخ صالح حسين علي المحبشي (من سكان خولان بمحافظة صنعاء)؛ الصالة الكبرى بصنعاء؛
 السبت 
7 محرم 1438 هـ
 8 أكتوبر 2016
(26) هاشم أحمد عبدالحفيظ عبدالرزاق المحبشي(من سكان مدينة صنعاء)؛ الصالة الكبرى بصنعاء؛
السبت
7 محرم 1438 هـ
 8 أكتوبر 2016
(27) عدنان يحيى علي قماس المحبشي؛ جيزان؛
الخميس
 10 صفر 1438 هـ
10 نوفمبر 2016
(28) محمد يحيى محسن علي عبدالله المحبشي؛ تعز/ وادي الضباب
الجمعة
 17 ربيع الاول 1438 هـ
16 ديسمبر 2016
(29) أمين علي محمد هادي المحبشي؛ المخا؛
 الأحد
غرة جماد أول 1438 هـ
29 يناير 2017
(30) يحيى أحمد يحيى عبدالله المحبشي؛ ميدي
الأحد
15 جماد أول 1438 هـ
12 فبراير 2017
(31) نصر علي وازع المحبشي؛(من سكان محافظة إب)؛ حرض؛
السبت
28 جماد أول 1438 هـ
25 فبراير 2017
(32) حمزة محسن محمد عائض المحبشي؛ المخا؛
الثلاثاء
7 رجب 1438 هـ
4 أبريل 2017
(33) عبدالمطلب يحيى حسن محسن المحبشي؛ ميدي؛
الثلاثاء
 28 رجب الأصب 1438 هـ
25 أبريل 2017
(34) محمد عبدالرحمن يحيى عبدالله المحبشي؛ تعز؛
الثلاثاء
 9 ذو القعدة 1438 هـ
 1 أغسطس 2017
(35) محمد يحيى علي قماس المحبشي؛ ميدي؛
الأربعاء
 15 ذو الحجة 1438 هـ
 6 سبتمبر 2017
(36) علي أحمد علي عمار المحبشي؛ ميدي؛
الأحد
 19 ذو الحجة 1438 هـ
10 سبتمبر 2017
(37) أحمد عبدالكريم عبدالله أحمد يحيى المحبشي؛ ميدي؛
السبت
3 محرم 1439 هـ
23 سبتمبر 2017
(38) علي علي محمد حسين المحبشي؛ معسكر الصمع بصنعاء؛
 الاثنين
12 محرم 1439 هـ
 2 أكتوبر 2017
وهو من محابشة خولان صنعاء مديرية جحانة ويعمل باللواء 62 مشاة ميكا
(39) أنيس نعمان عبدالله المحبشي أبو الحسن؛ (من محابشة بعدان بإب)؛ جيزان؛
الخميس
29 محرم 1439 هـ
19 أكتوبر 2017
(40) عبدالواسع علي احمد علي عبدالله المحبشي؛ ميدي؛
الأربعاء
20 صفر 1439 هـ
9 نوفمبر 2017
(41) إسماعيل عمر إسماعيل المحبشي؛ صنعاء؛
السبت
14 ربيع أول 1439
2 ديسمبر 2017
(42) محمد عبدالسلام ناصر علي عبدالله المحبشي؛ الحديدة؛
السبت
1 جماد الثاني 1439 هـ
17 فبراير 2018
(43) عبدالله محمد محمد المحبشي؛ (من محابشة زيلة المحبشي بعيال يزيد من محافظة عمران)؛ نهم؛
الخميس
6 جماد الاخرة 1439 هـ
22 فبراير 2018
(44) علاء عبده علي يحيى عمار المحبشي؛ جيزان؛
السبت
10 رمضان 1439 هـ
26 مايو 2018
(45) معين عبدالرحمن أحمد علي زيد المحبشي؛ جيزان؛
الاثنين
19 رمضان 1439 
هـ
4 يونيو 2018
(46) ماجد عبدالله حسين حج المحبشي؛ جيزان/حرض/جبل النار؛
الإثنين
27 رمضان 1439 
هـ
11 يونيو 2018
(47) عبدالله حسن محسن علي عبدالله المحبشي؛ ميدي؛
الخميس
  2 صفر 1440 
هـ
11  أكتوبر  2018
( 48) عبدالرحمن يحيى أحمد أحمد المحبشي الشهير بالمعطري؛ حيران حجة؛
السبت
 22 ربيع الثاني 1440 
هـ
29 ديسمبر 2018
(49) أنس علي علي ناصر حج المحبشي؛ حيران حجة؛
السبت
22 ربيع الثاني 1440 
هـ
29 ديسمبر 2018
(50) عبدالملك حسن علي حسين يحيى المحبشي؛ الساحل الغربي/ الحديدة؛
السبت
20 جماد أول 1440
هـ
26 يناير 2019
(51) محمد محمد عبده علي محمد حسن المحبشي؛ حيران/حجة؛
الإثنين
20 جماد ثاني 1440
هـ
25 فبراير 2019
(52) إسماعيل إبراهيم علي أحمد محسن المحبشي؛ دمت/ الضالع؛
الجمعة
14 شعبان 1440 هـ
19 أبريل 2019
(53) منير أحمد حسن محسن المحبشي؛ نقيل سمارة/ تعز؛
الأحد
14 رمضان 1440 هـ
19 مايو 2019
(54) بكيل عبده علي ناصر المحبشي؛ تعز؛
الخميس
25 رمضان 1440 هـ
30 مايو 2019
(55) هاشم يحيى عبدالله المحبشي الشهير بالقرو، قعطبة، الضالع
الثلاثاء
15 شوال 1440 هـ
18 يونيو 2019
(56) مفيد حمود محسن المحبشي؛ عدن؛ اغتيال اثناء خروجه من منزله لأداء صلاة الجمعة؛
الجمعة
23 ذو القعدة 1440 هـ
26 يوليو 2019
(57) النقيب عبدالله حسين صالح المحبشي، من ابناء عزلة ذي يونس- مديرية ضروان آنس - محافظة ذمار،
الجمعة
7 محرم 1441 هـ
6 سبتمبر 2019
(58) محمد حسين أحمد حج المحبشي، تم أسره في ميدي في مايو 2017 واستشهد تحت التعذيب بأحد سجون مأرب وأعلنت لجنة الأسرى التابعة لصنعاء عن ذلك يوم السبت 20 صفر 1441 الموافق 19 أكتوبر 2019
(59) عبدالواحد أحمد حسين المحبشي/ من محابشة صعدة/
الخميس
9 شعبان 1441 هـ
 2 أبريل 2020
(60) محمد عبدالرحمن محمد حسن المحبشي/من محابشة صعدة/
الثلاثاء
14 شعبان 1441هـ
7 أبريل 2020
(61) محفوظ محمد حسين علي المحبشي؛البضاء/ قانية
الخميس
26 شوال 1441 هـ
18 يونيو 2020
(62) "مجد" محمد يحيى عبدالله المحبشي، مأرب
الاثنين
12 محرو 1442 هـ
31 أغسطس 2020
(63) المقدم عبدالصمد أحمد حسين المحبشي، مأرب
الأحد
10 صفر 1442 هـ 
27 سبتمبر 2020
(63) عبدالولي أحمد محسن أحمد محسن المحبشي، مأرب
السبت
28 ربيع الأول 1442 هـ
14 نوفمبر 2020
(64) محمد علي حسين زيد المحبشي، مأرب
الثلاثاء
8 سبتمبر 1442 هـ
20 أبريل 2021
(65) عدي بن عبدالخالق بن حمود المحبشي، من محابشة السواد ببني جيش في عمران
مأرب
السبت
27 رمضان 1442 هـ
8 مايو 2021

(66) محمد أحمد عبدالله حسين حج المحبشي، مأرب

الجمعة

20 جمادى الأولى 1443 هـ

24 ديسمبر 2021

(67) محمد منير أحمد حسن محسن المحبشي، تعز

الإثنين

7 جمادى الثانية 1443 هـ

10 يناير 2022

(68) مختار يحيى علي علي المحبشي، شبوة
الأثنين
21 جمادى الثانية 1443 هـ
24 يناير 2022

(69) بشار بن عبدالرحمن بن حسين بن أحمد بن محسن المحبشي، تعز
الاثنين 
28 جمادى الآخر 1443
31 فبراير  2022

الرائد عبدالمطلب بن يحيى بن حسن بن محسن المحبشي

مثقف، ناشط اجتماعي، ثائر، مجاهد، قائد حركي وميداني، مدرب وقائد عسكري

شاب عصامي، يافع، فارع الطول، نحيف الجسد، بشوش الوجه، حسن الطالع، لين الجانب، سهل التعامل، سريع البديهة، بعيد النظر، واسع الافق، قوي الإرادة، ماضي العزم، يشع حيوية ونشاطا وشجاعة وثباتا وإقداما وعزة وإباءا وتضحية وشهامة وإيثارا.

 غادرنا ولم يتجاوز الثلاثين عاما، بعد حياة حافلة بالجهاد في سبيل الله ونصرة المظلومين ومقارعة الباطل والاصلاح بين الناس وفعل الخير، تاركا خلفه حزنا عميقا تلونت به كل جبهات العزة والكرامة، التي دونت في سجلاتها، مشاهدا من بطولاته، ستظل حكاياتها توقظ في ضمير الأمة عبرة تشير الى الطريق الصحيح الذي سلكه، وعبرة تسقي في نفوسنا جديب البقاء، لنتذكر دوما أننا بقينا في وطن حر، عزيز، مصان، لأن ترابه أنجب رجالا كعبدالحي.

 اشتهر في أوساط حركة أنصار الله بعبدالحي المحبشي، وكنيته أبو حمزة، مولده بقرية جبل المحبشي من مديرية المحابشة في محافظة حجة في يوم الجمعة 3 يوليو 1987.

ينحدر من أسرة بسيطة تمارس زراعة القات والبن، عاش حياة قاسية، وواجه الكثير من الصعوبات والعوائق، وكان كثير التسائل عن أسباب تلك الصعوبات والحكمة منها.

درس في المحابشة الى الصف الأول الثانوي، حاول بعدها الالتحاق بالمعهد المهني، لكنه لم يستطع المواصلة بسبب الظروف المعيشية.

 كان مولعا بالمطالعة العامة وقد أتاح له وجود مكتبة متنوعة بمنزل العائلة الفرصة لإشباع نهمه، وتوسيع مداركه ومعارفه وثقافته العامة، وخصوصا في الأدب والشعر وله العديد من المحاولات والكتابات الأدبية الواعدة.

في العام 2005 شد انتباهه، الحرب الظالمة على صعدة، أسبابها وحيثياتها وتداعياتها، وسبب صمت الناس حيالها، والتضييق الذي تعرض له علماء الزيدية وطلبة العلم في المحابشة، من الاجهزة الامنية حينها، بسبب تلك الحرب الجائرة.

 تساؤلات كثيرة دارة بعقله، تاركة مع مرور الأيام ندوبا وجروحا غائرة في قلبه الصغير، الذي لم يتحمل الصمت على مظلومية اخواننا بصعدة، ليقرر في العام 2009 الالتحاق بحركة أنصار الله.

 اكتسب خلال الفترة (2017 - 2009) علوم ومعارف جديدة وانخرط في دورات دينية وفكرية وصحية مكثفة، الى جانب دورات في فن الادارة والقيادة والعلوم العسكرية والاستخباراتية.

 في العامين (2016 - 2015) ركز على دراسة تضاريس وتاريخ ومكونات وعادات وتقاليد القبائل اليمنية، لأهمية ذلك في تسهيل تعامل وتواصل مقاتلي أنصار الله مع ابناء القبائل التي يتواجدون فيها وتسهيل عملهم الجهادي في المناطق المشتعلة.

أسندت حركة أنصار الله للشهيد المحبشي العديد من المهام خلال الفترة ( 2017 - 2011 ) تنوعت بين التحشيد الجماهيري الى ساحات التغيير، والتعبئة العامة الى جبهات القتال، بعد عدوان التحالف العربي بقيادة السعودية على اليمن في 26 مارس 2015 وتطبيب واسعاف الجرحى والمصابين، وحفظ الأمن والاستقرار في العديد من مناطق ومحافظات اليمن، والمشاركة في لجان الوساطة الخاصة بتهدئة الصراعات القبلية في بعض مديريات محافظة حجة، والانخراط في مختلف جبهات القتال الداخلية والحدودية، وتنفيذ مهمات عسكرية متنوعة، وكان أخر عمل له قبل رحيله في إطار القوات الخاصة التابعة لمكتب قائد حركة أنصار الله، كمدرب ومؤهل عسكري للأفراد والمدربين.

تميز الشهيد في كل المهام التي اسندت اليه بشهادة رفاقه بقوة الايمان بعدالة القضية التي يناضل من أجلها، وروح المبادرة، والتفاني والإخلاص في عمله، والايثار لزملائه، لدرجة توزيع ملابسه وما يتقاضاه من مرتب بسيط على المحتاجين منهم، والتصدق على الفقراء والمحتاجين في المناطق التي يتواجد فيها، وخلق علاقات طيبة مع سكان تلك المناطق، لمسنا دفئها في تواصل العديد منهم مع عائلة الشهيد بعد رحيله، وحزنهم العميق عليه.

أصيب اصابات بالغة في عدة جبهات، جعلته في اخرها، طريح الفراش لأكثر من شهر ونصف، وفي كل مرة كان يخفي على أهله اصابته، مكتفيا بالتواصل معهم، وزيارتهم بعد تماثله للشفاء، وتطمينهم بعدم وجود أي خطر على صحته أو حياته، طالبا منهم الدعاء بالموفقية لنيل شرف وكرامة الشهادة.

في شهر أبريل 2017 زاد ضغط العدوان على مديرية ميدي، وكان الشهيد حينها قد شارف على الانتهاء من تدريب وتأهيل دفعة جديدة من المدربين، ولأن الأدبيات العسكرية تقتضي اجراء الجانب العملي من التدريبات في الجبهة مباشرة، فقد قرر الشهيد الانتقال مع مجموعته الى جبهة ميدي،  رغم إلحاح المشرفين عليه، البقاء في التدريب، بسبب حاجة الجبهات المتزايدة للمجاهدين، لكنه أصر على الذهاب الى الجبهة، مترنما بمقولته الشهيرة وبمعنويات عالية: "ما لها إلا العزم" من أجل وقف عربدات وزحوفات العدوان، والتي زادت وتيرتها مع قرب زيارة الرئيس الإميركي ترامب للسعودية في 20 أبريل 2017 على أمل تحقيق أي إختراق ميداني، يشفع لبني سعود لدى سيدهم الزائر.

مثلت التبة الحمراء بميدي، نقطة استنزاف للجيش اليمني واللجان الشعبية، منذ بداية العدوان على هذه المديرية الحدودية المنكوبة، وفيها ارتقى معظم شهداء الجيش واللجان، إما بالغارات الجوية الهستيرية والتي لا تكاد تفارق سمائها، أو قنصا من على السفن الحربية الراسية في عرض البحر ومن صحراء ميدي.

تقع التبة الحمراء في المنطقة الفاصلة بين ميناء وساحل ميدي جنوبا، وهي عبارة عن مرتفع وحيد، تقع على قمته قلعة الامام، وسط صحراء مكشوفة ومفتوحة، ما جعل العدوان يركز عليها بشكل كبير.

بعد وصول عبدالحي الى المنطقة تدارس مع رفاقه أمر هذه التبة اللعينة، وضرورة استعادتها من مرتزقة العدوان، وفي ليلة الثلاثاء 28 رجب 1438 هـ، الموافق 25 أبريل 2017 قرر عبدالحي ورفاقه بدء الهجوم، ورغم انه لم يكن أمام المجاهدين سوى مدخل واحد للوصول الى التبة، مقابل تحكم المرتزقة في مدخلين التفافية، إلا أنهم تمكنوا بتوفيق الله من الوصول الى التبة والسيطرة عليها، بعد ليلة طويلة من المواجهات الضارية والتنكيل والفتك بقوى العدوان.

مع شعشعت ضوء صبيحة الثلاثاء تمكن المرتزقة من استجماع قواهم المنهكة، بالتوازي مع وصول تعزيزات كبيرة من معسكراتهم بقرى الموسم المحاذية في قطاع جيزان، بينها فرق خاصة من القناصة، وسط تحليق مكثف للطيران، حينها اكتشفوا مكان عبدالحي وجماعته، فأحاطوهم من كل الجهات، وقنصوهم واحدا تلوى الأخر، ولم يتبقى منهم سوى عبدالحي، حيث ثبت وحيدا وقاوم مقاومة القادة الابطال، وسط جيش جرار من المرتزقة، وظل يقاوم ويقاتل وجها لوجه، بشجاعة قل نظيرها حتى أخر رصاصة، لم يتراجع ولم يتعب ولم تخور قواه، بل كان واقفا على قدميه، مرفوع  الهامة، الى أن تمكن المرتزقة من إصابته بطلق ناري في رقبته وأخر استقر في جبهته، حينها أشاح ببصره نحو السماء مترنما "ربح البيع عبدالحي"، ومعها صعدت روح قائد فذ لم تنحني جبهته يوما لغير الله.

بقي جسده الطاهر في ساحة المعركة، الى ان تمكن الجيش اليمني واللجان الشعبية بعد 17 يوما من استعادة التبة واخراج الجثمان الطاهر، ليتم مواراته الثرى بمسقط رأسه، صبيحة الخميس 15 شعبان 1438 هـ، الموافق 11 مايو 2017.

هكذا هم رجال الله يكبرون في زمن الصغار، ويخلدون في أمكنة يتآكلها النسيان، ولا يغيبون عنا أبدا، فهم شموع تنير ظلام القلوب، وأسماؤهم؛ محاريب دعاء نتقرب بها إلى الله، وقرابين تسخو - في زمن القحط البشري - في سبيل شجرة الحق والعشق التي لا ترتوي إلا بدماء الأبرار والأحرار، فيرثون الأرض والفردوس معا.

أولاده: حمزة

قراءة في مفهوم التغيير

زيد يحيى المحبشي
التغيير الحقيقي والشامل حسبما قرأنا في العلوم السياسية يختلف كليةً عن التغيير الجزئي في مبناه ومعناه، لسبب بسيط هو أن الثاني مجرد محطة ترانزيت غايتها ترميم وتجميل الموجود القائم دون إحداث أي تحول فعلي في المنظومة العامة المثار عليها (تغيير في الأشخاص دون المساس بالسياسات ممزوجاً ببعض المحسنات الاقتصادية الممرحلة).

 بينما يقوم الأول على إحداث تحولات فعلية عميقة ونهائية على نحو يقطع مع عصر استبدادي كامل، وإقامة نظام جديد يتسع لكل أبنائه ودولة جديدة لم يعد فيها البلد مزرعة لأحد، وشعب يؤمن بحتمية التغيير كخيار وقدر غير قابل للمساومة والمتاجرة، شعب مستعد للتضحية ودفع الأثمان المترتبة على التغيير، وصولاً إلى امتلاك زمام المبادرة، شعب قادر على أن يحدد بالدستور والقوانين والشرعيات شروط ومواصفات من يحكمه وكيف يحكمه، شعب لديه من الضمانات ما يكفي لمنع أي سلطة رئاسية أو حكومية من التحول مجدداً إلى سلطة قمعية واستبدادية..

ضمانات تنبني على انشاء عقد اجتماعي جديد يضم دستور وأركان نظام ديمقراطي مؤسساتي مدني، يُؤسَسَ على أنقاض سلطة الرأي الأوحد والحزب الواحد، عقد اجتماعي جديد يُسمح فيه للمجتمع – بعيداً عن أهواء السلطة الديكتاتورية المتهاوية وسيوفها التي لا زالت مسلطة على رقاب الناس- بوضع قواعد وأسس دولة مدنية عصرية، لا رغبات فيها لسلطة تسعى إلى تأييد وتأليه وتقديس الأنظمة القفصية الاستبدادية، ولا ينفرد فيها الحاكم بالتحكم في غرفة الأقدار.

التغيير الحقيقي والشامل ببساطة هو نتاج طبيعي وترجمة عملية لتوافر الثقة المتبادلة بين أطياف الفعل الثوري والسياسي وإعمال الولاء الوطني وتقديمه على ما عداه من ولاءات ضيقة وقبل هذا وذاك وجود إرادة وطنية تؤمن بحتمية وضرورة التوجه الجِدِي الجمعي لتجاوز الرؤى الكلاسيكية القائمة على ثقافتي الغالب والمغلوب وإبدال التنابذ والتحاقد والتحارب بالتحاور والتدافع، والتوافق على معايير وآليات واضحة، تسهم بشكل ناجز في بناء منظومة علاقات متينة بين أطياف الفعل السياسي والثوري، علاقات واثقة ومطمئنه تضمن استمرار الطاقات المتعددة والمتنوعة وتضمن الاختلاف المذهبي وخصوصياته وتكفل طبيعة المحتوى الثقافي والفكري وخصائصه المتنوعة وتدفع بأطياف المجتمع معاً إلى ساحة الفعل الحضاري والتنموي، حسب رؤية المواطنة المتساوية والعيش الواحد المشترك والوطن المتسع لجميع أبنائه، ومن خلال روافد المحبة والتسامح والإقرار بمبدأ تكافؤ الفرص بين أبناء الوطن عامة.

وكل هذا لا يتأتى ولا يكون إلا في حالة واحدة وواحدة فقط، هي امتلاك القدرة والإرادة الجمعية لبناء منظومة متنوعة من الأسس والمرتكزات المُتَنَاغَم والمُتَوَافق عليها وإليها، تضمن البناء السليم للحاضر والانطلاقة الواثقة نحو المستقبل...
شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 23/آيار/2013 - 12/رجب/14