Translate

السبت، 11 مارس 2023

فضيلة القاضي العلامة عبدالرزاق بن عبدالله بن حسين بن عبدالرحمن بن حسين بن عبدالوهاب المحبشي



عالم مُجتهد، فقيه مُحقق، قاضي، إداري، مرشد، مُفتي.

مولده بشهارة في جمادى الثاني 1348هـ، الموافق نوفمبر 1929، ووفاته بالمحروسة صنعاء في يوم الجمعة 16 جمادى الثاني 1410 هـ، الموافق 12 يناير 1990.

التحصيل العلمي:

أخذ تعليمه الديني عن كوكبة من علماء شهارة وحجة وصعدة وساقين والدريهمي.

درس بعضاً من أجزاء القرآن الكريم بالمدرسة العلمية في شهارة لدى السيد محمد مصبح، والحاج عبدالله أحمد الخدري.

انتقل مع والده كحلان الشرف بمحافظة حجة، فأتم فيها دراسة القرآن الكريم لدى الحاج مسعد عبده، والحاج عائض بن علي موانس، وشرع بعدها في حفظ وتغييب مجموع المتون لدى والده.

عاد إلى شهارة ثانية، ماكثاً فيها أربعة أعوام، أكمل خلالها دراسة مجموع المتون لدى العلامة علي بن محمد بن عبدالله المتوكل، وبعضاً من أصول وفروع العلوم الشرعية لدى كوكبة من علمائها.

في الـ 12 من عمره انتقل الى صعدة مع أخويه العلامة الزاهد عبدالكريم بن عبدالله المحبشي - من مواليد شهارة في العام 1345هـ، الموافق 1926 - والعلامة فتح الله بن عبدالله المحبشي، واللذان لازماه في كافة مراحله التعليمية، ماكثاً فيها أربعة أعوام، تمكن خلالها من دراسة علوم النحو - متن الأجرومية وقطر الندى وبل الصدى - والجزء الأول وأكثرية الثاني من شرح الأزهار لدى العلامة أحمد بن عبدالواسع الواسعي، وعلوم التوحيد في العقيدة - الثلاثين مسألة، وكنز الرشاد، وسبيل الرشاد في معرفة رب العباد لدى السيد العلامة محمد بن حسن الوادعي الحسني بهجرة ساقين، وكافل لقمان في أصول الفقه لدى العلامة عبدالله سهيل، والفرائض في علم المواريث لدى العلامة أحمد مرق، وحاشية الحاجب في النحو لدى العلامة عبدالكريم علي الرازحي، وقواعد الإعراب في النحو لدى العلامة محسن بن عبدالرحمن المحبشي، ومجموع المتون إعادة لدى العلامة محمد بن حسن بن حسين المحبشي، والتجويد لدى العلامة علي المراني.

انتقل بعدها إلى مدرسة حورة بمدينة حجة، ماكثاً فيها أربعة أعوام، درس خلالها بقية أجزاء شرح الأزهار وكافل لقمان إعادة وكامل الطبري لدى العلامة يحيى قاسم العزي، وحاشية الحاجب إعادة لدى العلامة يحيى بن محمد الجرباني، والمعاني والبيان في علوم البلاغة لدى العلامة عبدالله الجوبي.

عاد إلى شهارة للمرة الثالثة عقب تأسيس مدرستها العلمية رسمياً، فدرس فيها شرح الأزهار والعُمدة وسُبل السلام وغاية السؤال لدى العلامة يحيى بن يحيى الأشول، والكشاف في تفسير القرآن وعلومه، والمناهل، وصحيح البخاري لدى العلامة محمد بن قاسم الوجيه، والشرح الصغير في المعاني والبيان والبديع ومُغني اللبيب لدى العلامة حسن حرب.

وممن أخذ عنهم في مدينة الدريهمي من أعمال محافظة الحديدة: العلامة عمر بن عبدالله فاشق، والعلامة يحيى بن عمر الضرير، عندما كان حاكماً فيها بعد وفاة حاكمها عام 1376هـ، الموافق 1956.

السجل الوظيفي:

مارس خلال مسيرته العلمية التدريس والتدريب على أعمال القضاء رغم انشغاله بالدراسة، فدّرس الفرائض في علم المواريث والتاج المذهب في أحكام المذهب وقطر الندى وشرح الأزهار لطلاب المدرسة العلمية بشهارة، وتدرب على أعمال القضاء لدى حاكم مدينة حجة العلامة يحيى بن حسين المحبشي - عمه لأبيه - وحاكم لواء صعدة العلامة عبدالرحمن بن حسين المحبشي - عمة لأبيه - وهو لا يزال في العقد الثالث من عمره وقتها.

انتسب إلى سلك القضاء في العام 1376هـ، الموافق 1956، وعمره لم يتجاوز ألـ 27 عاماً، وحتى العام 1411هـ / 1990، مانحاً القضاء والعدالة 34 عاماً من عمره، تنقل خلالها في العديد من محاكم محافظة الحديدة.




العهد الملكي:

1 - حاكم الدريهمي، 1376هـ/ 1956، بتزكية من حاكم الحديدة وقتها القاضي محسن بن عبدالرحمن المحبشي، نالت استحسان وموافقة الإمام أحمد بن يحيى حميد الدين بموجبها تم استقدامه إلى صنعاء للاختبار من خلال العمل في القصر الملكي، وبعد مُضي ثلاثة أشهر صدر قرار تعيينه، ماكثاً فيها 14 عاماً، منها 7 أعوام في العهد الملكي و7 أعوام في العهد الجمهوري.
2 - تصريف أعمال محكمة الحديدة خلال فترات غياب القاضي محسن المحبشي.

العهد الجمهوري:

1 - حاكم مدينة المنصورية، أربعة أعوام.
2 - حاكم ناحية كسمة، شهر ونصف.
3 - عضو محكمة الحديدة الأولى، ستة أشهر.
4 - رئيس محكمة المراوعة، أربعة أعوام.
5 - رئيس محكمة السلفية من أعمال ريمة، ثلاثة أشهر.
6 - رئيس محكمة المنصورية ثانية، حتى العام 1979.
7 - تصريف أعمال محكمة السخنة بسبب وفاة حاكمها، عامين.
8 - رئيس المحكمة الجنوبية بالحديدة عقب تأسيس نيابة استئناف لواء الحديدة في 19 ربيع الثاني 1400 هـ، الموافق 6 مارس 1980، وظل فيها حتى العام 1989.
10 - رئيس الشعبة الثالثة - أحوال شخصية - بمحكمة استئناف الحديدة حتى وافته المنية.
11 - قاضي الأهِلّة بالحديدة، "1980 - 1990".
12 - قاضي الأمور المستعجلة في شهر رمضان بالحديدة، "1980 - 1990".

وإليه يعود فضل تحديد دخول وخروج شهر رمضان، إلى أن وافته المنية.


أولاده:

 محمد - كاتب محكمة، عبدالولي، فؤاد.

مراجع ذُكر فيها العلم:

1 - أحمد عثمان مطير، الدرة الفريدة في تاريخ مدينة الحديدة، دار المصباح للطباعة والنشر، الحديدة، 1983، ص 174 - 175.
2 - النجل الأكبر للمترجم له محمد عبدالرزاق المحبشي.

فضيلة القاضي العلامة يحيى بن يحيى بن محمد الشبامي


 


عالم رباني، قاضي، فقيه مجتهد، مُفتي، مُرشد، أديب، مؤلف، سياسي، برلماني.

مولده بمدينة شبام كوكبان من أعمال محافظة المحويت في حدود العام 1350 هـ، الموافق 1932، ووفاته بالمحروسة صنعاء في يوم السبت 21 شوال 1438 هـ، الموافق 15 يوليو 2017.

عُرف بنهجه الإرشادي الجامع لقلوب الناس بمختلف توجهاتهم وتبايناتهم الفكرية والمذهبية والثقافية والسياسية .. وكان أباً للجميع، ومُحباً لفعل الخير، وتعهُد أصحاب الحاجة من الفقراء والمساكين، والسعي للإصلاح بين المتخاصمين.

كان صاحب وقار وبهاء وهيبة وابتسامة، ولا تخلو الطُّرفة من فمه، وخُطَبُه يأتي إليها الناس من أنحاء صنعاء، ومجلسُه لا يُمل، وحديثه يغسل القلوب، ويروي عطش النفوس.

جالس الوزراء والقادة والرؤساء والساسة، وكلُّ تلك المناصب والمكانة لم تَحُلْ بينه وبين التواضع، وخَفْض الجَناح، ولين الجانب، وتعهد أصحاب الحاجة، ومخالطة البُسطاء.

التحصيل العلمي:

درس لدى كبار علماء شبام وصنعاء والروضة وتعز، منهم:

العلامة حسن بن أحمد الحيمي، العلامة أحمد بن قاسم الناصر، العلامة علي بن شمس الدين الناصر، العلامة لطف بن إسماعيل الفسيل، العلامة علي بن أحمد الهيصمي، العلامة محمد بن علي بن أحمد الهيصمي، أحمد بن علي بن أحمد الهيصمي، ..، ألخ.

حفظ القرآن الكريم وهو لا يزال في الـ 12 من عمره، وفاق أترابه ذكاءاً وفطنة وعلماً، حتى صار الغرة الشاذخة في أعيان عصره.

ويُعدُ امتداداً لمدرسة ابن الوزير، وابن الأمير الصنعاني، والمُقبلي، والجلال، والكوكباني، والشوكاني، وأحد أعلامها المجددين في عصره الى جانب القاضي العلامة محمد بن إسماعيل العمراني.

ظل مسجده ومجلسه عامرٌ بالدروس الدينية حتى اللحظات الأخيرة من حياته، وتخرج على يديه مئات العلماء.

 لخُطبه الدينية وقعها في قلوب المستمعين، بما فيها من فخامة الألفاظ، وتنوع الصور البلاغية من سجع وخلافه، وغزارة المعرفة الدينية والثقافية، وقد تشرفنا بحضور بعضها. 

السجل الوظيفي:

تولّى العديد من المناصب في مجال القضاء والإدارات العامة في خولان وتعز وصنعاء والحديدة.

تبوأ مكانة عالية في الدولة، وشغل العديد من المناصب الرفيعة فيها، منها:

1 - عضوية مجالس الاستشاري والشورى والنواب.
2 - رئيس لجنة العدل والأوقاف بمجلس النواب.
3 - وكيل وزارة الأوقاف برتبة وزير.
 4 - مستشار وزارة الأوقاف، وهو أخر منصب تولاه قبل وفاته.

كان له دور محوري في تفعيل التعاونيات خلال سبعينيات القرن العشرين، وله بصماته في تقنين القوانين بمجلس النواب، وحتى بعد تركه المجلس، كانت اللجان البرلمانية المختصة لا تستغنِ عن أخذ أرائه ومشورته.

الأنشطة الاجتماعية:

1 - عضو جمعية علماء اليمن.
2 - عضو هيئة علماء اليمن.

الإنتاج الفكري:

1 - "الفجر المنير "على شواهد فتح القدير للإمام محمد علي الشوكاني، 12 مجلداً. 
2 - "مفاتيح الأسرار" تخريج وتحقيق وشرح أحاديث كتاب "فتح الغفار".

له العديد من القصائد في مجالات متنوعة، وترك كم كبير من الخُطب والمحاضرات الدينية المُسجلة.

قالوا عنه:

1 - "صالح الصماد" - الرئيس الأسبق للمجلس السياسي الأعلى بصنعاء: 

القاضي الشبامي مثالاً للعالم الجليل والقاضي الزاهد الحريص على تحقيق الإنصاف والعدل بين الناس، وكما عرفناه أثناء أدائه لمهامه الوطنية التي كُلف بها فقد كان مثالاً يُحتذى به في الإخلاص والتفاني في أداء مهامه، كما كان خلال رحلة عطائه الطويلة مُفعماً بحُب الواجب، مُنتصراً للحق والعدل، مُغلباً مصالح الوطن والشعب على المصالح والاعتبارات الأخرى.

2 - الدكتور "عبدالعزيز بن حبتور" - رئيس الوزراء بحكومة صنعاء:

لقد خسر الوطن برحيل القاضي الشبامي واحداً من علمائه الإجلاء الذين كان لهم دور مشهود في تكريس روح التسامح والوسطية والاعتدال في أوساط المجتمع، ومواجهة الفكر المتطرف، والوقوف في وجه كل الدعوات الهدّامة لوحدة المجتمع وسكينته العامة.

3 - القاضي "شرف القليصي" - وزير الأوقاف والإرشاد الأسبق: 

القاضي الشبامي من العلماء والقُضاة التُقاة العدول الذين تميزوا بالوسطية والاعتدال.

4 - الشيخ "محمد الصادق":

صَهٍ لِلشِّعْرِ أو نَظْمِ الكلامِ .. فنَظْمُ القَلْبِ أَوْلَى فِي الشبامِي 
هو المَشغوفُ بالآثارِ دَوْماً .. وبالأَخبارِ عن خَيْر الأَنامِ 
وبالتذكِيرِ والتدرِيسِ دَهْراً .. وبالطاعاتِ عامًا بعدَ عامِ 
وبالإِنكارِ إنْ فَشَتِ المعاصي .. ولا يَخْشَ تَقَاريعَ الملامِ 
وبالأَسفارِ للتبليغِ نَشْراً .. وتَقريباً إلى دارِ السلامِ 
له الأَسفارُ خطَّتْها يَمينٌ .. وتَنْتَظِرُ الشروقَ على الكِرامِ 
وإنْ حصَلَ التَّبايُنُ فِي أُمُورٍ .. فإنَّ الوُدَّ أقْوَى فِي الدَّوامِ 
سَمِعْتُ لِمَوْتهِ سَببًا وفَأْلاً .. بِهِ تُرْجَى الشَّهَادَةُ في الخِتامِ 
وتَشْييعُ الجُموعِ لَهُ دَليلٌ .. كَمَا قَدْ صَحَّ عن سَلَفٍ كِرامِ 
سألْتُ اللهَ يَغْمُرهُ بعَفْوٍ .. ويَغْمُرنا كأَمطارِ الغَمَامِ


أولاده: 

عبدالرحمن - نائب سابق للمدير العام للشؤون التجارية ومستشار المؤسسة العامة للاتصالات، محمد، عبدالعزيز - مستشار المؤسسة العامة للاتصالات، مطهر - موظف إداري برئاسة الجمهورية، إبراهيم - محامي وموظف بالمؤسسة العامة للاتصالات، رضوان، أمين.

الخميس، 9 مارس 2023

أهمية الموالاة والمعاداة في حفظ دولة الإسلام من الضياع والانهيار

مركز البحوث والمعلومات: زيد يحيى المحبشي

 

المُوالاة والمُعاداة من المفاهيم الأكثر إثارة للجدل والانقسام في أوساط علماء المسلمين في الـ 14 قرناً الماضية، وتباينهم في تفسير مفهومهما، والأحكام المترتبة عليهما، ولعلى أحد أهم أسباب هذه البلبلة تصادم مدلولاتهما مع شهوة الأنا الإستئثارية التسلُّطية الإستحواذية لدى حكام وملوك وسلاطين المُلك العضوض، وهو ما كان له عظيم الأثر في توهين وإضعاف دولة الإسلام، وجعلها مرتعاً للغزاة والمحتلين والطامعين من طُغاة العالم.

 

ولا عجب عندما تتعارض الإرادة البشرية التسلُّطية مع الإرادة الإلهية أن تتهدّم أركان الدين، وتنهار حضارة الإسلام، وتتحول أمة الضاد، التي جعلها الله خير الأمم، وأمة وسطاً شاهدة على الناس، من العزة والعلِّية الى الشتات والتقزّم والتيه، وهذا نتاجٌ طبيعي لـ:

 

1 - ابتعاد الأمة الإسلامية عمن أمر الله بموالاتهم وولايتهم وتولِّيهم وتوليتهم من أهل الحق المُحقِّين بنص مُحكم التنزيل، وجعله مودّتهم والولاء لهم أمنٌ وأمانٌ وحِصنٌ حصين من مهاوي السقوط والانزلاق في بركة الباطل الآسنة.

 

2 - رضوخ المسلمين لإرادة من أمر الله بمعاداتهم من أعد الحق وأهله، خوفاً من سياطهم وسيوفهم.

 

إذن فنحن أمام قاعدة إلهية ثُنائية الأبعاد، لا يُعذر بتركها أحد من المُكلّفين بإجماع كل علماء الدين من خارج بلاط سلاطين المُلك العضوض، من تمسك بها نجا في الدنيا من الذل والاستعباد والتيه والهوان، وفاز في الأخرة بالأجر الجزيل والثواب الكبير ورضا الرب الجليل.

 

روى الإمام الناصر عليه السلام في "البِساط" عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده أن الإمام علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لو أن عبداً قام ليله وصام نهاره، وأنفق ماله في سبيل الله عِلْقاً عِلْقاً وعَبَدَالله بين الركن والمقام، ثم يكون آخر ذلك أن يُذْبَحَ بين الركن والمقام مظلوماً لما صعد إلى الله من عمله وزنُ ذرةٍ، حتى يُظهر المحبة لأولياء الله والعداوة لأعدائه".

 

يقول الشهيد القائد السيد "حسين بدر الدين الحوثي" رضوان الله عليه في تعليقه على هذا الحديث:

هذا حديثٌ خطير، القرآن يشهدُ لهُ فيما يتعلق بخطورة المُوالاة والمُعاداة؛ ولهذا قال الله: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ، أليس الله هنا يُخاطب مؤمنين؟ "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ"؟، قال: "وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ"، أي: منكم أيها المؤمنون، "فَإِنَّهُ مِنْهُمْ"، يُصبح حُكمه حُكمهم، فيكون يُصلِّي وهو يهودي، يُسبِّح وهو يهودي، يصوم وهو يهودي، يُزكّي وهو يهودي.

خطيرة هذه جداً، يقول: "ومن يتولهم منكم"، منكم أيها المؤمنون، من يشملهم اسم الإيمان فإنه منهم، حُكمه حُكمهم، ومصيره مصيرهم.

 

فما هي الموالاة والمعاداة، وما أنواعهما، وما هي الأحكام الشرعية المترتبة عليهما، وما أهميتهما في حياتنا المعاصرة؟.

 

ماهية الموالاة وأنواعها

 

تعددت مُسمياتها وأصلُها ومعناه واحد، منها: الموالاة، الولاية، التولّي، الولاء.

 

وهي تعني في لغة العرب: المحبة، المودة، النُصرة، التقرُّب، الإكرام، ..، وفي الشرع: محبة المحاسن للغير، وكراهة المساوئ مع النصيحة وعدم الخذلان حسب الإمكان، لأن من خذل لم يكن منه ضد المعاداة ضرورة، والتقرب إلى الله في الأقوال والأفعال، وخُلوص النية له سبحانه وتعالى، واتخاذ المولى، وتقديم كامل المحبة والنُصرة للمُتوليَّ، وإتباع نهجه وسيرته.

 

والموالاة بحسب النوع:

 

1 - عامة:

 

مثال ذلك موالاة المؤمنين والمؤمنات بعضهم لبعض، قال الله سبحانه وتعالى:

"وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أولئك سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ".

 

2 - خاصة:

 

وهي ما أوجب الله سبحانه وتعالى على المؤمنين من طاعة أولي الأمر منهم ومودتهم، وتوقيرهم وسُؤالهم، والرد إليهم، والاقتفاء لآثارهم في الدين قولاً وعملاً واعتقاداً.

 

وبحسب الظرف:

 

1 - مستترة:

 

مثال ذلك موقف أهل الكوفة من ثورتي الإمام الحسين عليه السلام، وحفيده الإمام زيد بن علي عليه السلام، فقد كانت قلوبهم مع الثورتين، لأن قادتهما على حق، وخرجا ضد باطل طغى واستفحل شره، لكن ساعة المواجهة بين الحق والباطل تبدّلت النوايا وتحوّلت سيوفهم الى صدر سبط الرسول وحفيده عليهما السلام، خوفاً من بطش الطُغاة والظلمة من بني أمية، ولهثاً وراء بريقٍ خادع من متاع الدنيا الفانية.

 

2 - بارزة:

 

ما نجد دلالتها في موقف الناس في موسم الحج من الملك الأموي "هشام بن عبدالملك" والإمام السجاد "علي بن الحسين" عليه السلام.

 

يذكر المؤرخون أن "هشاماً" ذهب الى الحج وأراد استلام الحجر الأسود، لكن زحمة الناس حالت دون ذلك، رغم أنه الملك والسلطان، لكن لا هيبة لهما في ذلك المكان الطاهر، وصادف وجود الإمام "السجاد" في نفس المكان والموسم، وعند اقترابه سلام الله عليه من الحجر، أفسح الناس له تهيُّباً وتكريماً وإجلالاً وتعظيماً، فغضب جلاوزة وعبيد "هشام"، وسألوه عن هوية ذلك العبد الصالح، فرد سيدهم العفن المُتسلِّط: "لا أعرفه".

 

 حينها برز من بين الجُموع الشاعر العربي الشهير "الفرزدق"، وقال: "أنا أُعرِّفكم به"، وردد على مسامعهم قصيدته المشهورة:

 

هَذا الَّذي تَعرِفُ البَطحاءُ وَطأَتَهُ .. وَالبَيتُ يَعرِفُهُ وَالحِلُّ وَالحَرَمُ

هَذا اِبنُ خَيرِ عِبادِ اللَهِ كُلِّهِمُ .. هَذا التَقِيُّ النَقِيُّ الطاهِرُ العَلَمُ

هَذا اِبنُ فاطِمَةٍ إِن كُنتَ جاهِلَهُ .. بِجَدِّهِ أَنبِياءُ اللَهِ قَد خُتِموا

وَلَيسَ قَولُكَ مَن هَذا بِضائِرِهِ .. العُربُ تَعرِفُ مَن أَنكَرتَ وَالعَجَمُ

كِلتا يَدَيهِ غِياثٌ عَمَّ نَفعُهُما .. يُستَوكَفانِ وَلا يَعروهُما عَدَمُ

سَهلُ الخَليقَةِ لا تُخشى بَوادِرُهُ .. يَزينُهُ اِثنانِ حُسنُ الخَلقِ وَالشِيَمُ

حَمّالُ أَثقالِ أَقوامٍ إِذا اِفتُدِحوا .. حُلوُ الشَمائِلِ تَحلو عِندَهُ نَعَمُ

ما قالَ لا قَطُّ إِلّا في تَشَهُّدِهِ .. لَولا التَشَهُّدُ كانَت لاءَهُ نَعَمُ

عَمَّ البَرِيَّةَ بِالإِحسانِ فَاِنقَشَعَت .. عَنها الغَياهِبُ وَالإِملاقُ وَالعَدَمُ

إِذا رَأَتهُ قُرَيشٌ قالَ قائِلُها .. إِلى مَكارِمِ هَذا يَنتَهي الكَرَمُ

يُغضي حَياءً وَيُغضى مِن مَهابَتِهِ .. فَما يُكَلَّمُ إِلّا حينَ يَبتَسِمُ

بِكَفِّهِ خَيزُرانٌ ريحُهُ عَبِقٌ .. مِن كَفِّ أَروَعَ في عِرنينِهِ شَمَمُ

يَكادُ يُمسِكُهُ عِرفانُ راحَتِهِ .. رُكنُ الحَطيمِ إِذا ما جاءَ يَستَلِمُ

اللَهُ شَرَّفَهُ قِدماً وَعَظَّمَهُ .. جَرى بِذاكَ لَهُ في لَوحِهِ القَلَمُ

 

وبحسب الأهمية:

 

1 - إيجابية:

 

كولاء المسلمين لدينهم وكيانهم الإسلامي، يقول الله سبحانه وتعالى: "وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ"، أي تنتمون لأعلى كيان أو مجتمع، كما يقول الحق سبحانه: "وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ"، فجعلت الآية الأمر بالمعروف ولاء للإسلام، لأن فيه حفاظٌ على قيم الإسلام، وترسيخٌ لمبادئه.

 

2 - سلبية:

 

كولاء المسلمين لمن يُعادون الإسلام أو أولياء الله، قال الحق تبارك وتعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ"، والمودة هنا "الولاء المُتبادل"، وقال سبحانه: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ".

 

ماهية المعاداة وأقسامها

 

تنوعت مُسمياتها وضابطها واحدٌ، منها: المُعاداة، العداوة، البراء، البراءة، التبرّي.

 

أصلها من "عدا" إذا غَشم وظَلم، ونقصد بها في لغة العرب البُغض والبُعد والكراهية والمُباينة، ..، وفي الشرع: محبة المساوئ، وكراهة المحاسن، والبُعد عن طريق الصلاح والإسلام، وإتباع الكافرين والمنافقين، والبُعد عن الله تعالى بالمعاصي والشرك والنفاق.

 

وهي على قسمين:

 

1 - المُبارأة لكل عاصٍ لله تعالى بالقلب واللسان مع جواز البر له والإقساط إليه - إذا كان مُسالماً - بكل ممكن.

2 - المُبارأة لمن حارب أئمة الهُدى، وظاهر على حربهم، والمعاداة لهم.

 

موقف الشرع منهما

 

تنفرد الزيدية عن سائر المذاهب الإسلامية الأخرى بالخروج على الظالمين أياً كانوا، لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وإعمال مبدأ الموالاة والمعاداة، أو ما يسمى بالولاء والبراء، وتتشدد في أحكامها تشدُداً كبيراً، ولا تُجَوِّز موالاة الظالمين إلى حد تحريم مُجالستهم ومُؤانستهم ومُداهنتهم، كما تُحَرِّم مُعاداة أولياء الله ولو بمجرد الكراهية النفسية، بل وتعتبر الموالاة والمعاداة من مسائل أصول الدين، وأحد أركانه الوثيقة التي لا يُعذر بتركها أحد.

 

والولاء والبراء في مفهوم علماء الزيدية، ومنهم الإمام الأجل "حُميدان بن يحيى القاسمي" عليه السلام، من جُملة البلوى، أي من الأمور التي أُبتلي بها المؤمنين في هذه الدنيا الفانية من أجل التمحيص والاختبار، وهما مأخوذان من وجوب إكراه النفس على البُغضة والمُهاجرة لمن وَلِعَت نفسه بمحبته، وأَنِست بصُحبته، من الآباء والأبناء، والسادة والأخلاء، إذا كانوا مُحادِّين لله ولأوليائه، وإكراهها على ما تكره من الموادّة، والموالاة لمن عاداهم.

 

ووجوبهما، ظاهرٌ بما في كتاب الله من الأمر بموالاة أوليائه، وأوليائه هنا "العترة الطاهرة" ومن سار على نهجهم واقتفى أثرهم، والوعد على ذلك بالثواب، والنهي عن مُوادّة أعدائه، ويندرج في ذلك المناوئين والمُبغضين لأئمة الحق، والوعيد على ذلك بالعقاب.

 

وبما في أقوال النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأفعاله، واشتراطه للولاء والبراء على من تابعه.

 

قال الإمام الناصر "الحسن بن علي" عليه السلام: فيما حكاه عنه مُصنف "المُسفر":

"لا إيمان إلا بالبراءة من أعداء الله وأعداء رسول الله، وهم الذين ظلموا آل محمد، وأخذوا ميراثهم، وغصبوا خُمسهم، وهمّوا بإحراق منازلهم".

 

وقال الإمام الهادي "يحيى بن الحسين" عليه السلام في جوابه لأهل صنعاء:

"وإلى الله أبرأ من كل رافضٍ غوي، ومن كل حروريٍ ناصبي، ومن كل معتزليٍ غال".

 

وقال سلام الله عليه في "الأحكام":

"لا يجوز مُكاتبة الظالمين، ولا يحِل مُؤانستهم بكتاب ولا غيره، ..، يجب على المؤمنين إنكار المُنكر على الظالمين بأيديهم إن استطاعوا ذلك، فإن لم يستطيعوا وجب عليهم إنكاره بألسنتهم، فإن لم يستطيعوا وجب عليهم الهجرة عنهم والمعاداة للظالمين بقلوبهم وترك المقام بينهم والمجاورة لهم"، وكذلك جاء التشديد في مصنفاته، فكيف يصح التولِّي من جهتهم، وذلك من أعظم الإيناس لهم!، ويلزم منه مساكنتهم، وعدم الهجرة من بينهم مع ترك النكير عليهم، لأن عوائدهم جائرة بالتجبر والتكبر وعدم الرضا بالنكير عليهم.

 

ولا خلاف في وجوب الولاء والبراء على الجُملة، لأن أهل كل مذهبٍ يوجبونهما على أتباعهم، ويدّعون أنهم هم "الفرقة الناجية".

 

لكن يبقَ الخلاف في معرفة الفرق بين "ولي الله" و"عدوه"، ومعرفة الفرق بينهما فرع على معرفة الفرق بين "الحق" و"الباطل" بصفاتهما وأدلتهما التي من عرفها لم يُوالِ من تجب مبارأته، ولم يبارِ من تجب موالاته.

 

ومعرفة الفرق بين الحق والباطل فرعٌ على معرفة الفرق بين أدلة العقل وما يُعارضها من الشُبه المُتوهمة، وبين مُحكم الكتاب والسنة، وما يُعارضهما من المُتشابه، والآراء المُبتدعة.

 

وبمعرفة هذا الأصل وهذه الجملة من مُقدمات البلوى يُعرف الفرق بين الحق والباطل، وبين أهلهما، وبمعرفة ذلك كله يُستعان على معرفة البلوى بما أوجب الله تعالى على الأمة من طاعة من جعله الله ولياً لهم بعد رسول الله، وأميراً لهم في حياته وبعد مماته، ونقصد بذلك الإمام "علي بن أبي طالب" عليه السلام ومن توافرت فيهم شروط الدعوة والقيام من ذريته الطاهرة الى يوم البعث والنشور، وما يستوجبه الشرع الشريف من موالاتهم ومعاداة من نازعهم، ولا يجوز رفض كليهما لما في ذلك من تجويز خروج الحق من أيدي جميع الامة.

 

ومن التقولات المتهافتة الواجب التنبُّه لها، ادعاء البعض بأن البراء يتنافى مع كرامة الإنسانية، ومع المحبة والمودة والترابط والتعاطف بين أبناء المجتمع الإسلامي، لأنه يعمل على تأليب القلوب على أشخاص آخرين، ونشر الكراهية والحقد بين أبناء المجتمع الإسلامي، لذا فهو غير حضاري بحسب زعمهم.

 

وهذا زعمٌ باطلٌ، وكلامٌ ممجوجٌ ومردودٌ عليه، لأن البراء موجهٌ في الأساس لمن يجاهرون بالعداء للإسلام والمسلمين، لكن لا مانع من إقامة علاقات صداقة مع من يحترموننا ويحترمون ديننا ومُعتقداتنا من الديانات الأخرى، يقول الله تعالى: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا"، وقال الحق سبحانه: "لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ".

 

الأهمية والغايات

 

الحُب والبُغض، والولاء والبراء، والمودة والعداء، في مفهوم العلامة "محمد الرصافي المقداد" أحاسيس تنمو في البشر، وتتفاعل زيادة أو نُقصاناً، كلما طرأ على القلب طارئ، فأنت عندما تُحبُ أحداً، يكون لحبك سببٌ دفع بقلبك إلى أن يُفسح المجال لذلك الإحساس، كي يستقر فيه وينمو.

 

والدين كل الدين ليس إلا تولِّياً وتبرِّياً، تولِّياً لأولياء الله، وما يستوجبه ذلك من المعرفة والحب والاقتداء والإتباع والنُصرة والمؤازرة، وتبرياً من أعدائه وما يستوجبه ذلك من معرفتهم وبغضهم ومقاطعتهم ومناوئتهم وحربهم.

 

وإن كنت من أهل الدين، فابحث داخل قلبك عن التوِّلي والتبرِّي، فإن وجدت لهما مكاناً، فإنك على خير، وإن لم تجد أحدهما، فإنك تتأرجح بين طريقي الهداية والغواية، وإن لم تجد كليهما فكبّر على دينك وعُمرك اللذين ضيعتهما خمساً.

 

إذن فهما كما يرى السيد العلامة "محمد بدرالدين الحوثي" أساسٌ من أُسس الدين القويم، وقاعدةٌ عريضةٌ ارتكزت عليها دولة الإسلام يوماً ما، وعندما فقد المسلمون التزامهم بهذه القاعدة الإلهية، وركنوا إلى أعداء الله الظالمين والمُستكبرين، انهارت دولة الإسلام، وتهاوى ذلك البناء الشامخ، وتخطّفهم المستعمرون، واحتلوا بُلدانهم، وسيطروا على ثرواتهم.

 

ولا خلاف بين علماء أهل البيت بمختلف مذاهبهم وتوجهاتهم ومراتبهم ومُسمياتهم بأن التولِّي لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته عليهم السلام، ومودّتهم، ومحبّتهم، تكليفٌ إلهي لا عُذر لأحدٍ فيه، وولائهم، ولاءٌ للإسلام والرسالة المحمدية، وأمانٌ من الانحراف واتباع الهوى، ورُكنٌ وثيقٌ من أركان الدين، وأحد أهم العوامل المُساعدة على ترسيخ العقيدة في قلوب المؤمنين.

 

ذكر القاضي "عيّاض" رحمة الله عليه في "الشفاء"، أنه صلى الله عليه وآله وسلم، قال: "معرفة آل محمد براءةٌ من النار، وحُب آل محمد جوازٌ على الصراط، والولاية لأهل محمد أمانٌ من العذاب".

 

ورُوي أنه صلى الله عليه وآله وسلم، قال: "ألزموا مودّتنا أهل البيت، فإن من لقي الله وهو يودّنا، دخل الجنة بشفاعتنا، والذي نفسي بيده لا ينفع عبداً عمله إلا بمعرفة حقنا"، والمودة في الحديث هي الموالاة والولاية بمفهومها الشرعي الواضح المتمثل في التولّية والحكم.

 

والموالاة لهم أيضاً لا تعنِ الحُب المُتعارف عليه بين المُتحابِّين، بل الالتحام المنهجي والفكري والسياسي للإنسان المسلم في كافة الميادين والمناشط الحياتية مع قادة وأئمة أهل البيت عليهم السلام، قال تعالى: "ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ".

 

وهناك فرقٌ كبير بين "الحب"، و"الولاء"، كي تتوضّح الصورة وتكتمل الفائدة، فالأول يعني "الميل النفسي والقلبي" لشخصٍ أو جِهةٍ ما، بسبب وجود صفةٍ أو شكلٍ أو سلوكٍ مُعين جاذب، بينما يعني الثاني "الارتباط المنهجي"، والارتباط أكبر وأعظم من الحُب، وهذا يعني اعتبار الموالاة "رمزاً" و"مثلاً" و"قدوة"، لأنها نهجٌ رباني شمل الكون والحياة، نتيجة التخلُّق بأخلاق الله، والتولّي لأوليائه، ورفض كل أشكال الانحراف والازدواجية في شخصية الانسان المؤمن، كون الانسان لا يستطيع أن يُوازي بين فعل الخيِّر الذي يتولاه الولي، والفعل الشنيع الذي يتولاه أعداء الله، ما يجعل من الموالاة لأهل الحق شِفاءٌ ناجع لأمراض النفس، والسمو بها في سلالم اليقين والتقوى.

 

من هنا تأتي أهمية هذه القاعدة الإلهية في الحفاظ على دولنا وثرواتنا وسيادتنا وكينونتنا وديننا وكرامتنا وهويتنا الإيمانية من دنس وعبث الغزاة والمحتلين والمخذولين والمنبطحين والمُتصهينين من أبناء جلدتنا، وهذا لا يكون إلا بموالاة من أمر الله بموالاتهم في محكم التنزيل، وجعل موالاتهم حِصناً وأمناً لأهل الأرض من مهاوي الضلال والضياع والتيه، ونوراً يستضيئُ به الباحثين عن الحق والهُدى والحرية والكرامة والعلِّية والعزة والرفعة.

 

كما للعمل بهذا المبدأ الديني السامي أهمية كبيرة في تربية المسلمين على رفض الظلم من أي جهةٍ كانت، قال تعالى: "قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ"، وقال سبحانه: "إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ".

 

وعليه يمكننا القول بيقينٍ قاطع وإيمانٍ ساطع بأن الموالاة والمعاداة ثقافة إسلامية وقرآنية أصيلة، مطلوبٌ من المسلمين اشاعة هذه الثقافة التي يُشكِّل أهل البيت عليهم السلام محورها، إذا ما أرادوا الظفر والعلِّية.

 

المراجع:

 

1 - السيد العلامة أحمد بن محمد بن صلاح الشرفي، اللآلئ المضيئة، الجزء الأول.

2 - مجموع الإمام القاسم بن محمد عليه السلام.

3 - السيد العلامة حسين بدر الدين الحوثي، الموالاة والمعاداة، اليمن ـ صعدة، شوال 1422هـ.

4 - مجموع السيد حُميدان بن يحيى القاسمي عليه السلام.

5 - الشيخ الدكتور عبدالزهراء البندر، الولاية ومفهوم التولي والتبريء، مؤسسة الأبرار الإسلامية، 23 مارس 2018.

6 - السيد العلامة محمد بدر الدين الحوثي، الولاء والبراء الأهمية والأثر، المنطلقات والضوابط، دائرة الثقافة القرآنية بالمكتب التنفيذي لأنصار الله، 7 مارس 2018

7 - العلامة محمد الرصافي المقداد، ولاية الله تعالى، مركز الأبحاث العقائدية، تونس.

8 - العلامة منير الخباز القطيفي، الولاء المقدس، شبكة المنير، 1 يناير 2009.

9 - موقع شبكة عريق، التولي والتبري.

الجمعة، 3 مارس 2023

الباحث زيد بن يحيى بن حسن بن محسن المحبشي





















كاتب، باحث، صحفي، مؤلف، مزارع ورعوي في حقول المعرفة، له العديد من المؤلفات والكتابات الصحفية والأبحاث العلمية في مجالات متعددة.

زيد بن يحيى بن حسن بن محسن بن أحمد بن محسن بن علي بن أحمد بن صالح بن محمد بن أحمد بن محمد بن علي بن محمد بن عامر بن علي بن محمد - بن ناصر بن علي بن زيد بن نهشل - بن منصور بن أحمد بن زيد - .. - بن أحمد بن محمد بن عمر بن إبراهيم بن واقد بن محمد بن زيد بن عبدالله بن عمر بن الخطاب العدوي المكي القُرشي نسباً المحبشي لقباً.

مولده بقرية جبل المحبشي من أعمال مديرية المحابشة، محافظة حجة، في يوم الخميس 22 صفر 1395 هـ، الموافق 6 مارس 1975.

التحصيل العلمي:
أولاً: التعليم الديني:
درس مقدمات العلوم الشرعية كالتوحيد وأصول الدين والفقه وأصوله والفرائض والحديث النبوي وأصوله والسيرة النبوية وعلوم اللغة العربية والبلاغة والقرآن والتجويد، لدى عدد من علماء المحابشة وصنعاء وصعدة، منهم: العلامة حسن علي عجلان النعمي، العلامة محمود حسين الحسام، العلامة المرتضى بن زيد المحطوري، العلامة صلاح بن أحمد فليته، العلامة شمس الدين الباشا، العلامة علي بن أحمد أبو هادي، العلامة محمد أحمد مفتاح، العلامة عبدالرحمن القاسمي، الدكتور محمد يحيى هادي الشمري، القاضي عدنان عبدالرحمن المحطوري .. وغيرهم.

ثانياً: التعليم النظامي:
درس تعليمه الأساسي والثانوي بالمحابشة.
حصل على الابتدائية العامة من مدرسة النور بالمحابشة، 1989/ 1990.
حصل على الإعدادية العامة من مدرسة الثورة بالمحابشة، 1992/ 1993.
حصل على الثانوية العامة القسم العلمي من مدرسة الثورة بالمحابشة، 1995/ 1996.
أدى خدمة التدريس الإلزامي في مدرسة الشهيد يحيى عائض المحبشي بقرية جبل المحبشي، 1996/ 1997.
حصل على درجة البكالوريوس في مجال العلوم السياسية بتقدير "جيد جداً" من قسم العلوم السياسية بكلية التجارة والاقتصاد، جامعة صنعاء، 1998/ 2001.

شارك في العديد من الدورات العلمية، منها:
1 - اللغة الإنجليزية والكمبيوتر، معهد مانشستر الدولي، صنعاء، 2004.
2 - "لغة الصحافة والإعلام"، معهد التدريب والتأهيل الإعلامي، وزارة الإعلام، صنعاء، يوليو 2005.
3 - "العلاقات العامة وقياس الرأي العام"، معهد سيسوفت للاستشارات والتدريب والأنظمة، صنعاء، يناير 2006.
4 - "تنمية المهارات القيادية"، معهد سيسوفت، صنعاء، أبريل 2008.

السجل الوظيفي:
التحق بوكالة الأنباء اليمنية سبأ، الديوان العام بصنعاء، في 1 مارس 2003، وتخصص في مجال البحث العلمي بمركز البحوث والمعلومات التابع للوكالة، وأسندت له العديد من المهام، منها:
1 - سكرتير تحرير قراءات سياسية، "2004 - 2007".
2 - رئيس قسم الدراسات والبحوث، "18 فبراير 2007 - 19 أغسطس 2020".
3 - نائب مدير إدارة البحوث والإصدارات - تكليف، "19 أغسطس 2020 - 15 مارس 2023".
4 - نائب مدير عام مركز البحوث والمعلومات لشؤون البحوث والإصدار - تكليف، 15 مارس 2023.
5 - موظف ومؤرشف صور الأخبار المحلية بقسم الصور في مركز البحوث والمعلومات، أغسطس 2019.
6 - موظف ومؤرشف الاخبار الدولية في مركز البحوث والمعلومات، 2022.
7 - باحث وكاتب ومؤرخ مهتم بالتاريخ اليمني وتراجم الأعلام.

عمل صحفياً وباحثاً لدى عدة جهات منها:
1 - صحيفة الأمة الصادرة عن حزب الحق، "1997 - 2007".
2 - مؤسسة الشموع للصحافة والنشر ومركز "مشا" للدراسات، 2005.

الأنشطة الاجتماعية:
عضو في العديد من الجمعيات والنقابات والاتحادات، منها:
1 - جمعية العلوم السياسية اليمنية، 2002.
2 - اتحاد المدونين العرب، 2 سبتمبر 2009.
3 - اتحاد المدونين اليمنيين، 2009.
4 - نقابة الإعلاميين اليمنيين، 2014.
5 - اتحاد شباب الميثاق "أشم"، 23 فبراير 1992.
6 - حزب الحق، "مايو 1993 - مارس 2013".
7 - نائب رئيس ملتقى نور الإيمان الخيري الثقافي بقرية جبل المحبشي، 1992.
8 - رئيس إحدى لجان إدارة الانتخابات البرلمانية لعام 1997، مديرية المحابشة.
9 - الرقابة على عملية القيد والتسجيل لانتخابات العام 2002، ممثلاً لمنظمة "مدى".
10 - اللجان التنظيمية للاعتصام الجماهيري التضامني مع الشعب الفلسطيني، ممثلاً عن جمعية العلوم السياسية، أبريل 2002.
11 - مشروع وقاية لمكافحة وباء الكوليرا والدفتيريا، ممثلاً عن منظمة صحتي، "18 فبراير - 18 مارس 2018".

الشهائد التقديرية:
حصل على العديد من شهائد الشكر والتقدير من عدة جهات، منها:
1 - مدرسة الثورة الإعدادية الثانوية، مديرية المحابشة، 1995.
2 - الشيخ يحيى قيلي، أحد مشائخ بني معاذ بصعدة، 25 أغسطس 1995.
3 - الإدارة العامة للتربية والتعليم بمحافظة حجة، 20 مايو 1997.
4 - كلية التجارة والاقتصاد، جامعة صنعاء، يونيو 2001.
5 - مركز البحوث والمعلومات، صنعاء، 21 مارس 2006.
6 - رئيس مجلس إدارة وكالة الأنباء اليمنية سبأ الأسبق "نصر طه مصطفى" 18 مارس 2006، تقديراً للإجادة في كتابة البحوث والدراسات.

الإنتاج الفكري:
له أكثر من 500 مادة ما بين دراسة وبحث ومقالة في جوانب متعددة دينية - اجتماعية - ثقافية - تاريخية - سياسية - دولية - إقليمية - محلية.
كتب للعديد من الصحف والمواقع المحلية والعربية والدولية، منها:
1 - صحيفة السياسية وقراءات سياسية، "2003 - 2011".
2 - صحيفة الأمة، "2000 - 2007".
3 - صحيفتي الشموع الأسبوعية وأخبار اليوم اليومية ومجلة أضواء الشموع، 2005.
4 - موقع وكالة الأنباء اليمنية وموقع صحيفة السياسية بصنعاء، "أغسطس 2019 - 2024".
5 - صحيفة أدم وحواء، صحيفة الشورى، صحيفة البلاغ، صحيفة اليمن، صحيفة وموقع حشد، موقع وصحيفة وطن الفلسطينية بواشنطن، موقع صوت العروبة الفلسطيني بواشنطن، صحيفة رأي اليوم اللندنية، صحيفة القدس العربي، شبكة النبأ المعلوماتية العراقية، المنار المقدسية، موقع قناة الاتجاه العراقية، مواقع قنوات اليمن وسبأ والإيمان .. الخ.
له العديد من الأبحاث والدراسات والكتب المنشورة والمخطوطة.

أولاً: أبحاث غير منشورة:
1 - صنع القرار السياسي الداخلي في إيران، بحث تخرج.
2 - مفهوم القوامة في الإسلام.
3 - التحولات الديمقراطية بدولة قطر.
4 - أثر حرب الخليج الثانية على النظام العالمي الجديد.
5 - سباق التسلح الهندي - الباكستاني وأثره على أمن الخليج العربي.
6 - حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين.
7 - حزب الله وأثره على الأمن القومي العربي.
8 - حزب الحق ودوره التنموي في الجمهورية اليمنية.
9 - المركز التعليمي بالمحابشة .. الفاعلية والمعوقات.
10 - الصراع القبلي والحزبي في محافظة حجة.
12 - السياسة الأميركية إزاء الملف النووي لكوريا الشمالية.
13 - القات وتأثيراته وموقف الشرع منه.
14 - علاقة وسائل الإعلام بالظاهرة الإجرامية.
15 - كيف يمكن إيجاد قضاة مجتهدين؟.
16 - مدى اهتمام صحيفتي الوحدة والأمة بالانتخابات الرئاسية، 2002.
17 - دور اليمن في السياسة الدولية كهدف من واقع صحيفتي الثورة، سبتمبر2000 و26 سبتمبر النصف الأول من العام 2001.
18 - المركز التعليمي بالمحابشة ودوره التنموي في الجمهورية اليمنية، استبيان تحليلي استقصائي.
19 - تقييم أداء حكومتي عبدالكريم الإرياني وعبدالقادر باجمال.
20 - الانتخابات البرلمانية في الدائرة 255 - مديرية المحابشة، للدورتين 1993 و1997، استطلاع ميداني.
21 - تقييم أداء المجلس المحلي بالدائرة 255، مديرية المحابشة.
22 - العلاقات اليمنية - العراقية، تم نهبه في أحداث 2011.
23 - العلاقات اليمنية - اللبنانية، تم نهبه في أحداث 2011.
24 - العلاقات اليمنية - الليبية، تم نهبه في أحداث 2011.
25 - العلاقات اليمنية - الإيرانية، تم نهبه في أحداث 2011.
26 - علاقات اليمن بجمهورية جزر القمر الإسلامي، تم نهبه في أحداث 2011.

ثانياً: كتب مخطوطة:
1 - الموسوعة الثقافية، 15 كراس.
2 - المهمشون عن مسرح الإبداع اليمني، كتيب.
3 - مذكرات شخصية "1975 - 2004"، الجزء الأول، كتيب.
4 - المحابشة لؤلؤة الشرفين، كتاب توثيقي حول مدينة المحابشة الأرض والإنسان والحضارة لا يزال في إطار الإعداد.
5 - أعلام يمانية عابرة، يتحدث عن أعلام بيت المحبشي وبلاد الشرف وبعضاً من أعلام اليمن.

ثالثاً: أبحاث نشرها مركز البحوث والمعلومات بصنعاء ضمن كتب:
1 - العلاقات اليمنية - الجيبوتية، صدر ضمن كتاب: اليمن ودول القرن الإفريقي، 2003.
2 - العلاقات اليمنية - الألمانية، صدر ضمن كتاب: اليمن والدول الكبرى - الجزء الثاني، 2004.
3 - العلاقات اليمنية - البحرينية، صدر ضمن كتاب: اليمن ودول مجلس التعاون الخليجي، 2005.
4 - الجذور التاريخية للعلاقات اليمنية - الصينية 166 ق.م - 1962، صدر ضمن كتاب: اليمن والصين خمسون عاما من العلاقات، 2006.
5 - أهمية البُعد التشريعي والقانوني في معالجة قضايا الثأر في اليمن، وكذا: رؤية تأصيلية لظاهرة الثأر، ضمن كتاب: ظاهرة الثأر في اليمن، 2004.
6 - أهمية البعد التشريعي في المبادرة اليمنية لتفعيل الجامعة العربية، ضمن كتاب: المبادرة اليمنية لتفعيل العمل العربي المشترك، 2003.

قالوا عنه:
1 - العلامة "عبدالمجيد عبدالمجيد شرف الدين":
الكاتب والباحث والصحفي المتألق الأديب الأستاذ الكبير زيد يحيى المحبشي، أراه "أبا ذر" زمانه، كلمة صدقٍ لا تنطفي، ووهجُ حقٍ مُشرق، كاتب حصيف، وصحفي متمكن، وباحث متميز، وثائر بطبعه، حُسيني في ثورته، لا يخضع لترغيب، ولا يفزع من ترهيب، ولا تستخفه المطامع، ولا يوظف ابداعه لخدمة المصالح، ودود، خلوق، من نوادر الزمان، ومن منن الله تعالى على أهل اليمن، حفظه الله ورعاه، ومن كل شر وقاه.
الأستاذ المفكر الأديب الكاتب الصحفي المؤرخ الباحث السياسي المؤلف "زيد بن يحيى المحبشي"، يمتلك مواهباً متعددة، وطاقات متجددة، موسوعي في طرحه، ثاقب في رؤيته، قوي في نقده، صافي النية، نقي السريرة، مُحلل بارع، وناشط في مجالات متعددة، زيديٌ علوي، ونسبٌ عُمري، في تراب اليمن نشأته، مُستظلاً سمائها، وشارباً مائها، فارتوى بحبها، أرضها وإنسانها.
فهو الحزبي الذي يُؤطر الحزب ولا يُؤطره، وهو السياسي الصحفي الذي يكتب ولا يُستكتب، وهو الحر الذي لا تُحركه تقلبات الأيام بحركة أنوائها، وهبوب رياحها، شامخُ الهامة، مُنتصبُ القامة.
يُعبّر عن أفكاره دون عداء، ويفضح الواقع دون خفاء، لا يتزلف، ولا يُداري، ولا يُماري، فهو رجلٌ يعيش في غير زمانه، يعيش غُربة "علي" بكل تجلياتها.
لن نستطيع أن نفيه حقه، فهو المشهور المغمور الذي لا يبحث عن شُهرة ولا ظُهور، لا يبحث عن منصب ولا مال برغم ضيق الحال، مُحلّقاً في سماء الإبداع والكمال.
فله التحية والشكر على جميل ما قدم، فقد أثرى المكتبة اليمنية بإبداعاته المُتميزة، وكتاباته المتنوعة، الجديرة بالطباعة والنشر، لتعم فوائدها، ونقطف جناها وثمرتها.
فمزيداً من الإبداع والتألق.

2 - الأديب "علي عبدالله نشوان":
الأستاذ "زيد المحبشي"، باختصار رجل همام يمضي للأمام ليرتقي أعلى مقام. 
أيها الكاتب الباحث عن الأنوار 
دمت بخير وحب ووئام
ودام قلمك يخُط عن العلم والفن والتراث والهُداة الأعلام
جُهودك وجِهادك يُمثل رجال الرجال
كتاباتك وأهمها الموسوعة بها من الكمال وستبقى شاهدة حاضرة للأجيال
على الدوام لك التحية والتقدير والإحترام.

3 - العلامة "محمد علي جابر قيلي" - مدير مدرسة الإمام الهادي ببني معاذ بصعدة، 25 أغسطس1995:
أزيدٌ أنت الذي في القلب تسكنه .. طابت لياليك في الإحضار والسفرِ
فأنت كم ليليةٍ تأتي تُشاورني .. غمرت مركزنا بالنصحِ والفكرِ
أخي عليك بذاك العلم تطلبه .. وأنت في طلعةِ الأيامِ والبُكرِ
كتبتُ هذا وكان القلبُ مُنشغِلاً .. قُرب الوداعِ ولي أعمالٌ تنتظري

4 - المربي الفاضل الأديب "يحيى بن أحمد الخزان" - المدير الأسبق لمعهد الأمين العلمي بالمحابشة، 30 يونيو 2006:
إلى الولد الأديب الصحفي المبدع الذي يروي بقلمه وفكره الأجيال بدرر الأدب ونفحاته العطرة "زيد المحبشي" الموقر:
أرى بن يحيى كنجمٍ بالسماء سما .. مجداً وفخراً على العلياء والقمم
في كل يومٍ أرى زيداً له خبرٌ .. يروي الصحافة بالأنباء والكلِم
يرقى على ذروة العلياء بالهمم .. يثري المعارف للأجيال بالحِكم
زان المحابشة الخضراء بالدرر .. زيدٌ حوى شرف الأشرافِ والقيم
أنت الخلوقُ لك الأخلاق شاهدةٌ .. مع الصديق وذي الأعداء بالكرم
هذا هو (المحبشي)عن ناصرٍ وصل .. من صفوتٍ سبقُها المقدامُ للأمم
زيدُ بن يحيى حوى الأوصاف جامعةً .. من خير بيتٍ رقى الأعلام بالقلم
أصلٌ نمى برُبى لحبوش والجبل .. أضفت عليك شأبيبٌ من الديم
تبقى مدى وعلى الأيام شارقةً .. شمس الضحى في ربى الآكام والقمم
ثم الصلاة على المختار من مضر .. والآل والصحب هم للدين كالعلم

5 - شاعر بلاد الشرف المربي الفاضل "محمد بن يحيى بن إسماعيل هبة":
بن يحيى قال يا زيد بن يحيى .. سلام الله على الرعوي المزارع
حقول المعرفة جنة ندية .. لأهل الذوق من اهنا المراتع
حقول المحبشي تنمو وتسمو .. على كل المساحات والمواقع
مؤرخ ملتزم ذو صدق واخلاق .. قد اظهر للبلاد تاريخ ناصع
شعاره في الوطن صون الكرامة .. مع ذاته وقوته ليس طامع
رعاك الله حماك يا زيد حياك .. وابقاك للبلاد دافع ونافع
دروب المعرفة يا زيد واسع .. زمانه والمكان كم انت قاطع
وقالوا عنها كالبحر غوار .. وابعاد المدى شاسع وواسع
تزاحم في كثير من المعارف .. وفى هذا المجال زيد المسارع
فزيد المحبشي الملهم تقدم .. لهذا الفن ما فيه له منازع
بيخرج من خبى المجهول معلوم .. بهمة والميول للجهد خاضع
وفى ارجاءها ساعي وراعي .. شغوف في الترجمة وحاذق وبارع
فهذا الدرب منسي في بلادي .. وقد اضحى من الإهمال بلاقع
معاك الله يعينك يا بن يحيى .. على هذا العمل كم انت رائع
حقول المحبشي بالخير وافر .. ومازال مستمر في الغوص شارع
بأعلام البلاد قد شاد بالذكر .. متابع كل يوم له نجم لامع
جمع تاريخها وظهر عملها .. واصبح في سماهم بدر صادع
تحياتي وتقديري بإعجاب .. فهذا الجهد قد شد المتابع
فجمهورك لأبحاثك مناظر .. لكل جديد من وهج لوامع
جزاك الله عنهم كل خير .. فذكراهم لذكراكم توابع
لكم منى ومنهم كل تقدير .. محامينا المرافع والمدافع
وصلى الله على الهادي محمد .. وآله الطاهرين للهدى تابع

مشجر أسرة صاحب الترجمة:
ينتسب صاحب الترجمة لأسرة محسن المحبشي، وهي فخيذة من مئات الفخائد المُشكلة لأسرة بيت المحبشي في اليمن.
سكنت هذه الأسرة قرية جبل المحبشي بحجة، وجدها الجامع الشيخ أحمد بن محسن بن القاضي العلامة علي - كانت له هجرة علمية بقرية المسبح غرب قرية جبل المحبشي بحجة - بن أحمد بن صالح بن الشيخ محمد - عالم فاضل له مصحف بخط يده انتهى من زبره في 27 شوال 1183 هـ - بن أحمد بن محمد بن علي بن محمد بن عامر بن علي بن محمد المحبشي.
أنجب هذا الشيخ الجليل ولدان هما محسن وعبدالله.
أولاً: محسن بن أحمد بن محسن بن علي بن أحمد بن صالح بن محمد بن أحمد بن محمد بن علي بن محمد بن عامر بن علي بن محمد المحبشي؛ أنجب ثلاثة أولاد هم حسن وأحمد وعائض.
1 - حسن بن محسن أنجب علي ومحمد ويحيى وأحمد
أ - علي بن حسن أنجب علي وحسن وزيد ويحيى.
حسن بن علي أنجب ياسر ومحمد.
علي بن علي بن حسن أنجب عبدالباري وعبدالباقي.
يحيى بن علي أنجب زياد ومحمد وعمر.
وزيد بن علي أنجب عبدالرحمن ومحمد وعلي وأنس.
وعبدالرحمن بن زيد بن علي أنجب أسامة.
وعلي بن زيد بن علي أنجب محمد وزيد وحسن.
ب - يحيى بن حسن أنجب محمد وزيد وعادل وعبدالمطلب.
محمد بن يحيى أنجب مجدالدين ويحيى وجواد - تُوفي صغيراً، ومجد الدين أنجب مختار - توفي صغيراً.
وزيد - صاحب الترجمة - بن يحيى أنجب علي.
وعادل - إداري بمؤسسة الشهداء بالمحابشة - بن يحيى أنجب عبدالرحمن، وعبدالرحمن بن عادل أنجب رضا.
وعبدالمطلب - قيادي في حركة الأنصار وضابط برتبة رائد - بن يحيى أنجب حمزة.
ج - أحمد بن حسن أنجب منير - قيادي في حركة الأنصار وضابط برتبة عقيد - ومنير بن أحمد أنجب محمد ويوسف.
2 - عائض بن محسن أنجب عبده وعلي ومحمد.
أ - عبده بن عائض أنجب لطف وعبدالله ونصر وعبدالغني ومحمد وخالد ويحيى وماجد.
وعبدالله - محاسب وإداري بالمؤسسة العامة للاتصالات - بن عبده بن عائض أنجب علاء.
ب - علي بن عائض أنجب حمود ومحمد وهارون و .. و.. وسُكنتهم بتعز.
ج - محمد/ بضم الميم/ بن عائض أنجب حسين وحسن ومحسن ومحمد.
ومحسن - تربوي - بن مُحمد أنجب عبدالعزيز - قيادي في حركة الأنصار - وأسامة وعلي ومحمد وشرف وحمزة، وعبدالعزيز بن محسن أنجب مالك وعبدالملك ورضوان.
وحسن بن محمد أنجب أحمد وعبدالحفيظ وبشير وطه.
وحسين بن محمد أنجب محمد وهيثم وخالد.
ومحمد بن محمد أنجب هاني وعلي.
3 - أحمد بن محسن أنجب علي وحسين ومحسن ويحيى.
أ - علي بن أحمد بن محسن أنجب علي وإبراهيم وحسن.
وعلي بن علي بن أحمد أنجب عبدالله.
والشيخ إبراهيم - عدل فرائضي - بن علي أنجب علي ومحمد وإسماعيل ويحيى وخليل.
وحسن - مهندس تكييف وتبريد بميناء الحديدة - بن علي بن أحمد أنجب محمد.
ب - محسن بن أحمد أنجب أحمد.
وأحمد بن محسن أنجب عباس ومحمد وفضل وعبدالولي.
ج - حسين بن أحمد أنجب عبدالرحمن وعبدالغني وفهد ومحمد وعبدالسلام وفارس.
وعبدالرحمن بن حسين أنجب محمد وحسان وطه وبشار.
وعبدالغني بن حسين أنجب محمد وعبدالقوي ونصر وعبدالعزيز.
والقاضي فهد بن حسين - وكيل نيابة - أنجب محمد وأحمد.
وعبدالسلام بن حسين أنجب جمال.
ومحمد بن حسين أنجب سعيد.
د - يحيى بن أحمد أنجب محمد وعبدالحميد وعبدالله وطه وطارق.
ومحمد بن يحيى أنجب زكريا ويحيى ويوسف.
وعبدالله - قيادي في حركة الأنصار - بن يحيى أنجب زيد وعبدالملك ومصطفى.
وطه بن يحيى أنجب طاهر.
وعبدالحميد بن يحيى أنجب حمزة.
وطارق بن يحيى أنجب رضوان.
ثانيا: عبدالله بن أحمد بن محسن بن علي بن أحمد بن صالح بن محمد بن أحمد بن محمد بن علي بن محمد بن عامر بن علي بن محمد المحبشي؛ أنجب ولد واحد فقط هو الشيخ علي بن عبدالله المحبشي وهذا له من الأبناء: الشيخ محسن وأحمد وناصر ويحيى ومُحمد/ بضم الميم.
1 - يحيى بن علي أنجب عبدالله - ضابط برتبة عميد في الجيش اليمني - وعبدالله أنجب محمد.
2 - أحمد بن علي أنجب حسين وعلي.
أ - حسين بن أحمد بن علي أنجب أحمد ومحمد وعبدالله.
وأحمد بن حسين أنجب محمد.
ومحمد بن حسين أنجب ابراهيم.
 ب - علي بن أحمد بن علي أنجب عبدالواسع ومحسن ومحمد وغادر وأحمد وسيف.
وعبدالواسع - قيادي في حركة الأنصار - بن علي أنجب عبدالملك وجبريل، ومحسن - مدير عام الإسكان الجامعي - أنجب محمد، ومحمد بن علي أنجب سيف وعبدالملك.
3 - الشيخ محسن بن علي بن عبدالله أنجب الشيخ عبدالله والقاضي محمد وأحمد وحسن وعلي ويحيى.
أ - حسن بن محسن بن علي أنجب مصطفى وعقيل وعبدالله وعبدالوهاب ومحمد وحمزة.
ب - أحمد بن محسن بن علي أنجب عبدالرحمن - وكيل مساعد في الجهاز المركزي للرقابة والمحابشة وإداري بمستشفى الأم - وعبدالله ومحمد وياسر وعبدالحفيظ وعبدالملك.
ج - يحيى بن محسن بن علي أنجب علي ومحمد وعلاء.
د - القاضي محمد - رئيس الشعبة الجزائية بنيابة محافظة الحديدة - بن محسن بن علي أنجب بلال وأحمد.
هـ - الشيخ عبدالله بن محسن بن علي أنجب عبدالمجيد وصادق ومحمد وبشير وعلي.
4 - ناصر بن علي بن عبدالله وسُكنته الحديدة أنجب عبدالرحمن وعبدالسلام وعبدالعزيز ومحمد وعبدالملك وعبدالكريم.
أ - عبدالرحمن بن ناصر أنجب محمد.
ب - عبدالسلام بن ناصر أنجب محمد وأحمد ويحيى.
ج - محمد - إعلامي ورياضي - بن ناصر أنجب مهند وهاشم ويوسف.
د - عبدالعزيز بن ناصر أنجب ناصر وزيد.
هـ - عبدالملك بن ناصر أنجب مروان ومحمد وأياد وحمزة.
و - عبدالكريم بن ناصر أنجب محمد.
5 - مُحمد/ بضم الميم/ بن علي بن عبدالله أنجب حسين ومنصور وعبدالقدوس وأحمد وعلي وفؤاد.
أ - حسين بن محمد أنجب محمد وعبدالواحد وعلي وأحمد وعبدالله، ومحمد بن حسين أنجب عرفات ويحيى وإبراهيم، وعلي بن حسين أنجب أمجد.
ب - منصور بن مُحُمد أنجب محمد وحُميد، ومحمد بن منصور أنجب مجدالدين وإسماعيل وإسحاق.
ج - عبدالقدوس بن مُحُمد أنجب محمد وعلي ويوسف وأحمد.

أولاده: متزوج من بنت الراحل الصحفي والإعلامي القدير علي بن عبدالله بن محمد العمراني، الصحفية والمحررة بوكالة الأنباء اليمنية سبأ "إجلال علي العمراني"، ولهما من الأولاد: علي وزهراء.

مراجع ذُكر فيها العلم:
1 - ابراهيم المقحفي، موسوعة الألقاب اليمنية، الجزء السادس، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع - بيروت، الطبعة الأولى 2010.
2 - يحيى محمد جحاف، حجة معالم وأعلام، طبع مكتبة خالد بن الوليد ودار الكتب اليمنية، الطبعة الأولى 2012.
3 - مذكرات صاحب الترجمة.

https://al-mahbashi.blogspot.com/2023/03/blog-post_3.html