Translate

الخميس، 21 يوليو 2022

الأستاذ القدير علي بن علي بن يحيى بن أحمد بن حسين المعمري

 






تربوي، معلم، مُربي فاضل.


مولده بقرية جبل المحبشي من أعمال مديرية المحابشة في العام 1387 هـ، الموافق 1967، ووفاته في يوم الأحد 24 رمضان 1441 هـ، الموافق 17 مايو 2020.


التحصيل العلمي:

أخذ تعليمه الأولي بكُتاتيب قريته.

درس الأساسي والثانوية بالمحابشة.

حصل على درجة البكالوريوس من كلية الشريعة والقانون، جامعة صنعاء، 1995.

شارك في العديد من الدورات التدريبية في المجال التربوي.


السجل الوظيفي:

انضم في العام 1995 للعمل في الحقل التربوي.

عمل في تدريس المواد الاجتماعية بالعديد من مدارس بلاد الشرف أهمها مدرسة الشهيد يحيى عائض المحبشي.

تخرج على يديه أجيال من أبناء المحابشة، وشغل العديد منهم مراكز علمية وإدارية وسياسية مرموقة.

كانت له بصماته في العديد من الأعمال الخيرية.


أولاده: يحيى



الخميس، 7 يوليو 2022

حكيم بلاد الشرف القاضي العلامة عبدالرحمن بن عبدالله بن حسين بن عبدالرحمن المحبشي












عالم، فقيه، برلماني، سياسي، مُثقف، مُرشد.

مولده بمديرية كحلان الشرف من أعمال محافظة حجة في يوم الثلاثاء 5 جمادى الثاني 1370هـ، الموافق 13 مارس 1951، ووفاته بمدينة صنعاء في يوم الاثنين 2 شوال 1441 هـ، الموافق 25 مايو 2020، وتم مواراة جثمانه الطاهر الثرى بمقبرة الصياح في يوم الثلاثاء 3 شوال 1441 هـ، الموافق 26 مايو 2020. 

من القامات الوطنية الغنية عن التعريف، وأحد المرجعيات الكبيرة لحل قضايا الناس وفصل الخصومات والمشاجرات بين القبائل في بلاد الشرف، وأحد حُكماء بلاد الشرف المُعتبَرين. 

ينحدر من أسرة علمية كريمة توارثت القضاء كابر عن كابر.

تميز بسعة الصدر، ورحابة القلب، وسخاء اليد، ورجاحة العقل، وبُعد النظر، وبشاشة الوجه، وطِيب المعشر، ولين الجانب، ودماثة الأخلاق.

وكان صاحب نخوة ونجدة، ورجل مواقف في المهمات الصعبة، وله بصمات وطنية وإنسانية مشرفة.

كان ديوانه وبيته في صنعاء وكحلان الشرف عامرٌ بالزوار دون انقطاع، ومجلسهُ قِبلة العلماء والمفكرين والسياسيين والأدباء والمثقفين وذوي الحاجة.

وكان له مجلس رمضاني للوعظ والإرشاد، ولم يخلو مجلس من الدروس الدينية في حِلِه وتِرحاله.

مكثت في منزله وجالسته أكثر من 13 عاماً كان لي الأب والأخ والصديق والأستاذ والموجه، وتعلمت منه ما لم أجده في الجامعة في كافة المعارف العلمية، ولم أجده يوماً كاشحاً أو عابساً في وجه زائر أو ضيف أو صاحب حاجة حتى في أحلك الظروف الصحية والمادية رحمة الله تغشاه.

التحصيل العلمي:

أخذ العلوم الدينية عن كوكبة من علماء حجة وصنعاء، منهم: والده القاضي العلامة الحُجة "عبدالله بن حسين المحبشي"، وشقيقه القاضي العلامة الورع الزاهد "عبدالكريم بن عبدالله المحبشي".

انتقل بعد ثورة 26 سبتمبر 1962 إلى صنعاء للدراسة بمدرسة الأيتام.

حصل على درجة الليسانس في الشريعة والقانون من جامعة صنعاء.

رافق والده، ومن بعده شقيقه "عبدالكريم" فترة من الزمن، وتعلم منهم كل ما يتعلق بعلوم وفنون القضاء والتقاضي، وكان لذلك عظيم الأثر خلال مسيرة حياته، خصوصاً فيما يتعلق بفض الخصومات والإصلاح بين الناس.
شارك في العديد من الدورات العلمية في المجال التشريعي. 

السجل الوظيفي والنضالي:

عمل مع والده وشقيقه "عبدالكريم"، مُساعد في المهام القضائية، فترة من الزمن.

انخرط في سبعينيات القرن العشرين للعمل في التعاونيات، ومن خلالها كانت له بصماته في متابعة وإنجاز العديد من المشاريع الخدمية لأبناء مُديريته والمُديريات المُجاورة، كشق الطرقات وبناء المدارس والمؤسسات التعليمية، واستمر في متابعة مصالح مديرتيه حتى خلال فترة انقطاعه عن عضوية مجلس النواب "أبريل 1993 - مارس 2003".

وله اسهامٌ كبير في متابعة مشروع الكهرباء الخاص بمديرية كحلان الشرف، وتمكّن من انجاز نحو 80 % منه، إلا أن الأحداث التي شهدتها اليمن في العام 2011 تسببت في توقف العمل في هذا المشروع الحيوي الهام.

فاز في 21 ذي القعدة 1408 هـ، الموافق 5 يوليو 1988 بعضوية مجلس الشورى عن الدائرة 114، وهي ثاني انتخابات تشريعية في شمال اليمن بعد انتخابات 1971.

وبعد إعلان الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990، تم تعيينه في عضوية مجلس النواب للفترة الانتقالية "24 مايو 1990 - أبريل 1993"، ليُعاد انتخابه لعضوية المجلس النيابي في انتخابات مارس 2003.

انخرط في العمل التشريعي والسياسي والاجتماعي منذ وقت مبكر، وشغل العديد من المناصب، منها:

1 - المشاركة في الجمعيات التعاونية في سبعينيات القرن العشرين.
2 - رئيس هيئة التطوير التعاوني في مديرية كحلان الشرف، خلال فترة السبعينيات والثمانينيات من القرن العشرين.
3 - عضو مجلس الشورى، "يوليو 1988 - مايو 1990".
4 - عضو حزب المؤتمر الشعبي العام واللجنة الدائمة.
5 - عضو مجلس النواب عن الدائرة 253، في مديرية كحلان الشرف بمحافظة حجة، "مايو 1990 - أبريل 1993"، "مارس 2003 - مايو 2020".
6 - مُقرر لجنة العدل والأوقاف بمجلس النواب.

وكانت له بصماته في تقنين أحكام الشريعة الإسلامية بمجلس النواب.

الشهائد التقديرية:

حصل على العديد من الأوسمة والشهائد التقديرية، منها:

1 - وسام الوحدة "22 مايو" من الدرجة الثالثة، من رئيس المجلس السياسي الأعلى بصنعاء "صالح الصماد"، 22 مايو 2017.
2 - درع الوفاء، وشهادة شكر وتقدير، من رئيس حزب المؤتمر الشعبي العام الشيخ " صادق أمين أبو راس"، 2020.
المؤتمرات والندوات:

شارك في العديد من الفعاليات الوطنية والمؤتمرات البرلمانية المحلية والعربية. 

من مقولاته الخالدة:

"إن أبانا آدم لو عاد إلى الحياة فلن يعرف إلا محافظة حجة، حيث لا تزال على عهدها، ولم تتغير من أيام أبينا آدم إلى الآن" !!

قالها في 16 أبريل 2012 تعليقاً على إغفال موازنة الدولة للعام 2012؛ محافظة حجة وعدة محافظات لم تطالها خيرات الحكومة منذ ثورة 26 سبتمبر 1962.

قالوا عنه:

1 - الدكتور "صالح حسن سميع":

القاضي عبدالرحمن المحبشي ممن يمشون على الأرض هوناً وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً، وكان عاقلاً، وقوراً، هادئاً، رزيناً، كثير التأمل.

2 - الشيخ "سلطان سعيد السامعي":

القاضي عبدالرحمن المحبشي مثالاً لرجل القضاء والدولة والعمل البرلماني.

3 - اللواء "هلال الصوفي":

الشيخ عبدالرحمن المحبشي نموذجاً من النماذج الوطنية الصادقة والمُخلصة، المُنطلِقة في أعمالها ومهامها ووظائفها الاجتماعية والرسمية والخدمية من المُنطلقات الوطنية الثابتة والراسخة، وما تركه من جميل الأثر وصدق العمل والمواقف الوطنية المشرفة.

4 - الشيخ "حسين بن عبدالله الأحمر":

كان للقاضي عبدالرحمن عبدالله المحبشي إسهاماته من خلال عمله النيابي كعضو بمجلس النواب عن الدائرة 253، ودوره في تطوير العمل البرلماني بشكل عام، وخدمة وطنه ومجتمعه، وإصلاح ذات البين.

وبرحيله خسر الوطن شخصية برلمانية وطنية نالت الاحترام من الجميع.

5 - الشيخ "صادق أمين أبو راس":

خسر الوطن والمؤتمر برحيل القاضي عبدالرحمن المحبشي أحد فُرسانه وعُلمائه العُظماء، المُخلصين لله وللوطن.

6 - الإعلامي القدير "أحمد يحيى الديلمي":

 القاضي عبدالرحمن المحبشي، من الرجال القلائل الذين أسهموا بجهد متواضع في خدمة الوطن، بالذات حينما تقلّد مُهمة رئيس التعاون الأهلي بمديرية كحلان الشرف.

لقد حفر أسمه في ذاكرة كل مواطن من خلال المشاريع التي أنجزها في تلك الفترة.

وكم كان حزيناً جداً عندما سعت قوى الظلام إلى إلغاء التعاونيات، باعتبارها تجربة ناجحة، قال لي والألم يعتصر قلبه:

"إنهم يربطون التجارب بالأشخاص، فإذا ذهب الشخص أسقطوا كل تجاربه الناجح والفاشل منها، وهذه مشكلتُنا الكُبرى، لأننا لن نتقدم ولن نتحرك قيد أنمُلة إلى الأمام طالما وتفكيرُنا بهذا الضيق بالآخرين، مع أنها انجازات للوطن ويجب أن يُحتفظ بها للوطن وليس للأشخاص".

وفي آخر لقاء جمعني به دار الحديث حول حصانة عضو مجلس النواب، فكان كعادته صريح في الإعلان عن موقفه:

"إنها حصانة ذو شقين البعض، يستخدمها كوجاهة اجتماعية لإيذاء الناس، والتحكم في شؤونهم، وتخويف مصادر الضبط في البلاد، وهذا أسلوب همجي لا يتفق مع ما أراده المُشرِّع، والشق الآخر هي الحصانة الحقيقية التي تكون حماية لعضو مجلس النواب من أجهزة الدولة، وتُمكِّنه من الإسهام الفاعل في خدمة من أوصلوه إلى كرسي البرلمان، وترجمة آمالهم وتطلعاتهم بصدق وإحساس بالمسؤولية.

والحقيقة أن هذه الصورة مُنعدِمة في بلادنا في الوقت الراهن، لأن العضو نفسه لم يصل إلى مرحلة الارتقاء بأدائه إلى المستوى الذي يتمناه الناخب، وكذلك الناخب لا يزال بعيد عن فهم معنى الانتخاب، ولماذا ينتخب، فكل ما يحصل أن الأحزاب تُجيِّش يوم الانتخابات لكي تفرض قوة حضورها في الواقع، وتُراهن على الغث والسمين من أجل ذلك، وهذا هو المسار المعوج الذي يُؤدي إلى عدم تكامل الرؤية لدى المُشرِّعين، وهو ما يحول دون وجود نُخبة مُتجانسة تتمكن من صياغة التشريعات بأفق وطني شامل.

لذلك نجد أنفسنا محشورين في إصدار القوانين، ثم تعديلها.

القانون الواحد يتم تعديله في السنة أكثر من مرة بحسب رغبة المسؤول الجديد، وما يُقدِّمه من خدمات لعضو مجلس النواب الذي يقف إلى جنبه ويساعده في التعديل، وهذا هو الخطأ الكبير، ومع استمراره لن تستقر الأحوال، لأن التشريعات غير مُستقرة، وخاضعة للتغيير والتبديل في كل لحظة بحسب الأمزجة، لذلك نأمل أن يكون التغيير الجديد مدخلاً لاستقرار التشريعات، وإيجاد قواعد قانونية، يخضع لها الجميع، بعيداً عن التجاوزات والتدخلات والوساطات، وهذا ما نطمح إليه".

رحمك الله يا عبدالرحمن، فلقد كُنت صادقاً في هذا الطرح، وبالفعل لامست هموم أكثر المُواطنين التي تتسم بالحساسية، ويحاول الكثيرون الابتعاد عن مُناقشتها، كونها تضُر بمصالحهم الذاتية، وهذا ما نشكو منه، ولا نزال إلى الآن، ويجب أن تترسخ معالم الخطأ فيه، في أذهان كل مواطن، كي يتحول صندوق الانتخابات إلى وسيلة مُقدّسة للفرز وحُسن الاختيار، حتى نضمن وجود غُرفة برلمانية قادرة على الرقابة وتحصين الوطن من الفساد والمُوبقات.

7 - الشيخ الأديب "أمين محمد حسين العلفي":

كان القاضي عبدالرحمن  المحبشي:

أباً لمن هم أصغر منه، وأخاً لمن هم في سنه، وولداً لمن هم أكبر منه سناً.

وسع الله له في العلم فعلمه، وأعطاه الله من الخير فوزعه، وأعطاه الله السياسة والفقه معاً.

يُعطي العلم، ويتواضع لمن هو أدنى منه معرفةً.

يُصلح بين الناس، ويشد من أزر نفسه بالتصالح.

دمعته جارية كُلما سمع القرآن أو الحديث أو شيئاً من سيرة حبيبه المصطفى.

افتقده المصلين بمسجده الذي صلى واعتكف وحدّث ووعظ الناس فيه، وكلما صلى الناس العصر تذكروا درسه اليومي.

8 - الأستاذ "فيصل علي سعيد":

أسهم القاضي عبدالرحمن المحبشي بشكل كبير وفاعل في شق طرق المديرية والمديريات المُجاورة، عندما كان رئيساً لهيئة تعاون كحلان الشرف، وأوصل شبكة الطرق إلى 99 % من مناطق المديرية.

وفي الجانب التعليمي لا تكاد تخلو قرية من قرى المديرية من منشآت تعليمية في عصره، عندما كان في التعاونيات.

الرجل أنجز شبكة طرق في عزل المديرية ومن ضمنها عزلة مدوم المشهورة بوعُورة تضاريسها.

كل المدارس التي أُنجزت في عهده تبعتها مواطير أو مولدات كهربائية.

9 - الأستاذ "أحمد أحمد إسماعيل القملي":

قبل حوالي 20 عاماً جلسنا مع القاضي عبدالرحمن المحبشي في جلسة تخزينة ليلية، وكان الحديث بمُجمله له ونحن الحاضرين، كُلنا آذان صاغية، حدثنا لأكثر من 5 ساعات متواصلة عن التكنولوجيا الحديثة والأجهزة الحديثة وأجهزة الاتصالات، وتنبأ بالهاتف المحمول، ولم يكن يوجد حينها سوى الهاتف الثابت.

حدثنا عن الحروب والأسلحة الحديثة.

حدثنا عن علاقة كل ذلك بيوم القيامة.

حدثنا حتى وصل بنا الحال أننا انتظرنا أن يأتي أحدٌ يدق علينا الباب مُعلناً قيام القيامة، وذلك لحُسن السرد، وربط الحديث بعضه ببعض، وكأننا نتابع فيلم سينمائي.

10 - الأستاذ القدير "علي كامل الملاهي":

القاضي عبدالرحمن المحبشي علم من أعلام اليمن، وهامة باسقة في مجال التنوير والوعي والقيادة المجتمعية.

كان شخصية توافقية يجتمع حوله الضدان، وينزل تحت قوله الخصمان، ويرجع له المتباعدان للتقريب والتسديد والترجيح.

كان رجل بعيد النظر، واسع الفهم، صادق القول، واضح النهج والخبر.

سياسي، واداري، وشيخ، وفقيه علم، ومزارع، وفني متعدد المواهب.

صديق للكبير والصغير، قريب من الجميع.

إن استنصح نصح وأعان، وإن استشير أشار وأرشد.

واسع الصدر، ومثال للصبر.

عرفته مبتسما، بشوشا، لطيف المعشر، راقي الكلام، مهاب دون تكبر، ووجيه دون تصنع، وليث شجاع عند اللزوم.

استطاع بما يملكه من مميزات وصفات أن يكون الوحيد بين انداده على مستوى الشرفين والمحافظة في واجهة التمثيل والتعبير في محافل الدولة.

 فلروحه السلام والرحمة.

11 - الكتلة البرلمانية لحزب "المؤتمر الشعبي العام":

رحيل القاضي عبدالرحمن عبدالله حسين المحبشي خسارة لأحد فرسان الكتلة، وأحد أبرز القيادات الوطنية التي أسهمت في تطوير العمل القضائي والتشريعي، وخاصة في مجال الأوقاف والإرشاد، وإسهامه في صياغة القوانين من خلال عضويته في لجنة تقنين أحكام الشريعة الإسلامية والعدل والأوقاف بمجلس النواب، ودوره في تطوير العمل البرلماني بشكل عام.

برحيله خسر المؤتمر الشعبي العام أحد القيادات المؤتمرية المُخلصة والوفية لتنظيمها ووطنها اليمني الكبير، فقد تحلى رحمه الله بصفات الوفاء والتواضع والتفاني في خدمة أبناء المجتمع، وبالأخص أبناء منطقته.

12 - التربوي القدير "محمد عبدالله مصوبع":

عفواً أبتاه حروفي تبدو عاجزة .. عن وصف مثلك والتعبير يخذلني.

ماذا أقول في جُودٍ وفي كَرمٍ .. ماذا أقول والأحزان تعصفُني.

وكيف أكتب وأوراقي تُبللها .. دمعُ العيون والآهات تحرقني.

ياصاحب الفضل والمعروف في بلدي .. رحلت عنا فشاب الرأس من حزني.

كل المكارم يا عبدالرحمن قد رحلت .. لمّا رحلت ومات الحُب في زمني.

رحلت عنا فراح الخير يهجُرنا .. يا صانع الخير في بلدي أتسمعني.

يبكيك قلبي ودمع العين جاريةٌ .. على فُراقك يا أبتاه فأعذرني.

رُحماك ربي عليه كلما طلعت شمس .. وما غاب نجمٌ في سما وطني.

13 - الشاعر "لقمان المحبشي":

حزّت فؤادي أنباءٌ بها أجدُ .. حُزناً يُقيم على أبوابه الأبدُ.

أسى يُمزّقُ شِرياني وأوردتي .. تفتضُّ منه القُوى والصبر والجَلَدُ.

ماذا أقولُ وفيضُ الدمع يغمرُني .. والبث يحرقُني يا شيخ والكمَدُ.

كل البلادِ أزيز الحُزن يعصِرُها .. مثلي ومثلُك يابن الجُود تُفتقدُ.

يا من رحلت لدارِ الخُلد باقية .. أفعال خيرِك يسجو وسطُها الخَلَدُ.

أُنبيك يا أبتا مُذ غِبت مُبتعداً .. عرش المكارم بعد العز مُرتعِدُ.

أبكي أيا غُرَّة الآمال في وطني .. أرثي لأنك في أمجادِنا كبِد.

تُبكيك يا محبشي المحجران دماً .. تُشجي القلوب وحتى الحلم والرَّشَدُ
..
الدمع يُهمي من فُراقك والحزنُ .. غطّى ضبابهُ راسياتُ المحبشي.

من فاجعةِ موتك ستتقطع زمنٌ .. قلوبنا والدهر بعدك مُوحشي.

واسودّت الدنيا بأرجاء اليمنِ .. وأضحت أسيفه في الفقيد المحبشي.

فاجعل له الفردوس يا ربي سكنٌ .. وآمِّنه مما نبيُك قد خشي.

14 - الشاعر التهامي "عبيد عثمان سعيد الهاملي" أبو رمزي:

أنشد في حياة القاضي عبدالرحمن المحبشي، وتحديداً في يوم الخميس 29 شوال 1426هـ، الموافق 1 ديسمبر 2005، قصيدة بعنوان "مجمع الشجعان المحابشة الأبية"، واصفاً ما كان عليه من جميل الخصال:

بسم الذي إن قال لشي: كُن، كان .. هو خالق الإنسان رب البريه.

الحمد لله عالم الحال والشأن .. أستغفره مُمحي الذنوب والخطية.

سلام من صنعاء وصيره وهمدان .. ومن تهامة زبيدها واللحيِّة.

ومن عدن وتعز وشبوه وخولان .. ومن راس رازح والبيضاء والوازعيه.

 ومن رداع وذمار ويريم وكحلان .. ومن الحديدة محافظة ساحليه .

ومن الحدا ومارب وحمير وسنحان .. ومن حراز وبرع وريمه الحديه.

ومن المحابشة وحجة وصعده وثوبان .. ومن المخا حتى الحيمة الداخلية.

ومن الحُسيني ولحج وحضرموت الدان .. لمجمع الشُجعان "المحابشة الأبية".

وبعد هـاذي تحيـاتي أزفـها الآن .. للقاضي عبدالرحمن على مروحيه.

من الحديدة أرض الأحبة والخِلان .. الـكـل يُهـديـك ألـف مـليون تـحيـه.

يحميك ربي من العِدى وكل شيطان .. ومن الحسد وأهل القلوب الردية.

قاضي جيد عادل فصيح اللسان .. والناس عنده كلهم بالسوية.

يحكم بحق الله ولا هو سعلان .. ويسمع لكل مظلوم وقدم شكيه.

معروف بالوفا والعدل فلان بن فلان .. في كل المدن والقرى والرعية.

القاضي له الصحة والعدى ديدان .. تمص راسهم والخلية.

القاضي عبدالرحمن للعدل عنوان .. أصله شُجاع من أسرة وفيه.

 من المحابشة/ المحابشة بلاد شُجعان .. في المحابشة رجال ما هم شويه.

يُسقوا الأعادي المُّر والسم ألوان .. يا ويل من يسعى لهم في عديه.

 يخلوه يمشي معه فجعه وبردان .. باليد لا رشاش ولا مدفعيه.

هذي القصيدة لهاملي عبيد عثمان .. للقاضي عبدالرحمن مني هديه.

يالي سمعتوا وحدوا الله سبحان .. الله ما صلى على محمد نبيه.

صلوا على محمد من نسل عدنان .. ربي رسلّه يحارب الجاهلية.

أولاده:

 أحمد - تربوي، عبدالخالق، أمين، محمد.


الأربعاء، 6 يوليو 2022

الأستاذ القدير محمد بن علي بن مطهر بن على بن يحيى الديلمي






 

إعلامي، صحافي، كاتب، اداري.

 

مولده بذمار في يوم السبت 3 صفر 1381 هـ، الموافق 15 يوليو 1961.

 

من الشخصيات الإعلامية والصحافية الأكثر تألقا وحضوراً وحرفية، وأحد رواد التنوير في اليمن، وله سجل وطني ونضالي حافل.

 

التحصيل العلمي:

 

أولاً: التعليم الديني:

 

انتقل والده للعيش في مدينة الطائف وهو لا يزال في الرابعة من عمره، وكانت المواجهات بين الملكيين والجمهوريين حينها في أشدها.

أخذ علوم اللغة العربية "متن الأجرومية، قطر الندى وبل الصدى، شرح ابن عقيل" والعلوم الفقهية "متن الأزهار، مجموع المتون، الروض النظير" عن فضيلة العلامة "أحمد بن لطف بن زيد الديلمي".

 

ثانياً: التعليم النظامي:

 

 

درس الابتدائية والاعدادية في مدينة الطائف.

 

شارك خلال فترة تواجده بمدينة الطائف في العديد من الندوات الفكرية التي كانت تقام في مكتبة السيد العلامة "علي بن مطهر الديلمي"، بحضور وزير خارجية المملكة المتوكلية اليمنية السيد "أحمد بن محمد الشامي"، والشاعر "عباس المطاع"، وصاحب الصوت الرخيم "محمد أبو نصار"، والعلامة "علي بن عبدالكريم الفضيل"، والعلامة "يحيى الكبسي" وغيرهم.

 

وكان لهذه الندوات عظيم الأثر في توسيع مداركه المعرفية، الى جانب انهماكه في مطالعة الكتب الأدبية والسياسية، ومتابعة مستجدات المواجهات والصراعات المحتدمة بين اليسار ممثلا بجمال عبدالناصر، وقوى الملكية الرجعية المحسوبة على الغرب ممثلة بالملك فيصل بن عبد العزيز، وتداعياتها الكارثية على اليمن.

وفى 11 أكتوبر 1977 رجع مع أسرته الى اليمن بعد غياب دام نحو 12 عاما.

حصل على الثانوية العامة من مدرسة "عقبة بن نافع" بمدينة ذمار، 1978.

أدى خدمة الدفاع الوطني في معسكر اللواء الثاني مدرع بيريم بقيادة اللواء "يحيى بن محمد الشامي"، وشارك خلال فترة خدمته في حرب الجبهة الوسطى بين صنعاء وعدن، 1979.

حصل على درجة البكالوريوس في مجال "الصحافة والعلاقات العامة" من جامعة الملك عبدالعزيز، "1983 - 1987".

 

شارك في العديد من الدورات التدريبية، منها:

 

أصول الخبر الصحفي والتعامل معه، وكالة الأنباء البريطانية، "رويترز"، 1995.

 

السجل الوظيفي:

 

انضم في العام 1988 للكادر الصحفي بوكالة الانباء اليمنية "سبأ" بصنعاء.

شغل العديد من المناصب في العديد من المؤسسات الإعلامية الحكومية والأهلية، منها:

 

1 - محرر صحافي في الإدارة العامة للأخبار بوكالة سبأ.

2 - صحافي ومحرر في التحرير العربي والأجنبي بوكالة سبأ.

3 - مدير عام الترجمة بوكالة سبأ.

4 - مدير عام الجودة بوكالة سبأ.

5 - مدير عام التحرير العربي والدولي بوكالة سبأ.

6 - رئيس تحرير موقع المسيرة، 2015.

7 - رئيس تحرير أسبوعية الاستثمار التابعة للغرفة التجارية بصنعاء.

8 - الإشراف على تحرير أسبوعية صحيفة البلاغ الأهلية، 1992.

 

عمل مراسلاً للعديد من وسائل الإعلام العربية والإسلامية والدولية، منها:

 

1 - العالم اليوم الاقتصادية الصادرة من العاصمة المصرية، القاهرة، "1992 - 1995".

2 - مجلة العالم اللندنية التابعة للمعارضة البحرينية، "1995 - 1999".

3 - وكالة الانباء الأميركية "يونايتد برس انترناشونال"، "1999 - 2015".

4 - مجلة الأنوار اللندنية.

5 - الوطن ويومية الوطن الكويتية، مطلع تسعينيات القرن العشرين الميلادي.

 

شارك في تغطية الكثير من الفعاليات السياسية العربية والإسلامية، منها:

 

1 - افتتاح النهر الصناعي العظيم في بنغازي الليبية، مع وفد يمني رسمي برئاسة عبدالعزيز عبدالغني، أغسطس 1990.

2 - تغطية زيارة الرئيس العراقي السابق "صدام حسين" لليمن، أغسطس 1988.

3 - الانتخابات الرئاسية الإيرانية، 2000.

4 - كسر الحصار على العراق ضمن وفد رسمي زار بغداد برئاسة وزير خارجية اليمن "عبدالقادر باجمال"، 2000.

 

الأنشطة الاجتماعية:

 

عضو نقابة الصحفيين اليمنيين.

 

الإنتاج الفكري:

 

كتب للعديد من المواقع والصحف والمجلات المحلية والخارجية في مجالات معرفية متنوعة.

 

أولاده:

 

 5 أولاد و11 حفيداً وسبطاً.



الثلاثاء، 5 يوليو 2022

الأب الروحي لوكالة الأنباء اليمنية سبأ الأستاذ القدير علي عبدالله محمد العمراني















 

 
إعلامي وصحافي مخضرم، كاتب، إداري، مُؤرخ توثيقي، مُناضل سبتمبري.

مولده بمدينة "صنعاء القديمة" في العام 1356 هـ، الموافق 1938، ووفاته في يوم الإثنين 9 ذي الحجة 1426هـ، الموافق 9 يناير 2006، وتم مواراة جثمانه الطاهر بمقبرة خزيمة بعد صلاة عيد الأضحى 10 ذي الحجة 1426هـ، الموافق 10 يناير 2006، وسط حزن بالغ من محبيه وتلاميذه ورفاق دربه، وبعد حياة حافلة بالعطاء والتفاني في خدمة الوطن، وإعلاء مكانة مهنة الحرف والكلمة.

ينتمي لأسرة آل العمراني، وهي من الأسرى العلمية التي توطنت مدينة صنعاء في منتصف القرن الثاني عشر الهجري، وبرز منها المئات من الأعلام في مختلف المجالات.

وهو أحد رواد التنوير النهضوي الصحفي الذين أثروا حياتنا الاجتماعية والسياسية والثقافية والفكرية والإعلامية، ومثلّوا وبلا مُنازع البذرة الأولى لبزوغ شمس صاحبة الجلالة في اليمن، ومن طليعة طلائع المُناضلين من أجل نيل الحرية والاستقلال في عهد الحكم الملكي والاستعمار البريطاني، والمُنافحين عن الجمهورية والثورة والديمقراطية بعد الاستقلال، وأحد قباطنة الصحافة اليمنية، وأحد أساتذة مدرستها الأوائل، ومن الرعيل الأول لوزارة الإعلام اليمنية.

ويعتبر من الأقلام القليلة التي تعاملت مع قضايا الوطن بمصداقية وإخلاص ومسؤولية وطنية ومهنية عالية، بعيداً عن المصالح الضيقة والعنصرية الحزبية والمناطقية والقبلية، وكانت له بصماته في نشأت وتطور وزارة الإعلام بمؤسساتها المختلفة، وتأهيل عدد كبير من كوادرها الإعلامية والصحفية.

أعطى الصحافة التي عشقها وعشقته أكثر من 50 عاماً من حياته، وترك رحيله والرعيل الأول من الإعلاميين والصحافيين اليمنيين ثلمةً واضحة في صرح صاحبة الجلالة، لما مثلوه من قُلوب أُترعت بحب الوطن، وكرّست سِنِي حياتها للدفاع عنه، والذب عن مكتسباته، مُتحمِّلين بصبرٍ مُتناهٍ قساوة الحياة دون أن يُثنيهم ذلك عن أداء رسالتهم الإعلامية؛ والتي تُمثِّل الامتداد الطبيعي لرسالة الأنبياء، وفي فترة مفصلية وعصيبة من تاريخ اليمن، كان العمل فيها أقرب إلى السير وسط حقل من الألغام، مُكرِّسين أقلامهم في خدمة وبناء وطنهم الكبير، يمن الإيمان والحكمة، غير آبهين بتصاريف الحياة وسُوداويتها.

وهب حياته لخدمة الناس، وكان صاحب قلب حنون، وابتسامة لا تُنسى، حكيم التصرف، لين الجانب، مرح النفس، شديد التواضع، مُحب لكل الناس، كريم الطباع، جواد بسجيته، عزيز النفس، نظيف القلب، زاهد في دنياه، صبور في الشدائد، مُحب لوطنه، مُتفاني في عمله، رجل مواقف وبر وإحسان، وصاحب واجب مع كل الناس، وعُرف بالبساطة، وعدم التكلف، والشفافية، والدُعابة، والأخلاق الرفيعة، ورحابة الصدر، وسعة القلب، والإنسانية في التعامل، والتوسع المعرفي، والتنوع الثقافي.

ويظل بدماثة أخلاقه، وشدة تواضُعه، وقوة حُجته، ووضوح منهجه، وقلمه السيال طيلة 50 عاماً "مدرسة" تستوجب من المعنيين بدراسة مراحل تطور الصحافة اليمنية في العهدين الملكي والجمهوري، التوقف أمامها، والخوض في غمارها، ودراستها، وتعريف عُشاق الاحتراف الصحفي بسماتها ومعالمها ومنهجيتها.

التحصيل العلمي:

تلقى تعليمه الأولي بجوامع صنعاء القديمة، وواصل تعليمه بمدرسة "الأيتام"، ويذكره الأديب والمؤرخ "أحمد محمد الشامي" في كتابه "رياح التغيير في اليمن" ضمن أصدقاء الطفولة بحارتي "القزالي" و"الفليحي" في صنعاء القديمة، وزملاء الدراسة بمدرسة "الأيتام" في أربعينيات القرن العشرين، مضيفاً بأنه - أي الشامي - كان الأول في الصف، يتلوه حيناً "علي العمراني"، وحيناً "محمد الفسيل"، وكان "العمراني" أكبر الطلاب سناً، و"شاوش" الفصل.

ودرس بمدرسة "الزمر" سابقاً، والمعروفة حالياً بمدرسة "الأمير"، ثم انتقل الى المدرسة الإعدادية، ووصل الى الصف الثاني الإعدادي، ترك بعدها الدراسة لظروف أسرية.

حصل على "دبلوم صحافة"، نظام سنتين من قسم الصحافة بـ "معهد الإعداد الإعلامي"، سورية، 3 أكتوبر 1971.
انخرط في العديد من الدورات التدريبية والتأهيلية في اليمن ومصر والعراق.

السجل الوظيفي والنضالي:

أولاً: قبل ثورة 26 سبتمبر 1962:

دفعته صعوبة الحياة المعيشية للهجرة إلى تعز في مطلع خمسينيات القرن العشرين، فعمل فني/ صف يدوي، بمطبعة "النصر" وكانت تطبع صحيفة "النصر" الرسمية القريبة من القصر الملكي - أسسها المرحوم الأستاذ "محمد صالح الشرجبي"، وصحيفة "سبأ" الأهلية.

شهدت صنعاء في العام 1955 حراك سياسي ومظاهرات طلابية ضد الحكم الملكي، فأصرّ على المشاركة فيها، وبعد فشل حركة المقدم "أحمد يحيى الثلايا" للإطاحة بالإمام "أحمد بن يحيى حميد الدين" وتنصيب شقيقه "عبدالله" خلفاً له وانفضاضها، وما تبعها من ملاحقات أمنية لرموزها، عاد إلى تعز، ومنها انتقل إلى عدن برفقة الإعلامي القدير "علي محمد الضحياني"، واستمر فيها حتى قيام ثورة 26 سبتمبر 1962.
في عدن عمل ورفيقه بصحيفة "الأيام" - تأسست في العام 1958، فنياً في قسم التجميع بمطبعة الصحيفة، إلى جانب العمل بصُحف عدنية أخرى.
انخرط في الحركة الوطنية، وعمل مع رفاق النضال ضد الاستعمار البريطاني والحكم الملكي حتى قيام ثورة 26 سبتمبر 1962 المجيدة.

ثانياً: بعد ثورة 26 سبتمبر 1962:

عند قيام ثورة 26 سبتمبر، كان في طليعة الإعلاميين الشماليين الذين نقلوا مهنة الحرف والكلمة من عدن إلى مدينة تعز، كأول فني لإصدار الصحف بطريقة الجمع اليدوي، وفيها بدأ مشواره الصحفي بالعمل في المطابع الحكومية، وكان أحد الذين تعاقبوا على الإدارة العامة لمطابع الثورة في ستينيات القرن العشرين.

أُسندت له في العام 1967 مهام إدارة المطبعة الرسمية الوحيد بصنعاء، ومهام إصدار صحيفة الثورة ومجلة الجيش.

في العام 1977 كان له الفضل في إنشاء مطبعة خاصة لصحيفة الثورة.

شارك بعد ثورة 26 سبتمبر، في إصدار أول صحيفة ناطقة باسم ثورة الشعب السبتمبرية من تعز في 29 سبتمبر 1962، تحت اسم صحيفة "الجمهورية"، والتي ظلت تصدر بهذا الاسم لفترة وجيزة، تم تسميتها بعدها بصحيفة "الثورة"، وتولّى فيها العديد من المناصب.

برز اسمه خلال الفترة "1970 - 1975" ضمن هيئة التحرير لصحيفة "الثورة".

ظهر اسمه في 19 مارس 1972 لأول مرة بالصفحة الأخيرة من صحيفة "الثورة"، وتحديداً العدد 1840، ضمن كُتاب "العمود الصحفي"، وتعددت بعدها أعمدة الصحيفة ومسمياتها خلال عقدي السبعينيات والثمانينيات من القرن العشرين، وفي جميعها كان له بصماته؛ مشورة وكتابة.

عمل أثناء وبعد الثورة السبتمبرية في العديد من الصحف التي كانت تصدر بتعز، منها صحيفة "سبأ"، وصحيفة "الطليعة" - كان يصدرها الأستاذ "عبدالله عبدالرزاق باذيب".

شارك في العام 1975، في تأسيس أول كيان نقابي للصحفيين في شمال اليمن، تحت مُسمى "جمعية الصحفيين اليمنيين"، واُنتخب عُضواً في الهيئة الإدارية لنقابة الصحفيين، وأُوكلت له مهام رئاسة اللجنة الاجتماعية، وساهم في إنجاح المؤتمرات العامة التي عقدتها النقابة قبل الوحدة اليمنية، كما شارك في تغطية أنشطة لجان الوحدة المُشكّلة بين شطري اليمن آنذاك، والتي كانت تُعقد في كل من صنعاء وعدن.

تم اختياره في العامين "1989 - 1990" ضمن عُضوية اللجنة العليا المُكلفة بتوحيد الصحفيين اليمنيين، وتكللت جهود هذه اللجنة في العام 1990 بعقد المؤتمر العام التوحيدي للنقابتين في صنعاء، وفي ذات العام شارك في لجنة دمج وكالة أنباء صنعاء مع وكالة أنباء عدن.

وهو من أوائل المُبادرين لإنشاء "وكالة الأنباء اليمنية" سبأ في العام 1970، وبإجماع رفاق دربه فهو "الأب الروحي" للوكالة، وفيها وجد ذاته الصحفية الحقيقية، وشغل فيها العديد من المناصب، منها:

 1 - مُحرر صحافي. 
2 - رئيس إدارة التحرير.
3 - مُدير عام الوكالة، "1973 - 1974".
4 - مُدير عام الإدارة العامة للتحرير، 26 أغسطس 1976.

انتقل بعدها للعمل في إذاعة صنعاء، وشغل فيها منصب مدير عام الأخبار لفترة من الزمن.

ثم عاد إلى وكالة سبأ مُديراً عاماً للأخبار، وظل في هذا المنصب أكثر من 20 عاماً، حتى إحالته للتقاعد أواخر التسعينيات من القرن العشرين، خاتماً ذلك بتقلُّده منصب مُستشار رئيس مجلس إدارة وكالة الأنباء اليمنية "سبأ".

له بصماته في تطوير العديد من إدارات وكالة الأنباء اليمنية سبأ، منها:

1 - إنشاء الاستماع السياسي، وإدارة الأخبار، والتحرير العربي والأجنبي.
2 - استحداث مكاتب للوكالة في كل المحافظات.

وله بصماته في التلفزيون الرسمي بصنعاء في مراحل تأسيسه الأولى.

الألقاب التي أشتهر بها:

اُشتهر في الأوساط الصحفية بالعديد من المسميات والألقاب، منها:

1 - "أبي علي"، لأنه في كل المؤسسات الحكومية والأهلية التي عمل فيها كان على الدوام يتعامل مع زملائه من موقع الأبوة.
2 - "الأب الروحي للصحافة اليمنية".
3 - "الأب الروحي للخبر الصحفي".
4 - "الأب الروحي لشباب الثورة الإعلامية".
 5 - "الأب الروحي لوكالة الأنباء اليمنية سبأ".

الأنشطة الاجتماعية:

عضو مؤسس في نقابة الصحافيين اليمنيين.

المؤتمرات والندوات:

شارك في العديد من المؤتمرات والندوات وورش العمل المحلية والعربية والأجنبية، الخاصة بتطوير العمل الصحفي، وكان له حضوره المُشرِّف في العديد من الفعاليات الوطنية.

الإنتاج الفكري:

له مشاركات وكتابات واسعة في العديد من المؤسسات الإعلامية والصحفية الرسمية والأهلية، منها:

1 - في العهد الملكي: 

"الطليعة"، "النصر"، "صوت الشعب"، "سبأ"، "الأيام"، وغيرها من الصحف العدنية والتعزية.
2 - في العهد الجمهوري: 

"الثورة"، "الجمهورية"، "14 أكتوبر"، "السلام"، "الرأي العام"، "الإذاعة"، "التلفزيون"، "وكالة الأنباء اليمنية" .. الخ.
وكالة "سبأ" عرفاناً منها بمقام ومكانة هذه القامة الوطنية والإعلامية الكبيرة أطلقت اسمه على إحدى قاعات مركزها الرئيسي في صنعاء، وأصدرت في العام 2007 كتاباً تأبينياً عنه من الحجم المتوسط، ضم بين دفتيه 160 صفحة، شارك فيه كوكبة من الإعلاميين والمناضلين اليمنيين.

كما عمل الباحث "زيد المحبشي" مدونة في قوقل خصصها لنشر الكتابات التي تناولته، ضمت صفحاتها 48 مادة لكوكبة من رواد مسيرة الحرف والكلمة، وهي متاحة على الرابط التالي:

www.alialamrani.blogspot.com

قالوا عنه:

1 - الأستاذ "راجح الجبوبي":

منذ مطلع شبابه اتخذ الأستاذ "علي العمراني" مع نفرٍ من أبناء جيله الإعلاميين الرواد، من الإعلام مدينته التي عاش بها ولها سِني عمره، فتنقّل بين أحيائها ومُنشأتها المقروءة والمسموعة، مُساهماً تارة، ومُقيماً إلى حين تارة أخرى، تآلف مع حروف وأخبار المطابع وألفته طاولات التحرير ومصادر المعلومات وعناوين الصفحات الأولى، جاب ميادين الحدث على كافة مستوياته وجهاته الجغرافية حاملاً عدة الميدان؛ القلم ورزمة الورق وجهاز التسجيل المحمول، لينقل الوقائع ويصف الحال، تدرّج صُعوداً في سلالم المهنة حتى جلس في أعلاها بتواضع جم، وبقي الإعلام مدينته وعالمه إلى أن فاضت روحه إلى بارئها بعد أكثر من خمسين عاماً من العمل الصحفي.

2 - الأستاذ "يحيى علي الإرياني":

كان الأول - دائماً - أو في مقدمة الصفوف، كما في النضال الوطني أيضاً مع زملائه.

هذا أقل ما يمكن أن نقوله بإيجاز عن الإعلامي القدير "علي عبدالله العمراني"، الذي كان متميزاً بمواقفه من القضايا الوطنية، صادقاً لا يقبل أن تحيد المسيرة الوطنية عن طريقها قيد أنملة، فقد كان مع زملائه في المهنة كأبٍ حان، وهذه الصفات قد تبدو في ظاهرها مُتباينة والتي تتمثل في الصرامة في القضايا الوطنية والعاطفية مع الناس، تُمثل جوهر المناضل الحق والرجل الموقف والإنسان الصادق مع نفسه ومع الناس ومع وطنه.

ففي الصف الجمهوري كان المناضل "علي العمراني"، ممن رفعوا الشعار الخالد "الجمهورية" أو "الموت" في حصار السبعين، واستطاعوا في جبهة الإعلام أن يشكِّلوا خط الإسناد الأساسي للمقاتلين في خط الدفاع عن الثورة والجمهورية من خلال تعزيز المعنويات والإصرار على الصمود حتى الموت أو النصر.

3 - القاضي "علي محمد الحبيشي":

المرحوم "علي العمراني" من الرعيل الأول لوزارة الإعلام، ومن الكوادر المُؤسسة لهذه الوزارة والمؤسسات التابعة لها، وله بصمات واضحة في هذه الوزارة الهامة منذ قيام ثورة 26 سبتمبر 1962 وحتى انتقل إلى الرفيق الأعلى.

4 - الأستاذ "عصام البحري":

الأستاذ "علي عبدالله العمراني" من أبرز الرواد المؤسسيين للعمل الإعلامي الصحفي في اليمن منذ مطلع خمسينيات القرن العشرين، وله إسهاماته البارزة في هذا المجال، كصحفي قدير، سخّر قلمه في خدمة الوطن والدفاع عن قضاياه، ودوره كمدرسة مجتمعية أسهم بفاعلية في تأهيل وتخريج المئات من الكوادر الإعلامية في المؤسسات الإعلامية والصحفية الحكومية والأهلية في شطري الوطن قبل الوحدة وفي وكالة الأنباء اليمنية بعد الوحدة.

وهو سياسي ووطني غيور ومناضل وثائر سلاحه الكلمة والحرف، وهو إداريٌ ناجح ومؤرخ لأحداث الوطن منذ ما بعد ثورة 26 سبتمبر 1962 وللشخصيات التي أسهمت في تلك الأحداث.

5 - الأستاذ "عبدالعزيز الصراري":

كان كثير الحركة، شديد الذكاء، قوي المُلاحظة، اجتماعي الشخصية، تلك صفات حياة الأستاذ الراحل "علي عبدالله العمراني"، ولازمته في مسيرة عمره الحافل بالنشاط والحيوية والتوثب والتأمل والارتباط بالعمل والإخلاص له.

كان رحمه الله صحفياً مُميزاً، صقلته التجربة والممارسة، وأكسبته خبرة مُتراكمة، صار بموجبها بمثابة مرجعية لنا جميعا.

اتسم عمله الصحفي بما يمكن أن نُسميه "الاحتراف"، كنا إذا واجهنا خطب ما في مسار عملنا اليومي، نلجأ إليه، فيتأمل قليلاً ثم يقول كلمته التي صارت معهودة عندنا جميعا: "سهل .. سهل يا وجيه"، ثم يبدأ على الفور بوضع التصورات لمعالجة تلك المشكلة.

6 - الأستاذ "أحمد علي محي الدين":

أبي "علي العمراني" كما يعرف الجميع، هو أبو الجميع، وهو الذي علّم الجميع داخل وكالة الأنباء اليمنية كيفية التعامل مع الأخبار ومع المواقف الصعبة، وهو الذي كان يهِّون علينا حين تشتد الظروف وتحتدم المواقف بمقولته الشهيرة: "سهل .. سهل يا صفي"، وهو الذي كان عندما يُخيّم الحزن أو الوجوم وأجواء التوتر، ينقلنا بسرعة البرق إلى أجواء المرح والصفاء والضحك حينما يحدثنا عن "المارينز"، ولم ندرك أو يدرك البعض على الأقل بأن هذا الأب بقلبه الرحيم يريد أن يخفف عنا المعاناة ولو على حساب نفسه، باعتبار أن الحديث عن "المارينز" يُضحكنا ويُسلينا، لكنه في الوقت نفسه يُسبب له الضيق؛ وكان بعضنا لا يعرفون شيئا عن "المارينز" الذي يحدثنا عنها أبي "علي"، لكنهم كانوا يضحكون، وكان البعض عندها يرددون المقولة الشهيرة: "شر البلية ما يُضحك".

7 - الأستاذ "أحمد حسين العنابي":

احترف المرحوم "علي عبدالله العمراني" الصحافة بعد أن تعلّمها من تحت السلاح كما يُقال، بل من الميدان، وعرف سمو وقُدسية رسالتها، وعرف حقوق الأمة وقُواها على الصحافة، كل هذه المعاني تعلمناها منه وأرسينا واجبات أدائها ومن أجل الوفاء بحق الشعب والأمة في معرفة ما يجري في بلادهم وماذا يُراد لهم، وكذا حق الدولة ومسؤوليها في معرفة مواقف الآخرين من حولنا في المنطقة واتجاهات الرأي العام فيها، فقد أعطاهما جُل اهتمامه، وكانت هذه القضية من أهم المبررات لوجود وكالة أنباء وطنية.

إن أحداثاً جِساماً مرت بها البلد وما حولها منذ مطلع سبعينيات القرن الماضي وحتى قيام الوحدة، كان "العمراني" رحمه الله نجماً بين فرسان الإعلام والوكالة.

8 - الأستاذ "محمد عبدالله مخشف":

يُحسب للأستاذ "علي العمراني"، مع صنويه شهيد الصحافة اليمنية الأستاذ "محمد ناصر محمد"، والقائد الوطني الوحدوي البار "عمر الجاوي"، شرف وسبق الريادة في غرس اللبنة الأولى لتأسيس شيئ اسمه "وكالة أنباء" في اليمن، سواء في الشمال أو الجنوب سابقاً.

9 - الأستاذ "يحيى صالح الشوكاني":

الصحفي المخضرم الأستاذ "علي عبدالله العمراني"، من الشخصيات العصامية، اعتمد على نفسه منذ العقد الثاني من عمره، وشاءت الأقدار أن تزج به في مُعترك الصحافة، فبدأ عمله كصفّاف حروف في صحيفة "سبأ" التي كانت تصدر من مدينة تعز في العهد الملكي، وتدرج في عمله حتى أصبح من الصحفيين المقتدرين والبارزين، وتدرّب على يديه العديد من الأشخاص الذين احتل معظمهم فيما بعد مكانة مرموقة في عالم الصحافة.

10 - المفكر الأستاذ "عبدالباري طاهر":

كان "العمراني" في طليعة الطلائع الجديدة الثائرة التي هبت للدفاع عن الثورة والجمهورية وحماية يوم السادس والعشرين من سبتمبر المجيد، جاء من عدن إلى صنعاء، وساهم بخبرته في العمل الفني والصحفي لتأسيس "وكالة الأنباء اليمنية" سبأ إلى جانب "عمر الجاوي" وآخرين، هذا الإعلامي المخضرم كان قلباً مليئاً بالوفاء والحب والعطاء.

11 - الأستاذ "منير العبسي":

الفقيد "علي عبدالله العمراني"، كان وقوداً لرواد الصحافة مِن الجيل الحديث، وحرك المياه الراكدة لحرية الكلمة.

12 - صحيفة "صنعاء اليمن":

الأستاذ القدير "علي عبدالله العمراني" واحداً من أبرز أساتذة الخبر الصحفي على وجه الخصوص، تتلمذ على يديه عدد غير قليل من الصحفيين في وكالة الأنباء اليمنية سبأ منذ منتصف السبعينيات وحتى إحالته للتقاعد منتصف التسعينيات من القرن الماضي.

أولاده: 

أروى - طبيبة وباحثة بالمختبرات المركزية لوزارة الصحة اليمنية حاصلة على درجة الماجستير في المختبرات، أحلام - تربوية حاصلة على درجة البكالوريوس في الدراسات الإسلامية، أمل - تربوية حاصلة على درجة البكالوريوس في الدراسات الإسلامية، إلهام - تربوية ووكيلة مدرسة تُحضِّر درجة الدكتوراه في إدارة الأعمال، إجلال - مُحررة وصحافية بوكالة الأنباء اليمنية حاصلة على درجة البكالوريوس في علم المكتبات.