Translate

الخميس، 27 يوليو 2023

من الذي قتل الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء؟


مركز البحوث والمعلومات: زيد المحبشي

 منذ الوهلة الأولى لاستخلاف الله عز وجل الإنسان في الأرض، توضّحت الإرادة الإلهية من هذا الاستخلاف، وتحددت الأهداف المطلوبة من البشرية للقيام بهذا الإسناد الوظيفي المقدس، وهو إعمار الأرض بالخير والصلاح والعدل والفضيلة.

وفي الاتجاه الأخر كانت هناك مخلوقات رافضة للاستخلاف والتكريم الإلهي للإنسان بما يُمكن تسميته اليوم بالمعارضة، يقودها الشيطان الرجيم، المُعلن منذ الوهلة الأولى للاستخلاف البشري "تمرده"، رافضاً طلب العناية الإلهية السجود لأدم عليه السلام، وما كان السجود لذات المخلوق الآدمي، وإنما لمعرفة امتثال الطاعة لله، ومُعلناً سياسة التمرد على الأوامر الإلهية، ومُتعهداً بإغواء الإنسان وأحفاده، وحرفهم عن جادة الحق والصواب.

من هنا انقسمت البشرية إلى فريقين، الأولى استفاد من العقل المُفكر المستنير، فوظّف حياته للقيام بما أُنيط به من هدفية الإعمار وإشاعة الخير والفضيلة، والثاني انخدع بأحابيل الشيطان وأعوانه، وقرر السباحة في بركته الأسنة النتنة، والنتيجة الحتمية لهكذا انقسام، تولُّد الصراع بين الإنسان وذاته والإنسان وبني جلدته.

انبثق عن هذا الصراع الفساد في الأرض، وانتشار التظالم بين بني الإنسان، والغاية من وراء ذلك كله التكالب على طُعم "التسقيط الإبليسي" المُتمثل في بريق الدنيا الخادع وحُطامها الفاني، والإلتهاء عما أعده الله للصابرين والمصابرين في الآخرة.

إذن فالدنيا دار اختبار وبلاء والآخرة دار جزاء وسعادة، لذا أرسل الله الرسل والأنبياء لإصلاح أحوال البشرية وتقويم مسارها وتوجيهها نحو طريق الهدى والحق والعدل والحرية، والنأي بها عن مُنزلقات المهاوي المُضلة الهالكة، لا سيما وأن البشرية لم تعد محدودة العدد بل صارت من الكثرة ما يستوجب تنظيم علاقاتها البينية، وعلاقاتها مع الكون المحيط بها، والأهم من ذلك علاقتها مع خالقها، في حين تغاضى الله عما هو له، شريطة ألا يصل ذلك إلى نُكران الوجودية، ونُكران الوحدانية، لكنه لم يتساهل في حقوق البشر لبعضهم، وحقوق الإنسان مع ذاته.

لهذا أتت رسالة خاتم الأنبياء صلى الله عليه وآله وسلم من أجل وضع الحق في نصابه، فكان انبلاج نورها المُضيء الكون بأسره في مرحلة وصل الظلم مداه، وكانت هدفيتها الحرب على التنزيل، بينما أُنيطت بأحفاد النبوة مهمة الحرب على التأويل، من أجل إبلاغ الناس أن المسار واحد، والهدف واحد، وهو الخروج من عبودية الإنسان لأخيه الإنسان إلى تفريد العبودية لله وحده وبلا ندية.

ثورة الطف التي قادها السبط الثاني لرسول الله أبي عبدالله الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام، تجلّت هدفيتها منذ الوهلة الأولى، بعد أن رأى الإمام الحسين سلام الله عليه أن الوضع قد بدء بالانحدار إلى ما كانت عليه الجاهلية الأولى، إذ بدت معالم السياسة العامة لقادة الدولة الأموية بقيادة المؤسس الأول واضحة في مُضيّها المتعجرف والمتغطرس والمتعالي في معاكسة تعاليم الإسلام والنزوع نحو بهرجة المُلك العضوض بما في ذلك من ظلم وعربدة وتجبُّر ومجون وإسفاف وانسلاخ عن قيم وأخلاقيات ومبادى وتعاليم الإسلام.

لم يكن أمام الإمام الحسين عليه السلام والقلة المؤمن من أهله وذويه وأنصاره، من خيار، سوى وجوب الخروج:

"أيها الناس إني سمعت جدي رسول الله يقول: من رأى منكُم سُلطاناً جائِراً مُستحلاً لحُرم الله، ناكثاً بعَهدِه، وفي رواية بيعته، مُخالِفاً لسنّةِ رسولِ الله، يَعملُ في عبادِه بالإثمِ والعدوانِ، فلم يُغِرْ، وفي رواية فلم يُغيّر ما عليهِ بقولٍ ولا بفعلٍ، كان حَقّاً على الله أن يُدخِله مَدخلَه.

 وقد عَلمتُم أنَّ هؤلاء القومَ - مُشيراً إلى بني أميّة وأتباعِهم - قد لَزِموا طاعةَ الشيطانِ وتَولَوا عن طاعةِ الرحمنِ، وأظهرُوا الفسادَ وعطلّوا الحدودَ واستأثَروا بالفيء، وأحَلّوا حرامَ اللَّهِ وحَرَّموا حلالَهُ، واتخذوا مال الله دِولاً، وعباده خِولاً، وإنّي أحقُّ بهذا الأمر، وفي رواية وأنا أحق من غيّر".

فكان خروجه سلام الله عليه طلباً للإصلاح في أمة جده، لا لهثاً وراء مناصب زائلة، وتقويم الاعوجاج الذي أحدثه ملوك الفئة الضالة المُضلة في حياة المسلمين وشريعتهم، وإسقاط إرهاب الدولة الفوقية المُتعالية والمُتسلطة.

ورغم التضييقات التي مارسها عبيد بني أمية على الإمام الحسين عليه السلام في المدينة ومكة وقتل رسوله إلى الكوفة، من أجل منعه من الخروج ضد ظلم وجبروت "يزيد"، لم يهتم لذلك بل واصل مسيره إلى العراق، رغم تحذيرات الأقارب والمُحبين من نكث المباعين.

وكان ديوانه سلام الله عليه قد أحصى 12 ألف كتاب، وفي الروضة: عن أبي العباس الحسني، زُهاء 800 كتاب من أهل العراق، ببيعة 24 ألفاً، لكن لم يثبت ساعة المنازلة سوى "32 - 45" فارساً و"40 – 100" راجل، بينهم "22 - 27" طالبياً، في مواجهة جيش جرار من أهل الباطل بلغ قوامه 30 ألفاً، وقيل 100 ألف.

وفي العاشر من محرم الحرام 61 هجري قمري كانت المنازلة الفاصلة بن الحق والباطل في أرض كربلاء القاحلة، انتهت باستشهاد أبي عبدالله الحسين عليه السلام ونحو "70 – 87" من أصحابه وأهل بيته، ووثق الرواة نحو 52 إسماً ممن استشهدوا معه، منهم 34 شهيداً من اليمن، بواقع 10 شهداء من همدان، و10 من مذحج، و5 من الأنصار، و3 من الأزد، واثنان من حمير، وواحد من قبائل كندة بجيلة وكلب وطيّء وخزاعة والحضرمي وخثعم، وهم يمثلون ما نسبته 47 %.

لم يكن استشهاده سلام الله عليه هزيمة كما يروج أعداء الحق بل نصراً وفتحاً مُبيناً، فقد أحدث خُروجه سلام الله عليه أزمة حادة لمشروعية حكم المُفسدين، حيث كان خروجه في العام 61هـ، وبعد استشهاده مباشرة عصفت بالحكم الأموي عدة ثورات، استمدت وهجها من كربلاء الطف كحركة التوابين وثورة حليف القرآن الإمام زيد بن علي عليه السلام والثورة الإعلامية الزينبية وغيرها، أفضت مُجتمعة إلى تقويض بنيان الحكم الأموي في العام 132هـ، أي بعد 61 عاماً، وفي هذا سرٌ عظيم، بينما كان مصير الطاغية "يزيد بن معاوية" شر قتلة، وكل من شارك في قتل الحسين وأهله وصحبه انتقم الله منهم شر إنتقام، وشرب كل واحد منهم من نفس كأس عمله الشيطاني، وتلك عدالة الله في الكون.

ثورة الإمام الحسين عليه السلام أسست لحق المعذبين والمستضعفين في الأرض، في إسقاط شرعية الأنظمة المتسلطة، وهز كيانها، وكشف زيف أوراق المتآمرين على الحق والحرية والعدالة، من طابور خامس عريض، كان وما يزال أحد أهم العوامل الهدامة والمؤرقة للأمة الإسلامية منذ بزوغ شمس الرسالة المهداة، وحتى يوم الناس، فكانت بحق مصباح الهدى وسفينة النجاة ومعراج السعادة الإنسانية وفق مشروطة العدالة الدينية، وها هي بعد 15 قرناً من السنين لا تزال تتوهج، غامرة الكون بسناها، بينما إرهاب الدولة الأموية المُرِّسخ لسُلطة التمييز العنصري الفوقي، سرعان ما تلاشت وذابت في مزبلة التاريخ، وإندرس أقطابها، ولحقت أعمالهم اللا إنسانية لعنة الله والتاريخ والإنسانية.

 الحسين بطل توّسد في الطف ليروي شجرة الحرية المتنامية إلى نهاية الحياة الإنسانية، وفي المقابل لا تخلوا الحياة من يزيدية مُتجددة في كل زمانٍ ومكان، كما سيستمر الصراع بين الحق والباطل إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، والأهم من كل هذا لمن ستميل الكفة، إنها لأصحاب الحق المشروع في ظل يزيدية متهافتة شرعيتها، مأزومة مواقفها، وما يشهده الكون اليوم من تململ حُسيني ضد يزيدية القرصنة الكونية الجديدة خير مثال.

الإمام الحسين ومخاضات السقيفة

من حقنا أن نسأل من الذي قتل الإمام الحسين عليه السلام، هل هو يزيد وجيشه، أم الأخطاء المتراكمة التي رافقت دولة الإسلام بعد رحيل النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وبمعنى أخر والتساؤل هنا للشهيد القائد "حسين الحوثي" رحمة الله عليه:

"هل كانت فاجعة كربلاء، وليدة يومها، ومجرد صُدفة، أم أنها نتاج طبيعي لانحرافٍ حدث في مسيرة هذه الأمة، انحرافٍ في ثقافة هذه الأمة، انحرافٍ في تقديم الدين الإسلامي لهذه الأمة، من اليوم الأول الذي فارق فيه الرسول صلوات الله عليه وعلى آله وسلم هذه الأمة للقاء ربه؟؟".

" إذا فهمنا أن حادثة كربلاء هي نَتاج لذلك الانحراف، حينئذٍ يمكننا أن نفهم أن تلك القضية هي محط دروس وعبر كثيرة لنا نحن، من نعيش في هذا العصر المليء بالعشرات من أمثال يزيد وأسوء من يزيد".

تحديد ماهية القاتل، وبلغة أخرى المُتسبب في قتل الحسين، والأسباب التي أدت إلى قتل الحسين، في غاية الأهمية إذا ما أردنا بالفعل الاستفادة العملية من ثورة وتضحيات الإمام الحسين وقافلة طويلة من قرابين العشق الإلهي من أهل البيت عليهم السلام ممن نذروا أنفسهم وأروحهم من أجل أن تظل منارة الإسلام عالية شامخة مُضيئة الكون بأنوار الرحمة المُهداة إلى يوم الدين، وعملوا بكل إخلاص وتفاني من أجل تطهير المجتمع من الفساد والظلم والعبث والإرهاب السلطوي، وكلهم استشعروا واجب النهوض والخروج بعد موت ووأد السنة المحمدية، وإطفاء الأنوار الربانية، وإحياء البدع الجبروتية والطاغوتية.

في دراسة الأسباب التي أدت إلى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام على يد من يدعون الإسلام، ويرفعون رايته، ويحكمون المسلمين باسمه، يؤكد الشهيد القائد أن منبعها الأساسي هو "الانحرافات الأولى" التي عصفت بالأمة الإسلامية بعد رحيل خاتم الأنبياء والمرسلين، بما في ذلك تمكُن العديد من الطلقاء من الوصول إلى مراكز متقدمة في صنع القرار والتحكم في رقاب العباد في عهد الخلفاء الثلاثة الذين حكموا الأمة بعد رسول صلى الله عليه وآله وسلم، ما دفع الإمام علي عليه السلام بعد أن جرت له البيعة بالولاية في العام 35 هجري قمري إلى تصحيح الإعوجاجات التي لحقت بدولة الإسلام، فكان أول قرارٍ له عزل أول ملوك الملك العضوض "معاوية بن أبي سفيان"، رافضاً أن يحكم رجل كهذا "منطقة كالشام باسم علي، وباسم الإسلام، البعض نصح الإمام عليه السلام بأن الوقت ليس مُناسباً لاتخاذ مثل هذا القرار، فمعاوية قد تمكن في الشام"، وطلبوا منه الانتظار حتى يتمكن من الخلافة، ثم بعدها يُصدر قرار العزل.

ويرى الشهيد القائد أن تلك الفئة المطالبة بالتريث في عزل "معاوية"، هي ممن "يفهمون سطحية السياسة، وعند من لا يصل فهمهم إلى الدرجة المطلوبة بالنسبة للآثار السيئة والعواقب الوخيمة لأن يتولى مثل ذلك الرجل على منطقة كَبُرَت أو صَغُرَت، على رقاب المسلمين، كمعاوية".

لكن منطق عقيم كهذا لا مكان له عند خاتم الوصيين، فقد كان رده سلام الله عليه: "لا يمكن.. "، واستشهد بقول الله تعالى: "وما كنتُ مُتخذ المضلينَ عَضُداً"، أي عوناً ومُساعداً، "لأن من تُعيِّنه والياً على منطقة، أو تُقرُّه والياً على منطقة ما، يعني ذلك أنك اتخذته ساعداً وعضُداً، يقوم بتنفيذ المهام التي هي من مسئوليتك أمام تلك المنطقة".

"عندما نعود إلى الحديث من هنا هو من أجل أن نعرف ما الذي جعل الأمور تصل إلى هذه الدرجة، فنرى الحسين صريعاً في كربلاء، إنها الانحرافات الأولى؟؟!!".

فـ "الإمام علي لم يُقرّ أبداً معاوية والياً على الشام، وعندما استشهد بقول الله تعالى: {وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً}، الكهف: 51، لأن معاوية رجلٌ مُضِل، ..، وقد بقي فترة طويلة على بُعدٍ من عاصمة الدولة الإسلامية، أضل أمة بأسرها، أقام لنفسه دولة في ظل الخلافة الإسلامية، وعندما حصل الصراع بين الإمام علي عليه السلام وبينه، وجاءت معركة صفين، استطاع معاوية أن يحشد جيشاً كثير العدد والعُدّة، أكثر من جيش الخليفة نفسه، ..، من تلك الأمة التي أضلها، لمّا أضلها انطلقت تلك الأمة لتقف في صف الباطل، لتقف في وجه الحق، لتقف في وجه النور، لتقف في وجه العدالة، في وجه الخير، تقف مع ابن آكلة الأكباد، مع ابن أبي سفيان ضد وصي رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله وسلم".

وما أشبه تلك الأمة من الأنعام بأولئك الذين اصطفوا مع معاوية تحالف العاصفة وباطله المتوارث في مواجهة أحفاد أنصار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بقيادة حفيده حسين العصر في اليمن، لم يتغير شيء في معادلة الصراع الازلي بين الحق والباطل، لكن أين صار رموز الباطل وأين أصبح رموز الحق؟.

لم يكن علياً عليه السلام من عُشاق السلطة والكراسي الزائلة وهو القائل: "إن خلافتكم هذه لا تساوي عندي شِراك نعلي هذا إلا أن أُقيم حقاً أو أُميت باطلاً"، لذا لم يهتم سلام الله عليه عندما قرر إزاحة معاوية من حكم الشام، إن كان الثمن حياته:

"علياً لم يكن من أولئك الذين يحرصون على مناصبهم، وليكن الثمن هو الدين، وليكن الثمن هو الأمة.. ، ومصالح الأمة، ومستقبل الأمة، وعزة الأمة وكرامتها، ..، الإمام علي يعرف أن من يعشق السلطة، أن من يعشق المنصب هو نفسه من يُمكن أن يُبقي مثل معاوية على الشام، هو نفسه من يمكن أن يبيع الدين الإسلامي، هو نفسه من يمكن أن يبيع الأمة بأكملها مقابل أن تسلم له ولايته، وأن يسلم له كُرسيه ومنصبه".

ومن يومها والأمة الإسلامية تعاني من هذه النوعية من الحُكام "هذه النوعية التي نراها ماثلة أمامنا على طول وعرض البلاد الإسلامية، لما كانوا من هذا النوع الذي لم يَتَلَقَّ درساً من علي عليه السلام الذي كان قدوة، يُمكن أن يحتذي به من يصل إلى السلطة، قدوة للآباء في التربية، قدوة للسلاطين في الحكم، قدوة للدعاة في الدعوة، قدوة للمعلمين في التعليم، قدوة للمجاهدين في ميادين القتال، قدوة لكل ما يمكن أن يستلهمهُ الإنسان من خير ومجد وعز، أولئك الذين لم يعيشوا هذه الروحية التي عاشها الإمام علي عليه السلام في اليوم الأول من خلافته، فأرى الجميع أن خلافته عنده لا تُساوي شِرَاكَ نعله إذا لم يُقِم حقاً ويُمت باطلاً".

ويعيد الشهيد القائد سلام الله عليه التساؤل: "ما قيمة دولة تُحكم باسم الإسلام، ويتربع زعيمها على رقاب المسلمين، ثم لا يكون همه أن يُحيي الحق ويُميت الباطل؟".

الجواب: "لا قيمة لها، ليس فقط لا قيمة لها، بل ستتحول قيمتها إلى شيء آخر، ستتحول الأمور إلى أن يكون قيمتها هو الدين، إلى أن يكون قيمتها هو الأمة، عندما نسمع زُعماء العرب، زُعماء المسلمين كلهم يُسرعون إلى الموافقة على أن تكون أميركا حليفة، وأن تكون هي من يَتَزَعَّم الحلف لمحاربة ما يُسمى بالإرهاب، وعندما نراهم جميعاً يُعلنون وقوفهم مع أميركا في مكافحة ما يسمونه بالإرهاب؛ لأنهم جميعاً يعشقون السلطة، لأنهم جميعاً يحرصون على البقاء في مناصبهم مهما كان الثمن، لكنهم لا يمكن أن يُصرحوا بهذا، هم يقولون: من أجل الحفاظ على الأمن والاستقرار، من أجل الحفاظ على مصلحة الوطن!، أو يقولون: خوفاً من العصا الغليظة، العبارة الجديدة التي سمعناها من البعض: الخوف من العصا الغليظة!، وأي عصا أغلظ من عصا الله، من جهنم، ومن الخزي في الدنيا؟".

لهذا أراد الإمام علي عليه السلام "أن يُعَلِّم كل من يُمكن أن يصل إلى موقع السلطة في هذه الأمة أنه لا يجوز بحالٍ أن تكون ممن يعشق المنصب؛ لأنك إذا عشقت المنصب ستُضحي بكل شيء في سبيله، وألا تخاف من شيء أبداً، فإذا ما خفت من غير الله، فسترى كل شيء مهما كان صغيراً أو كبيراً يبدو عصاً غليظة أمامك".

إذن فمن قتل الحسين عليه السلام هو من سمح لمعاوية ويزيد وأمثالهم من عُشاق السلطة بالتحكم في رقاب المسلمين باسم الإسلام، إنها "الانحرافات الأولى"، بدءاً بـ "السقيفة" وما تلاها، والتي لازالت الأمة تُعاني من ويلاتها إلى اليوم، نقولها بصراحة رغم مرارتها.

ذلك هو واقع حال المسلمين، وما شهدته الامة الإسلامية من مجازر وصراعات وضعف وتقزم وشتات هو نتاج طبيعي لتلك "الانحرافات"، وما عداها فكلام مردود وممجوج وأحاجي واهية ومتهافتة، وأمة لا تستفيد من أخطاء ماضيها، وتعمل على تلافيها، وتُعيد الحق إلى نصابه، لن تُشفَ من عثرتها، ولن ترى نور الهداية والحق والعزة والكرامة.

السلام على الحسين وأولاد الحسين وأصحاب الحسين، السلام عليك يا أبا عبدالله يوم وُلدت فكان ميلادك بذرة لصدق العقيدة، ويوم استشهدت فكان استشهادك بعثاً لتلك النفوس الميتة، لتحلق في سماء العز والفضيلة، ويوم تُبعثُ حياً ليجزيك ربك جزاء تضحيتك العظيمة، والتي جحدتها الأمة، ولم تعرف حقها، فجئتها غريباً، وعشت معها غريباً، ورحلت عنها غريباً، فطوبى للغرباء.

الأربعاء، 26 يوليو 2023

الأب الروحي للخبر الصحفي في وكالة الأنباء اليمنية سبأ الأستاذ القدير "أحمد بن علي محيي الدين"





صحفي، إداري، مُستشار، كاتب، مؤلف.


مولده بمدينة صنعاء القديمة في يوم الأربعاء 10 ذي القعدة 1377 هـ، الموافق 28 مايو 1957.


من القامات الإعلامية الكبيرة التي برزت في سبعينيات القرن العشرين، وكانت له بصماته في تطوير العديد من المؤسسات الإعلامية، وخصوصاً وكالة الأنباء اليمنية "سبأ"، وهو من القادة المؤسسين لها، وأحد قادة الفكر والتنوير في اليمن، وأحد كُتاب يوميات الثورة منذ مستهل ثمانينيات القرن العشرين.

عرفته لأول مرة في نهاية العام 2002، وتشرفت في العام 2005 بالعمل تحت إدارته في إحدى المؤسسات الإعلامية الخاصة، وتعلمت منه ما لم أجده في كتب الجامعة عن مهنة المتاعب، وكان له الفضل علي منذ الوهلة الأول للانضمام لوكالة الأنباء اليمنية سبأ، رعاية ونُصحاً وتوجيهاً.


التحصيل العلمي:

درس مُقدمات العلوم الدينية وعلوم اللغة العربية لدى كوكبة من علماء صنعاء القديمة.

درس الأساسي في مدرسة "نصير" المعروفة حالياً بمدرسة الشهيد "اللقية"، ستينيات القرن العشرين الميلادي.

حصل على درجة البكالوريوس في المجال الإعلامي من جامعة القاهرة بمصر، النصف الأول من عقد السبعينيات بالقرن العشرين الميلادي.


السجل الوظيفي:

انضم للعمل بالمجال الإعلامي في العام 1974، وشغل العديد من المناصب في وزارة الإعلام وإذاعة صنعاء ووكالة الأنباء اليمنية سبأ، وفيها وجد ذاته الصحفية، ناهيك عن بعض المؤسسات الإعلامية الخاصة، ومن أهم المهام التي أُسندت له:

1 - وزارة الإعلام، شغل فيها عدة مناصب، منها:

أ - موظف بقسم الأرشيف، شؤون الموظفين، "فبراير - أغسطس 1974".

ب - مدير عام الإعلام المحلي والدولي، "سبتمبر 2004 - يوليو 2005".

2 - وكالة الأنباء اليمنية "سبأ"، شغل فيها عدة مناصب، منها:

أ - مُحرر بقسم الاستماع، "سبتمبر 1974 - 1975".

ب - مُحرر بقسم التحرير العربي، "1975 - 1976.

ج - مندوب صحفي بإدارة الأخبار عند إنشائها، "1976 - أكتوبر 1977".

د - رئيس قسم التحرير العربي، "نوفمبر 1981 - 1986".

هـ - مدير إدارة التحقيقات الصحفية، "1986 - 1994".

و - مدير عام التحرير، "1994 - 1995"، "1997 - أغسطس 2002".

ز - مدير إدارة الرقابة الصحفية بدرجة مدير عام، "1995 - 1997".

ح - مستشار رئيس مجلس إدارة وكالة الأنباء اليمنية "سبأ"، يوليو 2005 .

3 - إذاعة صنعاء، شغل فيها عدة مهام، منها:

 أ - مساعد رئيس القطاع - مدير عام الأخبار، البرنامج العام، "أغسطس 2002 - سبتمبر 2004".

ب - كاتب ومُحلل سياسي لعدة برامج إذاعية.

4 - مدير مركز مشا للدراسات، مؤسسة الشموع للصحافة والنشر، 2005.

5 - رئيس تحرير صحيفة صنعاء اليمن الأسبوعية، "فبراير 2006 - مارس 2007".


الأنشطة الاجتماعية:

عضو مُؤسس في العديد من النقابات المهنية والجمعيات الاجتماعية، منها:

1 - نقابة الصحفيين اليمنيين، 1976.

2 - جمعية الزملاء الاجتماعية الخيرية.

3 - رئيس مجلس إدارة الجمعية السكنية لموظفي المؤسسات الإعلامية، "1996 - 2000".


الشهائد التقديرية:

حصل على العديد من الدروع التكريمية والشهائد التقديرية من عدة جهات رسمية واجتماعية، منها:

1 - نقابة الصحفيين اليمنيين، درع النقابة بمناسبة يوم الصحافة اليمنية، 14 ديسمبر 2012.

2 - جمعية الزملاء الاجتماعية الخيرية، 21 أبريل 2022.


الإنتاج الفكري:

له عدة كتب منشورة، منها:

1 - الجامع الكبير بصنعاء صرح ديني وعلمي، 2012.

2 - وكالات الأنباء والتدفق الإخباري.

3 - الوسائل الإعلامية "صحافة، إذاعة، تلفزيون"، نبذة تاريخية.

4 - كيف تُصبح صحفياً، وهي سلسلة من الكتيبات عن فنون وأبجديات العمل الصحفي، منها:

أ - الصحافة .. موهبة، استعداد، حُب.

ب - الخبر الصحفي.

ج - الحديث الصحفي. 

د - التحقيق الصحفي.

هـ - المقال الصحفي.

كتب للعديد من الصحف والمجلات والمواقع المحلية في مختلف فنون ومجالات المعرفة، منها:

1 - موقع رابطة علماء اليمن، والمجلات الصادرة عنها.

2 - صحيفة أخبار اليوم.

3 - مجلة الشموع.

4 - صحيفة الثورة.

5 - صحيفة صنعاء اليمن، كانت تهتم بالتراث الشعبي.


أولاده: خالد، عمار - فقيه ومرشد وكاتب، عبدالله - فقيه وإداري في الهيئة العامة للزكاة.

الأحد، 23 يوليو 2023

كبير المحررين في وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" الأستاذ القدير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبده بن صالح الصراري





إعلامي، صحافي، محلل سياسي، مُدرب.


مولده بمديرية ماوية من أعمال محافظة تعز في يوم الإثنين 21 رجب 1377 هـ، الموافق 10 فبراير 1958.


من الرعيل الأول الذين شاركوا في العمل الصحفي بوكالة الأنباء اليمنية، وكان له بصماته في تطوير وتحديث العديد من إداراتها، وتتلمذ على يديه المئات من الصحافيين والإعلاميين اليمنيين.


وهو مدرسة صحفية متكاملة، لا غنى لعُشاق الاحتراف الصحفي عن الوقوف أمامها، إجلالاً وتعظيماً، والخوض في غمارها، دراسة وتحليلاً، والنهل من نهرها الفياض، خبرة ومحبة، لا سيما في مجال التحليل السياسي وصياغة الخبر الصحفي.


التحصيل العلمي:


حصل على الثانوية العامة من مدرسة "النهضة" بمحافظة "إب"، 1977.

حصل على درجة الليسانس من قسم علم الاجتماع بكلية الآداب، جامعة صنعاء، 1981.


 شارك في سلسلة من الدورات العلمية في المجال الصحفي.


السجل الوظيفي:


التحق بوكالة الأنباء اليمنية "سبأ"، في 2 أغسطس 1978، وشغل العديد من المناصب والمهام فيها، منها:


1 - محرر بقسم الاستماع السياسي.

2 - محرر صحافي في الإدارة العامة للأخبار.

3 - مندوب في مكتب الوكالة بمطار صنعاء الدولي، مكث في هذا العمل خمس سنوات.

4 - رئيس القسم الاقتصادي بالإدارة العامة للأخبار.

5 - مدير عام الإدارة العامة للأخبار، "1 يناير 2000 – 2005".

6 - كبير المحررين ومحلل سياسي بوكالة سبأ، "2008 - .. ".

7 - مُدرب في المجال الصحافي.


عمل في العديد من الجهات الحكومية والمؤسسات الإعلامية، منها:


1 - مدير عام مكتب صحيفة 14 أكتوبر في أمانة العاصمة صنعاء، 2006.

2 - مدير عام الاعلام بمكتب رئاسة الجمهورية، 2007.


الأنشطة الاجتماعية:


عضو نقابة الصحفيين اليمنيين.


المؤتمرات العلمية:


مثّل وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" في العديد من المؤتمرات والندوات المحلية والدولية.


الإنتاج الفكري:


كتب المئات من التحليلات الصحفية لموقع وكالة الأنباء اليمنية وصحيفة السياسية بنسختيها الموقع والصحيفة الورقية.


كتب للعديد من المواقع والصحف المحلية.


له مشاركات واسعة في مختلف إصدارات الوكالة، توثيقاً وتحليلاً وإشرافاً.


من أولاده:


عمر - صحافي بوكالة الأنباء اليمنية "سبأ".

الخميس، 20 يوليو 2023

الأستاذ القدير لطف بن محمد بن علي بن حسين الشرفي






أديب، شاعر، لغوي، كاتب، مستشار، تربوي، مربي فاضل.

مولده بقرية "قُدم" من أعمال محافظة "حجة" في يوم الأحد 25 رمضان 1388 هـ، الموافق 15 ديسمبر 1968.

تعود أصوله إلى أسرة الأشراف آل "الشرفي" القاطنين بـ "القويعة" من أعمال مديرية "الشاهل" ببلاد "الشرف"، وهي من الأسرة العلمية الحسنية، برز منها العديد من أعلام الهدى، والعشرات من كبار العلماء والأدباء والقادة والساسة والمثقفين والمفكرين.

وهو من قادة التنوير، وأحد الشخصيات الاجتماعية الوازنة، والمرجعيات المُعتبرة في حل النزاعات، وفض الخصومات، وله حضورٌ مهيب في محافظة حجة، ويحظى باحترام كافة شرائح المجتمع فيها.

التحصيل العلمي:

أخذ العلوم الشرعية وعلوم اللغة العربية عن كوكبة من علماء مدينة حجة وأعلام أسرته.

أخذ عن والده القرآن الكريم برواية حفص عن عاصم ورواية ورش عن نافع، والفقه وعلم المواريث، وكان والده معلم وخطيب وأمين شرعي بقرية "قُدم"، ومنه تعلم فنون الخطابة والمأمنة، وعمل زمناً في الخطابة، لكنه رفض مقاربة المأمنة لما فيها من وجع رأس.

حصل على درجة البكالوريوس في مجال اللغة العربية من كلية التربية بمدينة حجة، 1993.

أخذ دورات متقدمة في اللغة الإنجليزية وعلوم الحاسوب الآلي.

السجل الوظيفي:

شغل العديد من المناصب والمهام في مدينة حجة، منها:

1 - أستاذ اللغة العربية والقرآن وعلومه والتجويد والتربية الإسلامية.
2 - موجه مادة اللغة العربية بمكتب التربية والتعليم.
3 - رئيس قسم الدراسات العربية بالمعهد العالي للمعلمين.
4 - مستشار مكتب التربية والتعليم.
5 - مسؤول دائرة الثقافة والفكر والإعلام بفرع حزب المؤتمر الشعبي العام في جامعة حجة.
6 - المسؤول التنظيمي بفرع حزب المؤتمر الشعبي العام في المعهد العالي للمعلمين بمحافظة حجة.

الفعاليات والمؤتمرات:

شارك في العديد من الأمسيات الثقافية، والمؤتمرات والندوات العلمية، والاحتفالات والمهرجانات والمناسبات الوطنية على مستوى محافظة حجة، ومثلَّ محافظته في العديد من الفعاليات الأدبية، منها:

1 - مهرجان الشعر الأول والثاني، أمانة العاصمة صنعاء.
2 - صنعاء عاصمة الثقافة العربية، 2004.

الإنتاج الفكري:

يُعد من الرموز الثقافية والأدبية الأكثر حضوراً وفاعلية في مختلف فعاليات المحافظة، وله العشرات من القصائد الشعبية والفصيحة.

له العشرات من الكتابات النثرية في مختلف مجالات المعرفة، وهو من الكُتاب القلائل المهتمين بالتراث الشعبي والعادات والثقافات الشعبية في محافظة حجة.

ساعده الإلمام بعلوم الحاسوب في صناعة برامج تعليمية ومسابقاتية في مادة اللغة العربية لطلابه.

تميز بشخصية مرحة، يهوى الفُكاهة والدُعابة، وغالباً ما يستخدم الشعر والنثر الأدبي لنقد الواقع السياسي والمعيشي والعادات الاجتماعية السلبية بصورة فُكاهية راقية.

تسببت له صراحته وجرأته في استخدام الشعر والنثر الأدبي لنقد الواقع المرير بالكثير من المتاعب، وتعرّض للسجن والاعتقال مرات كثيرة، وكانت له في المعتقلات خلوات وتأملات، عبّر عنها بسلسلة من القصائد بما يمكن تسميته بـ "أدب السجون"، حاكت واقع نُزلائها ومظالمهم وقسوة سجانيهم.

وتمثل مواقع التواصل الاجتماعي مُتنفساً له، ويُعد من أوائل روادها في اليمن، وفيها وجد ذاته للتعبير عن مكنوناته بكتابات نثرية مُبسطة قريبة من فهم العامة، تُحاكي هموم الناس، ويطرزها بمعارف متنوعة، وتلقى إقبالاً كبيراً من القراء، من مختلف الشرائح الاجتماعية والثقافية.

وهو موسوعة ثقافية ومرجعية علمية، لا يمكن للطلاب الجامعيين الاستغناء عن مشوراته في أبحاثهم.
نماذج من أشعاره

هوى العجائز
إذا كان الهوى حلٌ وجائز
فلا تهوى الأرامل والعجائز
فما فيهن للعشاقِ نفعٌ
وما فيهن ما يطفِ الغرائز
إذا مرت عجوزٌ قُربَ نعشٍ
تهادى النعشُ شوقاً للجنائز

**

ما إن سمعتك طار قلبي وابتهجْ .. وتراقصت فرحا سويداء المهجْ
يا مهجة القلب، ونبض جوانحي .. من هجركم قلبي من الصبر افتلجْ
جودي بوصلك، فالحياة قصيرةٌ .. ولنا اثبتي ما تدعين من الحنجْ
بالله يا نبع الحنان ترفقي بي .. وارحميني واتركي نسج الحججْ
ضمي إلى نهديك صدري واطرحي .. شفتيكِ في شفتي وذوبي، لا حرجْ
ردي اليَ الروح بعد غيابها عني .. وللوجه ارجعي عبقَ الوهجْ
نأيكِ عني لا اراهُ مغيراً .. شيئاً وليس مكمماً فاه اللغجْ
**

يا قوم لا تتوجعوا .. مرضاً ولا تتألموا
وعن المعاش فدعمموا .. ذُلاً ولا تتكلموا
وإذا بمعتقل بكم .. قد زج لا تستفهموا
لا يدخلن السجن .. إلا الداعشي المجرمُ
...
ويلٌ لكل موظفٍ .. وموطف لا يسأمُ
ويل لشعبٍ لا يعي .. أن الحياة جهنمُ
وحياتكم متحكمٌ .. فيها الزعيم المُغرمُ
وحياتنا متصرفٌ .. فيها الإمام المُلهمُ
وحياتنا وحياتكم .. فيها اللظى والعلقمُ
ما عاد فيها راحة .. والبعد عنها مغنمُ
أرواحنا بحلوقنا .. وصلت وفاض البلغمُ
وجيوبنا فارغة .. ما عاد فيها درهمُ
...
يا ربنا لطفاً بنا .. أنت الكريم الأرحمُ
رفقاً بشعبٍ طيبٍ .. مُستحمرٍ لا يفهمُ
شعب إذا بخدوده .. ضُرب الحذاء يترنمُ
شعب يغرد جائعاً .. ويطير وهو الاجذمُ
وعلى العدو نعامة .. وعلى الصديق يُهنجمُ
...
شعب السعيدة طفرة .. بين الشعوب موشمُ
متحجر متبلّد .. متعملق متقزمُ
متبردق متبندق .. متفوه متكلمُ
متزنبل متقندل .. متسلق متبرعمُ
متطفل متعغلق .. متدين متأسلمُ
متعلم ومثقف .. متناقض لا يفهمُ

**

البعض قالوا أنني شخصٌ ذكي
والبعضُ قالوا أنني رجلٌ غبي
وجماعةٌ قالت بأني سارقٌ
وجماعةٌ أخرى تقول أنا نبي
ويظن قومٌ أنني ذا حكمةٍ
ويظن قومٌ غيرهم أني صبي
إن جئت للإصلاح قالوا سيدُ
حوثي إمامي مثل جدي وأبي
وجماعةُ الحوثي عني داعشي
قالوا ولستُ بهادوي المذهب
أصحاب عفاشٍ يرون بأنني
متخبطٌ لا استقر بملعب
البعضُ منهم قال أني نحلةُ
والبعض منهم قال أني حربي
وأنا أقول بأنكم لن تدركوا
ابداً حقيقةً شاعرٍ فذٍ أبي

**

وله قصيدة في معلمة أجنبية درس لديها اللغة الإنجليزية:

سأكتبها لك بالعربي  
آي لاف ماي تتشر 
ذاك الرشا الاصفر 
ذاك الذي قل لي 
كم هير يا مستر 
كم هير أي لاف يو 
إياك تتأخر
إياك تتركني
ماي دير يا اسمر
آي سد بتبيان
ذس از بنا ينكر
ذس از لكم يس قود
لكن لنا طنجر
آي دو إذا شئت
 لمسا على المخصر
أو لثم يور ماوث
كي اشرب الاؤتر

**

قالوا تطور واشتري ال MBC
فأجبت ويلي من شراء ابليس
أمغفل حتى اهدم منزلي
بيدي
وأغري أسرتي بفلوسي
وأقود إبليس اللعين لدارنا
في موكب عال من التقديسي
ليقود أهلي للجحيم ممثلا
في الدش بالآرتي وبالألبيسي 
لن اشتريه ولن انفذ خطة
للأب في غزوي وللقسيس
قالوا تطور واقتنيه لكي ترى
في عقر دارك فاتنات الروسي
وبنات لبنان اللواتي تراقصت
طرباً كأعواد من الأبنوس 
ونساء مصر الباعثات حضارة
للنيل قد دفنت مع رمسيس

**

أبناء حجة ما لكم من واق 
إلا السيوف بدولة السراق
فلكم وكيل للمحافظ سارق
يسطو بلا خجل على الأرزاق
ويبيع ما قد خص حجة خلسة
كاللص من لص في الأسواق
فإذا أردت قليل قمح فانتظر
منه الأوامر ساعة الاشفاق
وعليك أن تعطي البطانة رشوة
 وتجيئ بالوسطاء والحذاق

**

أبليتُ في بحر الغرامِ شبابي .. وطويتُ قلبي بعد طول عذابِ
وغضضتُ أنظاري وتبتُ عن الهوى .. وسددتُ عن ريح الصبابة بابي
وأخدتُ مسبحةً وصرت مسبحلاً .. ومحمدلاً في جيةٍ وذهابِ
ومع صياح الديك عن عينى الكرى .. والنوم انفض، قاصداً محرابي
وهنا بمحرابي إلى وقت الضحى .. أبقى وعندي مصحفي وكتابي
أتلو كلامَ الله بعد قراءتي .. شعرَ الرصافي وأغنيات الشابي
قد كنتُ أعلنت التصوف زاهداً .. عن حُب فاطمةٍ وحُب ربابِ
حتى بدت لي بالمواقع فجأة .. نجوى وبالنجوى فقدت صوابي
**

عشقنا وما بالأرض منأى لعاشق
ولا راحة ترجى لصب ووامق
ولا منزلا تلقاه بالحب عامراً
ولا بلسماً يُشفي جراح المفارق
ولا روضة فيها البلابل تلتقي
وتستنشق الغزلان عطر الزنابق
عشقنا وصوت العاشقين هنا اختفى
ولا صوت يعلوا فوق صوت البنادق
حروب وقتل واجتياح منازل
وهدم وقصف واشتعال حرائق
بُلينا بأحداث جسام وأزمة
بها انتصبت رأساً حبال المشانق
دماء وأشلاء وذبح ممنهج
وهم وغم ساد كل الخلائق
بصنعاء أيام الصبابة والهوى
تلاشت وولت بعد قصف المرافق
مطاراتها هُدت وهُدت مصانع
وفي عدن الهيجاء دارت ولم تقف
رحاها وقد بانت جميع الحقائق
وحربٌ ضروس في مخاليف مأرب
وفي تعز شبت وأرض العوالق
ففي أي دين يقتل الناس بعضهم
ليستأثر الأقوى بحكم المناطق

قالوا عنه

1 - الأديب "عبدالرحمن مراد":

"لطف الشرفي" يقول الشعر ترويحاً وتنفيساً وتعبيراً عن موقف، لم يخلص للشعر كثيراً، ولكن يتعامل معه كحالة ترف تمر به.
كان في شبابه ذا همة ونشاط متوقد لا يترك مناسبة دون أن يشارك فيها، وكانت السلطة تحسب له ألف حساب، فقد كان هجاء مقذعاً، وقد خافه أرباب السلطة، ولذلك كان قريبا منهم، وأكثر الشعراء حضوراً في مجالسهم وفي مناسباتهم.
لم يصدر ديواناً، وربما ترك الشعر إلا في حالات نادرة تستفزه.
 هو منذ أمد طويل يتواجد على شبكات التواصل الاجتماعي ويشكل حضوره ظاهرة لا تكاد إلا تشبهه فقط.
أذكر أنني ناقشت ظاهرة "لطف" الفيسبوكية مع أحد الأصدقاء يوماً ما، وقد توافقنا أن اليوميات التي يكتبها تستفز فضول كلانا لقراءتها، وإن كنت أبخل عليه أحيانا بالضغط على زر الاعجاب إلا أني كنت أقرأها، وربما كانت شفافيتها وصدقها تترك أثراً في نفس القارئ.
يمتاز بصدقه مع نفسه ومع من حوله ومع نصه، فالنص الذي يكتبه لا يكاد يتجاوز لطف صدقاً وشكلاً وتعبيراً فهو الظل والمعنى وهو الحقيقة.
 لا يلجأ إلى التعقيد المعنوي ولا إلى المحسنات إلا إذا جاءت كمفارقة منسابة دون تعمد أو صناعة.
هذا الرجل زاهدٌ جداً في الدنيا، فهو لا يبحث عن أكثر من حاجته منها، وبما يقيم أوده.
 يبهرك حين يسرد تفاصيل يومه وحياته، ويتعامل مع الحياة بنوع من المتعة وكأنها لم تخلق إلا له، في حين هو لا يجد منها إلا الكفاف، وقد لا يجده في أحيان كثيرة.
كل عقد الماضي والتراكمات الاجتماعية والثقافية نبذها خلف ظهره وقد كان متعصباً لها من قبل أيام شبابه حسب علمي ومعرفتي لكنه اليوم يبدو أنقى من النقاء، في قلبه الطُهر والصفاء والمحبة والصدق الذي يجعل ظاهره كباطنه، ولذلك يسرد تفاصيل يومه من حين خروجه من منزله حتى عودته وحتى خلافاته مع محصنة زوجته.

2 - العلامة "عبدالمجيد عبدالمجيد شرف الدين": 

قد عرفنا لطفاً وللطف لطف .. طلعة البدر في جمال الزهور
قد عرفناه كاتباً وأديباً .. ومن الشعر باقة من سرور.

الأستاذ "لطف الشرفي" متعدد المواهب، فهو الشاعر والكاتب والأديب والخطيب والسياسي والمثقف، بشوش الوجه، عذب الأخلاق، محبوب من الجميع.
يُمسك العصا من الوسط، ويأخذ العصا ذاتها ليُوصل رسالته النقدية بأسلوب لا يمكن أن تختلف معه فيه، فهو مع الجميع ضد الجميع، فإذا جد الجد وحصحص الحق فهو مع دينه ووطنه.
يُعاني كما يُعاني الجميع، وله رحلتان؛ رحلة البحث عن القات، ورحلة البحث عن القوت، وفي كلا الرحلتين يُحقق مراده. 
لعظم توكله على الله تعالى فصفحته في الفيسبوك مدرسة عالية الجودة لتعليم فنون التوكل، ولدية ثروة لغوية كبيرة، ونسيج علاقات مُتعدد المشارب، يحاول الجمع، لا التفريق ما استطاع إلى ذلك سبيلا.

3 - الأستاذ الدكتور "علي حسين القدمي": 

"لطف الشرفي" أسلوبه مُمتع، وقلبه أنقى، في كتابته تحوي الطرفة والعمق، في توصيف البنيوية الاجتماعية يزقزق كالعصافير، تنفس الصباح الباكر يطير بأجنحة يراعه، في الطيف المجتمعي تربوي نافذ وجدانياً، يفهم أسلوبه الجميع.
في مفاهيم كتابته مصطلحات تفردية للمجتمع الحجي، حميرية المنبع.

أولاده:

هشام، حسام، محمد، علي، أحمد، هيام، خولة، سهام.

الأحد، 16 يوليو 2023

أمير المربين المثقف الإنسان البروفيسور "أحمد بن علي بن إسحاق البشاري"







أكاديمي، أستاذ جامعي، وزير، إداري، كاتب، مؤلف.


مولده بالزيدية من أعمال محافظة الحديدة في يوم الأحد 23 صفر 1375 هـ، الموافق 9 أكتوبر 1955، ووفاته في يوم الإثنين 25 ربيع الثاني 1422 هـ، الموافق 16 يوليو 2001، أصيب بذبحة صدرية أثناء خروجه من الجامع الكبير بصنعاء القديمة، وكان يومها مُشاركاً في تشييع فقيد الوطن الإعلامي والصحافي الكبير "محمد ردمان الزرقة".


من الشخصيات التي تماهت مع كل أطياف المجتمع اليمني بمختلف توجهاتهم وتبايناتهم الاجتماعية والفكرية والسياسية والمذهبية، وشاركتهم أفراحهم وأحزانهم، أحب كل الناس، وأحبه كل الناس، وبكاه كل الناس.


نشأ في بيئة إسلامية نقية منفتحة تمتلك القدرة على الحوار الهادئ الواعي، وكان لذلك عظيم الأثر في تكوين شخصيته التي جمعت بين الهدوء الجم وامتلاك القدرة على الحوار، وتجلّت فيه كل الخصال النبيلة، والمعاني الإنسانية، والأخلاق الحميدة، وكانت له ابتسامة ملائكية لا يمكن نسيانها.


وصفه الدكتور محمد حسن الخزان بـ "أمير المربين"، وبشهادة مجايليه كان أميراً في كل المجالات التي عمل فيها، أميراً في الأخلاق الرفيعة والتعامل الراقي والتفكير الواعي، أميراً في البساطة والعفة والنزاهة، أميراً في فن الإدارة والقيادة والتدريس والتربية، أميراً في التنوع الثقافي والمعرفي، أميراً في اتساع العلاقات الإنسانية مع قادة الدولة وعامة الشعب، أميراً في العطاء والإخلاص والتفاني في خدمة الوطن والمواطن.


وهو من الأساتذة الذين تشرفت بالدراسة لديهم خلال دراستي الجامعية، وتميّز بأسلوبه الراقي في توصيل المعلومة والحوار والنقاش مع طلابه وتبسيط المادة العلمية.


التحصيل العلمي:


أخذ العلوم الشرعية عن والده.


حصل على درجة البكالوريوس في مجال العلوم السياسية والاقتصاد من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، جامعة صنعاء، 1980.

حصل على درجة الماجستير في مجال الاقتصاد من جامعة "فندربلت"، الولايات المتحدة الأميركية، 1984.

حصل على درجة الدكتوراه في مجال الاقتصاد من جامعة القاهرة، مصر، بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، 1989.


السجل الوظيفي:


شغل العديد من المناصب، منها:


1 - نائب وزير الثروة السمكية، 1990.

2 - وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء، 1997.

3 - وزير شؤون المغتربين، 1998.

4 - مدير مكتب رئيس الوزراء.

5 - نائب رئيس صندوق التشجيع الزراعي والسمكي.

6 - رئيس المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية.

7 - رئيس الهيئة العامة للتأمينات والمعاشات.

8 - رئيس الهيئة العامة للمعاشات والضمان الاجتماعي.

9 - رئيس اللجنة العليا للتعويضات.

10 - مساعد نائب رئيس جامعة صنعاء للشؤون الأكاديمية.

11 - أستاذ الاقتصاد بجامعة صنعاء.

12 - أستاذ لعدة مساقات علمية في عدد من الجامعات والمعاهد والمراكز التدريبية.

13 - مُؤسس ورئيس تحرير مجلة "الثوابت"، وهي مجلة فكرية وبحثية، اكتسبت شُهرة واسعة بسبب تناولاتها العلمية والفكرية الرصينة. 

14 - تم ترشيحه قبل وفاته بعشرة أيام مندوباً لليمن لدى جامعة الدول العربية وسفيراً في مصر، لكن المنية حالت دون ذلك.


الأنشطة الاجتماعية:


عضو فاعل في العديد من المناشط الاجتماعية والثقافية والأكاديمية والمدنية والاقتصادية، منها:


1 - اللجنة الدائمة واللجنة السياسية واللجنة العامة لحزب المؤتمر الشعبي العام.

2 - مجلس إدارة البنك اليمني للإنشاء والتعمير.

3 - مجلس إدارة بنك اليمن والكويت للتجارة والاستثمار.

4 - الهيئة الاستشارية للمركز العام للدراسات والإصدار.

5 - الهيئة الاستشارية لمجلة دراسات المستقبل اليمنية.

6 - الهيئة الاستشارية لمجلة الثقافة اليمنية.

7 - الهيئة الاستشارية لمجلة اليمن الصادرة عن السفارة اليمنية في روسيا.

8 - منتدى الفكر العربي بالأردن.

9 - مجلس أمناء مؤسسة العفيف الثقافية.

10 - المجلس الأعلى لحماية البيئة.

11 - البرنامج الوطني لتحسين الكفاءة الإدارية والإصلاح المؤسسي.

12 - المجلس الأعلى للشؤون الاقتصادية والنفطية والاستثمارية.

13 - المجلس الأعلى للجامعات.

14 - مجلس أمناء جامعة سبأ.

15 - مجلس إدارة الشركة "اليمنية - الليبية" القابضة.

16 - اللجنة الوطنية العليا لشبكة الأمان الاجتماعي.

17 - اللجنة العليا للموازنة العامة للدولة.

18 - اللجنة العليا للخطة الخمسية للتنمية الاقتصادية.

19 - مجلس جامعة صنعاء، عضو ومقرر.

20 - مجلس عمداء كليات جامعة صنعاء، عضو ومقرر.

21 - جمعية الاقتصاديين اليمنيين، مسؤول ثقافي.

22 - جمعية مواجهة أضرار القات، نائب رئيس الجمعية.

23 - اللجنة الوطنية لتوثيق مسيرة الثورة اليمنية والعمل الوحدوي، رئيس اللجنة.


المؤتمرات العلمية:


ترأس العديد من الوفود اليمنية الرسمية في بعض الدول العربية والأجنبية.


ترأس العشرات من المؤتمرات والندوات العلمية التي انعقدت في اليمن وبعض الدول العربية والأجنبية.


شارك وترأس العديد من المؤتمرات العلمية وورش العمل والحلقات النقاشية، منها:


1 - رئيس المؤتمر الاقتصادي الأول والثاني، مايو 1995، أبريل 1998.

2 - رئيس المؤتمر العام الأول للمغتربين اليمنيين، مايو 1999.

3 - الاجتماعات التأسيسية لمنظمة الدول المطلة على المحيط الهندي. 


الإنتاج الفكري:


له العديد من الكتب المنشورة، منها:


1 - السياسة الاقتصادية اليمنية.

2 - المالية العامة مع التطبيق على الجمهورية اليمنية، مقررة جامعي على طلاب كلية التجارة والاقتصاد بجامعة صنعاء.

3 - البرامج الانتخابية للأحزاب والتنظيمات السياسية في اليمن، انتخابات عامي 1993 و1997، دراسة تحليلية مقارنة، بالاشتراك مع الدكتور "رشاد العليمي".

4 - تقييم تجربة التعاونيات، باللغة الإنجليزية.

5 - الأحزاب والتنظيمات السياسية اليمنية، دراسة وثائقية لبرامج العمل السياسية.


حرر وقدّم للعديد من الكتب لكبار الكُتاب والمفكرين والأدباء اليمنيين، منها:


1 - الأحزاب والتنظيمات السياسية اليمنية، دراسة تحليلية، تألف إلهام محمد مانع.

2 - الوحدة اليمنية الواقع والمستقبل، تأليف الدكتور علي عبدالقوي الغفاري.

3 - الدبلوماسية اليمنية، تأليف الدكتور علي عبدالقوي الغفاري.

4 - أهمية البحر الأحمر في علاقة اليمن بدول مجلس التعاون الخليجي، تأليف الدكتور أكرم الأغبري.

5 - التطور السياسي في اليمن، تأليف علي مطهر العثربي.

6 - الهجرة اليمنية، تأليف عبدالقادر بامطرف.

7 - الهجرة والاغتراب في الشعر اليمني، تأليف بدر بن عقيل.

8 - المغتربون وعمالقة الأدب اليمني، تأليف الدكتور عبدالعزيز المقالح والأستاذ عبدالله البردوني والأستاذ حسين المحضار.

9 - دراسات عن الاقتصاد اليمني، تأليف مجموعة من الباحثين.

10 - الإصلاحات الاقتصادية والمالية والإدارية في الجمهورية اليمنية، تأليف مجموعة من الباحثين.

11 - مستقبل الحكم المحلي في الجمهورية اليمنية، تأليف مجموعة من الباحثين.

12 - النُظم الانتخابية ومستقبل الديمقراطية في اليمن، تأليف مجموعة من الباحثين.

13 - المغتربون والتنمية الاقتصادية في اليمن، تأليف مجموعة من الباحثين.

14 - دراسات يمنية في الهجرة والاغتراب، تأليف مجموعة من الباحثين.

15 - الهجرة والاغتراب في دائرة التشكيليين، تأليف مجموعة من الفنانين التشكيليين اليمنيين.

16 - الوحدة اليمنية والمغتربون، وزارة شؤون المغتربين.


له العديد من الأبحاث السياسية والاقتصادية المنشورة في الصحف والمجلات المتخصصة. 


صدر بعد وفاته كتاب تأبيني من القِطع الكبير، عن مطابع الكتاب المدرسي، حوى 263 صفحة، ضمت بين دفتيها باقة من الكتابات النثرية والشعرية لكوكبة من كبار الكُتاب والأدباء والمفكرين والأكاديميين اليمنيين والعرب عن هذه القامة العلمية والفكرية الكبيرة، ومستخلص لرسائل وبرقيات التعازي، وملحق منوع من الصور التوثيقية في مختلف مراحل حياته، وقدّم له الدكتور عبدالعزيز المقالح.


أولاده:


 زكي، وله أيضاً بنتان.

الجمعة، 7 يوليو 2023

فضيلة العلامة الزاهد علي بن عجلان بن حسن النعمي


عالم رباني، فقيه، مُرشد.


مولده بالقزعة من أعمال الجبر في العام 1335 هـ، ووفاته بمدينة المحابشة من اعمال محافظة حجة في يوم الإثنين 3 صفر 1431 هـ، الموافق 18 يناير 2010.


 هو السيد الأجل علي بن عجلان بن حسن بن عبدالله بن طالب بن الحسن بن عبدالله بن محسن بن أحمد بن إبراهيم بن محمد بن عجلان بن محمد بن صلاح بن عيشان بن الحسن بن علي بن عبدالله بن علي بن محمد بن الحسين بن أسعد بن الشريف الحسين الشطبي بن أحمد بن الحسين بن سليمان بن حيان بن علي بن عبدالله الجعفري بن جعفر بن أحمد بن الحسين العابد بن يوسف الزاهد بن نعمة الأكبر بن علي بن داود بن سليمان بن عبدالله بن موسى بن عبدالله المحض بن الحسن بن الحسن بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب.


من أفاضل عُلماء مديرية المحابشة، ومن أهل الله المشتهرين بالورع والزهد والعزوف عن دنيا الناس الفانية. 


التحصيل العلمي:


أخذ عن كوكبة من علماء هجرة السودة والمدرسة العلمية بالمحابشة، منهم:


العلامة محسن السودي، العلامة عبدالملك الغشم، العلامة أحمد شرف، العلامة حسن الغشم، القاضي محمد يايه، القاضي قاسم المغنج، العلامة ناصر المسلي.


السجل الوظيفي والارشادي:


أولا: قبل ثورة 26 سبتمبر 1962:


كاتب تحريرات بأفلح اليمن.


ثانياً: بعد ثورة 26 سبتمبر 1962:


اعتزل العمل الحكومي وتفرغ للتدريس، وتعليم أولاده، وقراءة القرآن الكريم، والعبادة، وإمامة مسجد داوود بمدينة المحابشة.


حج بيت الله الحرام 42 عاماً، منها 12 عاماً سيراً على الأقدام وركوباً على الدواب.


أشتهر بخطه الجميل، ونسخ كتاب الفرائض للعصيفري بيده.


أولاده:


أحمد - فقيه ومرشد وخطيب ومن أفاضل وجهاء بلاد المحابشة، حسن - عالم فاضل وشيخ المدرسة العلمية بالمحابشة.

السبت، 10 يونيو 2023

البهائية وعقائدها الماسونية المسمومة


مركز البحوث والمعلومات: زيد المحبشي، 10 يونيو 2023


البهائية واحدة من صنائع الاستعمار الصليبي بمختلف مسمياته ومراحله التاريخية، وأحد السهام المسمومة للصهيونية والماسونية العالمية، وإحدى أدوات الغزو الفكري القذرة لمحاربة وتشويه الاسلام، وطمس معالم المسلمين، وإضعافهم، وبث الفُرقة والانقسام والبلبلة في أوساطهم، وسلخهم وإبعادهم عن عقيدتهم.

وهي ديانة وضعية مُختلقة تدعي أن لها نبيها وطقوسها ومُعتقداتها الخاصة بها، والمُتأمل في تلك المعتقدات والطقوس يجد أنها مجرد استنساخ شائه لما حفلت به اليهودية الصهيونية والماسونية من هرطقات وسموم استعمارية تضليلية إفسادية، وكلها تندرج تحت مظلة ما يُسمى بـ "الحرب الناعمة"، وهذه الحرب من أكثر أنواع الحروب قذارة وبشاعة وتدميراً وإفساداً، لأن أسلحتها عادةً ما تكون خفية ومُتسترة بشعارات إنسانية وحقوقية خادعة، وهو ما نحاول الوقوف عليه في هذه القراءة، لتعريف أجيالنا بمدى خطورة هكذا نوع من الجماعات التي باعت نفسها ودينها وأوطانها للشيطان والمستعمرين.  


محافل سرية خُنفشارية:


تنتظم البهائية في الدول التي تنتشر فيها تحت مُسميات وهيئات ومحافل سرية، وتتخفّى وراء قائمة طويلة من المنظمات التي غالباً ما تُمارس أعمالها تحت عناوين إنسانية وحقوقية براقة، بينما هي مجرد غطاء للتبشير والتجسس خدمة للصهيونية والماسونية وقوى الاستعمار الإمبريالي.

بعد هلاك قادتها المُؤسسين، قررت الصهيونية العالمية في العام 1963 تشكيل مجلس إداري أعلى يقودها على مستوى العالم، ويُنظم شؤونها، أسموه "بيت العدل الأعظم" يقع مقره الرئيسي على سفح جبل "الكرمل" في ميناء "حيفا" بفلسطين المُحتلة، يضم 9 أعضاء، يتم انتخابهم كل 5 سنوات، تتبعه مجالس مُنتخبة على المستويات المحلية والوطنية والدولية تُسمى "محافل"، وهذه المجالس تنتخب "بيت العدل"، وهو أعلى سلطة إدارية وروحية ومرجعية عالمية لهذه الفرقة الضالة، ويعتبره أنعام الأتباع هيئة معصومة ومُؤيدة من قبل الله، أُذِن لها بالتّشريع فيما ليس مذكوراً في كتب المدعو الدعي "بهاء الله" وألواحه أو في كتابات ولده الدعي "عبدالبهاء"، وتشريعاته نصوص مُقدسة بحسب زعمهم.


فِرية الألوهية والحلولية:


انفردت البهائية عن غيرها من الأديان الوضعية المنحرفة بادعاء ألوهية الفرد ووحدة الوجود والحلول، وعدم الفصل بين اللاهوت والناسوت، وإدعى شيطانها الماسوني النجس "بهاء الله"، حلول الله في بعض خلقه، وتجمُّع الله والرُسل والأنبياء في شخصه، وأنه وسيطٌ بين الناس والخالق، وتجلِّي الله للخلق في هيكله المرئي، وحلوله فيه، وتكلُّمه معهم بلغة بشرية.

وذهب الشيطان البهائي إلى أن الناس عرفت الله من خلاله لأول مرة، وليس من خلال آيات الله المبثوثة في الكون، وأنه من يتولى مهمة محاكمة الخلق يوم التناصف، وأن له كل صفات وأفعال وأسماء الله، وليس لله ذلك، مُتذرِّعاً بأنه لكي يُعرف الله ويراه ويشاهده الناس لا بد من هيكل وجسم يحِل ويتجسّد فيه، وبعد التجسُّد تستطيع الحقيقة الإلهية منح هذا الجسد كل صفات الكمال من القدرة والهيمنة ليمارس عمليات الخلق، والرزق، والإحياء، والإماتة، وبالتالي فظهوره هو ظهور الله، ووجهه وجه الله، ومشيئته مشيئة الله، وإرادته إرادة الله، وجميع صفاته وأسمائه هي بعينها صفات وأسماء الله، ومعرفته هي معرفة الله، وتكذيبه تكذيب لله ذاته، لذا فهو يستحق العبادة دون سواه والعياذ بالله.

 وإدعى بوضوح لا لبس فيه كما هو مدونٌ في كُتبه بأنه "الله"، وأنه خالق السماوات والأرض، وأن المُهمة الكُبرى لرُسل الله كموسى وعيسى ومحمد هي التبشير بظهور الله في جسده، تماماً كما زعم النصارى في ادعائهم بأن مُهمة الرُسل السابقين لعيسى عليه السلام التبشير بحلول الله في جسد عيسى، ولذلك سمّى البهائي الدجال نفسه "مظهر الله"، واستدل أتباعه على ألوهيته بنفس استدلالات النصارى على ألوهية عيسى، وأدعو أنه ابن الله.

وأنكر حقيقة الملائكة والجن والجنة والنار والبعث والنشور والعذاب والثواب ويوم القيامة والحياة الآخرة بعد الموت، وقال بتناسخ الكائنات، ورأى أن الثواب والعقاب يقع على الأرواح فقط، وفسّر القيامة بظهوره، وادعى أن الحياة الآخرة هي المدة بين نبي الله "محمد" صلى الله عليه وآله وسلم والمسيخ الشيرازي "الباب".

ومن خزعبلات هذه الفرقة المارقة أن الحساب يوم القيامة يكون بالفصل بين المؤمنين بالبهاء الدجال والرافضين له، وعدوا الرافضين له كافرين ومطرودين من رحمته، و"الجنة" هي الحياة الروحية البهائية والإيمان بأن "البهاء" رب السموات والأرض.

وذهبوا إلى أن عجلهم  الوحيد القادر على فهم ومعرفة رموز الكتب الإلهية، لعجز أنبياء الله ورُسله عن ذلك، وأي فرية أعظم من هذه، و"أبواب الجنة" هي كِبار أتباع "الباب" الشيرازي، والنار الموت الروحاني، ورؤية الله هي رؤية الجسد الذي حلت فيه روح الله كما أسلفنا، ولقاء الله هو لقاء البهاء، والملائكة هي أئمة البهائية، وملائكة النار المشار اليهم في الآية 30 من سورة المدثر: "عليها تسعة عشر"، هم الـ 19 رجلاً الذين كفروا بالبهاء واتبعوا أخيه غير الشقيق "يحيى صُبح الأزل"، و"الدجال" هو أخيه "يحيى"، وعش رجباً ترى عجباً.

والرد على أكاذيب هذه الفرقة المارقة وتفنيدها مبسوطٌ في كتب علماء المسلمين من سنة وشيعة، وغرضنا هنا هو توضيح أكاذيب هذه الفرقة الشيطانية لا الرد عليها، لكي يعرف الناس مدى خطورتها، ومن يُنكر الله ويُنصِّب نفسه إلهاً للناس من دون الله، ويدعي رؤية الله ويُجسِّمه ويُشبهه بخلقه ويجعله مجرد موظف عنده والعياذ بالله، فكل أكاذيبه باطلة وساقطة ولا تستحق الرد، لأن في ذلك إعلاءٌ لها ورفع لشأن دعِّيِها.


أكذوبة النبوة المفتوحة:


لم تكتفِ البهائية بادعاء الربوبية لعجلها النجس، بل ووصل بها الفجور للادعاء بأن رسول الله "محمد بن عبدالله" صلى الله عليه وآله وسلم، ليس خاتم الأنبياء والمرسلين، والإسلام ليس الدين الخاتم، وأنه لا بُد من استمرار ظهورُ الرُسل الإلهيين كل ألف سنة لتعليم البشرية كيفية الاستمرار فيما أسموه "حضارة دائمة التقدم"، ومن يدعِ النبوة قبل تمام الألف عام بعد ظهور "البهاء" فهو كذّابٌ مُفترٍ، متجاهلين أن رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم خاتم الأنبياء والمرسلين، كما بشر الأنبياء والمرسلين من قبله، ونص الله على ذلك في كتابه، وأنه لا نبي بعده، وأن الإسلام الدين الخاتم لكل الأديان الإلهية، ولا دين بعده.

ومن هرطقاتهم، إنكار المُعجزات التي أيّد الله بها الأنبياء والمُرسلين، وتخصيصهم نبيهم الكذاب وعجلهم البهائي بها، واعتبروا ذلك مزية تكريمية، وادعوا بأنه يُوحى إليه، وأصبغوا عليه صفة القداسة والعصمة، وذهبوا إلى أن ظهور شيخه الخنزبي "الباب" الشيرازي في العام 1844 كان بداية لعصر جديد نضج فيه الجنس البشري روحياً.

وإدعى "بهاء الله" أنه المسيح المُخلِّص الثالث الذي ادعت اليهود ظهوره في أخر الزمان من أولاد داوود عليه السلام، ووافق النصارى في الإيمان بصلب المسيح عيسى بن مريم عليه السلام، وقال بنبوة "بوذا" و"كونفوشيوس" و"براهما" و"زرادشت" وغيرهم من حكماء الهند والصين والفرس. 

ومن المضحكات أيضاً ادعاء "الباب" أنه حاجب المهدي المُنتظر والمُوصل إليه، ثم تراجعه وادعائه المهدوية، ثم النبوة وأطلق على نفسه لقب "باب الدين"، وزعم أن الوصول إلى الله لا يكون إلا من باب النبوة، وبعدها بفترة وجيزة زيّن له شيطانه الماسوني ادعاء مكانة أرفع من مكانة الأنبياء هي "الألوهية"، وأطلق على نفسه لقب "النُقطة"، وتعني انبثاق الحق، ورأى أتباعه أنه أعظم وأجل مقاماً من جميع الرُسل، وأن ما يُوحى إليه من دين أتم وأكمل من كل وحي ودين سابق.

ومن أكاذيبهم الممجوجة ادعاء استمرارية الوحي بعد وفاة رسول الله "محمد بن عبدالله" صلى الله عليه وآله وسلم، وإنكار ختم النبوة بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم، وذهبوا إلى أن المقصود بـ "خاتم النبيين"، هو "زينة وخير الأنبياء"، كالخاتم يُزِّين الإصبع، وليس أخر الأنبياء.


إلغاء الشريعة الإسلامية:


إدعى الدجال "بهاء الله" أن ظهوره ألغى الإسلام والشريعة الإسلامية، وأن كتابه "الأقدس" ناسخ لجميع الكتب السماوية، وأن الكتب السماوية "التوراة، الإنجيل، القرآن" لم يفهم الأنبياء معانيها لضعف عقولهم، وأنه الوحيد الذي فسّرها بصورة صحيحة، وأن الأنبياء اُختصوا بالتنزيل، وهو مُختصٌ بالتأويل، وزعم أن تفاسير العلماء للكتب الإلهية بما فيها القرآن تافهة، باردة، عقيمة، جامدة، بل مُضلة مُبعدة مُفسدة.

وكتابه "الأقدس" مزيجٌ من عقائد ومذاهب ديانات الهند القديمة، والصين، وفارس، واعتقادات الفلاسفة، والماسونية، والصهيونية.

 ووصف الدجال "البهائي" المسلمين بـ "الهمج الرعاع"، وادعى أنه وجماعته الموحدون الوحيدون بين الأمم، ومن لم يؤمن بما يؤمنون به فهو مشركٌ، مطرودٌ من رحمته.


واختلقوا عبادات خاصة بهم، منها على سبيل المثال لا الحصر:


1 - الصلاة:


حددوا 3 صلوات كبرى وصغرى ووسطى بتسع ركعات، كل صلاة 3 ركعات، تتوزع على الصباح والظهر والليل، وأيٍ منها تُغني عن الأخرى، وعلى الفرد اختيار أحدها.

تُودى صلاتهم بصورة فردية في البيوت، وقبلتهم ليس مكة المكرمة بل قبر عجلهم "بهاء الله" في "عكا"، يسبقها وضوءٌ بـ "ماء الورد"، وهذا الماء عند المسلمين لا يجوز الوضوء به، لأنه طاهرٌ في نفسه غير مُطهرٍ لغيره، ومن لم يجده فعليه الترديد خمساً "بسم الله الأطهر الأطهر".

وألغوا صلاة الجمعة، وأجازوا الجماعة في صلاة الميت فقط، وغايتهم من إبطال صلاة الجماعة تفريق وتشتيت المسلمين، وهذه واحدة من أهم أهداف الصهيونية العالمية إلى جانب إبعاد المسلمين عن القرآن الكريم وإبطال صلاة الجمعة.


2 - الصوم:


استنوا لهم صياماً خاصاً، ودعوا أتباعهم لصيام 19 يوماً في الشهر الأخير من السنة البهائية، وتحديداً خلال الفترة "2 - 20 مارس"، واختتامه بما أسموه "عيد النوروز"، وهو "العيد الأعلى" لديهم.

والصيام لديهم محصورٌ في الامتناع عن الأكل والشرب فقط من الصباح إلى المغرب، وأباحوا نكاح الزوجات أثناء الصيام.

ويبدأ تقويمهم من عام ظهور "الباب" 1844، وبداية سنتهم الجديدة 21 مارس، وهي مكونة من 19 شهراً، كل منها 19 يوماً.

في اليوم الأول من كل شهر يحتفلون بما يُسمى "عيد التاسع عشر"، ورقم 19 من الأرقام المُقدسة عندهم، وفي الفترة "21 أبريل - 2 مايو" يحتفلون بـ" عيد الرضوان"، وينتخبون خلاله قيادتهم المركزية العالمية "بيت العدل الأعظم"، ولهم 9 أيام مُقدسة، ترتبط بحياة "الباب" و"بهاء الله" و"عبدالبهاء"، يتوقفون فيها عن العمل.


3 - الحج:


حرموا الحج إلى "مكة" المكرمة، وأوصوا بهدم بيت الله الحرام عند ظهور "المقتدر" من أتباعهم، وأوجبوا الحج إلى المركز العالمي لهم في مدينتي "عكا" و"حيفا" بفلسطين المحتلة، تضم الأولى ضريح "بهاء الله" والثانية ضريح " الباب"، إلى جانب الدار التي وُلد فيها "الباب" بشيراز، والتي نزل بها "البهاء" في العراق، والحج عندهم لمن استطاع، ومتى أراد من أيام السنة.


هدم الأسرة:


لم يُغفل فكرهم الماسوني الشيطاني الأسرة، لأنها أهم لبنة في بناء المجتمعات، وحفظها من منزلقات الرذائل يعني خلق مجتمع فاضل قوي، وهذا لا يتماشَ مع أهداف قوى الاستعمار "الصهيو - ماسوني"، لذا حرص كلبهم الماسوني البهائي على وضع التعليمات الكفيلة بتدمير وتحطيم الأسرة، فأفتى بحرمة زواج الرجل بزوجة الأب، وأباح له ما دون ذلك من أخوات وخالات وعمات، ووصلت به الوقاحة لإجازة زواج الرجل بأم الأم وابنة الأُخت والأخ.

وحرّموا لبس المرأة الحجاب تحت مُبررات ما أنزل الله بها من سلطان، ودعوا للسفور والفجور، وشيوعية النساء والأموال، وإطلاق العلاقات الكاملة بين الجنسين من دون حدودٍ ولا قيود، بما في ذلك إجازة المثلية، واعتبارها تحضُّراً ورُقياً، في مسعى شيطاني لهدم كل القيم والأخلاق والنواميس، ونقل البشرية لحياة الإباحية البهيمية.

وادعت هذه الطائفة القميئة أن كل شيئٍ طاهرٌ بما في ذلك "ماء النطفة" رحمة من بهائهم الدجال على البرية، ولذا فالاغتسال من الجنابة، والتطهُر من النجاسة المُغلّظة والمُخففة بكل أنواعهما رجس من عمل الشيطان، فمن آمن بالبهائية فقد طهُر حد زعمهم أقماهم الله.

وأجازوا الاستماع للأغاني بأنواعها، وعدّوا ذلك عبادة، واستخدام الذهب كأواني للأكل.

وأباحوا الخمور وأكل لحم الخنزير، وأمروا بإلغاء أصول الذبح الإسلامية.


إلغاء الأديان:


يرى الدجال البهائي أن التمسك بالأديان وعدم تبديل الشرائع مرضٌ عام، ووباء، وأن الاعتقاد بأبدية الشرائع والأديان من المصائب الكُبرى التي اُبتليت بها الأمم الماضية، داعياً لوحدة الأديان والشرائع والإنسانية تحت راية ديانته المزعومة، وهذه واحدةٌ من أبرز أفكار الماسونية العالمية، واليهودي القديمة.

وبعد رحيله نادى ابنه الدجال "عبدالبهاء" بجمع كل الأديان السماوية على أصول نواميس موسى عليه السلام، واتهم المسلمين باضطهاد اليهود وقتل الكثير منهم وإحراق منازلهم ونهب أموالهم وأسر أطفالهم، وإدعى أن أباه "بهاء الله" هو المُجدد لدعوة بني إسرائيل والمسيح. 

وبالمجمل فالغاية من هكذا تقولات تهيئة الساحة العربية والإسلامية لمخططات استبدال الشريعة الإسلامية بالعلمانية، وجعل الأخيرة ديناً عالمياً.

وقد سمعنا خلال العام 2004 وما صاحبه من تباشير إنجيلية "صهيو – أميركية" بولادة "شرق أوسط جديد" تحت الراية الصهيونية، سُرعان ما تحطمت أحلامهم الشيطانية على صخرة المقاومة اللبنانية، والخطير في تلك المحاولة العبثية ظهور ما أسمته الماسونية العالمية "الفرقان الحق"، وعدّته كتاباً مُقدساً عالمياً تجمع نصوصه "القرآن الكريم، التوراة، الإنجيل"، مصحوباً بادعاءات كذاب البهائية الأشر بأن التوراة والإنجيل غير محرّفة، وكتبنا عن خطورة ذلك المنحى الشيطاني يومها مقالاً مطولاً في صحيفة "الأمة" المحلية تحت عنوان "الإسلام في قفص الاتهام"، وضحنا فيه كيف انخدع العديد من أبناء الإسلام في المشرق العربي بذلك الكتاب، وخصوصاً في أوساط الطبقات التي تدعي الانفتاح المنفلت، ولم تتورع يومها بعض صحف دول الخليج العربي عن نشر نصوص ذلك الكتاب المسخ، ولا زال العمل جاري، لجعله واقعاً عالمياً انطلاقاً من المشرق العربي.


هدم الأوطان واللغات القومية:


من أفكارهم المسمومة أيضاً إلغاء فكرة "الأوطان" تحت دعوى فكرة "الوطن العام"، والدعوة إلى وحدة "اللغة"، واستخدام لغة عالمية مُوحدة، تكون "لغة الأمم"، أسموها "النوراء": "يا قلمي الأعلى، بدِّل الفُصحى باللغة النوراء".

وغايتهم من ذلك ترك الناس لغة القرآن الكريم "العربية"، من أجل إضعاف الصلة بين المسلمين و"الأممية"، وهذه واحدة من أهم أهداف ومُخططات الماسونية الخادعة لفصل الأمم عن تراثها وتاريخها وحضارتها، وإلغاء شخصيتها وكينونتها، والقضاء على مقوماتها، وبخاصة الأمة الإسلامية حتى يسهُل على المستعمرين إخضاعها والسيطرة عليها، وصولاً إلى شرعنة الوجود الصهيوني في فلسطين المحتلة، وتقبُّل العرب التعامل معهم كواقع، وتطبيع العلاقات معهم، وجعلهم جُزءاً من المنظومة العربية، وواسطة العقد فيها، ومركز قرارها.

ولهذه الغاية الشيطانية حرص أدعياء البهائية ومُهرطقيها على تحريم الجهاد وإلغاء هذه الفريضة المقدسة، واعتبر كذابها الأعظم "بهاء الله" محو الجهاد من القرآن بشارته الأولى للأمة، وإدعى أن العذاب هو اشتغال أصحاب الشرائع بالصلاة والصوم والحج والجهاد: "لأن تُقتَلوا خيرٌ من أن تَقتُلوا".

وهدفهم من ذلك تحريم حمل السلاح ضد الكيان الصهيوني الغاصب، والعربدة الأميركية في المشرق العربي، والغزاة والمحتلين والمستعمرين بمختلف ألوانهم ومسمياتهم، والتسليم والطاعة والانقياد للحُكام الظلمة وتحريم الخروج عليهم، وتشويه صورة الإسلام الحنيف، وبلبلة أفكار المسلمين، وزعزعة عقائدهم، وبث السموم لتوهين الثوابت في نفوسهم.

وفي هذا تأكيدٌ واضحٌ وجليٌ على صلتهم بالصهيونية والماسونية العالمية، وعملهم على تهيئة العالم الإسلامي ليقع تحت سيطرة الاستعمار والاحتلال، وإحلال العلمانية محل الإسلام، والخضوع لكل حاكم ولو كان ظالماً أو مستعمراً أجنبياً، ويلتقون في ذلك مع أقتام القاديانية والوهابية.

لهذا لا عجب من إجماع الأحرار من علماء ومفكري السنة والشيعة على وجوب التصدي لهذه الفرقة المارقة، والرد عليها، وتفنيد أباطيلها، واعتبارها مُرتدة وخارجة عن رقبة الإسلام، والحكم بنجاستها وضلالها. 


المراجع:


1 - أحمد عامر متولي عامر، النِحل الوضعية المعاصرة وعلاقتها بالصهيونية "البهائية نموذجاً"، ملف بي دي إف.

2 - أسامة شحادة، البهائية حصان طروادة لإسرائيل، موقع عمون، 14 أبريل 2012.

3 - د. خالد السيوطي، البهائية وعلاقتها بالصهيونية وقيام دولة إسرائيل، مركز القائمية للبحوث والتحريات الكمبيوترية، أصفهان، طبعة 2007.

4 - عبدالرحمن الوكيل، البهائية تاريخها وعقيدتها وصلتها بالباطنية والصهيونية، دار المدني للطباعة والنشر والتوزيع - مصر، الطبعة الثانية 1986.

5 - فراس خطيب، البهائية دين بلا سياسة، الأخبار اللبنانية، 26 يوليو 2007.

6 - وليد بدران، ما هي الديانة البهائية ومن هم البهائيون؟، بي بي سي البريطانية، 3 مارس 2018.

7 - المكتبة الشاملة، البابية والبهائية ليسوا مسلمين.

8 - الموسوعة العريقة.