عالم محقق في علوم
كثيرة خصوصاً الفقه والفرائض، فقيه مجتهد، إداري
عاش خلال القرن 14
هـ /20م
مولده بمدينة شهارة
في صفر 1292هـ، الموافق 1875م، ووفاته بمدينة صنعاء في يوم الجمعة 29 ربيع ثاني
1366هـ، الموافق 22 مارس م1947.
بعد 3 سنوات من
توليه حكم الحديدة، كآخر منصب قضائي قبل وفاته اعتلت خلالها صحته، وفي أواخرها
استدعاه سيف الإسلام أحمد يحيى حميد الدين الى مدينة تعز، إلا أنه أثناء مسيره
ساءت حالته الصحية، فتم نقله إلى مستشفى مدينة صنعاء، وتوفي فيه.
أخذ عن الكثير من
كبار علماء عصره، منهم في مدينة شهارة: إمام الفروع العلامة عبدالله بن أحمد
المجاهد، وأخيه مفتي الأنام العلامة عبدالوهاب بن أحمد المجاهد، في الأصول والفروع
وعلم الآلة والحديث، والعلامة عبدالرحمن بن محمد المحبشي، والقاضي العلامة محمد بن
لطف بن محمد بن شاكر، والعلامة الزاهد أحمد بن قاسم بن أحمد الشمط الأهنومي، ومن
علماء هجرة ساقين بناظرة الشام – صعدة – السيد العلامة محمد بن حسن الوادعي
الحسني، أخذ عنه سنن النسائي، والترمذي، والروض النظير.
أدرك، إدراكاً
جيداً حتى صار من أنبل علماء عصره، وفيه عِفة، وورع، ومكارم أخلاق، وتواضع، وكرم
نفس، يزيد عن الوصف.
وكان أحد الحُكام
في مقام الإمام يحيى بن محمد حميد الدين، وأحد مُلازميه ومُرافقيه في تنقلاته،
خصوصاً في القفلة، وخمر، والسودة، وصنعاء وغيرها من المناطق، لما عُرف عنه من
رجاحة عقل وقوة بينة وبُعد نظر في مدلهمات الأمور وغوامضها.
تولى القضاء في
العديد من المناطق منها: محروس خمر، والسودة، والقفلة في العام 1329 هـ، فأقام
فيها منارة العدالة، وفصل الخصومات، وحلّ العديد من المشاجرات الكبيرة بعفة
ونزاهة، حتى صار الغرة الشاذخة في أعيان عصره بمقام الإمام يحيى عند إنتقاله إلى
محروس السودة، فحُمدت سيرته.
لازم بعدها المقام
بمحروس الروضة وصنعاء، إلى أن ولاه الإمام في العام 1363 هـ حاكماً على مدينة
الحديدة، مكث بها ثلاثة أعوام "1363 - 1366 هـ"، اعتلت خلالها صحته، فتم
تكليف ولده القاضي محسن المحبشي للقيام بتصريف أعمال محكمة الحديدة بالوكالة، ومن
ثم بالأصالة بعد رحيل والده.
قالوا عنه:
1 - العلامة محمد
محمد زبارة، واصفاً ما كان عليه، وذلك بعد وفاته بأيام:
صادعاً بالحق
صوالاً على ** رائشِ مستهترِ أو مرتش
فيصلاً في الحكم
يقفو جده ** عمر الفاروق جالي الغطش
2 - القاضي العلامة
عبدالكريم بن أحمد بن عبدالله مطهّر في غرة ذي الحجة 1366 هـ بعد وفات العلامة
عبدالرحمن المحبشي بسبعة أشهر، واصفاً سيرته عندما كان حاكماً بمحروس الروضة:
شرب الغصن حميّاً
مائهِ ** فلذا اهتزَّ اهتزاز المنتشي
وحَبتْ أيدي الحيا
جسم الحمى ** حُللَ السندسِ للمفترشِ
وارتقت عرشَ الهنا
أطيارُه ** مـا أُحيلى ناطقاتِ الأعرش
تتغنّى فـي ذراه
كلّما ** رقصَ الغصنُ لبعد العطش
سمح العصرُ وراق
الدهـرُ يا ** مُسعدي أن نال حظّي كلَّ شِي
فاستقينا قهوةً
قِشْريّةً ** هي من أفرخها في المنقش
مثّلتْ في كأسها
ياقوتةً ** تشرح النفسَ بطيّ الموحش
وطفا للمصطلي من
فوقها ** نقشُ تِبْرٍ هندسيُّ النقش
ثم صِلْني بالذي
أعشقه ** "قاتَ" أنسٍ من يذقْه يُنعَش
هي أغصانُ زبرجدٍّ
إذا ** شامها الطرفُ غداً في دَهَش
لطفت ذوقاً ومسّاً
ومتى ** نظمت شمل الصفا لم يُخدشِ
مِثل أخلاقِ الذي
شرّفنا ** بقدومٍ للسَّنا مُحْترشِ
عَلَمُ العِلْمِ
ومِصْباحُ الذكا ** ووجيه الغرّ آل المحبشي
من حوى فضلاً جرت
أنهاره ** بزلالِ الفوزِ للمستعطشِ
وإرتقت أوصافُهُ
أوج السنا ** فهي ذات المنزل المستعرش
ومضت أحكامه
مُحكمةٌ ** سهمها عن رشده لم يطش
فهو فرعُ البيت قد
طال وما ** أصلُه إلا رفيعُ المعرش
طائرُ الصيتِ إلى
حيث ترى ** تغرب الشمسُ بأقصى حرش
أيها العالمُ
والحاكم في ** سُوح مولانا الإمام القُرشي
هاكَ من نظمي هناءً
كلّما ** شامه الضدُّ ترامى وغَشي
ساقه نحوكمُ داعي
الوفاء ** رحمُ العلمِ التي لم تُوحش
فاقبلوها عضّةً
محشوّةً ** بنفيس الحسّ مما قد وُشي
وصِلوني بجوابٍ
مُونقٍ ** يتحامى شيمة المنكمش
لا عدتم خطّة
الرشدِ ولا ** زلتمُ في خير يُمنٍ منعش
ما همت سُحبُ الحيا
أو خطرت ** نسمة أو ما شرى برقُ العشي
مراجع ذُكر فيها
العلم:
أحمد عثمان مطير،
الدرة الفريدة في تاريخ الحديدة، دار المصباح – الحديدة، طبعة 1983م، ص96- 98
العلامة محمد محمد
زبارة، نشر العرف.
نزهة النظر في رجال
القرن الرابع عشر، ص336.
هجر العلم ومعاقله
للأكوع، ج2، ص1101، ج4، ص1942، ط1.
موسوعة أعلام اليمن