الشاعر /محمد محمد حسين مزود (بني حيدان)
22 / رمضان 1406هـ
من ديوان لافتات عبر دروب الشوق
سأرقص كالشارب المنتشي *** وارتاح بين بني المحبشي
ويا أنت يا ساقيات المرام *** أفيضوا علينا من المنتشي
ويا أرض هنّي الجموع هنا *** وبالورود والأس افترشي
آتى صانع البسمة الخالدة *** فيا غِيدُ بالصَّدِ لا تٌوحشي
سقى الله روابي رياض الشرف *** ودور الغواني بحيِّ القطف
وواعجباً من ملوك الجمال ***ويا لهف نفسي على من قطف
هناك الشموس ونور البدور ***وكم من حلا تحتويه الغرف
بلاد بني المحبشي جنتي *** وجنة من قد شعر أو وصف
هناك النسيم البديع العليل ***وعطر الرياحين والسلسبيل
وشدو الطيور يزيل الهموم *** كمثل المزامير ذاك الهديل
وذوق الحياة يطيب هناك *** ويقرب مشوار عقلي الطويل
وترتاح نفسي بأرض الجمال *** وتحلو الإقامة ويشفى العليل
على الله أمري وفيه الرجاء *** وما لي من الناس أهل الجفاء
وليس أهم البُعاد الذي *** أراه بعقلي يزيد العناء
فارض بني المحبشي حالية *** وأزهارها نادية الوفاء
وما عاد لي غيرها من مرام *** وقد قضي الأمر طراً سواء
جمال الطبيعة أثار الشجون *** وهِمتُ به دونما يشعرون
وأقدس ما حل تحت السماء *** جمالٌ تذوب عليه العيون
ولكنه حل في بقعةٍ *** وآلا على غيرها أن يكون
دعاني إليه فلبيته *** وسجَّلتُ ذِكراه بين الجفون
لئن لم يكن لي صراطٌ قويم ***أذوق لهيب العذاب الأليم
ولكن جُودهمُ لي شفيعٌ *** إليهن ما الخطب عندي جَسِيم
فيا زهرُ كُن لي ندياً إذا *** أتيت ولا تختلف يا نسيم
وما من بني المحبشي من خلاف *** لنا هم أعز وأغلى نديم
بلاد المحابشة والشوق ما *** مداه إليك لمُضطرِمَا
فهل من نصيب يلم الشتات *** ويجمعني ببدور السما
وما ذاك عند الغواني بعيد *** مرام الجميع عذِيب اللمى
ألا ليت لي في رُباها مقام *** ولو كلَّف الوصل بذل الدما
وقد زاد بي الحزن جور الهيام *** وحل بجسمي أعز مقام
وزاد وزاد إلى أن أتى *** إلى العقل صيَّره مستهام
وجا وجار إلى أن دعا *** عيوني إلى هجر طيب المنام
وكم وكم من هوىً قد هوى *** بجسمي إلي أن أذاب العظام
وما بعد ذالك إلا نموت *** وإلا نعيش بعيش الصموت
رعى الله من قد بلغ بي هواه *** إلى أن دعوت له في القنوت
وكم قد بحثت شبيهاً له *** من البير حتى رُبَا حضرموت
فما وجدت من أحدٍ غيره *** بديع الجمال فريد الوقوت
لقد حاز في الوصف أعلا مثال *** ونال من القول أحلا مقال
وأقام على الحُسن أقصى العروش *** فكيف يرد عليا سؤال
بلاد الجمال حماك الإله *** من الجور والقهر والاحتلال
ومتعَنِي فيك مما أريد *** إلا أنه طِيب (خمر)الوصال
بنخبان ما تشتهيه النفوس *** من البن والقات كم يا غروس
تصيد القلوب بأغصانها *** وتُجلي الهموم كمثل العروس
فما أنصف الوصف فيها حسن *** ولا الأنسي لا ولا العيدروس
جمالٌ يفوق طيوف الخيال *** ويضعف منه ضياء الشموس
يفوق بها الغِيد حور الجنان *** بذاك الدلال النقي والحنان
وتبتسم الشمس من خِدرها *** من الفجر لما تلوح الحسان
وقد صار فيها جميع العقول *** تطير على الأس والأقحوان
وتصبو الأماني هِياماً إلى *** بلاد الجمال بلاد الأمان
22 / رمضان 1406هـ
من ديوان لافتات عبر دروب الشوق
سأرقص كالشارب المنتشي *** وارتاح بين بني المحبشي
ويا أنت يا ساقيات المرام *** أفيضوا علينا من المنتشي
ويا أرض هنّي الجموع هنا *** وبالورود والأس افترشي
آتى صانع البسمة الخالدة *** فيا غِيدُ بالصَّدِ لا تٌوحشي
سقى الله روابي رياض الشرف *** ودور الغواني بحيِّ القطف
وواعجباً من ملوك الجمال ***ويا لهف نفسي على من قطف
هناك الشموس ونور البدور ***وكم من حلا تحتويه الغرف
بلاد بني المحبشي جنتي *** وجنة من قد شعر أو وصف
هناك النسيم البديع العليل ***وعطر الرياحين والسلسبيل
وشدو الطيور يزيل الهموم *** كمثل المزامير ذاك الهديل
وذوق الحياة يطيب هناك *** ويقرب مشوار عقلي الطويل
وترتاح نفسي بأرض الجمال *** وتحلو الإقامة ويشفى العليل
على الله أمري وفيه الرجاء *** وما لي من الناس أهل الجفاء
وليس أهم البُعاد الذي *** أراه بعقلي يزيد العناء
فارض بني المحبشي حالية *** وأزهارها نادية الوفاء
وما عاد لي غيرها من مرام *** وقد قضي الأمر طراً سواء
جمال الطبيعة أثار الشجون *** وهِمتُ به دونما يشعرون
وأقدس ما حل تحت السماء *** جمالٌ تذوب عليه العيون
ولكنه حل في بقعةٍ *** وآلا على غيرها أن يكون
دعاني إليه فلبيته *** وسجَّلتُ ذِكراه بين الجفون
لئن لم يكن لي صراطٌ قويم ***أذوق لهيب العذاب الأليم
ولكن جُودهمُ لي شفيعٌ *** إليهن ما الخطب عندي جَسِيم
فيا زهرُ كُن لي ندياً إذا *** أتيت ولا تختلف يا نسيم
وما من بني المحبشي من خلاف *** لنا هم أعز وأغلى نديم
بلاد المحابشة والشوق ما *** مداه إليك لمُضطرِمَا
فهل من نصيب يلم الشتات *** ويجمعني ببدور السما
وما ذاك عند الغواني بعيد *** مرام الجميع عذِيب اللمى
ألا ليت لي في رُباها مقام *** ولو كلَّف الوصل بذل الدما
وقد زاد بي الحزن جور الهيام *** وحل بجسمي أعز مقام
وزاد وزاد إلى أن أتى *** إلى العقل صيَّره مستهام
وجا وجار إلى أن دعا *** عيوني إلى هجر طيب المنام
وكم وكم من هوىً قد هوى *** بجسمي إلي أن أذاب العظام
وما بعد ذالك إلا نموت *** وإلا نعيش بعيش الصموت
رعى الله من قد بلغ بي هواه *** إلى أن دعوت له في القنوت
وكم قد بحثت شبيهاً له *** من البير حتى رُبَا حضرموت
فما وجدت من أحدٍ غيره *** بديع الجمال فريد الوقوت
لقد حاز في الوصف أعلا مثال *** ونال من القول أحلا مقال
وأقام على الحُسن أقصى العروش *** فكيف يرد عليا سؤال
بلاد الجمال حماك الإله *** من الجور والقهر والاحتلال
ومتعَنِي فيك مما أريد *** إلا أنه طِيب (خمر)الوصال
بنخبان ما تشتهيه النفوس *** من البن والقات كم يا غروس
تصيد القلوب بأغصانها *** وتُجلي الهموم كمثل العروس
فما أنصف الوصف فيها حسن *** ولا الأنسي لا ولا العيدروس
جمالٌ يفوق طيوف الخيال *** ويضعف منه ضياء الشموس
يفوق بها الغِيد حور الجنان *** بذاك الدلال النقي والحنان
وتبتسم الشمس من خِدرها *** من الفجر لما تلوح الحسان
وقد صار فيها جميع العقول *** تطير على الأس والأقحوان
وتصبو الأماني هِياماً إلى *** بلاد الجمال بلاد الأمان