Translate

الثلاثاء، 28 مارس 2023

ثمانية أعوام من استهداف العدوان للبنية التحتية في اليمن



مركز البحوث والمعلومات: زيد المحبشي

 الثلاثاء، 06 رمضان 1444هـ الموافق 28 مارس 2023

ثمانية أعوام من عربدة التحالف الأعرابي الصهيو أميركي في اليمن، لم يوفروا شيئاً من حقدهم التدميري، أتوا على البنية التحتية بصورة شبه كلية، دمروا كل مقدرات اليمن الاقتصادية والخدمية، أعادونا إلى الوراء عقوداً من الزمن.

صبوا جام غضبهم اليزيدي منذ ساعات العدوان الأولى على بنيتنا التحتية، نسفوها، لكن لم ينالوا من عزيمتنا وقوة إيماننا بوطننا وحريته واستقلاله وكرامة أبنائه، وكلما دمروا مدرسة أو مصنعاً أو ملعباً أو أثراً سياحياً، زاد اليمنيون عزماً على المُضيّ لتطهير جزيرة العرب من رجس هؤلاء الدخلاء على العروبة والدين والقومية، من صنائع وأوساخ وزارة المستعمرات البريطانية وكاهنها الأقذر المستر “همفر” في بلاد العرب.

لم يعد للكلام مكان في قاموس اللغة للتعبير عن هول وفظاعة الكارثة التي صنعها أوغاد الإنجليز وأخدان الصهاينة وعبيد الأميركان في بلاد الإيمان والحكمة، لذا سنكتفي في هذا التقرير بلغة الأرقام فهي أكثر فصاحة وبلاغة في التعبير عن جرائم شُذاذ عاصفة البغي بحق اليمن أرضاً وإنساناً، وقطعاً لن نستطيع في هذه العُجالة المُستعجَلة الحديث عن كل ما اقترفوه في بلادنا لأن ذلك يحتاج إلى سلسلة من التقارير المستفيضة والتفصيلية، لذا سنركز عدسة كامرة لغة الأرقام على بعض ما لحق القطاعات والمنشآت الخدمية والاقتصادية ومرافق البنية التحتية من أضرار فادحة، وهذا كافٍ لإستجلاء حقيقة الغزاة والمحتلين، وحقيقة ما أتونا به، وما إذا كانوا أتونا ليحررونا منا كما يدعون أم ليحرروا وطناً منّا، وضمِّه إلى أملاك جدهم الأسوأ “مردخاي” الدونمة.

 

خسائر البنية التحتية:

 

لا توجد تقديرات إجمالية للخسائر التي لحقت البنية التحتية في اليمن خلال سنوات العدوان الثمان، والتقديرات المُتاحة استخلاص نُشر في أبريل 2017 لدراسة مشتركة بين البنك الدولي ومنظمة الأمم المتحدة والبنك الإسلامي للتنمية والاتحاد الأوربي، قدّرت خسائر البُنية التحتية ورأس المال في اليمن بـ 15 بليون دولار، منها 7 بلايين دولار خسائر اقتصادية بالقيمة الإسمية، وأكثر من 7.3 بلايين دولار في قطاعي الإنتاج والخدمات.

وكُلفة الأضرار السكنية فقط في مدن صنعاء وعدن وتعز وزنجبار 3.6 بلايين دولار، وكلفة إعادة بناء منشآت الطاقة في المدن الأربع نحو 139 مليون دولار، معظمها لإصلاح محطات الطاقة التي تعرّضت لأضرار أو تدمير.

وأكدت حاجة 17 % من المدارس الموجودة في 20 محافظة إلى عملية إعادة بناء ضخمة، وقدّرت كلفة الأضرار التي لحقت بالمدارس بنحو 269 مليون دولار.

وزير النقل في حكومة الإنقاذ “زكريا الشامي” في تصريح له بتاريخ 27 مارس 2019، قدّر خسائر البنية التحتية ب 4.3 مليار دولار.

وفي تقرير للبنك الدولي نُشر في يونيو 2021 بلغت خسائر اليمن على مستوى البنية التحتية في 16 مدينة رئيسية “6.9 – 8.5” مليار دولار.

احتلت العاصمة صنعاء المرتبة الأولى في قائمة المدن الأشد دماراً، تليها مدينة تعز، كما تضررت بشدة كل من محافظتي عدن والحديدة.

وأُصيبت البنية التحتية بدمار واسع النطاق، شمل الطرق الرئيسية والجسور والطرق الداخلية في معظم المدن.

وفي تقديرات محلية نُشرت في 1 فبراير 2022، بلغت خسارة الاقتصاد اليمني 126 مليار دولار من ناتجه المحلي، وتصاعدت معدلات التضخم، وتدهور سعر صرف العملة الوطنية أمام العملات الأجنبية بأكثر من 300 %، وانخفضت الإيرادات إلى أدنى المستويات.

 

المنازل والمُنشآت الحكومية:

 

دمر طيران العدوان العبري “1885 – 2105″ مُنشأة حكومية، و”434083 – 603110” منزلاً بحسب تقديرات منظمة “عين الإنسانية” والمركز القانونية بتاريخ 25 مارس 2023.

 

القطاع التعليمي:

 

وضع العدوان القطاع التعليمي والتربوي على قائمة أهدافه لأنها في قاموسه أسلحة دمار شامل، وطالت نيران حقده أكثر من 3500 مدرسة مدمرة ومتضررة، وتسبب عدوانه الآثم في إغلاق 27 % من المدارس اليمنية، وتضرر 66 % من المدارس بسبب العنف الشديد، وتحويل 7 % من المدارس إلى مراكز إيواء للنازحين.

وتتحدث إحصائيات “عين الإنسانية” والمركز القانوني بتاريخ 25 مارس 2023 عن تدمير طيران العدوان “938 – 1265″ مدرسة ومرفقاً تعليمياً، و”182 – 185” منشأة جامعية.

 

دُور العبادة:

 

نالت حظها من عربدة عرابيد عاصفة البغي، فدمّرت طائراتهم “999 – 1714” مسجداً، في سابقة خطيرة تنم عن حقد دفين على الإنسان اليمني والدين الإسلامي.

 

القطاع الإعلامي:

 

لأن الإعلام منارات إضاءة وتنوير ورسالته امتداد لرسالة المساجد لم يسلم من حقدهم، ودمّرت نيرانهم “41 – 61” منشأة إعلامية، في محاولة بائسة لإخفاء جرائمهم في اليمن وإسكات صوت الحق والحرية.

 

القطاع القضائي:

 

قدّرت إحصائيات نُشرت في مارس 2021 خسائر القضاء بـ 100 مليون دولار.

ودمر العدوان 49 منشأة قضائية في 15 محافظة، منها 21 منشأة قضائية تعرّضت لتدمير كلي، و28 لتدمير جزئ.

 

القطاع الصحي:

 

تتحدث إحصائيات نُشرت في أغسطس 2022 عن 537 منشأة صحية مدمرة جزئياً وكلياً، وفي إحصائيات “عين الإنسانية” والمركز القانوني المنشورة بتاريخ 25 مارس 2023 بلغت “370 – 417″ مستشفى ومرفقاً صحياً، إضافة إلى تدمير 70 سيارة إسعاف، واستشهاد 66 طبيباً وأخصائياً ومساعدين وكوادر صحية، وحرمان 48 ألف موظف في القطاع الصحي على المستوى المركزي والمحافظات والمديريات من مرتباتهم، ومغادرة 95 % من الكادر الأجنبي في المجال الصحي.

ناهيك عن توقف غُرف العمليات والعناية المركزة ومراكز الغسيل الكلوي وحاضنات الأطفال الخُدّج وثلاجات الموتى بسبب انقطاع الكهرباء وانعدام المشتقات النفطية، وتوقف خدمات التشخيص والعلاج بالإشعاع لمرضى السرطان جراء منع العدوان دخول أهم التجهيزات والمستلزمات كالمعجل الخطي و”الكوبالت بي ستة” والرنين المغناطيسي القائم على تقنية غاز الهيليوم واليود المُشع ومستلزمات المسح الذري، ومنعه إدخال معدات طبية حيوية.

وتراجعت الخدمات الصحية إلى المستويات الدنيا، ولم تعد تعمل سوى 51 % من المرافق الصحية.

وتسبب الحصار الجائر، والإجراءات التعسفية ضد التُجار اليمنيين من قبل قوى العدوان وعبيدهم من أبناء جلدتنا في عزوف العديد من الشركات الدولية عن توريد الأدوية إلى اليمن، وانعدام 50 % من الأدوية الخاصة بمرضى السرطان على رأسها الأدوية الكيماوية الموجهة والمواد المُشعة، وعدم توفر 70 % من أدوية الولادة.

 

قطاع الشباب والرياضة:

 

قدّرت تقارير نُشرت في فبراير 2021 الخسائر المباشرة في قطاع الشباب والرياضة ب 650 مليون دولار، وغير مباشرة 350 مليون دولار.

واستهدف العدوان 7 استادات رياضية، و13 ملعباً رياضياً، ودمّر 23 صالة، و9 بيوت شبابية و21 مقراً إدارياً، و6 مقرات رياضية، و12 ملعباً خفيفاً، و3 مراكز ومضامير للفروسية والهجن، ومسبحين أولمبيين، وفي التقديرات المنشورة بتاريخ 25 مارس 2023 بلغ عدد المرافق الرياضية المدمرة “132 – 141” منشأة ومعلباً رياضية، وحرمان 6000 عامل من فرص العمل في المشاريع التي كانت تُنفذها الوزارة، واستشهاد 129 من كوادر الحركة الشبابية والرياضية.

 

القطاع السياحي:

 

تسبب العدوان في شل الأنشطة السياحية وحرمان البلاد من أحد موارد الاقتصاد الوطني، كانت تُمثل نحو 3 % من الدخل الوطني العام.

وبلغت الخسائر المباشرة لهذا القطاع حتى نهاية العام 2017 نحو 4 مليارات و500 مليون دولار، تُمثل فاقد عائدات السياحة اليمنية السنوية المتوقعة، وفقدان 4 ملايين و500 ألف سائح بمعدل مليون ونصف المليون سائح متوسط القدوم السياحي السنوي إلى اليمن.

وفاقد الضريبة السياحية على رحلات الطيران 10 ملايين و800 ألف دولار، بحسب مجلس الترويج السياحي، وخسائر الوكالات السياحية 9 ملايين دولار، واتحاد الفنادق 666 مليون دولار، والترويج السياحي 3 ملايين دولار متوسط سنوي كان يُنفق على هذا القطاع، والنقل البحري والبري والجوي اليمني 3 مليارات دولار، منها 2 دولار خسائر أوليه للطيران الجوي جراء استهداف المطارات والتجهيزات الملاحية والفنية وأجهزة الاتصالات والرادارات، وتوقف حركة السفر من وإلى اليمن، و900 مليون دولار خسائر أولية تكبدها قطاع النقل البحري نتيجة العدوان والحصار منها 300 مليون دولار خسائر مينائي الحديدة والمخا خلال العامين “2016 – 2017” فقط، و19 مليون دولار خسائر مباشرة تكبدها قطاع النقل البري.

خسر القطاع السياحي 5 مليارات دولار حتى مارس 2021 بحسب وزارة السياحة بصنعاء، تُمثل في فقدان العائدات السياحية السنوية.

ودمرت غارات العدوان 473 موقعاً ومعلماً أثرياً وسياحياً ومُنشأة تاريخية.

وفي إحصائيات “عين الإنسانية” والمركز القانوني المنشورة بتاريخ 25 مارس 2023 نحو “384 – 387″ منشأة سياحية، و”226 – 258” موقعاً ومعلماً أثرياً.

في التفاصيل تم تدمير وتضرر 25 مدينة تاريخية، و42 معلماً أثرياً، و25 ضريحاً، و252 فندقاً، و81 مطعماً، و12 قاعة مناسبات، و28 مُتنزهاً وحديقة، و8 مقاهي وكافيهات، وإغلاق 543 وكالة سياحية بخسائر بلغت 745 مليون دولار، وتسريح 95 % من العاملين في قطاعات السياحة المختلفة يعولون أكثر من 500 ألف نسمة، وحرمان 250000 عامل في المجال السياحي من مصدر دخلهم الوحيد.

 

القطاع الزراعي:

 

تكبد هذا القطاع 147 مليار و126 مليون دولار، منها 8 مليارات و724 مليون دولار خسائر وأضرار مباشرة، و138 مليار و402 مليون دولار غير مباشرة.

الأضرار المباشرة: مباني ومنشآت الجمعيات الزراعية والمنشآت المائية والأسواق الزراعية ومراكز الصادرات والمستودعات والمخازن وأنابيب نقل المياه والمحميات والمشاتل الانتاجية والثروة الحيوانية ومناحل العسل وقطاع الدواجن.

الأضرار غير المباشرة: الإنتاج الزراعي النباتي والمشاتل الانتاجية والأسواق الزراعية ومراكز التصدير والمحلات التجارية والتبادل السلعي والناتج المحلي والموارد الطبيعية والإنتاجية.

وتتحدث إحصائيات “عين الإنسانية” والمركز القانوني المنشورة في 25 مارس 2023 عن تدمير طيران العدوان “6319 – 11350″ حقلاً زراعياً، و”373 – 466” مزرعة دجاج ومواشي.

 

المياه والبيئة:

 

طالت نيران العدوان محطات المعالجة وشبكات الصرف الصحي والمنشآت والمباني والخزانات وآبار مياه الشرب والحواجز المائية، ودمرت عدداً كبيراً من المضخات، وبلغت الخسائر الإجمالية للأضرار المباشرة 406 مليارات ريال يمني لقطاع المياه.

وتضررت 1344 منشأة، منها 989 منشأة مُدمرة كلياً، و499 منشأة مدّمرة بشكل جزئي، وبحسب إحصائيات “عين الإنسانية” والمركز القانوني المنشورة في 25 مارس 2023 تم تدمير”824 – 3095″خزاناً ومحطة/ شبكة مياه.

 

الكهرباء والطاقة:

 

تجاوزت خسائر الكهرباء 23 مليار و785 مليون و896 ألف دولار، بحسب تقارير نُشرت في أغسطس 2022، شملت قطاعات التوليد والنقل والتحكم والتفتيش الفني وتكاليف فرق عمل، وإعادة تأهيل كهرباء المدن الثانوية التي تضررت جُزئياً، وتدمير المخازن المركزية، وقطاعات المشاريع الممولة خارجياً، وفرض غرامات تأخير السفن وخسائر فارق أسعار الديزل والمازوت.

وتراجع استهلاك الكهرباء بنسبة 75 %، بسبب الضرر الكبير الذي لحق هذا القطاع وانعدام المشتقات النفطية.

ووجه العدوان 278 ضربة عسكرية على قطاع الكهرباء والطاقة، تسببت في استشهاد 83 وجرح 300، وتدمير “200 –  346” محطة ومولد كهرباء، وفقاً لإحصاءات نُشرت في 25 مارس 2023.

 

قطاع الاتصالات:

 

سجّل 10 مليارات و925 مليون دولار، ما يعادل 6 تريليونات و550 مليون ريال يمني، خسائر مادية أولية بحسب تقرير نشرته الوزارة في 25 مارس 2023، نصيب المؤسسة العامة للاتصالات 2 مليار دولار، والهيئة العامة للبريد 609 ملايين و757 ألف دولار، وشركة “تيليمن” ملياراً و681 مليوناً و421 ألف دولار

وطال التدمير 2106 منشآت اتصالات وبريد، وفي إحصائيات “عين الإنسانية” والمركز القانوني “488 – 617” شبكة ومحطة اتصال.

على صعيد الغارات كان نصيب قطاع الاتصالات 2760 غارة، راح فيها 79 شهيداً، والبنية التحتية للمؤسسة العامة للاتصالات 1251 غارة، بنسبة 45 % من إجمالي الغارات على قطاع الاتصالات، والهيئة العامة للبريد 79 غارة.

وتسببت تلك الغارات في تدمير العدوان 706 منشآت كلياً، و400 منشأة جزئياً، منها 27 منشأة بريدية بشكل مباشر، و20 منشأة بريدية تعرضت لأضرار جزئية، واستهداف 141 موقعاً وبرجاً تابعة لشركة “تيليمن” في 19 محافظة، واغلاق وتوقف 862 منشأة اتصالات وبريد، ما تسبب في عزل 114 قرية ومدينة يمنية عن العالم، وعجز 1642 منشأة تابعة لمؤسسة الاتصالات عن الاستفادة من خدمات الاتصالات والإنترنت، وحرمان مليون و271 ألف يمني من خدمات الاتصالات والإنترنت.

كما منع العدوان إعادة تشغيل محطات ومواقع الاتصالات المدمّرة، وإفشال إعادة الخدمة إلى المناطق المتضررة، إما من خلال استمرار حظر تجهيزات وأنظمة الاتصالات ذات الاستخدام المدني ومنع دخولها إلى اليمن، أو عبر معاودة استهداف المواقع التي تم إعادتها للخدمة.

ناهيك عن منعه استخدام كابلات الإنترنت البحرية: الكابل البحري عدن – جيبوتي والكابل البحري (AAE-1) ومحطة إنزاله في عدن، ومنع تركيب وتشغيل الكابل (SMW5) ومحطة تفريغها في الحديدة المملوكة للاتصالات اليمنية بعد أن أصبحت جاهزة للتشغيل، واحتجاز قوى العدوان 104 محطات اتصالات، و7 ملايين شريحة هاتف نقال، و20 حاوية تحمل تجهيزات ومعدات اتصالات وتراسل.

 

القطاع السمكي:

 

بلغت خسائر القطاع السمكي في البحر الأحمر خلال الفترة “مارس 2015 – يناير 2023″، نحو 12 ملياراً و649 مليوناً و872 ألف دولار، والبنية التحتية 9 ملايين و451 ألفاً و163 دولاراً، وقوارب ومعدات الاصطياد 6 ملايين و270 ألفاً و117 دولاراً، وخسائر توقف الانتاج السمكي 3 مليارات و610 ملايين و64 ألفاً و744 دولاراً، وتوقف المشاريع الاستثمارية في القطاع السمكي مليار و994 مليوناً و852 ألفاً و310 دولارات، وخسائر المخزون السمكي نتيجة الاصطياد المخالف لسفن الصيد الأجنبية 3 مليارات و675 مليون دولار، والأنشطة والأعمال التجارية والخدمية المرتبطة بالقطاع السمكي 27 مليوناً و788 ألفاً و898 دولار، وخسائر العائدات والرسوم المستحقة للدولة من الصيد التقليدي 144 مليوناً و402 ألف و590 دولاراً، خسائر شركات التصدير السمكي 226 مليوناً و501 ألف دولار، والخسائر المتعلقة بالعائدات من الصادرات السمكية 5 ملايين و552 ألف دولار، وخسائر تقييم الأثر البيئي 2 مليار و940 مليون دولار.

واستهدف طيران العدوان 53 اصطياد وتجمع للصيادين، حصدت 273 شهيداً و214 جريحاً، ودمرت طائراته وقذائفه 150 وسيلة نقل أسماك، و295 قوارب صيد منها 225 في الحديدة و70 في ميدي بمحافظة حجة، وفي احصائيات “عين الإنسانية” والمركز القانوني “474 – 485” قارب صيد.

وخاتمة الأثافي القرصنة على 173 قارباً، واختطاف 2054 صياداً وتعذيبهم.

 

قطاع النقل:

 

خسرت قطاعات النقل البرية والبحرية والجوية خلال الفترة “مارس 2015 – مارس 2023” نحو 13 ملياراً و442 مليوناً و851 ألف دولار، توزعت على قطاعات الطيران بنسبة 51 %، والبحري 42 %، والبري ومرافقه 7 %.

خسائر النقل الجوي مُمثلاً بهيئة الطيران المدني والأرصاد وشركتي الخطوط الجوية اليمنية وطيران السعيدة 6 مليارات و870 مليون دولار و27 ألف دولار، والنقل البحري مُمثلاً بمؤسسة موانئ البحر الأحمر اليمنية والهيئة العامة للشؤون البحرية مليارين و427 مليوناً و577 ألف دولار، ومؤسسة موانئ البحر الأحمر اليمنية 3 مليارات و254 مليوناً و970 ألف دولار، والنقل البري مُمثلا بالهيئة العامة لتنظيم شؤون النقل البري والمؤسسة المحلية للنقل البري 890 مليوناً و276 ألف دولار.

وتتحدث إحصائيات “عين الإنسانية” والمركز القانوني المنشورة في 25 مارس 2023 عن تدمير طيران العدوان “15 – 16″ مطاراً، و”15 – 16″ ميناءاً، و”4453 – 10279″ وسائل نقل، و”666 – 1040″ شاحنة غذاء، و”2750 – 7293” طريقاً وجسراً.

وكشف تقرير لوزارة النقل عن استهداف العدوان 2040 وسيلة نقل مواد غذائية، و390 ناقلة، و10290 وسيلة نقل مختلفة، و7293 جسراً وطريق.

المؤسسة العامة للطرق والجسور، في تقرير نُشر في أغسطس 2022 قدّرت إجمالي الخسائر بـ 3 مليارات و665 مليون دولار، منها تدمير العدوان 102 جسور، بتكلفة مليار و675 مليون دولار، وتضرر 5000 كيلومتر من الطرق، بتكلفة مليار و461 مليون دولار.

وتسببت غارات العدوان في توقف عمليات الصيانة عن جزء كبير من الشبكة، من ضمنها 10500 كيلو متر بحاجة ماسة إلى التدخل والصيانة العاجلة للحيلولة دون انهيارها بشكل كامل.

وبلغت خسائر الطُرق الريفية 11 مليوناً و215 ألف دولار، والمؤسسة العامة للطرق والجسور 168 مليون دولار بسبب قصف العدوان معداتها ومخازنها ومنشآتها وفرقها الفنية، والخسائر السنوية التراكمية للسنة الواحدة 30 مليون دولار نتيجة انخفاض النشاط الذي كانت تقوم به المؤسسة قبل سنوات العدوان من خلال البرنامج الاستثماري لتنفيذ مشاريع الطرق والجسور، وخسائر استهداف العدوان للآليات والمعدات الخاصة بالمؤسسة 32 مليوناً و400 ألف دولار، وخسائر استهداف المباني والمنشآت 5 ملايين و700 ألف دولار، وخسائر المؤسسة المباشرة جراء 54 مليون دولار، وخسائر توقف العمل 44 مليونا و700 ألف دولار، وخسائر النقص في قيمة الديون المستحقة 28 مليون دولار.

 

النفط والمعادن:

 

تقديرات الأضرار المنظورة التي لحقت بالوحدات التابعة للوزارة حتى مارس 2023 نحو 60 مليار دولار، والأضرار التي لحق بمختلف القطاعات النفطية 100 مليار دولار.

وتحدثت إحصائيات “عين الإنسانية” والمركز القانوني المنشورة في 25 مارس 2023 عن تدمير طيران العدوان “383 – 427″ محطة وقود، و”285 – 390” ناقلة وقود.

 

القطاع التجاري والصناعي:

 

تكبد القطاع الاقتصادي خسائر فادحة شملت تدمير أكثر من 12 مصنعاً غذائياً واستهلاكياً وعشرات الشركات والمؤسسات والمراكز الاقتصادية والخدمية والاستثمارية العامة والخاصة.

واستهدف العدوان نحو 80 مُنشأة خاصة، بحسب نتائج الحصر التي قامت بها لجنة القطاع الخاص والصادرة نهاية عام 2018، تتصدرها المنشآت المُصنف نشاطها الاقتصادي كشركات بنسبة 38 %، تُقدّر قيمة الأضرار التي لحقت بها بنحو 867 مليون دولار، وحلت المنشآت الخدمية في المرتبة الثانية بقيمة أضرار تصل إلى 212 مليون دولار.

وتحدثت بيانات رسمية صادرة عن الاتحاد العام للغرف التجارية والصناعية عام 2018 عن تجاوز نسبة المصانع المستهدفة 45 % من حجم القطاع الصناعي في اليمن، والأضرار التي لحقت بها أكثر من 50 مليون دولار، وأضرار أنشطة الاستيراد والتصدير نحو 150 مليون دولار.

وقدّرت لجنة مُشكلة من الاتحاد العام للغرف التجارية والصناعية في صنعاء، بالتعاون مع الغرفة التجارية والصناعية، الأضرار التي تعرض لها القطاع الصناعي بنحو مليار و373 مليون دولار.

إجمالي خسائر تدمير البنية التحتية بحسب تقرير صادر عن قطاع الدراسات والتوقعات الاقتصادية في وزارة التخطيط والتعاون الدولي نحو 98 مليار دولار.

والتقديرات الأولية لخسائر التجارة الخارجية بسبب العدوان والحصار 36 ملياراً و285 مليون دولار، وفقاً لإحصاءات نشرها قطاع التجارة الخارجية بوزارة الصناعة والتجارة في أغسطس 2019.

قطاع الدراسات والتوقعات الاقتصادية في وزارة التخطيط والتعاون الدولي في تقرير له صدر في يوليو 2020، قدّر حجم الخسائر المباشرة وغير المباشرة التي لحقت بالقطاع الخاص، خصوصاً في السنوات الثلاث الأولى من العدوان بين “25 – 27” مليار دولار، يتصدرها القطاع التجاري بنسبة 18 %، ونسبة تأثر قطاع الصناعة التحويلية 8 %، والقطاعات الاقتصادية 92 %.

وكشفت إحصائيات “عين الإنسانية” والمركز القانوني المنشورة في 25 مارس 2023 عن تدمير طيران العدوان “8355 – 12088″ منشأة تجارية، و”369 – 409″ مصنع، و”661 – 704″ سوق، و”783 – 1020” مخزن أغذية، أضف لذلك 8 صوامع غلال بحسب إحصاءات العام 2015.

 

المراجع:

1 – موقع العرب اليوم، البنك الدولي يُقدّر خسائر البنية التحتية ورأس المال في اليمن بـ 15 بليون دولا، 25 أبريل 2017.

2 – موقع اللقاء المشترك، السياحة في اليمن بعد 1000 يوم من العدوان، 4 يناير 2018.

3 – وكالة الصحافة اليمنية، 4.3 مليار دولار خسائر اليمن في البنية التحتية جراء العدوان، 27 مارس 2019.

4 – وكالة سبأ، أكثر من 36 مليار دولار خسائر التجارة الخارجية بسبب العدوان والحصار، 14 أغسطس 2019.

5 – وكالة الأنباء اليمنية سبأ، مليار دولار حجم الخسائر جراء استهداف العدوان للمنشآت الرياضية والشبابية، 6 فبراير 2021

6 – مركز الإعلام الثوري، خسائر اليمن في بعض القطاعات خلال ست سنوات من العدوان والحصار، 28 مارس 2021.

7 – ديبريفر، تقرير دولي: خسائر اليمن في البنية الحضرية تفوق 8 مليارات دولار، 10 يونيو 2021.

8 – محمد الصلوي، خسائر الاقتصاد اليمني تربك الإحصاءات، موقع خيوط، 2 ديسمبر 2021.

9 – وكالة سبوتنيك الروسية، خسائر الاقتصاد جراء الحرب المستمرة منذ 7 أعوام كبدت اليمن حوالي 126 مليار دولار من الناتج المحلي، 1 فبراير 2022.

10 – وكالة الأنباء اليمنية سبأ، مؤتمر صحفي لوزارة الصحة حول آثار وتبعات العدوان والحصار على القطاع الصحي، 27 اغسطس 2022.

11 – وكالة الأنباء اليمنية سبأ، ثلاثة مليارات و665 مليون دولار خسائر شبكة الطرق والأشغال جراء العدوان والحصار، 29 اغسطس 2022.

12 – وكالة الأنباء اليمنية سبأ، 23 مليار و785 مليون و896 ألف دولار خسائر الكهرباء جراء قصف دول العدوان، 30 اغسطس 2022.

13 – وكالة الأنباء اليمنية سبأ، 111مليار و279 مليون و271 ألف دولار خسائر القطاع الزراعي جراء العدوان، 3 سبتمبر 2022.

14 – وكالة الأنباء اليمنية سبأ، أكثر من 12.3 مليار دولار خسائر قطاعات النقل جراء العدوان والحصار، 6 سبتمبر 2022.

15 – مركز “عين الإنسانية” للحقوق والتنمية، أكثر من 8600 شهيد وجريح من أطفال اليمن خلال سنوات العدوان، 22 نوفمبر 2022.

16 – وكالة الأنباء اليمنية سبأ، أكثر من 12 مليار دولار خسائر القطاع السمكي جراء العدوان والحصار، 9 يناير 2023

17 – وكالة الأنباء اليمنية سبأ، مؤتمر صحفي يستعرض تداعيات تحويل مراكز الإنزال السمكي إلى ثكنات عسكرية لقوى العدوان، 25 يناير 2023.

18 – وكالة الأنباء اليمنية سبأ، وزارة المياه والبيئة تُحيي الذكرى الثامنة ليوم الصمود الوطني، 25 مارس 2023.

19 – وكالة سبأ، وزارة الاتصالات تكشف عن خسائر قطاع وشركات الاتصالات والبريد في ثمانية أعوام، 25 مارس 2023.

20 – وكالة سبأ، وزارة النفط والمعادن والوحدات التابعة لها تُحيي الذكرى الثامنة للصمود، 25 مارس 2023.

21 – موقع أنصار الله، عين الإنسانية: استشهاد وجرح 48 ألف و394 مواطناً بنيران العدوان خلال 8 سنوات، 25 مارس 2023.

22 – وكالة الأنباء اليمنية سبأ، منظمة انتصاف تصدر تقريراً حقوقياً بعنوان “8 أعوام…تحت نيران العدوان”، 25 مارس 2023.

23 – منظمة انتصاف، أكثر من 13 ألف و500 شهيد وجريح من الأطفال والنساء جراء 8 سنوات من العدوان على اليمن، 26 مارس 2023.

24 – وكالة سبأ، وزارة النقل: أكثر من 13 مليار و442 مليون دولار خسائر القطاع جراء العدوان والحصار، 27 مارس 2023.

25 – وكالة سبأ، وزارة الزراعة والري تحتفي باليوم الوطني للصمود، 27 مارس 2023.

 

 


 

الأحد، 26 مارس 2023

العلامة المجتهد علي بن أحمد أبو هادي

 

عالم رباني، فقيه مجتهد، مفتي، مرشد، مؤلف

 العلامة الحُجة جمال الدين علي بن أحمد بن أحمد بن حسين بن أحمد بن هادي بن يحيى بن إسماعيل بن يحيى بن الحسن بن محمد بن صلاح – الشرفي الأصغر – بن محمد بن صلاح – الشرفي الأكبر

مولده بقرية المشن جنوب قرية جبل المحبشي من أعمال مديرية المحابشة في محافظة حجة في حدود العام 1937 ميلادي، ووفاته بصنعاء في يوم الأحد 6 شعبان 1436 هـ، الموافق 24 مايو 2015، وتم مواراة جثمانه الطاهر بمقبرة قرية جبل المحبشي من أعمال محافظة حجة نهار الثلاثاء 8 شعبان 1436 هـ الموافق 26 مايو 2015. 

اشتهر بأبو هادي نسبة الى جده هادي بن يحيى بن إسماعيل الشرفي.

التحصيل العلمي:

درس لدى كوكبة من علماء اليمن، وتنقل في العديد من مناطق بلاد الشرفين، مرشداً وخطيباً ومفتياً ومدرساً للعلوم الشرعية، وكان له دور بارز في تأسيس المدرسة العلمية بمدينة المحابشة، وتنشيطها، وتخرج على يديه العديد من العلماء.

السجل الدعوي والارشادي:

استقر به المقام في نهاية السبعينيات بقرية جبل المحبشي، وخلال تواجده بها تولى مهام الخطابة والإرشاد والفتوى والإصلاح بين الناس وتدريس العلوم الشرعية، وبعد نحو العام 2007 استقر به المقام بالمحروسة صنعاء، وتفرغ للعبادة وتلاوة القرآن الكريم واُسندت له مهام الإفتاء بالجامع الكبير فيها.

سألنا عنه القاضي العلامة صلاح بن أحمد فليته في نهاية العام 1995، فقال: ذاك عالمٌ جليل، ومؤلفٌ نحرير، لا يُجارى في مختلف العلوم الشرعية، غزير العلم، واسع المدارك، نعود إليه في الكثير من الإشكاليات، لأنه خيرُ من يسبِر أغوارها، ويحل غوامضها.

كم كنا نستأنس بأحاديثه، وخُطبه المطرزة بالسجع، وفصيح بيانه، ومجالسه العلمية والتعليمية.

الانشطة الاجتماعية:

1 - عضو جمعية علماء اليمن.
2 - رابطة علماء اليمن.

المؤتمرات العلمية:

شارك في العديد من المؤتمرات والندوات والفعاليات الدينية.

الانتاج الفكري:

له عشرة مؤلفات لا تزال مخطوطة منها كتاب الفرقة الناجية، والمئات من المباحث والردود والمناظرات والفتاوى الدينية. 

 أولاده: محمد، زيد

 

الثلاثاء، 21 مارس 2023

سعادة اللواء محمد بن أحمد بن حسين بن حسن بن يحيى بن هادي النجدي




ضابط، دبلوماسي، أمني، إداري.


مولده بقرية الوعلية من أعمال مديرية المفتاح بمحافظة حجة في العام 1371 هـ، الموافق 1952، ووفاته بصنعاء في يوم الخميس 17 شعبان 1444ھ، الموافق 9 مارس 2023، وتم مواراة جثمانه الثرى بمسقط رأسه.


بنحدر من أسرة علمية عريقة اشتهرت بالعديد من القامات القضائية والعلمية والقيادية والوطنية.


التحصيل العلمي:


أولاً: التعليم الديني:


أخذ مُقدمات العلوم الشرعية عن والده وعمه القاضي عبدالله بن حسين النجدي.

كما أخذ عن مشائخ المدرسة العلمية بالمحابشة.


ثانياً: التعليم النظامي:


التحق بعد قيام ثورة 26 سبتمبر 1962 بمدرسة الأيتام في المحروسة صنعاء، فدرس بها الابتدائية.

درس الإعدادية بمدرسة الشعب في الأمانة صنعاء.

حصل على درجة البكالوريوس في العلوم الأمنية والعسكرية من كلية الشرطة، ونال الترتيب الثالث بين دفعته، 1978.

حصل على درجة الليسانس في الشريعة والقانون من كلية الشريعة والقانون، جامعة صنعاء.


السجل الوظيفي:


بدأ مشواره الوظيفي في المجال الأمني، فانضم في العام 1978 لجهاز الأمن الوطني المعروف فيما بعد بجهاز الأمن السياسي، واستمر عمله في هذا الجهاز حتى مطلع تسعينيات القرن العشرين الميلادي، وشغل فيه العديد من المناصب، كما أُسندت له العديد من المهام الإدارية والدبلوماسية، منها:


1 - مدير دائرة الأمن الخارجي في جهاز الأمن الوطني، "1978 – 1989".

2 - قُنصل عام وملحق عسكري في سورية، مستهل تسعينيات القرن العشرين الميلادي.

3 - مدير أمن المنطقة الرابعة بأمانة العاصمة صنعاء، "1997 - .. ".

4 - نائب مدير أمن أمانة العاصمة صنعاء، " .. – 2000".

5 - ممثل مديرية المفتاح في المجلس المحلي لمحافظة حجة، "2001 – 2008".

6 - أمين عام المجلس المحلي ونائب محافظ محافظة حجة، "2001 – 2008".

7 - وزير مفوض بسفارة اليمن في الأردن، "2009 – 2019".

8 - عضو اللجنة الدائمة الرئيسية لحزب المؤتمر الشعبي العام، وأحد المشاركين في تأسيس هذا الحزب وصياغة ميثاقه الوطني.


قالوا عنه:


1 - محمد عبدالله النجدي:


اتسم اللواء محمد أحمد النجدي بصفات القيادي الفطرية بين زملائه منذ دراسته الأساسية، وروح الشاب العصامي، المؤمن بقدراته الشخصية في بناء مستقبله، المتطلع بكل حيوية وعنفوان الى خدمة مجتمعه ووطنه.

وهو من أبرز القيادات الأمنية التي تسامت بعملها الى مستوى وحجم الوطن، مُترفعاً عن كل صغيرة قد تُسيئ إلى سيرته المُشرفة، إيماناً منه بأنه في موقع المسؤولية، ما ينبغِ له إلا أن يكون أميناً في تمثيل وطنه ومجتمعه بكل قيمه ومبادئه.

وكان رحمه الله نموذج متفرد، وتعبير خالص عن نبض المواطن البسيط وآماله، وعن روح المسؤولية ورجل الدولة.


عليك سلام الله وقفاً فإنني .. رأيت الكريم الحر ليس له عمر.


2 - علي كامل الملاهي:


اللواء محمد النجدي من قيادات الدولة الذين حضوا بمميزات ومكانة في كل هرم الدولة.

رجل أمن من الطراز الأول، ارتبط بالأجهزة الامنية بحكم مركزه الأمني الحساس، فكان بحق ملاك حارس لأمن هذا الوطن.

عاش مُحباً مخلصاً لوطنه ولشعبه كقائد عسكري وإداري مدني. 

عرفته معرفة الأخ لأخيه، فوجدته نعم الأخ والصديق والمسؤول.

عاش حياته في خدمة الوطن بإخلاص وتفاني ونزاهة يشهد له بذلك القريب والبعيد والخاص والعام، ومات على ذلك مُحباً لوطنه ولأبناء وطنه. 

كان متواضعاً مع الصغير والكبير، مُخلّقاً بشوشاً كريماً وشُجاعاً أبياً مهاباً عزيزاً في بلاده ومحافظته واليمن عامة.

له مواقف وأقوال تشهد له بوطنيته لا مجال هنا لسردها، غير أن هناك كلمة قالها لي في ذات يوم، والتي فيما بعد عرفت أنها من مبادئه في الحياة مفادها: "إذا لم تعرف أن تُصادق (تُصاحب) فلا تُعادي".


3 - الدكتور محمد علي الخطيب:


اللواء محمد أحمد النجدي، الإنسان الذي تجسّدت فيه أجل وأجمل معاني الإنسانية السامية، وأنبل معاني المواطنة المُخلصة والصادقة، فهو أكبر من أن أُعرِّفه بالمركز الوظيفي الذي تبوأه، وهو: أمين عام المجلس المحلي لمحافظة حجة، لقد كان أكبر بكثير من ذلك المنصب، وما يعلوه، وبذلك فقدت، وفقدنا، وفقد الوطن أحد أعظم أبناءه البررة المُخلصين، الصادقين.


4 – الدكتور منصور الحماطي:


اللواء السفير محمد النجدي، كان مثالاً وقدوةً للقائد المُحنك، والقيادي المتميّز، والإداري النزيه، والدبلوماسي الرصين، والسياسي الحصيف، الأمر الذي جعله محل تقدير واحترام كلّ من عرفوه في داخل الوطن وخارجه. 

 

5 - الدكتور أيمن مذكور:


الفندم محمد النجدي من الرجال الأوفياء والنادرين، ورحيله مثّل خسارة كبيرة للوطن.


6 - حسن محمد عثمان:


اللواء محمد النجدي هامة وقامة وطنية فذة، خدم الوطن بكل نزاهة وأمانة، وولاء وطني، ولا ينسَ شبابنا وكوادرنا فضله في الدراسة في الجامعات والتوظيف، كان لهم الداعم والمُتابع والأب، ولولا جهوده لكان أبنائنا في تلك الفترات صفر اليدين، أيضاً في مجالات عدة له باعٌ طويل لعموم اليمن. 


7 - عبدالمجيد إبراهيم حاشد المحمري:


خسرت محافظة حجة على وجه الخصوص واليمن على وجه العموم برحيل اللواء محمد النجدي شخصية فذة وفريدة من نوعها، إداري بارع، وعسكري كاريزمي، ودبلوماسي رائع، وقِيل يماني له بصماته الخالدة في شتى المجالات التنموية والإدارية والسياسية والعسكرية والدبلوماسية، وفي المجال الاجتماعي، وإصلاح ذات البين.


8 - محمد حسن غالب السعيد:


كان معدن اللواء محمد النجدي ذهب وصفاء، لا يُفرّق بين شخص وأخر، ولا يعرف العنصرية والمناطقية، يُحب الجميع، وحُبه للوطن، تجلس معه تشعر بأنه أخ وأب لك، مثل هؤلاء الرجال لا يتكرروا.


9 - الشاعر أبو هيثم العبالي:


الرجل البشوش 

يا حروف القوافي أنعي محمداً

من هنا إلى طيب مثواه

محمد النجدي كل من يعرفه 

بحبه للبلاد وشموخ إباه

هامة من هامات البلاد واليمن

رجل المواقف منذ صباه

رحل عنا إلى جوار ربه

بعد حياة حافلة من عطاه

فيه المروءة والشهامة دمث

في أخلاقه عظيم في وفاه 

حاز المكارم كلها فطن

في كل الأمور بحكمته وذكاه

تقلد العديد من المناصب

وحاز أوسمة في جود سخاه

له العديد من المعالم التي

تذكرنا به حتى لا ننساه

كان أباً لكل الناس قاطبة

خير خدوم لكل من أتاه

رجل بشوش والضحكة التي 

تميز بها لا تفارق شفتاه 

رجل المحاسن والجود والكرم

لا يعرف جوده ما تنفق يداه

علم من أعلام تأريخ مجدنا

وقطب من الأقطاب فقدناه

سنذكره بكل جميل ويذكره 

التأريخ من بعدنا بطيب مسعاه 


أولاده:


عبدالكريم، خالد، رشاد، علي، أحمد، هشام، فارس، زياد.

الاثنين، 20 مارس 2023

2015 .. عام العدوان الدموي على دُور العبادة بصنعاء


مركز البحوث والمعلومات: زيد المحبشي


يظل العام 2015 من أكثر الأعوام دموية في السجل الأسود لسنوات العدوان العبري الثمان، استهدفت الجماعات الإرهابية التكفيرية الوهابية المُتشددة المدعومة من السعودية، والتيارات الدينية اليمنية الموالية لبلاط الدرعية، أكثر من 12 مسجداً بأمانة العاصمة، أثناء أداء المصلين الصلاة، في بادرة خطير كان الهدف منها تمزيق النسيج الاجتماعي، وتلغيم التعايش المجتمعي الذي تفرد به اليمن عن غيره من البُلدان العربية والإسلامية لأكثر من 12 قرناً، وتحويله الى مستنقع وساحة لحرب مذهبية لا تُبقِ ولا تذر، لكن وعي ويقظة وبصيرة أحفاد الأنصار أسقطت كل رهاناتهم ومخططاتهم الشيطانية التدميرية.


الجوامع المُستهدفة:


 الإحسان، القبة الخضراء، قبة المهدي، المؤيد، البليلي، البهرة، الروضة، الصياح، النور، قطينة، بدر، الحشحوش.


أدوات الجريمة:


 تنوعت ما بين حزامٍ ناسف وسيارة مُفخخة وانتحاريين مجبسين.


استراتيجية الجريمة:


ركّزت على تنفيذ عمليات مزدوجة، تستهدف المصلين والناجين والمُسعفين في وقتٍ واحد، بمعنى إبادة جماعية لكل الحاضرين، في حقد يزيدي دفين.


الضحايا:


أكثر من 700 إنسان، غالبيتهم من الأطفال وكِبار السن، بينهم من أُصيب بإعاقات دائمة.

نصيب بدر والحشحوش منها 555 ضحية، بينهم أُسر انتهت تماماً، وأُسر فقدت كل أطفالها، وأُسر فقدت الوالدين معاً، وأُسر فقدت الأب والإبن والأخ وأخاه، وأُسر فقدت ثلاثة أجيال "الجد والإبن والأحفاد".

كما حصدت كوكبة من خيرت علماء اليمن، منهم:

السيد العلامة الدكتور مرتضى المحطوري، السيد العلامة عبدالملك المروني، السيد عبدالإله الكبسي، العلامة عمار اللاعي، العلامة محمد عبدالملك الغيثي.


بنك الأهداف:


تركّز اهتمام المعتدين على المساجد المُشتهِرة بمناهضتها للفكر الوهابي التكفيري الإرهابي، وفي هذا دلالة واضحة على أن تحالف البغي العبري كان يُعد العُدة للقضاء على شيعة اليمن، والنيل من نقاء وطُهر الإسلام المحمدي في بلد الأنصار، وتحويله الى حظيرة لأنعام التكفير الوهابية، وساحة لسادتهم وأولياء نعمتهم في البيت الأسود وتل أبيب، وبوابة للمشروع الاستعماري الاستيطاني القديم المُتجدد بنُسختيه: الشرق الأوسط الكبير والقرن الأفريقي الكبير، بعد فشل رهانات أبقار الأميركان وقُرود الصهاينة في العرق ولبنان، وتالياً صيرورة قُرود أبقار واشنطن في المشرق العربي واسطة العقد في رسم مستقبل المنطقة والتحكم في مسارها ومصيرها، وكعبة حُكام العرب المُشرّفة، والفرقان الحق المسخ لمُنظِّري التقريب البقري القُرودي بين الأديان، كتابهم المُقدّس، ومظلتهم للتعايش والسلام الكاوبوي الهوليودي، ودُعاة الحرية والكرامة من قوى المقاومة والممانعة الإسلامية عدوهم الأوحد، ومحتل أراضيهم المُقدّسة من الصهاينة اللُقطاء مُنقذ ومُحرر وصديق حميم وأخ رحيم، ويا للعجب من هكذا هول عظيم.


شواهد ذلك كثيرة، أكثرها تجلياً الاستهداف المُمنهج لدُور العبادة في اليمن من قبل طيران التحالف العبري، وتدميره أكثر من 1612 مسجداً، خلال سنوات الجمر الثمان من عدوانه الآثم على بلد الإيمان والحكمة، والمساعي المُستميتة لطمس الهوية الإيمانية لأحفاد الأنصار، ومسخ الأخلاق العربية الأصيلة.


مجازر عابرة من مسلسل دموي غير عابر:


1 - مجزرة بدر والحشحوش:


طالت استهدافات الجماعات الإرهابية في 20 مارس 2015 مسجدي بدر بجولة تعز والحشحوش بالجراف، أثناء صلاة الجمعة، نفذها أربعة انتحاريين يحملون أحزمة ناسفة، في عملية مزدوجة وضعت في بنك أهدافها تصفية المصلين والناجين والمُسعفين.


إذن فنحن أمام عملية وحشية غير مسبوقة في تاريخ البشرية، والمُلفت للنظر أن هذه الاستراتيجية الشيطانية كانت السمة الغالبة لعمليات تحالف البغي العبري في اليمن منذ انطلاقتها في 26 مارس 2015، أي بعد 6 أيام فقط من غزوة بدر والحشحوش، والتي لم تكن سوى مُقدمة لأمر جلل كان يُراد تمريره في اليمن، لكن عناية الله ويقظة المُخلصين من أبناء هذا الشعب المؤمن حالت دون مراميهم الشيطانية، وأسقطت كل مشاريعهم التدميرية، وحوّلت سهام مخططاتهم المسمومة إلى نحورهم.


ذلك العدوان الآثم تسبب في استشهاد 155 إنسان، وجرح 400 إنسان، بينهم 40 شخصاً اصابتهم بليغة، وبين كل 5 ضحايا طفل، بواقع 111 طفل بين شهيد وجريح.


واستبقت الجماعات الوهابية الإرهابية التكفيرية هذه العملية الإجرامية باغتيال المناضل والمجاهد والصحافي الكبير "عبدالكريم الخيواني"، في 18 مارس 2015، أي قبل يومين فقط من مذبحة بدر والحشحوش، وهو من الشخصيات الوطنية والثقافية المعروفة بكتاباتها النارية ضد تلك الجماعات الظلامية، منذ حادثة كول الشهيرة وفُقاعات جيش عدن أبين الإسلامي، وما تلاها من نوازل ونكبات "داعشية - قاعدية" ومؤامرات "إخونجية".


ويروي العلامة المجاهد "حمود الأهنومي" وهو أحد شهود مجزرة بدر وله كتابٌ عن شهداء المجزرتين، في مقالٍ مطوّل له عنهما، أن أستاذنا وشيخنا شهيد المنبر الدكتور المرتضى المحطوري كان مُسترسلاً في خُطبة الجمعة الدامية بالحديث عن الإعلامي المجاهد "عبدالكريم الخيواني" والثناء على شجاعته، كأول من رفع سقف الصحافة في اليمن، والتأكيد على ضرورة تطبيق الحزم وعدم التهاون مع المجرمين الذين انتزعوا روحه الطاهرة، متسائلاً بحُرقة وألم: "هل يجب أن ننتظر القتلة ليقتلونا واحداً واحداً؟".


وبينما هو يعود لتفاعله المعهود منه، ويُمهِّد للمصلين بأنه سيُخْبِرُهم بنكتة، قال إنه: "يخشى أن تنقُض الوضوء"، لكنه ما إن أكمل هذه العبارة حتى انتقضت عُرى الإنسانية، وتعرّى إسلامهم الأميركي، فتزلزل المسجد بسقوط عشرات الأبرياء بسرعة خاطفة.


هذا المسلسل الدامي من "الإرهاب اللا إنساني" أعاد للذاكرة مشهد مُماثل حدث في مدينة المحابشة من أعمال محافظة حجة أثناء ثورة 26 سبتمبر 1962، وكان أستاذنا المحطوري رضوان الله عليه أحد شهوده، كما يروي في مُستهل ورقة عمل بعنوان "الجهاد الإرهاب العنف تداول السلطة"، قدّمها في مؤتمر دولي نظّمه مركز القدس للدراسات السياسية في العاصمة الأردنية، تحت عنوان: "نحو خطاب إسلامي ديمقراطي مدني"، لم أعد أتذكر سنة انتظامه.


وكان شمال اليمن يومها يتعرّض لغارات همجية من الطيران المصري، لا تُفرِّق بين ما هو مدني وما هو عسكري، ومنها غارة استهدفت الجامع "المقدس" بمدينة المحابشة، وكان الدكتور المحطوري يومها طالباً بالمدرسة العلمية في منطقة "القرانة" الواقعة جنوب المسجد المُستهدف على بعد نحو 200 متر.


استُشهد في تلك الغارة كل المتواجدين في المسجد، وعددهم 75 إنسان، باستثناء شخص واحد من بيت "سليم"، كُتبت له النجاة، كانوا يحتمون بالجامع من عربدت ذلك الطيران الأرعن، وتطايرت أشلائهم على بُعد 500 متر في الاتجاهات الأربع، في مشهد بشع يُحاكي ما جرى في بدر والحشحوش وغيرها من مساجد صنعاء في العام 2015، وملا تلاها من جرائم "سعودية - إماراتية" بحق اليمنيين في سنوات العدوان العبري الثمان.


ولا يزال أبناء تلك البلاد يتناقلون مشاهد جمع الأشلاء المتناثرة لأحبتهم إلى اليوم، وقد حكى لي والدي رحمه الله عنها والدمع يقطر من عينيه وآهات وحشرجات الألم تُقَطِّعُ أوتار قلبه وتكتم أنفاسه.


والشاهد من كلام الدكتور المحطوري، وكان هدفه تقديم تعريف مُبسّط للإرهاب من الواقع المُعاش بعيداً عن التنظيرات الأميركية السُفسطائية:


"بعد اتصال من السيدة المُبجلة هالة سالم - المدير التنفيذي بمركز القدس للدراسات السياسية، بادرت إلى كتابة ورقة أُسطِّر فيها فهمي للإرهاب، والعنف، والتداول السلمي للسلطة؛ من خلال تجربتي ومُعاناتي الشخصية التاريخية، وقد عرفت العنف عن قرب، واكتويت بنار الإرهاب الفكري، والمادي، فلا أحتاج إلى معاناة لأُنبّش عن ذكريات الإرهاب، والعنف، والاستبداد.

لقد بدأ المسلسل الدامي منذ شاهدت بأم عيني وأنا في سن الثالثة عشرة أو أكثر قليلاً حين كنت مُختبئاً في جبل شرق قريتي؛ خوفاً من الطائرات التي كانت تقصف المناطق الشمالية من اليمن أيام حرب عبدالناصر، والسعوديين في اليمن، وكانت قُرَانا آهلة بالمزارعين وحيواناتهم ليس لها أي علاقة بالنشاط العسكري، بل كُنا في الصف الجمهوري، ومع ذلك لم نسلم من القصف والترويع.

إنما المشهد الذي لا أنساه حين مرت طائرة وقت صلاة الظهر، وقذفت مسجداً في مدينة المحابشة مُكتظاً بالمصلين، وكادت الطائرة أن تُلامس سطح المسجد؛ إذ لا يوجد مُضادات، فنسفت المسجد بمن فيه، كانوا خمسة وسبعين لم ينج منهم إلا واحد.

المشهد الثاني: يوم كنا بمسجد "القُرانة" مهاجرين لطلب العلم، فأقبلت في الصباح الباكر طائرة سوداء، فألقت من الشرق شريطاً كاملاً من القنابل ذرع مدينة المحابشة الوادعة المستطيلة في سفح الجبل، فألقيت بنفسي على الأرض؛ تفادياً للشظايا كما كانوا يعلِّموننا، وقد كنت متعوّداً على إرهاب كهذا، فصارت نيران جهنم الواصلة من الجو عبارة عن ألعاب تُصيبنا ببعض الذعر، لكني لم أفر بل ذهبت لمشاهدة آثار القصف، فشاهدت شيخاً عجوزاً فقيراً قاعداً ميتاً بجوار موقد لقلي نوع من الحُبُوب يعتصر منها لقمة عيش جافة له ولأسرته.

وشاهدتُ طفلاً في السادسة من عمره مرمياً في العراء، قد بُتِرت رجله من فوق الركبة، وبقيت مُعلَّقة، وهو يئن وينزف، وعنده عجوز تبكي لا تدرِ ما تفعل له، وأنا مبهوت أعيش الجهل، والوحشة، والمشاعر المُؤلمة، لم أُقدِّم لهذا الطفل أي مساعدة، فماذا أفعل؟! فلا إسعاف، ولا وسائل ولو بدائية، ولا شيء، فما زلنا كما خَلَّفَنَا نبيُّ الله نوح عليه السلام.

والأكثر إيلاماً أن تسمع الجماهير المنحطة تهتف لهؤلاء الإرهابيين القتلة من المحيط الهادر إلى الخليج الثائر: نفديك يا عبدالقاهر .. أو بالروح بالدم نفديك يا فندم؟!".


وللأسف ما شاهده الدكتور المحطوري في الثالثة عشرة من عمره يتكرر بكل تفاصيله وللعام الثامن على التوالي، والأكثر مرارة أن يكون أحد ضحاياه، وأن نكون أحد شهوده، لأن الشاهد فارقنا، وأبقى لنا مرارة وعذاب وألم المُشاهدة، لكن دمه ودم رفاقه من اليمنيين الأبرياء لم يذهب هدراً، فها هو اليمن يغتسل بطُهر دمائهم الزكية من خُبث ورجس وأوساخ تلك الجماعات الظلامية وفي سنوات معدودة من الفُراق الأليم.


2 - هكذا يستقبل التكفيريون رمضان:


استهدفت الجماعات التكفيرية في 17 يونيو 2015، عدة أماكن في صنعاء، منها: المكتب السياسي للأنصار، مسجد القبة الخضراء بشارع هائل، مسجد الكبسي بشارع الزراعة، مسجد الحشحوش بحي الجراف، أثناء أداء صلاة المغرب أخر شعبان وعشية رمضان، ما تسبب في استشهاد 30 مُصلياً، في تأكيد واضح وجلي على أن تلك القوى الإجرامية مجرد "بيادق" كما أسلفنا بيد بقر وقرود دهاقنة الشرق الأوسط الجديد.


3 - مجزرة جامع قبة المهدي:


غيرّت الجماعات التكفيرية في 20 يونيو 2015، أدوات الجريمة، فاستبدلت الانتحاريين والأحزمة الناسفة بسيارة مُفخخة انفجرت قُرب جامع قبة المهدي بالتحرير، ما أدى إلى استشهاد شخصين وإصابة ستة آخرين.


4 - مجزرة جامع البهرة:


وهي جماعة شيعية تتبع المذهب الإسماعيلي، ولها تواجد بِعدة مناطق يمنية في الشمال والجنوب، منها أمانة العاصمة صنعاء، وكان جامعها في شارع سوق "الرمّاح" هدفاً لإحدى السيارات التكفيرية المُفخخة في 29 يوليو 2015، تسببت في استشهاد 5 أشخاص.


5 - مجزرة مسجد المؤيد:


يقع في الجراف من أمانة العاصمة، استهدفته تلك الجماعات الظلامية بعملية مزدوجة في 2 سبتمبر 2015، تسببت في استشهاد 34 إنسان وجرح 94 يمني.


6 - قرابين عيد الأضحى:


لأنهم أعداءُ الإنسانية، يكرهون كل مباهج البهجة والفرح، ويُزعجهم ابتهاج المسلمين بأعياد الله، لأنها هِبات ونفحات وكرامات، ولا أعجب أن يكون عباد الله الصالحين المُؤدين صلاة عيد الأضحى بجامع "البليلي" في صافية الأمانة هدفهم التالي، مُرسلين في 24 سبتمبر 2015 أحد انتحاريهم، لانتزاع فرحة الساجدين الراكعين العابدين الحامدين الشاكرين، ما تسبب في استشهاد 10 أشخاص واصابة 21 شخص.

الثلاثاء، 14 مارس 2023

الأب الروحي لابتسامة رمضان الأستاذ القدير محمد بن عبدالرزاق بن حسين بن عبدالله بن محمد المحبشي






كاتب إذاعي ودرامي، مُذيع، إعلامي مخضرم.

مولده بجبل حبور في العام 1361 هـ، الموافق 1942، ووفاته بصنعاء في يوم الأحد 21 صفر 1425 هـ، الموافق 11 أبريل 2004.

من الإعلاميين المخضرمين الذين أثروا الساحة الإعلامية بإبداعاتهم الخّلاقة، وكان لهم دور بارز في تطوير الأداء الإعلامي في الإذاعة والتلفزيون، وكان يوصف بأنه مدرسة في العمل الإذاعي.

التحصيل العلمي:

تلقى تعليمه الأولي في حبور، حيث درس القرآن الكريم وعلومه والحديث والتفسير والفقه. 

تلقى العديد من الدورات في المجال الإعلامي داخلياً وخارجياً.

السجل الوظيفي:

أولاً: العهد الملكي:

التحق، في بداية مشواره الإعلامي، وتحديداً في الخمسينيات من القرن العشرين بإذاعة الجوف، وكانت عبارة عن إذاعة صغيرة ذات معدات بسيطة وقديمة، داخل كهف صغير، وكان حينها وعدد من زملائه منهم "علي يوسف الأمير"، ضمن صفوف الملكيين، وظل يعمل هناك إلى أن تمت المصالحة بين الملكيين والجمهوريين، فتم دمج الجميع في بوتقة واحدة. 

ثانياً: العهد الجمهوري:

انضم في العام 1970 إلى إذاعة صنعاء، فعمل فيها مُعداً ومُذيعاً وكاتباً، حتى وفاته.

وهو أول وجه يُطل ويفتتح شاشة تلفزيون صنعاء في سبتمبر 1975، وأول من تولى منصب مدير عام البرامج فيه، وصاحب أول برنامج توثيقي تلفزيوني.

له مشاركات في العديد من الندوات والدورات الإعلامية الإذاعية محلياً وعربياً، وحصل على عدد من الشهائد والأوسمة التقديرية.

الإنتاج الفكري:

أعد وقدم الكثير من البرامج السياسية والاجتماعية والثقافية، والمنوعات والمسلسلات والتمثيليات الدرامية، منها:

أولاً: البرامج الاجتماعية والثقافية:

1 - مذكرات الأسبوع، وهو أول عمل إبداعي له بإذاعة صنعاء.
2 - الحاضر يُعلِم الغائب، من البرامج الرمضانية التي لاقت أصداء واسعة واكتسبت شهرة كبيرة، ثم تم تغيير اسمه إلى "بسمة"، كان يقدمه قبل الإفطار مع الإعلامي القدير "أحمد البحري".
3 - أوراق ملونة.
4 - مذياع المنوعات.

ثانياً: البرامج الرمضانية والمناسباتية:

1 - في وجداني أغاني، عام 1997.
2 - ضيف الإذاعة.
3 - سهرة من منزل.
4 - سهرة مع فنان، أجرى فيه العديد من المقابلات مع الفنانين اليمنيين والعرب، منهم:

 محمد عبدالوهاب، أحمد رياض السنباطي، رياض جمجوم، ياسمين الخيام، تحية كاريوكا، معالي زايد، .. ألخ. 

ثالثاً: البرامج السياسية:

1 - العالم في أسبوع.
2 - قراءة في الصحافة العالمية.

رابعاً: المسلسلات:

1 - الدنيا لله.
2 - الفجر.
3 - العطش.
4 - المعجزة.
5 - الرسم بالكلمات.
6 - صورة طبق الأصل.
7 - أمثال وممثلون.

خامساً: التمثيليات:

له العشرات من التمثيليات التوجيهية الهادفة، عبّر من خلالها عن الواقع الذي يعيشه المجتمع اليمني والمشكلات التي يواجهها الفرد والمجتمع على حد سواء، محاولاً وضع الحلول في قالب درامي متميز، سواء كان ناقداً أم ساخراً.

قالوا عنه:

1 - الإعلامي القدير "شرف الويسي":

لم يقتصر "محمد المحبشي" في كتاباته على نوع محدد من البرامج الإذاعية، بل كانت شاملة ومتعددة، فقد كتب التحليل والتعليق السياسي، كما كتب البرنامج الاجتماعي والتمثيلية الدرامية، وكان كاتباً درامياً من الطراز الأول ومتنوع في التناول من الفكاهة إلى السخرية إلى الواقعية والجدية، وكتب البرامج الجادة والناقدة.

ولا أبالغ إذا قلت أنه مدرسة إذاعية بكل المقاييس.

وكان أستاذاً تعلم منه عدد من كُتاب البرامج بإذاعة صنعاء، واستفادوا كثيراً من مدرسته التي أسسها في العمل الإذاعي.

2 - الإعلامي "محمد الحطامي":

مهما نسينا فلن ننسى صوت الإذاعي "محمد المحبشي" الإنسان، صاحب القلب الكبير الذي ظل يزرع الحب للوطن والناس كل الناس، مُجسداً ذلك بأخلاقه الحميدة وتواضعه وطيبته المتناهية، فدخل قلوب الناس بدون استئذان.

3 - "طاهر الحرازي" - مخرج:

عرفت في "محمد المحبشي" ابتسامة مُشرقة، دائمة الحضور، لا تفارق محياه، عرفت فيه رجاحة العقل المستنير.
"المحبشي" مُذيع قدير وكاتب مرموق وقلم رشيق، السيرة الذاتية لحياته ومراحل نضاله مليئة بالمآثر الوطنية والمواقف الشجاعة منذ أن التحق بالعمل الإعلامي، الكثير من الناس الذين عرفوه من خلال الاستماع لأعماله العظيمة التي جعلت له رصيداً كبيراً في مكتبة الإذاعة يمتدحونه ويعتبرون غيابه عن العالم الدنيوي خسارة كبيرة على الوطن.

4 - "صدام الزيدي" - كاتب:

الإذاعي الراحل "محمد عبدالرزاق المحبشي" من أبرز المحاورين الإذاعيين، في فترة كانت الإذاعة تُمثل المصدر الإعلامي الأكثر انتشاراً ومتابعة، ذلك في السنوات الأولى التي أعقبت ثورة السادس والعشرين من سبتمبر العام 1962.

5 - صحيفة "لا" اليمنية:

"محمد المحبشي" إذاعي مخضرم من الأوائل، وصاحب صوت يمتاز بُقدرة فائقة على جذب الأسماع عليه. 

6 - الشاعر الكبير "إسماعيل محمد الوريث":

لم أصدق ما جاء عبر الأثير .. عن رحيل الأخ العزيز، الأثيرِ
الزميل الذي تغرد حُباً .. ووفاءً، فمالهُ من نظير
والمذيع الذي له كل قلٍبٍ .. منزلٌ، حلهُ، بغيـض، الشعــورِ
راعني ما سمعت، مات الذي كان .. أنيقاً في النقد والتصــويرِ
وأميرُ البيان، في كلِ فنٍ .. وفتى القومِ، في دقيق الأمورِ
راعني ما سمعتُ، كان أخ الصفوِ .. نديماً، يديرُ كأس السرورِ
وافر القلبِ، بالمودة يلقا .. ك بصوتٍ عذبٍ، ووجه منيرِ
كيف أنسى يا ذكرياتي عهوداً .. جمعتنا في روضةٍ، وحبورٍ
أوّل الأمر، في الإذاعةِ يلقا .. ني بصدر رحبٍ وودٍ وفيرِ
ويدورُ الزمانُ والصحب كثرو .. ن غير أنّ الوفاء غيرُ كثيرِ
كلما خانني الزّمانُ، استداروا .. عن طريقي، وأوغلوا في النفورِ
وبنُ عبدالرّزاق ظلَّ صديقي .. ورفيقي وعمدتي، ونصيري
كيفَ أنسى رب الفصاحةِ في .. كلِ مجالٍ موفق التعبير؟
يابن عبدالرّزاقِ، يا خير من هزَّ .. حنايا الورى، بصوتٍ جهيرِ
كنتَ للمُتعبين عوناً، وللعاني .. كفيلاً، وموئلاً للفقيرِ
وتميزت بالتواضعِ والإخلاصِ .. من دون منَّةٍ أو غرورِ
يا غزير الوداد، إن كنت قد سرتَ .. إلى ذمة الودود الغفورِ
وترجّلت عن حصان الأماني .. وحياة مليئة بالشرورِ
فلقدْ خلّف ارتحالُك وجداً .. وشجوناً تضجُ خلف الصدورِ
كيف ننساك، يا نسيم الصباحا .. تِ وقنديل العشق في الديجورِ
ليس من مات، وهو أعتى من .. الموتِ كمن مات وهو ملءُ الضمير
لم تزل في القلوب حيّاً وإنْ وا .. روك تحت الثرى، وبين القبورِ
خِفةُ الظّل تلك فينا أريجٌ .. أينَ مِنْ طيبها شذىُّ العطورِ
وسجاياك ماثلاتٌ كأنّا .. ما فقدناك، ذاتَ يومٍ مطيرِ
نمْ قريرَ العينين فالعيش مرٌ .. في مُحيط العروبةِ المحصورِ
واسترح بعدما وقفت طويلاً .. تستحثُّ الخُطى لأمرٍ خطيرِ
وتنادي إلى اجتثاث العمالاتِ .. ونبذ الهوى ومدّ الجسورِ
كُنت صوتاً مجلجلاً يتحدى .. رهبةَ الصمتِ، في الفضاءِ الكبيرِ
إنما يا أخي محمد كان الغزو قد .. مدّ ظلّهُ في البحورِ
قبل أن يحرق النخيل ويجتث .. المراعي في الموطنٍ المغرورِ
كان كالداء وهو أكبر داءٍ .. قدْ تفشّى في جلدنا كالبثورِ
أيها الصادحُ المغرد يا حزمة ضوءٍ .. وموجة من عبيرِ
قد يقولون ما المذيع سوى حامل .. ختم، و"مكرفون" أميرِ
ولسانٍ للحاكمين يُغطي .. كلّ عيب فيهم، وكلّ قصورِ
ما دروا أنّ في المذيعين من يبغي .. من يبقى محلّ الثناءِ والتقديرِ
وَهَبَ العمر كله لمُحبيهِ .. وشفته حِدة التفكيرِ
ولأنت المثال ماكنت يوماً .. ظلَّ باغٍ، أو نافخ في الصُّورِ

7 – الشاعر الكبير "عباس الديلمي":

قرابة رُبع قرن، وأنا لا أستعذب سماع ما أكتبه إلاّ بصوت زميلي المرحوم المذيع المبدع "محمد المحبشي"، وبعد رحيل ذلكم الصوت هل اقول "لقد كُسر جناحي"؟

هذا ما أستطيع قوله باختصار
أما الدمعة الأولى فكانت هكذا؟
وأنت محمد
كفَ المنون رمت، فلا سلمت يد
غير التي عند المكاره تُحمد
من لي بقلبٍ عند هول فجيعةٍ
كفجيعتي بمحمد يتجلّد
لا صبر لي بعد الفراق وكيف بي
أنساك، أو أسلو وانت محمد
تأتي المصائب كالجبال عظيمة
لكنها تبلى، يُصغرها غد
إلاّ المصاب بفقد مثلك انه
في كل يوم حزنه يتجدد
كسرت جناحي رمية عن غرة
يا للمنون الصم كيف تسدد
فأنا الجريح وهل رأيتم طائراً
غرداً يطير به جناح مفرد
ستظل في قلبي رفيق محبةٍ
يا شجو سرب للجمال يغرد