Translate

الثلاثاء، 7 ديسمبر 2021

الشيخ علي بن حسين بن علي بن أحمد المحبشي




شيخ قبلي، إداري، مناضل سبتمبري.


مولده في العام 1355 هـ، الموافق 1936 بوادي "سدم"، أحد أودية خولان الطيال في مديرية جحانة من أعمال محافظة صنعاء، ووفاته بالمحروسة صنعاء في يوم الخميس ليلة الجمعة 13 ربيع الأول 1445 هـ، الموافق 28 سبتمبر 2023، ومواراة جثمانه الطاهر في ظهر الجمعة 14 ربيع الأول 1445 هـ، الموافق 29 سبتمبر 2023.


من أعيان خولان الطيال المشار إليهم بالبنان، وأحد وجهاء أسرة بيت المحبشي في تلك البلاد، وأحد المراجع القبلية الوازنة في حل الخلافات وفض الخصومات وإصلاح ذات البين، وله باع طويل في الأحكام والأعراف القبلية.

تتجلى فيه هيبة القبيلة، وحكمة وفراسة الأجداد، صاحب نجدة، ونخوة، وكرم، وشهامة، وله بصماته في الأعمال الخيرية، والعمل التطوعي الاجتماعي.


التحصيل العلمي:


تعلم القراءة والكتابة والقرآن الكريم لدى مشائخ بلدته.


السجل الوظيفي والنضالي:


شارك في ثورة 26 سبتمبر 1962، ثائراً، ومدافعاً، وذائداً عن الثورة والجمهورية.

ساهم في الارتقاء بمنطقته من خلال التعاونيات، وشغل العديد من المناصب في المجلس المحلي لمديريته منذ إنشائه عام 1995، وتدرج فيه من موظف إداري، الى مندوب، فعضو.

في العام 1990 طاب له المقام بمدينة صنعاء، فامتهن التجارة حتى العام 2000.

وهو عضو قيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام.

حصل على العديد من الشهائد التقديرية.


له أخٌ يُسمى الشيخ "صالح بن حسين المحبشي" استشهد في واقعة الصالة الكبرى بالمحروسة صنعاء في 8 أغسطس 2016، سألنا عنه المحاضر بكلية الطب في جامعة صنعاء الدكتور "فؤاد القطاع"، فقال: هو من أنبل الناس، ومن أهل الخير والصلاح والإصلاح بين الناس.


أولاده: 


عبدالولي، حسين - ضابط، محسن، جمال، عارف.


السبت، 13 نوفمبر 2021

التربوي القدير الأستاذ محمد بن عبدالله بن علي بن عبدالله بن علي الخالد

تربوي، إداري، مناضل، شخصية اجتماعية وازنة

مولده بمدينة المحابشة من أعمال محافظة حجة في العام 1962.

درس الابتدائية في مدينتي المحابشة والحديدة، والإعدادية والثانوية في مدرسة النور بالمحابشة، وفي العام 1984 التحق بكلية التجارة والاقتصاد التابعة لجامعة صنعاء، وحصل في العام 1988 على درجة البكالوريوس في الإدارة والمحاسبة.

شارك في العديد من الدورات التدريبية والتأهيلية.

انضم في العام 1988 للعمل في وزارة التربية والتعليم، وشغل العديد من المناصب في الحقل التعليمي، منها وكيل مدرسة الثورة الإعدادية الثانوية بمدينة المحابشة، فمديرا لها 1991 - 2004.

شهدت مدرسة الثورة خلال فترة إدارته، مرحلة ذهبية في الأداء والتطوير والارتقاء بالعملية التعليمية والتربوية، وأتت فترة إدارته بعد مرحلة ساخنة من الصراع بين الإدارات السابقة للمدرسة وطلابها، فاستطاع بحنكته وحكمته إعادة الأمور إلى نصابها، وتجنيب المدرسة رُهاب المهاترات الحزبية والمذهبية.

كما شهدت فترة إدارته تنظيم العديد من الفعاليات الوطنية والثقافية منها فعالية عن قضية جزيرة حنيش.

وهو من القامات الوطنية والشخصيات الاجتماعية الوازنة والفاعلة في مديرية المحابشة، وكان له دور بارز في خدمة المديرية، في مختلف مناشط الحياة الاجتماعية والثقافية والخيرية والإنسانية.

له ابتسامة ملائكية، وكاريزما قيادية، وأخلاق نبوية، جعلته على الدوام محل احترام كل الأطياف، وحظي بحب واحترام كل من عرفه.

أولاده: وسيم، علي، مصطفى، أدهم، يوسف


الخميس، 11 نوفمبر 2021

الأستاذ القدير مرتضى بن محمد بن حسن شرف الدين الملقب بالشاهلي

تربوي، مدرس، إداري، ناشط اجتماعي

مولده بالمحابشة من أعمال محافظة حجة في العام 1975، ووفاته بها في 1 نوفمبر 2021، عن 46 عاما.
درس الأساسي والثانوية بالمحابشة، وحصل في العام 1999 على درجة البكالوريوس من قسم اللغة العربية بكلية التربية في جامعة صنعاء.
شارك في العديد من الدورات التدريبية والتأهيلية، متدربا ومدربا.
عمل مدرسا لمادة اللغة العربية في العديد من مدارس مديرية المحابشة منها مدرسة 22 مايو للبنات، وأخر منصب له رئيس قسم الاختبارات في إدارة التربية بمديرية المحابشة.
وكانت له بصماته في العمل الانساني والاجتماعي.
وهو شخص هادئ، ومرح النفس، وسهل التعامل، يخجلك بتواضعه، وطيب معشره، وغزارة معرفته.
كان له اسلوب مميز في تدريس علوم العربية، والتعامل مع الطلاب، وتحبيبهم في لغة القرآن.

أولاده: محمد، علاء

.. ارقد بسلام صديقي رحمة الله تغشاك

الخميس، 4 نوفمبر 2021

التربوي القدير حسن علي علي سليم


 أ
ستاذ، مترجم، ناشط اجتماعي، مثقف

مولده بمدينة المحابشة من أعمال محافظة حجة في العام 1966، ووفاته بها في يوم الجمعة 2 جمادى الثانية 1442 هـ، الموافق 15 يناير 2021، عن 55 عاماً، بعد حياة حافلة بالعطاء في مجال التربية والتعليم والعمل الإنساني.
بعد ثورة 26 سبتمبر 1962 تعرض الجامع "المقدس" بمدينة المحابشة لغارة جوية من الطيران المصري، وكان مكتظاً بأبناء المدينة الهاربين من جحيم النيران المصرية، ما أدى إلى استشهاد كل من فيه وتناثر أشلائهم، باستثناء أربعة أشخاصٍ كتب الله لهم النجاة، منهم والد صاحب الترجمة وأخيه الأكبر الحاج محمد بن علي سليم، فاضطروا للنزوح إلى قرية "الصاية" التابعة لمنطقة "بني أسد"، الواقعة حالياً بعزلة "حجر"، وهناك تفتحت عيونه فدرس لدى العلامة المرتضى بن زيد المحطوري.
وفي مطلع سبعينيات القرن العشرين عادة أسرته إلى مدينة المحابشة، فالتحق في العام 1974 بمدرسة "النور" بالجرد وحصل في العام 1985 على الثانوية العامة، القسم العلمي، وفي العام 1987 التحق بقسم الدراسات الانجليزية بكلية التربية في جامعة صنعاء، وتكللت جهوده في العام 1991 بالحصول على درجة البكالوريوس.
في العام 1992 انضم لكوادر وزارة التربية والتعليم، فعمل مدرساً لمادة اللغة الإنجليزية بعدة مدارس منها مدرسة "فتح الطوقي" بأمانة العاصمة خلال الفترة "1992 – 1994"، وفي العام 1994 انتقل إلى مدرسة "الثورة" الإعدادية الثانوية بمديرية المحابشة، كما عمل بمدرسة "22 مايو" بالمحابشة.
29 عاماً من العطاء، كان خلالها نموذجاً للمعلم والتربوي المثالي، أعطى بلا حدود، وتخرجت على يديه أجيال، كما عمل في الترجمة، و خلال دراسته الجامعية عمل إدارياً بفندق "شيرتون"، وله الفضل في تأسيس جمعية "الاخلاء"، وشغل منصب الأمين العام فيها، كما عمل في مجال التدريب والتأهيل للمعلمين والمعلمات، وترجم عدة دراسات تتحدث عن "المحابشة" التاريخ والإنسان والحضارة، وله الكثير من لمسات الخير، وهو من الناشطين الاجتماعيين المشار إليهم بالبنان في مديرية المحابشة.
عرفه أبناء المديرية بحُسن معشره، ودماثة أخلاقه، وبساطته، وشدة تواضعه، ولين جانبه، وبشاشته، وسعة صدره، ورحابة قلبه، وغزارة معرفته.
وخلال مسيرته التعليمية حصل على العديد من شهائد الشكر والتقدير، كما تم تكريمه من عدة جهات، منها:
1 - وزير التربية والتعليم، 17 ابريل 2002
2 - مكتب التربية بمحافظة حجة
3 - إدارة التربية بمديرية المحابشة وقيادة المديرية.

أولاده: محمد، وجدي.

قالوا عنه:
1 - التربوي القدير عبدالله سليم:
الأستاذ حسن سليم من المتميزين تربوياً.
رفض المناصب الإدارية، وفضل العمل كمعلم يُكافح ويُناضل ويكد، كان يعمل بصمت، لم يتغيّب عن أداء وظيفته، بل ظل يعمل بمدرسة الثورة الثانوية حتى قبل وفاته بيوم واحد. 
ولأنه كان يعمل بإخلاص وتفاني، أصيب بالعديد من الأمراض كالضغط، كما أصيب بجلطة خفيفة، وعاد للعمل رغم تحذير الأطباء، لكنه لم يهتم لذلك، وظل يعمل حتى تُوفي نتيجة جلطة مفاجئة رحمة الله تغشاه.
2 - التربوي القدير عبدالله الشمري، 4 نوفمبر 2021
عليك الحزنُ يبقى ما حيينا .. أبا التعليمِ في قلبي كمينا
تصبّرنا ولكن ما قدرنا .. فهذا الحُزنُ هدّ الصابرينا
زمانٌ ونحنُ في حزنٍ وحزنٍ .. نُشيّعُ من أحبتنا العيونا
فشيّعنا أبا البشرى حبيباً .. وعزيّنا المحمد والبنينا
نعزي إخوةً في خيرِ نجمٍ .. أتى الأحباب بالعجمى أمينا
هو الحسنُ الذي أبكى قلوباً .. وخلّد خيرُ أبناءٍ يقينا
نراهم في المدارس مثل نحلٍ .. فكم من شارحِ درسٍ ودينا
رأيت بُنيةً أذكت بقلبي .. من الذكرى أعاجيباً فنونا
تُذكِرُني أباها وهي تبكي .. وتدمع حين تذكره أنينا
وتشكو هذه الدنيا علينا .. فمن يأسو على الأستاذ لينا
بُعَيد وفاته يلقى بنوه .. من الحرمان تجويعاً مُهينا
وقد كانوا يلاقون المآسي .. قبل وفاته ذاقوا السنينا
كباقي الشعب في الإملاق صاروا .. من العدوان قد طُحِنوا طحينا
وقد وعدوا المعلم ألف وعدٍ .. مكافأة تقيه الموت حينا
فلم يلقَ المعلم غير كذبٍ .. ألا فلتلعنوهم كاذبينا
تولوا كل خوانٍ أثيمٍ .. وباعوا الشعب والخلق الرحينا
مع الإمريك في حلفٍ خبيثٍ .. حصار الشعب ضر الساكنينا
ففرج يا إلهي كل غمٍ .. فلطفك يُنقذ المستضعفين


الأربعاء، 29 سبتمبر 2021

الأسرى الفلسطينيون معاناة لا تنتهي

زيد المحبشي، 29 سبتمبر 2021

أحياناً تكون لغة الأرقام أكثر دقة في كشف جرائم قوى البغي والعدوان من الغزاة والمحتلين، لا سيما فيما يتعلق بالملفات الإنسانية المنسية كملف الأسرى والمختطفين والمفقودين، وأكثر تلك القوى بشاعة الكيان الصهيوني اللقيط، وما صاحب غرس غدته السرطانية في جسد أمتنا العربية من جرائم بحق الشعب الفلسطيني، حظيت للأسف الشديد بشرعنة دولية مقيتة.

ويُعد ملف الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الصهيوني من الملفات الأكثر إيلاماً ووجعاً، حيث حرص الكيان الغاصب على ممارس كل ألوان العذاب ضد المعتقلين الفلسطينيين في السبعة العقود الماضية، وأحاط جرائمه بحزمة كبيرة من التشريعات والقوانين العنصرية، في ظل صمت وتواطؤ أممي مخزي، وحماية أميركية عاهرة.

ولم يرعَ الاحتلال الصهيوني حرمة لشيئ، بل ومارس عربدته حتى على المعتقلين المصابين بجروح بليغة، وأمراض مزمنة، والنساء والأطفال، وحرم المعتقلين من أبسط الحقوق التي نصت عليها الاتفاقيات الدولية.

ورغم أن معاناة مقاتلي حركات التحرر أو جنود المعارك، انتهت أو ستنتهي إما بالتحرر أو بتفاهم الفرقاء، لكن معاناة الأسرى الفلسطينيين غصة مستمرة، لأنها ببساطة ترتبط باحتلال يأبى الرحيل.

وهي الأشد وطأة والأكثر وبالاً، لأنها تُمارس خارج نطاق القانون الدولي الإنساني أو ما يُسمى بقانون حقوق الإنسان، فالكيان الصهيوني لا يُنكر فقط احتلاله للأراضي الفلسطينية، وعدم إقراره بانطباق معاهدتي جنيف الثالثة والرابعة على تلك الأراضي والأسرى الفلسطينيين فقط، وإنما يتعامل مع الأسرى الفلسطينيين كسُجناء أمنيين، ضارباً عرض الحائط كل الاعتبارات الإنسانية والقانونية والأخلاقية. 

والملفت في هذا الملف ليس فقط عدم امتثال الاحتلال للمواثيق الدولية الخاصة بالأسرى، وعدم قيام المؤسسات الدولية المعنية بمحاسبته وردعه عن غيه، بل وفشل كل عمليات تبادل الأسرى في تحريرهم، لأن الاحتلال نجح في الانقلاب على ما تم التفاهم عليه في إطارها، كما فشلت المبادرات الفلسطينية السياسية لتحرير الأسرى، بعد توقيع اتفاق "أوسلو" في التخفيف من معاناتهم، خصوصاً الذين قضوا سنوات طويلة في سجون الاحتلال، والمحكومين منهم بأحكام عالية، وحتى تلك التفاهمات التي نجحت في إطلاق بعضهم سواء من قبل حزب الله أو حركة حماس أو السلطة الفلسطينية، فقد قوّض الاحتلال ذلك الإنجاز من خلال إعادة أسر من تحرر مرة أخرى، ودون سبب معروف، وهو ما يعرف بسياسة "الباب الدوار".

 وحتى من نجحت السلطة الفلسطينية في إطلاق سراحهم، فقد تم ذلك للأسف ضمن معطيات حددتها سلطات الاحتلال، وفي ظل اعتقال الاحتلال مئات الفلسطينيين بشكل يومي، ومعظم من أُطلق سراحهم من ذوي الأحكام المخففة، أو من اقتربت مدة حكمهم على الانتهاء، وممن لا يصنفهم العدو من "ذوي الأيدي الملطخة بالدماء"، وليسوا أيضاً من مواطني القدس أو أراضي 48. 

وسنكتفي في هذه القراءة بالوقوف على أهم الأرقام للمعتقلين الفلسطينيين في سجون العدو، مع التوضيح بأن الأرقام الرسمية وغير الرسمية المعلنة لا تتحدث عن كل المعتقلين، بل عمن أمكن تدوين أسمائهم، ولا يزال هناك الكثير من الفلسطينيين والفلسطينيات المغيبين في سجون العدو، لا أحد يعلم عنهم شيئاً.



الأسرى والمعتقلين:

750 ألف - مليوني فلسطيني وفلسطيني ذاقوا مرارة الأسر في سجون الاحتلال الصهيوني منذ العام 1948 وحتى مطلع يوليو 2021، تبقى منهم خلف القضبان 5000 - 5700 أسير وأسيرة بحسب صحيفة الاخبار اللبنانية، و6500 أسير حتى مستهل العام 2017 بحسب الإحصائيات الفلسطينية.

100 ألف حالة اعتقال سجلتها المؤسسات الفلسطينية الرسمية والحقوقية منذ بدء انتفاضة الأقصى، 28 سبتمبر 2000، وحتى مستهل العام 2017، و600 ألف أسير خلال الفترة "1967 – 1987"، و210 ألف أسير خلال الانتفاضة الأولى "ديسمبر 1987 – يونيو 1994" ويُعد معدل الحبس خلال الانتفاضة الأولى هو الأعلى في العالم، وتتحدث التقديرات عن تعرض "1 من كل 3" فلسطينيين للاعتقال والاحتجاز من قبل قوات الاحتلال خلال الفترة "1967 - 1987"، وهي الفترة التي سبقت الانتفاضة الأولى.

واعتقلت قوات الاحتلال خلال الفترة التي أعقبت اتفاق "أوسلو"، "يونيو 1994 – 28 سبتمبر 2000" أكثر من 10 آلاف فلسطيني وفلسطينية، وهي الفترة الممتدة ما بين قيام السلطة الفلسطينية واندلاع انتفاضة الأقصى، في حين اعتقل الاحتلال خلال انتفاضة الأقصى "28 سبتمبر 2000 – مطلع 2008"، أكثر من 62 ألف فلسطيني وفلسطينية، وهو أقل مما تم تسجيله خلال الانتفاضة الأولى، وربما يعود هذا الى تطور أدوات ووسائل المقاومة الفلسطينية.

واعتقل العدو في الفترة "أكتوبر 2015 – 2017" أكثر من 10 آلاف فلسطيني وفلسطيني، ثلثهم من القدس، بينما بلغ عدد المعتقلين في الفترة "يناير – مارس 2018" نحو 1600، أكثريتهم من القدس.

وفي مطلع العام 2008 تحدثت الاحصائيات الفلسطينية الرسمية، عن 11000 أسيرة وأسيرة، ما زالوا يقبعون في سجون الاحتلال، إلا أن هيئة شؤون الأسرى التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية قالت في يونيو 2020، أن المتبقي في سجون الاحتلال 4850 أسير وأسيرة.

وتعرض نحو 20 % من الفلسطينيين للسجن في وقت واحد منذ عام 1967 بحسب مراسل الغارديان في القدس "روري مكارثي"، بينما تحدث مكتب رئيس الوزراء الفلسطيني في 11 ديسمبر 2012، عن 800 ألف معتقل فلسطيني منذ عام 1967، بواقع 20 % من مجموع السكان الفلسطينيين، و40 % من السكان الذكور، في وقت واحد.

ووفقاً للتقديرات الفلسطينية، فقد حكم العدو على 70 % من الأسر الفلسطينية بأحد أفراد الأسرة أو أكثر بالسجن، نتيجة للأنشطة المناهضة للاحتلال.

وبلغ متوسط عدد الفلسطينيين الخاضعين للاعتقال الإداري 830 شخصاً في الشهر الواحد، بحسب تقديرات عام 2007.



الأطفال:

اعتقل العدو خلال الفترة "1967 - يونيو 2020" نحو 50 ألف طفل فلسطيني دون سن الـ 18، وبلغ عدد المعتقلين منذ بدء انتفاضة الأقصى، 28 سبتمبر 2000، وحتى مستهل العام 2017 نحو 15 ألف طفل، منهم 6700 طفل وطفلة خلال الفترة "2000 – 2009"، أعمارهم بين 12 و18 عاماً، وفي مطلع 2008 أوردت الإحصائيات الفلسطينية الرسمية أسماء 400 طفل وطفلة قالت أنهم لا زالوا يقبعون في سجون العدو، بينما قالت أن المتبقي منهم  حتى أبريل 2017 نحو 300، وفي أغسطس 2021 تحدث نادي الأسير الفلسطيني عن 200 طفل وطفلة، وقالت هيئة شؤون الأسرى التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية في يونيو 2020 أن المتبقي منهم في سجون العدو 225 طفلاً.



النساء:

اعتقل العدو خلال الفترة "1967 – مطلع 2008"، أكثر من 10000 فلسطينية، وبلغ عددهن حتى مطلع يوليو 2021 نحو 16 ألف سيدة، بينهن 700 سيدة تم خطفهن خلال انتفاضة الأقصى، وبقي منهن في سجون العدو 110 أسيرات، بينهن قاصرات، وأرامل، وأمهات تركن أطفالهن دون رعاية، وبلغ عدد المعتقلات خلال الفترة "2000 – 2017" نحو 1500، وفي الفترة "يناير – مارس 2019" اعتقل العدو 47 سيدة.

وقالت هيئة شؤون الأسرى التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية في يونيو2020، أن المتبقي في سجون العدو 43 سيدة، بينهنّ 15 أمّاً، و7 جريحات.



الوزراء والنواب:

اعتقل العدو منذ بدء انتفاضة الأقصى، 28 سبتمبر 2000، وحتى مستهل العام 2017 نحو 70 نائباً ووزيراً سابقاً، وفي مطلع العام 2008 قالت الأجهزة الفلسطينية الرسمية المعنية بملف الاسرى أن 48 نائباً برلمانياً، و3 وزراء سابقين، مازالوا يقبعون في سجون الاحتلال، ومن بين المعتقلين "سميرة الحلايقة"، وأقدمهم الأسير "مروان البرغوثي" المعتقل منذ 2002، والمحكوم بالسجن لخمسة مؤبدات، و"أحمد سعدات" المعتقل منذ 2006، والمحكوم بالسجن لمدة 30 سنة، و6 نواب معتقلين منذ بداية 2017، ولا يزال 5 نواب فلسطينيين رهن الاعتقال حتى اليوم.



الإداريين والصحفيين:

تتحدث القديرات الفلسطينية عن 100000 معتقل إداري، منهم 27 ألف قرار اعتقال إداري، أصدرتها سلطات العدو منذ بدء انتفاضة الأقصى، 28 سبتمبر 2000، وحتى مستهل العام 2017، وفي أبريل 2008 تحدثت الإحصاءات الرسمية الفلسطينية عن 1000 معتقل إداري بلا محاكمة ما زالوا يقبعون في سجون الاحتلال، بينما قالت في سبتمبر 2021 أن المتبقي منهم 540 معتقل إداري، بينهم 16 من الصحفيين الفلسطينيين.



المضربين عن الطعام

6 أسرى فلسطينيين لا يزالوا يواصلون إضرابهم عن الطعام داخل سجون العدو، رفضاً للاعتقال الإداري، أقدمهم "كايد الفسفوس" الذي يضرب لليوم الـ 54 على التوالي، بحسب إحصائية نادي الأسير غير الحكومي في أغسطس 2021، وأضرب عن الطعام منذ بداية 2021، نحو 5 أسرى.



المرضى والجرحى:

يوجد في سجون العدو 600 أسير وأسيرة حتى مطلع يوليو 2021، يعانون من أمراض مزمنة مختلفة، ومن تم تسجيلهم حتى مطلع العام 2008 نحو 1500، منهم 200 أسير يعانون من السرطان، والقلب، والأمراض النفسية، والشلل النصفي، وأمراض العظام، والعمود الفقري، وفقدان البصر وبعض الأطراف، ومنهم من اُعتقل جريحاً أو مصاباً، ولا زالت الرصاصات في جسده وجراحه تنزف دماً وآلامه مستمرة.

وخلال الفترة "1967 – مارس 2019" تم رصد نحو 700 أسير، بينهم 30 حالة مصابة بالسرطان، بينما كان عدد المصابين بالسرطان حتى أغسطس 2021 نحو 11، من بينهم "فؤاد الشوبكي" (82 عاماً)، أكبر المعتَقلين سنّاً، وهم من ضمن 550 أسير لا زالوا يقبعون في سجون العدو، يعانون من أمراض مزمنة، ويحتاجون رعاية صحية مستمرة، بحسب إحصائية نادي الأسير غير الحكومي.



الشهداء:

أستشهد "226 – 2019" أسير فلسطيني داخل سجون الاحتلال منذ عام 1967 وحتى سبتمبر 2021، بينهم 73 بسبب التعذيب، و69 بسبب الإهمال الطبي، و78 بسبب القتل العمد والتصفية المباشرة والإعدام الميداني بعد الاعتقال مباشرة، و7 بسبب القمع وإطلاق النار المباشر عليهم من حُرّاس السجون.

واستشهد مئات الأسرى المحررين بعد خروجهم من السجون الصهيونية بفترات وجيزة بسبب أمراض ورثوها عن السجون، وهذا مؤشر خطير يدل على قسوة السجّانين، وتعمدهم استخدام التقصير الطبي والإهمال بالعلاج أداة ووسيلة لتعريض الأسير للموت البطيء.

وتُواصل سلطات الاحتلال احتجاز جثث 7 شهداء: "أنيس دولة" - استشهد في سجن عسقلان عام 1980، "عزيز عويسات" منذ عام 2018، "فارس بارود"، "نصار طقاطقة"، و"بسام السايح" - استشهدوا عام 2019، "سعدي الغرابلي"، و"كمال أبو وعر"، استشهدوا عام 2020.



قدامى وعمداء الأسرى:

تتحدث الإحصائيات الفلسطينية عن 86 من الأسرى الفلسطينيين القُدامى في سجون العدو، أقدمهم "كريم يونس"، ويلقب بعميد الأسرى الفلسطينيين، قضى 38 عاماً في سجون العدو برفقة ابن عمه "ماهر يونس"، وحُكم عليهما بالسجن مدى الحياة بتهمة قتل جندي إسرائيلي في يناير 1983، و"نائل البرغوثي"، قضى أكثر من 36 عاماً في سجون الاحتلال، محكومٌ بالمؤبد بتهمة قتل جندي صهيوني، ويقترب من إنهاء 4 عقود من الاعتقال، و"سراح البرغوثي" أطلق العدو سراحه ضمن صفقة "شاليط" عام 2011، وأعاد اعتقاله بعد 3 سنوات، مع 70 آخرين من محرري الصفقة، ويستكمل حالياً حكم المؤبد الذي كان يقضيه قبل الإفراج عنه عام 2011.

وهناك نحو 366 أسيراً، معتقلين منذ ما قبل اتفاق "أوسلو" 1994، منهم 13 أسيراً تخطت سنواتهم خلف قضبان السجن ثلاثة عقود متواصلة، و62 أسيراً مضى على اعتقالهم 20 عاماً متواصلة، حتى سبتمبر 2021، ويسمى هؤلاء بـ"عمداء الأسرى"، و26 - 34 أسيراً مضى على اعتقالهم أكثر من 25 عاماً، بشكل متواصل، و25 أسيراً معتقلين بشكل متواصل منذ العام 1983 وحتى أغسطس 2021.

مناطقياً: تم تسجيل 73 أسيراً من الضفة، أقدمهم تم أسره في 29 يوليو 1977، هو "سعيد وجيه سعيد العتبة"، و51 أسيراً من القدس، أقدمهم تم أسره في 30 يناير 1980، هو "فؤاد قاسم عرفات الرازم"، و140 أسيراً من غزة، أقدمهم تم أسره في 30 مايو 1983، هو "سليم علي ابراهيم الكيال"، و22 أسيراً من أراضي 1948، أقدمهم تم أسره في 5 يناير 1983، هو "سامي خالد يونس"، و9 أسرى عرب، أقدمهم تم أسره في 22 أبريل 1979، هو عميد الأسرى "سمير سامي القنطار".



أحكام تأبيد خرافية:

تتحدث الاحصائيات عن 660 أسيراً فلسطينياً، حكم العدو عليهم بالسجن مدى الحياة، سواء أكان لمرة واحدة، أو لمرات عديدة، بينهم 543 أسيراً، يقضون أحكاماً بالسجن المؤبد، ويساوي السجن المؤبد 99 سنة بحسب القانون العسكري الصهيوني، وتتحدث وسائل الإعلام الفلسطينية عن 9 أسرى مؤبدات، محررين تم اعتقالهم، وأُعيدت لهم أحكامهم المؤبدة، يقضون أحكاماً تاريخية غير معقولة، تفوق أعمارهم بعشرات الأضعاف، وذلك على خلفية مآثرَ لهم في عمليات المقاومة:

1 - المهندس "عبدالله غالب البرغوثي"، 36 عاما، وهو - قيادي في الجناح العسكري لحركة حماس، كتائب القسام، ويُعد صاحب أعلى محكومية في تاريخ الحركة الأسيرة، معتقَل منذ مارس 2003، ومحكوم بـ67 مؤبداً.

2 – "إبراهيم جميل حامد"، القائد العام للقسام بالضفة، معتقل منذ 23 مايو 2006، ومحكوم بـ 54 مؤبداً.

3 - "حسن عبدالرحمن سلامة"، من مخيم خان يونس بغزة، معتقل منذ 17 مايو 1996، ومحكوم بـ 48 مؤيداً و20 عاماً.

4 – "محمد عطية أبو وردة"، من مخيم الفوّار بالخليل، معتقل منذ 4 نوفمبر 2002، ومحكوم بـ 48 مؤبداً.

5 – "محمد حسن عرمان"، من قرية خربثا بني حارث ـــ قضاء القدس، معتقل منذ 18 أغسطس 2002، ومحكومٌ بـ 36 مؤبداً.

6 - المهندس "عباس السيد"، من طولكرم، معتقل منذ 8 مايو 2002، ومحكومٌ بـ 35 مؤبداً و150 عاماً.

7 – "وائل محمود قاسم"، من قرية سلوان ـــ قضاء القدس، معتقَل منذ 2002، ومحكومٌ بـ 35 مؤبّداً و50 عاماً.

8 – "أنس غالب جرادات"، من بلدة السيلة الحارثية ـــ قضاء جنين، معتقل منذ 11 مايو 2003، ومحكومٌ بـ 35 مؤبداً و35 عاماً.

9 – "سعيد الطوباسي"، من مخيم جنين، معتقَل منذ 1 نوفمبر 2002، ومحكومٌ بـ 31 مؤبداً و50 عاماً.



المراجع:

1 - رجب المدهون، ليسوا مجرّد أرقام، صحيفة الأخبار اللبنانية، 1 سبتمبر 2021

وكذا: عمرُك مضروباً بعشرات الأضعاف، 1 سبتمبر 2021 

2 - د. سنية الحسيني، الأسرى.. نحو تبني آليات جديدة للمواجهة، موقع صحيفة المنار المقدسية، 17 سبتمبر 2021

3 - نور أبو عيشة، الأسرى الفلسطينيون والسجون الإسرائيلية، موقع وكالة الأناضول، 6 سبتمبر 2021

4 - موقع مركز المعلومات الوطني الفلسطيني – وفا، الأوضاع الصحية للأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

وكذا: الأسرى الأطفال.

الأسرى الفلسطينيون ... حقائق وأرقام.

5 - موقع "العربي الجديد"، الأسرى الفلسطينيون بالأرقام، 17 ابريل 2017

6 - هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني والجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، 17 أبريل 2017

7 - الموسوعة الدولية الحرة "ويكيبيديا"، أسرى فلسطينيون.

الاثنين، 20 سبتمبر 2021

الحاج محمد بن حسن بن محسن بن أحمد بن محسن المحبشي


جندي، مزارع

مولده في العام 1943 بقرية جبل المحبشي من أعمال مديرية المحابشة بمحافظة حجة، ووفاته بها في فجر يوم الاثنين 4 فبراير 2013.

خدم في السنوات التالية لثورة 26 سبتمبر 1962 بالأجهزة الأمنية بعدة جهات منها محكمة الحديدة بحضرة القاضي العلامة محسن بن عبدالرحمن المحبشي، وأمن ميناء الحديدة.

كان رجلاً بسيطاً وحكيماً، وصاحب نظرة ثاقبة وقلب حنون، اعتزل الدنيا والناس بعد تركه العمل الأمني في سبعينيات القرن العشرين، وتفرغ للعبادة وتلاوة كتاب الله، والزهد في دنيا الناس الفانية، وظل كذلك حتى توفاه الله، رحمة الله تغشاه.

 

ثورة 21 سبتمبر المجيدة

زيد المحبشي، 20 سبتمبر 2021

الثورة من المصطلحات التي واكبت ظهور الدولة والحياة السياسية منذ ما قبل التاريخ، ومن حينها تم استخدام هذا المصطلح في سياقات مختلفة لوصف حالة التغييرات الجوهرية التي تطرأ على حياة الشعوب وعلى الحضارة الإنسانية.

كل الثورات السياسية والاجتماعية المشهورة - والكلام هنا للدكتور "إبراهيم أبراش" – "استمدت قوتها وأهميتها من قدرتها على التغيير الواسع في كل بنيات المجتمع، ذلك أنها تُمثل نقطة تحول مفصلية في حياة الشعوب، لذا فمن الطبيعي أن يكون هدفها: تحقيق التحول نحو الأفضل، لأنها تعمل على الإطاحة بكل ما تعتبره الشعوب مسئولاً عن بؤسها وشقائها، وبالنخبة المحيطة به، وبمرتكزات نظامه السياسي، وإقامة نظام بديل، يأخذ بعين الاعتبار المطالب والتطلعات الشعبية"، وهذا ما سعت اليه ثورة 21 سبتمبر، على عكس ثورات اليمن السابقة.

إذن فالثورة فعلٌ جماهيريٌ شامل، غايته تغيير الأوضاع القائمة، تغييراً جذرياً، في مرحلة تعتبرها نهاية المراهنة على التغيير والإصلاح من خلال النظام القائم، بالتوازي مع عجز المعارضة السياسية عن الإمساك بزمام المبادرة، وتهيبها من الإقدام على تحمل مسؤولية التغيير، ما يجعل من الجماهير هي المتصدرة للمعركة.

ويضع علماء الاجتماع ثلاثة شروط لا تقوم ولا تنجح الثورة أو يُكتب لها النجاح والبقاء والاستمرارية بدون توافرها:

 1 - أزمة "النظام/ السلطة" أو أزمة "سياسية - اجتماعية – اقتصادية"، مستفحلة وممتنعة على الاستيعاب، وهذا الشرط متوافر على الدوام.

2 – توافر الوعي السياسي بالحاجة إلى التغيير سبيلاً أوحداً لكسر نطاق أزمة السلطة أو أزمة الدولة.

3 – وجود تنظيم أو فعل سياسي ينهض بدور التوعية والتعبئة والقيادة والإنجاز نيابة عن المجتمع كله.

وهذه الشرط الثلاثة هي التعبير المباشر عن نضوج الشرط الذاتي للتغيير، والذي بدوره يجب أن يمر بثلاث مراحل متلازمة ومتأرجحة في نفس الوقت بين الصعود والانحدار والركود:

1 - مرحلة الهدم "الصعود": وفيها يتم إسقاط النظام القائم، وهذه المرحلة تنجح فيها كل الثورات تقريباً، لكن لا يمكن وصفها بالثورة الكاملة بل نصف ثورة ونصف انتصار.

2 - المرحلة الانتقالية "المراوحة والركود": وفيها يظهر كثيرون ممن يريدون سرقة الثورة وحرفها عن أهدافها سواء كانوا أطرفاً داخلية أو خارجية، وقد يكونوا من بقايا النظام السابق أو من أحزاب سياسية تريد ركوب موجة الثورة في آخر لحظة بما يسمى بالثورة المضادة.

3 - مرحلة بناء نظام بديل وأوضاع جديدة "الانحدار": وفيها يتم إقامة نظام بديل، وأوضاع جديدة، تتوافق مع أهداف الثورة والوعود التي قدمها الثوار للشعب، وهي الأكثر صعوبة، وفي كثير من الأحيان تتعثر الثورة في بناء أوضاع جديدة ما يدفعها إلى الانتكاسة، وهذا بطبيعته يتوقف على مدى تمكن الثوار من تجاوز المرحلة الانتقالية، ومدى قدرتهم على المناورة السياسية والتصدي السياسي للثورة المضادة التي قد تنشأ في المرحلة الانتقالية، باعتبارها تمثل نقطة العبور إلى المحطة الثالثة، والنقطة الفصل لمعرفة مدى نجاح الثورة من عدمه في مرحلتها الأولى، ومدى قدرتها على الانتقال السلس الى المرحلة الثالثة.

بالعودة الى ثورة 21 سبتمبر 2014 فكل شروط تنضيجها توافرت، عكس انتفاضة 11 فبراير 2011، سواءً لجهة أزمة النظام المتزايدة في الاستفحال والتعقيد بصورة لافتة للعيان منذ الحرب الأهلية في العام 1994، وما تلاها، من أحداث أدت الى الانفجار الكبير في 21 سبتمبر 2014، أو لجهة توافر الوعي بضرورة التغيير، وإن كانت ضريبته باهظة، لكن من يريد الحرية والحياة والكرامة لا بُد له من تحمل ضريبة ذلك، وعلى العكس تماماً من انتفاضة 11 فبراير فقد حظيت ثورة 21 سبتمبر المجيدة بقيادة ثورية واعية وحازمة لجهة تنضيج الفعل الثور وإيصاله الى بر الأمان، وتجاوز ألغام خفافيش الظلام في مرحلة التحول، وبالتالي تمكنها من تجاوز مراحل الثورة الثلاث، وحمل لواء الدفاع عن الوطن وتحريريه من أذيال الاستعمار في المنطقة، بعد أكثر من تسعة عقود من التبعية والوصاية السعودية على اليمن.

ولعظمة وأهمية ومكانة هذا الحدث التاريخي والمفصلي في حياة اليمنيين، يقول قائد المسيرة والثورة السيد "عبدالملك الحوثي": "ثورة 21 سبتمبر، ثورة نقيّة وخالصة، تحققت بمشاركة شعبية وجماهيرية واسعة من مختلف فئات ومكونات الشعب اليمني.

ثورة 21 سبتمبر هي المحطة التي انطلق من خلالها الشعب للخروج من الماضي المظلم، ولبناء المستقبل على أساس المبادئ والقيم التي ينتمي إليها هذا الشعب.

ثورة 21 سبتمبر كانت نابعة من وعي وإحساس بالمسؤولية، ومن واقع معاناة حقيقية، ولم يكن تحركاً بدفع خارجي، هذا التحرك كان حكيماً ومميزاً بخطواته الفاعلة والقوية، ويعبر عن هوية الشعب اليمني، شعب الإيمان والحكمة".


الحيثيات والأسباب:

ثورة 21 سبتمبر 2014 لم تكن وليدة لحظتها السياسية، بل هي نتيجة صراع طويل ممتد إلى زمن الصرخة الأولى التي أطلقها الشهيد المؤسس السيد "حسين الحوثي" من مران: "إن مشاريع الهيمنة على اليمن ليس لها إلا الموت". 

تاريخياً، لا يمكن فصلها عن السياق السياسي الذي عاشته اليمن في مرحلة ما بعد ثورة 26 سبتمبر 1962، وما صاحبها من إقصاء وتهميش لشريحة كبيرة من الشعب اليمني، وحرمان مناطق معينة باسم الثورة، وبعد قيام الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990، استمر النظام في ممارسة هواية استعداء المكونات الرافضة التسبيح بحمده بذرائع واهية، كانت نتيجتها شن ست حروب ظالمة على صعدة "2004 – 2010".

وفي العام 2011 انخرط "أنصار الله" في صفوف ثورة 11 فبراير على أمل إيجاد دولة حرة، عادلة، مستقلة، قابلة للحياة في اليمن، لكن أعداء الحياة في الإقليم وعبيدهم داخل اليمن حالوا دون ذلك، ما أدى الى فشل الفعل الثوري، وإعادة تخليق النظام السابق من جديد، وبتبعية أكثر انبطاحاً وإباحة لليمن.

إذن فثورة 21 سبتمبر المجيدة نتيجة طبيعية لكل هذه السياقات، ونتيجة طبيعية لإقصاء وتهميش نظام ثورة 11 فبراير لشريحة واسعة من المجتمع اليمني، ونتيجة طبيعية لسلسلة من المظالم تعامل معها نظام "صالح" بروح التعالي، وصمت عنها الفاعلين السياسيين من أحزاب وشخصيات اجتماعية مؤثرة بل وحاول البعض تجيير موقف النظام السابق من قضية ومظلمة صعدة لصالحه مدفوعاً بالعصبية المذهبية ومصالح دول الجوار، والأهم من هذا أنها ثمرة من ثمار خطاب "أنصار الله"، الذي دعا منذ لحظاته الأولى إلى الانتفاض ضد الهيمنة وإسقاطها لاستعادة الكرامة اليمنية.

الكاتب اليمني "أنس القاضي" في قراءته لبواعث الثورة الشعبية في 21 سبتمبر، خَلُص الى أن "القهر الاجتماعي المتراكم منذ عقود الاستغلال والحرمان والفساد وسياسات السلطة المرتهنة للوصاية الأجنبية التي انعكست إفقاراً وديوناً وديكتاتورية" كان له دور كبير في انفجار الفعل الثوري.


الأهداف:

يؤكد رئيس حكومة الإنقاذ الوطني الدكتور "عبدالعزيز بن حبتور" بأن ثورة ٢١ سبتمبر جاءت لتطور مسارات ثورة الـ٢٦ من سبتمبر والـ١٤ من أكتوبر، وتحملت مسؤولية كبيرة تجاه الوطن وأبنائه.

وهي نفس رؤية عضو المجلس السياسي الأعلى "سلطان السامعي": "ثورة 21 سبتمبر الخالدة جاءت لتصحيح مسار ثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر .. إنها ثورة مستقلة لم تأت من الخارج بل جاءت لسحب البساط من الأنظمة التي مارست الوصاية والهيمنة على اليمن منذ سبعينيات القرن الماضي.

بعد 7 سنوات من العدوان أصبح اليمن أكثر قوة وتماسكاً سياسياً وعسكرياً رغم كل الضغوط والحروب التي مورست على اليمن من مختلف النواحي".

ومن أهم أهدافها:

1 – تصحيح مسار الثورات اليمنية السابقة 26 سبتمبر 1962، و14 أكتوبر 1963، و11 فبراير 2011، واستكمال تنفيذ أهدافها، ومعالجة الاختلالات التي صاحبت الوحدة اليمنية 22 مايو 1990، وتداعيات الحرب الأهلية 1994.

2 – القضاء على الفساد والاستبداد والظلم والمحسوبية والإقصاء والتهميش والاستئثار بالثروة.

3 – بناء دولة يمنية قوية وعادلة وحرة، وتكريس مفهوم الشراكة الحقيقية في الحكم.

4 – الحفاظ على سيادة اليمن والدفاع عنه، وحماية أراضيه، وصون مقدراته وثرواته من السلب والنهب، وإفشال مؤامرات تقسيمه وتمزيقه، وتشتيت أبنائه.

 5 - التحرر من الهيمنة والتبعية والوصاية الخارجية.

6 - استعادة الهوية اليمنية.


المزايا والخصائص:

أكد رئيس المجلس السياسي الأعلى فخامة الأستاذ "مهدي المشاط" في أحد خطاباته على تفرُّد ثورة 21 سبتمبر المجيدة بمصفوفة واسعة من المزايا والخصائص، منها:

1 – انطلاقها من رحم الشعب، وانبثاقها من صميم آلامه وأماله وتطلعاته، فجاءت مبصرة وواعية ومُشبّعة بخصائص اليمن الأرض والإنسان، واليمن الكبرياء والتاريخ.

2 - وطنية الوجه واليد، ووطنية القيادة والقرار، فلم يخالطها أو يشاركها في قرارها أحد من خارج اليمن، ولم تمد يدها لغير أهلها أو تتوسل أحداً غير الله، أو تطلب النجدة من غير بلدها وشعبها، وهذه ميزة لم تتوفر لأي ثورة يمنية أو عربية من قبل، وهذه الميزة نفسها هي سر عظمتها ومصدر قوتها وديمومتها، وأساس صمودها وانتصاراتها رغم قسوة التحديات، وشراسة المخاطر.

3 - عملية وواقعية، فلم تحبس أو تحنط نفسها في قوالب التنظير والنظريات الجامدة، وإنما اقتحمت الواقع وحشدت الطاقات وأثارت من حولها كل الهمم، فكانت لهذا السبب ثورة متحركة ومستمرة ومتطورة، وما تزال كل يوم تبني نفسها وتطور أهدافها وسياساتها.

4 - سَمْتِها الأخلاقية ونزعتها التربوية، وميلها إلى الصفح والعفو، وحرصها الدائم على السلام، وتفردت بالجمع بين كل هذه المزايا، وبين خصائص القوة، وصلابة الإرادة، والحفاظ على المبادئ، والثقة والثبات والاعتماد على الذات، والاستعداد العالي للتضحية والمواجهة والصمود في أي وقت وتحت أي ظرف.

5 - ثقافتها المرتكزة في جوهرها على مناهضة الظلم والفساد والإرهاب والاستبداد وإرساء قيم التسامح والتعايش والتعاون والتكامل، والانحياز المطلق للشعب والأرض، ورفض التبعية والارتهان وكل أشكال الوصاية والهيمنة الخارجية، والنضال المستمر من أجل الحرية والاستقلال والسيادة والأمن والاستقرار ووحدة وسلامة الأرض والمياه اليمنية والقرار اليمني.

6 - إرسائها قيم العمل المشترك لبناء يمن جديد يشترك في بنائه وينعم بخيراته كل أبنائه.

محافظ عدن في حكومة صنعاء "طارق مصطفى سلام"، هو الأخر يرى بأن اليمنيين "جسدوا في هذه الثورة المباركة عبق الأصالة والنضال والتحرر، ونبذ أشكال التفرقة والارتهان، فيجدون أن الروح المتطلّعة إلى الحرية والكرامة رسمت بدمائها خُطوطاً واضحة المعالم، ومبادئ ثابتة، ترسّخت على أساس قوي لا يقبل بأيّ شكل من أشكال الوصاية والارتهان للخارج، وكان مسيرها على خطى آل البيت العظماء، الّذين يستلهم منهم اليمنيون الدروس والعبر للمضي نحو مستقبل واعد بالنصر والاستقلال".

ويضيف الكاتب "يحيى السني" أن: "ثورة 21 سبتمبر جاءت بوعي جديد، واستعادت اليمن، وقدمت حلولاً للتصحيح والتغيير عما كان سائداً، وأدرك معظم اليمنيين أن لصوتهم قيمة كبيرة".

ويكفي ثورة 21 سبتمبر المجيدة شرفاً عدم ارتمائها في احضان الخارج، وعدم إباحتها البلاد للغزاة والمحتلين، كما فعل نظام 11 فبراير، وبالتالي تحمل نظام ثورة 21 سبتمبر مسؤولية مواجهة الاحتلال السعودي الاماراتي وتبعاته، وهذا وسام وشرف وطني وقومي وعروبي لا يمكن تجاهله أو تجاوزه وطنياً وقومياً وتاريخياً، ولا وجه للمقارنة بين من يرتمي في أحضان الغزاة والمحتلين ومن يدافع عن وطنه وعرضه وشرفه.


المنجزات:

يقول السيد "عبدالملك الحوثي" إن: "من أول وأهم وأكبر إنجازات الثورة تحرر الشعب اليمني من الوصاية الخارجية واستعادة حقه في الاستقلال والسيادة والحرية".

ومثّلت الثورة بحسب فخامة الرئيس "مهدي المشاط": "الخيار الذي يليق باليمن الكبير، وإن كان الثمن باهظاً، لكنها خيار الضرورة، والتصحيح الشُجاع ضمن إرادة شعب قرر أن يتحرر من كل صيغ الضعف والارتهان، ويخلع عن كاهله وطأة الهيمنة الخارجية".


ومن أبرز منجزاتها:

1 - انشاء مؤسسة الحبوب اليمنية، والبدء في عمل خطة تنفيذية مُزمّنة لإيصال اليمن إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي.

2 - إسقاط منظومة الفساد ومراكز القوى المتنفذة والعميلة للغرب.

3 - تصحيح المنظومة السياسية في اليمن، وفقاً لفرشات عمل الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة.

4 - نقل اليمن من موقع الاستباحة واستلاب القرار، إلى موقع التأثير في مجريات الأحداث في المنطقة والعالم.

5 - إفشال مشروع تقسيم اليمن إلى أقاليم متناحرة.

6 - إسقاط الوصاية الدولية على اليمن، والتي جاءت محمولةً على قرارات مجلس الأمن وما يسمى بـ"الفصل السابع" الذي كان الغرضُ منه حمايةُ نظام المبادرة الخليجية ومعاقبة أية قوة سياسية تقوض هذا النظام الذي يريدُ الخارجُ من خلاله وعبره تمزيق اليمن وتجزئته ونشر الفوضى والحروب فيه.

7 – الحفاظ على ما تبقَ من مؤسسات الدولة، ومنع انهيارها وشللها، وفرضها الأمن والاستقرار في مناطق نفوذها، وهي أمور تكاد تكون شبه معدومة في المناطق الواقعة تحت الاحتلال.

كما نجحت في كسر وتغيير العديد من المفاهيم التي كانت سائدة عبر التاريخ، وخلقت مفاهيم أخرى سوف تُحفر في صفحات التاريخ، من ذلك بحسب موقع "المرصاد نت" في تقرير له بعنوان "ماذا حققت ثورة اليمنيين في 21 سبتمبر عام 2014 في تاريخ الشعوب؟" نشره في 21 سبتمبر 2017:  

1- كسر مفهوم البلد الضعيف المرتهن للدول القوية، وخلق مفهوم البلد الصامد الثابت الواثق المنتصر، غير المرتبط إلا بقوة وبعنفوان شعبه.

2 - كسر مفهوم الهيمنة الخارجية المفروضة على الدول الفقيرة، وخلق مفهوم "السيادة تُفرض فرضاً"، و"الكرامة تُنتزع انتزاعاً"، و"الحرية تُسحب سحباً من أعناق المتسلط الظالم".

3 - كسر مفهوم: "الجيش الضعيف غير المجهز بقدرات وبأسلحة متطورة سوف يخسر الحرب، وكل جيش لديه امكانيات وقدرات عسكرية ومالية ضخمة سوف يربح الحرب"، وخلق مفهوم: "أن الحرب يربحها فقط من يثبت بإيمانه بالله وبولائه لوطنه ولشعبه وبالتزامه بمبادئ الحق والقانون والكرامة والحرية والعنفوان".

4 - كسر مفهوم: "الجيش المتواضع المرتبطة قوته بما تقدمه له جيوش متطورة سيبقى مرتهناً لها ولقرارات حكوماتها"، وخلق مفهوم: "كل جيش مؤمن بعقيدته وبوطنه يستطيع أن يصنّع اسلحة متطورة وقدرات صاروخية لافتة من إمكانيات متواضعة، وكل جيش بصبره وبالتزامه لديه القدرة أن يصنع ويطور أسلحة وقدرات عسكرية تفوق وتضاهي بفعاليتها في الميدان، قدرات الجيوش الغنية صاحبة الإمكانيات الكبيرة".