Translate

الجمعة، 19 يونيو 2020

العلاقات الاسرائيلية الارتيرية

 زيد يحيى المحبشي، مركز البحوث والمعلومات، 20 يونيو 2020
الاهتمام الإسرائيلي بمنطقة القرن الإفريقي والبحيرات العظمى، منسجم كليةً مع الاهتمام الأميركي، كون هذه المنطقة تشكل أهم موقع استراتيجي من الناحية الأمنية منذ ولادة الكيان العبري، ونقطة الارتكاز لتحقيق الاتصال بوسط وجنوب إفريقيا، وتحقيق مصالح إسرائيل السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية.
 ولهذا كان الكيان الصهيوني شديد الحرص على إيجاد عمق له في البحر الأحمر والقرن الإفريقي، منذ ولادة كيانه الغاصب في فلسطين المحتلة في العام 1948، مستخدماً العديد من الأساليب لتمرير أجندته وترسيخ وجوده في منطقة القرن الأفريقي، مستغلاً وجود أقليات يهودية هناك، كان لها دور مهم في تغذية الصراعات العرقية والطائفية والحدودية، وتوظيفها لصالح السياسات الإسرائيلية، واللعب على المتناقضات الفجة بين مجتمعات هذه المنطقة، واستغلال كل الثغرات حتى يبقى قادة الأقليات الحاكمة فيها مرتبطين بتل أبيب وسياساتها.
 كما استغل الصهاينة علاقاتهم مع إثيوبيا وإريتريا على سبيل المثال ضد السودان واليمن، ودعم طموحات الانفصال كما في "بونت لاند" الصومالية، والعمل للحيلولة دون وجود حكومات قوية، خاصة ذات التوجه العربي أو الإسلامي، والترويج لوجود علاقات وثيقة بين الإسلاميين والقاعدة والقراصنة، وتشكيل ورقة ضغط على السودان ومصر من خلال مساعي تدويل منابع نهر النيل وضرب القوى الإسلامية، واستكمال مخطط نقل يهود "الفلاشا" من المنطقة، وسط رغبة جامحة في السيطرة والتغلغل الكامل في شؤون دول شرق إفريقيا والبحر الأحمر وتأمين نطاق الأمن الحيوي الجنوبي لإسرائيل، حيث المدخل الجنوبي للبحر الأحمر، واكتساب وسيلة ضغط جديدة على الدول العربية لدفعها نحو التطبيع المجاني والسلام الاقتصادي، ومواجهة "إيران"، والقضاء على قوى وفصائل المقاومة العربية ..ألخ.
عملياً، نجح الصهاينة في تربيط دول القرن غير العربية بشبكة معقدة من العلاقات الخادمة لمصالح الكيان الغاصب وطموحاته القديمة لتهويد البحر الأحمر وتأمين مدخله الجنوبي وتهيئة البيئة لإقامة دولة إسرائيل الكبرى من النهر الى النهر، وفي مقدمة تلك الدول "إرتيريا" بموقعها الاستراتيجي المطل على باب المندب، وسواحلها الواقعة في مواجهة السواحل اليمنية والسعودية، بما يجعل منها جزءٌ مهم من المعادلة الأمنية للبحر الأحمر، والتحكم في باب المندب، والبيئة الأنسب لتمرير المشاريع والأجندة الصهيونية في الشرق الأفريقي ومنطقة الخليج العربي والجزيرة العربية، ولهذا كانت العلاقة معها لا تقل أهمية عن الزواج الكاثوليكي بما له من قداسة ومكانة، ولذا سنكتفي في هذا المبحث بتقديم قراءة سريعة لأهم مدخلات ومخرجات العلاقات المثيرة للجدل بين الكيان الصهيوني وإرتيريا.
تعد إرتيريا تاريخياً امتداد للعمق العربي، الى جانب الصومال وجيبوتي، ولهذا وضع الصهاينة في بنك أهدافهم منذ وقت مبكر من خمسينيات القرن العشرين، ترسيخ التواجد اليهودي في منطقة القرن الأفريقي، فكانت إثيوبيا والتي تعد إرتيريا حينها جزءاً منها، البوابة الأولى لإسرائيل والمعترف الأولى بدولة الاحتلال الصهيوني.
ومع مرور السنوات شجعت ثورات التحرر العربي الإرتيريين لإعلان النضال ضد الاحتلال الإثيوبي، فتولى الكيان الصهيوني مهمة إجهاض أحلامهم منذ اليوم الأول لانطلاق ثورتهم، ورفع ضدهم الفيتو في مختلف المحافل الدولية، حتى لا يُحرم الحليف الاستراتيجي الإثيوبي من موطئ قدم على شاطئ البحر الأحمر، ويغدو البحر الأحمر بحيرة مغلقة ممتلئة بأعداء إسرائيل، ووصل التحالف العسكري الإثيوبي الإسرائيلي إلى مراحل متقدمة، بما في ذلك تقديم السلاح والمدربين للكليات العسكرية الإثيوبية، على أمل سحق التمرد الإرتيري، لكن بلا جدوى، وفي هذا يقول رئيس الوزراء الصهيوني السابق "إسحاق رابين": لقد كان على عاتقنا النظام التدريبي الإثيوبي بالكامل.
وعندما شعرت إسرائيل بقرب سقوط نظام "منجستو" في أديس أبابا، كما يذكر مستشار الرئيس الإرتيري للشؤون التجارية "محمد أبو القاسم حاج حامد" في كتابه نحو "وفاق وطني سوداني"، رفعت الفيتو عن الثورة الإرتيرية في أهم العواصم الغربية، بداية من واشنطن، ولندن، وبون، وروما، وحتى باريس، بعد ثلاثة عقود من تكبيل هذه العواصم، والحيلولة دون تعاطيها مع الثورة الإرتيرية، على أساس أن الاستقلال الإرتيري ضمن ارتباط إريتريا بالعرب يشكل مساساً بأوضاعها الإقليمية، الاستراتيجية والأمنية في البحر الأحمر والقرن الأفريقي.
وفي نهاية الثمانينيات أصيب "أسياسي أفورقي" في إحدى المواجهات العسكرية مع الإثيوبيين، فاقترحت واشنطن نقله الى تل أبيب للعلاج، وخلال تلك الزيارة تم وضع اللبنة الأولى لعلاقة الطرفين، بما فيها الموافقة على اشتراط تل أبيب بعدم ارتباط أسمرة بعد استقلالها بالأمن العربي في منطقة البحر الأحمر، وعدم الميل الى الحق العربي.
وبهذا نجح  الكيان الصهيوني بإعادة تأسيس علاقته مع إثيوبيا وإرتيريا من جديد، على ضمان المصالح الصهيونية في البحر الأحمر، والقرن الأفريقي، وعدم تأثرها بانفصال إريتريا عن إثيوبيا.
ويؤكد المؤرخ الإسرائيلي البرفسور "هاجا أيرلي"، في محاضرة له في جامعة أديس أبابا، بعنوان: "الشرق الأوسط والإسلام" عام 1997، أن لإثيوبيا وإرتيريا ارتباط وثيق بالاستراتيجية اليهودية في القرن الأفريقي، ويمثلان معاً أهمية أساسية لدولة الكيان الصهيوني، في معاكسة المصلحة العربية، ولكل منهما مكانته المعتبَرة والمقدّرة في هذه الاستراتيجية: إن لكل من إريتريا الخارجة على المجموعة العربية والإسلامية، بفضل سياسات النخبة النصرانية "التجرنياوية" الحاكمة، بالإضافة إلى إثيوبيا العريقة في نصرانيتها، وظهور دولة إسرائيل اليهودية على أرض فلسطين، نصراً كبيراً في تجريد الشرق الإسلامي عن صبغته الإسلامية الصرفة.
ولهذا ظلت إسرائيل محتفظة بعلاقات طيبة مع نظام "أسياسي أفورقي" ومنع سقوطه، نتيجة محاربته لأي توجه إرتيري نحو الهوية العربية، وعمله على احتواء التوجهات السياسية التحررية من قبل المجتمع الإرتيري، وخصوصاً من يمثلون الجانب العربي الإسلامي.
المتغير الجديد في سياسة الكيان الصهيوني، جمع بين الحفاظ على العلاقة الوثيقة والمتينة مع إثيوبيا، وفي نفس الوقت دعم حركة التحرر الإرتيرية، لضمان عدم خروجها عن بيت الطاعة، بعد الفشل في القضاء عليها، كما أن إثيوبيا بعد استقلال إرتيريا ستكون دولة حبيسة بلا سواحل وبلا جزر لكنها غنية بالألماس والثروات الأخرى، وبها منابع نهر النيل ويهود "الفلاشا" بما لهم من تأثير في صنع القرار الإثيوبي، بينما ستنتزع إرتيريا من مستعمرها الجزر والسواحل التي كان يفاخر بها، بما لها من أهمية في التحكم بباب المندب ورقعة شطرنج الصراعات المتناسلة بمنطقة القرن الأفريقي والجزيرة العربية برمتها.
وهو ما دفع الكيان الصهيوني في نهاية الثمانينيات الى تعزيز علاقته بالنظام الإرتيري المتخلق، ومده بالسلاح ورفده بمئات من الخبراء والاستشاريين والتقنيين العسكريين لتدريب وتأهيل قوات الجيش والأمن والشرطة الإرتيرية، ومدهم بمختلف أنواع الأسلحة المتطورة، وهناك اليوم أكثر من 800 شركة صهيونية في إثيوبيا وإرتيريا، تعمل في مختلف المجالات، وعشرات القواعد والمراصد العسكرية والشبكات التجسسية.
ويصف أحد الصحفيين الإسرائيليين حجم الوجود الإسرائيلي في إرتيريا وعمق العلاقات "الإرتيرية – الإسرائيلية": باتت إرتيريا في السنوات الأخيرة بمنزلة "حصن" إسرائيل، عشرات الشركات الإسرائيلية تنشط في إرتيريا في مجالات كثيرة متنوعة: في الأمن، مروراً بالأدوية واستخراج الألماس، حتى الزراعة والتجارة.

* المدخلات السياسية:
عوامل كثيرة دفعت إرتيريا للارتماء في أحضان الكيان الصهيوني، منها بحسب مركز "ستراتفور" الأميركي للدراسات الاستراتيجية والأمنية:
1 – استخدام إسرائيل في التأثير على الولايات المتحدة الأميركية - الدولة الحليفة لكل من إسرائيل وإثيوبيا- في القرارات المتعلقة بإرتيريا في المحافل الدولية، وهذه الجزئية تحتاج الى دراسة مستفيضة في إطار العلاقات "الأميركية - الإرتيرية".
2 - الحصول على قدرات للدفاع الجوي، من أجل صد أي هجوم محتمل عليها من إثيوبيا.
3 - التعاون مع إسرائيل يُعد وسيلة لأسمرة لتحقيق توازن لعلاقتها "المثيرة للجدل" مع طهران - ولإرتيريا علاقة موازية مع إيران وتتواجد قوات إيرانية في منطقة "أساب" الإرتيرية بموجب اتفاق أبرم في العام 2008.
بلغت العلاقات "الصهيونية – الإرتيرية" ذروتها في يناير وفبراير 1993 من خلال زيارتين للرئيس الإرتيري "أسياسي أفورقي" لتل ابيب، وقع خلالهما على العديد من الاتفاقيات والبروتوكولات للتعاون المشترك، وتعيين سفير لإسرائيل في "أسمرة"، وتم فتح السفارة في فبراير 1993 قبل شهر من الإعلان الرسمي 27 أبريل 1993، وفتح سفارة لـ "أسمرة" في تل أبيب، وموقعها بالبرجين التوأمين "رمات غان".
وكان النظام الصهيوني من السبّاقين للاعتراف باستقلال النظام الإرتيري، وجعله ضمن دائرة الاهتمام والعمل في المنطقة الى جانب الحلفاء التقليديين "إثيوبيا ونيجيريا وزامبيا".
ويعود تدشين التطبيع الرسمي للعلاقات بين حكومة "أفورقي" و"تل أبيب" الى العام 1991، وأراد "أفورقي" من هكذا خطوة حينها الحصول على دعم تل أبيب لدى واشنطن، للضغط على "أديس أبابا" لتعجيل مفاوضات الاستقلال، وبالفعل سرّعت واشنطن وتيرة المفاوضات "الإرتيرية – الإثيوبية"، والتي شهدت ثلاث محطات في "أتلانتا" و"نيروبي" و"لندن"، تكللت بتسلم " أفورقي" السلطة في بلاده.

* العلاقات الاقتصادية:
1 – تسيطر شركة "أخوان هارون" الصهيونية على حركة الاستيراد والتصدير في إرتيريا منذ ستينيات القرن العشرين، أي التحكم بعصب الاقتصاد الإرتيري للعقد السابع على التوالي.
2 - احتضان العاصمة الإرتيرية "أسمرة" أكبر شركة إسرائيلية في المنطقة "أنكودا"، تنتج يومياً أكثر من 25 ألف علبة لحوم معبأة، و3 أطنان لحوم مثلجة، و 3500 قطعة من الجلود المدبوغة شهرياً.
3 - إقامة مصنع إسرائيلي لتعليب الأسماك في جزيرة "فاطمة".
4 – تقديم إسرائيل في العام 1991 معونة لإرتيريا بقيمة 5 ملايين دولار، وإرسال خبراء زراعيين وفنيين لتأهيل وإدارة مشروع "على قدر" الزراعي، ومشروع "الحزب" الاستثماري، جنوب "تسني"، ويهتم بتصدير لحوم الأبقار الى الكيان الصهيوني.
5 – منح إسرائيل 3 جزر في "دهلك" لتربية الأبقار.
6– صيانة محطات وشبكات الري، والتنقيب عن المعادن.

* التفاعل الثقافي:
وفر الكيان الصهيوني 75 منحة دراسية في إسرائيل، الى جانب تنشيط تبادل الزيارات الثقافية والسياسية بين الطرفين، ورفع مستويات التطبيع الثقافي، وتشجيع ودعم توجهات "أفورقي" في علمنة النظام ومحاربة الإسلام وتغليب الوجود النصراني وشن حملات التطهير العرقي والثقافي ضد الغالبية المسلمة في بلاده، وتكريس حكم الأقلية النصرانية، المسنودة من أتل أبيب وواشنطن، والتي أصبحت صاحبة الكلمة والقرار والثروة داخل إرتيريا.

* التشبيكات العسكرية والأمنية:
تركز اهتمام الكيان الصهيوني بصورة خاصة على تعزيز تواجده العسكري هناك، بعد أن أحكم قبصته على عصب الاقتصاد الإرتيري، من خلال إنشاء سلسلة من القواعد العسكرية، أهمها قاعدتي "رواجيات" و"مكهلاوي/ مهكلاي" على الحدود السودانية، ومنها انطلقت الطائرات الحربية الإسرائيلية لتدمير مصنع في الخرطوم عام 2012 ، زعم الكيان الصهيوني يومها أنه لتصنيع الأسلحة الإيرانية، بينما قال النظام السوداني أنه لتصنيع الأدوية، وإنشاء قواعد جوية في جزر "فاطمة" و"حالب" عند مضيق باب المندب، ومنها تم التخطيط للعدوان على أرخبيل جزر حنيش اليمنية نهاية عام 1995، ونشر قوات من البحرية الإسرائيلية في جزر أرخبيل "دهلك" - وتحديداً جزر "ديسي" و"دهوم" و"شومي"، وهي جزر تحوي أحواض سفن سوفيتية، وظّفتها العاصمة العبرية لبناء قاعدة بحرية مصغرة خارج حدودها، تُشغِّل من خلالها أحد أكثر مراكز التجسس تطوراً في القرن الأفريقي - وميناء "مصوع"، الى جانب نشر وحدات أمنية وشبكات تجسس في مختلف الجزر الإرتيرية  البالغ عددها أكثر من 360 جزيرة.

ومن أبرز محطات التعاون العسكري والأمني:
1 – قبل استقلال إرتيريا أرسل الكيان الصهيوني 17 خبيراً الى أسمرة في العام 1991 لتدريب الجيش الإرتيري، كما تم تدريب وتأهيل نحو 3000 مجند إرتيري في الكيان الصهيوني.
2 –  بعد استقلال إرتيريا مايو 1993 أرسل الكيان الصهيوني 350 عسكرياً و600 مستشار لتأهيل الجيش الإرتيري، ومراقبة التحركات في جنوب البحر الأحمر.
3 – توقيع صفقة عسكرية بين الطرفين في نوفمبر 1995 خلال زيارة قام بها الرئيس الإرتيري "أسياسي أفورقي" لتل أبيب، تضمنت إمداد أسمرة بـ 60 طائرة هليكوبتر و104 زوارق بحرية و7 بواخر متوسطة الحجم ومجموعة من الصواريخ والأسلحة الحديثة، الى جانب تأهيل البحرية الإرتيرية، وبعدها بأيام معدودة قامت إرتيريا بمهاجمة جزر أرخبيل حنيش اليمنية بتخطيط وقيادة ضباط من الكيان الصهيوني، وهو ما سنحاول الوقوف على تفاصيله في مبحث مستقل عن العلاقات "اليمنية - الإرتيرية".
4 – التوقيع في فبراير 1996 على اتفاقية أمنية، تضمنت تشكيل فريق عمل مشترك يضم خبراء في شؤون التسليح والتدريب والاستخبارات، ومنح الموساد حرية التنقل والحركة داخل الأقاليم الإرتيرية، وترشيح 3 قواعد عسكرية للكيان الصهيوني داخل إرتيريا، في كل من: جبل "حامد" وجبل "مهكلاوي" غرب إريتريا، وجبل "هقر" شمال إرتيريا، والسماح بوجود عسكري إسرائيلي بجزر أرخبيل "دهلك" وقاعدة "دقمحري" في الهضبة الإرتيرية، وجزيرة "مريناي" في "مصوع"، وجزيرة "رأس سنتيات" ، وجزيرة "فاطمة"، وجزيرة "حالب"، ناهيك عن الوجود الاستخباراتي الصهيوني المكثف داخل إرتيريا وعلى حدودها مع السودان.
وتم تخصيص إحدى تلك القواعد كميناء عسكري لتقديم الخدمات للأسطول البحري الاسرائيلي، والغواصات الصهيونية الألمانية الصنع الأكثر تطورا، والمسلحة كما ذكرت مصادر غربية بصواريخ ذات رؤوس نووية، والقاعدة الثانية للتنصت والتجسس على المنطقة الحساسة المشرفة على باب المندب.

* مرصد "أمبا سويرا":
أنجز الكيان الصهيوني أكبر مرصد عسكري له في حوض البحر الأحمر، وفي أهم منطقة استراتيجية داخل إرتيريا المطلة على منطقة باب المندب، تم نصبه على أعلى قمة جبلية، تُعرَف بقمة "أمبا سويرا"، القريبة من مدينة "صَنْعَفي"، الواقعة على بعد  135 كيلو متر جنوب العاصمة الإرتيرية "أسمرة"، وعلى ارتفاع 3000 متر عن سطح البحر وفقاً للمركز الفلسطيني للإعلام، نقلاً عن مصادر في المعارضة الإرتيرية، ويرى الخبير في شؤون شرق إفريقيا الدكتور "أسامة الأشقر" أن الهدف من المرصد:
أ - مراقبة منطقة باب المندب الاستراتيجية.
ب - ضمان عدم تحولها إلى تهديد للمصالح "الصهيونية" في جنوب البحر الأحمر، ولاسيما حركة السفن والتجارة "الصهيونية".
ج - مراقبة قوات التحالف العربي التي تنفذ عملياتها في اليمن، ورصد النشاط الإيراني البحري الذي، ازدادت وتيرته على خلفية أحداث اليمن – يعني تقديم المساعدات اللوجستية للتحالف السعودي الإماراتي في عدوانه الظالم على اليمن – ورصد التطور الملحوظ في العلاقات "الإيرانية – الإرتيرية" للتعويض عن خروج إيران من دولة السودان المجاورة.
د - تحليل حركة القوات البحرية والجوية في جنوب البحر الأحمر، لاسيما بعد أن تمكنت قوات التحالف - السعودي الإماراتي - من استئجار ميناء بحري في جنوب إرتيريا لأغراض الدعم اللوجستي وعمليات الإخلاء الطارئة.
هـ - مراقبة دولة السودان المجاورة، التي يتهمها الكيان "الإسرائيلي" بالمساعدة في إيصال السلاح للمقاومة الفلسطينية.
وقال الأشقر إن هذا المرصد يعدّ تطوراً في مسيرة العلاقات "الإسرائيلية – الإرتيرية"، والتي شهدت تراجعاً كبيراً على خلفية الدعم "الإسرائيلي" الكبير لإثيوبيا في مجال التسلّح، وازداد التوتر عبر اجتياحات كبيرة تقوم بها القوات الإثيوبية على طول الحدود المشتركة بعيداً عن التغطية الإعلامية، إضافة إلى التوتر الكبير في مسألة الهجرة غير الشرعية للمواطنين الإرتيريين للأراضي التي يحتلها الكيان "الإسرائيلي"، حيث تجاوز عددهم الأربعين ألفاً وفقاً لمصادر مطلعة، وعدم التعاون في حل مشكلة الهجرة والعودة الطوعية.
كما تحدث مركز "ستراتفور" الأميركي للدراسات الاستراتيجية والأمنية، في تقرير له في مستهل ديسمبر 2012، عن وجود وحدات بحرية صغيرة من القوات الاسرائيلية في أرخبيل "دهلك" وميناء "مصوع"، ومركز للتنصت في جبال "أمبا سويرا"، يقوم بجمع معلومات استخبارية، لرصد نشاطات إيران في المنطقة وغيرها من تحركات معادية لإسرائيل في البحر الأحمر، ومتابعة السفن التي تبحر نحو السودان، لتقوم من هناك بتهريب معدات حربية إلى قطاع غزة.

* المراجع:
- المركز العربي للأبحاث والدراسات، العرب والقرن الأفريقي .. جدلية الجوار والانتماء، 2013.
- القرن الأفريقي والاستراتيجية "الإسرائيلية"، 27 سبتمبر 2007.
- زيد يحيى المحبشي، الأجندة المتصارعة في القرن الأفريقي، قراءات، ديسمبر2009.
- سهير الشربيني، انعكاس سياسات التغلغل الإسرائيلي في أفريقيا على أمن وسلامة البحر الأحمر، المركز العربي للبحوث والدراسات، 11 أبريل 2019.
- محمد السعيد، من أبوظبي لواشنطن .. كيف تحولت "إريتريا" لسلاح أفريقي جديد؟، الجزيرة نت، 7 يناير 2019.
- منير الورفلي، تحركات العقيدة المشبوهة في القرن الأفريقي ونتائجها، موقع الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا.
- وفاء عباس حسن أحمد، السياسة الإسرائيلية تجاه القرن الأفريقي 1990 – 2007 ، بحث جامعي، يونيو 2018.
- وائل علي، الدور الإسرائيلي في القرن الأفريقي، الجزيرة نت، 24 أكتوبر 2017.
- الموسوعة الدولية الحرة "ويكيبيديا"، العلاقات الإرتيرية الإسرائيلية.

الجمعة، 12 يونيو 2020

القاضي حسين بن عبدالرحمن بن عبدالله بن يحيى بن محسن المحبشي





قائد عسكري، إداري، أمين شرعي، مرشد، إمام وخطيب جامع.


مولده بقرية المداير من أعمال مديرية ظليمة حبور بمحافظة عمران في العام 1350 هـ، الموافق 1931، ووفاته في يوم الأحد ليلة الإثنين 8 شوال 1441 هـ، الموافق 31 مايو 2020، ومواراة جثمانه الطاهر الثرى بمقبرة بيت المحبشي في مسقط رأسه صباح الإثنين 9 شوال 1441 هـ، الموافق 1 يونيو 2020.


ينحدر من أسرة كريمة عُرِفت بالفضل والصلاح والورع والتقوى وفعل الخير والإصلاح بين الناس والكرم والجود والنخوة والسخاء والنجدة والشهامة.


التحصيل العلمي:


أخذ العلوم الشرعية عن والده وعمه القاضي العلامة أحمد بن عبدالله بن يحيى المحبشى، وكانوا من وجهاء وعِلية القوم في منطقة حبور، ومن أصحاب المكانة لدى حُكام الملكية، وكان لهم صوت مسموع لدى مشائخ القبائل ولدى أبناء منطقتهم.


 كما أخذ عم كوكبة من علماء حبور، وكان طالباً، ذكياً، فذاً، نبيهاً، حصيفاً، لبيباً.


السجل الوظيفي:


فقد والده وعمه، وهو في الثالثة عشرة من عمره، فتسلم إدارة شؤون الأسرة باعتباره أكبر إخوانه، والإشراف على أموالها.

 

في العشرين من عمره انتقل الى منطقة بني موهب بالسودة، فعمل في الارشاد والتدريس وامامة جامع المحدور، والإصلاح بين القبائل.


عينه سيف الإسلام يحيى المتوكل وكيلا على جميع أملاكه، وهو والد وزير التجارة والصناعة السابق يحيى بن يحيى المتوكل.


عمل في العهد الجمهوري بالتجارة، وبعد استقراره بصنعاء في ثمانينيات القرن العشرين شغل وظيفة الأمين الشرعي حتى وفاته.


السجل النضالي:


عند قيام ثورة 26 سبتمبر 1962 انخرط في صفوف الملكيين، وكانت له صولات وجولات، وكان أحد قادتهم العسكريين في منطقة السودة.


 من أبرز الوقعات والمعارك التي شارك فيها، صد زحف الجمهوريين على بلاد السودة، وكان قائد الهجوم حينها الشيخ "عبدالله بن حسين الأحمر"، وتمت مهاجمة السودة من غربان خمر.


وخلال تلك الفترة نشأت صداقة بينه وبين الأمير "أحسن بن إسماعيل المداني"، وقاتل معه في عدة مناطق، منها:


السودة وسفيان وساقين ورازح وصعده، كما ولاه مسؤولية منطقة "قارة" من بلاد حجور، ومسؤولية المالية الخاصة بالأمير، ومسؤولية صرف اعتمادات المشائخ والجنود وتوزيع الذخائر والسلاح.

 

وخلال فترة عمله مع الأمير المداني، وكان نازلاً حينها بمنطقة الخوبة، اُستدعي لأداء مناسك الحج مع البعثة الملكية برئاسة العلامة الحجة الورع الزاهد "مجدالدين المؤيدي"، وأتت لهم طائرة خاصة تقلهم من نجران الى جده.


بعد انتصار الجمهورية عاد إلى منزله في بني موهب بالسودة، وطلب منه الجمهوريون تولي مكتب التربية بمديرية السودة، أو أي منصب أخر يريده بالدولة، لكنه رفض ذلك، واختار العودة الى مسجده وصومعته ومنبره.


مواقف لا تُنسى:


في العهد الملكي حلّ القحط بمنطقة تهامة، فنزح بعض أبنائها إلى منطقة "المداير" بظليمة حبور، وبادر عم صاحب الترجمة القاضي العلامة أحمد بن عبدالله بن يحيى المحبشي، لاستضافتهم، رغم ضيق الحال، وكانت أسرته من المشتهرين بكرم الضيافة، ففتح لهم بيته ومدافن الحبوب الخاصة بأسرته، وبعد نفاذها اضطر لرهن بعضاً من الأراضي الزراعية لدى عامل "حبور" مقابل تسليفه مدفن حبوب، كي يتمكن من الاستمرار في إطعامهم، الى أن فك الله كربهم وعادوا الى ديارهم، وهذه من صنائع المعروف والكرام، لا يقوم بها في تلك الفترة سوى قلة من الناس، ممن وهبهم الله نعمة سخاء النفس والقلب واليد.


ومما يذكره أهالي السودة وظليمة له رحمة الله عليه، وقوفه إلى جانب الضعفاء والمساكين والمظلومين، والدفاع عنهم، وحمايتهم من بطش وتسلط النافذين في السلطة القضائية والمشائخ والأعيان.


وكان محباً للعلم والعلماء وطلبة العلوم الشرعية، وباذلاً كل ما في مقدوره لهم، وديوانه في صنعاء مفتوحٌ لكل أبناء منطقته، وأوصى بأن يظل بيته مفتوحاً لكل محتاج ومنقطع.


أولاده:


علي، عبدالحفيظ، يحيى، عبدالواسع، عبدالصبور - قيادي إداري في وزارة الشباب والرياضة.

السبت، 6 يونيو 2020

من المسؤول عن أزمة سفينة صافر ؟

 

زيد يحيى المحبشي 6 يونيو 2020
منذ وقت مبكر ونحن ندعو لصيانة ناقلة صافر، إلا أن قوى العدوان المدعومة أميركياً تعمدت بحصارها الظالم وضعَ العراقيل ومنع إجراء أي صيانة، وعليه فهي من تتحمل التداعيات كافة لأي تسرب، كما أن واشنطن تلحقها المسؤولية كذلك لتوفيرها الغطاء السياسي والدعم العسكري لاستمرار العدوان والحصار .. محمد السلام.
لم تتوقف جرائم قوى تحالف العدوان في اليمن على قتل واحتجاز الصيادين وقطع أرزاقهم ومصادرة زوارقهم، وقتل الأسماك والحياة البحرية، وسرقة الأحياء البحرية المتفردة بها السواحل والجزر والمياه اليمنية، واستخدامها مكباً لدفن المخلفات الكيمائية، وتجريف وسرقة الشعاب المرجانية، والصيد الفوضوي المهدد باختلال توازن الحياة البحرية والنظام البحري، وو، بل تجاوزت ذلك الى ما هو أكثر فضاعة في تاريخ جرائم قوى الاحتلال والطغيان على مر التاريخ البشري، من خلال التخطيط الاجرامي منذ اليوم الأول لعدوانهم الآثم على اليمن، لوضع اليمن والمنطقة برمتها بدءاً من مضيق هرمز وحتى قناة السويس على فوهة بركان قد يستغرق التعافي منه أكثر من 150 عاماً.
ذلك البركان هو خزانات سفينة صافر العائمة/ الساكنة بميناء رأس عيسى، وبالأصح القنبلة الضخمة العائمة في البحر الأحمر، كما وصفته منظمة The Atlantic Council الأميركية في أبريل 2019.
مع بداية عدوان تحالف العاصفة على اليمن 26 مارس 2015، اتجهت أنظار الدول المعتدية الى السواحل والجزر والموانئ اليمنية قبل الداخل اليمني، لما لها من أهمية جيوسياسية واقتصادية، ولتسهيل هذه المهمة عملت تلك الدول على ضرب حصار بحري خانق أملاً في قتل الشعب اليمني بالجوع، وخلق قنابل موقوتة، لإشهارها بوجه هذا الشعب الصابر والصامد متى وجدت قوى العدوان نفسها في مأزق عسكري أو سياسي.
 ومن أكثر أسلحة قوى العدوان قذارة وخطورة منع الفرق الفنية من إجراء أعمال الصيانة في خزانات صافر العائمة قبالة مياه ميناء رأس عيسى بالبحر الأحمر، بعد توقف العمل في السفينة جراء استهداف طيران العدوان منشأة رأس عيسى، ومنع تشغيلها ومنع إفراغ ما بها من مخزون نفطي للعام الخامس على التوالي، مع تزايد التحذيرات المحلية والدولية من تآكل وصدأ الخزانات، وتزايد المخاوف من تسرب النفط منها وانفجارها في أية لحظة، بما يهدد بتلوث بحري قد تمتد مساحته الى أكثر من 939 ترليون متر مربع، وبالتالي وضع المنطقة برمتها وليس اليمن فحسب أمام كارثة بيئة إقليمية تقارب أربعة أضعاف حجم التسرب النفطي في "أكسون فالديز" بالولايات المتحدة الأميركية (ألاسكا 1989).
انفجار خزانات صافر المتهالكة وتسرب مخزونها النفطي الى مياه البحر، يعني ببساطة جعل المنطقة في مواجهة مباشرة مع أكبر وأكثر الكوارث البيئية مأساوية في التاريخ البشري بحسب تحذير مركز الدراسات الأميركي "ذا أتلانتك كاونسل"، قد تبقى آثارها التدميرية على الحياة البحرية في المياه الإقليمية اليمنية لأكثر من 150 سنة، كما يهدد انفجارها وفقاً لتقارير محلية أكثر من 150 ألف صياد في اليمن وحده، وتهديد حياة أكثر من مليون و350 ألف أسرة تعتمد في معيشتها على الصيد كمصدر وحيد للدخل، والتأثير على  5 دول في الإقليم بحسب نائب المدير العام لشركة النفط اليمنية في الحديدة "هاني علوان".
تأتي هذه المخاوف مع تزايد مناشدات شركة صافر ووزارتي النفط والخارجية بصنعاء وحكومة الإنقاذ للأمم المتحدة والمجتمع الدولي، للتدخل لدى قوى العدوان وحكومة الفنادق الموالية من أجل المسارعة في إنقاذ سفينة صافر العائمة، مع تزايد التشققات والتآكل في خزاناتها، كما طرحت صنعاء العديد من المبادرات لتدارك الأمر وإيجاد مخرج مُرضي لكل الأطراف، دون جدوى.
في حين اكتفت الأمم المتحدة بتقديم وعود سرابية، دون ممارسة أي ضغط على قوى العدوان ومواليهم، المتنصلين كعادتهم من مسؤولية الكارثة التي صنعها عدوانهم الآثم، معززين بحماية رعاتهم في البيت الأسود، المصر كعادته على تحميل الضحية مسؤولية الكارثة المتدحرجة وتبرئة قوى العدوان.
واتهمت شركة النفط بصنعاء، في نوفمبر 2016، قوى العدوان بمنع الفرق الفنية من الوصول إلى الباخرة أو إجراء أي صيانة لها، ومن يومها بدأت أزمة سفينة صافر الساكنة تطرح نفسها بقوة على الضمير الإنساني العالمي، دون أن تجد لها آذاناً صاغية في هذا العالم الأصم، حالها حال الجرائم اللاإنسانية المتناسلة من رحم عدوان تحالف العاصفة في حربه المنسية ضد اليمن واليمنيين.
وتزايدت المخاوف مؤخراً بعد حدوث ثقب في أحد الأنابيب وتسرب مياه البحر الى غرفة المحركات، وهو ما ينذر بغرق أو تسرب أو انفجار سفينة صافر في أي لحظة، وهذا يعني أن وضع السفينة دخل مرحلة الخطر، ما يدعو لضرورة تعجيل عملية التقييم والصيانة وتفريغ المخزون النفطي قبل حدوث واحدة من أكبر الكوارث البيئية والاقتصادية في الإقليم والعالم.

* سفينة صافر في سطور
تقع باخرة/ سفينة/ ناقلة/ خزانات صافر النفطية العائمة بميناء رأس عيسى، وسميت باسم الموقع الذي تم اكتشاف النفط فيه لأول مرة في اليمن، وهي عبارة عن خزان تفريغ عائم ومثبّت بشكل دائم وسط المياه اليمنية المقابلة لميناء رأس عيسى، وتُعد ثالث أكبر ميناء نفطي عائم في العالم، وتضم نحو 34 صهريج، مخصصة لتخزين النفط الخام، ذات أحجام وسعات مختلفة، تتسع لـ 3 ملايين برميل من النفط، تمت صناعتها في اليابان عام 1976، وتعود ملكيتها لشركة صافر للإنتاج والاستكشاف اليمنية، وأرسلتها الشركة في العام 1988 الى قبالة ميناء رأس عيسى شمال محافظة الحديدة، وتقع على بُعد 8 كيلو متر/  4.8 ميلا بحريا من الساحل اليمني على البحر الأحمر، ويبلغ وزنها نحو410 آلاف طن متري، ويربطها انبوب نفطي مع حقول صافر في محافظة مأرب طوله نحو 428 كيلومتر.
وتعتبر سفينة صافر محطة التصدير والتفريغ الرئيسية للنفط الخام الخفيف المستخرج من القطاع 18 في منطقة صافر بمحافظة مارب، والقطاع 9 في منطقة مالك بمحافظة شبوة.
بعد عدوان تحالف العاصفة 26 مارس 2015 تعذر تصدير مخزونها النفطي، والمقدر بنحو مليون و278 ألف برميل من النفط الخام، قيمتها تُقدّر بنحو 60 مليون دولار بحسب أسعار النفط في شهر يوليو2019، وتم سحب الموظفين منها وإنهاء أعمال الصيانة الدورية، والتي تكلف الخزينة اليمنية سنوياً نحو 10 ملايين دولار، ومنع التحالف وصول فرق الصيانة اليها، ومنع تزويدها بمادة المازوت الضرورية لتشغيلها، ومنع تفريغ النفط المتواجد فيها، رغم المناشدات المحلية والدولية، خصوصاً مع انتهاء العمر الافتراضي لها قبل 10 سنوات/ 2011، وتوقف مراجلها الداخلية "الغلّايات" عن انتاج الغاز الخامل في صهاريج الخزانات، وتكمن أهميته في العمل على الحيلولة دون حدوث أي انفجار أو أي تفاعل كيميائي يؤدي الى حدوث الانفجار، نتيجة الغازات المُنبَعِثة من النفط المخزَّن في السفينة، بسبب عدم توافر مادة المازوت اللازمة لتشغيل تلك الغلاّيات، ما يهدد بحدوث تسرب نفطي أو تراكم الغازات شديدة الاشتعال، وبالتالي انفجار السفينة، نتيجة لتكوّن الغازات الهيدروكربونية المنبعثة من النفط الخام في تلك الخزانات، وحدوث كارثة بيئية واقتصادية قد تتسبب بخسارة اليمن ملايين الدولارات.
ويؤكد مرصد النزاعات والبيئة البريطاني (CEOBS) أن انعدام المازوت، يعني ببساطة أن محركات خزان صافر لا تعمل منذ سنوات عدة، وهو ما تسبب في تعرّض الهيكل للرطوبة والتآكل مع شحة الصيانة، في ظل وجود هيكل واحد، قد يكون معرضاً للخطر.

* مناشدات ومبادرات
لم تتوقف مناشدات مسؤولي حكومة الإنقاذ بصنعاء وشركة صافر للمجتمع الدولي لإنقاذ سفينة صافر للسنة الخامسة على التوالي، والتحذير من تسبب توقف العمل فيها، بكارثة غير محمودة العواقب، لكن كل تلك التحذيرات لم تجد آذاناً صاغية حتى اللحظة، أخرها مناشدة وزارة النفط والمعادن بصنعاء في بيان لها بتاريخ 9 مايو 2020 الأمم المتحدة ممثلة بمكتبها في اليمن، وكافة المنظمات الدولية للاضطلاع بدورها المسئول والإنساني في حماية الباخرة من أي استهداف من قبل دول العدوان، والضغط للسماح ببيع النفط الخام الموجود فيها، والاستفادة من العائد في إنشاء خزانات نفطية بديلة، كونها قد أصبحت متهالكة وأعمال الصيانة فيها متوقفة، وحمّل الأمم المتحدة والتحالف، "المسؤولية الكاملة عن كارثة بيئية في البحر الأحمر تصل إلى قناة السويس، وإتلاف الحياة البحرية، جراء حدوث أي تسرب نفطي".
وكان وزير النفط والمعادن بحكومة الانقاذ قد حذر خلال لقائه منسقة الشؤون الإنسانية في اليمن "ليز غراندي" 13 ديسمبر 2019 من أن عدم صيانة خزان "صافر" أصبح يشكل قنبلة موقوتة تهدد البيئة البحرية في المنطقة، ووعدت المنسقة الأممية في أكثر من مناسبة بالتدخل وإجراء صيانة عاجلة دون جدوى، والى اللحظة لم تمارس الأمم المتحدة أي ضغط على قوى العدوان وحكومة الفنادق من أجل السماح بصيانة السفينة.
الخارجية الأميركية بدورها سارعت الى تحميل حكومة الإنقاذ مسؤولية الكارثة المترتبة على انفجار السفينة أو تسرب النفط منها، بحكم وقوعها في نطاق سيطرتها النارية، وهو ما نفته صنعاء بشدة مبدية استعدادها لإصلاح السفينة وإرسال الفرق الفنية الموكل إليها أعمال الصيانة بنظر الأمم المتحدة، لكن قوى العدوان بحكم حصارها الخانق على سواحل اليمن جواً وبحراً تمنع وصول الفرق الفنية الى السفينة حتى اللحظة.
في حين اكتفى مجلس الأمن الدولي في قراره رقم 2511 بتاريخ 25 فبراير 2020 بالتشديد لأول مرة منذ بداية أزمة سفينة صافر، على المخاطر البيئية وعلى ضرورة أن يتاح دون إبطاء وصول موظفي الأمم المتحدة لتفتيش وصيانة السفينة، وهي إشارة وحيدة ويتيمة ولا مفاعيل لها على أرض الواقع، ما يجعل الأمم المتحدة ومجلس الأمن المسؤول الأول عن التبعات المترتبة على انفجار أو تسرب نفط سفينة صافر الى جانب الولايات المتحدة الأميركية.

على صعيد المبادرات:
أطلقت صنعاء عدة مبادرات لتلافي الخطر المحدق بالجميع دون استثناء، من أبرزها:
1- مبادرة الشهيد الرئيس "صالح الصماد" مطلع 2017 والمتضمنة منح الأمم المتحدة دور للعمل على السماح بتصدير المخزون النفطي بالسفينة وبيعه مقابل أدوية للشعب اليمني.
2- مطالبة وزير خارجية حكومة الإنقاذ في 4 نوفمبر 2018، أمين عام الأمم المتحدة، الضغط من أجل السماح باستخدام نفط السفينة لتوليد الطاقة الكهربائية للمدن اليمنية، من أجل التخفيف من الأوضاع الإنسانية، وتجنب الكارثة البيئية التي قد يتسبب بها أي تسرب للنفط منها.
3- دعوة عضو المجلس السياسي الأعلى "محمد علي الحوثي" في 1 مايو 2019، الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، وضع آلية تقوم على بيع النفط الخام اليمني، ومنه نفط سفينة صافر، مقابل توفير واستيراد البترول والديزل والغاز المنزلي، وإعادة ما يتم بيعه إلى بنكي صنعاء وعدن، وتخصيص ذلك لصرف مرتبات الموظفين التابعين لنطاق سيطرتهما.
 وكلها قابلتها دول العدوان وحكومة الفنادق بالرفض، غير مهتمة بالتبعات الكارثية لهذا الرفض.

* الآثار والتداعيات
تحدثت العديد من التقارير المحلية والدولية عن قائمة طويلة من الآثار والمخاطر المترتبة على احتمالات انفجار أو غرق سفينة صافر أو تسرب نفطها لا سمح الله، من ذلك على سبيل الإيجاز لا الحصر:
1 – ضياع وتدمير محمية شمال جزيرة كمران بسبب وقوعها على مقربة من السفينة، وهي من الجزر الغنية بأشجار المنجروف والشعاب المرجانية وأنواع كثيرة من الأسماك والقرشيات، وواجهة سياحية مهمة للغوص، ومركز اصطياد سمكي ممتاز.
2 - فقدان الشعاب المرجانية موئلها الطبيعية، ونفوق المرجان، وعدم تجدد غالبية الكائنات الحية في نظامها الإيكلوجي.
وتعتبر الشعاب المرجانية الحاضنة لتكاثر الأسماك، والعوالق البحرية الصغيرة، التي تشكل الغذاء الرئيسي للأسماك الكبيرة.
3-  الحاق أضرار قاتلة بالهائمات النباتية والطحالب، وهي المسؤول الأول عن تثبيت الطاقة في البيئة البحرية.
4 – حدوث تداعيات كارثية على القرشيات والرخويات والأحياء البحرية الأخرى، ومياه الشرب والتحلية، والطيور والمزارع السمكية، والخدمات الملاحية، وجمال الشواطئ، ومراسي القوارب، والموانئ، والكورنيشات، والسواحل، وإنتاج الملح.
5 – الإضرار بالقاعِيّات، بسبب تترسب أجزاء النفط الثقيلة في أعماق البحر، وهذا تأثيره طويل المدى، وعملية معالجته صعبة ومعقدة ومُكلفّة.
6 - ترك أضرار جسيمة على صحة السكان في المناطق القريبة، حيث تتوقع دراسات ميدانية تبخر ثلثي الكمية المتسربة والمنسكبة من الخزان في مياه البحر في غضون أيام عند حدوث التسرب، بالإضافة إلى الغازات المصاحبة التي ستنتج عنها، والتي ستنتشر في الهواء، ويستنشقها السكان، ما يتسبب في حدوث الكثير من المتاعب والأمراض في الجهاز التنفسي

* المراجع:
- سبوتنيك، تحذيرات من انفجار ميناء نفط يمني عائم وكارثة بيئية تهدد البحر الأحمر، 24 يوليو 2019
- صحيفة الثورة اليمنية، خزان صافر .. نُذر كارثة عالمية صنعها العدوان، 27 يوليو 2019
- يمني برس، التحذير من كارثة بحرية عالمية وشيكة ستنطلق من البحر الأحمر، 29 يوليو 2019
- عبدالقادر عثمان، قنبلة اليمن العائمة.. كارثة بيئية تهدد الجزيرة العربية، موقع درج، 5 سبتمبر 2019
- عربي بوست، قصة السفينة التي لم تتحرك من مكانها منذ 5 سنوات، 27 ديسمبر 2019
- يمن مونيتور، "خزان صافر العائم" يتصدع مسبباً كارثة في الجزر اليمنية، 15 مايو 2020
- عدن تايمز، سفينة صافر .. "قنبلة موقوتة" قبالة سواحل الحديدة، 1 يونيو 2020

الأربعاء، 3 يونيو 2020

قبائل الشرف بن القين

الشرف بن القين بن الجسر بن شيع الله بن أسد بن وبره بن تغلب بن حلوان القضاعية الحميرية القحطانية؛ ومن أولاد وبره بني كلب
وينضم لأبناء الشرف بني عمومتهم من ذرية الأسبع العشره؛ وهم:
 - أسد
- نمر
- فهد
- دب
- كلب
- ضبع
- سيد
- سرحان
- ذيب
- البرك
- الثعلب
 وأفلح بن يعبوب وهم من نسل الربان بن تغلب اخو وبره بن تغلب
وتغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعه بن مالك بن مره بن حمير
وبني كعب قبيلتان وكلهم من قضاعة، إلا واحدة هي كعب بن عجره
والاخرى بني كعب بن عامر  بن عوف
اما اسلم فاضنهم ذرية اسلم بن الحاف
منهم سود بن أسلم
وليث بن أسلم وحوتكه
ونهد وجهينه
هؤلاء عيال أسلم بن الحاف بن قضاعة
وباقي عيال عمرو بن الحاف وهم: بلي وبهراء وخولان وحيدان ولوذه ومهره
وقضاعة وحدها أكثر من ثلث العرب من ناحية العدد ..
وعموما قبائل الاسبع ابن تغلب بن حلوان كثرة من أبرزها:
بنو شيع
بنو كعب
بنو أفلح
بنو القين
بن جسر
بنو قطامه
بنو عامر
بنو عوف
بنو بكر
بنو كنانه بن عذره
بنو منقذ
بنو دلحه
بنو فروان
بنو اعجب
بنو جرم
بنو قدامه
بنو ملكان
بنو دبوان
بنو عجيل
بنو مقدم
بنو جميل
بنو خشين
بنو غاضر
بنو عايده
بنو عايد
بنو حاكم
بنو عوانه
بنو البرك
بنو ضباع
بنو نمر
بنو ذيب
بنو سرحان
بنو زهير
بنو جناب
بنو شليل
بنو شن
بنو سعد
بنو عاتيه
بنو لبده
بنو رزاح
بنو مارح
بنو قارح
بنو عجاج
بنو عنبسه
بنو بهرا
بنو بحدل
بنو نصير
بنو سراع
بنو دحي أو دحاحي
بنو حطان
بنو حطيب
بنو غليس
بنو الورار
بنو المقري
بنو اسيد
بنو جديله
بنو الثعلب
بنو عجره
بنو قمير
بنو عقيل
بنو الحمامي
بنو العلاف
..
ومن أودية بلاد الشرف بن القيم:
وادي القين
وادي السباع
وادي كلب
وادي دب
وادي ذيب
وادي الثعلب
جبال البرك
وادي الهيجاء
جبال الجلاميد أو حزمها
أرض الدومه
وادي سود 
وادي الرحاء أو رحاء
..
ملحوظة: ‏كتاب الاكليل للهمداني أعاد الشرف الى همدان بن زيد وللأسف هذا الكتاب عدله الرسيون ليناسب مصلحتهم السياسية
في جعل كل قبائل اليمن من همدان لأجل المولاه وما شابه ذلك
.. اقتباسات

الاثنين، 1 يونيو 2020

الشيخ حسن بن محمد بن حسن المحبشي

مناضل سبتمبري، شيخ قبلي، مصلح اجتماعي

مولده في قرية الملو التابعة لعزلة قطابه من مديرية السود في محافظة عمران؛ يوم الجمعة 19 صفر 1345 هـ، الموافق 27 أغسطس 1926، ووفاته ببني جيش من محافظة عمران؛ يوم الأحد 5 رجب 1435 هـ، الموافق 4 مايو 2014.

أخذ العلوم الشرعية عن كوكبة من علماء الدين بمحافظة عمران، منهم والده القاضي الأجل محمد بن حسن المحبشي، والعلامة أحمد بن علي بن يوسف، ولازم والده في حله وترحاله واستقر به المقام في منطقة بني جيش؛ واستقى من والده محامد الأخلاق وجميل الخصال.

وهو أحد مناضلي ثورة 26 سبتمبر 1962؛ والشقيق الأكبر للشهيد السبتمبري عبدالرحمن المحبشي.

انخرط في سبعينيات القرن العشرين في التعاونيات، الى جانب عمله بالواجبات بمديريته؛ ومن خلال التعاونيات عمل على متابعة وتوفير العديد من الخدمات لمديرتي السود وكحلان عفار.

له اسهام بارز في متابعة وشق الطريق الى قريته، ومما يحسب له رحمة الله عليه التبرع بأرضية لبناء مدرسة واخرى تم تخصيصها مقبرة لأبناء منطقته؛ وفي العام 2003 قام بوضع وثيقة قبلية ملزمة لأبناء عزلته، حدد فيها مهور النساء وتوابع المهور من شرط وكسوة وغيرها، بغرض التخفيف على الشباب وتسهيل الزواج.

كان ديوانه وبيته في بني جيش، عامر بالزوار من أصحاب الحاجة وأصحاب الخصومات، من أبناء السود وكحلان عفار، وكان صاحب رؤية وبصيرة وبعد نظر وحكمة عركتها السنين، وسعة صدر وكرم ونخوة ونجدة وشهامة ونبل، وهو ما جعله محل احترام وتقدير كل من عرفه، ومرجعية قبلية لفض الخصومات والاصلاح بين الناس.

 أولاده: عبدالله، محمد، عبدالوهاب، علي


الاثنين، 25 مايو 2020

القاضي عبدالرحمن بن عبدالله بن حسين بن عبدالرحمن المحبشي










 


















عالم، فقيه، برلماني، سياسي، مُثقف، مُرشد.

مولده بمديرية كحلان الشرف من أعمال محافظة حجة في يوم الثلاثاء 5 جمادى الثاني 1370هـ، الموافق 13 مارس 1951، ووفاته بمدينة صنعاء في يوم الاثنين 2 شوال 1441 هـ، الموافق 25 مايو 2020، وتم مواراة جثمانه الطاهر الثرى بمقبرة الصياح في يوم الثلاثاء 3 شوال 1441 هـ، الموافق 26 مايو 2020. 

من القامات الوطنية الغنية عن التعريف، وأحد المرجعيات الكبيرة لحل قضايا الناس وفصل الخصومات والمشاجرات بين القبائل في بلاد الشرف، وأحد حُكماء بلاد الشرف المُعتبَرين. 

ينحدر من أسرة علمية كريمة توارثت القضاء كابر عن كابر.

تميز بسعة الصدر، ورحابة القلب، وسخاء اليد، ورجاحة العقل، وبُعد النظر، وبشاشة الوجه، وطِيب المعشر، ولين الجانب، ودماثة الأخلاق.

وكان صاحب نخوة ونجدة، ورجل مواقف في المهمات الصعبة، وله بصمات وطنية وإنسانية مشرفة.

كان ديوانه وبيته في صنعاء وكحلان الشرف عامرٌ بالزوار دون انقطاع، ومجلسهُ قِبلة العلماء والمفكرين والسياسيين والأدباء والمثقفين وذوي الحاجة.

وكان له مجلس رمضاني للوعظ والإرشاد، ولم يخلو مجلس من الدروس الدينية في حِلِه وتِرحاله.

مكثت في منزله وجالسته أكثر من 13 عاماً كان لي الأب والأخ والصديق والأستاذ والموجه، وتعلمت منه ما لم أجده في الجامعة في كافة المعارف العلمية، ولم أجده يوماً كاشحاً أو عابساً في وجه زائر أو ضيف أو صاحب حاجة حتى في أحلك الظروف الصحية والمادية رحمة الله تغشاه.

التحصيل العلمي:

أخذ العلوم الدينية عن كوكبة من علماء حجة وصنعاء، منهم: والده القاضي العلامة الحُجة "عبدالله بن حسين المحبشي"، وشقيقه القاضي العلامة الورع الزاهد "عبدالكريم بن عبدالله المحبشي".

انتقل بعد ثورة 26 سبتمبر 1962 إلى صنعاء للدراسة بمدرسة الأيتام.

حصل على درجة الليسانس في الشريعة والقانون من جامعة صنعاء.

رافق والده، ومن بعده شقيقه "عبدالكريم" فترة من الزمن، وتعلم منهم كل ما يتعلق بعلوم وفنون القضاء والتقاضي، وكان لذلك عظيم الأثر خلال مسيرة حياته، خصوصاً فيما يتعلق بفض الخصومات والإصلاح بين الناس.
شارك في العديد من الدورات العلمية في المجال التشريعي. 

السجل الوظيفي والنضالي:

عمل مع والده وشقيقه "عبدالكريم"، مُساعد في المهام القضائية، فترة من الزمن.

انخرط في سبعينيات القرن العشرين للعمل في التعاونيات، ومن خلالها كانت له بصماته في متابعة وإنجاز العديد من المشاريع الخدمية لأبناء مُديريته والمُديريات المُجاورة، كشق الطرقات وبناء المدارس والمؤسسات التعليمية، واستمر في متابعة مصالح مديرتيه حتى خلال فترة انقطاعه عن عضوية مجلس النواب "أبريل 1993 - مارس 2003".

وله اسهامٌ كبير في متابعة مشروع الكهرباء الخاص بمديرية كحلان الشرف، وتمكّن من انجاز نحو 80 % منه، إلا أن الأحداث التي شهدتها اليمن في العام 2011 تسببت في توقف العمل في هذا المشروع الحيوي الهام.

فاز في 21 ذي القعدة 1408 هـ، الموافق 5 يوليو 1988 بعضوية مجلس الشورى عن الدائرة 114، وهي ثاني انتخابات تشريعية في شمال اليمن بعد انتخابات 1971.

وبعد إعلان الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990، تم تعيينه في عضوية مجلس النواب للفترة الانتقالية "24 مايو 1990 - أبريل 1993"، ليُعاد انتخابه لعضوية المجلس النيابي في انتخابات مارس 2003.

انخرط في العمل التشريعي والسياسي والاجتماعي منذ وقت مبكر، وشغل العديد من المناصب، منها:

1 - المشاركة في الجمعيات التعاونية في سبعينيات القرن العشرين.
2 - رئيس هيئة التطوير التعاوني في مديرية كحلان الشرف، خلال فترة السبعينيات والثمانينيات من القرن العشرين.
3 - عضو مجلس الشورى، "يوليو 1988 - مايو 1990".
4 - عضو حزب المؤتمر الشعبي العام واللجنة الدائمة.
5 - عضو مجلس النواب عن الدائرة 253، في مديرية كحلان الشرف بمحافظة حجة، "مايو 1990 - أبريل 1993"، "مارس 2003 - مايو 2020".
6 - مُقرر لجنة العدل والأوقاف بمجلس النواب.

وكانت له بصماته في تقنين أحكام الشريعة الإسلامية بمجلس النواب.

الشهائد التقديرية:

حصل على العديد من الأوسمة والشهائد التقديرية، منها:

1 - وسام الوحدة "22 مايو" من الدرجة الثالثة، من رئيس المجلس السياسي الأعلى بصنعاء "صالح الصماد"، 22 مايو 2017.
2 - درع الوفاء، وشهادة شكر وتقدير، من رئيس حزب المؤتمر الشعبي العام الشيخ " صادق أمين أبو راس"، 2020.
المؤتمرات والندوات:

شارك في العديد من الفعاليات الوطنية والمؤتمرات البرلمانية المحلية والعربية. 

من مقولاته الخالدة:

"إن أبانا آدم لو عاد إلى الحياة فلن يعرف إلا محافظة حجة، حيث لا تزال على عهدها، ولم تتغير من أيام أبينا آدم إلى الآن" !!

قالها في 16 أبريل 2012 تعليقاً على إغفال موازنة الدولة للعام 2012؛ محافظة حجة وعدة محافظات لم تطالها خيرات الحكومة منذ ثورة 26 سبتمبر 1962.

قالوا عنه:

1 - الدكتور "صالح حسن سميع":

القاضي عبدالرحمن المحبشي ممن يمشون على الأرض هوناً وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً، وكان عاقلاً، وقوراً، هادئاً، رزيناً، كثير التأمل.

2 - الشيخ "سلطان سعيد السامعي":

القاضي عبدالرحمن المحبشي مثالاً لرجل القضاء والدولة والعمل البرلماني.

3 - اللواء "هلال الصوفي":

الشيخ عبدالرحمن المحبشي نموذجاً من النماذج الوطنية الصادقة والمُخلصة، المُنطلِقة في أعمالها ومهامها ووظائفها الاجتماعية والرسمية والخدمية من المُنطلقات الوطنية الثابتة والراسخة، وما تركه من جميل الأثر وصدق العمل والمواقف الوطنية المشرفة.

4 - الشيخ "حسين بن عبدالله الأحمر":

كان للقاضي عبدالرحمن عبدالله المحبشي إسهاماته من خلال عمله النيابي كعضو بمجلس النواب عن الدائرة 253، ودوره في تطوير العمل البرلماني بشكل عام، وخدمة وطنه ومجتمعه، وإصلاح ذات البين.

وبرحيله خسر الوطن شخصية برلمانية وطنية نالت الاحترام من الجميع.

5 - الشيخ "صادق أمين أبو راس":

خسر الوطن والمؤتمر برحيل القاضي عبدالرحمن المحبشي أحد فُرسانه وعُلمائه العُظماء، المُخلصين لله وللوطن.

6 - الإعلامي القدير "أحمد يحيى الديلمي":

 القاضي عبدالرحمن المحبشي، من الرجال القلائل الذين أسهموا بجهد متواضع في خدمة الوطن، بالذات حينما تقلّد مُهمة رئيس التعاون الأهلي بمديرية كحلان الشرف.

لقد حفر أسمه في ذاكرة كل مواطن من خلال المشاريع التي أنجزها في تلك الفترة.

وكم كان حزيناً جداً عندما سعت قوى الظلام إلى إلغاء التعاونيات، باعتبارها تجربة ناجحة، قال لي والألم يعتصر قلبه:

"إنهم يربطون التجارب بالأشخاص، فإذا ذهب الشخص أسقطوا كل تجاربه الناجح والفاشل منها، وهذه مشكلتُنا الكُبرى، لأننا لن نتقدم ولن نتحرك قيد أنمُلة إلى الأمام طالما وتفكيرُنا بهذا الضيق بالآخرين، مع أنها انجازات للوطن ويجب أن يُحتفظ بها للوطن وليس للأشخاص".

وفي آخر لقاء جمعني به دار الحديث حول حصانة عضو مجلس النواب، فكان كعادته صريح في الإعلان عن موقفه:

"إنها حصانة ذو شقين البعض، يستخدمها كوجاهة اجتماعية لإيذاء الناس، والتحكم في شؤونهم، وتخويف مصادر الضبط في البلاد، وهذا أسلوب همجي لا يتفق مع ما أراده المُشرِّع، والشق الآخر هي الحصانة الحقيقية التي تكون حماية لعضو مجلس النواب من أجهزة الدولة، وتُمكِّنه من الإسهام الفاعل في خدمة من أوصلوه إلى كرسي البرلمان، وترجمة آمالهم وتطلعاتهم بصدق وإحساس بالمسؤولية.

والحقيقة أن هذه الصورة مُنعدِمة في بلادنا في الوقت الراهن، لأن العضو نفسه لم يصل إلى مرحلة الارتقاء بأدائه إلى المستوى الذي يتمناه الناخب، وكذلك الناخب لا يزال بعيد عن فهم معنى الانتخاب، ولماذا ينتخب، فكل ما يحصل أن الأحزاب تُجيِّش يوم الانتخابات لكي تفرض قوة حضورها في الواقع، وتُراهن على الغث والسمين من أجل ذلك، وهذا هو المسار المعوج الذي يُؤدي إلى عدم تكامل الرؤية لدى المُشرِّعين، وهو ما يحول دون وجود نُخبة مُتجانسة تتمكن من صياغة التشريعات بأفق وطني شامل.

لذلك نجد أنفسنا محشورين في إصدار القوانين، ثم تعديلها.

القانون الواحد يتم تعديله في السنة أكثر من مرة بحسب رغبة المسؤول الجديد، وما يُقدِّمه من خدمات لعضو مجلس النواب الذي يقف إلى جنبه ويساعده في التعديل، وهذا هو الخطأ الكبير، ومع استمراره لن تستقر الأحوال، لأن التشريعات غير مُستقرة، وخاضعة للتغيير والتبديل في كل لحظة بحسب الأمزجة، لذلك نأمل أن يكون التغيير الجديد مدخلاً لاستقرار التشريعات، وإيجاد قواعد قانونية، يخضع لها الجميع، بعيداً عن التجاوزات والتدخلات والوساطات، وهذا ما نطمح إليه".

رحمك الله يا عبدالرحمن، فلقد كُنت صادقاً في هذا الطرح، وبالفعل لامست هموم أكثر المُواطنين التي تتسم بالحساسية، ويحاول الكثيرون الابتعاد عن مُناقشتها، كونها تضُر بمصالحهم الذاتية، وهذا ما نشكو منه، ولا نزال إلى الآن، ويجب أن تترسخ معالم الخطأ فيه، في أذهان كل مواطن، كي يتحول صندوق الانتخابات إلى وسيلة مُقدّسة للفرز وحُسن الاختيار، حتى نضمن وجود غُرفة برلمانية قادرة على الرقابة وتحصين الوطن من الفساد والمُوبقات.

7 - الشيخ الأديب "أمين محمد حسين العلفي":

كان القاضي عبدالرحمن  المحبشي:

أباً لمن هم أصغر منه، وأخاً لمن هم في سنه، وولداً لمن هم أكبر منه سناً.

وسع الله له في العلم فعلمه، وأعطاه الله من الخير فوزعه، وأعطاه الله السياسة والفقه معاً.

يُعطي العلم، ويتواضع لمن هو أدنى منه معرفةً.

يُصلح بين الناس، ويشد من أزر نفسه بالتصالح.

دمعته جارية كُلما سمع القرآن أو الحديث أو شيئاً من سيرة حبيبه المصطفى.

افتقده المصلين بمسجده الذي صلى واعتكف وحدّث ووعظ الناس فيه، وكلما صلى الناس العصر تذكروا درسه اليومي.

8 - الأستاذ "فيصل علي سعيد":

أسهم القاضي عبدالرحمن المحبشي بشكل كبير وفاعل في شق طرق المديرية والمديريات المُجاورة، عندما كان رئيساً لهيئة تعاون كحلان الشرف، وأوصل شبكة الطرق إلى 99 % من مناطق المديرية.

وفي الجانب التعليمي لا تكاد تخلو قرية من قرى المديرية من منشآت تعليمية في عصره، عندما كان في التعاونيات.

الرجل أنجز شبكة طرق في عزل المديرية ومن ضمنها عزلة مدوم المشهورة بوعُورة تضاريسها.

كل المدارس التي أُنجزت في عهده تبعتها مواطير أو مولدات كهربائية.

9 - الأستاذ "أحمد أحمد إسماعيل القملي":

قبل حوالي 20 عاماً جلسنا مع القاضي عبدالرحمن المحبشي في جلسة تخزينة ليلية، وكان الحديث بمُجمله له ونحن الحاضرين، كُلنا آذان صاغية، حدثنا لأكثر من 5 ساعات متواصلة عن التكنولوجيا الحديثة والأجهزة الحديثة وأجهزة الاتصالات، وتنبأ بالهاتف المحمول، ولم يكن يوجد حينها سوى الهاتف الثابت.

حدثنا عن الحروب والأسلحة الحديثة.

حدثنا عن علاقة كل ذلك بيوم القيامة.

حدثنا حتى وصل بنا الحال أننا انتظرنا أن يأتي أحدٌ يدق علينا الباب مُعلناً قيام القيامة، وذلك لحُسن السرد، وربط الحديث بعضه ببعض، وكأننا نتابع فيلم سينمائي.

10 - الأستاذ القدير "علي كامل الملاهي":

القاضي عبدالرحمن المحبشي علم من أعلام اليمن، وهامة باسقة في مجال التنوير والوعي والقيادة المجتمعية.

كان شخصية توافقية يجتمع حوله الضدان، وينزل تحت قوله الخصمان، ويرجع له المتباعدان للتقريب والتسديد والترجيح.

كان رجل بعيد النظر، واسع الفهم، صادق القول، واضح النهج والخبر.

سياسي، واداري، وشيخ، وفقيه علم، ومزارع، وفني متعدد المواهب.

صديق للكبير والصغير، قريب من الجميع.

إن استنصح نصح وأعان، وإن استشير أشار وأرشد.

واسع الصدر، ومثال للصبر.

عرفته مبتسما، بشوشا، لطيف المعشر، راقي الكلام، مهاب دون تكبر، ووجيه دون تصنع، وليث شجاع عند اللزوم.

استطاع بما يملكه من مميزات وصفات أن يكون الوحيد بين انداده على مستوى الشرفين والمحافظة في واجهة التمثيل والتعبير في محافل الدولة.

 فلروحه السلام والرحمة.

11 - الكتلة البرلمانية لحزب "المؤتمر الشعبي العام":

رحيل القاضي عبدالرحمن عبدالله حسين المحبشي خسارة لأحد فرسان الكتلة، وأحد أبرز القيادات الوطنية التي أسهمت في تطوير العمل القضائي والتشريعي، وخاصة في مجال الأوقاف والإرشاد، وإسهامه في صياغة القوانين من خلال عضويته في لجنة تقنين أحكام الشريعة الإسلامية والعدل والأوقاف بمجلس النواب، ودوره في تطوير العمل البرلماني بشكل عام.

برحيله خسر المؤتمر الشعبي العام أحد القيادات المؤتمرية المُخلصة والوفية لتنظيمها ووطنها اليمني الكبير، فقد تحلى رحمه الله بصفات الوفاء والتواضع والتفاني في خدمة أبناء المجتمع، وبالأخص أبناء منطقته.

12 - التربوي القدير "محمد عبدالله مصوبع":

عفواً أبتاه حروفي تبدو عاجزة .. عن وصف مثلك والتعبير يخذلني.

ماذا أقول في جُودٍ وفي كَرمٍ .. ماذا أقول والأحزان تعصفُني.

وكيف أكتب وأوراقي تُبللها .. دمعُ العيون والآهات تحرقني.

ياصاحب الفضل والمعروف في بلدي .. رحلت عنا فشاب الرأس من حزني.

كل المكارم يا عبدالرحمن قد رحلت .. لمّا رحلت ومات الحُب في زمني.

رحلت عنا فراح الخير يهجُرنا .. يا صانع الخير في بلدي أتسمعني.

يبكيك قلبي ودمع العين جاريةٌ .. على فُراقك يا أبتاه فأعذرني.

رُحماك ربي عليه كلما طلعت شمس .. وما غاب نجمٌ في سما وطني.

13 - الشاعر "لقمان المحبشي":

حزّت فؤادي أنباءٌ بها أجدُ .. حُزناً يُقيم على أبوابه الأبدُ.

أسى يُمزّقُ شِرياني وأوردتي .. تفتضُّ منه القُوى والصبر والجَلَدُ.

ماذا أقولُ وفيضُ الدمع يغمرُني .. والبث يحرقُني يا شيخ والكمَدُ.

كل البلادِ أزيز الحُزن يعصِرُها .. مثلي ومثلُك يابن الجُود تُفتقدُ.

يا من رحلت لدارِ الخُلد باقية .. أفعال خيرِك يسجو وسطُها الخَلَدُ.

أُنبيك يا أبتا مُذ غِبت مُبتعداً .. عرش المكارم بعد العز مُرتعِدُ.

أبكي أيا غُرَّة الآمال في وطني .. أرثي لأنك في أمجادِنا كبِد.

تُبكيك يا محبشي المحجران دماً .. تُشجي القلوب وحتى الحلم والرَّشَدُ
..
الدمع يُهمي من فُراقك والحزنُ .. غطّى ضبابهُ راسياتُ المحبشي.

من فاجعةِ موتك ستتقطع زمنٌ .. قلوبنا والدهر بعدك مُوحشي.

واسودّت الدنيا بأرجاء اليمنِ .. وأضحت أسيفه في الفقيد المحبشي.

فاجعل له الفردوس يا ربي سكنٌ .. وآمِّنه مما نبيُك قد خشي.

14 - الشاعر التهامي "عبيد عثمان سعيد الهاملي" أبو رمزي:

أنشد في حياة القاضي عبدالرحمن المحبشي، وتحديداً في يوم الخميس 29 شوال 1426هـ، الموافق 1 ديسمبر 2005، قصيدة بعنوان "مجمع الشجعان المحابشة الأبية"، واصفاً ما كان عليه من جميل الخصال:

بسم الذي إن قال لشي: كُن، كان .. هو خالق الإنسان رب البريه.

الحمد لله عالم الحال والشأن .. أستغفره مُمحي الذنوب والخطية.

سلام من صنعاء وصيره وهمدان .. ومن تهامة زبيدها واللحيِّة.

ومن عدن وتعز وشبوه وخولان .. ومن راس رازح والبيضاء والوازعيه.

 ومن رداع وذمار ويريم وكحلان .. ومن الحديدة محافظة ساحليه .

ومن الحدا ومارب وحمير وسنحان .. ومن حراز وبرع وريمه الحديه.

ومن المحابشة وحجة وصعده وثوبان .. ومن المخا حتى الحيمة الداخلية.

ومن الحُسيني ولحج وحضرموت الدان .. لمجمع الشُجعان "المحابشة الأبية".

وبعد هـاذي تحيـاتي أزفـها الآن .. للقاضي عبدالرحمن على مروحيه.

من الحديدة أرض الأحبة والخِلان .. الـكـل يُهـديـك ألـف مـليون تـحيـه.

يحميك ربي من العِدى وكل شيطان .. ومن الحسد وأهل القلوب الردية.

قاضي جيد عادل فصيح اللسان .. والناس عنده كلهم بالسوية.

يحكم بحق الله ولا هو سعلان .. ويسمع لكل مظلوم وقدم شكيه.

معروف بالوفا والعدل فلان بن فلان .. في كل المدن والقرى والرعية.

القاضي له الصحة والعدى ديدان .. تمص راسهم والخلية.

القاضي عبدالرحمن للعدل عنوان .. أصله شُجاع من أسرة وفيه.

 من المحابشة/ المحابشة بلاد شُجعان .. في المحابشة رجال ما هم شويه.

يُسقوا الأعادي المُّر والسم ألوان .. يا ويل من يسعى لهم في عديه.

 يخلوه يمشي معه فجعه وبردان .. باليد لا رشاش ولا مدفعيه.

هذي القصيدة لهاملي عبيد عثمان .. للقاضي عبدالرحمن مني هديه.

يالي سمعتوا وحدوا الله سبحان .. الله ما صلى على محمد نبيه.

صلوا على محمد من نسل عدنان .. ربي رسلّه يحارب الجاهلية.

أولاده:

 أحمد - تربوي، عبدالخالق، أمين، محمد.