Translate

الثلاثاء، 7 مايو 2013

منهج الزيدية في سياسة الرعية

يقول الامام الناصر للحق الحسن بن علي الاطروش(230 – 304 هـ) مخاطباً رعيته: ".., وأنتم أيضاً معاشر الرعية, فليس عليكم دوني حجاب, ولا على بابي بواب, ولا على رأسي خلق من الزبانية, ولا علي أحد من أعوان الظلمة, كبيركم أخي, وشابكم ولدي, لا آنس إلا بأهل العلم منكم, ولا أستريح إلا إلى مفاوضتكم"..الحدائق الوردية, ج2(مخطوط), ص 31.

هذه الصورة الرائعة التي عكست منهج أل بيت المصطفى في تعاملهم مع الناس بما فيها من أخلاقيات رفيعة وإنسانية نادرة كانت السبب في نفور الناس منهم خوفا من الحكام الظلمة المتوجسين خيفة من منازعة ائمة الهدى لهم وزعزعة عروشهم القائمة على الحديد والنار.

وهناك مقولة شهيرة لعامر بن شراحيل بن عبدالله الشعبي الهمداني الحميري الكوفي(19 – 105 هـ) تلخص المعاناة والجور والظلم الذي لحق بالأئمة وشيعتهم ولا يزال لا لجريرة اقترفوها ولا لذنب أتوه سوى مودة من أمر الله بمودتهم القائمة على العدالة الإلهية والشرعة المحمدية, ولذا يقول الشعبي : " إن أحببنا أهل البيت هلكت دنيانا وإن أبغضناهم هلك ديننا"

الاثنين، 6 مايو 2013

الاستعمار والاستدمار


* لماذا مفردة "الاستعمار" أبدلناها بـ"الاستدمار" , ومنذ متى كان الغرباء يُعَمِرون بلداناً أخذوها بالقوة ونهبوا خيراتها وأذلوا شعوبها؟.
* لا منفى منعزل – لعالمنا العربي – بل أتصور خلال الثلاثين أو الأربعين سنة القادمة ستعاد صياغة المنطقة العربية بشكل مختلف لأن تحولات العالم ودخوله مرحلة "حروب المعرفة " وما يطلق عليه مفهوم: "التاريخ ما نصنعه مستقبلاً وليس ما صنعناه في الماضي" يجعل كل التركيز على هذه المنطقة لأنها قلب العالم ولأنها كانت عبر التاريخ مجالاً للصراع ففيها تتركز الأديان وصراعات اللغة والمصالح.. نحن جزء من هذه العولمة لأن ابطالها شخوص وفدوا من جهات الأرض.. فلا منفى منعزل حتى وإن كان دورنا مغيباً وتم اختزالنا:"أمة منتجة للإرهاب والتطرف والديكتاتورية بين الأفراد أنفسهم"
* قرأت للمفكر الفرنسي "دومينيك مويزيه"في كتابه "جيوبوليتيكيا المشاعر" الصادر عام 2007 عما يسمى " الربيع العربي / 2011 " أن العالم يتشكل من ثلاثة مشاعر أو عواطف أو مناطق هي:
1 – مشاعر "الأمل" : وتقودها الصين واليابان وكوريا وهي من يصنع السعادة للإنسانية.
2 – مشاعر "الخوف" :  ويمثلها الغرب بقيادة أميركا وأوربا وتعيش حالة فوبيا دائمة من الدين والإرهاب والخوف من فقدان إمتيازها في قيادة العالم.
3 – مشاعر "الإذلال" : ويمثلها العرب والمسلمون العاجزون عن التخلص من حالة الخوف مما سيكون!! والعاجزون عن بلوغ درجة الأمل!! وهي مشاعر بارزة منذ سقوط غرناطة الأندلس.. وحالة الإحباط هذه هي التي أنتجت فعل العنف والرفض والشك والخوف والانفلات في الذات...
تم الاقتباس (بتصرف) من مقابلة أجرتها الكاتبة غالية خوجة مع الشاعر والروائي والكاتب الجزائري "عزالدين مهيوبي" ونشرتها مجلة دبي الثقافية في العدد (95) أبريل 2013 ص 24 – 27

السبت، 4 مايو 2013

اصداء ثورية



* إن الخيانة تبدأ من البطانة مع أنها ستكون أول المستهدفين ومن ثم فإنه سينالها القصد الأوفر من الضرر!!..القاضي منصور العرجلي 2/1/2004م.
* إن الاستبداد لا يدمر الحاضر وحده ولكنه يخرب المستقبل أيضاً لأنه يسعى إلى إحراق بدائله وإخصاء المجتمع .. المفكر المصري فهمي هويدي
* تستطيع حكومة الخريط الوطني خداع بعض الناس كل الوقت وكل الناس بعض الوقت لكنها لن تستطيع خداع كل الناس كل الوقت؟!.

على هامش ربيع العرب المتصرم

* هناك من يدفع العالم العربي إلى حروب دينية / أهلية قاتلة تحت مسميات عِدة لكن من يجرؤ على وقف المجازر قبل استفحالها.
* يستحيل على المجتمعات أن تتقدم إذا أسكت فيها القوي الضعيف وأخرسه وادعى أنه يمُن عليه عندما يتركه يعيش على أرضه ووطنه.
* هل حان الوقت لخلع الاقنعة الغثائية عن وجوه المخادعين والكف عن ازدواجية الخطاب.
* هل حان الوقت للتخلي عن الأوهام والكف عن تخبئة الرؤوس في الرمال والمواجهة بحزم وقوة لكل الأكاذيب والأوهام التي عيشونا ويُعَيشونا فيها.

الاثنين، 29 أبريل 2013

الحرية والربيع المتصرم



زيد يحيى المحبشي
الحرية كلمة بسيطة النطق مكونة من ستة حروف, لكنها عميقة المعنى, لأنها تلخص تاريخ كفاح البشرية نحو الإنسانية والسلام, لذا فمن المستحيل لأي أمة من الأمم أن تتحرك نحو الحضارة والتقدم, دون أن تستنشق رحيق الحرية والاستقلال.
حب الحرية يتعارض كلية مع حب القوة.. حب الحرية هو حب الآخر وحب القوة هو حب النفس
حب الحرية الايمان العملي بالتعدد والتنوع والمواطنة المتساوية والتنمية المتوازنة والعدالة الاجتماعية, انها ببساطة حكم الشعب, حكم المؤسسات, مشاركة الجميع في بناء الحاضر والمستقبل.. حب القوة يقوم على الضد.
حب الحرية ثورة شعب ثورة أمة ضد طغيان سلطة قفصية تديرها دكتاتورية الآنا المتسلطة والمتحكمة دون سواها بغرفة الأقدار لأمة مسحوقة مظلومة مقهورة.
حب الحرية ثورة من ثلاثة مراحل متلازمة ومتداخلة هي:(الهدم وهو اسهلها, التحول/الانتقال وهو اخطرها لأنه يمثل جسر العبور الآمن بالثورة الى المرحلة الثالثة ونقطة الفصل في الحكم على نجاح الثورة من عدمه, البناء بناء اوضاع ونظام جديد يتوافق مع الاهداف التي قامة الثورة من اجلها).
وهذا يعني أنه لا قيمة للهدم مالم يكن بهدف البناء, فهدم نظام فاسد بدون وجود خطة حقيقية لإقامة نظام عادل هو اخطر من النظام الفاسد ذاته والمستقبل الواضح المعالم لا يُبنى بالهدم فقط بل برؤى علمية واضحة الترتيب لما بعد الهدم.
انفجار ثورات الربيع العربي المتصرم على ايدي شباب الطبقات الوسطى والدنيا بقدراتهم المادية البسيطة وخبرتهم السياسية والتنظيمية والحزبية الضحلة بعيدا عن الاحزاب ودون قيادة واضحة تدير الفعل الثوري ورؤية عملية واضحة المعالم لما بعد الهدم.. لكن رغم ما سجلوه من مواقف ثورية جسورة بالنظر الى مشروعية المنطلقات الدافعة بهم الى ساحات وميادين الحرية والكرامة.. إلا أن وثبتهم الثورية المتطلعة الى المستقبل وصمودهم الاسطوري امام جبروت الديناصورات المتغولة, لم يكن سوى عامل واحد من عدة عوامل أخرى لعبة دور المساعد وبالأصح المخرج لفيلم السقوط المدوي وخدش طهر ونقاء الربيع العربي ومنعه من الانتقال نحو حسم الصراع لصالح الحرية في الوقت ذاته, ورغم النجاح الساحق لشباب الربيع في اسقاط الديكتاتور/ الديناصور فقد مني الفعل الثوري بالفشل الذريع عندما اراد التطلع للإطاحة بالمنظومة الديكتاتورية/ الديناصورية التي خلفها الديكتاتور العربي المتهاوي.
عوامل كثيرة قادة الى فشل الفعل الثوري في اسقاط المنظومة الديكتاتورية منبعها غياب القيادة الكارزمية الثورية وغياب الرؤية الثورية الواضحة لما بعد الهدم مضافا إليها بروز ثلاثة ظواهر متلازمة ومتداخلة لعبة دورا محوريا في خدش مشروعية احلام وتطلعات الفعل الثوري وخلق الارضية الملائمة لخروج افاعي وخفافيش الابواب الخلفية من جحورها  وانقضاضها على حصان الثورة وكبح جماحه, وهي:(انقسام المعارضات, عسكرة الثورات, الاستنجاد بالأجنبي وطلب التدخل الخارجي).
ولهذا قلنا ان عملية الهدم المتمثلة في تغيير أو اسقاط أو رحيل أو هروب أو قتل الديكتاتور لا تعني بالضرورة تغيير النظام وسقوط منظومته الديكتاتورية(اعوانه, قيمه, أجهزته القمعية) ولا تعني بالضرورة ان طريق الاصلاح والبناء بات مفروشا بالورود, لأن مرحلة التحول ملغومة وحافلة بالكثير من المفاجآت الكفيلة بنسف واجهاض كل الآمال المعلقة على التغيير الآمن والسلس, خصوصا أن الحرس القديم بتلاوينه – وليس صانعي الثورة – هو الذي يضمن ويشرف ويدير هذا  التغيير بدعم وإسناد وتوجيه منقطع النظير من طغاة الامبريالية العالمية وأعوانهم الاقليميين.
والحقيقة المرة أن الحرس القديم ما كان له تسنُم ظهر الثورة والثوار وما كان لقوى النفوذ الاقليمي والدولي هذا التدخل الموغل في الفحش لو كانت هناك قيادة ثورية موحدة ورؤية ثورية واضحة الترتيب لأولويات التحول والبناء.. وهو ما لمسناها في تغير وتزايد وتضارب مطالب الثوار كل يوم وتخبط رؤاهم وتشعبها وتضادها وما خلفته من كوارث ونتائج غير محسوبة العواقب.
والنتيجة استحالة بناء مستقبل واضح المعالم على رؤى غير واضحة واستحالة الانتصار للحرية لأن هدم الباطل يفوق بكثير القدرة على اقامة الحق بديلاً.
اليمن أحد بلدان الربيع العربي المتصرم كنموذج لم يحرز شيء بعد عامين من عمر الفعل الثوري, فالجمعة الجمعة والخطبة الخطبة والديمة الديمة, باستثناء متغير وحيد ويتيم الاحزان طبعا انصافا للتاريخ هو: (الانتقال من خطف الثورة إلى خطف الدولة والسيادة) وهكذا تحولت الحرية الحلم الوردي الى غابة اشواك اقحوانية فتاكة والثورة المحقة في منطلقاتها الاكثر من مشروعة الى كابوس وذعر ومخاوف لا تنتهي من اهاويل حاضر متشضي ومستقبل غير واضح المعالم وحرية لم تجد لها مكانا في عالمنا العربي بعد.. إنها ببساطة فتنة الفوضى بعد سكرة الثورة!!.

الأربعاء، 24 أبريل 2013

الاخ - تلاف



 * بالأمس البعيد كان الاختلاف كفراً سياسياً بواحاً في فقه دولة الاستقلال, يوجب اقامة الحد رمياً بالرصاص, اخماداً لنار الفتنة اليوسفية, وصوناً لعرى الوحدة القومية, ولكن السؤال المحرج المطروح اليوم على اصحاب الدعاوى القضائية, هو: هل كان سيتسع صدر اليوسفيين آنذاك – لومكن لهم في الارض – لخصومهم من معتنقي البورقيبية؟!.
* بالأمس كان "الأخ - تلاف" منبوذاً فلا تكاد تعثر في أدبيات السلطة القمعية إلا على بعض مشتقاته مثل: "المخالفة" وبخاصة, مخالفة التعليمات, أما اليوم فقد تعددت المشتقات وأصبحنا ببركات الاختلاف, نستحضر مفهوم الاستخلاف في الارض ونسمع عن الخلف والسلف ونتطلع – ولو مجازاً – للخلافة الراشدة السادسة, بل ونتوهم اقامة دولة الخلافة على انقاض دولة الفساد, دون مراعاة في كثير من الاحيان لفقه الخلاف وأدب الاختلاف!!.
* ما المزعج اليوم إن إختلف الاحزاب من بينهم, فالاختلاف نعمة ورحمة وسنة إلهية وحاجة إنسانية "ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ريك ولذلك خلقهم".
* المفترض أن الاختلاف لا يفسد للود قضية بين من جمعتهم الديكتاتورية – بالأمس – وفرقتهم الديمقراطية – اليوم – لكن شريطة ألا يتحول الأمر إلى مؤامرة سياسية قد يعجز معها برنامج حق الاختلاف عن تطويق الخلاف – الذي هو نقمة وعذاب – فنجد أنفسنا في الاتجاه المعاكس لأهداف الثورة!!.
تم اقتباس ما سبق بتصرف من مقال مطول وشيق للكاتب التونسي (حاتم عباس) تحت عنوان (المجمع عليه) نشرته مجلة العربية السعودية, العدد (427), يوليو 2012 , ص 135