Translate

السبت، 14 يوليو 2018

القاضي العلامة يحيى بن يحيى بن محمد الشبامي





 

عالم رباني، قاضي، فقيه مجتهد، مُفتي، مُرشد، أديب، مؤلف، سياسي، برلماني.

مولده بمدينة شبام كوكبان من أعمال محافظة المحويت في حدود العام 1350 هـ، الموافق 1932، ووفاته بالمحروسة صنعاء في يوم السبت 21 شوال 1438 هـ، الموافق 15 يوليو 2017.

عُرف بنهجه الإرشادي الجامع لقلوب الناس بمختلف توجهاتهم وتبايناتهم الفكرية والمذهبية والثقافية والسياسية .. وكان أباً للجميع، ومُحباً لفعل الخير، وتعهُد أصحاب الحاجة من الفقراء والمساكين، والسعي للإصلاح بين المتخاصمين.

كان صاحب وقار وبهاء وهيبة وابتسامة، ولا تخلو الطُّرفة من فمه، وخُطَبُه يأتي إليها الناس من أنحاء صنعاء، ومجلسُه لا يُمل، وحديثه يغسل القلوب، ويروي عطش النفوس.

جالس الوزراء والقادة والرؤساء والساسة، وكلُّ تلك المناصب والمكانة لم تَحُلْ بينه وبين التواضع، وخَفْض الجَناح، ولين الجانب، وتعهد أصحاب الحاجة، ومخالطة البُسطاء.

التحصيل العلمي:

درس لدى كبار علماء شبام وصنعاء والروضة وتعز، منهم:

العلامة حسن بن أحمد الحيمي، العلامة أحمد بن قاسم الناصر، العلامة علي بن شمس الدين الناصر، العلامة لطف بن إسماعيل الفسيل، العلامة علي بن أحمد الهيصمي، العلامة محمد بن علي بن أحمد الهيصمي، أحمد بن علي بن أحمد الهيصمي، ..، ألخ.

حفظ القرآن الكريم وهو لا يزال في الـ 12 من عمره، وفاق أترابه ذكاءاً وفطنة وعلماً، حتى صار الغرة الشاذخة في أعيان عصره.

ويُعدُ امتداداً لمدرسة ابن الوزير، وابن الأمير الصنعاني، والمُقبلي، والجلال، والكوكباني، والشوكاني، وأحد أعلامها المجددين في عصره الى جانب القاضي العلامة محمد بن إسماعيل العمراني.

ظل مسجده ومجلسه عامرٌ بالدروس الدينية حتى اللحظات الأخيرة من حياته، وتخرج على يديه مئات العلماء.

لخُطبه الدينية وقعها في قلوب المستمعين، بما فيها من فخامة الألفاظ، وتنوع الصور البلاغية من سجع وخلافه، وغزارة المعرفة الدينية والثقافية، وقد تشرفنا بحضور بعضها.

السجل الوظيفي:

تولّى العديد من المناصب في مجال القضاء والإدارات العامة في خولان وتعز وصنعاء والحديدة.
تبوأ مكانة عالية في الدولة، وشغل العديد من المناصب الرفيعة فيها، منها:

1 - عضوية مجالس الاستشاري والشورى والنواب.
2 - رئيس لجنة العدل والأوقاف بمجلس النواب.
3 - وكيل وزارة الأوقاف برتبة وزير.
4 - مستشار وزارة الأوقاف، وهو أخر منصب تولاه قبل وفاته.

كان له دور محوري في تفعيل التعاونيات خلال سبعينيات القرن العشرين، وله بصماته في تقنين القوانين بمجلس النواب، وحتى بعد تركه المجلس، كانت اللجان البرلمانية المختصة لا تستغنِ عن أخذ أرائه ومشورته.

الأنشطة الاجتماعية:

1 - عضو جمعية علماء اليمن.
2 - عضو هيئة علماء اليمن.

الإنتاج الفكري:

1 - "الفجر المنير "على شواهد فتح القدير للإمام محمد علي الشوكاني، 12 مجلداً.
2 - "مفاتيح الأسرار" تخريج وتحقيق وشرح أحاديث كتاب "فتح الغفار".

له العديد من القصائد في مجالات متنوعة، وترك كم كبير من الخُطب والمحاضرات الدينية المُسجلة.

قالوا عنه:

1 - "صالح الصماد" - الرئيس الأسبق للمجلس السياسي الأعلى بصنعاء:

القاضي الشبامي مثالاً للعالم الجليل والقاضي الزاهد الحريص على تحقيق الإنصاف والعدل بين الناس، وكما عرفناه أثناء أدائه لمهامه الوطنية التي كُلف بها فقد كان مثالاً يُحتذى به في الإخلاص والتفاني في أداء مهامه، كما كان خلال رحلة عطائه الطويلة مُفعماً بحُب الواجب، مُنتصراً للحق والعدل، مُغلباً مصالح الوطن والشعب على المصالح والاعتبارات الأخرى.

2 - الدكتور "عبدالعزيز بن حبتور" - رئيس الوزراء بحكومة صنعاء:

لقد خسر الوطن برحيل القاضي الشبامي واحداً من علمائه الإجلاء الذين كان لهم دور مشهود في تكريس روح التسامح والوسطية والاعتدال في أوساط المجتمع، ومواجهة الفكر المتطرف، والوقوف في وجه كل الدعوات الهدّامة لوحدة المجتمع وسكينته العامة.

3 - القاضي "شرف القليصي" - وزير الأوقاف والإرشاد الأسبق:

القاضي الشبامي من العلماء والقُضاة التُقاة العدول الذين تميزوا بالوسطية والاعتدال.

4 - الشيخ "محمد الصادق":

صَهٍ لِلشِّعْرِ أو نَظْمِ الكلامِ .. فنَظْمُ القَلْبِ أَوْلَى فِي الشبامِي
هو المَشغوفُ بالآثارِ دَوْماً .. وبالأَخبارِ عن خَيْر الأَنامِ
وبالتذكِيرِ والتدرِيسِ دَهْراً .. وبالطاعاتِ عامًا بعدَ عامِ
وبالإِنكارِ إنْ فَشَتِ المعاصي .. ولا يَخْشَ تَقَاريعَ الملامِ
وبالأَسفارِ للتبليغِ نَشْراً .. وتَقريباً إلى دارِ السلامِ
له الأَسفارُ خطَّتْها يَمينٌ .. وتَنْتَظِرُ الشروقَ على الكِرامِ
وإنْ حصَلَ التَّبايُنُ فِي أُمُورٍ .. فإنَّ الوُدَّ أقْوَى فِي الدَّوامِ
سَمِعْتُ لِمَوْتهِ سَببًا وفَأْلاً .. بِهِ تُرْجَى الشَّهَادَةُ في الخِتامِ
وتَشْييعُ الجُموعِ لَهُ دَليلٌ .. كَمَا قَدْ صَحَّ عن سَلَفٍ كِرامِ
سألْتُ اللهَ يَغْمُرهُ بعَفْوٍ .. ويَغْمُرنا كأَمطارِ الغَمَامِ

أولاده:
عبدالرحمن - نائب سابق للمدير العام للشؤون التجارية ومستشار المؤسسة العامة للاتصالات، محمد، عبدالعزيز - مستشار المؤسسة العامة للاتصالات، مطهر - موظف إداري برئاسة الجمهورية، إبراهيم - محامي وموظف بالمؤسسة العامة للاتصالات، رضوان، أمين.

ليست هناك تعليقات: