Translate

الأربعاء، 3 يوليو 2019

حكايات جدتي بقلم زيد يحيى المحبشي



قالت جدتي رحمة الله عليها: النصر يا أولادي يكون للأتقى ثم للأقوى
قلت: وما الذي تقصدينه بالأتقى والأقوى؟
قالت رحمة الله عليها:
الأتقى: هو المتقي لله في نفسه وعباده وبلاده، المقيم لموازين العدل بلا تمييز ولا محاباة، المهتم بالفقراء والمساكين والذين بهم لا بسواهم يكون النصر والتمكين، المتورع وجنوده وحكومته ومسؤولي دولته عن محارم الله ، الحاكم في الناس بالسوية بعيدا عن العنصرية والمناطقية والجهوية والسلالية، العزيز في نفسه، النظيف القلب والبطن واللسان ... فاذا توافرت هذه العناصر فحليفه من الله النصر والتمكين والغلبة على من بغى عليه من الطغاة والجبابرة الأقتام ..  وفي هذا يا أولادي يحكى أن الهادي يحيى بن الحسين رحمة الله عليه عندما خرج الى اليمن قرابة العام 284 هجري قمري بدعوة من أهلها وصل صنعاء فتناهى الى مسامعه أن أحد الجنود غصب شيئا يسيرا من المتاع من أحد البيوت .. فغضب الامام غضبا شديدا وعاد الى المدينة المنورة ولسان حاله يقول: هؤلاء قوم لا ينتصر بهم .. ثم لحقت به قبائل اليمن وأعطته العهود والمواثيق على الاستقامة .. فعاد الى اليمن مرة ثانية وكان النصر والتمكين حليفه .. فتأملوا يرحمكم الله..
اما الأقوى يا أولادي: فهو من يملك العدة والعتاد والمال والنفوذ لكنه على باطل ومع ذلك فالنصر حليفه في حال عدم وجود خصم متقي لله بسبب فارق التسليح وعديد المسلحين والله أعلم

ليست هناك تعليقات: