عالم رباني، فقيه مُجتهد، مُربي فاضل، سياسي مُخضرم، برلماني مُؤسس، إداري مُحنك، إعلامي، مناضل سبتمبري، أديب مُتبحر، خطيب مُفوه، مثقف موسوعي.
محمد بن أحمد بن علي بن محمد بن يحيى بن عبدالله بن طالب بن يحيى بن إسماعيل بن الحسن بن علي المحطوري بن الهادي بن الحسن بن أحمد بن محمد بن صلاح الشرفي الأكبر بن أحمد بن محمد بن القاسم بن يحيى بن داوود المترجم بن يحيى بن عبدالله بن القاسم بن سليمان بن علي بن محمد بن يحيى بن علي بن القاسم بن محمد بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب.
مولده في العام 1354 هـ، الموافق 1935 بقرية القشفة في عزلة الجبر من أعمال مديرية المفتاح، محافظة حجة، ووفاته بالمحروسة صنعاء في ليلة الأحد 15 ذو الحجة 1439 هـ، الموافق 26 أغسطس 2018.
من أعلام بلاد الشرف الذين ذاع صيتهم في النصف الثاني من القرن العشرين الميلادي في أنحاء اليمن، وأحد أبرز القامات الوطنية التي لعبت دوراً مُتميزاً في التحضير لثورة 26 سبتمبر بمحافظة حجة والدفاع عن الجمهورية وإرساء دعائمها، وكان له إسهامه السياسي والتشريعي في مراحل مختلفة.
فقد والده وهو لا يزال طِفلاً، وكان والده من المراجع الدينية في الشرف الأعلى، اشتغل بتدريس العلوم الشرعية والإفتاء وفصل الخصومات بين الناس.
وفقد والدته بمدينة كحلان عفار في ذي القعدة 1366 هـ، الموافق سبتمبر 1947.
التحصيل العلمي:
أخذ العلوم الشرعية عن كوكبة من علماء المفتاح والمحابشة وحجة وصنعاء ومعمرة والسودة وكحلان عفار.
وممن أخذ عنهم من علماء المحابشة: العلامة ناصر مسلي، والعلامة محمد بن يحيى يايه، والعلامة ناصر القاضي، والعلامة محمد بن عبدالله المحطوري وغيرهم.
حصل في 7 أكتوبر 1973 على درجة الليسانس في العلوم الشرعية واللغة العربية – درجة جامعية مُعادلة لشهادة المدرسة العلمية.
السجل الوظيفي والنضالي:
عمل بعد تخرجه من المدرسة العلمية بالمحابشة مُدرساً للعلوم الشرعية، نظراً لتفوقه الدراسي، كما عمل مُدرساً بالمدرسة العلمية بمدينة حجة، ومُفتشاً عاماً على مدارس لواء حجة، وأُشتهر بلقب "الأستاذ"، وظل هذا اللقب مُرافقاً له حتى وفاته.
لعب دوراً محوريا الى جانب رفاقه بحجة عبدالرحمن حُميد، واللواء مجاهد أبو شوارب والدكتور محمد عبدالملك المتوكل وغيرهم في إرساء دعائم النظام الجمهوري، وقام بتشكيل الحرس الوطني من أجل حماية الجمهورية والدفاع عنها، وتولى في العام الأول للثورة رئاسة المقاومة الشعبية للدفاع عن ثورة 26 سبتمبر بلواء حجة.
شغل العديد من المناصب الإدارية والتشريعية والتعاونية والإعلامية، منها:
1 - مدير ناحية بني العوام، بعد قيام ثورة 26 سبتمبر 1962 مباشرة، وتعرض خلال ممارسة مهامه للحصار من قبل الملكيين، لكنه استطاع التغلُّب على ذلك ونجح في فك الحصار، وهو من القامات الوطنية التي شاركت في ثورة 26 سبتمبر 1962، منذ بداياتها، وشارك في فك الحصار المفروض على مدينة حجة من الملكيين بالتزامن مع حصار السبعين على مدينة صنعاء، وتعرض بسبب مشاركته في الدفاع عن ثورة 26 سبتمبر للاعتقال بسجن القُرانة في مدينة المحابشة مع القاضي حسن نصار والقاضي يحيى الجرباني والقاضي محسن حُميد والقاضي أحمد المُثنى وغيرهم.
2 - مدير عام مكتب التربية والتعليم بمحافظة حجة.
3 - قائم بأعمال مكتب الإعلام بمحافظة حجة.
4 - عضو المجلس الوطني ممثلاً لمحافظة حجة، 1965.
وهو أول تشكيل برلماني بعد ثورة 26 سبتمبر، وكان للمحطوري دوره في صياغة توصيات المجلس في مايو 1968 بالنظر إلى مكانته العلمية.
5 - عضو مجلس الشورى الأول ممثلاً للمفتاح وكحلان الشرف، "1968 – يونيو 1974".
6 - من مؤسسي الحركة التعاونية وعضو الاتحاد العام للتعاون الأهلي للتطوير، 1973.
أُسندت له مهمة رئاسة اللجنة الإعلامية ولجنة التعاونيات ولجنة الشؤون الخارجية في الاتحاد، وكانت له لمساته من خلال الحركة التعاونية منذ تأسُسها في العام 1973، في إنجاز الكثير من مشاريع البنية التحتية على مستوى محافظة حجة واليمن الشمالي حينها.
7 - عضو الاتحاد اليمني، 23 فبراير 1973.
كان له من خلال هذا التنظيم السياسي دور مشهود في سياق العمل الوحدوي منذ اتفاق القاهرة 21 أكتوبر 1972، وبيان طرابلس 26 نوفمبر 1972، ويُعد الاتحاد إحدى ثِمار بيان طرابلس، وكانت للمحطوري بصماته في مختلف مراحل وضع الدستور اليمني وتسريع العمل الوحدوي، وحتى تتويج ذلك بالإعلان في 22 مايو 1990 عن قيام الوحدة اليمنية وانضواء شطري اليمن تحت راية الجمهورية اليمنية، والتي كان أحد مهندسيها بامتياز.
8 - عضو مجلس الشعب التأسيسي، فبراير 1978.
أُسندت له مهمة رئاسة اللجنة المالية والاقتصادية داخل المجلس، كما كان له دورٌ بارز في الخطة الخمسية الأولى للتنمية الاقتصادية "1977 - 1981".
9 - عضو اللجنة العليا للحوار الوطني، 1979.
أُسندت لهذه اللجنة مهمة صياغة الميثاق الوطني.
10 - عضو لجنة إعداد الدستور الدائم للجمهورية اليمنية.
11 - عضو اللجنة الدائمة وأحد مُؤسسي حزب المؤتمر الشعبي العام، 24 أغسطس 1982.
12 - عضو اللجنة العليا للانتخابات، 1988.
13 - عضو مجلس الشورى، 1988.
14 - عضو مجلس النواب المُشكل عقب قيام الوحدة اليمنية، "22 مايو 1990 - 1993".
أُسندت له رئاسة اللجنة المالية والاقتصادية داخل المجلس.
15 - مستشار رئاسة الجمهورية بدرجة نائب رئيس وزراء، 14 نوفمبر 1995.
16 - عضو اللجنة العليا للانتخابات، 1997.
مثّل اليمن في العديد من المؤتمرات البرلمانية العربية والدولية.
قالوا عنه:
1 - مهدي المشاط – رئيس المجلس السياسي الأعلى بصنعاء:
خسر الوطن برحيل المحطوري أحد أبرز الشخصيات السياسية والاجتماعية، والتي كان لها بصمات واضحة ورصيد نضالي في الدفاع عن الثورة والجمهورية والوحدة والديمقراطية.
2 - الدكتور عبدالعزيز بن حبتور – رئيس وزراء حكومة صنعاء:
قدم المحطوري من خلال المناصب التي شغلها في المؤسسات التشريعية والتنفيذية والتعاونية النموذج في الانحياز للوطن وأبنائه والتعبير عن مصالحهم على ذلك النحو المسؤول الذي عُرف به.
3 - اللواء علي مقبل غيثم – أمين عام سابق للاتحاد العام للتعاون الأهلي للتطوير ونائب رئيس أول برلمان بعد الوحدة اليمنية:
خسر الوطن برحيل المحطوري أحد أبنائه المُخلصين في مرحلة هامة وحساسة، تُعتبر بلادنا في أمس الحاجة لمشورته هو وأمثاله ومن هم في مستواه العلمي، ليُشاركوا بجهودهم وآرائهم البناءة وفق ما يُمليه عليهم واجبهم تجاه وطنهم خاصة في ظل الظروف الاستثنائية التي يمر بها وطننا العزيز.
4 - حسن حمود الدولة:
عرفت المحطوري ودوداً لطيفاً متواضعاً، لم أجده إلا مُبتسماً هاشاً باشاً للكبير والصغير، فاتِحاً ذِراعيه بمودة وابتسامة لكل من يقابله، خفيف الظل، صاحب نُكتة لاذعة، ملائكي المُحيا، رقيق الصوت، مُتميزاً بارتداء ملابسه الناصعة البياض، أنيقاً، وسيماً، يضع على رأسه الكوفية الخيزران التهامية، التي كانت العلامة المُميزة له في المجالس البرلمانية، وقد استبدلها في آخر سنوات عمره بالكوفية – الطاقية البيضاء – وكان حاد الذكاء، مُتوقد الذهن، موسوعي الثقافة، أديباً وخطيباً مُصقِعاً، وحفاظة للشعر، وفقيهاً بحكم دراسته في مدرسة يحيى بن حمزة العلمية بكحلان عفار، وكان مُؤدِّياً عمله بكل تفانٍ وإخلاص وإتقان في مختلف المناصب التي تولاها واللجان التي شارك في رئاستها أو عضويتها
رثاه العديد من شعراء وأدباء بلاد الشرف منهم العلامة عبدالحفيظ حسن الخزان، والأستاذ زيد إبراهيم أحمد المحطوري، والأديب قصي محمد أحمد المحطوري، والعلامة أحمد زيد زيد المحطوري .. ألخ.
أولاده: محيي الدين – توفي في 15 رجب 1429 هـ، الموافق 28 يوليو 2008، قُصي، أياد.
مراجع ذُكر فيها العلم:
1 – كتيب عن صاحب الترجمة، من 81 صفحة تضمن مقتطفات من سيرته وبيانات النعي والرثاء وكتابات لرفاقه وتلاميذه ومجموعة من قصائد الرثاء وباقة مُختارة من صور الفقيد في مراحل ومُناسبات مُختلفة.
2 – المؤرخ يحيى محمد جحاف، حجة معالم وأعلام، مكتبة خالد بن الوليد ودار الكتب اليمنية – صنعاء، الطبعة الأولى 2013، ص 399 – 400.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق