Translate

الثلاثاء، 19 أبريل 2022

فضيلة العلامة القاضي عباس بن أحمد بن علي بن محمد بن عبدالله بن حسين بن إبراهيم الخزان





عالم رباني، فقيه مجتهد، قاضي.

مولده بمدينة المحابشة في العام 1964، ووفاته بالأردن في يوم الثلاثاء 29 ربيع الثاني 1429 هجري، الموافق 15 أبريل 2008، وتمت مواراة جثمانه الطاهر ببلدته في يوم الخميس 17 أبريل 2008.

التحصيل العلمي:
أخذ علومه الدينية عن كوكبة من علماء المحابشة وصنعاء والحديدة، وبلغ درجة الاجتهاد في سِنٍ مُبكرة، وكان من أوائل دفعته في المعهد العالي للقضاء.
وهو من المنارات القضائية المشهود لها بالكفاءة والنزاهة والعفة والعدالة.
تلقي تعليمه الأساسي والثانوي في المحابشة والحديدة وصنعاء.
أُبتعث للدراسة في السعودية في مجال الهندسة البترولية، غير أن الجهات المعنية غيرت تخصص المنحة إلى علوم أرض، فأوقف دراسته وعاد إلى صنعاء والتحق بكلية الشريعة والقانون بجامعة صنعاء في العام 1984.
حصل على درجة الليسانس من كلية الشريعة والقانون، جامعة صنعاء، 1988.
واصل دراسته بالمعهد العالي للقضاء وتخرج منه في العام 1990.

السجل الوظيفي:
شغل العديد من المناصب المدنية والقضائية، منها: 
1 - موظف بمؤسسة النقل البري، 1981.
2 - موظف بمؤسسة المواصلات أثناء دراسته الثانوية.
3 - مساعد في محكمة بني الحارث.
4 - رئيس محكمة المفتاح الابتدائية، محافظة حجة، 1992.
5 - رئيس محكمة الشاهل الابتدائية، محافظة حجة، 1997.
6 - رئيس محكمة السُخنة الابتدائية، محافظة الحديدة، 2001.
7 - رئيس المحكمة الجزائية بمديرية زبيد والمديريات المجاورة، محافظة الحديدة، مايو 2006.
أسهم في حل الكثير من القضايا الشائكة، وكان محل احترام وتقدير في كل الجهات والمناطق التي عمل بها، بسبب أخلاقه العالية، وغزارة معرفته، وطريقته في حل القضايا.

قالوا عنه:
رثاه العديد من الشعراء والأدباء والقضاة والباحثين.

1 - مكتبة زبيد العامة:
أصدرت في يونيو 2008 كُتيباً تأبينياً، صدّرته بالأبيات التالية:
فقد القضاءُ مُصنِف الأحكام .. فالحزنُ فيضٌ والقلوبُ دوامي.
وأسودّت الآمال وامتحت المنى .. وإنهدّ رُكنٌ من حِمى الإسلام.
أمسى بنو الخزان في وادي الجوى .. في لُجةِ الأحزانِ كالأيتام.
حُزناً على بدر القضاء وشمسه .. وسراج أحلك وحشةٍ وظلام.
حمل ألوية المكارم والندى .. وإمام كل خليفةٍ وإمام.
2 - السيد عبده علي عبدالله هارون - رئيس مركز الأشاعر للدراسات والبحوث بمدينة زبيد:
يموت العظماء ويبقى تاريخهم شاهداً على تلك العظمة في فكرة غيرّت البشرية ونقلتهم من حال إلى حال، أو عمارة جسّدت حضارة تلك الأمة العظيمة، أو مواقف سامية أبرزت معنى الإنسانية وتجسّدت في شخصية عملاقة صنعت مجداً لشعبها وأمتها وحاكمنا المغفور له المرحوم عباس أحمد الخزان كان من هذه الشخصيات العظيمة التي شغلت القضاء، ولم يُعاصرنا إلا زمناً بسيطاً في زبيد تجسدّ من خلال العدل بمعناه اليقيني، واستمر خلال الفترة البسيطة يشد على عضُد المظلوم وينصره على الظالم:
قاضٍ إذا التبس الأمران عنَ له .. رأيٌ يخلصُ بين الماء واللبن؟
لوذعيٌ له فؤادٌ ذكيٌ .. ما له من ذكائه من ضريب.
أحب المدينة وأهلها، فكان مِثالاً للشرف والإخلاص والوفاء لأبنائها الذين عرفوه: رجلاً شُجاعاً شهماً كريماً وفياً للخير، أحكامه كانت تسري على الكبير قبل الصغير، ولا تُرد، كونها نابعة من قلب إنسانٍ مؤمن بربه وواثق في نفسه، ومجرب للقضاء، ومتصل إليه عن أبيه عن جده.
أسرته كلها قُضاة، حكموا بشرع الهب في أرضه، ولم يخافوا في ذلك لومة لائم.
3 - القاضي إبراهيم لطف الديلمي - وكيل نيابة زبيد:
كان زينة الشباب في خُلقه وعلمه وزُهده وتواضعه ومحبته لكل من حوله، وعُرف بكرمه وتواضعه وصدقه في القول والعمل، وكانت الابتسامة لا تُفارق ثغره، وتلك البشاشة التي لا تغيب عن ملامحه، وكانت مرونته تدفعه دوماً وأبداً إلى الإسراع في خدمة إخوانه وأصدقائه بحسن معاملته إلى كل إنسان وبصفحه عمن يُسيئ إليه، ولا يُنكر جميل من يُحسن إليه، ويُقابل الإحسان بأضعافه.
لم أشاهده يوماً غاضباً أو بوجهه عابساً رغم الأعمال والقضايا الهائلة التي ترد عليه، ورغم مرضه المُمتحن به والراضي عنه دون سخط أو تبرم.
ففي مجلس القات كان يسمع أكثر مما يتكلم، وإن تكلم نطق دُرراً نستسقي منها علوماً وفوائد ونُصحاً.
وفي مجلس الحكم أدباً ورمزاً لصوت الحق والعدل، ورمزاً للقضاء، ولا يخاف في الحق والعدل لومة لائم.
4 - القاضي الدكتور يحيى بن أحمد الخزان:
رحمة الله على أخي القاضي العلامة عباس الذي تعلمت منه الكثير، كان رجلا حكيما ذو رأي سديد وبصيرة نافذة، وكان يطمح إلى إصلاح القضاء، وقد حدثني أن لديه مشروع لإزالة التعارض بين القوانين، كان لديه أفق واسع لقراءة الواقع والتنبؤ بقضايا حصلت بعد وفاته.
5 – العلامة عبدالحفيظ حسن الخزان:
"عباس" أبكيك بالدمع السخين وما .. مثلي يفيك إذا ما استنهض القلما
يا طاهر الروح يا اسمى مودتنا .. يا طيب القلب يا من سطّر القيما
عليك ينتحب الأحباب في كمدٍ .. وفيك يكتب أهل الشعر والعلما
وفيك آثار للأخلاق في زمنٍ .. أودى بكل كريمٍ يعشق الهمما
وفيك اختصرُ الآثار لامعةً .. كالدُّر في قفص الإبريز قد نظما
أثقلت بالفضل حتى ملت منحنياً .. كذلك البدرُ في طور الهلال سما
وما إصطبارك في أقسى الكروب سوى .. كرامةٍ من كريم الفضل للكُرما
الله من زمنِ الآلام من زمنٍ .. ألقى بما فيه من نارِ الجوى ورمى

6 - الشاعر محمد صغير مزود:
فقد القضاء مُصنف الأحكام .. فالحزنُ فيضٌ والقلوب دوامي
واسودّت وامتحت المُنى .. وانهدّ ركن ٌ من حمى الإسلام
أمسى بنو الخزان في وادي الجوى .. في لُجة الأحزانِ كالأيتام
حُزناً على بدر القضاء وشمسه .. وسِراجُ أحلك وحشة وظلام
حمالُ ألوية المكارم والندى .. وإمامِ كل خليفة وإمام
هل كان عباس ابن أحمد في الورى .. إلا بناءاً للعدالة سامي
والفضل كان حقيقة ووسيلة .. في شخصه المخصوص بالإلهام
كانت تُحلُ المعضلات بذكره .. وبإسمه يرقى ذوي الأسقام
بل ليس تنبتُ حيث حلَّ خصومه .. قفلٌ يُعدٌّ لباب كل خصام
عباس كان من المعاني مُصحفاً .. متفرد بالعزم والإقدام
كُنَّا نراه الأمس طوداً شامخاً .. وله مكانته على الأعلام
ويُجيبُ مظلمة الضعيف إذا دعت .. بعزيمة ورعاية وذمام
وُعالجُ الخطب العصيب بحكمةٍ .. ويُحلُ كل ملمَّة بسلام
في الحق لا تُثنيه قوة ظالمٍ .. في الله لم يعبأ بأي ملام
من للمظالم بعد عباس إذا .. ليلُ الظلال دجى على الحكام
إن الفضائل لابن أحمد حُلّةٌ .. والله قلّده بخير وسام
ولقد رأيتُ على المحابشة الأسى .. وعلى زبيد عباءة الألآم
ومواطن اليمن السعيد بأسرها .. تبكي أبا الضعفاء والأرحام
7 – الإعلامي يحيى قاسم أحمد المدار:
مضى عباس في يومٍ مُخيفٍ .. كأنك يا ضياء الدين تُدعى
فقدنا عالماً بالحق يقضي .. يفك عصيبها عُرفاً وشرعا
سمى بالحق في الدنيا وعدل .. وحكم ليس نبغي عنه رجعا
فمن شفتيه نستسقي علوماً .. ومن اخلاقه أدباً وطبعا
مُحيطاً بالعلوم وكل فنٍ .. حوى في الحكم أصلاً ثم فرعا

أولاده: أحمد، محمد، عبدالله، علي.

ليست هناك تعليقات: