صحفي مخضرم، كاتب، إداري، مُؤرخ توثيقي، مُناضل سبتمبري، الأب الروحي لوكالة الأنباء اليمنية سبأ.
مولده بمدينة "صنعاء القديمة" في العام 1356 هـ، الموافق 1938، ووفاته في يوم الإثنين 9 ذي الحجة 1426هـ، الموافق 9 يناير 2006، وتم مواراة جثمانه الطاهر بمقبرة خزيمة بعد صلاة عيد الأضحى 10 ذي الحجة 1426هـ، الموافق 10 يناير 2006، وسط حزن بالغ من محبيه وتلاميذه ورفاق دربه، وبعد حياة حافلة بالعطاء والتفاني في خدمة الوطن، وإعلاء مكانة مهنة الحرف والكلمة.
وهو أحد رواد التنوير النهضوي الصحفي الذين أثروا حياتنا الاجتماعية والسياسية والثقافية والفكرية والإعلامية، ومثلّوا وبلا مُنازع البذرة الأولى لبزوغ شمس صاحبة الجلالة في اليمن، ومن طليعة طلائع المُناضلين من أجل نيل الحرية والاستقلال في عهد الحكم الملكي والاستعمار البريطاني، والمُنافحين عن الجمهورية والثورة والديمقراطية بعد الاستقلال، وأحد قباطنة الصحافة اليمنية، وأحد أساتذة مدرستها الأوائل، ومن الرعيل الأول لوزارة الإعلام اليمنية.
ويعتبر من الأقلام القليلة التي تعاملت مع قضايا الوطن بمصداقية وإخلاص ومسؤولية وطنية ومهنية عالية، بعيداً عن المصالح الضيقة والعنصرية الحزبية والمناطقية والقبلية، وكانت له بصماته في نشأت وتطور وزارة الإعلام بمؤسساتها المختلفة، وتأهيل عدد كبير من كوادرها الإعلامية والصحفية.
أعطى الصحافة التي عشقها وعشقته أكثر من 50 عاماً من حياته، وترك رحيله والرعيل الأول من الإعلاميين والصحفيين اليمنيين ثلمةً واضحة في صرح صاحبة الجلالة، لما مثلوه من قُلوب أُترعت بحب الوطن، وكرّست سِنِي حياتها للدفاع عنه، والذب عن مكتسباته، مُتحمِّلين بصبرٍ مُتناهٍ قساوة الحياة دون أن يُثنيهم ذلك عن أداء رسالتهم الإعلامية؛ والتي تُمثِّل الامتداد الطبيعي لرسالة الأنبياء، في فترة مفصلية وعصيبة من تاريخ اليمن، كان العمل فيها أقرب إلى السير وسط حقل من الألغام، مُكرِّسين أقلامهم في خدمة وبناء وطنهم الكبير، يمن الإيمان والحكمة، غير آبهين بتصاريف الحياة وسُوداويتها.
وهب حياته لخدمة الناس، وكان صاحب قلب حنون، وابتسامة لا تُنسى، حكيم التصرف، لين الجانب، مرح النفس، شديد التواضع، مُحب لكل الناس، كريم الطباع، جواد بسجيته، عزيز النفس، نظيف القلب، زاهد في دنياه، صبور في الشدائد، مُحب لوطنه، مُتفاني في عمله، رجل مواقف وبر وإحسان، وصاحب واجب مع كل الناس، وعُرف بالبساطة، وعدم التكلف، والشفافية، والدُعابة، والأخلاق الرفيعة، ورحابة الصدر، وسعة القلب، والإنسانية في التعامل، والتوسع المعرفي، والتنوع الثقافي.
ويظل بدماثة أخلاقه، وشدة تواضُعه، وقوة حُجته، ووضوح منهجه، وقلمه السيال طيلة 50 عاماً "مدرسة" تستوجب من المعنيين بدراسة مراحل تطور الصحافة اليمنية في العهدين الملكي والجمهوري، التوقف أمامها، والخوض في غمارها، ودراستها، وتعريف عُشاق الاحتراف الصحفي بسماتها ومعالمها ومنهجيتها.
التأصيل الأسري:
ينتمي لأسرة آل العمراني، وهي من الأسر العلمية التي سكنت مدينة صنعاء في منتصف القرن الثاني عشر الهجري، وبرز منها المئات من الأعلام في مختلف المجالات.
وآل العَمراني بفتح العين وسكون الميم كما يذكر المؤرخ "إبراهيم المقحفي"، في الجزئين الثاني والرابع من كتابه القيم "موسوعة الألقاب اليمنية"، عوائل كثيرة تنتمي إلى مدينة عمران في أعلى قاع البون، ومن أبرز المنتمين لهذه المنطقة أسرة آل العَمراني الساكنين بمدينة صنعاء، يرجعون بنسبهم إلى آل "ابن شائع"، انتقلوا إلى صنعاء في منتصف القرن الثاني عشر الهجري، وكانوا من أعيان مدينة عمران ثم صاروا من علماء صنعاء، وأول من هاجر منهم إلى صنعاء ودرس بعض العلوم الفقهية "على بن حسين بن صالح بن شائع العمراني"، وأول عالم برز منهم هو "محمد بن محمد العمراني"، ومن أعلامهم العلامة "قاسم بن حسين العَمراني الصنعاني" المتوفي في ربيع الأول 1224 هـ، والعلامة "محمد بن علي بن حسين بن صالح بن شائع العمراني الصنعاني" من أعلام القرن الثالث عشر الهجري، والعلامة "محمد بن إسماعيل العمراني"، وممن يُعرف بهذا اللقب من سكان مدينة صنعاء صاحب الترجمة.
وآل العِمراني بخفض العين وسكون الميم فخيذة من قبيلة الرشدة بملاجم قيفة البيضاء، من أعلامهم عضو مجلس النواب "علي بن أحمد بن محمد بن صالح العِمراني".
وآل العِمراني بخفض العين وسكون الميم عشيرة من السكاسك، اشتهر منهم العديد من الفقهاء في القرن السادس الهجري، وكانوا أصحاب مكانة عالية في مصنعة سَير من مخلاف صُهبت وأعمال محافظة إب، ومن أعلامهم القاضي "أبو بكر بن أحمد بن موسى العِمراني" عاش بحيمة تعز، ومن أعلامهم أيضاً العلامة "يحيى بن أبي الخير بن سالم بن أسعد بن عبدالله بن محمد بن موسى بن عِمران العِمراني" المتوفي في العام 558 هـ في ذي السُّفال، والعلامة "محمد بن موسى بن حسين بن أسعد بن عبدالله العِمراني" المتوفي في العام 568 هـ، ويرجعون بنسبهم إلى "عمران بن ربيعة بن عبس بن زهرة بن غالب بن عبد الله بن عك بن عدنان بن أدد بن يجثوم بن مقوم بن ناحور بن تيرح بن يعرب بن يشجب بن نابت بن إسماعيل بن إبراهيم".
وآل الخَير بفتح الخاء وسكون الياء من سكان حارة السياني بمدينة عَمران، يُنسبون إلى "أسعد الأصغر" من نسل "عمران بن حسان ذو مرائد الحميري"، من أعلامهم "صالح بن يحيى بن حسين الخير".
وآل أبي الخير من الأسر العلمية بمدينة زبيد، من أعلامهم "إبراهيم بن عبدالله بن إبراهيم بن أحمد بن أبي الخير".
التحصيل العلمي:
تلقى تعليمه الأولي بجوامع صنعاء القديمة، وواصل تعليمه بمدرسة "الأيتام"، ويذكره الأديب والمؤرخ "أحمد محمد الشامي" في كتابه "رياح التغيير في اليمن" ضمن أصدقاء الطفولة بحارتي "القزالي" و"الفليحي" في صنعاء القديمة، وزملاء الدراسة بمدرسة "الأيتام" في أربعينيات القرن العشرين، مضيفاً بأنه - أي الشامي - كان الأول في الصف، يتلوه حيناً "علي العمراني"، وحيناً "محمد الفسيل"، وكان "العمراني" أكبر الطلاب سناً، و"شاوش" الفصل.
درس بمدرسة "الزمر" سابقاً، والمعروفة حالياً بمدرسة "الأمير"، ثم انتقل الى المدرسة الإعدادية، ووصل إلى الصف الثاني الإعدادي، ترك بعدها الدراسة بسبب الظروف المادية لأسرية.
حصل على "دبلوم صحافة"، نظام سنتين من قسم الصحافة بـ "معهد الإعداد الإعلامي"، سورية، 3 أكتوبر 1971.
انخرط في العديد من الدورات التدريبية والتأهيلية في اليمن ومصر والعراق.
السجل الوظيفي والنضالي:
أولاً: قبل ثورة 26 سبتمبر 1962:
دفعته صعوبة الحياة المعيشية للهجرة إلى تعز في مطلع خمسينيات القرن العشرين، فعمل فني/ صف يدوي، بمطبعة "النصر" وكانت تطبع صحيفة "النصر" الرسمية القريبة من القصر الملكي - أسسها المرحوم الأستاذ "محمد صالح الشرجبي"، وصحيفة "سبأ" الأهلية.
شهدت صنعاء في العام 1955 حراك سياسي ومظاهرات طلابية ضد الحكم الملكي، فأصرّ على المشاركة فيها، وبعد فشل حركة المقدم "أحمد يحيى الثلايا" للإطاحة بالإمام "أحمد بن يحيى حميد الدين" وتنصيب شقيقه "عبدالله" خلفاً له وانفضاضها، وما تبعها من ملاحقات أمنية لرموزها، عاد إلى تعز، ومنها انتقل إلى عدن برفقة الإعلامي القدير "علي محمد الضحياني"، واستمر فيها حتى قيام ثورة 26 سبتمبر 1962.
في عدن عمل ورفيقه بصحيفة "الأيام" - تأسست في العام 1958، فنياً في قسم التجميع بمطبعة الصحيفة، إلى جانب العمل بصُحف عدنية أخرى.
انخرط في الحركة الوطنية، وعمل مع رفاق النضال ضد الاستعمار البريطاني والحكم الملكي حتى قيام ثورة 26 سبتمبر 1962 المجيدة.
ثانياً: بعد ثورة 26 سبتمبر 1962:
عند قيام ثورة 26 سبتمبر، كان في طليعة الإعلاميين الشماليين الذين نقلوا مهنة الحرف والكلمة من عدن إلى مدينة تعز، كأول فني لإصدار الصحف بطريقة الجمع اليدوي، وفيها بدأ مشواره الصحفي بالعمل في المطابع الحكومية، وكان أحد الذين تعاقبوا على الإدارة العامة لمطابع الثورة في ستينيات القرن العشرين.
أُسندت له في العام 1967 مهام إدارة المطبعة الرسمية الوحيد بصنعاء، ومهام إصدار صحيفة الثورة ومجلة الجيش.
في العام 1977 كان له الفضل في إنشاء مطبعة خاصة لصحيفة الثورة.
شارك بعد ثورة 26 سبتمبر، في إصدار أول صحيفة ناطقة باسم ثورة الشعب السبتمبرية من تعز في 29 سبتمبر 1962، تحت اسم صحيفة "الجمهورية"، والتي ظلت تصدر بهذا الاسم لفترة وجيزة، تم تسميتها بعدها بصحيفة "الثورة"، وتولّى فيها العديد من المناصب.
برز اسمه خلال الفترة "1970 - 1975" ضمن هيئة التحرير لصحيفة "الثورة".
ظهر اسمه في 19 مارس 1972 لأول مرة بالصفحة الأخيرة من صحيفة "الثورة"، وتحديداً العدد 1840، ضمن كُتاب "العمود الصحفي"، وتعددت بعدها أعمدة الصحيفة ومسمياتها خلال عقدي السبعينيات والثمانينيات من القرن العشرين، وفي جميعها كان له بصماته؛ مشورة وكتابة.
عمل أثناء وبعد الثورة السبتمبرية في العديد من الصحف التي كانت تصدر بتعز، منها صحيفة "سبأ"، وصحيفة "الطليعة" - كان يصدرها الأستاذ "عبدالله عبدالرزاق باذيب".
شارك في العام 1975، في تأسيس أول كيان نقابي للصحفيين في شمال اليمن، تحت مُسمى "جمعية الصحفيين اليمنيين"، واُنتخب عُضواً في الهيئة الإدارية لنقابة الصحفيين، وأُوكلت له مهام رئاسة اللجنة الاجتماعية، وساهم في إنجاح المؤتمرات العامة التي عقدتها النقابة قبل الوحدة اليمنية، كما شارك في تغطية أنشطة لجان الوحدة المُشكّلة بين شطري اليمن آنذاك، والتي كانت تُعقد في كل من صنعاء وعدن.
تم اختياره في العامين "1989 - 1990" ضمن عُضوية اللجنة العليا المُكلفة بتوحيد الصحفيين اليمنيين، وتكللت جهود هذه اللجنة في العام 1990 بعقد المؤتمر العام التوحيدي للنقابتين في صنعاء، وفي ذات العام شارك في لجنة دمج وكالة أنباء صنعاء مع وكالة أنباء عدن.
وهو من أوائل المُبادرين لإنشاء "وكالة الأنباء اليمنية" سبأ في العام 1970، وبإجماع رفاق دربه فهو "الأب الروحي" للوكالة، وفيها وجد ذاته الصحفية الحقيقية، وشغل فيها العديد من المناصب، منها:
1 - مُحرر صحفي.
2 - رئيس إدارة التحرير.
3 - مُدير عام الوكالة، "1973 - 1974".
4 - مُدير عام الإدارة العامة للتحرير، 26 أغسطس 1976.
انتقل بعدها للعمل في إذاعة صنعاء، وشغل فيها منصب مدير عام الأخبار لفترة من الزمن.
ثم عاد إلى وكالة سبأ مُديراً عاماً للأخبار، وظل في هذا المنصب أكثر من 20 عاماً، حتى إحالته للتقاعد أواخر التسعينيات من القرن العشرين الميلادي، خاتماً ذلك بتقلُّده منصب مُستشار رئيس مجلس إدارة وكالة الأنباء اليمنية "سبأ".
له بصماته في تطوير العديد من إدارات وكالة الأنباء اليمنية، منها:
1 - إنشاء الاستماع السياسي، وإدارة الأخبار، والتحرير العربي والأجنبي.
2 - استحداث مكاتب للوكالة في كل المحافظات.
وله بصماته في التلفزيون الرسمي بصنعاء في مراحل تأسيسه الأولى.
الألقاب التي أشتهر بها:
اُشتهر في الأوساط الصحفية بالعديد من المسميات والألقاب، منها:
1 - "أبي علي"، لأنه في كل المؤسسات الحكومية والأهلية التي عمل فيها كان على الدوام يتعامل مع زملائه من موقع الأبوة.
2 - "الأب الروحي للصحافة اليمنية".
3 - "الأب الروحي للخبر الصحفي".
4 - "الأب الروحي لشباب الثورة الإعلامية".
5 - "الأب الروحي لوكالة الأنباء اليمنية سبأ".
الأنشطة الاجتماعية:
عضو مؤسس في نقابة الصحفيين اليمنيين.
المؤتمرات والندوات:
شارك في العديد من المؤتمرات والندوات وورش العمل المحلية والعربية والأجنبية، الخاصة بتطوير العمل الصحفي، وكان له حضوره المُشرِّف في العديد من الفعاليات الوطنية.
الإنتاج الفكري:
له مشاركات وكتابات واسعة في العديد من المؤسسات الإعلامية والصحفية الرسمية والأهلية، منها:
1 - في العهد الملكي:
"الطليعة"، "النصر"، "صوت الشعب"، "سبأ"، "الأيام"، وغيرها من الصحف العدنية والتعزية.
2 - في العهد الجمهوري:
"الثورة"، "الجمهورية"، "14 أكتوبر"، "السلام"، "الرأي العام"، "الإذاعة"، "التلفزيون"، "وكالة الأنباء اليمنية" .. الخ.
وكالة "سبأ" عرفاناً منها بمقام ومكانة هذه القامة الوطنية والإعلامية الكبيرة أطلقت اسمه على إحدى قاعات مركزها الرئيسي في صنعاء، وأصدرت في العام 2007 كتاباً تأبينياً عنه من الحجم المتوسط، ضم بين دفتيه 160 صفحة، شارك فيه كوكبة من الإعلاميين والمناضلين اليمنيين.
كما عمل الباحث "زيد المحبشي" مدونة في قوقل خصصها لنشر الكتابات التي تناولته، ضمت صفحاتها 48 مادة لكوكبة من رواد مسيرة الحرف والكلمة، وهي متاحة على الرابط التالي:
www.alialamrani.blogspot.com
قالوا عنه:
1 - الأستاذ الراحل "راجح الجبوبي":
منذ مطلع شبابه اتخذ الأستاذ "علي العمراني" مع نفرٍ من أبناء جيله الإعلاميين الرواد، من الإعلام مدينته التي عاش بها ولها سِني عمره، فتنقّل بين أحيائها ومُنشأتها المقروءة والمسموعة، مُساهماً تارة، ومُقيماً إلى حين تارة أخرى، تآلف مع حروف وأخبار المطابع وألفته طاولات التحرير ومصادر المعلومات وعناوين الصفحات الأولى، جاب ميادين الحدث على كافة مستوياته وجهاته الجغرافية حاملاً عدة الميدان؛ القلم ورزمة الورق وجهاز التسجيل المحمول، لينقل الوقائع ويصف الحال، تدرّج صُعوداً في سلالم المهنة حتى جلس في أعلاها بتواضع جم، وبقي الإعلام مدينته وعالمه إلى أن فاضت روحه إلى بارئها بعد أكثر من خمسين عاماً من العمل الصحفي.
2 - الأستاذ "يحيى علي الإرياني":
كان الأول - دائماً - أو في مقدمة الصفوف، كما في النضال الوطني أيضاً مع زملائه.
هذا أقل ما يمكن أن نقوله بإيجاز عن الإعلامي القدير "علي عبدالله العمراني"، الذي كان متميزاً بمواقفه من القضايا الوطنية، صادقاً لا يقبل أن تحيد المسيرة الوطنية عن طريقها قيد أنملة، فقد كان مع زملائه في المهنة كأبٍ حان، وهذه الصفات قد تبدو في ظاهرها مُتباينة والتي تتمثل في الصرامة في القضايا الوطنية والعاطفية مع الناس، تُمثل جوهر المناضل الحق والرجل الموقف والإنسان الصادق مع نفسه ومع الناس ومع وطنه.
ففي الصف الجمهوري كان المناضل "علي العمراني"، ممن رفعوا الشعار الخالد "الجمهورية" أو "الموت" في حصار السبعين، واستطاعوا في جبهة الإعلام أن يشكِّلوا خط الإسناد الأساسي للمقاتلين في خط الدفاع عن الثورة والجمهورية من خلال تعزيز المعنويات والإصرار على الصمود حتى الموت أو النصر.
3 - القاضي "علي محمد الحبيشي":
المرحوم "علي العمراني" من الرعيل الأول لوزارة الإعلام، ومن الكوادر المُؤسسة لهذه الوزارة والمؤسسات التابعة لها، وله بصمات واضحة في هذه الوزارة الهامة منذ قيام ثورة 26 سبتمبر 1962 وحتى انتقل إلى الرفيق الأعلى.
4 - الأستاذ "عصام البحري":
الأستاذ "علي عبدالله العمراني" من أبرز الرواد المؤسسيين للعمل الإعلامي الصحفي في اليمن منذ مطلع خمسينيات القرن العشرين، وله إسهاماته البارزة في هذا المجال، كصحفي قدير، سخّر قلمه في خدمة الوطن والدفاع عن قضاياه، ودوره كمدرسة مجتمعية أسهم بفاعلية في تأهيل وتخريج المئات من الكوادر الإعلامية في المؤسسات الإعلامية والصحفية الحكومية والأهلية في شطري الوطن قبل الوحدة وفي وكالة الأنباء اليمنية بعد الوحدة.
وهو سياسي ووطني غيور ومناضل وثائر سلاحه الكلمة والحرف، وإداريٌ ناجح ومؤرخ لأحداث الوطن منذ ما بعد ثورة 26 سبتمبر 1962 وللشخصيات التي أسهمت في تلك الأحداث.
5 - الأستاذ "عبدالعزيز الصراري":
كان كثير الحركة، شديد الذكاء، قوي المُلاحظة، اجتماعي الشخصية، تلك صفات حياة الأستاذ الراحل "علي عبدالله العمراني"، ولازمته في مسيرة عمره الحافل بالنشاط والحيوية والتوثب والتأمل والارتباط بالعمل والإخلاص له.
كان رحمه الله صحفياً مُميزاً، صقلته التجربة والممارسة، وأكسبته خبرة مُتراكمة، صار بموجبها بمثابة مرجعية لنا جميعا.
اتسم عمله الصحفي بما يمكن أن نُسميه "الاحتراف"، كنا إذا واجهنا خطب ما في مسار عملنا اليومي، نلجأ إليه، فيتأمل قليلاً ثم يقول كلمته التي صارت معهودة عندنا جميعا: "سهل .. سهل يا وجيه"، ثم يبدأ على الفور بوضع التصورات لمعالجة تلك المشكلة.
6 - الأستاذ "أحمد علي محي الدين":
أبي "علي العمراني" كما يعرف الجميع، هو أبو الجميع، وهو الذي علّم الجميع داخل وكالة الأنباء اليمنية كيفية التعامل مع الأخبار ومع المواقف الصعبة، وهو الذي كان يهِّون علينا حين تشتد الظروف وتحتدم المواقف بمقولته الشهيرة: "سهل .. سهل يا صفي"، وهو الذي كان عندما يُخيّم الحزن أو الوجوم وأجواء التوتر، ينقلنا بسرعة البرق إلى أجواء المرح والصفاء والضحك حينما يحدثنا عن "المارينز"، ولم ندرك أو يدرك البعض على الأقل بأن هذا الأب بقلبه الرحيم يريد أن يخفف عنا المعاناة ولو على حساب نفسه، باعتبار أن الحديث عن "المارينز" يُضحكنا ويُسلينا، لكنه في الوقت نفسه يُسبب له الضيق؛ وكان بعضنا لا يعرفون شيئا عن "المارينز" الذي يحدثنا عنها أبي "علي"، لكنهم كانوا يضحكون، وكان البعض عندها يرددون المقولة الشهيرة: "شر البلية ما يُضحك".
7 - الأستاذ "أحمد حسين العنابي":
احترف المرحوم "علي عبدالله العمراني" الصحافة بعد أن تعلّمها من تحت السلاح كما يُقال، بل من الميدان، وعرف سمو وقُدسية رسالتها، وعرف حقوق الأمة وقُواها على الصحافة، كل هذه المعاني تعلمناها منه وأرسينا واجبات أدائها ومن أجل الوفاء بحق الشعب والأمة في معرفة ما يجري في بلادهم وماذا يُراد لهم، وكذا حق الدولة ومسؤوليها في معرفة مواقف الآخرين من حولنا في المنطقة واتجاهات الرأي العام فيها، فقد أعطاهما جُل اهتمامه، وكانت هذه القضية من أهم المبررات لوجود وكالة أنباء وطنية.
إن أحداثاً جِساماً مرت بها البلد وما حولها منذ مطلع سبعينيات القرن الماضي وحتى قيام الوحدة، كان "العمراني" رحمه الله نجماً بين فرسان الإعلام والوكالة.
8 - الأستاذ "محمد عبدالله مخشف":
يُحسب للأستاذ "علي العمراني"، مع صنويه شهيد الصحافة اليمنية الأستاذ "محمد ناصر محمد"، والقائد الوطني الوحدوي البار "عمر الجاوي"، شرف وسبق الريادة في غرس اللبنة الأولى لتأسيس شيئ اسمه "وكالة أنباء" في اليمن، سواء في الشمال أو الجنوب سابقاً.
9 - الأستاذ "يحيى صالح الشوكاني":
الصحفي المخضرم الأستاذ "علي عبدالله العمراني"، من الشخصيات العصامية، اعتمد على نفسه منذ العقد الثاني من عمره، وشاءت الأقدار أن تزج به في مُعترك الصحافة، فبدأ عمله كصفّاف حروف في صحيفة "سبأ" التي كانت تصدر من مدينة تعز في العهد الملكي، وتدرج في عمله حتى أصبح من الصحفيين المقتدرين والبارزين، وتدرّب على يديه العديد من الأشخاص الذين احتل معظمهم فيما بعد مكانة مرموقة في عالم الصحافة.
10 - المفكر الأستاذ "عبدالباري طاهر":
كان "العمراني" في طليعة الطلائع الجديدة الثائرة التي هبت للدفاع عن الثورة والجمهورية وحماية يوم السادس والعشرين من سبتمبر المجيد، جاء من عدن إلى صنعاء، وساهم بخبرته في العمل الفني والصحفي لتأسيس "وكالة الأنباء اليمنية" سبأ إلى جانب "عمر الجاوي" وآخرين، هذا الإعلامي المخضرم كان قلباً مليئاً بالوفاء والحب والعطاء.
11 - الأستاذ "منير العبسي":
الفقيد "علي عبدالله العمراني"، كان وقوداً لرواد الصحافة مِن الجيل الحديث، وحرك المياه الراكدة لحرية الكلمة.
12 - صحيفة "صنعاء اليمن":
الأستاذ القدير "علي عبدالله العمراني" واحداً من أبرز أساتذة الخبر الصحفي على وجه الخصوص، تتلمذ على يديه عدد غير قليل من الصحفيين في وكالة الأنباء اليمنية سبأ منذ منتصف السبعينيات وحتى إحالته للتقاعد منتصف التسعينيات من القرن الماضي.
أولاده: أروى - طبيبة وباحثة بالمختبر المركزي التابع لوزارة الصحة اليمنية بصنعاء، أحلام - تربوية، أمل - تربوية، إلهام - تربوية ووكيلة مدرسة، إجلال - مُحررة وصحفية بوكالة الأنباء اليمنية.