عالم محقق، فقيه
مجتهد
مولده بمدينة شهارة
من بلاد الأهنوم في ذي الحجة 1340 هـ، الموافق 1919 م، ووفاته بالمحروسة صنعاء في
يوم الاثنين 27 ربيع الثاني 1428هـ، الموافق 14 مايو2007م.
كان شغوفاً بطلب
العلم منذ نعومة أظفاره، بعيداً عما درج أبناء عصره عليه من لعب ولهو، مفضلاً
الخلوة والانزواء والانكباب على أصول العلوم وفروعها بنهم كبير، ومما ساعده على
ذلك ما حباه الله به من نعمة النباهة والذكاء وسرعة البديهة والحفظ والفصاحة، الى
جانب الأجواء العلمية والروحانية الأسرية المُتيحة له التفرغ الكامل لطلب العلوم
الشرعية برفقة أخيه الأكبر محسن المحبشي، والقاضي فتح الله بن عبدالله المحبشي،
وأخويه عبدالرزاق وعبد الكريم بن عبدالله المحبشي، والعلامة محمد بن يحيى مطهر.
أخذ العلوم الأولية
على يد علماء شهارة، فدرس القرآن الكريم لدى السيد محمد مصبح، والأستاذ عبدالله
محمد الحذري، ومجموع المتون لدى والده، والعلامة علي بن محمد بن عبدالله المتوكل،
وفي العقد الثاني من عمره انتقل الى هجرة معمرة من بلاد الأهنوم، ومنها إلى صعدة،
فدرس لدى العلامة أحمد عبدالواسع الواسعي علوم اللغة والنحو - الاجرومية وقطر
الندى - والجزء الأول والثاني من شرح الأزهار، وأخذ عن العلامة محمد حسن الوادعي
الحسني بهجرة ساقين علوم التوحيد وأصوله وسنن النسائي والترمذي والروض النضير لدى.
وعلوم الفقه وأصوله
لدى العلامة عبدالله سهيل، والفرائض في علم المواريث لدى العلامة أحمد مرق، وحاشية
الحاجب في النحو لدى العلامة عبدالكريم علي الرازحي، وقواعد الإعراب لدى العلامة
محسن المحبشي، والمتون إعادة لدى العلامة محمد بن حسن بن حسين المحبشي، والتجويد لدى
العلامة علي المراني.
وبعد مضي أربعة
أعوام إنتقل الى مدرسة حورة بمدينة حجة، ماكثاً فيها 4 أعوام آخرى، درس خلالها
بقية شرح الأزهار وكامل لقمان والطبري إعادة لدى العلامة يحيى بن قاسم العزي،
وحاشية الحاجب لدى العلامة يحيى بن محمد الجرباني، والمعاني والبيان والبديع لدى
العلامة عبدالله الجوبي.
عاد بعدها ثانية
إلى مدينة شهارة عندما أُسست مدرستها العلمية رسمياً، فدرس فيها شرح الازهار
والعمدة وسبل السلام وغاية السؤال لدى العلامة يحيى بن يحيى الأشول، والشرح الصغير
في المعاني ومغني اللبيب لدى العلامة حسن حرب، والكشاف في تفسير القرآن للزمخشري
والمناهل وصحيح البخاري لدى العلامة محمد بن قاسم الوجيه، والعلامة الزاهد أحمد بن
قاسم بن أحمد الشمط الأهنومي، وغيرهم حتى صار من أنبل علماء عصره.
حصل على العديد من
الإجازات العلمية من كبار علماء عصره في مفهوم ومنطوق ومعقول ومنقول العلوم
الشرعية وهو لايزال في العقد الثالث من عمره، منهم والده وأخيه والعلامة يحيى بن
حسين المحبشي، والعلامة أحمد الشمط، والعلامة يحيى الستين، والعلامة محمد حسن
المحبشي، والعلامة محمد مسفر، والعلامة إبراهيم سهيل، والعلامة يحيى قاسم العزي،
والعلامة حسن سهيل، والعلامة حسن بن علي المعاذيب، والعلامة إسماعيل حطبه،
والعلامة حسن بن علي بن عباس.
المناصب القضائية:
تلقى التدريبات
القضائية الأولية لدى والده في عدد من تنقلاته القضائية، وتحديداً عندما تم تعيين
العلامة عبدالرحمن المحبشي حاكماً في لواء الشام (صعدة)، ولواء الحديدة كأخر
المناصب قبل وفاته في يوم الجمعة 29 ربيع الثاني 1366 هـ، ومن بعدها متابعته لأخيه
الأكبر العلامة محسن بن عبدالرحمن المحبشي، كما تدرب لدى العلامة يحيى بن حسين بن
عبدالرحمن بن عبدالوهاب المحبشي حاكم حجة، والعلامة محمد بن حسن بن حسين المحبشي
حاكم صعدة أثناء دراسته بهاتين المدينتين.
وتولى العديد من
المناصب القضائية في العهدين الملكي والجمهوري، منها: رئيس محكمة في بعض مناطق
تهامة كالمنصورية وباجل والزيدية وبيت الفقيه ثم باجل ثانية، فعضو في محكمة
الاستئناف بصنعاء، والمحكمة العليا كآخر منصب له قبل وفاته.
أعطى القضاء جُل
وقته مما صرفه عن التأليف، إلا أن مجلسه ظل عامراً بمدارسة ومذاكرة العلوم
الشرعية، والأدب والتاريخ وغيرها من العلوم والثقافات الانسانية، خصوصاً في قيلولة
ما بعد العصر، وملتقى للعلماء والمفكرين والأدباء طيلة حياته العامرة بالفقه
والعلم والذكر والورع والزهد ومكارم ومحامد الأخلاق والتواضع وكرم الضيافة والسيرة
المحمودة وغيرها من الصفات والسجايا الحميدة، التي صارت في قُضاة زماننا للأسف من
الأمور المفقودة.
قالوا عنه:
عبدالحميد محمد
المهدي:
يالقلبي الجريح كم
ذا يعاني * * من صنوف الآلام والأحزانِ
كل يومٍ نغدو نودع
حِبّاً ** ودموع العيون كالهتّانِ
وأخيراً عبدالحفيظ
الذي كان ** حفيظاً لربِّه الديانِ
نجل عبدالرحمن من
كان بحر الـ ** ـعلم فيه كرائم المر جانِ
من تولىّ القضاء
وقتاً طويلاً ** كان فيه كشوكة الميزانِ
حيث بالعدل كان
يحكم بين الـ ** ـناس، يبغي به رضى الرحمنِ
كأخيه الحسام محسنٌ
قد كا ** ن ولوعاً بالخير والإحسانِ
ورثا عن أبيهما
العلم والزهـ ** ـد وحب الصلاح للإنسانِ
أُسرةٌ خصها الإله
بنبلٍ ** وبفضلٍ على مدى الأزمانِ
فاذرِفيِ ياعيون
حزناً على الرا ** حل دمعاً يسيل كالغدرانِ
الشريف الكريم
والفاضل الزا ** هد في سَيرِهِ بكلِّ المعانيِ
فلقد عمَّنا المصاب
على من ** كان - حقاً - وحيد هذا الزمانِ
أسرةُ المحبشي
صفحاً عن التقـ ** ـصير إذ أخرص المصاب لسانيِ
ولعبدالحفيظ نرجو
جنان الـ ** ـخلدِ مأوى من ربَّنا المنانِ
ولكم ولنا العزاء
وأن يخـ ** ـتم ربُّ السماء بالغفرانِ
وصلاةُ الإله تغشى
صباحاً ** ومساءً نبيّنا العدنانيِ
وكذا الآل والصحابة
طُرَّاً ** ما تغنت الأطيارُ في الأغصانِ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق