Translate

الأحد، 13 ديسمبر 2020

تغاريد حرة يكتبها زيد المحبشي

 * بوابة التطبيع السحرية

من معه مشكلة سار يطبع مع إسرائيل .. فجأة أصبح الكاهن نتن ياهو عفريت المصباح السحري .. 

كوسوفا تبحث عن اعتراف صربيا فطرقت بوابة التطبيع السحرية ..

المغرب تبحث عن اعتراف اميركا واسرائيل بسيادتها على الصحراء الغربية التي ليس لها أي حق تاريخي فيها فطرقت بوابة التطبيع السحرية ..

البحرين تبحث عن غطاء دولي لشرعنت جرائمها ضد مواطنيها فطرقت بوابة التطبيع السحرية ..

الإمارات تبحث عن شرعنت تمددها في موانئ وجزر اليمن والقرن الافريقي فطرقت بوابة التطبيع السحرية ..

السودان تبحث عن رضا ترامب لشطبها من قائمة الإرهاب فطرقت بوابة التطبيع السحرية ..

السلطة الفلسطينية تبحث عن التمويل فلم يكن أمامها سوى دعك المصباح السحري ..

السعودية تبحث عن مغسلة دولية لتطهير جرائمها في اليمن وحمايتها من الحوثي فلم تجد أمامها سوى بوابة التطبيع السحرية وإعلان ذلك رسميا ستكون هدية ترامب للكاهن نتن ياهو قبل مغادرة بوابة البيت الأسود

.. فهل سيحقق عفريت المصباح السحري أحلامهم؟؟

.. #سؤال #افتراضي 

هل يجب على موظفي المؤسسات الحكومية غير الايرادية التابعة لدولة صنعاء دعك الفانوس السحري من أجل مساواتهم بموظفي مؤسسات الحركة وموظفي المؤسسات الحكومية الايرادية وإلغاء عدالة المنارة المقلوبة؟؟؟

* كنا يا أحفادي في العهد الجاهلي نستبشر بقدوم شهر ديسمبر خيرا، ففيه يغاث الناس ويصترفون، لأن سلطات ذلك العصر الكالح تصرف مرتبات موظفيها في العشرين منه، استعدادا لاغلاق البنك المركزي الجاهلي بمدينة سام بن نوح أبوابه من اجل الجرد السنوي في العشره الايام الاخيرة من كل شهر ديسمبر ..

اما اليوم يا احفادي: فعهدكم الزاهر لم يعد فيه رواتب، ولا بنك مركزي، ولا عملة، ولا اقتصاد، ولا دولة، ولا حياة، ولا ضمير، ولا إنسانية .. ولم يتبقى لكم من نفح الجاهلية سوى الجرد والجرد فقط

* دورة الصراع في اليمن تاريخيا تستهلك من 30 إلى 40 سنة يعقبها هدوء نسبي أشبه باستراحة محارب تتراوح فترته ما بين 30 و70 سنة لتعاود دورة الصراع كرتها وهكذا دواليك وهي السمة الغالبة على مدى 5000 سنة .. وقد مضى من الدورة الحالية 10 سنوات نسأل الله اللطف فيما تبقى

* ما بعد الموت حياة ابدية ومن مات قامت قيامته وتحدد مصيره ولا صحة لوجود حياة برزخية لتنافي ذلك مع الحياة الاخروية الأبدية .. وكذا الحال بالنسبة لعذاب القبر وانما هو عذاب واحد يوم القيامة بالآخرة لما في ذلك من ظلم لا يليق بالله سبحان وهو العدل أن يجمع على عباده عذابين في القبر وبعد العرض والنشور

الخميس، 19 نوفمبر 2020

الفساد في خبابير جدتي

كتب زيد المحبشي

* قالت جدتي رحمة الله عليها: حكامكم يا أولادي لم يدخروا جهدا في اتخاذ ما يجب من الخطوات الاسعافية لحماية وإنعاش اقتصاد الطيرمانات على حساب اقتصاد الشعب المتهالك وبطريقة ديمقراطية وشفافة بعيدا عن مجلس النوام وبعد ان تأكد لديهم بالدليل القاطع وبالاستفادة من خبرة من سبقهم من حكام البلاد أن أغلب الشعب يسبح في بحر من حلبة الأمية ويسهل استغفاله .. 

حكامكم يا أولادي يرتعدون خوفا من محاكمة مافيا عصابات الطيرمانات المنفلتة وهوامير الفساد المتغولة في المؤسسات والوزارات الذين يسرقون الزكاة وينهبون المال العام ويتاجرون بأقوات ومعاناة الناس ويعبثون بموارد البلاد لذا قرروا ردعهم بتجويع الشعب وإلغاء نصف الراتب المقرر منحه كصدقة لموظفي المؤسسات الحكومية غير الإرادية كل أربعة أشهر بعد أن تبين لهم بالدليل القاطع أنه يمثل أكبر بؤرة للفساد، ويستثنى من ذلك قطعاً لزوبعت الذين إعتادوا الإصطياد في المياه العكرة 10 مؤسسات إيرادية والوزراء ونوابه والوكلاء ورؤساء المؤسسات ونوابهم وأعضاء البرلمان والشورى والمجالس الإستشارية بمختلف مسمياتها والمطبلين والمزمرين وحملة المباخر، وكل ذلك من أجل ردع عصابات الطيرمانات وهوامير الفساد، لعلهم يعودوا الى رشدهم ويتقوا الله في شعبهم .. 

حكامكم يا أولادي رفعا للعتب اكتفوا بمنح الشعب وعود وهمية تخديرية بوجوب محاربة الفساد والمفسدين ولكن بالتدريج المريح والفسيح نظرا لتراكمات أموال الشعب في كروشهم ومراعاة لحساسية وخطورة المرحلة التي تمر بها البلاد وما فيها من مؤامرات مستمرة وتآمر اقتصادي لا زالت مداميكه قائمة على القرداعي ..

وعليه فالرجاء عدم اثارة الشغب ضد فساد حكامكم المطيرمين وهوامير حكومتكم المطيرفين عبر النقد الغير مسؤول وعليكم أن تتحلوا بالمزيد من الصبر على فسادهم الى أن تأتي صاعقة من السماء تخارج الشعب منهم أو تخارجهم من الشعب أو يتوضع الجميع سوى سوى ويتذوق الجميع طعم المعاناة بلا تمييز ويشبع الشعب جوعا

* قالت جدتي رحمة الله عليها: في الحرب يا أولادي تقتضي الحكمة تضييق قائمة الخصوم والأعداء والابتعاد عن كل ما من شأنه إثارة الفتنة والشقاق والنعرات والاحقاد الداخلية بتلاوينها وأنسنة الأقوال والأفعال والسلوكيات والقرارات والرفق بالناس واحترام عقولهم واقامة سنن العدل والحكم بين الناس بالسوية والاهتمام بالفقراء والمساكين وذوي الحاجة وعدم التلاعب بأقوات وأرزاق الناس وعدم تقديم أو تفضيل جماعة من الناس في العطاء والمزايا دون سائر الشعب ومعايشة هموم وآلام البسطاء والتعاطي معها بإيجابية بعيدا عن التعالي والمن والابتعاد عن عبارات التخوين والعمالة لمن هم معكم في نفس الخندق يعانون كما تعانون ويضحون كما تضحون لمجرد اختلافهم معكم في الرأي والفكر والابتعاد عن الألفاظ النابية والفظة في توصيف خصومكم فالحرب أخلاق  قبل أن تكون مواجهة والابتعاد عن الأمراض التاريخية لأنكم ستكونون أول المكتوين بنارها .. وو

الخميس، 12 نوفمبر 2020

ما وراء الهجوم الغربي المتكرر على الاسلام ونبيه؟

زيد يحيى المحبشي، مركز البحوث والمعلومات: 13 نوفمبر 2020
"لا تلوموني على حبي لرسول الإسلام، حبي وشغفي
بالإسلام ورسوله بلا حدود، حتى إن البعض يقول إنني أُخفي إسلامي، وأنا أقول مقولة شاعر هندوسي: "قد أكون كافراً أو مؤمناً، فهذا شيءٌ علمهُ عند الله وحده، ولكني أود أن اُنذِر نفسي كمُحب مُخلِّص لسيد المدينة العظيم محمد رسول الله"، فلماذا تلومونني على حبي ودفاعي عن رسول الإسلام؟، في حين لم يتعرض شخص في التاريخ للظلم الذي تعرض له "محمد" في الغرب!.
فأساطير القرون الوسطى اتهمته بأنه كان "كاردينالاً" استاء لعدم تعيينه بابا في الكنيسة، فانفصل عنها وأسس ديانة جديدة، واتهمته رواية فرنسية بأنه شارك مع شخصين آخرين في تكوين نوع من "الثالوث" الشيطاني!، وجريمة لا تغتفر في حق "محمد" ارتكبها الأدباء الإنجليز، حولّوا اسم "محمدٍ" ليكون "مرادفاً" للشيطان!، وحول الأدب الألماني اسم "محمد" إلى "ماحوم"، واتهموا المسلمين بأنهم يعبدون "أصناماً" ذهبية لـ"ماحوم".
للأسف فإن مثل هذه الصور الشنيعة راسخةً في اللاوعي الجماعي للغرب، وهو ما يفسر العداء الغربي للإسلام، أليس هذا الظلم دافعاً لي لتوضيح حقيقة رسول الإسلام، والدفاع عنه، حتى لو كلفني ذلك حياتي، فإن الساكت عن الحق شيطان اخرس؟!".
لم تكن هذه الصورة السوداوية للإسلام ونبيه التي أجلتها المستشرقة الألمانية الأديبة "آنا ماري شيمل" سوى خطوط عريضة للصورة المرتسمة في عقول الكثير من سكان الغرب، المتهمين الإسلام وتعاليمه بأبشع الصفات، العارية تماماً عن حقيقته ومكوناته، المتسمة بالديناميكية والديمومة والعالمية والخيرية، والحافظة للإنسان كرامته وحريته وسعادته، بعيداً عن صخب المادية الغربية الموغلة في الفُحش والانحطاط واللاوعي والفساد والضياع الروحي والتخبط الحياتي.
والمؤكد أن سمو ما دعى إليه الإسلام من حياة مثالية فاضلة قائمة على العدل والمساواة واحترام الأخر وإعمار الكون بالخير والفضيلة، كان مبرراً كافياً لتصويب سهام النقد والخلخلة والتشويش والتحريف والتشويه ضده، منذ اعتمال معاول الهدم اليهودي بمدينة يثرب، وما تلاها من محاولات الوقيعة والتسقيط، لتزداد الحملة إستعاراً مع مقدم جحافل الصليبية والهزيمة الماحقة التي لحقتها، فاتحين لمخيلاتهم الغثائية العنان لتشبيه نبينا صلى الله عليه وآله وسلم بمقبحات الأشكال ومنكرات الأقوال، وكلها باءت بالفشل، لبطلان مستنداتها.
نشر صور ورسوم مسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم في فرنسا خلال شهر أكتوبر 2020، على واجهات المباني والصحف، بالتوازي مع المحاولات المتكررة من قبل الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون"، للربط بين الإسلام والإرهاب وادعائه بأن الإسلام يعاني من أزمة، وأنه في مهمة مقدسة لتحريره منها، وإصراره على عدم التراجع عن "الرسوم الكاريكاتورية" المسيئة، واعتبارها ضمن قيم حرية التعبير الغير قابلة للتنازل والمساومة، كل هذه التصرفات اللا أخلاقية واللا إنسانية ليست سوى تكرار شائه لمسلسل بدأت حلقاته مع يهود يثرب، واتسعت رقعته مع بداية الحرب الصليبية، وبدأت خطواته بالاتجاه نحو التكتيك المؤسسي المنظم ما بعد أفول نجم الاتحاد السوفيتي، لتتضح الصورة أكثر على أنغام تداعيات أحداث 11 سبتمبر 2001 إثر تدشين بوش الابن حملته العالمية ضد ما أسماه الإرهاب، الحرب المقدسة التي أسماها بالصليبية.
ومعها بدأت التنظيرات الغربية تطلق عنان تساؤلاتها حول العلاقة بين حرية التعبير المتشدق بها الغرب، والمترفعة فوق كل حق باستثناء التاريخ اليهودي والقضايا المتعلقة به، المسيجة بشباك حمراء لا يجوز الاقتراب منها، وفي المقابل حساسية المقدسات ورموزها المهدورة حرمتها لعدم اشتمال قوانين الغرب على ما يحفظ كرامتها واحترامها، ليتم التساؤل عن حمى حوار الحضارات وتفاعل الثقافات، في ظل ما نشهده من غطرسة وهيمنة وتهميش متعمّد، وقمع متواصل للأقليات الدينية والعرقية، المكتوية بنيران التمييز العنصري بالمجتمعات الغربية.
ما يجعل من رسوم الإساءة إلى نبينا صلى الله عليه وآله وسلم متعدية لمضامينها الكريهة، ليبدأ التساؤل عن مستقبل العلاقة بين العالمين الغربي والإسلامي، وجوهر التفاعل الغربي مع قضية المعتقد والمقدس، ومدى قابليته للتكيف مع الأخر واحترامه ذاتاً ومعتقداً، في إطار حرية التعبير، الممهورة بالدماء المهدورة في فلسطين والعراق واليمن وسورية وليبيا، والأحاجي الضغطية لانتهاك سيادة وحرمة الآخرين وسلب مقدّراتهم وخيراتهم وثرواتهم في سبيل تسيد الرأسمالية عالمياً، وعيثان الصهيونية العالمية كونياً.
وقبل الإسترسال في قراءتنا نؤكد على حقيقة في غاية الأهمية هي بحسب الدكتور "بسام خفاجي" في كتابه القيّم "لماذا يكرهونه؟" ضرورة الفصل بين أمرين:
1 - العلاقة بين الشعوب، والتي كانت في كثير من الأحيان تميل الى السلام والوئام، وكذا العلاقات السياسية التي تتبدل وتتغير وفق المصالح.
2 - الرؤى الفكرية تجاه النبي صلى الله عليه وآله وسلم، والتي لم تتغير كثيراً في الغرب منذ بعثته صلى الله عليه وآله وسلم، وحتى التاريخ المعاصر، وكانت في مجملها رؤى ومواقف معادية وصدامية.

الحيثيات:
ما إن بدأت كفة الحرب الباردة تميل لصالح الرأسمالية حتى بدأ منظري الغرب مشوار البحث عن عدو جديد يتم تقميصه شماعة الاختلالات والاضطرابات والأزمات الكونية، فلم يكن من بديل للشيوعية غير الإسلام المتزايد في الاتساع والانتشار عالميا، وتحديداً منذ العام 1980، عندما خرج قاموس "روجيت ثيساورس" الأميركي بتعريف فض للعربي، واصفاً إياه بالشخص النذل والمخادع، وكانت النتيجة حدوث احتجاجات عارمة، أرغمته على تغيير انطباعه حول العرب.
ليأتي التواجد العسكري الأميركي في الخليج العربي بعد الحرب الخليجية الثانية مؤذناً بانتشار فوائح الكراهية الغربية ضد الإسلام، بسبب الرفض الإسلامي لهذا التواجد المتزايد في التصاعد بعد الحرب الخليجية الثالثة، وما أفرزه من ملفات متأزمة، أعطت للغرب حق إملاء ما يكون وما لا يكون على المنطقة الشرق الأوسطية، بهدف إعادة تأهيلها ومقرطتها.
ومعها بدأت محاولات التدجين الهادفة إلى إيجاد إسلام معولم، بعيداً عن أي أثر ديني، واستخدموا من أجل تحقيق هذه الغاية الشيطانية العديد من الوسائل، أبرزها اعتبار المقاومة التي تمارسها الحركات الإسلامية ضد عربدة الكيان الصهيوني الغاصب وغطرسة الإمبريالية الأميركية خاصة والغربية عامة، بالعمل الإرهابي، وتكبيل حركات المقاومة ومحور الممانعة بشكل عام بسيل منهمر من العقوبات والتهم، والعمل على وتر تدجين القرآن، والدعوة إلى إعادة النظر في المناهج الدينية، والمطالبة بحذف الآيات الحاثة على الجهاد والفاضحة لحقيقة اليهود، ودفع الدول العربية والإسلامية للتطبيع مع الكيان الصهيوني من أجل رفع سيف الإرهاب المسلط على رقابها.. ألخ.
والأكثر خطورة تفجير الغرب ملفات الأقليات الدينية ومنها أتباع الديانة الإسلامية الممثلة الرقم الثاني بعد المسيحية في أوربا، وبروز معضلة تكييف الجاليات الإسلامية مع التوجهات الغربية لعولمة الفكر والثقافة، والأهم من هذا تزايد حوادث وعمليات التفجيرات في الغرب، المتهم فيها إسلاميين، ودون أي تحقيق مسبق، لذا لا نستغرب ما ذهب إليه رئيس المعمدانية الإنجيلية الأميركية "فالويل" من أن الإسلام دين الإرهاب والعنف ونبيه إرهابي شرير، كما لا نستغرب ما ورد في مذكرات ملكة الدانمارك من فزعة غير مبررة ضد الإسلام باعتباره تهديداً عالمياً، داعية إلى إجراءات صارمة ضد الجاليات الإسلامية بأوربا.
وهكذا بدأت التأصيلات التنظيرية الشيطانية الغربية، مرسخة في عقول سكانها أن الإسلام الخطر رقم واحد، لأنه دين الرجعية والتخلف والإرهاب والتطرف، والخطر الأكبر على الأنظمة والحكومات والعمران والحضارات، ونبيه كاذب أطلق لنفسه عنان الشهوات وصيد المومسات، بحسب إدعاءات مؤسس الكنيسة البروتستانتية "مارتن لوثر"، والدجال بحسب تخاريف المستشرق "وات".
كما لا نستغرب ما ذهب إليه المنظر الأميركي "هينتجنتون" بعد انهيار الاتحاد السوفيتي من تأصيل لمفهوم نهاية العالم، واعتبار الفاشية الإسلامية أخطر على الرأسمالية من الفاشية الشيوعية، لأن الإسلام حسب زعمه خلال أربعة عشر قرناً يؤكد بأنه خطر على أي حضارة واجهها خاصة المسيحية، ناسياً أن الحضارة الأوربية مهما حاولت المغالطة جزافاً، لن تستطيع إنكار قيام حضارتها المعاصرة على ركائز الحضارة الإسلامية، كما جاء في شهادة المستشرق البلغاري المسلم الدكتور "توفيان".

الأهداف والغايات:
النشر المتكرر والمتعمّد من قبل صحف اليمين المتطرف والصحف الشعبية الهابطة "تابليود" في الغرب، للرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم والإسلام، خلال العقود الثلاثة الأخيرة، يأتي أولاً في سياق مبدأ "لا ترويها بل اعرضها"، لأن العرض عبر الصور والأفلام أكثر تأثيراً على المتلقي من الكتب والمقالات والتنظيرات الفكرية، وفي هذا تأكيد واضح على أن الهجوم المتكرر والممنهج على الإسلام ونبيه لم يكن مجرد صور نمطية مجردة، أو تهكم وازدراء عابرين، بل هو امتدادٌ لبناء فكري مركب، نمى وتكوّن عبر تاريخ الاحتكاك العنيف بين الغرب والشرق، كنتاج طبيعي لعدة عوامل تاريخية، أدى تراكمها إلى تأجيج ثقافة الكراهية، المعاد إنتاجها اليوم برعاية صهيونية، من أجل تحقيق رزمة من الأهداف الخادمة للمشروع الصهيوني، وللمصالح الإمبريالية الاستعمارية الغربية، منها:
1 - إحلال الإسلام كعدو بديل للرأسمالية، بعد أفول نجم الشيوعية.
2- الحيلولة دون إقبال الغربيين على الإسلام أو حتى مجرد التعرف عليه، بعد نجاح الإعلام "التابليودي" الهابط في زرع بذور الخوف من الإسلام، ومن كل ما يمت لأتباعه بصلة، بما صار يعرف اليوم في لغة الإعلام بشيطنة العدو، والتي عادة ما يتم ربطها بسياقات نظرية مرتبطة بالتحولات السياسية، المتمخضة عن السياسة الدولية، لها أفكار وأهداف محددة، تستمد تغذيتها من خلفيات تاريخية ومعرفية محددة تجاه الآخر، انطلاقاً من انتماءاته العرقية والدينية، والطافحة على السطح عادة خلال فترات حصول أزمة أو نقاش في الغرب تجاه قضية ما من القضايا الإسلامية.
مترافقاً مع توجه ماكينات ميديا الكراهية الغربية إلى الإساءة والتشويه لرسول الرحمة والدين الخاتم، بالصور التي تُرضي أذواق المشاهدين والقراء، كما رأيناه في قصة المرتد سلمان رشدي، وقضية الحجاب بفرنسا، وما تلاها من تضييق على الأقليات الإسلامية في فرنسا خاصة والغرب عامة، والتسويق الممجوج لمصطلح "الإسلاموفوبيا" في الأوساط الشعبية الغربية، وأحداث 11 سبتمبر 2001، وأزمات العراق وأفغانستان والربيع العبري والشرق الأوسط.
وكلها تندرج ضمن سيناريو أسلمة وتعريب الإرهاب، وصولاً إلى جعل الإسلام العدو الأول على الأنظمة والحكومات والعمران والحضارات، مدعوماً بتقديم الإحصاءات المهولة أو الرسوم المثيرة أو التحقيقات الميدانية الباعثة على نقل صور مشوهة عن المسلمين والعرب كمتخلفين ومتطرفين وناقمين على الغرب وغيرهم.
يأتي هذا التوجه الخطير في وقت تمكّن فيه المحافظون الجدد واليمين المتطرف والصهيونية العالمية من تحويل حملات الإساءة والتشويه للنبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم إلى صواعق لتفجيرات يجري إشعالها من حين لآخر بدعاوى واهية، كي تبقى حرية التعبير المتشدقين بها سيفاً مسلطاً فوق رقابنا، تُؤلِّب بواسطته الرأي العام العالمي، وتحديداً الغربي ضدنا وقت ما تشاء، تبعاً لمقتضيات صراع المصالح، وخدمة لحسابات وأهداف استراتيجية محددة ومدروسة، المستفيد الأول منها اليهود وفقاً للكاتب الأميركي "كريستوفر بولين".
وفي المحصلة فالعداء والكراهية الغربية للإسلام ونبيه، ليس بالأمر الطارئ والجديد، بل هو كما أسلفنا امتداد للموقف الغربي التاريخي من الإنسان الشرقي بصورة عامة، والتي شهدت أولى فصولها ما قبل الإسلام بقرون، محركاتها التهديد الوجودي والحضاري، في وقت تمكن فيه الفينيقيين والآراميين والكنعانيين من مدّ توسعاتهم إلى قلب أوربا، بما رافق ذلك من إشعاع حضاري وثقافي، أخاف الغرب.
يأتي هذا التحول رغم اعتراف مؤرخيهم بما للشرق من فضل عليهم، من قبيل ذهاب أساطيرهم إلى أن تسمية أوربا كان تيمناً بأميرة سورية، تحمل نفس الإسم، فرت إلى أوربا بعد نزاعها مع أخيها فتمكنت من فرض سيطرتها وإسمها، وكذا أخذ الغرب آلهتهم ومعتقداتهم الدينية وآرائهم الفلسفية عن الفينيقيين، المتمكنين من الوصول إلى بريطانيا، والعائد فضل تسميتها إليهم، الأمر الذي دفع الغرب إلى اتهامهم بدلاً من العرفان بالجميل بالمتخلفين والمتوحشين والهمجيين، في زمن كانوا فيه أكثر تقدماً وحضارة ورُقياً وأخلاقاً، من اليونان والرومان.
الصورة عن الإنسان الشرقي المتوحش ظلت محفورة في الذاكرة الغربية ولازالت إلى يومنا، ومن ذلك الحين اتسمت علاقة الغرب بالشرق بالتضاد والصراع والحروب والتربص، رغم نجاح الشرق في خلق جسور للتواصل مع الحضارات الأخرى خارج أوربا، لاسيما بعد ظهور الإسلام بما تمخض عنه من أبعاد جديدة للصراع، قادة إلى اعتبار الغرب الدين الجديد تهديداً وجودياً مُؤذناً بانقراضهم، ما يعني أن الصراع اليوم أكبر من كونه مجرد اختلاف أيديولوجي في وجهات النظر أو أعراض جاذبية تظهر بين الحين والآخر.
"أنطوني ناتنج" في كتابه "الغرب" يشير إلى حقيقة ذلك بقوله: "منذ أن جمع محمد أنصاره في مطلع القرن السابع الميلادي، وبدأ أول خطوات الانتشار الإسلامي، فإنه بات على العالم الغربي أن يحسب الإسلام كقوة دائمة وصلبة، تواجهنا نحن أبناء الحضارة الغربية عبر البحر المتوسط".
وهكذا بدأت ماكينة الكراهية والتشويه ضد الإسلام، بدءاً من يهود يثرب، ومروراً بالروم المفضلين وقتها تبنى فكرة المواجهة مع المسلمين على عكس الحضارات الأخرى خارج أسوار أوربا، وانتهاءً بالعصور الوسطى بما زخرت به من نشر متعمّد للأساطير المسيئة والمتهمة للرسول الخاتم بـ"الساحر" الكبير، المتمكن عن طريق السحر والخداع من تحطيم الكنيسة في إفريقيا وفي الشرق، والادعاء بأن العرب أعراق منحطة ومتوحشة يجب إبادتهم، كي يتمجّد الرب، ويعود اليهود إلى وطن آبائهم وأجدادهم كما ورد في كتاب "حياة محمد" لـ"جورج بوش"، جد الرئيس الأميركي السابق "جورج دبليو بوش"، في القرن السابع عشر: "إن الإسلام مجرد بلاء جاء به الدعي محمد!، ساعد الرب على انتشاره، عقاباً للكنيسة التي مزقتها خلافات البابوات بهرطقاتهم!".
 وبهذا صار الاحتفاء بكراهية وازدراء النبي معلماً بارزاً للفكر المسيحي الكاثوليكي والبروتستانتي في أوربا الغربية، مصحوباً بالعديد من الرسوم والتماثيل المسيئة لنبي الإسلام على حوائط الكنائس والأديرة باستثناء الأرثوذوكسية، إلى الحد الذي لا نجد له مثالاً ضد أي شخص آخر في التاريخ الإنساني، وهو موقف لم يشذ عنه سوى القليل من مفكري ومتديني غرب أوربا، ممن ليس لهم أي تأثير على صناعة القرار والفكر.

ما سبب كل هذه الكراهية للإسلام؟
السؤال الأكثر تداولاً في العقدين الأخيرة، وفي معرض الإجابة عليه يرى الكاتب "فؤاد كاظم" في كتابه القيّم "الإسلام وشبهات المستشرقين"، أن العداء الغربي للإسلام والنبي الخاتم ناجم عن معرفة حقيقية بالإسلام، وليس عن جهل مطبق، ساهم في تشكيلها البنيوي ثلاثة قوالب متداخلة وغير متعارضة هي: "الميثولوجية واللاهوتية والعقلانية"، ما نجد مداليله في الخطبة الشهيرة للبابا "أوروبانس" الثاني بمجمع "كليرمون" بفرنسا عام 1905، الداعي فيها حكام وملوك أوربا إلى استعادة أراضيهم المقدسة من قبيلة الفرس والأتراك، التي تخدم القوى الشيطانية بحسب زعمه.
وبصورة أكثر بساطة ووضوحاً تظل مركزية توحيد الله وعبادته لدى المسلمين الداعي إليها نبي الرحمة، من أهم العوامل المهددة بانقراض الغرب المسيحي، المعتقد بأن الفرد لا سواه مركزية الكون، وبالتالي صيرورة هذا التنازع من أهم المشاكل المتأججة في مسار العلاقات الغربية بالعالم الإسلامي والعربي، والدافعة بالغرب إلى كراهية النبي الخاتم.
وكانت الحملات الصليبية السبع في القرون الوسطى، بمثابة أول رد فعل جمعي غربي، لإهدار قيمة كل مقدس، بعد فشلهم في تحجيم التأثير الإسلامي العالمي، المعيق لتطور وتوسع المسيحية والغرب، والحامل رايتها المسمومة اليوم الرموز الدينية اليمينية المتطرفة والصهيونية والتيارات العلمانية، والقادة السياسيون، ووسائل الإعلام المرتبطة باليهود، دافعها عقدة الخوف من تحول الإسلام إلى قيادة بديلة للقيادة الدينية النصرانية للعالم، إلى جانب عقدة الشعور بالنقص أو ما يعرف بالمعجزة الإغريقية.
الصورة بمجملها تنم عن الانتقائية العدائية المعاصرة الغربية في صراعها القائم مع الإسلام، لأحداث غابرة، يُعاد استحضارها، في وقت تدعي فيه أن مجتمعاتها أُسست على قيم سامية، فإذا هي تنفخ في كير صندوق الشرور والكراهية، بما يتلاءم مع نواياها ومصالحها ومخططاتها الرامية إلى إبقاء المسلمين والعرب أذلاء خانعين، بعد بروز الإسلام كأكبر تحدٍ حضاري وديني، بما يؤثر سلباً على مفاعيل حوار الحضارات والثقافات والأديان، من ذلك ما ذهب إليه القس اليهودي "جير فولويل" في قوله: "أعتقد أن محمداً كان إرهابياً"، وهو الهدف المراد ترسيخه خدمة للصهيونية العالمية، بحيث يصير معه كل من يعتنق الإسلام مُلاحقاً بتهمة الإرهاب.
القس "فرانكلين جراهام" يذهب هو الآخر إلى أن "الإرهاب جزء من التوجه السائد في الإسلام، وأن القرآن يحض على العنف، والإرهاب لا يرتبط بعدد محدود من المتطرفين المسلمين، لأنه نابع من الإسلام نفسه، وإذا اشتريت القرآن فاقرأه وستجد الإرهاب فيه"، وهذا للأسف ما يعمل الرئيس الفرنسي الحالي "إيمانويل ماكرون"، على ترسيخه منذ توليه السلطة في بلاده، ومن قبله سلفه "ساركوزي" وكلاهما مجرد إمتداد لسياسات " نابليون بونابرت" الظلامية، عندما غزا مصر وفلسطين عام 1798، فأعلن بأنه وجيشه "مسلمون مؤمنون" وأنهم أتوا لتحرير المسلمين والإسلام من طغيان المماليك، فارتكبوا كل الأفاعيل المنكرة، بينما يعيد "ماكرون" ذات الكذبة بإعلانه السعي إلى "تحرير" الإسلام في فرنسا من التأثيرات الأجنبية عبر تحسين الرقابة على تمويل المساجد، وتحت مظلتها مارسوا أبشع أساليب الاضطهاد ضد مسلمي فرنسا بدعوى محاربة الإرهاب.
كما يعتقد رئيس وزراء أسبانيا السابق "خوسيه ماريا آثنار" بأن "مشاكل أسبانيا مع القاعدة بدأت مع فتح الأندلس" أي منذ القرن الثامن الميلادي، مستخدماً هنا كلمة القاعدة وليس الإسلام، ما يعني بداهةً أن كل المسلمين تنظيم قاعدة وإرهابيين، مضيفاً في معرض رده على المطالبين بابا الفاتيكان بالاعتذار عما ألحقه من إساءة لنبي الإسلام أواخر العام 2006 "ما السبب الذي يجعل الغرب فقط هو الذي يقدم الاعتذار بينما هم – أي المسلمون- احتلوا أسبانيا لمدة ثمانية قرون، وفي الوقت الذي أسمع دعوات البابا لتقديم اعتذاره عن تصريحات حول الإسلام فإني لا أسمع أي مسلم يعتذر عن احتلال أسبانيا!".

تجريم دولي لكن من يهتم:
هناك العديد من القوانين الدولية التي تجرِّم إزدراء الأديان والرموز الدينية من أبرزها القرار الأممي 224 الصادر عن الدورة 65 للجمعية العامة للأمم المتحدة، المنعقدة في 11 أبريل 2011، وهو خاصٌ بـ "مناهضة تشويه صورة الأديان" وحثت الفقرة 16 منه جميع الدول على القيام في إطار نظمها القانونية والدستورية، بتوفير الحماية الكافية من جميع أعمال الكراهية والتمييز والتخويف والإكراه، الناجمة عن الحطّ من شأن الأديان وعن التحريض على الكراهية الدينية عموماً.
كما أصدرت المحكمة الأوربية لحقوق الإنسان في العام 2018 حكماً اعتبر أن الإساءة للنبي محمد ليست حرية تعبير، وكلها مجرد حبر على الورق من أجل رفع عتب الدولة المستضعفة على أدعياء الحرية في العالم الغربي.

الأحد، 18 أكتوبر 2020

مجاعة تهامة اليمن 1891


صورة حقيقية لمجموعة من الناس من رأس الكثيب شمال مدينة الحديدة وجدت بهدا الشكل سنة 1891 خلدها طابع بريدي صادر عن سنجق الحديدة

.. الدكتور عبدالودود قاسم مقشر، الكوارث الطبيعية والحرائق والمجاعات في تهامة 1849 -1921

الأربعاء، 14 أكتوبر 2020

ما الذي تبقى من ثورة 14 أكتوبر؟

زيد يحيى المحبشي، مركز البحوث والمعلومات،  14 أكتوبر 2020

"14 أكتوبر ثورة شعب حر، طال انتظاره لثوار النصر الأكتوبري، لتحريره من أذيال الاستعمار البريطاني".

ادّعت بريطانيا في العام 1837 قيام الصيادين اليمنيين بنهب سفينة هندية ترفع علمها تسمى "دريا دولت"، كانت راسية بالقرب من ساحل عدن، ووضعت سلطان لحج "محسن بن فضل العبدلي" أمام خيارين: إما التعويض أو تمكينها من السيطرة على ميناء عدن، فاختار "العبدلي" الخيار الأول، لكن بريطانيا سرعان ما تراجعت عن قبول التعويض، وأصرت على ضرورة احتلال مدينة عدن، فوافق "العبدلي" في 22 يناير 1838 على تسليم عدن مقابل شطب ديونه البالغة نحو 15 ألف وحدة من عملة سلطنته، وبقاء وصايته على رعاياه، وفي 16 يناير 1839 هجمت السفن الحربية الإنجليزية على عدن، واحتلّتها بعد ثلاثة أيام من القصف العنيف، بعد أن وفر لها "العبدلي" الغطاء الشرعي.

ويعود اهتمام الاستعمار البريطاني بعدن والمناطق الساحلية اليمنية الى العام 1609، في اطار المنافسة التجارية الأوربية، حيث بدأت شركة الهند الشرقية في إرسال أولى رحلاتها الى عدن والبحر الأحمر، وتأسيس وكالة تجارية بريطانية في المخا، وظلت تمارس من خلالها أنشطتها في المنطقة الى أن تمكنت من احتلال مدينة عدن في 19 يناير 1839، والتي تم التمهيد لها بعقد معاهدة تجارية مع "العبدلي" في العام 1802، بموجبها أصبح ميناء ثغر اليمن الباسم مفتوحاً أمام البضائع الإنجليزية، وضمنت فيها توفير الحماية الخاصة لرعاياها وتأسيس وكالة تجارية.

وخلال الفترة "1802 – 1837" اتسعت رقعت نفوذ بريطانيا بعدن، ونجحت في تكبيل السلطان "العبدلي" بالديون، وبالتالي فبركة قصة نهب السفينة "دريا دولت"، واستخدامها كذريعة لاحتلال عدن والمناطق اليمنية الجنوبية والشرقية، ومع مرور السنين نجحت في تكبيل سلاطين السلطنات المجاورة لعدن، باتفاقيات ومعاهدات بعناوين وتسميات مختلفة، هدفت من ورائها إلى إحكام القبضة على كامل المناطق الجنوبية والشرقية من اليمن، وإدارتها من خلال شركة الهند الشرقية، والتي كانت تتخذ من "مومباي" مقراً لها، ليتم في 1 أبريل 1937 فصلها عن "مومباي"، وإلحاقها بوزارة المستعمرات البريطانية، ومعها بدأت بممارسة نوع جديد من السياسات الاستعمارية في المناطق اليمنية المحتلة، لضمان تثبيت بقائها، وضمان الاحتفاظ بالنفوذ والمصالح بعد جلائها.

ومثلما كانت السفينة "دريا دولت" ذريعة بريطانيا لاحتلال عدن قبل 181 عاماً، ها هي أذيال الاستعمار البريطاني بالخليج العبري اليوم تعاود احتلال اليمن انطلاقاً من عدن، بذرية إعادة شرعية الرئيس المنتهية ولايته والفار من وجه العدالة العبدلي الجديد "عبدربه منصور هادي"، ومن المفارقات العجيبة أن "العبدلي الجديد" وشقيقه "ناصر" كان قبل ثورة 14 أكتوبر 1963 المجيدة من أهم المقربين للحاكم العسكري البريطاني في السلطنة الفضلية، ما دفع الرئيس "سالمين" في مطلع السبعينيات من القرن العشرين الى الاعتراض على تعيينه مديراً للكلية العسكرية في عدن، محتجّاً بارتباط عائلته بالاستعمار البريطاني.

 وهاهو صنيعة الإنجليز ينافح اليوم وللسنة السادسة على التوالي وبأريحية مخزية من أحد فنادق الدرعية عن الحرب التي تشنها السعودية والإمارات على بلاده، خدمة لأسياده في لندن والبيت الأسود وتل أبيب، والأكثر إثارة للتعجب إرتضاء من تبقى من الإكتوبريين لهذا المسخ، قائداً وسائساً، وارتضائهم قذفه لهم الى جحيم الإستعمار مجدداً.

بين 14 أكتوبر 1963، و14 أكتوبر 2020، 57 عاماً، وثورة تحرر وطني أنهت تراكمات 130 عاماً من الطغيان والعبث الاستعماري البريطاني، وقدمت في سبيل ذلك عشرات الألاف من الشهداء، وللأسف لم يتبقَ من هذه الثورة سوى الإسم فقط، الصورة إنقلبت رأساً على عقب، والمفاهيم تغيرت، والأدوار تبدلت، والمستعمر لم يعد مستعمراً بل محرراً، ومقاومة المستعمرين لم تعد عملاً وطنياً بل عمالة وخيانة وإرهاباً، وبقي المشترك بين زمنين: الخاصرة الجنوبية للجزيرة العربية، بما تتوافر عليه من موقع استراتيجي وثروات، ساحة لعبث الغرباء، ومسرحاً للأطماع ونهب المهيمنين، القدماء والجدد، وما بين الزمنين لا زالت ثورة 14 أكتوبر تبحث عن الأكتوبريين، بلا كلل ولا ملل، بعد أن تبخرت كل أهدافها.


ألغام بريطانيا تفجر الجنوب:

حرصت السياسة الانجليزية في المناطق اليمنية المحتلة في طابعها العام على تمزيق الوحدة اليمنية والنسيج اليمني، وتعميق اليأس في أوساط أبناء الشعب اليمني من عودة التحام جسدهم الواحد، وتلغيم حياتهم بسموم الكيانات والكانتونات المناطقية المتنافرة والمتصادمة من سلطنات وإمارات وولايات ومشيخات، وها هي عاصفة عدوان أذيال الاستعمار البريطاني تعيد إنعاشها من جديد، مع تغيير مسمياتها، وبقاء هدفها.

عناوين السياسة الاستعمارية واحدة في معانيها ومبانيها منذ عام 1839 وحتى انطلاق شرارة ثورة 14 أكتوبر في العام 1963 من جبال ردفان، بدءاً بسياسة "فرق تسد"، ومروراً بسياسة معاهدات واتفاقيات الحماية، وانتهاءاً بسياسة التقدم نحو الأمام وإعمال نظام الانتداب والاستشارة، تبعاً لمقتضيات التجزئة ومتطلبات كبح جماح نمو الوعي الوطني، والواصلة ذروتها في 1959 بإنشاء اتحاد الجنوب العربي، بدعم وتواطؤ رابطة أبناء الجنوب والجمعية العدنية، أملاً في تمديد سيطرة الاستعمار السياسية والعسكرية على المنطقة أكبر مدة ممكنة.

وتكمن خطورة ذلك في توجه الاستعمار منذ بداية عام 1934 إلى سلخ هوية الأجزاء الجنوبية والشرقية من اليمن، عن هويتها التاريخية والجغرافية، من خلال تغليب الثقافات والهويات المحلية، وتغذية النزعات الانفصالية، وتعميق هوة الخلافات والصراعات البينية، بهدف طمس الثقافة والهوية الوطنية اليمنية، وتكبيل ووأد أي هبة شعبية تحررية، وتفخيخ مستقبل الأجيال بألغام العنصرية المناطقية والعشائرية والفئوية.

ومع إطلالة العام 1952 بدأ الانجليز بترجمة سياستهم الجديدة عبر الترويج لإقامة كيانين اتحاديين فيدراليين حسب التقسيم الإداري في الإمارات ومستعمرة عدن، وتوحيدها في دولة جديدة تسمى "دولة الجنوب العربي الاتحادية"، على أن تبقى مستعمرة عدن خارج الاتحاد، وفي 1954 قدموا وجهة نظرهم بشأن الاتحاد الفيدرالي وإدارته، على أن تتكون من المندوب السامي، وتكون له رئاسة الاتحاد والعلاقات الخارجية والقرار الأول في حالة الطوارئ، ومجلس رؤساء يضم رؤساء البلاد الداخلية في الاتحاد، ومجلس تنفيذي وآخر تشريعي، وفي 11 فبراير 1959 أُعلن رسمياً عن قيام اتحاد إمارات الجنوب العربي.

ضم الاتحاد في البداية 6 إمارات من محميات عدن البالغ عددها 20 إمارة مع تخلف سلطنة لحج، وهي مجموعة من القبائل المتنافرة والمتناحرة، وكان الهدف من هذه الخطوة تصفية قضية تحرير جنوب اليمن، وإبقاء عدن قاعدة عسكرية استراتيجية لبريطانيا، واستغلال الاتحاد لتهديد شمال اليمن، والضغط على السلطات الجنوبية للحصول على المزيد من التنازلات للمستعمر في الجنوب، وجعل الاتحاد قاعدة متقدمة لضرب الحركات التحررية العربية، وقمع أية انتفاضة شعبية وطنية.

حدث إعلان دولة الجنوب العربي المزيف والمجافي للحقائق التاريخية والسياسية والاجتماعية والثقافية، لم يشذ عن مخطط تدجين الهوية الوطنية لصالح الهويات المحلية المصطنعة، وتعميق الهوة بين علاقات أبناء هذه المناطق وهويتهم الوطنية الأم، وتعميق النزعة الانفصالية، التي وجدت في الجمعية العدنية ورابطة أبناء الجنوب العربي ضالتها المنشودة، على أمل الحلول مكان الاستعمار، بعد رحيله، لتنفيذ مخططاته.

والحقيقة أن الاستعمار وجد حينها أن قوة وجوده واستمراره ومقومات أمانه، متوقفة على تجزئة المجتمع اليمني، واغراقه في الخلافات والصراعات البينية، لأنها ستبقى إذا اُضّطر للرحيل.

وهو ما بدى واضحاً في تباين وجهات نظر رفاق الكفاح المسلح واختلاف صفوفهم ووصولهم الى مرحلة الصدام الدامي في أكثر من مرة، خلال مرحلة النضال لنيل الحرية والاستقلال، وما بعد نيل الحرية والاستقلال للأسف الشديد، وما نراه اليوم بالمحافظات الجنوبية والشرقية مجرد صدى واجترار شائه وممجوج لآثار تلك الحقبة المظلمة من تاريخ اليمن.


الفعل الثوري الأكتوبري:

خلقت سياسات الاستعمار منذ اليوم الأول لدخول مدينة عدن موجة غضب شعبية، قابلها المحتل بعنف مفرط، وبقية العلاقة بين الاستعمار والمقاومة الوطنية في حالة مد وجذب، تبعاً لشخصية قادة النضال الوطني وقوة حضورهم وتأثيرهم، بالتوازي مع تفنن الاستعمار في تخليق سياسات التركيع والتطويع، ومع إطلالة العقد الثالث من القرن الماضي بدأت المقاومة الشعبية تأخذ طابعها التنظيمي تحت مظلة حركة وطنية جامعة تُسيِّر وتُنظم الفعل الثوري التحرري.

ومرت الحركة الوطنية التحررية في المناطق الجنوبية والشرقية، بأربع مراحل، هي:

1 - مرحلة العمل السياسي والإعلامي السري في الثلاثينيات من القرن الماضي.

2 - مرحلة الإيقاظ والتيقظ في الأربعينيات.

3 - مرحلة الاحتجاجات والإضرابات في الخمسينيات.

4 - مرحلة التمرد والثورة في الستينيات.

وعلى امتداد سنوات الخمسينيات وبداية الستينيات، كان الشعب اليمني في المناطق الجنوبية والشرقية قد تمرّس على أساليب النضال الوطني، وخاض مختلف طرق النضال السلمي، من أجل تحرره الوطني، كما يذكر "عبدالفتاح إسماعيل"، وفي البداية الأولى للستينيات بدأت تغزو بعض التنظيمات السياسية، أفكار الكفاح المسلح، وكانت في الواقع تجسيداً لجوهر رفضها للوجود الاستعماري في البلاد.

وكانت في نفس الوقت ملجأها الأخير، بعد أن أثبتت تجربة النضال السلمي فشلها، وعدم جدواها في الاطلاع بالمهام الحقيقية للتحرر الوطني، بفعل الطبيعة الاستعمارية.

ميدانياً، بدأت التشكيلات التنظيمية للعمل الفدائي في عدن أوائل عام 1946، وتشكلت قيادة للمدينة مكونة من القطاع العسكري والقطاع الشعبي، وكان يضم قطاعات العمال والمرأة والطلاب والتجار، وتحمّل الشهيد "نورالدين قاسم" في البداية المسؤولية لعدة شهور، ثم تعرض للاعتقال، فخلفه "عبدالفتاح إسماعيل".

والى جانب العمليات الفدائية المتواصلة ضد الاحتلال بعدن، كان هناك نضج ثوري بدأ يتشكل في أوساط المواطنين بمحافظات أبين والضالع وحضرموت ولحج، والأهم من ذلك تحديد المسؤوليات ميدانياً، تمهيداً للثورة المسلحة الشاملة التي فجرت الحرب في وجه المستعمر وأرغمته على الرحيل.

وفي 23 - 24 فبراير 1963 احتضنت صنعاء مؤتمراً للقوى الوطنية اليمنية، انبثق عنه تأسيس "جبهة تحرير الجنوب اليمني المحتل"، وإقرار الثورة المسلحة، بينما شهد يوم 19 أغسطس 1963 تأسيس "الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل"، إنقلاباً على "جبهة تحرير الجنوب"، بتغيير الإسم دون مؤتمر، وحضور 10 أفراد فقط من حركة القوميين العرب، واختزلت تحت مظلتها 7 تنظيمات سرية، أعلنت إيمانها بالكفاح المسلح، هي: فرع حركة القوميين العرب، والجبهة الناصرية في الجنوب المحتل، والمنظمة الثورية لجنوب اليمن المحتل، والجبهة الوطنية، والتنظيم السري للضباط والجنود والأحرار، وجبهة الإصلاح اليافعية، وتشكيل القبائل، ثم التحقت بها ثلاثة تنظيمات أخرى، هي: منظمة الطلائع الثورية بعدن، ومنظمة شباب المهرة، والمنظمة الثورية لشباب جنوب اليمن المحتل.

تُوجت هذه التحركات بانطلاق الشرار الأولى لثورة التحرير الوطني من جبال ردفان في 14 أكتوبر 1963، بقيادة "راجح بن غالب لبوزة"، واستشهد مع مغيب شمس يوم الثورة.

ومنذ اليوم الأول لانطلق ثورة التحرير، شنت سلطات الاستعمار البريطاني حملات عسكرية غاشمة ضد قبائل ردفان، استمرت 6 أشهر، اعتمد فيها العدو على استراتيجية "الأرض المحروقة"، وخلّفت كارثة إنسانية فضيعة، جعلت أحد أعضاء مجلس العموم البريطاني يدين تلك الأعمال اللا إنسانية.

اندلاع الثورة من ردفان هي البداية لمرحلة الكفاح المسلح، الذي استمر ملتهباً طيلة أربع سنوات كاملة (1963 - 1967) إلى أن انتهى باستقلال الشطر الجنوبي من اليمن في 30 نوفمبر 1967، وفي الثمانية الأشهر الأولى من عام 1964، اضطرت بريطانيا إلى القيام بعمليات حربية كبيرة ضد الثوار، عُرِّفت بعضها في الوثائق البريطانية بعمليات "نتكراركر" و"رستم" و"ردفورس"، وكانت تلك المعارك بالفعل أكبر معارك بريطانيا خلال حرب التحرير، اشترك فيها آلاف الجنود، واستخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة، كما أن الصحافة البريطانية أصبحت تسمي ثوار ردفان بـ"الذئاب الحُمر".

هذه التحولات دفعت الجمعية العامة للأمم المتحدة الى إصدار قرار في 11 ديسمبر 1963، تضمن الدعوة لحل مشكلة الجنوب اليمني المحتل، والإقرار بحقه في تقرير مصيره والتحرر من الحكم الاستعماري البريطاني، واعتراف الأمم المتحدة في العام 1965 بشرعية كفاح شعب الجنوب، طبقاً لميثاق الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان.

وفي 2 أكتوبر 1965 أعلنت بريطانيا البقاء في عدن حتى عام 1968، ما أدى الى انتفاضة شعبية عنيفة ضدها، أسفرت عن خسائر بشرية ومادية كبيرة، وفي 22 فبراير 1966 أعادت التأكيد على منح مستعمرة عدن والمحميات الاستقلال في مطلع العام 1968، والاعتراف في أغسطس 1966 بقرارات منظمة الأمم المتحدة لعامي 1963 و1965 حول حق شعب الجنوب اليمني المحتل في تقرير مصيره، وإعلان وزير خارجيتها "جورج براون" في 14 نوفمبر 1967 تحت وطأة اشتداد المقاومة الوطنية، منح الاستقلال لجنوب اليمن في 30 نوفمبر 1967 وليس في 9 يناير 1968، كما كان مخططاً له سابقاً، وبدء التفاوض بجنيف في 21 نوفمبر 1967 بين الجبهة القومية والحكومية البريطانية حول الانسحاب، وتوقيع "قحطان محمد الشعبي"، واللورد "شاكلتون" اتفاقية الاستقلال.

وفي 29 نوفمبر غادر مدينة عدن آخر جندي بريطاني، وإعلان الاستقلال في 30 نوفمبر 1967 عن الاستعمار البريطاني، وقيام جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية.

عوامل عديدة ساعدت على تعجيل خروج الاستعمار في نهاية نوفمبر من عام 1967، بعد أربع سنوات من الكفاح المسلح المتدحرج من السرية إلى العلنية، وما تخلله من تباينات بين فصائل الكفاح المسلح، دفعتهم الى التصادم والاقتتال أكثر من مرة، والالتهاء عن العدو الأكبر المتمثل في الاستعمار البريطاني، أهمها بحسب الأستاذ المناضل محمد سعيد عبدالله "محسن":

1 – توجيه الضربات القوية للعملاء والأجانب من الهنود والصوماليين، الذين كانوا يلعبون دوراً كبيراً في مراقبة ومتابعة الفدائيين، ورصد تحركات المشكوك فيهم، ورفعها إلى الاستخبارات البريطانية.

2 – وقوف الشعب إلى جانب الثورة بمدينة عدن.

3 – السلوك والأخلاق الجيدين اللذين كان يتحلى بهما الثوار في علاقاتهم وتعاملهم مع المواطنين.

4 – العلاقة الرفاقية الحميمة بين رفاق النضال، والثقة الكاملة وعدم التفكير إلا بنجاح مهماتهم، وحفاظهم على بعضهم.


المراجع:

1 - الموسوعة الدولية الحرة "ويكيبيديا"، ثورة 14 أكتوبر

2 - زيد يحيى المحبشي، 30 نوفمبر عيد الجلاء للاستعمار البريطاني من عدن، مركز البحوث والمعلومات، 28 نوفمبر 2019

3 - عامر الدميني، كيف تشكلت جبهة التحرير بصنعاء وكيف استشهد لبوزة بردفان؟، الموقع بوست، 13 أكتوبر 2018

4 - العميد الركن ثابت حسين صالح، ثورة 14 اكتوبر 1963 لمحة موجزة، المشهد العربي.

https://almashhadalaraby.com

5 - المركز اليمني للإعلام، ثورة 14 أكتوبر من المهد الى النصر، 13 أكتوبر 2017

6 - خليل كوثراني، عودة الإنكليز: العين على القواعد والجزر، صحيفة الأخبار اللبنانية، 14 أكتوبر2017

7 - دعاء سويدان، أين "رفاق" الأمس؟، الأخبار اللبنانية، 14 أكتوبر2017

8 - محمد سعيد عبدالله "محسن"، عدن كفاح شعب وهزيمة إمبراطورية، دار بن خلدون/ بيروت، الطبعة الثانية 1989

9 - مركز البحوث والمعلومات، اليمن في 100 عام، الطبعة الأولى 2000

السبت، 10 أكتوبر 2020

من اصدارات الزمن الجميل لمركز البحوث والمعلومات

1 - "اليمن والدول الكبرى"/ الجزء الثاني

كتاب من الحجم الكبير، يضم 450 صفحة، صدرت الطبعة الاولى في مايو 2004 عن مركز البحوث والمعلومات بصنعاء، وهو عبارة عن دراسات تحليلية وتوثيقية وتأصيل تاريخي لعلاقات اليمن مع ألمانيا وهولندا واليابان وإيطاليا وكندا

الكتاب من تأليف:

زيد يحيى المحبشي

د. سامي محمد السياغي

 فؤاد محسن ثامر

زايد محمد جابر

2 - "اليمن والصين: خمسون عاما من العلاقات"

كتاب من الحجم الكبير يقع في 270 صفحة

صدرت الطبعة الاولى عن مركز البحوث والمعلومات بوكالة سبأ بالشراكة مع وزارة التخطيط والتعاون الدولي في مارس 2006 

وهو من تأليف:

زيد يحيى المحبشي

فؤاد ثامر

أحمد الشرعبي

عبدالله سنان

الكتاب أطر للعلاقات الثنائية بين اليمن والصين في مراحلها المختلفة بدءا بالقرن الأول الميلادي وحتى 2005 تحليلا وتوثيقا وتأصيلا تاريخا وتفاعلات الطرفين من القضايا التي تهم بلديهما محليا واقليميا ودوليا ولها تأثير مباشر او غير مباشر على علاقتهما ومصالحهما القومية ..

3 - "ظاهرة الثأر في اليمن"

صدرت الطبعة الاولى عن مركز البحوث والمعلومات في أغسطس 2004 ويضم 260 صفحة تناولت الابعاد المختلفة لظاهرة الثأر في اليمن وتداعياتها والمعالجات الواجب اتخاذها للحد من هذه الظاهرة المؤرقة لليمنيين منذ القدم

الكتاب من تأليف: 

زيد يحيى المحبشي

زايد محمد جابر

د.علي أحمد عمر العبسي

فؤاد محسن ثامر

عبدالله أحمد سنان

إبراهيم المزعقي

4 - "اليمن ودول الخليج العربي"

كتاب من الحجم الكبير، يقع في 451 صفحة، صدرت الطبعة الأولى عن مركز البحوث والمعلومات في سبتمبر 2005؛

وهو من تأليف:

 زيد يحيى المحبشي

فاتك عبدالله الرديني

فؤاد محسن ثامر

د. علي علي العبسي

عايش عواس

مجيب الرحمن أحمد عبيد

أحمد عبدالحافظ الحضرمي

 وهو تحليلي توثيقي؛ أطر للعلاقات اليمنية مع دول  مجلس التعاون في مختلف المجالات وتفاعلاتها، والعوامل والظروف التي أثرت فيها: صعودا وهبوطا، تقاربا وتنافرا، إنسجاما وتصادما،والجذور التاريخية لهذه العلاقات منذ ما قبل ميلاد المسيح وحتى العام 2004 ..

5 - "اليمن ودول القرن الأفريقي"

كتاب من الحجم الكبير، يقع في 316 صفحة، صدرت الطبعة الأولى عن مركز البحوث والمعلومات بصنعاء في نوفمبر 2003

وهو عبارة عن دراسة تحليلية توثيقية وتأصيل تاريخي  لعلاقات اليمن مع كلا من جيبوتي والصومال وأثيوبيا وارتيريا والسودان خلال الفترة الممتدة من القرن العشرين قبل ميلاد المسيح عليه السلام وحتى العام 2002

الكتاب من تأليف:

زيد يحيى المحبشي

عبدالله أحمد سنان

أحمد عبدالحافظ الحضرمي

عائش علي صالح عواس

6 - "المبادرة اليمنية لتفعيل العمل العربي المشترك .. رؤية تحليلية"

كتيب يقع في 170 صفحة، صدرت الطبعة الأولى عن مركز البحوث والمعلومات بصنعاء في سبتمبر 2003

وهو من تأليف:

زيد يحيى المحبشي

فاتك عبدالله الرديني

د. سامي محمد السياغي

فؤاد محسن ثامر

عبدالله احمد سنان

توجد نسخ من اصدارات مركز البحوث والمعلومات والتي قاربت نحو 74 اصدار غطت مختلف مجالات المعرفة في دار الكتب اليمنية وفروعها بالمحافظات والمكتبات العامة باليمن ومكتبات مراكز البحوث والدراسات ودور الثقافة اليمنية وبعض المكتبات العامة العربية والدولية منها مكتبة جامعة محمد بن سعود ومكتبة الاسكندرية والمكتبة الوطنية الصينية

 وليس لها نسخة الكترونية على الشبكة العنكبوتية

وكانت قبل 2011 تباع بمكتبة أبو ذر بصنعاء وبعض المكتبات التجارية ومعارض الكتاب السنوية

توضيح:

كان العمل جاري لاطلاق مكتبة الكترونية خاصة بإصدارات المركز، غير أن أحداث 2011 قضت على كل شيئ وتم خلالها للاسف نهب المركز وتدمير محتوياته بما في ذلك نحو عشرة كتب كانت معدة للنشر

الخميس، 17 سبتمبر 2020

رسالة عاجلة للذين يستثمرون التسامح لتكريس أنفسهم وخدمة مصالحهم الضيقة



 .. البروفيسور قاسم المحبشي

لايجب النظر إلى مفهوم التسامح في بعده كقيمة أخلاقية فحسب، أو مطلبا سيكولوجيا يتصل برغبة هذا الفرد أو ذلك، بوضع يده في يد صاحبه ويقول له (أنا سامحتك؛ سامحك الله) على طريقة جبر الخواطر (وعفى الله عما سلف)، أو بغرض المصالحة والتصالح مما جرى من خطأ وعداء وعنف وقتل ودماء على النمط التقليدي كما وصفه الشاعر:
إذ احتربت يوماً وسالت دماءها .. تذكرت القربى فسالت دموعها
بل يجب النظر إليه (التسامح) في بعده كحاجة وضرورة حيوية، وإستراتيجية تفرض ذاتها على الجميع بدرجة متساوية من الأهمية والقيمة والواجب دون أن تستثني أحدا من الفاعلين الاجتماعيين الراغبين في العيش المشترك في المجتمع المتعين، ولسنا بحاجة إلى التذكير هنا بمدى احتياج مجتمعاتنا العربية والاسلامية إلى فضيلة التسامح، لاسيما بعد أن شهدنا تاريخا طويلا من النزاعات الدموية والحروب الكارثية منذ منتصف القرن الماضي ..
لقد شاء لنا القدر أن نكون شاهدين على حقبة من أشد حقب التاريخ قتامه ومأساوية .. حقبة هي خليط من المتناقضات الصاخبة وخيبات الأمل المريرة ..
فما الذي جناه جيلنا منذ أكثر من نصف قرن غير تلك الدوامة المهلكة، من القلق والتوتر المفني والعبث المرهق بسبب تكرار الحالات ذاتها من الاندفاعات العمياء والأزمات والصراعات والخصومات والحروب والدماء والتدمير والدمار، من الآلام والعذابات والخوف والرعب والاغتراب، من البغضاء والحقد والغل والكراهية، من التفكك الاجتماعي والتشظي السياسي والمؤامرات والدسائس والضياع والضعف ..
لقد بتنا أشبه بسفينة تتقاذفها الأمواج وتعصف بها الرياح في كل اتجاه، ولا تلوح في الأفق البهيم بارقة أمل للنجاة بعد أن سقطت أحلامنا بالاستقلال والحرية والتقدم والعدالة والرفاه ..
وما دمنا لم نغرق بعد فإن الموقف الممكن الوحيد اليوم هو الموقف النقدي، نقد الذات، نقد الذات الفردية والذات الجمعية، ونقد التاريخ، ونقد الماضي بكل ما فيه، نقداً عقلانياً علمياً خال من الأحكام المتسرعة أو التشفي وخبث النوايا والتعصب الأعمى مع أو ضد، فالانفعالات والشهوات لا تفسر شيئاً أبداً، ومهما كان موقفنا من الماضي فإنه تاريخنا ولا جدوى من الثأر منه أو السخرية منه، بل ينبغي إدراكه على حقيقته، فالحقيقة مستقلة دائماً في آخر المطاف ..
كما أن حبنا للماضي وإجلاله لا يغيران من حقيقته شيئاً، وحينما يكون الماضي الذي يتطلب النقد ماضياً سياسياً مليئاً بالأحداث والصراعات الدموية القاتلة، فإن المهمة ستكون عسيرة وشاقة، غير أنه ليس لدينا من خيار آخر، إذا كنا نتصف بصفة البشر الذين يمتلكون العقل والحكمة، لا قطيع من الماشية، لا تدري كيف تعيش ولا تدرك بأي ذنب قتلت والى اين ينتهي بها المصير؟!
بيد أن تجليات الواقع مكرورة دائماً وليس في الإمكان المعرفة إلا ضد معرفة سابقة عن طريق تحطيم معارف أسيئ تكوينها .. وكما قال فيلسوف العلم المعاصر باشلار: "ستكون الحقيقة خطأ مصححاً أو لا تكون" .. فإذا ما عرفنا الأخطاء استطعنا تجاوزها ..
بيد أن ما يدعو إلى الأسف أننا لم نقرأ شيئاً جديرا بالقيمة والاعتبار في نقد وتقييم ماضينا القريب لاسيما بعد انقضاء فترة كافية لاسترجاع الماضي والجلوس مع الذات ونقدها نقداً فردياً وجماعياً وتاريخياً، وفضح الأخطاء وتعريتها بلا هوادة في سبيل تجاوزها في المستقبل المنشود ..
ومن المهين أن يكون سر أزمة حياتنا والتقييم الدقيق لأخطائنا وقفاً على أناس لم يولدوا بعد!!
والسؤال الذي ينتصب أمام أعيننا الآن هو: أما آن لهذا الشعب أن يستريح؟ أما آن للغة العنف والقوة والعدوان والخوف أو لغة اللاتسامح أن تخرس، لتحل محلها لغة العقل والحوار والتسامح والتصالح والتضامن والتعايش والوئام والحب والتفاهم والتآخي والسلم والسلام؛
أي لغة اللاعنف؟؟
وإذا كان الخلاص يقع في أيدينا نحن جيل مابين الجيلين، فعلاً، فإنني سأجيب على هذا السؤال الحارق بـ"نعم" ..
وتدفعني إلى قولها تلك القوة المفكرة وتلك الشجاعة المثقفة التي أحس بها متأججة الحماسة لدى بعض الشباب والشابات، النساء والرجال، ممن أعرفهم ولا أعرفهم من أبناء هذا الوطن الحبيب الخصيب، الذين لم يفقدوا إيمانهم الهادئ المستقر بالله سبحانه وتعالى ولطفه ورحمته وبالإنسان وبالقيم الانسانية السامية، من اللذين نذروا جهودهم لتنميتها في مجتمعنا المسلوب، أولئك الذين أخذوا على أنفسهم دمل جراح الروح والجسد وبعث ربيع الحياة على هذه الارض المعطاة ..
إن حاجتنا إلى السلام كحاجتنا إلى الهواء والنوم، فليس بمقدور الإنسان أن يعيش زمناً طويلاً في قلق وتوتر مستفز، في كنف الخوف والرعب والفزع، في ظل غياب شبه تام لشبكات الحماية والأمن والأمان والعدل والحرية ..
بيد أن السلام كشرط ضروري لاستمرار حياة أي جماعة إنسانية مزقتها الحروب والخصومات لا يتم من تلقاء ذاته، بل يحتاج إلى جهود جبارة من العمل والمثابر والإصرار العنيد على ترسيخ قيم التسامح والتصالح والتضامن والثقافة السلمية وأدواتها في حل النزعات والمشكلات كما أشار خبير السلام الدولي، "جين شارب" في كتابه (البدائل الحقيقية)
ف"التسامح" هو الفضيلة التي تيسر قيام التعايش الاجتماعي والسلم والسلام بين الناس، ويسهم في إحلال ثقافة النضال السلمي، ثقافة اللاعنف، محل ثقافة الحرب والعنف والقتل والتدمير والدمار، بل يمكن القول أن فضيلة التسامح هي الحد الأدنى من إمكانية العيش والتعايش المشترك في مجمع سياسي مدني مستقر قابل للنماء والتقدم والازدهار ..

واليكم الفرق بين التسامح السلبي والإيجابي:
أولا: "التسامح السلبي":
الذي يعني ترك الأمور تمشي على أعنتها دون أن يكون للمتسامحين موقفا محددا منها وهو يتساوي مع اللامبالاة والانعزال والاهمال أو غياب الاهتمام بمعنى عدم التفاعل والتعاون والتضامن الفعّال، إذ تجد فيه كل فرد من أفراد المدينة أو المجتمع أو المؤسسة العامة منشغل بأمور حياته الخاصة ويعزف عن الاهتمام بالموضوعات العامة التي يتشارك به مع غيره من أعضاء المؤسسة أو الحي أو المدينة أو المجتمع عامة، ويتصرف وكأنها لا تعنيه!
وهذا هو المستوى الأدنى من التسامح الهش الذي لا يمكن البناء عليها لأنه لايدوم على حال من الأحوال بل يظل سريع التبدل والتحول والزوال ..

ثانيا: "التسامح الإيجابي":
الذي يعني أن الفاعلين الاجتماعيين المستهدفين بالتسامح قد استشعروا الحاجة الحيوية إلى بعضهم وأن لديهم مشاعر واعية ومشتركة باهمية التعايش والاندماج في مجتمعهم ويمتلكون القناعة الراسخة بأهمية الحفاظ على سلمه وسلامته ونظامه واستقراره وتنميته وترسيخة بالتسامح الفعّال بالافعال والأقوال بوصفه قيمة اخلاقية وثقافية مقدرة خير تقدير في حياتهم المشتركة وحق من حقوق كل الإنسانية الذي تستحق التقدير والاحترام ..
وهذا النمط من التسامح لا يكون ولا ينمو إلا في مجتمع مدني منظم بالقانون والمؤسسات العامة التي يجب أن تقف على مسافة واحدة من جميع أفراد المجتمع بما يجعلهم على قناعة تامة بأنها مؤسساتهم، هم، وأن الحفاظ عليها وصيانتها وتنميتها هي مسؤوليتهم جميعا، ويستشعرون في أعماقهم الدافع والحماس للعمل والنشاط والتضامن الفعّال ..
وبذلك يمهد التسامح الشرط والمزاج العام للتضامن العضوي بين جميع أفراد المجتمع في مشروع اعادة بناء مؤسستهم السياسية الوطنية الجامعة، أي الدولة، على أسس عادلة ومستقرة جديرة بالجهد والقيمة والاعتبار ..
والافراد يأتون ويذهبوا، أما المؤسسات فهي وحدها التي يمكن أن تدوم، إذا ما وجدت من يتعهدها بالصيانة والحرص والاهتمام ..
والنَّاس هم الذين يشكلون مؤسساتهم ثم تقوم هي بتشكيلهم!، فكيف ما كانت مؤسساتهم الحاضرة يكونون في مستقبل الأيام!، ..
هذا هو التسامح المطلوب في واقع حياتنا الراهنة، انه التسامح الذي لا يعني أن على المرء أن يحب جاره بل أن يجهد في احترامه ويصون حقوقه وفقا للقاعدة الأخلاقية: "عامل الناس كما تود أن يعاملوك"! ..
على هذا النحو يمكن اعتبار "التسامح" هو الشرط الأولي لكل عيش اجتماعي مشترك ممكن ومستقر، ينتهج طريق وأساليب سلمية عقلانية رشيدة في حل مشاكله ونزاعاته التي لا سبيل الى تجاوزها، وهذا لا يتم إلا بالتفاوض والتفاهم والحوار الايجابي بين الفاعلين الاجتماعيين في سبيل تحقيق العدالة والإنصاف وتكافؤ الفرص بين جميع الفاعلين الاجتماعيين ..
هذا معناه: أن أي حوار وتفاوض وتفاهم وتنسيق لا يمكنه أن يقوم ويتحقق وينمو ويزدهر ويثمر بدون التسامح الإيجابي، الذي يرتكز على الاعتراف المتبادل بين الأطراف بالأهلية والقيمة والندية والقدرة والسلطة والنفوذ، بما يكفل لكل طرف من الأطراف قول رأيه والتعبير عما يعتقده صوابا بحرية كاملة وظروف متكافئة ..
فالتسامح هو الشرط الضروري للتعايش والعيش بسلام والتفاهم بشأن المشكلات والأزمات والنزاعات الاجتماعية التي تنشأ في سياق الحياة الاجتماعية للناس الساعيين وراء إشباع حاجاتهم وتأمين شروط حياتهم ..
ويمكن تلخيص أهم شرط من شروط التسامح الفعّال بأنه: الاعتراف بقيمة الآخر وجدارته ونديته وحقوقه المتساوية مع الجميع أعضاء المجتمع المعني، وهو نمط من أنماط العلاقة بين الذات والآخر .. يعني التقدير والاحترام وتكافؤ الفرص والعدالة والإنصاف والاعتراف، إذ أن أكبر المصائب التي يمكن أن تصيب الإنسان هو غياب التقدير والانصاف والاعتراف ..
ويمكن أن يتحمل المرء كل المصائب الخارجية مقارنة بالظلم والإهمال والاحتقار.؛ ومن هنا يعد التسامح ضرورة العيش الفعال والمشجع في الحاضر العادل الآمن المستقر، الذي يجعل من الانتقال الى المستقبل أمرا ممكنا بما يوفره من بيئة سلمية مستقرة وسليمة ومتعافية وصالحة للتضامن والتعاون والتعاضد والتراحم والتأزر وتأليب الجهود والطاقات في سبيل تأسيس المداميك الصحيحة للمجتمع الذي نريد ان نُكوِّنه، مجتمع المستقبل ودولته العادلة الآمنة المستقرة المزدهرة ..
وبهذا المعنى يكون التضامن مرتبة قائمة على التسامح الايجابي الفعال بين المتسامحين الذين ينشدون الذهاب إلى المستقبل الأفضل ..

و"التسامح" بإيجاز:
يهدف إلى إيجاد الحد الأدنى من التعايش بين الناس الذين يعيشون الحاضر وهو بذلك يختلف عن التصالح الذي يتحدث عن الماضي بكل عرجه وبجره، إذ بدون التصالح يستحيل العيش في مجتمع مستقر ..

ومعنى "التصالح":
هو تصالح المرء مع ذاته ومع تاريخه مع أهله ومع جيرانه ومع الاخرين، خصوم، منافسين، فعليين أو متخيلين، وكل ما يعتقدهم مختلفين أو مغايرين، ممن يتقاسم معهم العيش المشترك في المجتمع كضرورة لا مفر منها، إذ يستحيل أن يتعايش مجموعة من الناس في مكان وزمان ممكنيين وهم في حالة تنافر وتنازع وصراع مستمر، هذا معناه أن "التصالح" ليس هبة أو مكرمة أو أمر عابر قابل للمساومة والتوافقات والرغبات، بل هو أول شروط الحياة الإجتماعية الممكنة في حدها الأدنى، إنه شرط سابق للعيش في الحاضر، وضرورة لا مفر منها للجميع، لايعني كما يعتقد البعض "عفا الله عما سلف"، وتوافقنا واتفاقنا التنازل عن خصوماتنا التي لم تكن بإرادتنا واختيارنا ..
واعني هنا الخصومات "السياسية" و"الايديولوجية" السابقة، العنفية المتعددة بكل أنماطها وأطرافها وأثارها ..
التصالح من حيث هو قيمة اخلاقية ثقافية سيكولوجية عظيمة الأهمية، والتصالح المقصود هنا هو أن: ندرك حقيقة وضعنا وأن نفهم ونعي الأسباب العميقة والدقيقة التي أفضت بنا الى ما نحن فيه من حال ومآل فاجع ومصير كارثي، ونتعلم من اخطائنا ..
واذا كان التصالح يتصل بالماضي ومعناه فانه الشرط الضروري للتسامح الذي يعني الحاضر ويتصل بالآني الفوري الراهن الحي المباشر ..
من هنا يعد التسامح ضرورة العيش الفعال والمشجع في الحاضر العادل الآمن المستقر الذي يجعل من الانتقال الى المستقبل أمرا ممكنا، بما يوفره من بيئة سلمية مستقرة وسليمة ومتعافية، صالحة للتضامن والتعاون والتعاضد والتراحم والتأزر، وتأليب الجهود والطاقات في سبيل تأسيس المداميك للمجتمع الذي نريد أن نكونه، مجتمع المستقبل ودولته العادلة الآمنة المستقرة المزدهرة ..
وبهذا المعنى يكون التضامن، مرتبة قائمة على البناء الايجابي الفعال للعلاقات الاجتماعية بين الفاعليين باتجاه المستقبل المنشود ..
هكذا يمكن لنا فهم العلاقة الجدلية بين هذا الثالوث المتناسق والمترابط والمتشابك في علاقة عضوية وظيفية متلازمة ومتبادلة التأثير والتأثر والدعم والاسناد، اقصد التصالح والتسامح والتضامن ..