Translate

الاثنين، 17 أبريل 2023

الشيخ عبدالله بن علي بن قاسم بن يحيى قوارة


فقيه، مُرشد، خطيب جامع، حافظ، فرائضي، شاعر، أديب، إداري، محاسب، شيخ قبلي.


مولده بالمفتاح من أعمال محافظة حجة في العام 1371 هـ، الموافق 1952، ووفاته في يوم الأحد 23 رمضان 1443 هـ، الموافق 24 أبريل 2022.


من الأشراف الحسنيين آل قوارة، وهي من الأسرة العريقة التي توطنت بلاد الشرف الأعلى، وبرز منها العديد من القامات والشخصيات الوطنية والعلمية، والمشيخات القبلية الذائعة الصيت.


والده وأخيه محمد من كبار مشائخ بلاد الشرف المُشار إليهم بالبنان، وهم أسرة اشتهرت بالكرم والنخوة والنجدة والشهامة.


وهو من مشائخ بلاد الشرف الأعلى المشتهرين بالإصلاح بين الناس وحل القضايا المجتمعية والقبلية الشائكة، وكان يُمثل الذراع الأيمن لأخيه البرلماني والأديب الشيخ الطيب الذِكر "محمد بن علي بن قاسم قوارة".


التحصيل العلمي:


درس لدى كوكبة من علماء المدرسة العلمية في بلدته.


السجل الوظيفي:


أُسندت له العديد من المهام، منها:


1 - محاسب مالي، خلال حقبة التعاونيات والمجالس المحلية، وتحديداً في فترة الرئيس الخالد الذكر "إبراهيم الحمدي".

2 - أمين خط في قلم التوثيق، المحكمة الابتدائية، مديرية المفتاح. 

3 - مدير مكتب الصناعة والتجارة، مديرية المفتاح.

وهو أخر منصب رسمي له قبل إحالته للتقاعد في العام 2014.

4 - عضو مُؤسس في قيادة فرع حزب المؤتمر الشعبي العام بمديرية المفتاح.

5 - عدل فرائضي مُعتمد في قسمة المواريث وتثمين العقارات والأراضي والزروع.

6 - مهندس معماري بالفطرة، وله بصماته الهندسية في الكثير من بيوت بلدته.

7 - خطيب جامع الطيار بمركز مديرية المفتاح. 


عمل بعد رحيل المصريين وما تبعه من صراعات بين الجمهوريين والملكيين في تفكيك الألغام التي زرعوها في المنطقة، حرصاً منه على سلامة الناس، وفقد في هذا العمل النبيل يداه.


الشهائد التقديرية:


حصل على العديد من الشهائد التقديرية على تفانيه في عمله، من عِدة جهات رسمية، منها:

 

1 - مكتب الصناعة والتجارة بمحافظة حجة.

2 - قيادة محافظة حجة.


المؤتمرات المهنية:


شارك في العديد من المؤتمرات والندوات وورش العمل الخاصة بوزارة التموين سابقاً، والمعروفة حالياً باسم وزارة التجارة الصناعة والتجارة.

 

قالوا عنه:


- الشيخ خالد محمد قوارة:


عُرف الوالد المناضل الشيخ عبدالله بن علي قوارة بالذكاء والفطنة والفراسة والحكمة وقُوة الشخصية وسُرعة البديهة والفصاحة.

وكان رحمة الله عليه ناصراً ومُعيناً للمستضعفين، لا يخاف في الله لومة لائم، ورحل شُجاعاً كريماً صادقا عدلاً سمحاً.

وكان شغوفاً بالمطالعة والقراءة، ولديه مكتبة شهيرة، تضم كتب قيّمة ونادرة قديمة ومُعاصرة في شتى المجالات المعرفية، الدينية والفقهية والتاريخية والشعرية والأدبية والعلمية.

وكان له مجلسٌ عامرٌ بذكر الله ومذاكرة العلوم الدينية والأدبية والفكرية.

وهو مهندس معظم المشاريع الاستثمارية والتنموية والاقتصادية في مديرية المفتاح.


أولاده:


طلال، نجيب، خليل، رضوان، هاني، أسامة، سامي.

الأحد، 16 أبريل 2023

المناضل السبتمبري اللواء يحيى بن محمد بن علي بن ناصر النهمي
















ضابط، مُعلم ومُدرب عسكري، إداري، مُناضل وثائر سبتمبري.


مولده بصنعاء في حدود العام 1349 هـ، الموافق 1928، ووفاته في يوم الثلاثاء 8 شعبان 1431 هـ، الموافق 20 يوليو 2010، ومواراة جثمانه الطاهر في صباح الأربعاء 9 شعبان 1431 هـ، الموافق 21 يوليو 2010.


من الرعيل الأول لثورة 26 سبتمبر 1962، وأحد مُناضلي ثورة 1948 وحركة 1955، وحصار السبعين "نوفمبر 1967 - 7 فبراير 1968"، وأحد المشاركين في تأسيس الكلية الحربية وكلية الطيران وكلية الشرطة ومدرسة الأسلحة خلال فترة الحكم الملكي، ومن المعلمين الأوائل فيها.


تسبب سجله النضالي الزاخر وصرامته العسكرية في تنفيذ المهام الوطنية الموكلة له، في إقصاء نظام "علي عبدالله صالح" له، وإحالته للتقاعد الإجباري، منذ اليوم الأول لحكمه 1978.


وهو من الشخصيات الوطنية والنضالية المغمورة والمظلومة، وتعرض للغمط والتجاهل من قبل مدوني تاريخ ثورة 26 سبتمبر 1962، رغم أنه من أساتذتها الأوائل، وأحد أباءها الروحيين.


التحصيل العلمي:


درس تعليمه الأولي بكتاتيب جوامع المحروسة صنعاء.

التحق قبل ثورة 1948 بالكلية الحربية بصنعاء، وكان من طليعة الضباط المتخرجين منها.


السجل الوظيفي:


أُسندت له العديد من المهام الوطنية، في العهدين الملكي والجمهوري.


أولاً: العهد الملكي:


1 - مُعلم ومُدرب بكلية الشرطة في تعز، برتبة ملازم، "1954 - مارس 1955".


2 - مُدرب وقائد سرية في فوج البدر، سبتمبر 1956.


3 - ضابط تدريب وقائد سرية في الكلية الحربية وكلية الطيران بصنعاء، 11 يناير 1959.


4 - ضابط ومُدرب بمدرسة الأسلحة، برتبة مقدم، "1959 - مايو 1960".


5 - ضابط في الحرس الملكي التابع للأمير محمد البدر بن أحمد حميد الدين، يونيو 1960.


ثانياً: العهد الجمهوري:


1 - مدير ومُؤسس إدارة التموين العسكري.


2 - قائد سلاح المُشاة.


3 - نائب قائد لواء صعدة.


4 - قائد منطقة رازح بصعدة.


تم اختياره لقيادتها بسبب أهميتها الحدودية مع السعودية، وتواجد "محمد البدر" فيها.


خاض فيها معارك عنيفة ضد الملكيين، ومن رفاق الكفاح المسلح: المقدم عبدالكريم السكري.


5 - قائد لواء "النصر" بالحيمة الداخلية.


6 - مدير العمليات الحربية، 7 مايو 1966.


7 - نائب رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة للشؤون الحربية، وترقيته إلى رتبة عقيد، 12 أكتوبر 1966.


قاد بعد تعيينه مباشرة، حملة عسكرية ضد الملكين في آنس - 10 ديسمبر 1966.


8 - قائد لواء رداع، خلفاً للرائد علي حمود الجبرتي، 18 نوفمبر 1967.


صدر قرار تعيينه في اليوم الأول لبدء حصار السبعين، وكانت رداع يومها تحت حكم الملكيين، فخاض معهم معارك ضارية، وبعد أيام من استقرار الوضع فيها تم استدعائه إلى صنعاء.


9 - قائد القطاع الشمالي للعاصمة صنعاء - همدان، خلال حصار السبعين، خلفاً للمقدم عبدالله صبره، 8 فبراير 1968.


خاض في هذا القطاع معارك ضارية ضد الملكين، ومن الضباط العاملين تحت إمرته في تلك المواجهات:


 المقدم مفلح الحربي، المقدم حسين كويل، العقيد علي عبدالله صالح.


ومن سخرية القدر أن من كان يعمل تحت إمرته، تنكر له بعد وصوله إلى الحكم في العام 1978، وكان أول قرار أصدره تحويل قائده إلى التقاعد الإجباري تحت شعار "خليك بالبيت".


ومن المهام التي أسندت له: قائد معسكر البقع بصعدة


السجل النضالي:


لعب أدواراً بارزة في كافة مراحل الفعل الثوري السبتمبري "1948 - 1962"، مُدرساً ومُدرباً عسكرياً وقائداً ومُنسقاً ومُوجهاً ثورياً.


وكانت له صولات وجولات في الأحداث التي أعقبت الثورة السبتمبرية "1962 - 1968"، وما تخللها من جهود مُضنية لتثبيت دعائم النظام الجمهوري الوليد.


ثورة 1948:


انخرط وزملائه بالكلية الحربية في صفوف ثورة "عبدالله الوزير" عام 1948، وجرى توزيعهم على المواقع الهامة في مدينة صنعاء، وضواحيها، وتسبب فشلها في اعتقال المشاركين فيها، فزُج به وزملائه في سجن "العُرضي" أو ما يُسمى بحوش "دهاق"، ووجه الإمام بإغلاق الكلية الحربية ومدرسة المخابرات "الإشارة".

ومن أبرز المُعتقلين الضابط العراقي "جمال جميل" - وهو الدينامو المُحرك والمُخطط للثورة.


حكم النظام بإعدامه وكل المشاركين فيها، وفي اليوم الأول للتنفيذ، أخذ الجنود كل المحكومين بما فيهم "النهمي" إلى ساحة "شرارة" - ميدان التحرير حالياً، لمشاهدة إعدام زميلهم "جمال جميل"، ليكون ذلك رادعاً لهم.


وبعد مراجعات وتوسلات أُسرهم، وافق الأمير "الحسن بن يحيى بن محمد حميد الدين" على إطلاق سراحهم، شريطة قيامهم بشق طريق سيارات في "حاشد"، وبالفعل نقلوهم الى قرية تقع خلف منطقة "الغولة" لمباشرة العمل.


 استمروا في ذلك قرابة العام، ووصلوا إلى منطقة "حوث"، وحينها زارهم الأمير "الحسن"، وطلبوا منه إجازة عيدية، فوافق شريطة الرجوع لعملهم.


 بعد انتهاء الإجازة رفضوا العودة إلى حاشد، فقرر التخفيف عنهم ونقلهم للعمل في مطار صنعاء تحت إشراف قائد المدفعية حينها "حمود رشدي".


أثناء عملهم في المطار، تمكنوا من الفرار إلى "تعز"، على دفعات، فاستقبلهم الإمام "أحمد بن يحيى حميدالدين"، ووضعهم تحت رقابة شديدة.


وهناك نصحه بعض مُستشاريه بتشتيت وتفريق وتوزيع تلك الكوكبة من ثوار 1948، من أجل إضعافهم، ومنعهم من التفكير في الأعمال الثورية مرة أخرى، فوزع بعضهم على الصحة والبعض على الزراعة ونقل آخرون إلى الطيران، وأرسل مجموعة منهم إلى مصر، ووزع من تبقى منهم وهم الأكثرية على سرايا الجيش النظامي، المنتشرة في مناطق متفرقة من البلاد.


بقي المقدم "النهمي"، ومحمد علي الأكوع، وحسين الغفاري، وعلي الحاضري، وأخرون، في "تعز"، وهناك جمعتهم الأقدار ببعض زملائهم من خريجي الكلية الحربية، منهم: 


هادي عيسى، محسن الصعر، حسن الجناتي، علي زيدان، أحمد الدفعي، قائد معصار، شرف المروني، أحمد الثلايا، فاستغلوا تلك اللقاءات الحميمية لمناقشة الأوضاع التي تمر بها البلاد، وطُرق الخلاص، وكان لذلك الفضل في التمهيد لحركة 1955.


حركة 1955:


احتضنت مدينة "تعز" قبل حركة 1955 بفترة وجيزة، فعاليات عيد "النصر"، ووقع الاختيار عليه لإلقاء كلمة الجيش بحضور الإمام "أحمد".


استغل الموقف وضمّنها بعض التلميحات عن الأوضاع المُزرية التي يعيشها الجيش النظامي، وكان بجواره "أحمد الثلايا"، فغضب الإمام، ووجه له إنذار بالموت.


في العام 1374 هـ، الموافق 1954، اُفتتحت كلية الشرطة بتعز، وتم تعيينه مُعلماً فيها، واستمر في التدريس حتى قيام حركة 1955.


وضمت تلك الكلية كوكبة الضباط الوطنين، منهم: 


أحمد الثلايا، يحيى الرازقي، أحمد الرحومي، يوسف الشحاري، علي السلال، محمد مرغم، علي علاية، صالح الأشول.


ومن أستاذتها: محسن الصعر، علي زيدان.


في يوم الأربعاء 7 شعبان 1374 هـ، الموافق 30 مارس 1955 انخرط بصفوف حركة 1955، رغم معارضته لتوقيت انطلاقتها.


فشلت الحركة الثورية بسبب بقاء الإمام "أحمد" في قصره بما فيه من إمكانيات، وتبعتها ملاحقات واعتقالات واسعة للثوار، وصدرت أحكام بإعدام العديد منهم، أبرزهم:


أحمد الثلايا، حسين الجناتي، علي السمة، أحمد الدفعي، محسن الصعر، قائد معصار، محمد القحوم، الشيخ علي المطري، محمد عبدالقادر، عبده باكر ..ألخ.


ولحسن حظه تم استدعائه إلى ساحة الإعدام مع الدفعة الأخيرة من الضباط الأحرار، غير أن مصادفة حلول شهر رمضان في اليوم الثاني لتنفيذ أحكام الإعدام واعتذار الإمام "أحمد" عن الحضور في ذلك اليوم، كان له الفضل في نجاته ومن تبقَ من زملائه من الموت، ومن رفاقه الناجين: 


علي محمد الربيدي، حسين الغفاري، عبدالملك السمة - ضابط صحي.


ومن المدنيين: القاضي حسين العنسي، السيد محمد الحكيم.


وفي أوائل العام 1375 هـ الموافق أكتوبر 1955، صدرت التوجيهات بالإفراج عنهم.


بعد نجاته من مقصلة السياف، غادر مدينة "تعز" بمساعدة بعض رفاقه في الشُعبة العسكرية، وتوجه الى صنعاء، وفيها التقى ببعض زملائه العائدين من مصر، منهم: 


المقدم لطف الزبيري، المقدم عبدالله صبره، المقدم عبداللطيف ضيف الله، علي سيف الخولاني، محمد المأخذي، وتدارس معهم أسباب الإخفاق في حركة 1955.


فوج "البدر":


في صفر 1376 هـ، الموافق سبتمبر 1956 صدرت التوجيهات بتشكيل فوج "بدر" من المناطق الغربية، وتعيينه وعدداً من زملائه فيه، منهم: 


عبدالله اللقية، محمد العلفي، حميد سوار، عبدالكريم السكري، حسين السكري، عبدالرحمن الترزي، عبدالله صبره، حسين الغفاري.


باشروا بعدها في تشكيل أول مجموعة للضباط الأحرار، على شكل مجموعات تعاونية، وخصصوا جُزءاً من مرتباتهم لمساعدة أي شخص منهم تحل به مصيبة.


وكان ضمن مجموعة: 


علي الربيدي، محمد الربيدي، محمد القادري، لطف الزبيري، وكلفت المجموعة "الزبيري" ليكون همزة وصل مع بقيت الأحرار وعلى رأسهم "محمد محمود الزبيري"، وأرسلت "محمد الربيدي" إلى "عدن" لشراء ماكنة لطباعة المنشورات.


نظمت تلك المجاميع داخل فوج البدر ومعها بعض السرايا النظامية مظاهرة صاخبة للمطالبة بضرورة تسليحهم وتسويتهم بالأخرين.


وفي منتصف الليلة الثانية للمظاهرة، تم خطفه ورفاقه من بيوتهم، ونقلهم مُكبلين الى سجني حجة والمنارة، وأفرجت عنهم السلطات في ربيع الثاني 1378 هـ، الموافق أكتوبر 1958. 


الكلية الحربية وكلية الطيران:


في نهاية العام 1958 استغل الأمير "محمد البدر" سفر والده الى "روما"، فقرر إعادة إنشاء الكلية الحربية وكلية الطيران ودمجهما مع كلية الشرطة، غير أن الإمام "أحمد" بعد عودته وجه بإغلاقها.


وفي 2 رجب 1378 هـ، الموافق 11 يناير 1959 صدرت التوجيهات بتعيينه وعدداً من زملائه ضباط تدريب وقادة سرايا في الكلية الحربية وكلية الطيران، ومن زملائه: 


حسين السكري - كبير المعلمين، عبدالرحمن الترزي، عبدالكريم السكري، سعد الأشول، وتعيين حمود  الجايفي مديراً لها.


وفيها تواصلوا مع طلابها المتميزين وأضافوهم إلى الخلايا السرية الممهدة للثورة السبتمبرية، منهم: 


ناجي الأشول، محمد مطهر، حمود بيدر، علي الجايفي، علي عبدالمغني.


مدرسة الأسلحة:


في العام 1959، وما تلاه، وصلت للقوات النظامية أسلحة روسية متنوعة منها الدبابات والمدفعية، فجرت محاولة جديدة لتجميع الضباط الوطنيين الأحرار في الجيش والأمن، وتم إنشاء مدرسة الأسلحة، ونقله وعدداً من زملائه إليها.


الحرس الملكي:


في النصف الثاني من العام 1960 صدرت التوجيهات بنقله وبعض رفاقه للعمل بمقام "محمد البدر"، بسبب تزايد الشكوك حول توجهاتهم الثورية، وهناك تمكنوا من التنسيق مع زملائهم العاملين بالحرس، منهم: 


نائب قائد الحرس المقدم حسين السكري، علي النعامي، واستطاعوا معاً توظيف المعلومات الواصلة إلى "البدر" حول تحركات الثوار وأماكنهم وأسمائهم، وإبلاغ رفاقهم أولاً بأول من أجل أخذ الحيطة والحذر، والتخلص في نفس الوقت من جواسيس "البدر"، وإحباط محاولاتهم للإيقاع بالثوار.


اغتيال الإمام أحمد:


في يناير 1961، قام زملائه: 

عبدالله اللقية، محمد العلفي، محسن الهندوانة، بمحاولة لم يُكتب لها النجاح، لاغتيال الإمام "أحمد"، أثناء زيارته لبعض حرسه، أسعفوا إلى مستشفى الحديدة، بسبب انقلاب إحدى سيارات موكب الإمام، فأطلق الثلاثة النار عليه وأصابوه إصابة مباشرة، لكنه لم يمت، وألقي القبض عليهم، ونقلهم الى "تعز"، وإعدامهم.


ثورة 26 سبتمبر 1962:


توالت الأحداث سراعاً، وتظافرت الجهود، وتوافرت الأسباب المُشجعة للثورة السبتمبرية، ليكون الانفجار الكبير في 26 سبتمبر 1962، وكانت لجهوده ورفاقه الأحرار خلال الفترة "1948 - 1961" عظيم الأثر في تفجيرها ونجاحها، وحماية النظام الجمهوري وتثبيت أركانه، والدفاع المستميت عن صنعاء خلال حصار السبعين.


وشارك عند قيامها وما تلاها من أحداث أرادت كبح جماح الفعل الثوري بعدة مناطق، منها: 


المنطقة الشرقية، الحيمة الداخلية، رازح، آنس، رداع، المنطقة الشمالية، همدان.


من أقواله:


ما من أحدٍ وعى ذهنه شيئاً من مفاهيم الحياة، والكرامة البشرية، والعدالة الإنسانية، يستطيع أن يخلُد إلى الاطمئنان والراحة في مجتمع تظافرت عليه قوى الشر، وتجمّعت حوله كل عوامل الإبادة والفناء.


أولاده:


محمد، علي، خالد - مهندس، عادل - مهندس، نبيل، عبدالله - طبيب، أحمد - طبيب، نجيب - مهندس.

الأحد، 9 أبريل 2023

فضيلة العلامة عبدالله بن هاشم بن حسن المدومي


عالم، قاضي، فقيه، مفتي، مدرس، مرشد.

مولده بقرية جبل المحبشي من أعمال مديرية المحابشة في غرة محرم 1340 هـ، الموافق 1922،ووفاته بمدينة حجة في ليلة الإثنين 29 ربيع الثاني 1426 هـ، الموافق 6 يونيو 2005.

كان صاحب نكتة وعاشق للشعر والأدب، وله بعض المطارحات الأدبية.

اشتهر بمقالبه العفوية والجريئة حتى مع كِبار المسؤولين في العهدين الملكي والجمهوري، ومن طريف ما يرويه ولده، أنه ذات مرة كان يتنقل من منطقة الى أخرى، وفي كل منطقة يصل اليها، يُرسِلُ الى الإمام أحمد بن يحيى حميد الدين رسالةً مستفزةً، فيوجه الإمام بالقبض عليه، وظل على ذلك زمناً دون أن يتمكن جنود الإمام من إلقاء القبض عليه، وفي نهاية المطاف دخل على الإمام، وقص عليه مقالبه معه، فضحك الإمام وعفى عنه.

التحصيل العلمي:

درس تعليمه الأولي في معلامة المسجد الفارسي بقرية جبل المحبشي

أخذ عن كوكبة من علماء المدرسة العلمية بجامع حورة في مدينة حجة، منهم:

العلامة حسن المختار، القاضي عبدالله بن ناجي الجوبي، القاضي يحيى بن محمد الجرباني، العلامة محمد بن علي حُميد، القاضي العلامة محمد نصّار، القاضي العلامة محسن الشهاري، 

وأخذ عن علماء الجامع الكبير بالمحروسة صنعاء ومنطقة حبور.

السجل الوظيفي:

شغل العديد من المهام بمدينة حجة، منها:

اولا: قبل ثورة 26 سبتمبر 1962:

1 - تدريس العلوم الشرعية. 
2 - إمامة مسجدي قشية بالحلة، وصعصعة.

ثانيا: بعد ثورة 26 سبتمبر:

1 - مُدرس ومُراقب في المدرسة العلمية بجامع حورة، ..، ومن أبرز طلابه: الدكتور عبدالكريم نصّار، والدكتور إسماعيل حُميد.
2 - موظف في القضاء لفترة وجيزة، ثم اعتزله، وقال: 
لا يشرفني أن أعمل في القضاء، لحديث النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم "قاضيان في النار وقاضي في الجنة"، ..، أعوذ بالله أن أكتوي بنار القضاء في الدنيا، وأغتمس بها في نار جهنم يوم القيامة.
3 - موظف في مكتب التربية والتعليم بحجة. 
4 - كاتب أوراق التقاضي للقبائل، الى جانب الافتاء الشرعي.

أولاده:

 علي -  باحث ومحقق.



 

الجمعة، 31 مارس 2023

عميد الإعلاميين في محافظة حجة الاستاذ القدير أحمد بن يحيى بن أحمد بن عبدالله الفصيح


عميد الإعلاميين في محافظة حجة الاستاذ القدير أحمد بن يحيى بن أحمد بن عبدالله الفصيح

إعلامي، إداري. 

وفاته في يوم الأربعاء 15 رجب الأصب 1443 هجري قمري، الموافق 16 فبراير 2022، ومواراة جثمانه بصنعاء في يوم الخميس 17 فبراير 2022.

من أعلام بلاد الشرف ورموزها الثقافية.

أسندت له العديد من المهام الوطنية، منها مدير عام مكتب الاعلام بمحافظة حجه لأكثر من 30 عاما.

من أولاده:

 د. عبدالسلام، عبدالله.


 

القاضي العلامة محمد بن محمد بن يحيى بن هادي يايه


 

وفاته في يوم الاحد 8 شعبان 1442 هجري قمري، الموافق 21 مارس 2021.


 من علماء مدينة المحابشة الأجلاء المشهود لهم بالورع والزهد والعفة.


وهو من أسرة توارثوا العلم كابر عن كابر فاخوانه عبدالله وأحمد من أعلام عصرهما ووالده آية من آيات الله.

عندما تناهى اسمه إلى الإمام، قالوا له: اشترط العلامة محمد بن يحيى يايه لمبايعتك كذا وكذا، ومن ضمن الشروط عدم احتجاب الامام عن الناس.

فقال الامام: هذا آيه وليس يايه.

فقد كان رحمه الله أفقه علماء عصره، وزين العابدين في زمانه، وعلى نهجه سار اولاده، وعلى رأسهم شيخ الزاهدين فضيلة العلامة أحمد بن محمد يايه، فرغ حياته للعبادة في بيت الله الحرام، والاصلاح بين القبائل اليمنية المتناحرة في المناطق الجبلية خلال زياراته لليمن كما علمنا من حياة شيخنا القاضي صلاح بن أحمد فليته رحمة الله عليهم جميعا.


من اولاده: 


عبدالله - اكاديمي واستاذ جامعي بكلية الزراعة، احمد - تربوي ومربي فاضل.

الأحد، 26 مارس 2023

العلامة المجتهد علي بن أحمد أبو هادي

 

عالم رباني، فقيه مجتهد، مفتي، مرشد، مؤلف

 العلامة الحُجة جمال الدين علي بن أحمد بن أحمد بن حسين بن أحمد بن هادي بن يحيى بن إسماعيل بن يحيى بن الحسن بن محمد بن صلاح – الشرفي الأصغر – بن محمد بن صلاح – الشرفي الأكبر

مولده بقرية المشن جنوب قرية جبل المحبشي من أعمال مديرية المحابشة في محافظة حجة في حدود العام 1937 ميلادي، ووفاته بصنعاء في يوم الأحد 6 شعبان 1436 هـ، الموافق 24 مايو 2015، وتم مواراة جثمانه الطاهر بمقبرة قرية جبل المحبشي من أعمال محافظة حجة نهار الثلاثاء 8 شعبان 1436 هـ الموافق 26 مايو 2015. 

اشتهر بأبو هادي نسبة الى جده هادي بن يحيى بن إسماعيل الشرفي.

التحصيل العلمي:

درس لدى كوكبة من علماء اليمن، وتنقل في العديد من مناطق بلاد الشرفين، مرشداً وخطيباً ومفتياً ومدرساً للعلوم الشرعية، وكان له دور بارز في تأسيس المدرسة العلمية بمدينة المحابشة، وتنشيطها، وتخرج على يديه العديد من العلماء.

السجل الدعوي والارشادي:

استقر به المقام في نهاية السبعينيات بقرية جبل المحبشي، وخلال تواجده بها تولى مهام الخطابة والإرشاد والفتوى والإصلاح بين الناس وتدريس العلوم الشرعية، وبعد نحو العام 2007 استقر به المقام بالمحروسة صنعاء، وتفرغ للعبادة وتلاوة القرآن الكريم واُسندت له مهام الإفتاء بالجامع الكبير فيها.

سألنا عنه القاضي العلامة صلاح بن أحمد فليته في نهاية العام 1995، فقال: ذاك عالمٌ جليل، ومؤلفٌ نحرير، لا يُجارى في مختلف العلوم الشرعية، غزير العلم، واسع المدارك، نعود إليه في الكثير من الإشكاليات، لأنه خيرُ من يسبِر أغوارها، ويحل غوامضها.

كم كنا نستأنس بأحاديثه، وخُطبه المطرزة بالسجع، وفصيح بيانه، ومجالسه العلمية والتعليمية.

الانشطة الاجتماعية:

1 - عضو جمعية علماء اليمن.
2 - رابطة علماء اليمن.

المؤتمرات العلمية:

شارك في العديد من المؤتمرات والندوات والفعاليات الدينية.

الانتاج الفكري:

له عشرة مؤلفات لا تزال مخطوطة منها كتاب الفرقة الناجية، والمئات من المباحث والردود والمناظرات والفتاوى الدينية. 

 أولاده: محمد، زيد

 

الثلاثاء، 21 مارس 2023

سعادة اللواء محمد بن أحمد بن حسين بن حسن بن يحيى بن هادي النجدي




ضابط، دبلوماسي، أمني، إداري.


مولده بقرية الوعلية من أعمال مديرية المفتاح بمحافظة حجة في العام 1371 هـ، الموافق 1952، ووفاته بصنعاء في يوم الخميس 17 شعبان 1444ھ، الموافق 9 مارس 2023، وتم مواراة جثمانه الثرى بمسقط رأسه.


بنحدر من أسرة علمية عريقة اشتهرت بالعديد من القامات القضائية والعلمية والقيادية والوطنية.


التحصيل العلمي:


أولاً: التعليم الديني:


أخذ مُقدمات العلوم الشرعية عن والده وعمه القاضي عبدالله بن حسين النجدي.

كما أخذ عن مشائخ المدرسة العلمية بالمحابشة.


ثانياً: التعليم النظامي:


التحق بعد قيام ثورة 26 سبتمبر 1962 بمدرسة الأيتام في المحروسة صنعاء، فدرس بها الابتدائية.

درس الإعدادية بمدرسة الشعب في الأمانة صنعاء.

حصل على درجة البكالوريوس في العلوم الأمنية والعسكرية من كلية الشرطة، ونال الترتيب الثالث بين دفعته، 1978.

حصل على درجة الليسانس في الشريعة والقانون من كلية الشريعة والقانون، جامعة صنعاء.


السجل الوظيفي:


بدأ مشواره الوظيفي في المجال الأمني، فانضم في العام 1978 لجهاز الأمن الوطني المعروف فيما بعد بجهاز الأمن السياسي، واستمر عمله في هذا الجهاز حتى مطلع تسعينيات القرن العشرين الميلادي، وشغل فيه العديد من المناصب، كما أُسندت له العديد من المهام الإدارية والدبلوماسية، منها:


1 - مدير دائرة الأمن الخارجي في جهاز الأمن الوطني، "1978 – 1989".

2 - قُنصل عام وملحق عسكري في سورية، مستهل تسعينيات القرن العشرين الميلادي.

3 - مدير أمن المنطقة الرابعة بأمانة العاصمة صنعاء، "1997 - .. ".

4 - نائب مدير أمن أمانة العاصمة صنعاء، " .. – 2000".

5 - ممثل مديرية المفتاح في المجلس المحلي لمحافظة حجة، "2001 – 2008".

6 - أمين عام المجلس المحلي ونائب محافظ محافظة حجة، "2001 – 2008".

7 - وزير مفوض بسفارة اليمن في الأردن، "2009 – 2019".

8 - عضو اللجنة الدائمة الرئيسية لحزب المؤتمر الشعبي العام، وأحد المشاركين في تأسيس هذا الحزب وصياغة ميثاقه الوطني.


قالوا عنه:


1 - محمد عبدالله النجدي:


اتسم اللواء محمد أحمد النجدي بصفات القيادي الفطرية بين زملائه منذ دراسته الأساسية، وروح الشاب العصامي، المؤمن بقدراته الشخصية في بناء مستقبله، المتطلع بكل حيوية وعنفوان الى خدمة مجتمعه ووطنه.

وهو من أبرز القيادات الأمنية التي تسامت بعملها الى مستوى وحجم الوطن، مُترفعاً عن كل صغيرة قد تُسيئ إلى سيرته المُشرفة، إيماناً منه بأنه في موقع المسؤولية، ما ينبغِ له إلا أن يكون أميناً في تمثيل وطنه ومجتمعه بكل قيمه ومبادئه.

وكان رحمه الله نموذج متفرد، وتعبير خالص عن نبض المواطن البسيط وآماله، وعن روح المسؤولية ورجل الدولة.


عليك سلام الله وقفاً فإنني .. رأيت الكريم الحر ليس له عمر.


2 - علي كامل الملاهي:


اللواء محمد النجدي من قيادات الدولة الذين حضوا بمميزات ومكانة في كل هرم الدولة.

رجل أمن من الطراز الأول، ارتبط بالأجهزة الامنية بحكم مركزه الأمني الحساس، فكان بحق ملاك حارس لأمن هذا الوطن.

عاش مُحباً مخلصاً لوطنه ولشعبه كقائد عسكري وإداري مدني. 

عرفته معرفة الأخ لأخيه، فوجدته نعم الأخ والصديق والمسؤول.

عاش حياته في خدمة الوطن بإخلاص وتفاني ونزاهة يشهد له بذلك القريب والبعيد والخاص والعام، ومات على ذلك مُحباً لوطنه ولأبناء وطنه. 

كان متواضعاً مع الصغير والكبير، مُخلّقاً بشوشاً كريماً وشُجاعاً أبياً مهاباً عزيزاً في بلاده ومحافظته واليمن عامة.

له مواقف وأقوال تشهد له بوطنيته لا مجال هنا لسردها، غير أن هناك كلمة قالها لي في ذات يوم، والتي فيما بعد عرفت أنها من مبادئه في الحياة مفادها: "إذا لم تعرف أن تُصادق (تُصاحب) فلا تُعادي".


3 - الدكتور محمد علي الخطيب:


اللواء محمد أحمد النجدي، الإنسان الذي تجسّدت فيه أجل وأجمل معاني الإنسانية السامية، وأنبل معاني المواطنة المُخلصة والصادقة، فهو أكبر من أن أُعرِّفه بالمركز الوظيفي الذي تبوأه، وهو: أمين عام المجلس المحلي لمحافظة حجة، لقد كان أكبر بكثير من ذلك المنصب، وما يعلوه، وبذلك فقدت، وفقدنا، وفقد الوطن أحد أعظم أبناءه البررة المُخلصين، الصادقين.


4 – الدكتور منصور الحماطي:


اللواء السفير محمد النجدي، كان مثالاً وقدوةً للقائد المُحنك، والقيادي المتميّز، والإداري النزيه، والدبلوماسي الرصين، والسياسي الحصيف، الأمر الذي جعله محل تقدير واحترام كلّ من عرفوه في داخل الوطن وخارجه. 

 

5 - الدكتور أيمن مذكور:


الفندم محمد النجدي من الرجال الأوفياء والنادرين، ورحيله مثّل خسارة كبيرة للوطن.


6 - حسن محمد عثمان:


اللواء محمد النجدي هامة وقامة وطنية فذة، خدم الوطن بكل نزاهة وأمانة، وولاء وطني، ولا ينسَ شبابنا وكوادرنا فضله في الدراسة في الجامعات والتوظيف، كان لهم الداعم والمُتابع والأب، ولولا جهوده لكان أبنائنا في تلك الفترات صفر اليدين، أيضاً في مجالات عدة له باعٌ طويل لعموم اليمن. 


7 - عبدالمجيد إبراهيم حاشد المحمري:


خسرت محافظة حجة على وجه الخصوص واليمن على وجه العموم برحيل اللواء محمد النجدي شخصية فذة وفريدة من نوعها، إداري بارع، وعسكري كاريزمي، ودبلوماسي رائع، وقِيل يماني له بصماته الخالدة في شتى المجالات التنموية والإدارية والسياسية والعسكرية والدبلوماسية، وفي المجال الاجتماعي، وإصلاح ذات البين.


8 - محمد حسن غالب السعيد:


كان معدن اللواء محمد النجدي ذهب وصفاء، لا يُفرّق بين شخص وأخر، ولا يعرف العنصرية والمناطقية، يُحب الجميع، وحُبه للوطن، تجلس معه تشعر بأنه أخ وأب لك، مثل هؤلاء الرجال لا يتكرروا.


9 - الشاعر أبو هيثم العبالي:


الرجل البشوش 

يا حروف القوافي أنعي محمداً

من هنا إلى طيب مثواه

محمد النجدي كل من يعرفه 

بحبه للبلاد وشموخ إباه

هامة من هامات البلاد واليمن

رجل المواقف منذ صباه

رحل عنا إلى جوار ربه

بعد حياة حافلة من عطاه

فيه المروءة والشهامة دمث

في أخلاقه عظيم في وفاه 

حاز المكارم كلها فطن

في كل الأمور بحكمته وذكاه

تقلد العديد من المناصب

وحاز أوسمة في جود سخاه

له العديد من المعالم التي

تذكرنا به حتى لا ننساه

كان أباً لكل الناس قاطبة

خير خدوم لكل من أتاه

رجل بشوش والضحكة التي 

تميز بها لا تفارق شفتاه 

رجل المحاسن والجود والكرم

لا يعرف جوده ما تنفق يداه

علم من أعلام تأريخ مجدنا

وقطب من الأقطاب فقدناه

سنذكره بكل جميل ويذكره 

التأريخ من بعدنا بطيب مسعاه 


أولاده:


عبدالكريم، خالد، رشاد، علي، أحمد، هشام، فارس، زياد.

الثلاثاء، 14 مارس 2023

محمد بن عبدالرزاق بن حسين بن عبدالله بن محمد المحبشي









كاتب إذاعي ودرامي، مُذيع، إعلامي مخضرم، الأب الروحي لابتسامة رمضان.

مولده بجبل حبور في العام 1361 هـ، الموافق 1942، ووفاته بصنعاء في يوم الأحد 21 صفر 1425 هـ، الموافق 11 أبريل 2004.

من الإعلاميين المخضرمين الذين أثروا الساحة الإعلامية بإبداعاتهم الخّلاقة، وأحد أعمدة إذاعة صنعاء، وكان لهم دور بارز في تطوير الأداء الإعلامي في الإذاعة والتلفزيون، وكان يوصف بأنه مدرسة في العمل الإذاعي.

التحصيل العلمي:
تلقى تعليمه الأولي في حبور، حيث درس القرآن الكريم وعلومه والحديث والتفسير والفقه. 
تلقى العديد من الدورات في المجال الإعلامي داخلياً وخارجياً.

السجل الوظيفي:
أولاً: العهد الملكي:
التحق، في بداية مشواره الإعلامي، وتحديداً في الخمسينيات من القرن العشرين الميلادي بإذاعة الجوف، وكانت عبارة عن إذاعة صغيرة ذات معدات بسيطة وقديمة، داخل كهف صغير، وكان حينها وعدد من زملائه منهم "علي يوسف الأمير"، ضمن صفوف الملكيين، وظل يعمل هناك إلى أن تمت المصالحة بين الملكيين والجمهوريين، فتم دمج الجميع في بوتقة واحدة. 
ثانياً: العهد الجمهوري:
انضم في العام 1970 إلى إذاعة صنعاء، فعمل فيها مُعداً ومُذيعاً وكاتباً، حتى وفاته.
وهو أول وجه يُطل ويفتتح شاشة تلفزيون صنعاء في سبتمبر 1975، وأول من تولى منصب مدير عام البرامج فيه، وصاحب أول برنامج توثيقي تلفزيوني.
له مشاركات في العديد من الندوات والدورات الإعلامية الإذاعية محلياً وعربياً، وحصل على عدد من الشهائد والأوسمة التقديرية.

الإنتاج الفكري:
أعد وقدم الكثير من البرامج السياسية والاجتماعية والثقافية، والمنوعات والمسلسلات والتمثيليات الدرامية، منها:
أولاً: البرامج الاجتماعية والثقافية:
1 - مذكرات الأسبوع، وهو أول عمل إبداعي له بإذاعة صنعاء.
2 - الحاضر يُعلِم الغائب، من البرامج الرمضانية التي لاقت أصداء واسعة واكتسبت شهرة كبيرة، ثم تم تغيير اسمه إلى "بسمة"، كان يقدمه قبل الإفطار مع الإعلامي القدير "أحمد البحري".
3 - أوراق ملونة.
4 - مذياع المنوعات.
ثانياً: البرامج الرمضانية والمناسباتية:
1 - في وجداني أغاني، عام 1997.
2 - ضيف الإذاعة.
3 - سهرة من منزل.
4 - سهرة مع فنان، أجرى فيه العديد من المقابلات مع الفنانين اليمنيين والعرب، منهم:
 محمد عبدالوهاب، أحمد رياض السنباطي، رياض جمجوم، ياسمين الخيام، تحية كاريوكا، معالي زايد، .. ألخ. 
ثالثاً: البرامج السياسية:
1 - العالم في أسبوع.
2 - قراءة في الصحافة العالمية.
رابعاً: المسلسلات:
1 - الدنيا لله.
2 - الفجر.
3 - العطش.
4 - المعجزة.
5 - الرسم بالكلمات.
6 - صورة طبق الأصل.
7 - أمثال وممثلون.
خامساً: التمثيليات:
له العشرات من التمثيليات التوجيهية الهادفة، عبّر من خلالها عن الواقع الذي يعيشه المجتمع اليمني والمشكلات التي يواجهها الفرد والمجتمع على حد سواء، محاولاً وضع الحلول في قالب درامي متميز، سواء كان ناقداً أم ساخراً.

قالوا عنه:
1 - الأستاذ القدير "شرف الويسي":
لم يقتصر "محمد المحبشي" في كتاباته على نوع محدد من البرامج الإذاعية، بل كانت شاملة ومتعددة، فقد كتب التحليل والتعليق السياسي، كما كتب البرنامج الاجتماعي والتمثيلية الدرامية، وكان كاتباً درامياً من الطراز الأول ومتنوع في التناول من الفكاهة إلى السخرية إلى الواقعية والجدية، وكتب البرامج الجادة والناقدة.
ولا أبالغ إذا قلت أنه مدرسة إذاعية بكل المقاييس.
وكان أستاذاً تعلم منه عدد من كُتاب البرامج بإذاعة صنعاء، واستفادوا كثيراً من مدرسته التي أسسها في العمل الإذاعي.

2 - الأستاذ "محمد الحطامي":
مهما نسينا فلن ننسى صوت الإذاعي "محمد المحبشي" الإنسان، صاحب القلب الكبير الذي ظل يزرع الحب للوطن والناس كل الناس، مُجسداً ذلك بأخلاقه الحميدة وتواضعه وطيبته المتناهية، فدخل قلوب الناس بدون استئذان.

3 - المخرج "طاهر الحرازي":
عرفت في "محمد المحبشي" ابتسامة مُشرقة، دائمة الحضور، لا تفارق محياه، عرفت فيه رجاحة العقل المستنير.
"المحبشي" مُذيع قدير وكاتب مرموق وقلم رشيق، السيرة الذاتية لحياته ومراحل نضاله مليئة بالمآثر الوطنية والمواقف الشجاعة منذ أن التحق بالعمل الإعلامي، الكثير من الناس الذين عرفوه من خلال الاستماع لأعماله العظيمة التي جعلت له رصيداً كبيراً في مكتبة الإذاعة يمتدحونه ويعتبرون غيابه عن العالم الدنيوي خسارة كبيرة على الوطن.

4 - الأستاذ "صدام الزيدي":
الإذاعي الراحل "محمد عبدالرزاق المحبشي" من أبرز المحاورين الإذاعيين، في فترة كانت الإذاعة تُمثل المصدر الإعلامي الأكثر انتشاراً ومتابعة، ذلك في السنوات الأولى التي أعقبت ثورة السادس والعشرين من سبتمبر العام 1962.

5 - صحيفة "لا" اليمنية:
"محمد المحبشي" إذاعي مخضرم من الأوائل، وصاحب صوت يمتاز بُقدرة فائقة على جذب الأسماع عليه. 

6 - الشاعر الكبير "إسماعيل محمد الوريث":
لم أصدق ما جاء عبر الأثير .. عن رحيل الأخ العزيز، الأثيرِ
الزميل الذي تغرد حُباً .. ووفاءً، فمالهُ من نظير
والمذيع الذي له كل قلٍبٍ .. منزلٌ، حلهُ، بغيـض، الشعــورِ
راعني ما سمعت، مات الذي كان .. أنيقاً في النقد والتصــويرِ
وأميرُ البيان، في كلِ فنٍ .. وفتى القومِ، في دقيق الأمورِ
راعني ما سمعتُ، كان أخ الصفوِ .. نديماً، يديرُ كأس السرورِ
وافر القلبِ، بالمودة يلقا .. ك بصوتٍ عذبٍ، ووجه منيرِ
كيف أنسى يا ذكرياتي عهوداً .. جمعتنا في روضةٍ، وحبورٍ
أوّل الأمر، في الإذاعةِ يلقا .. ني بصدر رحبٍ وودٍ وفيرِ
ويدورُ الزمانُ والصحب كثرو .. ن غير أنّ الوفاء غيرُ كثيرِ
كلما خانني الزّمانُ، استداروا .. عن طريقي، وأوغلوا في النفورِ
وبنُ عبدالرّزاق ظلَّ صديقي .. ورفيقي وعمدتي، ونصيري
كيفَ أنسى رب الفصاحةِ في .. كلِ مجالٍ موفق التعبير؟
يا بن عبدالرّزاقِ، يا خير من هزَّ .. حنايا الورى، بصوتٍ جهيرِ
كنتَ للمُتعبين عوناً، وللعاني .. كفيلاً، وموئلاً للفقيرِ
وتميزت بالتواضعِ والإخلاصِ .. من دون منَّةٍ أو غرورِ
يا غزير الوداد، إن كنت قد سرتَ .. إلى ذمة الودود الغفورِ
وترجّلت عن حصان الأماني .. وحياة مليئة بالشرورِ
فلقدْ خلّف ارتحالُك وجداً .. وشجوناً تضجُ خلف الصدورِ
كيف ننساك، يا نسيم الصباحا .. تِ وقنديل العشق في الديجورِ
ليس من مات، وهو أعتى من .. الموتِ كمن مات وهو ملءُ الضمير
لم تزل في القلوب حيّاً وإنْ وا .. روك تحت الثرى، وبين القبورِ
خِفةُ الظّل تلك فينا أريجٌ .. أينَ مِنْ طيبها شذىُّ العطورِ
وسجاياك ماثلاتٌ كأنّا .. ما فقدناك، ذاتَ يومٍ مطيرِ
نمْ قريرَ العينين فالعيش مرٌ .. في مُحيط العروبةِ المحصورِ
واسترح بعدما وقفت طويلاً .. تستحثُّ الخُطى لأمرٍ خطيرِ
وتنادي إلى اجتثاث العمالاتِ .. ونبذ الهوى ومدّ الجسورِ
كُنت صوتاً مجلجلاً يتحدى .. رهبةَ الصمتِ، في الفضاءِ الكبيرِ
إنما يا أخي محمد كان الغزو قد .. مدّ ظلّهُ في البحورِ
قبل أن يحرق النخيل ويجتث .. المراعي في الموطنٍ المغرورِ
كان كالداء وهو أكبر داءٍ .. قدْ تفشّى في جلدنا كالبثورِ
أيها الصادحُ المغرد يا حزمة ضوءٍ .. وموجة من عبيرِ
قد يقولون ما المذيع سوى حامل .. ختم، و"مكرفون" أميرِ
ولسانٍ للحاكمين يُغطي .. كلّ عيب فيهم، وكلّ قصورِ
ما دروا أنّ في المذيعين من يبغي .. من يبقى محلّ الثناءِ والتقديرِ
وَهَبَ العمر كله لمُحبيهِ .. وشفته حِدة التفكيرِ
ولأنت المثال ماكنت يوماً .. ظلَّ باغٍ، أو نافخ في الصُّورِ

7 - الشاعر الكبير "عباس الديلمي":
قرابة رُبع قرن، وأنا لا أستعذب سماع ما أكتبه إلاّ بصوت زميلي المرحوم المذيع المبدع "محمد المحبشي"، وبعد رحيل ذلكم الصوت هل اقول "لقد كُسر جناحي"؟
هذا ما أستطيع قوله باختصار
أما الدمعة الأولى فكانت هكذا؟
وأنت محمد
كفَ المنون رمت، فلا سلمت يد
غير التي عند المكاره تُحمد
من لي بقلبٍ عند هول فجيعةٍ
كفجيعتي بمحمد يتجلّد
لا صبر لي بعد الفراق وكيف بي
أنساك، أو أسلو وانت محمد
تأتي المصائب كالجبال عظيمة
لكنها تبلى، يُصغرها غد
إلاّ المصاب بفقد مثلك انه
في كل يوم حزنه يتجدد
كسرت جناحي رمية عن غرة
يا للمنون الصم كيف تسدد
فأنا الجريح وهل رأيتم طائراً
غرداً يطير به جناح مفرد
ستظل في قلبي رفيق محبةٍ
يا شجو سرب للجمال يغرد

السبت، 11 مارس 2023

فضيلة القاضي العلامة عبدالرزاق بن عبدالله بن حسين بن عبدالرحمن بن حسين بن عبدالوهاب المحبشي



عالم مُجتهد، فقيه مُحقق، قاضي، إداري، مرشد، مُفتي.

مولده بشهارة في جمادى الثاني 1348هـ، الموافق نوفمبر 1929، ووفاته بالمحروسة صنعاء في يوم الجمعة 16 جمادى الثاني 1410 هـ، الموافق 12 يناير 1990.

التحصيل العلمي:

أخذ تعليمه الديني عن كوكبة من علماء شهارة وحجة وصعدة وساقين والدريهمي.

درس بعضاً من أجزاء القرآن الكريم بالمدرسة العلمية في شهارة لدى السيد محمد مصبح، والحاج عبدالله أحمد الخدري.

انتقل مع والده كحلان الشرف بمحافظة حجة، فأتم فيها دراسة القرآن الكريم لدى الحاج مسعد عبده، والحاج عائض بن علي موانس، وشرع بعدها في حفظ وتغييب مجموع المتون لدى والده.

عاد إلى شهارة ثانية، ماكثاً فيها أربعة أعوام، أكمل خلالها دراسة مجموع المتون لدى العلامة علي بن محمد بن عبدالله المتوكل، وبعضاً من أصول وفروع العلوم الشرعية لدى كوكبة من علمائها.

في الـ 12 من عمره انتقل الى صعدة مع أخويه العلامة الزاهد عبدالكريم بن عبدالله المحبشي - من مواليد شهارة في العام 1345هـ، الموافق 1926 - والعلامة فتح الله بن عبدالله المحبشي، واللذان لازماه في كافة مراحله التعليمية، ماكثاً فيها أربعة أعوام، تمكن خلالها من دراسة علوم النحو - متن الأجرومية وقطر الندى وبل الصدى - والجزء الأول وأكثرية الثاني من شرح الأزهار لدى العلامة أحمد بن عبدالواسع الواسعي، وعلوم التوحيد في العقيدة - الثلاثين مسألة، وكنز الرشاد، وسبيل الرشاد في معرفة رب العباد لدى السيد العلامة محمد بن حسن الوادعي الحسني بهجرة ساقين، وكافل لقمان في أصول الفقه لدى العلامة عبدالله سهيل، والفرائض في علم المواريث لدى العلامة أحمد مرق، وحاشية الحاجب في النحو لدى العلامة عبدالكريم علي الرازحي، وقواعد الإعراب في النحو لدى العلامة محسن بن عبدالرحمن المحبشي، ومجموع المتون إعادة لدى العلامة محمد بن حسن بن حسين المحبشي، والتجويد لدى العلامة علي المراني.

انتقل بعدها إلى مدرسة حورة بمدينة حجة، ماكثاً فيها أربعة أعوام، درس خلالها بقية أجزاء شرح الأزهار وكافل لقمان إعادة وكامل الطبري لدى العلامة يحيى قاسم العزي، وحاشية الحاجب إعادة لدى العلامة يحيى بن محمد الجرباني، والمعاني والبيان في علوم البلاغة لدى العلامة عبدالله الجوبي.

عاد إلى شهارة للمرة الثالثة عقب تأسيس مدرستها العلمية رسمياً، فدرس فيها شرح الأزهار والعُمدة وسُبل السلام وغاية السؤال لدى العلامة يحيى بن يحيى الأشول، والكشاف في تفسير القرآن وعلومه، والمناهل، وصحيح البخاري لدى العلامة محمد بن قاسم الوجيه، والشرح الصغير في المعاني والبيان والبديع ومُغني اللبيب لدى العلامة حسن حرب.

وممن أخذ عنهم في مدينة الدريهمي من أعمال محافظة الحديدة: العلامة عمر بن عبدالله فاشق، والعلامة يحيى بن عمر الضرير، عندما كان حاكماً فيها بعد وفاة حاكمها عام 1376هـ، الموافق 1956.

السجل الوظيفي:

مارس خلال مسيرته العلمية التدريس والتدريب على أعمال القضاء رغم انشغاله بالدراسة، فدّرس الفرائض في علم المواريث والتاج المذهب في أحكام المذهب وقطر الندى وشرح الأزهار لطلاب المدرسة العلمية بشهارة، وتدرب على أعمال القضاء لدى حاكم مدينة حجة العلامة يحيى بن حسين المحبشي - عمه لأبيه - وحاكم لواء صعدة العلامة عبدالرحمن بن حسين المحبشي - عمة لأبيه - وهو لا يزال في العقد الثالث من عمره وقتها.

انتسب إلى سلك القضاء في العام 1376هـ، الموافق 1956، وعمره لم يتجاوز ألـ 27 عاماً، وحتى العام 1411هـ / 1990، مانحاً القضاء والعدالة 34 عاماً من عمره، تنقل خلالها في العديد من محاكم محافظة الحديدة.




العهد الملكي:

1 - حاكم الدريهمي، 1376هـ/ 1956، بتزكية من حاكم الحديدة وقتها القاضي محسن بن عبدالرحمن المحبشي، نالت استحسان وموافقة الإمام أحمد بن يحيى حميد الدين بموجبها تم استقدامه إلى صنعاء للاختبار من خلال العمل في القصر الملكي، وبعد مُضي ثلاثة أشهر صدر قرار تعيينه، ماكثاً فيها 14 عاماً، منها 7 أعوام في العهد الملكي و7 أعوام في العهد الجمهوري.
2 - تصريف أعمال محكمة الحديدة خلال فترات غياب القاضي محسن المحبشي.

العهد الجمهوري:

1 - حاكم مدينة المنصورية، أربعة أعوام.
2 - حاكم ناحية كسمة، شهر ونصف.
3 - عضو محكمة الحديدة الأولى، ستة أشهر.
4 - رئيس محكمة المراوعة، أربعة أعوام.
5 - رئيس محكمة السلفية من أعمال ريمة، ثلاثة أشهر.
6 - رئيس محكمة المنصورية ثانية، حتى العام 1979.
7 - تصريف أعمال محكمة السخنة بسبب وفاة حاكمها، عامين.
8 - رئيس المحكمة الجنوبية بالحديدة عقب تأسيس نيابة استئناف لواء الحديدة في 19 ربيع الثاني 1400 هـ، الموافق 6 مارس 1980، وظل فيها حتى العام 1989.
10 - رئيس الشعبة الثالثة - أحوال شخصية - بمحكمة استئناف الحديدة حتى وافته المنية.
11 - قاضي الأهِلّة بالحديدة، "1980 - 1990".
12 - قاضي الأمور المستعجلة في شهر رمضان بالحديدة، "1980 - 1990".

وإليه يعود فضل تحديد دخول وخروج شهر رمضان، إلى أن وافته المنية.


أولاده:

 محمد - كاتب محكمة، عبدالولي، فؤاد.

مراجع ذُكر فيها العلم:

1 - أحمد عثمان مطير، الدرة الفريدة في تاريخ مدينة الحديدة، دار المصباح للطباعة والنشر، الحديدة، 1983، ص 174 - 175.
2 - النجل الأكبر للمترجم له محمد عبدالرزاق المحبشي.

فضيلة القاضي العلامة يحيى بن يحيى بن محمد الشبامي


 


عالم رباني، قاضي، فقيه مجتهد، مُفتي، مُرشد، أديب، مؤلف، سياسي، برلماني.

مولده بمدينة شبام كوكبان من أعمال محافظة المحويت في حدود العام 1350 هـ، الموافق 1932، ووفاته بالمحروسة صنعاء في يوم السبت 21 شوال 1438 هـ، الموافق 15 يوليو 2017.

عُرف بنهجه الإرشادي الجامع لقلوب الناس بمختلف توجهاتهم وتبايناتهم الفكرية والمذهبية والثقافية والسياسية .. وكان أباً للجميع، ومُحباً لفعل الخير، وتعهُد أصحاب الحاجة من الفقراء والمساكين، والسعي للإصلاح بين المتخاصمين.

كان صاحب وقار وبهاء وهيبة وابتسامة، ولا تخلو الطُّرفة من فمه، وخُطَبُه يأتي إليها الناس من أنحاء صنعاء، ومجلسُه لا يُمل، وحديثه يغسل القلوب، ويروي عطش النفوس.

جالس الوزراء والقادة والرؤساء والساسة، وكلُّ تلك المناصب والمكانة لم تَحُلْ بينه وبين التواضع، وخَفْض الجَناح، ولين الجانب، وتعهد أصحاب الحاجة، ومخالطة البُسطاء.

التحصيل العلمي:

درس لدى كبار علماء شبام وصنعاء والروضة وتعز، منهم:

العلامة حسن بن أحمد الحيمي، العلامة أحمد بن قاسم الناصر، العلامة علي بن شمس الدين الناصر، العلامة لطف بن إسماعيل الفسيل، العلامة علي بن أحمد الهيصمي، العلامة محمد بن علي بن أحمد الهيصمي، أحمد بن علي بن أحمد الهيصمي، ..، ألخ.

حفظ القرآن الكريم وهو لا يزال في الـ 12 من عمره، وفاق أترابه ذكاءاً وفطنة وعلماً، حتى صار الغرة الشاذخة في أعيان عصره.

ويُعدُ امتداداً لمدرسة ابن الوزير، وابن الأمير الصنعاني، والمُقبلي، والجلال، والكوكباني، والشوكاني، وأحد أعلامها المجددين في عصره الى جانب القاضي العلامة محمد بن إسماعيل العمراني.

ظل مسجده ومجلسه عامرٌ بالدروس الدينية حتى اللحظات الأخيرة من حياته، وتخرج على يديه مئات العلماء.

 لخُطبه الدينية وقعها في قلوب المستمعين، بما فيها من فخامة الألفاظ، وتنوع الصور البلاغية من سجع وخلافه، وغزارة المعرفة الدينية والثقافية، وقد تشرفنا بحضور بعضها. 

السجل الوظيفي:

تولّى العديد من المناصب في مجال القضاء والإدارات العامة في خولان وتعز وصنعاء والحديدة.

تبوأ مكانة عالية في الدولة، وشغل العديد من المناصب الرفيعة فيها، منها:

1 - عضوية مجالس الاستشاري والشورى والنواب.
2 - رئيس لجنة العدل والأوقاف بمجلس النواب.
3 - وكيل وزارة الأوقاف برتبة وزير.
 4 - مستشار وزارة الأوقاف، وهو أخر منصب تولاه قبل وفاته.

كان له دور محوري في تفعيل التعاونيات خلال سبعينيات القرن العشرين، وله بصماته في تقنين القوانين بمجلس النواب، وحتى بعد تركه المجلس، كانت اللجان البرلمانية المختصة لا تستغنِ عن أخذ أرائه ومشورته.

الأنشطة الاجتماعية:

1 - عضو جمعية علماء اليمن.
2 - عضو هيئة علماء اليمن.

الإنتاج الفكري:

1 - "الفجر المنير "على شواهد فتح القدير للإمام محمد علي الشوكاني، 12 مجلداً. 
2 - "مفاتيح الأسرار" تخريج وتحقيق وشرح أحاديث كتاب "فتح الغفار".

له العديد من القصائد في مجالات متنوعة، وترك كم كبير من الخُطب والمحاضرات الدينية المُسجلة.

قالوا عنه:

1 - "صالح الصماد" - الرئيس الأسبق للمجلس السياسي الأعلى بصنعاء: 

القاضي الشبامي مثالاً للعالم الجليل والقاضي الزاهد الحريص على تحقيق الإنصاف والعدل بين الناس، وكما عرفناه أثناء أدائه لمهامه الوطنية التي كُلف بها فقد كان مثالاً يُحتذى به في الإخلاص والتفاني في أداء مهامه، كما كان خلال رحلة عطائه الطويلة مُفعماً بحُب الواجب، مُنتصراً للحق والعدل، مُغلباً مصالح الوطن والشعب على المصالح والاعتبارات الأخرى.

2 - الدكتور "عبدالعزيز بن حبتور" - رئيس الوزراء بحكومة صنعاء:

لقد خسر الوطن برحيل القاضي الشبامي واحداً من علمائه الإجلاء الذين كان لهم دور مشهود في تكريس روح التسامح والوسطية والاعتدال في أوساط المجتمع، ومواجهة الفكر المتطرف، والوقوف في وجه كل الدعوات الهدّامة لوحدة المجتمع وسكينته العامة.

3 - القاضي "شرف القليصي" - وزير الأوقاف والإرشاد الأسبق: 

القاضي الشبامي من العلماء والقُضاة التُقاة العدول الذين تميزوا بالوسطية والاعتدال.

4 - الشيخ "محمد الصادق":

صَهٍ لِلشِّعْرِ أو نَظْمِ الكلامِ .. فنَظْمُ القَلْبِ أَوْلَى فِي الشبامِي 
هو المَشغوفُ بالآثارِ دَوْماً .. وبالأَخبارِ عن خَيْر الأَنامِ 
وبالتذكِيرِ والتدرِيسِ دَهْراً .. وبالطاعاتِ عامًا بعدَ عامِ 
وبالإِنكارِ إنْ فَشَتِ المعاصي .. ولا يَخْشَ تَقَاريعَ الملامِ 
وبالأَسفارِ للتبليغِ نَشْراً .. وتَقريباً إلى دارِ السلامِ 
له الأَسفارُ خطَّتْها يَمينٌ .. وتَنْتَظِرُ الشروقَ على الكِرامِ 
وإنْ حصَلَ التَّبايُنُ فِي أُمُورٍ .. فإنَّ الوُدَّ أقْوَى فِي الدَّوامِ 
سَمِعْتُ لِمَوْتهِ سَببًا وفَأْلاً .. بِهِ تُرْجَى الشَّهَادَةُ في الخِتامِ 
وتَشْييعُ الجُموعِ لَهُ دَليلٌ .. كَمَا قَدْ صَحَّ عن سَلَفٍ كِرامِ 
سألْتُ اللهَ يَغْمُرهُ بعَفْوٍ .. ويَغْمُرنا كأَمطارِ الغَمَامِ


أولاده: 

عبدالرحمن - نائب سابق للمدير العام للشؤون التجارية ومستشار المؤسسة العامة للاتصالات، محمد، عبدالعزيز - مستشار المؤسسة العامة للاتصالات، مطهر - موظف إداري برئاسة الجمهورية، إبراهيم - محامي وموظف بالمؤسسة العامة للاتصالات، رضوان، أمين.