(1349 هـ/ 1928 م - 1431 هـ/ 2010 م)
ضابط برتبة لواء، مُعلم ومُدرب عسكري، إداري، مُناضل وثائر سبتمبري.
مولده بصنعاء في حدود العام 1349 هـ، الموافق 1928، ووفاته في يوم الثلاثاء 8 شعبان 1431 هـ، الموافق 20 يوليو 2010، ومواراة جثمانه الطاهر في صباح الأربعاء 9 شعبان 1431 هـ، الموافق 21 يوليو 2010.
من الرعيل الأول لثورة 26 سبتمبر 1962، وأحد مُناضلي ثورة 1948 وحركة 1955، وحصار السبعين "نوفمبر 1967 - 7 فبراير 1968"، وأحد المشاركين في تأسيس الكلية الحربية وكلية الطيران وكلية الشرطة ومدرسة الأسلحة خلال فترة الحكم الملكي، ومن المعلمين الأوائل فيها.
تسبب سجله النضالي الزاخر وصرامته العسكرية في تنفيذ المهام الوطنية الموكلة له، في إقصاء نظام "علي عبدالله صالح" له، وإحالته للتقاعد الإجباري، منذ اليوم الأول لحكمه 1978.
وهو من الشخصيات الوطنية والنضالية المغمورة والمظلومة، وتعرض للغمط والتجاهل من قبل مُدوني تاريخ ثورة 26 سبتمبر 1962، رغم أنه من أساتذتها الأوائل، وأحد أباءها الروحيين.
تأصيل أُسري:
آل النِّهمِي، بكسر النون المشددة وسكون الهاء، قبيلة من بكيل وبطن من همدن، جدهم الجامع، نِهمُ بن عمرو بن ربيعة بن مالك بن معاوية بن صعب بن دَومان بن بكيل بن جُشم بن خّيوان بن نوف بن همدان، مساكنهم شمال شرق المحروسة صنعاء، منهم بيوت كثيرة في مناطق متفرقة من اليمن، منها: صنعاء الأمانة والمحافظة، حجة، مآرب، إب، عمران، ذمار، تعز .. ألخ
من أعلامهم بالمحروسة صنعاء:
1 - أبو الفتح بن القاسم بن أبي عمرو النِّهمِي - عالم فاضل، وفاته بعد العام 656 هـ، تولى القضاء للإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة، والوزارة للإمام المهدي أحمد بن الحسين المتوفي عام 656 هـ، وهو من الشخصيات المعمّرة.
2 - حسن بن أبي الفتح بن أبي القاسم بن أبي عمرو النِّهمِي - فقيه وعالم فاضل، وفاته في القرن السابع الهجري، كان من أعوان أحمد بن الحسين، وصفه أبو الرجال بالعالم الكبير، وهو ابن عم الفقيه والعالم الزاهد إبراهيم بن أبي المحاسن النهمي، من مؤلفاته: الإنشاء البليغ المتضمن لغرائب البلاغة، ورسالة إلى المسلمين في شأن أحمد بن الحسين.
3 - عبدالله بن محمد النِّهمِي - مهندس اتصالات، من المهام التي شغلها: رئيس المؤسسة العامة للاتصالات.
4 - عبدالهادي النِّهمِي - من أعلام القرن الثاني عشر الهجري، وهو من مشائخ نعيمات نهم، تزوج المتوكل القاسم بن الحسين بن المهدي ابنته، وشغل أولاده مناصب رفيعة في دولة القاسم، منهم ولده علي بن هادي النهمي - مسؤول مخزان دار الجامع الكبير، وأحمد بن علي بن هادي النهمي - مولده في العام 1130 هـ وفاته في 12 ربيع الثاني 1186 هـ، وهو فقيه وعالم فاضل وأديب وشاعر ووزير، تولى الوزارة للمهدي العباس بن الحسين أكثر من 25 عاماً، وعبدالله بن أحمد بن علي بن هادي النهمي - وفاته بضاحية حدة في جمادى الأولى 1196 هـ، وهو فقيه ووزير وقائد عسكري، تولى الوزارة بعد والده، وكان مِقداماً شُجاعاً خرج مع المنصور علي بن المهدي عباس لمناجزة القاضي عبدالله البرطي ومن معه من قبائل برط في حدة وقُتل في تلك الوقعة، ومحمد بن أحمد بن هادي النهمي - عالم فاضل ولغوي وفاته في ربيع الأول 1183 هـ، وعبدالله بن إسماعيل بن حسن بن هادي النهمي - عالم فاضل وشاعر ومُدرس، مولده بالمحروسة صنعاء بعد العام 1150 هـ ووفاته بعد العام 1228 هـ من أبرز من أخذ عنه محمد بن علي الشوكاني كان والده حاكماً على صنعاء، وعلي بن إسماعيل بن حسن بن هادي النهمي - عالم فاضل، مولده في العام 1170 هـ ووفاته عام 1232 هـ، ومحمد بن إسماعيل بن حسن بن هادي النهمي - فقيه وفلكي، وفاته عام 1208 هـ.
5 - قنّان بن عبدالله النِّهمِي - شخصية قيادية تاريخية.
6 - محمد بن داود النِّهمِي - عالم فاضل ومُدرس، وفاته في القرن العاشر للهجرة، وصفه أبو الرجال بشيخ المحققين.
7 - محمد بن صالح النهمي - عالم فاضل وخطاط، مولده في العام 1170 هـ ووفاته في العام 1251 هـ، كان والده شيخ القُراء بالمحروسة صنعاء في عصره.
8 - محمد بن علي بن حسين النِّهمِي - ضابط في وزارة الدفاع اليمنية برتبة لواء، وهو من ثوار ثورة 26 سبتمبر 1962، من الأعمال التي شغلها: أمين عام المجلس المحلي الأول بمدينة صنعاء، سكرتير منظمة مناضلي الثورة اليمنية.
9 - محمد بن محمد النِّهمِي - من الضباط الذين ساهموا في الدفاع عن ثورة 26 سبتمبر 1962، وهو أحد ال الذين رافقوا الثائر السبتمبري علي عبدالغني في الحملة على مأرب إلى جانب اللواء محمد بن عبدالله صالح.
10 - صاحب الترجمة.
ومن أعلامهم في محافظة صنعاء:
1 - حميد بن عبدالله بن موفق النهمي - عضو محلي بني الحارث 2001.
2 - سلمان بن علي النهمي - من أعلام بني حشيش، وفاته بعد العام 800 هـ.
3 - عبداللطيف بن محمد بن علي بن أحمد النهمي - عضو محلي بني حشيش 2006.
4 - ناجي بن علي النهمي - تربوي ببني سحام خولان، وفاته عام 2005.
ومن أعلامهم في ذمار:
1 - أحمد بن صالح بن محمد النهمي - أديب وشاعر وأستاذ ومُحاضر جامعي، من أعلام جهران، وفاته في يوم السبت 21 شوال 1441 هـ الموافق 13 يونيو 2020، من المهام التي شغلها: رئيس قسم اللغة العربية بكلية الآداب في جامعة ذمار.
2 - عبدالعزيز النهمي - شيخ قبلي بعنس، وفاته عام 1997.
3 - محمد بن عبدالولي بن عبدالله بن هادي النهمي - عضو مجلس النواب 1997 و2003 عن ضُوران آنس، مولده عام 1969.
4 - محمد بن علي النهمي، عالم زاهد، من أعلام أطيان ذمار، عاش في القرن الهجري الثامن، من العلماء الذين أخذ عنهم إبراهيم بن أحمد الكينعي المتوفي عام 793 هـ.
5 - هلال بن ناصر بن محمد بن أحمد بن حسين النهمي - عضو محلي جَهران 2006.
ومن أعلامهم في إب:
1 - درهم بن عبدالله بن أحمد النهمي - عضو محلي المخادر 2001.
2 - يحيى بن محمد بن نعمان بن شريان النهمي - عضو محلي حُبيش 2001 و2006.
ومن أعلامهم في تعز: عبدالملك بن حميد بن قائد بن عائض النهمي – تربوي بأيفوع أعلا شرعب.
ومن أعلامهم في حجة:
1 - محمد أحمد النهمي - أمين محلي نجرة، حصل على درجة الماجستير بامتياز من كلية التجارة والاقتصاد بجامعة صنعاء عن رسالته الموسومة بـ "المعوقات البيئية وأداء المجالس المحلية - دراسة ميدانية على المجالس المحلية بمحافظة حجه" في 26 أغسطس 2016.
2 - منصور بن حمود بن يحيى النهمي - شيخ قبلي ببني العوام.
وآل النُهمي، بضم النون المشددة وسكون الهاء بطن من قبائل بّجيلة وقُضاعة.
وآل النُهَمي، بضم النون وفتح الهاء بطن من قبائل عامِر بن صَعصَعَة.
ونُهَم، بضم النون وفتح الهاء بطن من قبائل حجور الحاشدية بحجة، جدهم الجامع: نُهَم بن عُبيد بن أوام بن حجور.
والنهمي، قرية وبلدة بعيال يزيد عمران.
ونِهم السِّر، بكسر النون بلدة في بني حشيش من أعمال محافظة صنعاء.
التحصيل العلمي:
درس تعليمه الأولي بكتاتيب جوامع المحروسة صنعاء.
التحق قبل ثورة 1948 بالكلية الحربية في صنعاء، وكان في طليعة الضباط المتخرجين منها.
السجل الوظيفي:
أُسندت له العديد من المهام الوطنية، في العهدين الملكي والجمهوري.
أولاً: العهد الملكي:
1 - مُعلم ومُدرب بكلية الشرطة في تعز، برتبة ملازم، "1954 - مارس 1955".
2 - مُدرب وقائد سرية في فوج البدر، سبتمبر 1956.
3 - ضابط تدريب وقائد سرية في الكلية الحربية وكلية الطيران بصنعاء، 11 يناير 1959.
4 - ضابط ومُدرب بمدرسة الأسلحة، برتبة مقدم، "1959 - مايو 1960".
5 - ضابط في الحرس الملكي التابع للأمير محمد البدر بن أحمد حميد الدين، يونيو 1960.
ثانياً: العهد الجمهوري:
1 - مدير ومُؤسس إدارة التموين العسكري.
2 - قائد سلاح المُشاة
3 - نائب قائد لواء صعدة.
4 - قائد منطقة رازح بصعدة.
تم اختياره لقيادتها بسبب أهميتها الحدودية مع السعودية، وتواجد "محمد البدر" فيها.
خاض فيها معارك عنيفة ضد الملكيين، ومن رفاق الكفاح المسلح: المقدم عبدالكريم السكري.
5 - قائد لواء "النصر" بالحيمة الداخلية.
6 - مدير العمليات الحربية، 7 مايو 1966.
7 - نائب رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة للشؤون الحربية، وترقيته إلى رتبة عقيد، 12 أكتوبر 1966.
قاد بعد تعيينه مباشرة، حملة عسكرية ضد الملكين في آنس، 10 ديسمبر 1966.
8 - قائد لواء رداع، خلفاً للرائد علي حمود الجبرتي، 18 نوفمبر 1967.
صدر قرار تعيينه في اليوم الأول لبدء حصار السبعين، وكانت رداع يومها تحت حكم الملكيين، فخاض معهم معارك ضارية، وبعد أيام من استقرار الوضع فيها تم استدعائه إلى صنعاء.
9 - قائد القطاع الشمالي للعاصمة صنعاء - همدان، خلال حصار السبعين، خلفاً للمقدم عبدالله صبره، 8 فبراير 1968.
خاض في هذا القطاع معارك ضارية ضد الملكين، ومن الضباط العاملين تحت إمرته في تلك المواجهات: المقدم مفلح الحربي، والمقدم حسين كويل، والعقيد علي عبدالله صالح.
ومن سخرية القدر أن من كان يعمل تحت إمرته، تنكر له بعد وصوله إلى الحكم في العام 1978، وكان أول قرار أصدره تحويل قائده إلى التقاعد الإجباري تحت شعار "خليك بالبيت".
ومن المهام التي أسندت له: قائد معسكر البقع بصعدة.
السجل النضالي
لعب أدواراً بارزة في كافة مراحل الفعل الثوري السبتمبري "1948 - 1962"، مُدرساً ومُدرباً عسكرياً وقائداً ومُنسقاً ومُوجهاً ثورياً.
وكانت له صولات وجولات في الأحداث التي أعقبت الثورة السبتمبرية "1962 - 1968"، وما تخللها من جهود مُضنية لتثبيت دعائم النظام الجمهوري الوليد.
ثورة 1948:
انخرط وزملائه بالكلية الحربية في صفوف ثورة "عبدالله الوزير" عام 1948، وجرى توزيعهم على المواقع الهامة في مدينة صنعاء، وضواحيها، وتسبب فشلها في اعتقال المشاركين فيها، فزُج به وزملائه في سجن "العُرضي" أو ما يُسمى بحوش "دهاق"، ووجه الإمام بإغلاق الكلية الحربية ومدرسة المخابرات "الإشارة".
ومن أبرز المُعتقلين الضابط العراقي "جمال جميل" - وهو الدينامو المُحرك والمُخطط للثورة.
حكم النظام الحاكم حينها بإعدامه وكل المشاركين فيها، وفي اليوم الأول للتنفيذ، أخذ الجنود كل المحكومين بما فيهم صاحب الترجمة إلى ساحة "شرارة" - ميدان التحرير حالياً، لمشاهدة إعدام زميلهم "جمال جميل"، ليكون ذلك رادعاً لهم.
وبعد مراجعات وتوسلات أُسرهم، وافق الأمير "الحسن بن يحيى بن محمد حميد الدين" على إطلاق سراحهم، شريطة قيامهم بشق طريق سيارات في "حاشد"، وبالفعل نقلوهم إلى قرية تقع خلف منطقة "الغولة" لمباشرة العمل.
استمروا في ذلك قرابة العام، ووصلوا إلى منطقة "حوث"، وحينها زارهم الأمير "الحسن"، وطلبوا منه إجازة عيدية، فوافق شريطة الرجوع لعملهم.
بعد انتهاء الإجازة رفضوا العودة إلى حاشد، فقرر التخفيف عنهم ونقلهم للعمل في مطار صنعاء تحت إشراف قائد المدفعية حينها "حمود رشدي".
أثناء عملهم في المطار، تمكنوا من الفرار إلى "تعز"، على دفعات، فاستقبلهم الإمام "أحمد بن يحيى حميدالدين"، ووضعهم تحت رقابة شديدة.
وهناك نصحه بعض مُستشاريه بتشتيت وتفريق وتوزيع تلك الكوكبة من ثوار 1948، من أجل إضعافهم، ومنعهم من التفكير في الأعمال الثورية مرة أخرى، فوزع بعضهم على الصحة والبعض على الزراعة ونقل بعضهم إلى الطيران، وأرسل مجموعة منهم إلى مصر، ووزع من تبقى منهم وهم الأكثرية على سرايا الجيش النظامي، المنتشرة في مناطق متفرقة من البلاد.
بقي صاحب الترجمة، ومحمد علي الأكوع، وحسين الغفاري، وعلي الحاضري، وأخرون، في "تعز"، وهناك جمعتهم الأقدار ببعض زملائهم من خريجي الكلية الحربية، منهم: هادي عيسى، ومحسن الصعر، وحسن الجناتي، وعلي زيدان، وأحمد الدفعي، وقائد معصار، وشرف المروني، وأحمد الثلايا، فاستغلوا تلك اللقاءات الحميمية لمناقشة الأوضاع التي تمر بها البلاد، وطُرق الخلاص، وكان لذلك الفضل في التمهيد لحركة 1955.
حركة 1955:
احتضنت مدينة "تعز" قبل حركة 1955 بفترة وجيزة، فعاليات عيد "النصر"، ووقع الاختيار على صاحب الترجمة لإلقاء كلمة الجيش بحضور الإمام "أحمد".
استغل الموقف وضمّنها بعض التلميحات عن الأوضاع المُزرية التي يعيشها الجيش النظامي، وكان بجواره "أحمد الثلايا"، فغضب الإمام، ووجه له إنذار بالموت.
في العام 1374 هـ، الموافق 1954، اُفتتحت كلية الشرطة بتعز، وتم تعيينه مُعلماً فيها، واستمر في التدريس حتى قيام حركة 1955.
وضمت تلك الكلية كوكبة من الضباط الوطنين، منهم: أحمد الثلايا، ويحيى الرازقي، وأحمد الرحومي، ويوسف الشحاري، وعلي السلال، ومحمد مرغم، وعلي علاية، وصالح الأشول، ومن أستاذتها: محسن الصعر، وعلي زيدان.
في يوم الأربعاء 7 شعبان 1374 هـ، الموافق 30 مارس 1955 انخرط بصفوف حركة 1955، رغم معارضته لتوقيت انطلاقتها.
فشلت الحركة الثورية بسبب بقاء الإمام "أحمد" في قصره بما فيه من إمكانيات، وتبعتها ملاحقات واعتقالات واسعة للثوار، وصدرت أحكام بإعدام العديد منهم، أبرزهم: أحمد الثلايا، حسين الجناتي، علي السمة، أحمد الدفعي، محسن الصعر، قائد معصار، محمد القحوم، الشيخ علي المطري، محمد عبدالقادر، عبده باكر ..ألخ.
ولحُسن حظ صاحب الترجمة تم استدعائه إلى ساحة الإعدام مع الدفعة الأخيرة من الضباط الأحرار، غير أن مصادفة حلول شهر رمضان في اليوم الثاني لتنفيذ أحكام الإعدام واعتذار الإمام "أحمد" عن الحضور في ذلك اليوم، كان له الفضل في نجاته ومن تبقَ من زملائه من الموت، ومن رفاقه الناجين: علي محمد الربيدي، حسين الغفاري، عبدالملك السمة - ضابط صحي، ومن المدنيين: القاضي حسين العنسي، السيد محمد الحكيم.
وفي أوائل العام 1375 هـ الموافق أكتوبر 1955، صدرت التوجيهات بالإفراج عنهم.
بعد نجاته من مقصلة السياف، غادر مدينة "تعز" بمساعدة بعض رفاقه في الشُعبة العسكرية، وتوجه إلى صنعاء، وفيها التقى ببعض زملائه العائدين من مصر، منهم: المقدم لطف الزبيري، المقدم عبدالله صبره، المقدم عبداللطيف ضيف الله، علي سيف الخولاني، محمد المأخذي، وتدارس معهم أسباب الإخفاق في حركة 1955.
فوج "البدر":
في صفر 1376 هـ، الموافق سبتمبر 1956 صدرت التوجيهات بتشكيل فوج "البدر" من المناطق الغربية، وتعيينه وعدداً من زملائه فيه، منهم: عبدالله اللقية، محمد العلفي، حميد سوار، عبدالكريم السكري، حسين السكري، عبدالرحمن الترزي، عبدالله صبره، حسين الغفاري.
باشروا بعدها في تشكيل أول مجموعة للضباط الأحرار، على شكل مجموعات تعاونية، وخصصوا جُزءاً من مرتباتهم لمساعدة أي شخص منهم تحل به مصيبة.
وكان ضمن مجموعة: علي الربيدي، محمد الربيدي، محمد القادري، لطف الزبيري، وكلفت المجموعة "لطف الزبيري" ليكون همزة الوصل مع بقيت الأحرار وعلى رأسهم "محمد محمود الزبيري"، وأرسلت "محمد الربيدي" إلى "عدن" لشراء ماكنة لطباعة المنشورات.
نظمت تلك المجاميع داخل فوج البدر ومعها بعض السرايا النظامية مظاهرة صاخبة للمطالبة بضرورة تسليحهم وتسويتهم بالأخرين.
في منتصف الليلة الثانية للمظاهرة، تم خطف صاحب الترجمة ورفاقه من بيوتهم، ونقلهم مُكبلين إلى سجني حجة والمنارة، وأفرجت عنهم السلطات في ربيع الثاني 1378 هـ، الموافق أكتوبر 1958.
الكلية الحربية وكلية الطيران:
في نهاية العام 1958 استغل الأمير "محمد البدر" سفر والده إلى "روما"، فقرر إعادة إنشاء الكلية الحربية وكلية الطيران ودمجهما مع كلية الشرطة، غير أن الإمام "أحمد" بعد عودته وجه بإغلاقها.
وفي 2 رجب 1378 هـ، الموافق 11 يناير 1959 صدرت التوجيهات بتعيينه وعدداً من زملائه ضباط تدريب وقادة سرايا في الكلية الحربية وكلية الطيران، ومن زملائه: حسين السكري - كبير المعلمين، عبدالرحمن الترزي، عبدالكريم السكري، سعد الأشول، وتعيين حمود الجايفي مديراً لها.
وفيها تواصلوا مع طلابها المتميزين، وأضافوهم إلى الخلايا السرية الممهدة للثورة السبتمبرية، منهم: ناجي الأشول، محمد مطهر، حمود بيدر، علي الجايفي، علي عبدالمغني.
مدرسة الأسلحة:
في العام 1959، وما تلاه، وصلت للقوات النظامية أسلحة روسية متنوعة منها الدبابات والمدفعية، فجرت محاولة جديدة لتجميع الضباط الوطنيين الأحرار في الجيش والأمن، وتم إنشاء مدرسة الأسلحة، ونقله وعدداً من زملائه إليها.
الحرس الملكي:
في النصف الثاني من العام 1960 صدرت التوجيهات بنقله وبعض رفاقه للعمل بمقام "محمد البدر"، بسبب تزايد الشكوك حول توجهاتهم الثورية، وهناك تمكنوا من التنسيق مع زملائهم العاملين بالحرس، منهم: نائب قائد الحرس المقدم حسين السكري، علي النعامي، واستطاعوا معاً توظيف المعلومات الواصلة إلى "البدر" حول تحركات الثوار وأماكنهم وأسمائهم، وإبلاغ رفاقهم أولاً بأول من أجل أخذ الحيطة والحذر، والتخلص في نفس الوقت من جواسيس "البدر"، وإحباط محاولاتهم للإيقاع بالثوار.
اغتيال الإمام أحمد بن يحيى حميد الدين:
في يناير 1961، قام زملائه: عبدالله اللقية، محمد العلفي، محسن الهندوانة، بمحاولة لم يُكتب لها النجاح، لاغتيال الإمام "أحمد"، أثناء زيارته لبعض حرسه، أسعفوا إلى مستشفى الحديدة، بسبب انقلاب إحدى سيارات موكب الإمام، فأطلق الثلاثة النار عليه وأصابوه إصابة مباشرة، لكنه لم يمت، وألقي القبض عليهم، ونقلهم إلى "تعز"، وإعدامهم.
ثورة 26 سبتمبر 1962:
توالت الأحداث سراعاً، وتظافرت الجهود، وتوافرت الأسباب المُشجعة للثورة السبتمبرية، ليكون الانفجار الكبير في 26 سبتمبر 1962، وكانت لجهوده ورفاقه الأحرار خلال الفترة "1948 - 1961" عظيم الأثر في تفجيرها ونجاحها، وحماية النظام الجمهوري وتثبيت أركانه، والدفاع المستميت عن صنعاء خلال حصار السبعين.
وشارك عند قيامها وما تلاها من أحداث أرادت كبح جماح الفعل الثوري بعدة مناطق، منها: المنطقة الشرقية، الحيمة الداخلية، رازح، آنس، رداع، المنطقة الشمالية، همدان.
من أقواله:
ما من أحدٍ وعى ذهنه شيئاً من مفاهيم الحياة، والكرامة البشرية، والعدالة الإنسانية، يستطيع أن يخلُد إلى الاطمئنان والراحة في مجتمع تظافرت عليه قوى الشر، وتجمّعت حوله كل عوامل الإبادة والفناء.
أولاده: محمد، علي، خالد - مهندس له عدة ابتكارات علمية، عادل - مهندس، نبيل، عبدالله - طبيب، أحمد - طبيب، نجيب - مهندس.
مراجع ذُكر فيها العلم:
1 - أحمد بن صالح بن أبي الرجال، مطلع البدور ومجمع البحور، مكتبة أهل البيت للدراسات الإسلامية، طبعة 2004.
2 - إبراهيم المقحفي، موسوعة الألقاب اليمنية، الجزء السابع، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع - بيروت، الطبعة الأولى - 2010.
3 - عبدالسلام بن عباس الوجيه، أعلام المؤلفين الزيدية، الجزء الأول، مؤسسة الإمام زيد بن علي الثقافية، الطبعة الثانية - 2018.
4 - عبدالكريم بن محمد بن منصور السَّمعاني - وفاته عام 562 هـ، دار الكتب العلمية - بيروت.
5 - عبدالولي الشميري، موسوعة أعلام اليمن ومؤلفيه، مؤسسة إبداع للثقافة والآداب والفنون، الطبعة الأولى، 2018، تراجم رقم 613 و1404 و2684 و4139 و5541 و5605 و6873 و9022 و9195 و9460 و9601 و10262.
6 - علي بن عبدالكريم الفضيل، الأغصان لمشجرات أنساب عدنان وقحطان، مكتبة العزيزية - الرياض، الطبعة الثانية - 1995.
7 - علي بن محمد بن محمد بن عبدالكريم بن أبي الأثير الجزري - وفاته عام 630، اللباب في تهذيب الانساب، دار الكتب العلمية - بيروت.
8 - محمد بن علي بن محمد بن عبدالله الشوكاني، البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع، دار المعرفة - بيروت، نسخة إلكترونية.
9 - المهندس خالد يحيى النهمي، وريقات توثيقية عن حياة والده.
10 - مذكرات الباحث زيد المحبشي.