Translate

الثلاثاء، 19 مارس 2024

الإمام المُجدِّد لتُراث آل الرسول "مجدالدين المؤيدي"



عالم رباني مُجدد، فقيه مجتهد، مُفتي، مُرشد، مُدرس، مُؤلف.

مولده بقرية الرضمة، التابعة لمديرية برط العنان من أعمال محافظة الجوف في الأحد 26 شعبان 1332 هـ، الموافق 19 يوليو 1914، ووفاته بمدينة صعدة في مغرب يوم الثلاثاء 6 رمضان 1428 هـ، الموافق 18 سبتمبر 2007.
والرضمة هي دار الهجرة الأولى لزين العابدين في زمانه والده، انتقل إليها من ضحيان صعدة، من أجل ملازمة مقام الإمام المهدي لدين الله محمد بن القاسم الحسيني الحوثي.
تعمّر 96 عاماً، أنفق منها 70 عاماً في تدريس العلوم الشرعية وتأليف الكتب الفقهية والدينية الموسوعية، و50 عاماً في الحفاظ على التراث والفكر الزيدي، والإسهام في تشكيل هوية المدرسة الزيدية، وإعادة الحياة لها بعد أن حاول قادة حراك 26 سبتمبر 1962 إطفاء شُعلتها التنويرية، وصارت هذه المدرسة العلوية المحمدية بفضل جهوده وجهود طُلابه مقصداً للباحثين عن الحق والحقيقة والوسطية والإسلام المحمدي الخالي من شوائب التدجين والتطويع.
وهو من الأعلام المُجددين لدين الله ومُحيي الفرائض والسنن في بلاد اليمن، شبيه الإمامين الجليلين الهادي يحيى بن الحسين والقاسم بن محمد، وأحد أقطاب الزيدية الكبار، وأحد العلماء الربانيين الحسنيين العلويين الذين ذاع صيتهم في أنحاء اليمن وجزيرة العرب، ونالوا احترام وتقدير مختلف الشرائح العُلمائية والاجتماعية والفكرية.
وصفه العلامة "على بن محمد العجري" بـ "مغناطيس أصحاب الشريعة النبوية"، ووصفه العلامة "أمير الدين بن الحسين الحوثي" بـ "نقطة بيكار بني الحسن"، ووصفه العلامة "محمد بن الحسن العجري" بـ " كعبة المسترشدين"، وأجمع علماء عصره على أنه المُجدد الذي تحدثت الأحاديث النبوية عن ظهوره رأس كل مئة سنة، يُحيي به الله ما اندرس من معالم الدين.
كان طويل القامة، أقرب إلى الاعتدال بين النحافة والسمنة، أقنى الأنف، أبلج الوجه، أزج العينين، تام اللحية مع خِفة في العارضين، وكان له جبين أنور ووجه أزهر مشرق وابتسامة نبوية.
نشأ في ظل أسرة دينية وعلمية علوية ربانية كريمة، فوالده من المرجعيات الدينية في زمانه، وعلامة العترة الأطايب وربانيها، وكان كما يذكر السيد العلامة "الحسن بن محمد الفيشي"، "لا يُجَارَى في فضل، ولا يُسَامَى في نُبل، ولا تأخذه في الله لومة لائم"، ووالدته الشريفة العفيفة الطاهرة النجيبة الزاهرة، حليفة العبادة والزكاة والتقوى والاستقامة "أمة الله بنت الإمام المهدي محمد بن القاسم الحوثي".
واللافت جمعه بين شرف الانتساب إلى الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام من جهة الأب، وشرف الانتساب إلى الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام من جهة الأم، وبذلك حاز الشرفين، ونال المكرُمتين، وأعاد وصل من انقطع بين نسل السبطين عليهما السلام.

التحصيل العلمي:

عُرف بحُبه للعلم والمعرفة منذ نُعومة أظافره، وتفرُّغه التام للتعلم والتعليم، ومن شدة شغفه بالعلم كما يذكر مُجايليه حفظ متن "مرقاة الوصول في علم الأصول" للإمام "القاسم بن محمد"، وهو لا يزال في السابعة من عمره، ولم يبلغ مبلغ الرجال إلا وقد رقى في العلم أعلى منال ونال أعلى درجات ومراتب الاجتهاد، وصار الغُرة الشاذخة في أعيان عصره علماً وفضلاً وزُهداً وصلاحاً وورعاً وهداية واستقامة وأخلاقاً وجهاداً واجتهاداً، وأطلق عليه معاصروه لقب "المجدد"، ونال احتراماً واسعاً في اليمن وجزيرة العرب، وأصبح مرجعية للإفتاء فيهما.

أخذ العلوم الشرعية عن الكثير من المرجعيات الدينية الكبيرة في زمانه، منهم:

1 - والده.
2 - العلامة الحسن بن الحسين بن محمد الحوثي.
3 - العلامة عبدالله بن الحسن بن يحيى القاسمي.
4 - العلامة محمد بن إبراهيم المؤيدي الملقّب بابن حورية.
5 - العلامة يحيى بن صلاح المؤيدي.
6 - العلامة الحسن بن محمد سهيل.

وغيرهم من العلماء الأفاضل ونال، منهم إجازات عامة في مفهوم ومنطوق العلوم الشرعية وكذا في كُتبهم ومؤلفاتهم، وأجازوه فيما أجازهم مشائخهم، وأجاز طائفة واسعة من العلماء في مؤلفاته وما أجازه مشائخه.
كرّس حياته لطلب العلم وتدريسه والتأليف والوعظ والإرشاد، وله بصماته في مناطق كثيرة من اليمن، وخارجها، وتخرّج على يديه أجيال من العلماء الذي أصبح لهم تأثير كبير في محيطهم، ومن أبرز طلابه:

1 - العلامة بدرالدين بن أميرالدين الحوثي وأخواه الشهيدان عبدالكريم وحميدالدين.
ويُعد هذا العالم المجاهد الكبير ثاني مرجعية للزيدية في اليمن إلى جانب أستاذه الإمام مجدالدين المؤيدي، وترك للأمة الإسلامية وللزيدية ثروة معرفية كبيرة وسجل جهادي ناصع، وهو ترجمان القرآن الكريم بإجماع علماء الزيدية في عصره، تشرّفنا بحضور بعض محاضراته في جامع النهرين خلال بعض زياراته لصنعاء في تسعينيات القرن العشرين. 
2 - العلامة محمد بن عبدالعظيم الحوثي، تشرّفنا بزيارته في أواخر العام 1995 بمنزله في الطلح، وهو من العلماء الأجلاء، وأحد الموسوعات العلمائية التي لم يجد الزمان بمثلها في عصره، وهو من المرجعيات الزيدية في زمانه.
3 - السيد العلامة الحسين بن حسن الحوثي.
4 - العلامة علي بن عبدالله ساري الحسيني الحوثي.
5 - السيد العلامة الولي إبراهيم بن علي الشهاري، زرناه في منزله بسودان في العام 1997، وهو من العلماء الزاهدين صاحب كرامات وبركات ودعوات مستجابات.
6 - القاضي العلامة الحسين بن علي حابس.
7 - العلامة علي بن عبدالكريم الفضيل، وأخوه يحيى.
8 - العلامة الحسن بن محمد الفيشي، من أكثر العلماء مصاحبة لسماحته، ولكثرة ما أخذ عنه ولازمه كان يُطلق عليه الصاحب.
9 - القاضي العلامة صلاح بن أحمد فليتة، وهو رحمة الله عليه من المشائخ الذين أخذنا عنهم وأحد أعلام الجهاد والاجتهاد الذين كان لهم بصماتهم في الحراك الفكري الزيدي المعاصر.
10 - القاضي العلامة يحيى بن حسين سهيل.
11 - العلامة علي بن عبدالله الشهاري.
12 - القاضي العلامة صفي الدين أحمد بن محمد مرق.
13 - السيد العلامة عبدالرحمن بن حسين بن محمد شايم.
14 - العلامة عبدالرحمن بن علي الحمزي الصنعاني.
15 - أولاد الإمام مجدالدين المؤيدي، "الحسن، والحسين، وعلي، وإبراهيم، وإسماعيل"، وأولاد حسين بن مجدالدين "محمد وعبدالله"، وأولاد الحسن بن مجدالدين "محمد وعبدالوهاب وعبدالله وأحمد".
16 - ومن أشراف نجران: الحسين بن ربيع الله بن محمد دكّام، وأحمد بن محمد طالب، وولده الحسين بن أحمد طالب، وعلي بن محمد بن ربيع الله، وحسن بن محمد الهندي.

وأخذ عنه الكثير من مشاهير علماء صعدة وصنعاء وحجة وذمار وعمران والجوف، واستجازه جمعٌ كبير من العلماء الأعلام، ومن أبرز من استجازه:

1 - المولى العلامة أمير الدين بن الحسين الحوثي وأولاده وأولاد أخيه الحسن.
2 - العلامة الأوحد محمد بن محمد المنصور.
3 - العلامة الولي العابد الزاهد حمود بن عباس المؤيد.
4 - العلامة إسماعيل بن عبدالملك المروني.
5 - العلامة محمد بن الحسين حميد الدين.
6 - القاضي العلامة علي بن حزام العمراني.
7 - العلامة الدكتور المرتضى بن المحطوري.
8 - العلامة محمد رضا الحسيني الجلالي من العراق.
9 - العلامة عبدالله بن زيد المداني.
10 - العلامة محسن بن أحمد أبو طالب.

بعد حراك 26 سبتمبر 1962 رحل مع أسرته إلى نجران، وفيها قصده طلاب العلم، انتقل بعهدها إلى الطائف وفيها مارس نفس الدور الإرشادي والتعليمي، وظل يتردد ما بين نجران والطائف ومكة المكرمة والمدينة المنورة وجدة والرياض وصعدة وصنعاء، حتى استقر به المقام في نهاية المطاف بمنطقة "سودان" في بني معاذ من أعمال "سحار"، وفي كل مكان حل به تركة نفحة من بركاته في القلوب والأفئدة المتعطشة لفكر الآل الأطهار.
أشتهر بأسلوب مميز في تدريس العلوم الشرعية، وإيصال المعلومات إلى طلابه ومُستمعيه ومُحاوريه ومُناظريه، وتوضيحها، وتفهيمها، والصبر على طبع المعاني في قرارة نفوسهم، والتنازل إلى حد انهيال المناقشات والاعتراضات عليه، فيُرسل عليها أشعة أنواره وصِحاح علومه وأراءه، وكان له أسلوب رفيع في الإقناع والمحاججة.

السجل النضالي والتنويري:

أولاً: العهد الملكي:

سجل أول اقتراب له من السياسة في عهد الإمام "يحيى بن محمد حميدالدين"، من بوابة الدين، بإعلانه معارضة بث الأغاني الوطنية المصحوبة بالموسيقى عبر إذاعة صنعاء حديثة النشأة آنذاك في رسالة بعثها للإمام يحيى، بعنوان "الناهي عن الغناء وآلات الملاهي"، وتم نشرها فيما بعد في كتيب، بعنوان "البلاغ الناهي عن الغناء وآلات الملاهي".
هذه المعارضة الفقهية انطوت على مباينة سياسية نظام الإمام، إذ لم يُسجَّل لاحقاً أي انخراط لسماحة المؤيدي في أي نشاط رسمي للمملكة المتوكلية، ولم يلتحق بأي منصبٍ حكومي، وثمة تفسيرٌ شائع بأنه لم يكن يعترف في الأساس بأهلية الإمام أحمد للحكم.

ثانياً: العهد الجمهوري:

انتقل خلال عقد الستينيات من القرن العشرين وأسرته إلى منطقة نجران بسبب ما تخلل ثورة 26 سبتمبر 1962، من تضييق على علماء الزيدية، حيث قام النظام الجمهوري الوليد بتصفية العشرات منهم، واعتقال بعضهم، وفرض رقابة صارمة على بعضهم، وقام بتضييق حركتهم.
في هذا الوضع السوداوي وجد سماحته نفسه أمام مهمة صعبة للحفاظ على الزيدية ومنع تلاشيها واندثارها، فخاض كما يذكر الكاتب "محمد عياش"، معركة وقائية أثمرت زيدية بهوية مُتجددة وقابلة للحياة.
سياسياً؛ حافظ على انسحابه من الحياة السياسية، تاركاً الحماس الثوري في صنعاء ليأخذ مداه خلال الجمهوريات الخمس وصولاً إلى العام 1990، غير أن انسحابه لم يكن انسحاب المحايد أو غير المعني بالشأن السياسي، بل كان ذلك الانسحاب يُمثل شكل من أشكال المعارضة بما يُمكن تسميته بـ "المعارضة السالبة" التي ترفض الاعتراف بشرعية ما هو قائم على صعيد الحكم والسياسة، وترفض التعامل مع أيٍ من تفاصيله، مع إبقاء الباب مفتوحاً أمام احتمالات التعامل مع أي أوضاع جديدة لا تقوم على نفس الشروط والإكراهات الثورية المسيطرة حينها.
بعد قيام الوحدة اليمنية في العام 1990، قرر سماحته نفض جلباب الحياد السياسي، فأنشأ مع كوكبة من العلماء، حزب الحق، وبذلك تمكن من المزاوجة بين الانفتاح السياسية للمدرسة الزيدية وتنشيط العملية التعليمية للفكر الزيدي.

ثالثاً: الحراك التنويري:

عدم تفريق قادة النظام الجمهوري الوليد بين ملكية آل حميد الدين والزيدية، واستمرار حكومات ذلك النظام في تبني خطاب تحقيري لـ "الرأس مال" الرمزي للزيدية، وفَّر مُبرراً كاملاً لاعتماد السيد المؤيدي هذا النمط من المعارضة، ليتولًّد عن ذلك تاريخٌ من الشكوك المتبادلة بين السلطة والزيدية الدينية.
الدور الرسالي والتنويري الذي مارسه سماحة الإمام المؤيدي من أجل الحفاظ على الفكر الزيدي من هجمات المتحد الوهابي السلطوي، كان له الفضل في إفشال مخططات ذلك المتحد، وبذلك نجح في صياغة متحد سياسي جديد أمكن للزيدية الاعتصام به طوال عقود والحفاظ على كيان المذهب وتراثه، وأثمرت جهوده كُتباً وموسوعات ورسائل استقصت كل المقولات والعقائد الأساسية والثانوية داخل هذا التراث الإسلامي الزاخر، وكان لتلك الجهود الفضل في إعادة إحياء قيم وأفكار المدرسة الزيدية العريقة، والحفاظ عليها من الاندثار وتسهيل نقلها عبر أجيال جديدة قادمة.
ومنح اهتمام كبير إلى جانب التوثيق المعرفي بتدريس علوم الزيدية في صعدة، والطائف، ونجران، وأثمرت جهوده في صعدة تخريج ثلاثة أجيال من العلماء، وعلى يديهم تخرجت أجيال كثيرة صار لها تأثيرها في الجمهور الزيدي والحراك الفكري الزيدي المعاصر.
بعد قيام الوحدة اليمنية 1990 بدأت الحياة تعود إلى جسد المدرسة الزيدية، فنشطت العملية التعليمية لعلوم الزيدية في مساجد صعدة ومناطق الامتداد الزيدي التاريخية في الأمانة ومحافظات صنعاء وحجة وذمار وعمران والجوف ومأرب، ومع هذا الحراك والنشاط العلمي الإحيائي بدأت صعدة في العودة إلى مكانتها ككرسي للزيدية.
هذا الحراك التعليمي الزيدي أصاب النظام بالذعر، فعمل على محاولة زرع وتغذية بذور الخلافات بين مراجع الزيدية بصعدة، وخلق بيئة صدامية بين مرجعيات الزيدية في صنعاء وتوابعها والجماعات الدينية الوهابية.

الشمائل والسجايا:

كان وحيد زمانه وفريد عصره علماً وأخلاقاً وجهاداً وقيادة وريادة وفضلاً وكرماً ونخوة ونجدة واباءاً وعفة وزهداً وورعاً وعبادة وتواضعاً وبساطة، وسنكتفي هنا بذكر بعض شمائله وسجاياه، والإحاطة بها بحاجة لمجلدات، وقد أحاط بالعديد منها فضيلة العلامة "عبدالله بن حمود بن درهم العزي"، في كُتيب له عن هذا الإمام العظيم نشرته مؤسسة الإمام زيد في العام 2007 لمن أراد الاستفاضة، كما لفضيلة العلامة "علي بن يحيى قامس"، كُتيب مماثل نشره في العام 2012، تحدث فيه عن بعضٍ من كرامات الإمام المؤيدي.

1 - الغزارة العلمية والمعرفية وعلو الهمة في طلب العلم ومذاكرته وتدريسه:

كان بشهادة أترابه ومُجايليه موسوعة دينية وعلمية فريدة من نوعها في تاريخ اليمن المعاصر وتاريخ جزيرة العرب، ولا عجب ممن وهب حياته للعلم وطلابه أن يكون بهذا المقام العلمي والمرجعي السامي.
ويتحدث تلميذه العلامة الحسن بن محمد الفيشي عن حبه لطلب العلم وتدريسه:
"كان لا يفتح عينيه صباحاً إلا إلى كتاب، ولا يُغمضها بعد هوي من الليل إلا عن كتاب، وكأن العلم من مُقومات حياته ومن مُغذيات مشاعره وطاقاته.
أما اهتمامه بنشر العلم لأهله ومُستحقيه، وبذله لطالبيه، فشيئ فوق مُنتهى العقول، وشاهد الحال يُغني عن المقال، فقد أنفق أوقاته على بث العلوم، واستنزف أيامه في نشر منطوقها ومفهومها، في السهول والجبال، في الحل والترحال، في البكور والأصال، في التنقل على السيارة من بلدة إلى بلدة، في حال المرض والصحة، في حال الأمن والخوف، لا يكاد يعرف عطلة عن العلم، ولا يكاد يكف عن القراءة والمطالعة، والبحث والمراجعة والتدريس والمذاكرة، أصبح العلم ونشره شغله الشاغل، ونهمته الكبرى، وغذاءه الروحي، وأقسم بالله تعالى قسماً صادقاً أني ما دخلت عليه طول صحبتي له حتى في الأوقات الخاصة على كثرتها، إلا وهو بين الكتب يطالعها، يُحقق ويقرأ، يُعلق، ويُصحح، أو يبحث في مكتبته العامرة.
وأحفظ عنه أنه أقسم بالله تعالى أنه لو وُضع في أفخم قصر، وجُهِّز بأكمل التجهيزات، وليس فيه كُتبٌ، إلا كان عنده أسوأ مكان وأضيقه، ولو وُضع في سجن ضيق، وفيه كتب لكان عنده من أحسن الأماكن.
وكانت الرحلات مع طلبة العلوم من أحب الأشياء عنده، لأن الطلبة لن ينتهوا من دروسهم ويذهبوا إلى أعمالهم أو بيوتهم، بل هم معه، كنا نذهب إلى بعض المنتزهات ونجلس بعض المرات يومين، وبعضها من صباح إلى منتصف الليل، لا نكاد نترك القراءة والدرس إلا لوضوء أو صلاة، أو لقضاء حاجة، حتى وقت الأكل، كان الإخوان يتركون لي شيئاً من الغداء أو العشاء حتى ينتهوا من أكلهم، فإذا أكمل بعضهم قمت لأكل زادي، وهو يقرأ مكاني حتى أرجع، ومولانا الإمام لا يأبه بمطعوم أو مشروب، بل غذاء الروح عنده هو المطلوب".
ومما يذكره السيد "الفيشي" زيارة سماحة الإمام "المؤيدي" للندن من أجل العلاج، وهناك سمحت له الفرصة بزيارة مكتبة المتحف البريطاني، فوقع نظره الشريف على جُملة من تراث أهل البيت، فقام بالتنقل بين أروقة المكتبة رغم مرضه وطلب تلك الكتب وقام بتحرير نقولات مُختارة، منها جمعها في كتابه القيِّم "عيون المختار من فنون الأشعار والآثار"، وهو هديته عند عودته إلى أرض الوطن للمكتبة الزيدية الزاخرة بنفائس مؤلفاته.
ومن القصص المُثيرة ما يذكره طُلابه أثناء زفاف عروسه إليه، وصلت العروس داره، فذهب أهله يبحثون عنه، ليجدوه مُنكباً على كتابه في إحدى زوايا المنزل، بينما عروسه بانتظاره.
هكذا كانت حياته ، وقد تشرفنا بزيارته في منزله بمنطقة "سودان" بصعدة مع بعض طلاب العلم، عدة مرات، وكذا في إحدى زياراته لمركز بدر العلمي بصنعاء، فوجدناه كما يصف تلميذه العلامة "الفيشي"، وكان عمره فوق الثمانين، ولا يمكننا نسيان ذلك النور الرباني المُشع من وجه الشريف وابتسامته الملائكية، وسؤاله لزواره عن أسمائهم وأحوالهم وحوائجهم، وتباسطه مع كل الناس.

2 - الوقار والهيبة:

منحه الله سبحانه وتعالى مهابةً وجلالاً لدى الناس، ولم يكن يخاف في الله لومة لائم، صادحاً بالحق، وساعياً للإصلاح بين الناس، ومُناصراً للمظلومين، وناصحاً ومُذكراً للظالمين أياً كانوا بفضيلة العدل ووخامة وعاقبة الظلم.
وإذا دخل مجلساً عم الصمت ووقف الجميع منصتين لما له في نفوس المؤمنين من الهيبة والإكبار والتقدير والاحترام، ومن الشواهد التي يذكرها مُدوني سيرته، اعتراض موكبه في إحدى رحلاته الدعوية الإرشادية بنواحي ظفير حجة، مجموعة من اللصوص وقُطاع الطرق، فلمّا رأوه داخلهم الرعب والخوف، وكانت الدولة قد عجزت عن ردع أولئك اللصوص، ويذكر العلامة "محمد بن القاسم المهدي" في "طرائف المشتاقين"، أن سماحة الإمام حاور اللصوص، فقال لهم:
أنتم قُطاع الطريق المُسبلة؟
قالوا: ﻻ. 
قال: أنتم الذين أخفتوا عباد الله؟
قالوا: ﻻ.
قال: أنتم الذين اعتمدتم واسترزقتم الحرام؟
قالوا: ﻻ.
قال: ماذا تصنعون هنا؟، تجمعتم على أذية الناس، انتظروا عذاب الله ونكاله.
واستمر في وعظهم حتى أظهروا الندامة والتوبة، وقطعوا على أنفسهم عهداً بذلك، ومن أجل اختبار صحة توبتهم ترك عندهم سيارته ريثما يعود من زيارة مراقد الأئمة في رأس جبل الظفير في اليوم الثاني، وبالفعل اهتموا بحراستها حتى عودته.

3 - التجرد للحق:

كان مُتجرداً من عُقدة الأنا الطاغية على أكثرية علماء المسلمين بما في ذلك من عصبية أزرت بالأمة، ولم يكن يأنف من قبول الحق من أيٍ كان ما دامت حُجة المُحاجج واضحة وبيِّنة ومُقنعة ودليلها لا يرقى إليه الشك، ومداليل ذلك قسمه الشهير:
"قسماً بالله العلي الكبير، قسماً يعلم صدقه العليم الخبير أن لا غرض ولا هوى لنا غير النزول عند حكم الله، والوقوف على مُقتضى أمره، وأنَّا لو علمنا الحق في جانب أقصى الخلق من عربي أو عجمي أو قُرشي أو حبشي لقبلناه منه، وتقبلناه عنه، ولما أنفنا من اتباعه، ولكُنَّا من أعوانه عليه وأتباعه، فليقل الناظر ما شاء ولا يُراقب إلا ربه، ولا يخشَ إلا ذنبه، فالحكم الله والموعد القيامة، وإلى الله ترجع الأمور". 

4 - الزهد والعفة والورع:

بلغ مرتبة عالية من مراتب حق وعين اليقين في المعرفة العلمية والكمال الأخلاقي والإنساني والسجايا النبوية العلوية، وبشهادة أترابه كان آية من آيات الله الباهرة في كل المناحي والمناشط، ونادرة من نوادر الزمان في العفة والطُهر والورع والزهد والعبادة، طلّق الدنيا وملذاتها وبهارجها ورفض المناصب ومكاسبها، وأوقف حياته للعلم وطلابه والإصلاح بين الناس وارشادهم إلى طريق الحق والصواب.
وهو كما يصف تلميذه السيد العلامة "إسماعيل المختفي": "ورع، عفيف، لم يُخالط الدولة، ولم يقم بوظيفة قط سوى تدريس العلم، وراتبه مُشترطٌ أن يكون من أموال المعارف الموقوف على العلماء والمتعلمين، ولم يقم بقضية تتصل بالدولة إلا نافعاً أو شافعاً لضعيف ظُلم، فهو يتشفع عند ذوي الامر مع كراهة ولو لوجه عليهم لولا خشيته من الله أن يُسأل عن جاهه".
وكان حسن الأخلاق، لين الجانب، لطيف الشمائل، متواضع، سهل الطبيعة، يعتريه بعض الغضب حين يسمع بأحد يتعدى حدود الله أو يخالف أوامر الله، لا تأخذه في الله لومة لائم.

5 - الوسطية والاعتدال:

من السمات التي تفرد بها ، وبدت معالمها واضحة للعيان في مناشطه ومؤلفاته وحياته العلمية والعملية بشكل عام، وهي الترجمة العملية لقول الله سبحانه في الآية 143 من سورة البقرة: "وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول شهيداً عليكم"، هذا المنهج الإسلامي القرآني القويم يستدعي الانطلاق من رؤية صحيحة وشاملة للدين والدنيا والآخرة بعيداً عن الغلو والانغلاق والتقليد الأعمى واللا واعي والتعصب الجاهلي العصبوي المقيت وتعطيل نعمة العقل والتفكير والضيق بالآخر المختلف، ومن يُطالع كتب إمامنا الجليل يلمس تجليات المنهج القرآني الوسطي بكل وضوح، ومن أبرز معالمها كما يذكر العلامة "عبدالله بن حمود بن درهم العزي":

أ - التوجه الدائم إلى اختيار وتقديم الأصح والأرجح والأنفع للناس، يقول إمامنا الجليل في تعريفه لكتابه القيم "لوامع الانوار": "إن شاء الله سيكون جامعاً، نافعاً شاملاً، للباب ما حفلت به الأبواب، مع المبالغة عند الانتهاء إلى الطرقات، في انتقاء أصحها وأرجحها وأجمعها وأنفعها، سالكاً في جميع ذلك للنمط الوسيط المجانب لجانبي الإفراط والتفريط، وهو المسلك القويم".
ب - إرشاد الناس وتوعيتهم وتشجيعهم على ابتغاء الحق واتباعه، من خلال اعتماد المنهج الوسطي الذي يصفه بالمسلك القويم، والسبيل الوحيد للنجاة، والشاهد من كلامه: "وسبيل طالب النجاة، المتحري لتقديم مراد الله وإيثار رضاه، الاعتماد على حجج الله، وتحكيم كتاب الله وسُنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم، وإطراح الهوى والتقليد، اللذين ذمهما الله في الكتاب المجيد، وتوخي الحُجة في الإنصاف، وتجنب سُبل الغي والاعتساف".
ج - التيسير في الفتوى بما يُبرز سعة الشريعة السمحاء، وجمال مقاصدها.
د - اعتماد مبدأ الحوار مع المخالف، بهدف الإصلاح والتقويم، وبدافع التحرق على الحق وأهله.

قبسات من كلامه:

1 - وأصْلُ كُلّ ضَلالة وفِتنة، ومَنبع كل فُرقة ومحنة، في هَذه الأمّة والأمَم السّابقة، اتّباع الأهوَاء، والإخلاد إلى الدّنيا، ومحبّة الترأس عَلى الأحياء، فَإنه لَم يَستقم المُلك للمُلوك العاتية، والجَبابرَة الطّاغية، إلّا بمُخالفة أنبيَاء الله وكُتبه، ومُباينَة أوليَائه وأهل دِينه، كما قَصّه الله في كتابه، وعلى ألسنَة رسُلُه، ولم تَتّم لعُلماء السّوء الرئاسَة مِنهم، والتقرّب لَدَيهم، ونَيل حُطَام دُنيَاهم، إلا بتقرير مَا هُم عَليه، وتأييد مَا مَالوا إليه.

2 - وقد أقام الله جل جلاله الحجة على هذه الأمة كما أقامها على الأمم، فكان مما أوجب عليهم وحتّم عليهم وأمرهم به وألزم وافترضه عليهم وحكم في محكم كتابه الأكبر وعلى لسان رسوله خير البشر صلى الله عليه وآله وسلم المأخوذ ميثاقه في منزلات السور، الاعتصام بحبله والإستمساك بعترة نبيه وآل رسوله صلى الله عليه وآله وسلم الهادين إلى سبيله، الحاملين لتنزيله، الحافظين لقيله، العاملين بمحكمه وتأويله ومجمله وتفصيله، الذين سيدهم ومقدمهم وإمامهم ولي المؤمنين ومولى المسلمين سيد الأوصياء وإمام الأولياء وأخو خاتم الأنبياء صلوات الله عليهم أجمعين.

من أشعاره:

(1)
وآيات ربُّ العالمين مُنيرةٌ .. على خَلْقِهِ والبيِّناتُ قواطِعُ
أتى كلَّ قرنٍ للبرية مُنذرٌ .. وداعٍ إلى الرحمنِ للشركِ قامِعُ
إلى أن تناهى سِرُّها عندَ أحمدٍ .. فنادى أمينُ الله مَنْ هو سامِعُ
وشَقَّ بفرقانِ الرسالةِ غَيْهَباً .. فأشرقَ بُرهانٌ من الوحيِ صادِعُ

(2)
عجباً لهذا الدهر من دهر ..  ولأمة مهتوكة الستر
يا أمة علمت وما عملت .. لنبيها في أهلهِ تزري
أضحى كتاب الله مُطرحاً .. وتركتم المقرون بالذكر
 آل النبي ومن يُتابعهم .. يتجرعون مرارة الضُر
ضاقت فسيحات الديار بهم .. وتوسّعت لأئمة الكفـر

الإنتاج الفكري:

عكف على التأليف والتصنيف، فاعتصر فكره، ولخّص معارفه وتجاربه، ودونها على صفحات الأوراق لترثها الأجيال من بعده، فتُضيئ العقول وتُنعش الأرواح، وقد بلغت مؤلفاته زُهاء الـ 50 مُؤلفاً، وهي سلسلة من المؤلفات المميزة السافرة، والآثار الباهرة الظاهرة، التي هي حل لمُشكل، وبرء لمُعضل، وتبيين لمُجمل، وتوضيح لُمبهم، وجمع لمفترق، حتى صارت منهجاً دراسياً يستفيد منه العلماء وطلبة العلم.
سلك في جميع مؤلفاته، مسلك العلماء المنصفين المؤثرين للحق ولو على أنفسهم في قوة بيان ودقة تعبير وأنصع حُجة، ومن عرفه علماً وخُلقاً واستقامة عرف الحق والإنصاف مُجسداً في كل مؤلفاته ورسائله.

أ - الجامعة المهمة في أسانيد الأئمة، طُبع مراراً وجعله صيغة اجازته العامة لمن طلبها من العلماء.
ب - لوامع الأنوار في جوامع العلوم والآثار وتراجم أولي العلم والأنظار.
وهي كواكب ساطعة، تهدي إلى غاية المآرب والمطالب، طَلَعَتْ من هَدْيِ مُحْكَمِ القرآن، وصحيحِ السُنّة، وإجماع تراجمت القرآن، طُبعت في ثلاثة مجلدات سنة 1413هـ، وتُعد من أهم الكتب الموسوعية العلمية التحقيقية والتوثيقية، استوعب فيها أسانيد كتب أهل البيت بسنده إلى مؤلفيها، وترجم للرجال، وأودعه الكثير من المعلومات والمعارف والبحوث، منها بحث واسع عن أقسام الحديث الشريف وأنواعه، وتحقيق عن معنى السنة والبدعة.
ج - إيضاح الدلالة في تحقيق أحكام العدالة.
د - الحجج المنيرة على الأصول الخطيرة.
هـ - الجواب التام في تحقيق مسألة الإمام.
و - مجمع الفوائد المشتمل على بُغية الرائد وضالّة الناشد، من كُتبه الموسوعية التي لا غنى للعلماء والباحثين عنها، ضم قسماً لردوده على أشهر الفتاوى والتساؤلات التي وردته من المسلمين في أنحاء العالم وتعليقاته على مختلف الكتب وفي مختلف المجالات، والعديد من الدراسات والبحوث والرسائل العلمية، منها:

1 ـ الرسالة الصادعة بالدليل في الرد على ما أورده صاحب التضليل.
2 ـ عقود المرجان، منظومة شعرية في حصر الأموية والعباسية.
3 ـ الدليل القاطع المانع للتنازع.
4 ـ الماحي للريب في الإيمان بالغيب.
5 ـ بحث في كلام المحدِّثين عن حديث المنزلة.
6 ـ بحث في الخبر النبوي "الأئمة من قريش".
7 ـ بحث في حديث سد الأبواب.
8 ـ الرد على ابن تيمية وأصحابه في اسم الشيعة.
9 ـ تعليقات على مباحث في كتاب إيثار الحق.
10 ـ بحث في مسائل الطلاق.
11 ـ تعليقات على مباحث في سبل السلام.
12 ـ تعليقات على الرسالة الوازعة للإمام يحيى بن حمزة.
13 ـ تعليقات على كلام ابن القيم في المؤاخاة ص56 من زاد المعاد.
14 ـ حاشية على قبض الشُعاع للحسن الجلال.
15 ـ جواب أسئلة في زكاة المستغلات والشركة العرفية.
16 ـ بحث في التوسل والرد على ابن تيميه.
17 ـ بحث في مسائل نص ابن تيمية على أن الخطأ فيها مغفور.
18 ـ بحث في كلام ابن تيميه في مقتل الحسين.
19 ـ بحث في الصلاة على غير رسول اللّه منفرداً.
20 ـ تعليقات على تتمة الروض النظير والرد على من منع الخروج على الظلمة.
21 ـ الجواب على أسئلة في موضوع صلاة الجمعة وسجود التلاوة، والأُجرة فيما يتعلق بالمعاملة والجمع بين الصلاتين.
22 ـ تعليق على هفوات مؤلف كتاب "علموا أولادكم حُب آل البيت" في مسألة القضاء والقدر.
23 ـ حاشية على تفسير آية 37، 55 من سورة المائدة وآية "وجوه يومئذ ناظرة" من فتح القدير للشوكاني.
24 ـ حاشية على رسالة التحذير للإمام القاسم بن محمد.
25 ـ تعليق على المُراد بالافتراق في قوله صلى الله عليه وآله وسلم: "البيعان بالخيار فيما تبايعا حتى يفترقا عن رضا".
26 ـ بحث في البيع والشراء في الدم ونقله من شخص لآخر ونقل الأعضاء.
27 ـ حواشٍ على بُهجة المحافل للعامري.
28 ـ بحث في جواز التصوير الفوتوغرافي.
29 ـ فصل الخصام في وجوب الإحرام.
30 - فصل الخطاب في تفسير خبر العرض على الكتاب.
31 - إيضاح الأمر في علم الجفر.
32 - رفع الملام في رفع الأيدي عند تكبيرة الإحرام.
ز - التُحف الفاطمية شرح الزُلف الإمامية في الدعوات الهاشمية، والتحف الفاطمية شرح وافي لمنظومته الزُلف الإمامية الجامعة لأئمة أهل البيت، ابتدائها برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وانتهى بالإمام الهادي الحسن بن يحيى القاسمي، وأرّخ فيها لأئمة الهدى بأسلوب رشيق وجذاب، وطرز خاتمته بالعديد من الأجوبة والتنبيهات العلمية، منها:
1 - لا نعتمد في الدين على شيئ من طُرق المُضلين.
2 - تنبيه: بعض أهل العربية يحكمون على أدوات العموم إذا كانت في حيز النفي بعموم السلب، فلا وجه للانتقاد على الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة.
3 - ذِكر طُرف من الطُرق المُسلسلة.
4 - لا معرفة للعلم وأبوابه إلا بالكشف عن حملته وأربابه.
ح - الجواب الكافي على أسئلة الشافي "عيون الفنون"، تحدث فيه عما أورده الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة في كتابه الشافي من الأسئلة المُحْكَمَةِ الإغْلَاقِ، المفرّقة لشظايا الخَارِقَةِ في أعناق أهل الشقاق والنفاق.
ط - النسيم العلوي والروض المحمدي في سيرة الإمام محمد بن محمد منصور المؤيدي، ضمّنه سيرة والده وسماته وصفاته وكلامه ووصاياه وما قيل فيه من المراثي.
ي - الحج والعمرة.
ك - المنهج الأقوم في الرفع والضم.
ل - الشهاب الثاقب، رد فيه على أوهام القاضي "محمد بن علي الأكوع".
م - البلاغ الناهي عن الغناء وآلات الملاهي.
ن - منهاج السلامة في أخبار وآثار الكتاب المحيط بالإمامة.
س - الثواقب الصائبة لكواذب الناصبة.
ع - الفلق المنير بالبرهان في الرد عل ما أورده السيد الأمير على حقيقة الإيمان.
ف - الجوابات المهمة على مسائل الأئمة.
ص - عيون المختار من فنون الأشعار والآثار.
ق - ديوان الحكمة، حوى بعضاً من أشعاره وما ورده من أشعار.

قالوا عنه:

1 - العلامة الحسن بن محمد الفيشي:

المجتهد الجهبذ الفطاحل، عالم العالم الوحيد، والناقد الثَّبْت المُسَدَّد الرشيد، ربّاني العترة وحافظها، ونحريرها وحُجّتها، الإمام المُجدِّد لتراث آل الرسول، والقاموس المحيط بعلمّي المعقول والمنقول، مولانا وشيخنا الولي بن الولي بن الولي أبوالحسنين "مجدالدين المؤيدي"، كالشمس في رابعة النهار، والقضية المسَلّمة التي لا يتسرّب إليها إنكار، وحيدِ عصره في القيادة الروحيّة، وسفير الإسلام لتجديد مَعْرِفَةِ نُظُمِهِ الأساسيّة، وَمُنْتِجِ الثّروة العُظمى من علوم العترة النبوية، وحامي سَرْحِ الشريعة المُطهّرة من تيّارات المبادئ الإلحاديّة، جَمَعَ الله به الفواضل والفضائل، ورأبَ به صَدَعْ المائل، وثبّتَ عُرى القواعد والدلائل.

2 - العلامة عبدالمجيد عبد الرحمن الحوثي - رئيس الهيئة العامة للأوقاف:

تجمعت وتجسدت في المولى العلامة الحُجة وإمام الآل الأكرمين "مجدالدين المؤيدي" كل الصفات العالية والمعاني السامية، فأصبح فرداً متميزاً عن بقية الأفراد، بل عن بقية العلماء والعظماء، وصار وحيد دهره وفريد عصره، يُشار إليه بالبنان وتتناقل فضله وعظمته الألسن والأقلام، حتى سارت بسيرته الرُكبان، وسمع به الخاص والعام، وأعظم شاهد ودليل قاطع على ما ذكرناه، هو اجتماع الشخصيات المتناقضة، والتيارات المختلفة والاتجاهات المتباينة على احترامه ومحبته، وهي قلَّ أن تجتمع على حُب شخصية واحترامها إلا أن تكون شخصية مُميزة لا يكاد يوجد فيها ما يُعاب، وإن كان الكمال هو للخالق جل وعلا.
وكان إحياء الدين ونُصرة الإسلام همه الأكبر وشغله الشاغل، ساعياً في إصلاح أمة جَده محمد صلى الله عليه وآله وسلم بكل جِد واهتمام، متواضعاً للصغير والكبير، دمث الأخلاق، لا يستطيع أحد ممن عرفه إلا أن يُحبه، عطوفاً على المؤمنين، رحيماً بهم، قوياً في ذات الله، لا يخشى في الله لومة لائم، ساعياً في جمع كلمة المسلمين عامة وأتباع أهل البيت خاصة، حكيماً، عادلاً، سديد الرأي، قوي الإدراك، حازم الرأي، حسن التعامل، همه رد شُبه الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين، ينتقد الخطأ من أي شخص كان بعبارة حسنة تُوجِّه الحق من غير تجريح بالآخرين.
حين تقرأ شيئاً من كلامه تحس وكأنك تقرأ كلاماً للإمام القاسم أو الإمام الهادي أو غيرهما من قُدماء أئمة الآل الطاهرين.
يُحب طُلاب العلم ويُبجلهم حتى يعتريهم الحياء من فرط تقديره واهتمامه بهم.

3 - العلامة علي بن يحيى قامس الذويذ:

المولى العلامة "مجدالدين المؤيدي" هو البحر من أي الجهات أتيته بغزارة في المادة، وقوّة في العارضة، وبُعْد في النظر، وإجازةٌ في وجازة، وسهولةٌ في جزالة، وطلاوةٌ في بلاغة، وإبداعٌ في الاختراع، وسعةٌ في الاطلاع، ووقوفٌ عند الحد، وتصميمٌ في دعم كيان الحق، واقتحامٍ في غمار الفحول، وانقضاض للأخذ بتلابيب الجهول إلى حضيرة المعقول والمنقول، كم نَعَش حكماً دفيناً من بين أطباق الحضيض، وعدّل في مهارة للتثقيف أَوَد القول المهيض، مع نظمٍ فائق، ونثرٍ مُسجع متعانق، وحلّ لمُشكل، وبرءٍ لمُعضل، وتبيينٍ لمُجمل، وتوضيحٍ لمُبهم، وجمعٍ لمُفترق، وقيدٍ لآبدة، وسيطرة على شاردة، وإيرادٍ في إقناع، وَدَّع للخصم في أَجَمِ الانقطاع، والحال يشهد، والعيان فوق البيان.

4 - العلامة المحدث محمد بن الحسن العجري:

العلامة "مجدالدين المؤيدي" هو الجامع لما تشتت من علوم الآل، والمُعلن الحق في الغدو والآصال.

أولاده:

الحسين، الحسن، علي، إبراهيم، إسماعيل، وكلهم علماء أجلاء أفاضل.

مراجع ذُكر فيها العلم: 

1 - العلامة الحسن بن محمد الفيشي، مجدالدين بن محمد المؤيدي، موقع المكتبة الزيدية على الشبكة العنكبوتية.
2 - رضوان المحيا - نائب رئيس المجلس الشافعي الإسلامي، وجوب التمسك بالثقلين في فكر الإمام مجدالدين المؤيدي، طلائع المجد، 3 يونيو 2017.
3 - العلامة عبدالمجيد عبدالرحمن الحوثي، الإمام مجد الدين رائد نهضة وقائد أمة، إب نيوز، 29 مارس 2023.
4 - العلامة عبدالله بن حمود بن درهم العزي، مقتطفات من السيرة الذاتية لفقيد الأمة السيد العلامة المجدد المجتهد مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي، مؤسسة الإمام زيد بن علي الثقافية - صنعاء، 2007.
5 - الدكتور عبدالولي الشميري، موسوعة أعلام اليمن ومُؤلفيه، رقم الترجمة 8628.
6 - عبدالوهاب أحمد الدار، قبسات من السيرة العطرة للمولى العلامة مجدالدين المؤيدي، طلائع المجد، 2 يونيو 2017.
7 - العلامة علي بن يحيى قامس الذويذ، نبذة عن المولى مجدالدين بن محمد المؤيدي وشيئ من كراماته، مطابع المصطفى الحديثة، الطلح - صعدة، 2012.
8 - محمد عايش، مجدالدين المؤيدي .. نصف قرن من صياغة الهوية المعاصرة للزيدية، صحيفة الشارع، سبتمبر 2007.
9 - المجلس الزيدي الإسلامي، السيد العلامة مجدالدين المؤيدي.
10 - شبكة الثقلين الثقافية، سيرة علامة اليمن وإمامها مجدالدين المؤيدي.
11 - صحيفة الثورة اليمنية، المجدد في سنوات الظلام العلامة الراحل مجدالدين المؤيدي في ذكراه الثالثة عشرة، 2 مايو 2020
12 - موسوعة عارف، مجدالدين المؤيدي، جامعة عارف.
13 - ملتقى أبناء ضحيان، نبذة عن المولى الامام الحُجة مجدالدين المؤيدي.

.. بقلم الباحث زيد يحيي المحبشي

https://www.facebook.com/share/p/wwBGqiAxFXa62WEW/?mibextid=Nif5oz


 

ليست هناك تعليقات: