دبلوماسي، سياسي، مُفكر، أديب، ناقد.
مولده في العام 1956، ووفاته بصنعاء في يوم الأحد 27 ربيع الأول 1441 هـ، الموافق 24 نوفمبر 2019.
من رموز الثقافة والسياسة في صنعاء.
كان مجلسه قبلة السياسيين والمثقفين والأدباء والعلماء وكبار رجالات الدولة، ومهوى الباحثين عن النصيحة والمعلومة في كافة مجالات المعرفة، ومجالسته لا تُمل، وابتسامته لا شبيه لها، يُخجِلك بدماثة أخلاقه، وحُسن معشره، ولين جانبه، وشدة تواضعه، ويأسِرُك بسحر بيانه، وفيض حكمته، ونهر ثقافته، وعذوبة كلامه، وسلسبيل منطقه.
التحصيل العلمي:
درس الأساسي والثانوي بصنعاء، وفي بداية السبعينيات من القرن العشرين التحق بجامعة القاهرة، وحصل منها على الماجستير في العلوم السياسية في العام 1977.
السجل الوظيفي:
التحق في العام 1977 بوزارة الخارجية بصنعاء، وتدرج في السلك الدبلوماسي من ملحق دبلوماسي، فمستشار، فقنصل، فوزير مفوض، وفي 22 يونيو 2016 صدر قرار جمهوري بترقيته إلى رتبة سفير.
شغل العديد من المناصب في ديوان عام وزارة الخارجية، وتحديداً في دوائر آسيا وأستراليا والدائرة الإعلامية.
مثّل اليمن في العديد من الدول منها الولايات المتحدة الأميركية والسعودية، وأثيوبيا، وفي الأخيرة أُسند له منصب نائب السفير.
الفعاليات والمؤتمرات:
شارك في العديد من الدورات التأهيلية، والمؤتمرات العلمية المحلية والعربية والدولية.
الإنتاج الفكري:
قارء متذوق وناقد من الطراز الأول في مختلف مجالات المعرفة.
له العديد من الأبحاث، والكتابات، منها ما تم نشره في مجلة الكلمة وصحيفة الثورة.
له سلسلة من المذكرات الشخصية، لا زالت مخطوطة.
قالوا عنه:
1 - الأستاذ "مهدي المشاط":
تقلد السفير عبدالحفيظ المحبشي العديد من المناصب الدبلوماسية بوزارة الخارجية، مثّل من خلالها البلاد خير تمثيل.
وكان نموذجاً مشرفاً لرجال الدولة، حيث قضى حياته في خدمة الوطن وتعزيز العلاقات الدبلوماسية لبلادنا إقليمياً ودولياً.
لقد خسر الوطن برحيله أحد أبرز الشخصيات السياسية التي كانت لها بصمات ورصيد نضالي في خدمة الوطن.
2 - وزارة الخارجية بحكومة عدن:
عمل السفير عبد الحفيظ يحيى المحبشي في عدد من دوائر وزارة الخارجية أبرزها دائرة آسيا وأستراليا والدائرة الإعلامية، كما عمل في بعثات بلادنا في كل من واشنطن والرياض وأديس أبابا.
وبرحيله خسرت الدبلوماسية اليمنية أحد أبرز الدبلوماسيين المشهود لهم بالكفاءة والاقتدار.
3 - وزارة الخارجية بحكومة صنعاء:
شغل السفير عبدالحفيظ المحبشي العديد من المناصب القيادية بديوان عام الوزارة وعمل في بعثات اليمن في كل من واشنطن والرياض وأديس أبابا.
4 - الأستاذ "عبدالباري طاهر":
المثقف عبدالحفيظ المحبشي إنسان عظيم ورائع من جيل الثورة اليمنية، ومن ثمار التعليم الحديث.
في مطلع شبابه اقترب كثيراً من التيار القومي الناصري، كان مثقفاً واسع الاطلاع.
أتذكر في بداية السبعينيات أنه بدأ الكتابة، فكتب في مجلة الكلمة والثورة.
وهو قارئٌ جيد لا تراه إلا والكتاب رفيقه، جمُ الأدب، شديدُ التواضع، لا يتفوق على تواضعه إلا علمه ومعرفته، ولكنه شديدُ العزوف عن التفاخر وحب الظهور.
بيته منتدى وقبلة لكل الأصدقاء.
وهو من أسرة كريمة تحترف القضاء لآماد متطاولة، واشتهر بعضها بالنزاهة والكفاءة والإنصاف؛ فالقاضي محسن المحبشي حكم على الإمام أحمد في نزاعه مع قبيلة القُحرى، وعبدالحفيظ إنسان عظيم الخلق، واسع المعرفة من "الذين يمشون على الأرض هونا، وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً".
5 - الدكتور عبدالله زيد عيسي:
عرفته إنسانٌ متواضعٌ وبسيط، دمثُ الأخلاق، حلو المعشر، تَسعدُ بصحبته، والجلوس معه، أحبه كل من عرفه.
6 - العلامة عبدالمجيد شرف الدين:
الأستاذ عبدالحفيظ بن يحيى بن عبدالله المحبشي رجل تجمعت فيه جميع الصفات العظيمة من ود وكرم وجود، بشوش الوجه، سخي العطاء، بنفس أبية واخلاق سوية وحُسن معشر وثقافة واسعة وكفاءة نادرة ونزاهة وأمانة، وصولٌ للأقارب والأرحام والجيران والإخوان، لا يبخل بشفاعة، ويبادر لعون المحتاج بما يستطيع من منفعة، كوّن صداقات مع الجميع بانفتاح يدل على سعة أفق وحرص على وحدة الصف وألفة القلوب.
7 - الشاعر الكبير إسماعيل بن محمد الوريث، كتب لصديقه السفير المحبشي في أبريل 2006، قصيدة بعنوان "شمس في القلب"، مما جاء فيها:
أغراهم وهم ليسوا بنصاح .. صمتي وأني مقصي عن الساح
قالوا: تناءيت عن دنيا تفيض هوى .. وصحبة جمعتهم نشوة الراح
وأسرفوا في ملامي، ليت أنهم .. عنوا بقولهم المكذوب إصلاحي
يجري النفاق على أفواههم عسلاً .. وخلف ضحكاتهم، أنياب تمساح
قوم يسرهم موتى ويحزنهم .. إذا تنامى إليهم، فوز أقداحي
أنا الذي كنت ماءً، إن هم عطشوا .. والزاد، حين توارى كل شحاح
عجمت ودهم، دهراً، بلا أمل .. لا يفلح النصح من شان، ومن لاحي
تلك الصداقات، ما كانت بصادقة .. والأصدقاء لم يكونوا غير أشباح
ومن محضنا هم حباً بلا ثمن .. وما بخلنا بأكباد، وأرواح
تبدلوا ومطايا الشوق ما برحت .. تسري بليل، على جهد، وإصباح
لبث قليلاً فلن تبقى الأمور كما .. تبدو، وكل سيغني، بعد إنجاح
هابيل أرفع من قابيل منزلة .. فليعتبر كل مغرور وسفاح
والحادثات لها سهم تديل به .. من قد تنيل بأفراح، لا تراح
والكبر داء عضال يستعين به .. ذو النقص يعرف هذا كل لماح
رباه ما للمنايا أصبحت فرحاً .. والأمنيات غدت صندوق وضاح
وغيمت سحب الأحزان في نقم .. وورد صنعاء اضحى غير فواح
بك استجرت من الدنيا وزخرفها .. وما بها، من غوايات، وأطماح
ما دمت في وحشتي أنسي وملتجأي .. إن تهت يوماً وفي الظلماء مصباحي
فلا أخاف الليالي المثقلات ولا .. أخشى مقالة لوام وقداح
إن تكسف الشمس يمحو نورها قمر .. فأنت في القلب شمس مالها ماحي
أنا الغريب بأطراف الديار، كما .. قبر غريب "بصنعاء" لابن مفتاح
أشاهد الناس، عن بعد وتشغلني .. عن لغوهم، سود أوراقي، والواحي
أولاده: معاذ، جمال، زيد، عبدالله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق