زيد يحيى المحبشي
تمتاز مدينة المحابشة عن سائر مدن الشرفين بهجرتها العلمية العريقة والتي تحتل الترتيب الثاني في قائمة الهِجَر العلمية بعد هِجرة حورة بمدينة حجة على مستوى المحافظة .
اشتهرت هجرة المحابشة بتخريجها الكثير من العلماء والفقهاء والأدباء والمفكرين الذين ذاع صيتهم في تاريخ اليمن الإسلامي والوسيط والمعاصر كما لعبت دوراً محورياً في حياة المجتمع ليس في مدينة ومديرية المحابشة فحسب بل وعلى مستوى اليمن, حيث كان يؤمها الكثير من العلماء وطلبة العلوم الشرعية, ولذا كان من الطبيعي أن تلعب دوراً بارزاً في النهوض الفكري والإثراء الثقافية والمعرفي, وفي بناء وإصلاح المجتمع ونشر روح التسامح والإخاء والتعايش وترسيخ مبادئ وقواعد التعدد والتنوع والحوار البنَّاء بعيداً عن الانغلاق والتقوقع والتعصب الأعمى ورفض الأخر.
شهدت المحابشة قفزات علمية نوعية عبر تاريخيها العريض لاسيما في العام 1361هـ/1939م عندما أقدم المولى العلامة محمد بن يحيى يايه على تأسيس المدرسة العلمية كمؤسسة رسمية لتدريس العلوم الشرعية تتبع وزارة المعارف, بعد أن كان التعليم يتم بشكل غير رسمي وإلى جانبه كوكبة من جهابذة علماء المحابشة أمثال: العلامة ناصر مسلي والعلامة قاسم بن مهدي المغنخ والعلامة ناصر القاضي – العنسي انتساباً –والعلامة الزاهد علي أحمد الشهاري وغيرهم.
وبعد قيام ثورة 26 أيلول/سبتمبر 1962م دخلت المدرسة العلمية تحت إشراف وزارة التربية والتعليم وظلت على هذا الحال حتى سبعينيات القرن العشرين, شهدت بعدها نوعاً من الركود والجمود بسبب قيام ما عرف حينها بمعهد الأمين العلمي ببسط نفوذه على المدرسة العلمية وبالتالي تغيير نوعية المدرسين والمناهج التي اعتادت مدرسة وهجرة المحابشة على تدريسها منذ قرون خلت ما أدى إلى انقطاع السبل بين المدرسة وبين مواصلة دورها التنويري الريادي الذي اشتهرت به.
ورغم كل المحن والعراقيل التي اعترضت مسيرة المدرسة في السبعينيات والثمانينات من القرن الماضي إلا أن العديد من علمائها استمروا في تدريس العلوم الشرعية في منازلهم أمثال: العلامة عبدالله يايه والعلامة علي بن أحمد الشهاري والعلامة يحيى بن أحمد الخزان والعلامة علي بن حسن الشرفي والعلامة علي بن أحمد أبو هادي وغيرهم, كما كان للعلامة علي أحمد الشهاري دور كبير في إعادة إحياء المدرسة من جديد بعد عقدين من الركود والجمود حيث قام في العام 1410هـ/1988م بأول تحرك عملي تمثل في إقامة الدورات الرمضانية ومن حينها صارت المدرسة فرعاً من فروع الجامع الكبير بصنعاء.
على أن هذه الخطة الجسورة أحدثت أصداءً واسعة في أوساط المجتمع بدت ثمرتها واضحة للعيان بعد قيام الوحدة اليمنية عبر التوجه إلى إقامة أول دورة صيفية في العام 1413هـ/1991م جرى فيها تدريس المنهج القديم في صورة مبسطة, توالت بعدها الدورات الصيفية والرمضانية واتسع نطاقها ليمتد إلى المناطق والمديريات المجاورة وخصوصاً في العام 1417هـ/1995م وبإشراف مباشر من العلامة الشهاري والذي قام بدوره بتوفير مقر للمدرسة تمثل في غرفه تتبع منزله أوقفها لهذا الغرض, وبعد وفات العلامة الشهاري انتقل الإشراف على المدرسة إلى العلامة علي بن حسن الشرفي ومن بعده العلامة يحيى بن أحمد الخزان فالعلامة حسن بن علي عجلان النعمي
مراجع تم الاعتماد عليها:
(1) العلامة/ محمود حسين الحسام.
(2) مذكرات الكاتب
تمتاز مدينة المحابشة عن سائر مدن الشرفين بهجرتها العلمية العريقة والتي تحتل الترتيب الثاني في قائمة الهِجَر العلمية بعد هِجرة حورة بمدينة حجة على مستوى المحافظة .
اشتهرت هجرة المحابشة بتخريجها الكثير من العلماء والفقهاء والأدباء والمفكرين الذين ذاع صيتهم في تاريخ اليمن الإسلامي والوسيط والمعاصر كما لعبت دوراً محورياً في حياة المجتمع ليس في مدينة ومديرية المحابشة فحسب بل وعلى مستوى اليمن, حيث كان يؤمها الكثير من العلماء وطلبة العلوم الشرعية, ولذا كان من الطبيعي أن تلعب دوراً بارزاً في النهوض الفكري والإثراء الثقافية والمعرفي, وفي بناء وإصلاح المجتمع ونشر روح التسامح والإخاء والتعايش وترسيخ مبادئ وقواعد التعدد والتنوع والحوار البنَّاء بعيداً عن الانغلاق والتقوقع والتعصب الأعمى ورفض الأخر.
شهدت المحابشة قفزات علمية نوعية عبر تاريخيها العريض لاسيما في العام 1361هـ/1939م عندما أقدم المولى العلامة محمد بن يحيى يايه على تأسيس المدرسة العلمية كمؤسسة رسمية لتدريس العلوم الشرعية تتبع وزارة المعارف, بعد أن كان التعليم يتم بشكل غير رسمي وإلى جانبه كوكبة من جهابذة علماء المحابشة أمثال: العلامة ناصر مسلي والعلامة قاسم بن مهدي المغنخ والعلامة ناصر القاضي – العنسي انتساباً –والعلامة الزاهد علي أحمد الشهاري وغيرهم.
وبعد قيام ثورة 26 أيلول/سبتمبر 1962م دخلت المدرسة العلمية تحت إشراف وزارة التربية والتعليم وظلت على هذا الحال حتى سبعينيات القرن العشرين, شهدت بعدها نوعاً من الركود والجمود بسبب قيام ما عرف حينها بمعهد الأمين العلمي ببسط نفوذه على المدرسة العلمية وبالتالي تغيير نوعية المدرسين والمناهج التي اعتادت مدرسة وهجرة المحابشة على تدريسها منذ قرون خلت ما أدى إلى انقطاع السبل بين المدرسة وبين مواصلة دورها التنويري الريادي الذي اشتهرت به.
ورغم كل المحن والعراقيل التي اعترضت مسيرة المدرسة في السبعينيات والثمانينات من القرن الماضي إلا أن العديد من علمائها استمروا في تدريس العلوم الشرعية في منازلهم أمثال: العلامة عبدالله يايه والعلامة علي بن أحمد الشهاري والعلامة يحيى بن أحمد الخزان والعلامة علي بن حسن الشرفي والعلامة علي بن أحمد أبو هادي وغيرهم, كما كان للعلامة علي أحمد الشهاري دور كبير في إعادة إحياء المدرسة من جديد بعد عقدين من الركود والجمود حيث قام في العام 1410هـ/1988م بأول تحرك عملي تمثل في إقامة الدورات الرمضانية ومن حينها صارت المدرسة فرعاً من فروع الجامع الكبير بصنعاء.
على أن هذه الخطة الجسورة أحدثت أصداءً واسعة في أوساط المجتمع بدت ثمرتها واضحة للعيان بعد قيام الوحدة اليمنية عبر التوجه إلى إقامة أول دورة صيفية في العام 1413هـ/1991م جرى فيها تدريس المنهج القديم في صورة مبسطة, توالت بعدها الدورات الصيفية والرمضانية واتسع نطاقها ليمتد إلى المناطق والمديريات المجاورة وخصوصاً في العام 1417هـ/1995م وبإشراف مباشر من العلامة الشهاري والذي قام بدوره بتوفير مقر للمدرسة تمثل في غرفه تتبع منزله أوقفها لهذا الغرض, وبعد وفات العلامة الشهاري انتقل الإشراف على المدرسة إلى العلامة علي بن حسن الشرفي ومن بعده العلامة يحيى بن أحمد الخزان فالعلامة حسن بن علي عجلان النعمي
مراجع تم الاعتماد عليها:
(1) العلامة/ محمود حسين الحسام.
(2) مذكرات الكاتب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق