بفتح الميم وسكون الحاء المهملة، بعدها باء موحدة فشين مُعجمة فياء، نسبة إلى جبل المحابشة بمحافظة حجة، من البيوت العلمية والقضائية المشتهرة في اليمن، يرجعون بنسبهم إلى الخليفة الثاني عمر بن الخطاب كما يذكر زبارة في "نشر العُرف"، مُفيداً بأن جدهم الجامع هو "نهشل المحبشي"، وأن كل من يُعرف بهذا اللقب في المحابشة وشهارة وإب وجِبلة من أصلٍ واحد، وهو الشيخ نهشل بن منصور بن أحمد بن زيد (يذكر مشجر قضاة بيت المحبشي بصنعاء أن زيد هذا تلقب بالمحبشي) - .. - بن أحمد بن محمد بن عمر بن إبراهيم بن واقد بن محمد (يذكر ذات المشجر أن محمد هذا أُشتهر بالمحبشي) بن زيد بن عبدالله بن عمر بن الخطاب القُرشي نسباً المحبشي لقباً، من أعلام القرن الثامن الهجري.
أتى جدهم "إبراهيم بن واقد" من كوفة العراق، وتزوج من ذي لعوة السلمانيين بخولة أرحب، وأنجب "عمر بن إبراهيم"، وتولى عمر ولاية اليمن للمأمون العباسي، استمرت ولايته من صفر 198 هـ إلى ذي القعدة من نفس العام، ثم تولى ابنه محمد أحمر العين بعض أجزاء اليمن ومسكنه بضمر خيوان من أعمال خمر عمران، ثم ابنه أحمد بن محمد، وهو أول من ثار ضد الدولة العباسية من امراء الاقطاع باليمن سنة 212 هـ، وكانت له ولاية محلية امتدت إلى حرف سفيان.
في أواخر القرن الرابع الهجري انتقلت ذريته إلى المحابشة بحجة، على الأرجح، وكانت وقتها تُسمى بالمدينة العوجاء، كما يقول بعض المعاصرين من أعلامها، ولم نقف على أساس لذلك.
وفي أواخر القرن الخامس الهجري تسمّت بالمحابشة نسبة إلى المحبشي، وورد ذكرها لأول مرة باسم المحابشة في كُتب مُؤرخي الدولة الرسولية، ومنهم عبدالباقي بن عبدالمجيد المتوفي عام 733 هـ في كتابه "بُهجة الزمن في تاريخ اليمن" وفتح القمر الرسولي الثالث للمحابشة سنة 634 هـ، وعلي بن أبي بكر بن الحسن الخزرجي المتوفي عام 812 هـ في الجزء الأول من كتابه "العقود اللؤلؤية في تاريخ الدولة الرسولية"، وعبدالرحمن الديبع المتوفي عام 944 هـ في كتابه "قُرة العيون بأخبار اليمن الميمون".
في القرن الثامن لمع نجم الشيخ نهشل المحبشي، وأنجب نهشل هذا زيدٌ، ويُقال أن له ولدٌ أخر اسمه محمد بن نهشل لكن لم نقف على معلومات عنه وعن ذريته، وزيد بن نهشل أنجب علي وفتح الله، وفتح الله أنجب ناصر وأحمد وفي ذريتهما القضاء والعلم، وناصر بن فتح الله أنجب محمد والهادي وأحمد، وأحمد بن فتح الله أنجب صلاح – وفاته في العام 1045 هـ، وعلي بن زيد بن نهشل أنجب ناصر وصالح وصلاح، وفي ذرية ناصر بن علي الإمارة والأملاك، وناصر بن علي أنجب زكية ومحمد والهادي والحسين وأحمد وسراج (مسكنه بصنعاء، من أولاده عبدالله بن سراج تولى عدة مناطق بتهامة) وعلي وعبدالله ومومنة، وصالح بن علي بن زيد أنجب عبدالله، وعبدالله بن صالح أنجب الهادي والحسن، وصلاح بن علي بن زيد أنجب عبدالله، وعبدالله أنجب أحمد وزيد.
في نهاية القرن العاشر الهجري برز منهم العديد من الأمراء والوزراء، وشاركوا الإمام القاسم وأولاده محمد بن القاسم والمتوكل على الله إسماعيل ومحمد بن إسماعيل فتوحاتهم ونضالهم ضد العثمانيين.
يتواجد بيت المحبشي اليوم في العديد من المناطق اليمنية، منها إب وقود لعصار يهر يافع وعدن وميفعة عنس بذمار وخولان صنعاء وسنحان وشهارة وبني جيش وكحلان عفار ومعمرة وعيال يزيد وصعدة وجيزان وحجة والمحابشة وكحلان الشرف ووادي حضرموت .. ألخ.
أصل تسميتهم مأخوذة من سوق لعمر بن الخطاب وأسرته على الأغلب اسمه "حُباشة" بضم الحاء، يقع شرق بلدة القنفذة، و"حُباشة" تعني الأشياء المتضادة وغير المتجانسة، والحُباشة آلة الحرب أيضاً، ولقب لعمر بن معد كرب، ولعلى ما ذكره الهمداني في إكليله عن تصادم محمد أحمر العين مع أخواله ومشاركته في معارك الجزار الهاشمي عام 200 وقتله بن خالته "أبو علكم المراني"، واحدة من نزعات التسمية بما فيها من تضاد ومعاكسة للمعقول المتعارف عليه.
وينسب مُؤرخي عهدي الإمام القاسم بن محمد والمهدي عباس بيت المحبشي إلى الأشراف.
وفي "معجم البلدان" و"موسوعة الألقاب اليمنية" لإبراهيم المقحفي إشارة إلى بيتين، الأول أعاده إلى عمر بن الخطاب، والثاني حديث منفصل عن نهشل وإشارة إلى جبل يحمل اسمه يقع جنوب مدينة المحابشة، مُتمتماً: وهم يعودون إلى الحسن بن علي بن أبي طالب.
بينما جزم القاضي عبدالله الشماحي في كتابه "اليمن الأرض الإنسان الحضارة" أن هناك عشرة بيوت في اليمن تم نسبتها إلى قريش ظُلماً، رغم أنها حميرية خالصة، وذكر منها بيت المحبشي وبيت العلفي وبيت السماوي وبيت الشجني وبيت حُميد.
ورأي المقحفي فيما يتعلق بالحسن بن علي والشماحي فيما يتعلق بحمير يفتقر للدليل، ولذا فهو مجرد اجتهاد لا صحة له، على عكس نسبتهم لعبدالله بن عمر بن الخطاب.
وبدأ الحديث عن تواجد بيت المحبشي في الألف العاشرة للهجرة، وتحديداً خلال حقبة الإمام القاسم بن محمد مع بعض الإشارات إلى معارك علي بن زيد بن نهشل المحبشي وفتح الله بن زيد بن نهشل المحبشي في بعض مناطق تهامة ومعارك ناصر بن علي بن زيد - وفاته في العام 1045 هـ - في ثلا وشبام وكحلان عفار وتنقلاته إلى المحابشة وما جاورها، واستقرار مؤقت لأحمد بن ناصر بن فتح الله - وفاته في العام 1039 هـ - بجبل المحبشي ومحمد بن ناصر بن فتح الله - وفاته في العام 1069 هـ - بالمخا ومن بعدهم عبدالله بن سراج بن ناصر بن علي - وفاته في حدود الفترة "1090 - 1100 هـ" .
والملاحظ، وجود شقيق لنهشل هو إبراهيم، كل ما نعلمه أن له ولد اسمه "علي بن إبراهيم بن منصور بن أحمد بن زيد"، وفاته في العام 920 هـ، ولا نعلم شيئ عن ذريته.
المحابشة، منطقة ومديرية بمحافظة حجة، وإليها تُنسب هذه الأسرة الكريمة، وهي مهوى بيت المحبشي وبيتهم الأول، ولهم تواجد في عدة مناطق فيها، منها منطقة شمسان ومدينة المحابشة وقرية المسبّح، وفي نهاية العام 1111 هـ، فضلوا التحصُّن بما بات يُعرف اليوم بقرية جبل المحبشي.
وجبل المحبشي، قرية ومحلة بمديرية المحابشة، تقع هذه القرية جنوب مدينة المحابشة، ولها تاريخٌ زاخرٌ بالعشرات من العلماء والقُضاة والقادة والساسة والمشائخ والحُكماء، وهي الجامعة لبيت المحبشي، ومنها تفرق أجدادهم في حدود القرون "9 - 11" الهجرية، يبلغ تعداد سكانها بحسب إحصاء العام 2004 نحو 1705 نسمة، موزعين بواقع 892 ذكور و813 إناث، وعدد أسرها 223 ومساكنها 134، ويجاوز تعدادهم وفقاً لتقديرات السنوات التالية 5000 نسمة، وهي قرية صغيرة قديمة، تمتاز بطابعها المعماري، حيث البيوت والحصون المتتابعة والمتراصة على شكل سلسلة، تقع على قمة جبل صخري، مُكوِنة فيما بينها لوحة فنية غاية في الجمال والإبداع، تُشبه إلى حدٍ كبير جناحي طائر مُحلِّق فوق سماء مدينة المحابشة من الجهة الجنوبية، وبسب هذه الميزة الفريدة اتخذها المصريون اثناء ثورة 26 سبتمبر 1962، مقراً عسكرياً، ويوجد بها العديد من المدافن الأرضية المحفورة في الصخور الرسوبية على شكل غُرف متداخلة كانت تُستخدم لتخزين الحبوب، وكهف أو حود - التسمية المحلية - "بني زيد"، وهو جُرف أرضي غائر، له منفذان، الأول يقع في وسط القرية والثاني يقع فوق منطقة تُسمى الهرناعة الواقعة نهاية وادي نخبان إلى الجنوب من جبل المحبشي، على امتداد نحو 500 متر، وبداخله العديد من البرك والغُرف والتماثيل القديمة والمنزلقات الغائرة تحت الأرض بأعماق تتراوح بين 25 - 50 متر، ذات تفرعات متاهية، ومن الشائعات المتداولة بين الأهالي أنه كان قرية عامرة لجماعة بشرية جحدوا نعمتهم فخسف الله بهم الأرض ليكونوا عبرة لغيرهم من الأمم، والمرجح أنه تكوين طبيعي، وبها مسجد أثري هو مسجد الفارسي، وخرائب مندثرة لقُرى عامرة تعود للعصر الوسيط بمنطقة المدارمة، وبِركة أثرية تعود على الأغلب للقرن الحادي عشر الهجري تُسمى بركة السيد، ويشكل بيت المحبشي اليوم نحو 85 % من سكانها، والبقية من بيوت: آل المحطوري، آل المدومي، آل المعمري، آل أبو هادي، آل الشيبة، آل شرجة، آل الشمري، آل الرحبي، آل الأهنومي.
وزيلة المحبشي، قرية ومحلة عامرة في جبل الشنظوف المشرف على وادي قُطابة/ بضم القاف/ من عزلة بني قُطيل/ بضم القاف وفتح الطاء/ ناحية عيال يزيد بمحافظة عمران، تُنسب للأمير ناصر بن علي بن زيد بن نهشل المحبشي، ومن محابشتها علماء فضلاء؛ نُسبوا إلى محابشة الشرفين بحجة، وتشتهر بهجرتها العلمية، وتخرج منها العديد من العلماء، ومن أعلامها المقرئ الشيخ محمد بن علي بن ناصر المحبشي رحمة الله عليه.
وبيوت المحبشي، محلة وبلدة تتبع قرية الشقرة من أعمال عزلة قداس بالعدين، تعداد سُكانها بحسب تعداد العام 2004 نحو 33 نسمة، تقطنها 6 أسر، ولأسرة بيت المحبشي تواجد في مدينة إب وريف إب وبعدان وجبلة والعدين، وبداية سُكنتهم اللواء الأخضر كانت بقرية السالمين في جبلة على الاغلب في نهاية المئة الحادية عشر للهجرة.
ترجم الدكتور عبدالولي الشميري في أعلام اليمن لنحو 12 شخصية من أعلامهم، والمؤرخ إبراهيم المقحفي في موسوعة الألقاب لنحو 24 شخصية، والقاضي إسماعيل الأكوع لعدة شخصيات من أعلامهم، والباحث زيد المحبشي لنحو 77 علماً من أعلامهم من مختلف المناطق والحقب التاريخية والمجالات المعرفية والنضالية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق